المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ا...... ب............ت مسابقة جديدة


النيلية
2007-07-22, 21:07
السلام عليكم


مسابقة جديدة اسال الله ان تعجبكم وان نستفيد منها
هي مسابقة أ، ب، ت، الحروف الهجائية...
نتذكر خلالها صحابة رسول الله وآل بيته الكريم صلى الله عليه وسلم...
وهو أن يبدأ احدنا بذكر صاحبي بحرف الألف ويذكر شي بسيط من سيرته ثم يأتي الأخر ويدكرنا بصحابي جليل بالحرف التالي من الحروف الهجائية وهكذا حتى ننهي جميع الحروف، فنكون قد تذكرنا 28 صحابي
ولنبدا بحرف الالف

النيلية
2007-07-22, 21:17
أبو ذر هو جندب بن جنادة الغفاري أحد السابقين الأولين وخامس خمسة في الإسلام


كان أبو ذر الغفاري (رضي الله عنه) من الرجال الذين أحبهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ووصفه بصفتين التصقا به وأصبحا يوجهانه في المواقف المختلفة ، وهما الصدق والوحدة والتفرد ، ولقد دفع الصدق أبا ذر لأن يكون من أكثر الصحابة مجاهرة بالحق مهما عرضه ذلك للأذى فكان من القلائل الذين أعلنوا إسلامهم في قريش ، أما الوحدة والتفرد فقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده).


مناقبه
وردت أحاديث في كتب الصحاح في فضل أبي ذر ومناقبه ومنها:
عن أبي حرب بن أبي الأسود قال سمعت عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله يقول "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر" رواه الإمام أحمد
وعن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ابن حجيرة الأكبر "عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" (مسلم)
وعن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم" (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك)

وعن المعرور بن سويد قال لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم "يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم"(مسلم)

وعن الأحنف بن قيس قال كنت بالمدينة فإذا أنا برجل يفر الناس منه حين يرونه قال قلت من أنت قال أنا أبو ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قلت ما يفر الناس قال إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

cd_nail
2007-07-22, 22:19
مع حرف الباء يأتي الصحابي

بلال بن رباح‏.‏

يكنى‏:‏ أبا عبد الكريم، وقيل‏:‏ أبا عبد الله، وقيل‏:‏ أبا عمرو وأمه حمامة من مولدي مكة لبني جمح، وقيل‏:‏ من مولدي السراة، وهو مولى أبي بكر الصديق، اشتراه بخمس أواقي، وقيل‏:‏ بسبع أواقي، وقيل‏:‏ بتسع أواقي، وأعتقه الله عز وجل وكان مؤذناً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخازناً‏.‏

شهد بدراً والمشاهد كلها، وكان من السابقين إلى الإسلام، وممن يعذب في الله عز وجل فيصبر على العذاب، وكان أبو جهل يبطحه على وجهه في الشمس، ويضع الرحا عليه حتى تصهره الشمس، ويقال‏:‏ أكفر برب محمد، فيقول‏:‏ أحد، أحد؛ فاجتاز به ورقة بن نوفل، وهو ذعب ويقول، أحد، أحد؛ فقال‏:‏ يا بلال، أحد أحد، والله لئن مت على هذا لأتخذن قبرك حناناً‏.‏

قيل‏:‏ كان مولى لبني جمح، وكان أمية بن خلف يعذبه، ويتابع عليه العذاب، فقدر الله سبحانه وتعالى أن بلالاً قتله ببدر‏.‏

قال سعيد بن المسيب، وذكر بلالاً‏:‏ كان شحيحاً على دينه، وكان يعذب؛ فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال‏:‏ الله الله، قال‏:‏ فلقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر، رضي الله عنه، فقال‏:‏ ‏"‏لو كان عندنا شيء لاشترينا بلالاً‏"‏‏:‏ قال‏:‏ فلقي أبو بكر العباس بن عبد المطلب فقال‏:‏ اشتر لي بلالاً، فانطلق العباس فقال لسيدته‏:‏ هل لك أن تبيعيني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره‏؟‏ قالت‏:‏ وما تصنع به‏؟‏ إنه خبيث، وإنه، وإنه‏.‏‏.‏‏.‏ ثم لقيها، فقال لها مثل مقالته، فاشتراه منها، وبعث به إلى أبي بكر، رضي الله عنه، وقيل‏:‏ إن أبا بكر اشتراه مدفون بالحجارة يعذب تحتها‏.‏

وآخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وكان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته سفراً وحضراً، وهو أول من أذن له في الإسلام‏.‏

أخبرنا يعيش بن صدقة بن علي الفراتي الفقيه الشافعي بإسناده إلى أحمد بن شعيب قال‏:‏ حدثنا محمد عن معدان بن عيسى، أخبرنا الحسن بن أعين، حدثنا زهير، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم عن الأسود بن بلال قال‏:‏ ‏"‏آخر الأذان، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله‏"‏‏.‏

فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يخرج إلى الشام، فقال له أبو بكر‏:‏ بل تكون عندي، فقال‏:‏ إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني، وإن كنت أعتقتني لله، عز وجل، فذرني أذهب إلى الله عز وجل فقال‏:‏ اذهب، فذهب إلى الشام، فكان به حتى مات‏.‏ وقيل‏:‏ إنه أذن لأبي بكر، رضي الله عنه، بعد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي إجازة، أخبرنا عمي، أخبرنا أبو طالب بن يوسف، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن الفهم، أخبرنا محمد بن سعد، أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، أخبرنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن، حدثني عبد الله بن محمد بن عمار بن سعد وعمار بن حفص بن سعد، وعمر بن حفص بن عمر بن سعد، عن آبائهم، عن أجدادهم أنهم أخبروهم قالوا‏:‏ لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال إلى أبي بكر، رضي الله عنه، فقال‏:‏ يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏أفضل أعمال المؤمن الجهاد في سبيل الله‏"‏ وقد أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت، فقال أبو بكر‏:‏ أنشدك الله يا بلال، وحرمتي وحقي، فقد كبرت واقترب أجلي، فأقام بلال مع أبي بكر حتى توفي أبو بكر، فلما توفي جاء بلال إلى عمر رضي الله عنه فقال له كما قال لأبي بكر، فرد عليه كما رد أبو بكر، فأبى، وقيل إنه لما قال له عمر، ليقيم عنده، فأبى عليه‏:‏ ما يمنعك أن تؤذن‏؟‏ فقال‏:‏ إني أذنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض، ثم أذنت لأبي بكر حتى قبض؛ لأنه كان ولي نعمتي، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏يا بلال، ليس عمل أفضل من الجهاد في سبيل الله، فخرج إلى الشام مجاهداً، وإنه أذن لعمر بن الخطاب لما دخل الشام مرة واحدة، فلم ير باكياً أكثر من ذلك اليوم‏.‏

روى عنه أبو بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وعبد الله بن عمر، وكعب بن عجرة، وأسامة بن زيد، وجابر، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وروى عنه جماعة من كبار التابعين بالمدينة والشام، وروى أبو الدرداء أن عمر بن الخطاب لما دخل من فتح بيت المقدس إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل ذلك، قال‏:‏ وأخي أبو رويحة الذي آخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينه‏؟‏ قال‏:‏ وأخوك، فنزلا داريا في خولان، فقال لهم‏:‏ قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين، فهدانا الله، وكنا مملوكين فأعتقنا الله، وكنا فقيرين فأغنانا الله، فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما‏.‏

ثم إن بلالاً رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يقول‏:‏ ‏"‏ما هذه الجفوة يا بلال‏؟‏ ما آن لك أن تزورنا‏"‏ فانتبه حيزناً، فركب إلى المدينة فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يقبلهما ويضمهما، فقالا له‏:‏ نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلما قال‏:‏ ‏"‏الله أكبر، الله أكبر‏"‏ ارتجت المدينة، فلما قال‏:‏ ‏"‏أشهد أن لا إله إلا الله‏"‏ زادت رجتها، فلما قال‏:‏ ‏"‏أشهد أن محمداً رسول الله‏"‏ خرج النساء من خدورهن فما رئي يوم أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم‏.‏

أخبرنا أبو جعفر بن أحمد بن علي، وإسماعيل بن عبيد الله بن علي، وإبراهيم بن محمد بن مهران، قالوا‏:‏ بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال‏:‏ حدثنا الحسين بن حريث، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، أخبرنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال‏:‏ ‏"‏أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالاً فقال‏:‏ ‏"‏يا بلال، بم سبقتني إلى الجنة‏؟‏ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشختك أمامي‏"‏‏.‏

وأخبرنا عمر بن محمد بن المعمر وغيره قالوا‏:‏ أخبرنا هبة الله بن عبد الواحد الكاتب، أخبرنا أبو طالب محمد بن غيلان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، أخبرنا أبو منصور بن سليمان بن محمد بن الفضل البجلي، أخبرنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي أن بلالاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تسبقني بآمين‏"‏‏.‏

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول‏:‏ ‏"‏أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا‏"‏ يعني‏:‏ بلالاً‏.‏

وقال مجاهد‏:‏ أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة‏:‏ رسول الله، وأبو بكر، وخباب، وصعيب، وعمار، وبلال، وسمية أم عمار؛ فأما بلال فهانت عليه نفسه في الله، عز وجل، وهان على قومه فأخذوه فكتفوه، ثم جعلوا في عنقه حبلاً من ليف فدفعوه إلى صبيانهم، فجعلوا يلعبون به بين أخشبي مكة، فإذا ملوا تركوه، وأما الباقون فترد أخبارهم في أسمائهم‏.‏

وروى شبابة، عن أيوب بن سيار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق، عن بلال‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أذنت في غداة باردة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلم ير في المسجد أحداً فقال‏:‏ ‏"‏أين الناس‏"‏‏؟‏ فقلت‏:‏ حبسهم القر، فقال‏:‏ ‏"‏اللهم أذهب عنهم البرد‏"‏، قال‏:‏ فلقد رأيتهم يتروحون في الصلاة‏"‏‏.‏ ورواه الحماني، وغيره عن أيوب، ولم يذكروا أبا بكر‏.‏

قال محمد بن سعد كاتب الواقدي‏:‏ توفي بلال بدمشق، ودفن بباب الصغير سنة عشرين، وهو ابن بضع وستين سنة، وقيل‏:‏ مات سنة سبع أو ثماني عشرة، وقال علي بن عبد الرحمن‏:‏ مات بلال بحلب، ودفن على باب الأربعين، وكان آدم شديد الأدمة، نحيفاً طوالاً، أجنى خفيف العارضين‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ وله أخ اسمه خالد، وأخت اسمها‏:‏ غفيرة، وهي مولاة عمر بن عبد الله مولى غفرة المحدث، ولم يعقب بلال‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏



نقلا عن كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة

النيلية
2007-07-23, 17:12
من لحرف التاء ................هل من مشارك والاجر من الله ؟

الأمير
2007-07-24, 01:18
حرف التاء

تميم بن أوس بن خارجة الداري (المكنى بأبي رقيّة)

و هو من قبيلة لخم القحطانية التي استقرت في بلاد الشام بعد انهيار سد مأرب

ولد في فلسطين، وكان نصرانياً، ثم قدم المدينة سنة 9هـ وأعلن إسلامه أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، وحدثه بحديث الجسّاسة بشأن الدجال، وأعجب ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدث به على منبره الشريف.

فكان الصحابي الوحيد الذي روى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد روى عنه قصة الجسّاسة التي أخرجها مسلم في صحيحه (راجع الحديث).

و من حرصه على إخفاء الطاعات : سأل رجل تميم بن أوس الداري رضي الله عنه فقال له: كيف صلاتك بالليل؟ فغضب غضبا شديدا ثم قال: والله لركعة أصليها في جوف الليل في السر أحب إلي من أن أصلي الليل كله، ثم أقصه على الناس.

كان ذا هيئة ولباس، وهو أول من أسرج السرج في المسجد النبوي الشريف، وأول من أشار بصنع المنبر، وأول من قص القصص في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد عينه الخليفة عمر مع أبي بن كعب إماماً للتراويح في المسجد النبوي، فكانا يتناوبان على الإمامة.

كان تميم عابداً، كثير التلاوة لكتاب الله عز وجل، كثير التهجد، وكان يختم القرآن كل سبع ليال


قصّة الجسّاسة / الفتن وأشراط الساعة / صحيح مسلم

حدثنا عبدالوارث بن عبدالصمد بن عبدالوارث، وحجاج بن الشاعر‏.‏ كلاهما عن عبدالصمد ‏(‏واللفظ لعبدالوارث بن عبدالصمد‏)‏‏.‏ حدثنا أبي عن جدي، عن الحسين بن ذكوان‏.‏ حدثنا ابن بريدة‏.‏ حدثني عامر بن شراحيل الشعبي، شعب همدان؛

أنه سأل فاطمة بنت قيس، أخت الضحاك بن قيس‏.‏ وكانت من المهاجرات الأول‏.‏ فقال‏:‏ حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ لا تسنديه إلى أحد غيره‏.‏ فقالت‏:‏ لئن شئت لأفعلن‏.‏ فقال لها‏:‏ أجل‏.‏ حدثيني‏.‏ فقالت‏:‏ نكحت ابن المغيرة‏.‏ وهو من خيار شباب قريش يومئذ‏.‏ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فلما تأيمت خطبني عبدالرحمن بن عوف، في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وخطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه أسامة بن زيد‏.‏ وكنت قد حدثت؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏من أحبني فليحب أسامة‏"‏ فلما كلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت‏:‏ أمري بيدك‏.‏ فأنكحني من شئت‏.‏ فقال ‏"‏انتقلي إلى أم شريك‏"‏ وأم شريك امرأة غنية، من الأنصار‏.‏ عظيمة النفقة في سبيل الله‏.‏ ينزل عليها الضيفان‏.‏ فقلت‏:‏ سأفعل‏.‏ فقال ‏"‏لا تفعلي‏.‏ إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان‏.‏ فإني أكره أن يسقط عنك خمارك، أو ينكشف الثوب عن ساقيك، فيرى القوم منك بعض ما تكرهين‏.‏ ولكن انتقلي إلى ابن عمك، عبدالله بن عمرو بن أم مكتوم‏"‏ ‏(‏وهو رجل من بني فهر، فهر قريش وهو من البطن الذي هي منه‏)‏ فانتقلت إليه‏.‏ فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي، منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي‏:‏ الصلاة جامعة‏.‏ فخرجت إلى المسجد‏.‏ فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم‏.‏ فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، جلس على المنبر وهو يضحك‏.‏ فقال ‏"‏ليلزم كل إنسان مصلاه‏"‏‏.‏ ثم قال ‏"‏أتدرون لما جمعتكم‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال ‏"‏إني، والله‏!‏ ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة‏.‏ ولكن جمعتكم، لأن تميما الداري، كان رجلا نصرانيا، فجاء فبايع وأسلم‏.‏ وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال‏.‏ حدثني؛ أنه ركب في سفينة بحرية، مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام‏.‏ فلعب بهم الموج شهرا في البحر‏.‏ ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس‏.‏ فجلسوا في أقرب السفينة‏.‏ فدخلوا الجزيرة‏.‏ فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر‏.‏ لا يدرون ما قبله من دبره‏.‏ من كثرة الشعر‏.‏ فقالوا‏:‏ ويلك‏!‏ ما أنت‏؟‏ فقالت‏:‏ أنا الجساسة‏.‏ قالوا‏:‏ وما الجساسة‏؟‏ قالت‏:‏ أيها القوم‏!‏ انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير‏.‏ فإنه إلى خبركم بالأشواق‏.‏ قال‏:‏ لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة‏.‏ قال فانطلقنا سراعا‏.‏ حتى دخلنا الدير‏.‏ فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا‏.‏ وأشده وثاقا‏.‏ مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه، بالحديد‏.‏ قلنا‏:‏ ويلك‏!‏ ما أنت‏؟‏ قال‏:‏ قد قدرتم على خبري‏.‏ فأخبروني ما أنتم‏؟‏ قالوا‏:‏ نحن أناس من العرب‏.‏ ركبنا في سفينة بحرية‏.‏ فصادفنا البحر حين اغتلم‏.‏ فلعب بنا الموج شهرا‏.‏ ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه‏.‏ فجلسنا في أقربها‏.‏ فدخلنا الجزيرة‏.‏ فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر‏.‏ لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر‏.‏ فقلنا‏:‏ ويلك‏!‏ ما أنت‏؟‏ فقالت‏:‏ أنا الجساسة‏.‏ قلنا وما الجساسة‏؟‏ قالت‏:‏ اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير‏.‏ فإنه إلى خبركم بالأشواق‏.‏ فأقبلنا إليك سراعا‏.‏ وفزعنا منها‏.‏ ولم نأمن أن تكون شيطانة‏.‏ فقال‏:‏ أخبروني عن نخل بيسان‏.‏ قلنا‏:‏ عن أي شأنها تستخبر‏؟‏ قال‏:‏ أسألكم عن نخلها، هل يثمر‏؟‏ قلنا له‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ أما إنه يوشك أن لا تثمر‏.‏ قال‏:‏ أخبروني عن بحيرة الطبرية‏.‏ قلنا‏:‏ عن أي شأنها تستخبر‏؟‏ قال‏:‏ هل فيها ماء‏؟‏ قالوا‏:‏ هي كثيرة الماء‏.‏ قال‏:‏ أما إن ماءها يوشك أن يذهب‏.‏ قال‏:‏ أخبروني عن عين زغر‏.‏ قالوا‏:‏ عن أي شأنها تستخبر‏؟‏ قال‏:‏ هل في العين ماء‏؟‏ وهل يزرع أهلها بماء العين‏؟‏ قلنا له‏:‏ نعم‏.‏ هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها‏.‏ قال‏:‏ أخبروني عن نبي الأميين ما فعل‏؟‏ قالوا‏:‏ قد خرج من مكة ونزل يثرب‏.‏ قال‏:‏ أقاتله العرب‏؟‏ قلنا‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ كيف صنع بهم‏؟‏ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه‏.‏ قال لهم‏:‏ قد كان ذلك‏؟‏ قلنا‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه‏.‏ وإني مخبركم عني‏.‏ إني أنا المسيح‏.‏ وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج‏.‏ فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة‏.‏ غير مكة وطيبة‏.‏ فهما محرمتان علي‏.‏ كلتاهما‏.‏ كلما أردت أن أدخل واحدة، أو واحدا منهما، استقبلني ملك بيده السيف صلتا‏.‏ يصدني عنها‏.‏ وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها‏.‏ قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعن بمخصرته في المنبر ‏"‏هذه طيبة‏.‏ هذه طيبة‏.‏ هذه طيبة‏"‏ يعني المدينة ‏"‏ألا هل كنت حدثتكم ذلك‏؟‏‏"‏ فقال الناس‏:‏ نعم‏.‏ ‏"‏فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة‏.‏ ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن‏.‏ لا بل من قبل المشرق، ما هو‏.‏ من قبل المشرق، ما هو‏.‏ من قبل المشرق، ما هو‏"‏ وأومأ بيده إلى المشرق‏.‏ قالت‏:‏ فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.

رابط حديث قصة الجسّاسة (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=1&Rec=6737)

وحيــــد
2007-07-24, 05:14
شكرا بنت جبيل على الموضوع الجميل و الهادف
بارك الله فيك

أشارك بحرف الثاء مع الصحابي

ثمامة بن أثال الحنفي ، أحد ملوك العرب ، وسيد من سادات بني

حنيفة المرموقين ، وملك من ملوك اليمامة الذين لا يُعصى لهم أمر .

في السنة السادسة للهجرة عزم الرسول (صلوات الله عليه) على ان يوسع نطاق دعوته الى الله فكتب ثمانية كتب الى ملوك العرب والعجم وبعث بها اليهم يدعوهم فيها الى الاسلام.
وكان من ضمن من كاتبهم (ثمامة بن أثال الحنفي).
ولا عجب، فثمامة من وجهاء العرب، وسيد من سادات بني حنيفة المرموقين... وملك من ملوك اليمامة الذين لا يعصى لهم امر.
استلم ثمامة رسالة النبي (عليه الصلاة والسلام) بالاستهزاء والاعراض، واخذته العزة بالاثم، فاصم اذنيه عن سماع دعوة الحق والخير...
ثم انه اغواه شيطانه فاغراه بقتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاخذ يتحين الفرص للقضاء على النبي (صلى الله عليه وسلم) ودعوته حتى اصاب منه غفلة، وكادت تتم الجريمة، الا ان الله نجى نبيه من شره.
لكن ثمامة اذا كان قد كف عن رسول الله (صلوات الله وسلامه) عليه فانه لم يكف عن اصحابه، حيث اخذ يتربص بهم، حتى ظفر بعدد منهم وقتلهم شر قتلة، فاهدر النبي (عليه الصلاة والسلام) دمه، واعلن ذلك في اصحابه.
بعد ذلك عزم ثمامة بن أثال على اداء العمرة، فانطلق من ارض اليمامة باتجاه مكة، وبينما كان ثمامة يمضي في طريقه قريبا من المدينة، رصدته سرية من سرايا رسول الله (صلوات الله عليه) كانت تدور وتتنقل خوفا من ان يطرق المدينة طارق، او يريدها معتد بشر.
فاسرت السرية ثمامة- وهي لا تعرفه- واتت به الى المدينة، وشدته الى سارية من سواري المسجد، منتظرة ان يقف النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) بنفسه على شأن الاسير، وان يأمر بأمره.
ولما خرج النبي (عليه الصلاة والسلام) الى المسجد، وهمَّ بالدخول فيه رأى ثمامة مربوطا في السارية، فقال لاصحابه : (اتدرون من اخذتم؟).
فقالوا: لا يارسول الله.
فقال: ( هذا ثمامة بن أثال الحنفي، فأحسنوا اساره.. ) .
ثم رجع عليه الصلاة والسلام الى اهله وقال : اجمعوا ما كان عندكم من طعام وابعثوا به الى ثمامة بن أثال... ) .
ثم أمر بناقته ان تحلب له في الغدو والرواح، وان يقدم اليه لبنها...
وقد تم ذلك كله قبل ان يلقاه الرسول صلوات الله عليه او يكلمه.
بعد ذلك اقبل النبي (صلى الله عليه وسلم) على ثمامة يريد ان يستدرجه الى الاسلام وقال: (ما عندك ياثمامة؟ ) .
فقال: عندي يا محمد خير.. فان تقتل تقتل ذا دم... وان تنعم تنعم على شاكر... وان كنت تريد المال، فسل تعط منه ما شئت.
فتركه رسول الله (صلوات الله عليه) يومين على حاله، يؤتى له بالطعام والشراب، ويحمل اليه لبن الناقة ثم جاءه، فقال : (ما عندك ياثمامة؟ ) .
قال ليس عندي الا ما قلت لك من قبل.. فان تنعم تنعم على شاكر.. وان تقتل تقتل ذا دم … وان كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت.
فتركه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى اذا كان اليوم التالي جاءه فقال : (ما عندك يا ثمامة؟ ) فقال: عندي ما قلت لك... ان تنعم تنعم على شاكر، وان تقتل تقتل ذا دم. وان تريد المال اعطيتك منه ما تشاء.
فالتفت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الى اصحابه وقال : (اطلقوا ثمامة...).
ففكوا وثاقه واطلقوه.
غادر ثمامة مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وذهب حتى اذا بلغ نخلا في حواشي المدينة- قريباً من البقيع- فيه ماء اناخ راحلته عنده، وتطهر من مائه فاحسن طهوره، ثم عاد ادراجه الى المسجد.
فما ان بلغه حتى وقف على ملأ من المسلمين وقال: اشهد ان لا اله الا الله، واشهد ان محمداً عبده ورسوله.
ثم اتجه الى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال: يا محمد والله ما كان على ظهر الارض وجه ابغض اليّ من وجهك... وقد اصبح وجهك أحب الوجوه كلها اليّ.
والله ما كان دين ابغض اليّ من دينك، فاصبح دينك احب الدين كله اليّ.
ووالله ما كان بلد ابغض اليّ من بلدك، فاصبح بلدك احب البلاد كلها اليّ.
ثم اردف قائلاً: لقد كنت اصبت في اصحابك دما فما الذي توجبه عليّ؟
فقال (عليه الصلاة والسلام) : (لاتثريب عليك ياثمامة... فان الاسلام يجب ما قبله) وبشره النبي (صلى الله عليه وسلم) بالخير الذي كتبه الله باسلامه، فانبسطت اسارير ثمامة وقال: والله لأصيبن من المشركين اضعاف ما اصبت من اصحابك، ولأضعن نفسي وسيفي ومن معي في نصرتك ونصرة دينك.
ثم قال: يا رسول الله خيلك اخذتني وانا اريد العمرة فماذا ترى ان افعل؟ فقال عليه الصلاة والسلام : (امض لأداء عمرتك ولكن على شرعة الله ورسوله) وعلمه ما يقوم به من المناسك.
ذهب ثمامة الى غايته حتى اذا وصل بطن مكة وقف يجلجل بصوته العالي قائلاً : (لبيك اللهم لبيك... لبيك لا شريك لك لبيك... ان الحمد والنعمة لك والملك... لا شريك لك) فكان أول مسلم على ظهر الارض دخل مكة ملبيا.
سمعت قريش صوت التلبية فهبت مغضبة مذعورة، واستلت السيوف من اغمادها، واتجهت نحو الصوت لتبطش بهذا الذي تجرأ على اعلان كلمة التوحيد في ناديهم.
ولما اقبل القوم على ثمامة رفع صوته بالتلبية، وهو ينظر اليهم بكبرياء، فهَمّ فتى من فتيان قريش ان يقتله بسهم، فمنعوه وقالوا: ويحك اتعلم من هذا. انه ثمامة بن أثال ملك اليمامة ثم أقبل القوم على ثمامة وقالوا: ما بك يا ثمامة؟ اصبوت وتركت دينك ودين آبائك؟
فقال: ما صبوت ولكني اتبعت خير دين... اتبعت دين محمد.
ثم اردف يقول: اقسم برب هذا البيت، انه لا يصل اليكم بعد عودتي الى اليمامة حبة من قمحها او شيء من خيراتها حتى تتبعوا محمداً عن آخركم...
اعتمر ثمامة بن أثال على مرأى من قريش كما امره الرسول (صلوات الله عليه) ان يعتمر وذبح تقربا لله لا للانصاب والاصنام، وذهب الى بلاده فأمر قومه ان يحبسوا الميرة عن قريش، فصدعوا بأمره واستجابوا له، وحبسوا خيراتهم عن اهل مكة.
اخذ الحصار الذي فرضه ثمامة على قريش يشتد شيئاً فشيئاً، فارتفعت الاسعار، وفشا الجوع في الناس واشتد عليهم الكرب، حتى خافوا على انفسهم وابنائهم من ان يهلكوا جوعا عند ذلك كتبوا الى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقولون: ان عهدنا بك انك تصل الرحم وتحض على ذلك... وها انت قد قطعت ارحامنا، فقتلت الاباء بالسيف، وأمتّ الابناء بالجوع.
وان ثمامة بن أثال قد قطع عنا ميرتنا واضرَّبنا، فإن رايت ان تكتب اليه ان يبعث الينا بما نحتاج اليه فافعل.
فكتب (عليه الصلاة والسلام) الى ثمامة بان يطلق لهم ميرتهم فاطلقها.
ظل ثمامة بن أثال- ما امتدت به الحياة- وفيا لدينه، حافظا لعهد نبيه، فلما التحق الرسول (عليه الصلاة والسلام) بالرفيق الاعلى، واخذ العرب يخرجون من دين الله افواجا، كما دخلوا فيه افواجا، وقام مسيلمة الكذاب في بني حنيفة يدعوهم الى الايمان به، وقف ثمامة في وجهه، وقال لقومه: يا بني حنيفة اياكم وهذا الامر المظلم الذي لا نور فيه...
انه والله لشقاء كتبه الله عز وجل على من اخذ به منكم، وبلاء على من لم يأخذ به.
ثم قال: يا بني حنيفة انه لا يجتمع نبيان في وقت واحد، وان محمداً رسول الله لانبي بعده، ولا نبي يشرك معه.
ثم قرأ عليهم : (حم. تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم. غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو اليه المصير) .
ثم قال: اين كلام الله هذا من قول مسيلمة : ( يا ضفدع نقي ما تنقين. لا الشراب تمنعين ولا الماء تكدرين) .
ثم ذهب مع من بقي من الاسلام من قومه، يقاتل المرتدين جهاداً في سبيل الله واعلاء لكلمته في الارض.
جزى الله ثمامة بن أثال عن الاسلام والمسلمين خيرا...
************************************************** *****************

منقول بدون تحقق

فتاة الإسلام
2007-07-24, 18:44
جعفر بن ابي طالب


جعفر بن ابي طالب هو احد ابطال الاسلام الذين ضحوا من اجل الدين والعقيدة كما ضحى أبوه أبو طالب بن عبدالمطلب واخوته علي وعقيل وطالب.
ولد في مكة بعد عام الفيل بعشرين سنة ، وهو من المسلمين الأوائل الذين جاهدوا في سبيل الله وكان ثالث شخص امن برسالة النبي(ص) حتى قال فيه: (علي أصلي وجعفر فرعي) كما قال : (رأيت جعفرأ يطير في الجنة مع الملائكة ).
وكان حاملا للاخلاق الحميدة والصفات الطيبة كصدق الحديث وحب الخير للناس ومساعدتهم والابتعاد عن الذنوب . وعندما أسلم سارعت قبيلة قريش الى إيذاء المسلمين ومنع الآخرين من دخول الإسلام بالقوة رغم وجود ابي طالب وهو شيخ من شيوخ قريش إلأ ان النبي (ص) دعا قسما من المسلمين للهجرة الى الحبشة . فهاجر منهم حوالي 80 مسلما يقودهم جعفر بن ابي طالب، ولم تتركهم قريش عند هذا بل عملت على إرسال وفد يترأسه عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد حاملين معهم هدايا الى النجاشي ملك الحبشة وحاشيته يطلبون منه أن يسلمهم المسلمين،
وقالوا له : ان هؤلاء قد خالفوا ديننا ورفضوا عبادة الهتنا، نطلب منك أن تردهم الينا.
ولم يتعجل ملك الحبشة الأمر، فبعث الى جعفر بن أبي طالب يسأله فأجاب بقول بليغ :
ان هؤلاء القوم ليس لهم علينا دين . ولا نحن عبيدهم . لقد اذونا فجئنا عندك طلبا للأمان بعد ان امنا بالنبي(ص) الذي أمرنا بترك الظلم والحرام ، وان نحسن الى ذي القربئ ونأمر بالعدل والإحسان .
فقال النجاشي وكان من المسيحيين : بهذا ارسل الله تعالى عيسى (ع) ثم بكى بعد ان قرا عليه جعفر شيا من القران وقال: والله هذا هو الحق ، ونجى المسلمون من عذاب الكافرين وبقي جعفر وأصحابه في الحبشة حتى عادوا الى المدينة في السنة السابعة للهجرة عندما فتح النبي(ص) خيبر وجاء معه سبعون رجلا من اهل الحبشة بعد أن اسلموا على يده ، وفرح الرسول الكريم (ص) كثيرا بعودته بعد غياب طويل ، وقد كافأه النبي(ص) بأن علمه صلاة خاصة سميت فيما بعد بصلاة جعفر الطيار بعد ان ظن الناس انه سيعطيه هدية من الذهب والفضة.
وكان لجعفر بن ابي طالب أولاد هم : عبد الله الذي ولد في الحبشة وهو أول مولود للمسلمين فيها، وقال فيه رسول الله (ص ): عبد الله يشبه خَلقي وخُلقي. ولم يبايع النبي(ص ) من الأطفال إلا عبد الله والحسن والحسين وعبد الله بن عباس .ولجعفر ولدان آخران هما عون ومحمد ممن ولد في الحبشة أيضأ.
وأرسله الرسول (ص) لقتال جيش الروم شرق نهر الاردن ، وكان جيش العدو أكبر منهم بكثير. ومع ذلك قرر أن يقاتلهم لمنعهم من الهجوم على المدينة حتى أستشهد في معركة مؤتة، بعد أن قطعوا يديه لذا عوضه الله تعالى بجناحين يطير بهما في الجنة فسمي بذلك جعفر الطيار ، وكانت شهادته فاجعة كبيرة للمسلمين خاصة الرسول (ص ) حيث حزن عليه كثيرألأنه من قادته الابطال فقد قال فيه : (رحم الله عمي أبا طالب لو ولد الناس كلهم لكانوا شجعانأ).

النيلية
2007-07-26, 20:26
كان حبيب بن زيد وأبوه زيد بن عاصم -رضي الله عنهما- من السبعين المباركين
في بيعة العقبـة الثانيـة ، وكانت أمه نسيبة بنت كعب أولى السيدتين اللتين بايعتا
الرسول -صلى الله عليه وسلم- أما السيدة الثانية فهي خالته ، ولقد عاش الى جوار
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد هجرته الى المدينة لا يتخلف عن غزوة ولا
يقعد عن واجب

وفي آخر السنة العاشرة000بعث مسيلمة بن ثمامة الى رسول الله- كتابا جاء فيه :
( من مسيلمة رسول الله الى محمد رسول الله ، سلام عليك ، أما بعد فاني قد أشركت في الأمر معك ، وان لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشا قوم يعتدون )

فرد عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بكتاب جاء فيه :
( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله الى مسيلمة الكذاب ، السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين )0


ومضى الكذاب ينشر افكه وبهتانه ، وازداد أذاه للمسلمين ، فرأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يبعث له رسالة ينهاه فيها عن حماقاته ، ووقع الاختيار على حبيب بن زيد ليحمل الرسالة 000وفض مسيلمة كتاب رسول الله له فازداد ضلالا وغرورا ، فجمع مسيلمة قومه ليشاهدوا يوما من الأيام المشهودة000وجيء بمبعوث رسول الله وأثار التعذيب واضحة عليه 000

فقال مسيلمة لحبيب :
( أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ ) 000وقال حبيب : ( نعم ، أشهد أن محمدا رسول الله )
وكست صفرة الخزي وجه مسيلمة ، وعاد يسأل :
( وتشهد أني رسول الله ؟)000وأجاب حبيب في سخرية : ( اني لا أسمع شيئا )
وتلقى الكذاب لطمة قوية أمام من جمعهم ليشهدوا معجزته ، ونادى جلاده الذي أقبل ينخس جسد حبيب بسن السيف ، ثم راح يقطع جسده قطعة قطعة ، وبضعة بضعة وعضوا عضوا000والبطل العظيم لا يزيد على همهمة يردد بها نشيد اسلامه : ( لا اله الا الله ، محمد رسول الله )


وبلغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- نبأ استشهاد حبيب بن زيد ، واصطبر لحكم ربه ، فهو يرى بنور الله مصير هذا الكذاب ، أما أمه نسيبة بنت كعب فأقسمت على أن تثأرن لولدها من مسيلمة000ودارت الأيام وجاءت معركة اليمامة ، وخرجت نسيبة مع الجيش المقاتل ، وألقت بنفسها في خضم المعركة ، في يمناها سيف ، وفي يسراها رمح ، ولسانها يصيح : ( أين عدو الله مسيلمة ؟)

ولما قتل مسيلمة وأتباعه ، رأت نسيبة وجه ولدها الشهيد ضاحكا في كل راية نصر رفعت

فتاة الإسلام
2007-07-29, 16:05
خالد بن الوليد.. المنتصر دومًا


هو "أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة"، ينتهي نسبه إلى "مرة بن كعب بن لؤي" الجد السابع للنبي (صلى الله عليه وسلم) و"أبي بكر الصديق" رضي الله عنه.

وأمه هي "لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية"، وقد ذكر "ابن عساكر" – في تاريخه – أنه كان قريبًا من سن "عمر بن الخطاب".


أسرة عريقة ومجد تليد

وينتمي خالد إلى قبيلة "بني مخزوم" أحد بطون "قريش" التي كانت إليها "القبة" و"الأعنة"، وكان لها شرف عظيم ومكانة كبيرة في الجاهلية، وكانت على قدر كبير من الجاه والثراء، وكانت بينهم وبين قريش مصاهرة متبادلة.

وكان منهم الكثير من السابقين للإسلام؛ منهم: "أبو سلمة بن عبد الأسد"، وكان في طليعة المهاجرين إلى الحبشة، و"الأرقم بن أبي الأرقم" الذي كانت داره أول مسجد للإسلام، وأول مدرسة للدعوة الإسلامية.

وكانت أسرة "خالد" ذات منزلة متميزة في بني مخزوم؛ فعمه "أبو أمية بن المغيرة" كان معروفًا بالحكمة والفضل، وكان مشهورًا بالجود والكرم، وهو الذي أشار على قبائل قريش بتحكيم أول من يدخل عليهم حينما اختلفوا على وضع الحجر الأسود وكادوا يقتتلون، وقد مات قبل الإسلام.

وعمه "هشام بن المغيرة" كان من سادات قريش وأشرافها، وهو الذي قاد بني مخزوم في "حرب الفجار".

وكان لخالد إخوة كثيرون بلغ عددهم ستة من الذكور هم: "العاص" و"أبو قيس" و"عبد شمس" و"عمارة" و"هشام" و"الوليد"، اثنتين من الإناث هما: "فاطمة" و"فاضنة".

أما أبوه فهو "عبد شمس الوليد بن المغيرة المخزومي"، وكان ذا جاه عريض وشرف رفيع في "قريش"، وكان معروفًا بالحكمة والعقل؛ فكان أحدَ حكام "قريش" في الجاهلية، وكان ثَريًّا صاحب ضياع وبساتين لا ينقطع ثمرها طوال العام.

فارس عصره

وفي هذا الجو المترف المحفوف بالنعيم نشأ "خالد بن الوليد"، وتعلم الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه، كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ.

واستطاع "خالد" أن يثبت وجوده في ميادين القتال، وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله فارس عصره بلا منازع.

معاداته للإسلام والمسلمين

وكان "خالد" –كغيره من أبناء "قريش"– معاديًا للإسلام ناقمًا على النبي (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين الذين آمنوا به وناصروه، بل كان شديد العداوة لهم شديد التحامل عليهم، ومن ثَم فقد كان حريصًا على محاربة الإسلام والمسلمين، وكان في طليعة المحاربين لهم في كل المعارك التي خاضها الكفار والمشركون ضد المسلمين.

وكان له دور بارز في إحراز النصر للمشركين على المسلمين في غزوة "أحد"، حينما وجد غِرَّة من المسلمين بعد أن خالف الرماة أوامر النبي (صلى الله عليه وسلم)، وتركوا مواقعهم في أعلى الجبل، ونزلوا ليشاركوا إخوانهم جمع غنائم وأسلاب المشركين المنهزمين، فدار "خالد" بفلول المشركين وباغَتَ المسلمين من خلفهم، فسادت الفوضى والاضطراب في صفوفهم، واستطاع أن يحقق النصر للمشركين بعد أن كانت هزيمتهم محققة.

كذلك فإن "خالدا" كان أحد صناديد قريش يوم الخندق الذين كانوا يتناوبون الطواف حول الخندق علهم يجدون ثغرة منه؛ فيأخذوا المسلمين على غرة، ولما فشلت الأحزاب في اقتحام الخندق، وولوا منهزمين، كان "خالد بن الوليد" أحد الذين يحمون ظهورهم حتى لا يباغتهم المسلمون.

وفي "الحديبية" خرج "خالد" على رأس مائتي فارس دفعت بهم قريش لملاقاة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، ومنعهم من دخول مكة، وقد أسفر الأمر عن عقد معاهدة بين المسلمين والمشركين عرفت باسم "صلح الحديبية".

وقد تجلت كراهية "خالد" للإسلام والمسلمين حينما أراد المسلمون دخول مكة في عمرة القضاء؛ فلم يطِق خالد أن يراهم يدخلون مكة –رغم ما بينهم من صلح ومعاهدة– وقرر الخروج من مكة حتى لا يبصر أحدًا منهم فيها.

إسلامه

أسلم خالد في (صفر 8 هـ= يونيو 629م)؛ أي قبل فتح مكة بستة أشهر فقط، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين.

ويروى في سبب إسلامه: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال للوليد بن الوليد أخيه، وهو في عمرة القضاء: "لو جاء خالد لقدّمناه، ومن مثله سقط عليه الإسلام في عقله"، فكتب "الوليد" إلى "خالد" يرغبه في الإسلام، ويخبره بما قاله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه، فكان ذلك سبب إسلامه وهجرته.

وقد سُرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بإسلام خالد، وقال له حينما أقبل عليه: "الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير".

وفرح المسلمون بانضمام خالد إليهم، فقد أعزه الله بالإسلام كما أعز الإسلام به، وتحول عداء خالد للإسلام والمسلمين إلى حب وتراحم، وانقلبت موالاته للكافرين إلى عداء سافر، وكراهية متأججة، وجولات متلاحقة من الصراع والقتال.

سيف الله في مؤتة

وكانت أولى حلقات الصراع بين خالد والمشركين –بعد التحول العظيم الذي طرأ على حياة خالد وفكره وعقيدته– في (جمادى الأولى 8هـ = سبتمبر 629م) حينما أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) سرية الأمراء إلى "مؤتة" للقصاص من قتلة "الحارث بن عمير" رسوله إلى صاحب بصرى.

وجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) على هذا الجيش: "زيد بن حارثة" ومن بعده "جعفر بن أبي طالب"، ثم "عبد الله بن رواحة"، فلما التقى المسلمون بجموع الروم، استشهد القادة الثلاثة الذين عينهم النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأصبح المسلمون بلا قائد، وكاد عقدهم ينفرط وهم في أوج المعركة، وأصبح موقفهم حرجًا، فاختاروا "خالدًا" قائدًا عليهم.

واستطاع "خالد" بحنكته ومهارته أن يعيد الثقة إلى نفوس المسلمين بعد أن أعاد تنظيم صفوفهم، وقد أبلى "خالد" – في تلك المعركة – بلاء حسنًا، فقد اندفع إلى صفوف العدو يعمل فيهم سيفه قتلاً وجرحًا حتى تكسرت في يده تسعة أسياف.

وقد أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه باستشهاد الأمراء الثلاثة، وأخبرهم أن "خالدًا" أخذ اللواء من بعدهم، وقال عنه: "اللهم إنه سيف من سيوفك، فأنت تنصره". فسمي خالد "سيف الله" منذ ذلك اليوم.

وبرغم قلة عدد جيش المسلمين الذي لا يزيد عن ثلاثة آلاف فارس، فإنه استطاع أن يلقي في روع الروم أن مددًا جاء للمسلمين بعد أن عمد إلى تغيير نظام الجيش بعد كل جولة، فتوقف الروم عن القتال، وتمكن خالد بذلك أن يحفظ جيش المسلمين، ويعود به إلى المدينة استعدادًا لجولات قادمة.

خالد والدفاع عن الإسلام

وحينما خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) في نحو عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار؛ لفتح "مكة" في (10 من رمضان 8هـ = 3 من يناير 630م)، جعله النبي (صلى الله عليه وسلم) على أحد جيوش المسلمين الأربعة، وأمره بالدخول من "الليط" في أسفل مكة، فكان خالد هو أول من دخل من أمراء النبي (صلى الله عليه وسلم)، بعد أن اشتبك مع المشركين الذين تصدوا له وحاولوا منعه من دخول البيت الحرام، فقتل منهم ثلاثة عشر مشركًا، واستشهد ثلاثة من المسلمين، ودخل المسلمون مكة – بعد ذلك – دون قتال.
%0

باهي
2007-07-31, 12:27
--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

ذو النورين

عثمان بن عفان رضى الله عنه

إنه الصحابي الجليل عثمان بن عفان-رضي الله عنه-، بشره النبي ( بالجنة، ووعده بالشهادة، ومات وهو راض عنه، وجهز جيش العسرة، وتزوج من ابنتي رسول الله (، وكان ثالث الخلفاء الراشدين، واستشهد وهو يقرأ القرآن الكريم.
وقد ولد عثمان بعد ميلاد النبي ( بست سنوات في بيت شريف، فأبوه
عفان بن العاص صاحب المجد والكرم في قومه. وكان عثمان -رضي الله عنه- من السابقين إلى الإسلام، فحين دعاه أبو بكر إلى الإيمان بالله وحده، لبى النداء، ونطق بشهادة الحق.
ورغم ما كان يتمتع به عثمان -رضي الله عنه- من مكانة في قومه لا أنه تعرض للإيذاء من أجل إسلامه، وتحمل كثيرًا من الشدائد في سبيل دعوته، فقد أخذه عمه الحكم بن أبي العاص، وأوثقه برباط، وأقسم ألا يحله حتى يترك دينه، فقال له عثمان: والله لا أدعه أبدًا ولا أُفارقه. فلما رأى الحكم صلابته وتمسكه بدينه؛ تركه وشأنه.

وكان عثمان من الذين هاجروا إلى الحبشة فارًا بدينه مع زوجته رقية بنت رسول الله (، ثم هاجر إلى المدينة، وواصل مساندته للنبي ( بكل ما يملك من نفس ومال.
ولما خرج المسلمون إلى بدر لملاقاة المشركين تمنى عثمان -رضي الله عنه- أن يكون معهم، ولكن زوجته رقية بنت رسول الله ( مرضت، فأمره الرسول ( أن يبقى معها ليمرضها، وبعد أن انتصر المسلمون في المعركة أخذ رسول الله ( في توزيع الغنائم، فجعل لعثمان نصيبًا منها، ولكن زوجته رقية -رضي الله عنها- لم تعش طويلاً، فماتت في نفس السنة التي انتصر فيها المسلمون في غزوة بدر.

وبعد وفاة رقية زوَّج الرسول ( عثمان بن عفان من ابنته الأخرى أم كلثوم، ليجتمع بذلك الفضل العظيم لعثمان بزواجه من ابنتي الرسول (، فلقب بذي النورين.
ثم شهد عثمان-رضي الله عنه-مع النبي ( كثيرًا من المشاهد، وأرسله النبي ( إلى مكة حينما أرادوا أداء العمرة ليخبر قريشًا أن المسلمين جاءوا إلى مكة لأداء العمرة، وليس من أجل القتال، ولكن المشركين احتجزوا عثمان بعض الوقت، وترددت إشاعة أنهم قتلوه، فجمع النبي ( أصحابه، ودعاهم إلى بيعته على قتال المشركين، فسارع الصحابة بالبيعة، وعرفت تلك البيعة ببيعة الرضوان، وعاد عثمان -رضي الله عنه-، وكان صلح الحديبية.

وفي المدينة رأى عثمان -رضي الله عنه- معاناة المسلمين من أجل الحصول على الماء في المدينة؛ حيث كانوا يشترون الماء من رجل يهودي يملك بئرًا تسمى رومة، فقال النبي (: "من يشتري بئر رومة فيجعل دلاءه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة" [الترمذي].
فذهب عثمان-رضي الله عنه-إلى ذلك اليهودي وساومه على شرائها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم، ثم خصص لنفسه يومًا ولليهودي يومًا آخر، فإذا كان يوم عثمان أخذ المسلمون من الماء ما يكفيهم يومين دون أن يدفعوا شيئًا، فلما رأى اليهود ذلك جاء إلى عثمان، وباع له النصف الآخر بثمانية آلاف درهم، وتبرع عثمان بالبئر كلها للمسلمين.
وفي غزوة تبوك، حثَّ النبي ( المسلمين على الإنفاق لتجهيز الجيش الذي سمي بجيش العسرة لقلة المال والمؤن وبعد المسافة، وقال: "من جهز جيش العسرة فله الجنة" [الترمذي].
فبعث عثمان إلى النبي ( عشرة آلاف دينار، فجعل النبي ( يقبلها ويدعو عثمان ويقول: "غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت، وما أخفيت وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، وما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا"
[ابن عساكر والدارقطني].


وتوفي النبي ( وهو راض عن عثمان؛ فقال: "لكل نبي رفيق ورفيقي (يعني في الجنة) عثمان" [الترمذي].
وكان عثمان نعم العون لأبي بكر الصديق في خلافته، ومات وهو عنه راض، وكان كذلك مع عمر بن الخطاب حتى لقى عمر ربه، وقد اختاره عمر ضمن الذين رشحهم لتولي الخلافة من بعده، وبعد مشاورات بينهم تم اختياره ليكون الخليفة الثالث للمسلمين بعد عمر.
وظل عثمان خليفة للمسلمين ما يقرب من اثنتي عشرة سنة فكان عادلاً في حكمه، رحيما بالناس، يحب رعيته ويحبونه، وكان يحرص على معرفة أخبارهم أولاً بأول.
وعرف عثمان -رضي الله عنه- بالزهد والقناعة مع ما توفر من ثراء عظيم، ومال وفير، يقول عبد الملك بن شداد: رأيت عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يوم الجمعة على المنبر وعليه إزار عدني (من عدن) غليظ، ثمنه أربعة دراهم أو خمسة دراهم.


وقال الحسن: رأيت عثمان بن عفان-رضي الله عنه-يقيل (ينام وقت الظهيرة) في المسجد وهو يومئذ خليفة، وقد أثر الحصى بجنبه فنقول: هذا أمير المؤمنين! هذا أمير المؤمنين!
وقال شرحبيل بن مسلم: كان عثمان -رضي الله عنه- يطعم الناس طعام الإمارة، وعندما يدخل بيته كان يأكل الخل والزيت.
وكان رضي الله عنه يحث المسلمين على الجهاد، ويرغب فيه، قال يومًا وهو على المنبر: أيها الناس إني كتمتكم حديثًا سمعته من رسول الله ( كراهية تفرقكم عني، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له، سمعت رسول الله ( يقول: "رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يومًا فيما سواه من المنازل" [النسائي].
وواصل عثمان نشر الإسلام، ففتح الله على يديه كثيرًا من الأقاليم والبلدان، وتوسعت في عهده بلاد الإسلام، وامتدت في أنحاء كثيرة.
ومن فضائله -رضي الله عنه- وحسناته العظيمة، أنه جمع الناس على مصحف واحد، بعد أن شاور صحابة الرسول ( في ذلك، فأتى بالمصحف الذي أمر أبو بكر -رضي الله عنه- زيد بن ثابت -رضي الله عنه- بجمعه، وكان عند السيدة حفصة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، ثم أمر بكتابة عدة نسخ ، فبعث واحدًا لأهل الشام وآخر لأهل مصر، وأرسل نسخة إلى كل من البصرة واليمن.


فكان لعمله هذا فائدة عظيمة حتى يومنا هذا، وسميت تلك النسخ التي كتبها بالمصاحف الأئمة، ثم قام بحرق ما يخالفها من المصاحف، وأعجب الصحابة بما فعل عثمان، فقال أبو هريرة -رضي الله عنه- : أصبت ووفقت، وقال
علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- : لو لم يصنعه هو لصنعته.
وكان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كثير العبادة، يداوم على قيام، وقد أخبر النبي ( أن عثمان سوف يقتل مظلومًا وأنه من الشهداء، فذات يوم، صعد النبي ( وأبو بكر وعمر وعثمان جبل أحد، فاهتز الجبل بهم، فقال له النبي: "اسكن أحد، فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان" [البخاري].
وتحقق قول النبي الكريم ( وقتل عثمان -رضي الله عنه- ظلمًا، وهو يتلو آيات القرآن الكريم في يوم الجمعة (18) ذي الحجة سنة (35هـ).
وصلى عليه الزبير بن العوام ودفن ليلة السبت، وكان عمره يومئذ (82) سنة، وقيل غير ذلك، فرضي الله عنه.

فتاة الإسلام
2007-08-02, 08:49
يا أخ باهي الصحابة بالترتيب

‹(`· دحِية الكلبي الذي نزل الوحي بصورته ·`)›

هو دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة الكلبي ، صحابي جليل وصاحب

النبي كان يضرب به المثل في حُسن الهيئة وجمال

الصورة ، وكان جبريل عليه السلام ينزل أحيانا على صورته.

قال رجل لعوانة بن الحكم :

أجمل الناس جرير بن عبدالله البجلي .

فقال : بل أجمل الناس من نزل جبريل على صورته ..

" يعني دِحية رضي الله عنه " .



‹(`· إسلامه ·`)›

أسلم رضي الله عنه قبل بدر ولم يشهدها ، وأول مشاهده كانت الخندق

وقيل أُحد .

بعثه رسول الله يوما على سرية وحده ، وشارك في

معركة اليرموك .



‹(`· رسول رسول الله ·`)›

بعثه رسول الله إلى قيصر رسولا سنة ست من الهدنة

فآمن به قيصر وامتنع عليه بطارقته ، فأخبر دحِية رضي الله عنه رسول

الله بذلك ، فقال :

" ثبت الله ملكه "

ثم بعث رسول الله دحِية رضي الله عنه إلى قيصر

ملك الروم ، واسمه هرقل ، فسأل عن النبي وثبت

عنده صحة نبوته ، فَهم بالإسلام ، فلم توافقه الروم ، وخافهم على ملكه

فأمسك.

عن دحِية رضي الله عنه قال :

( بعث رسول الله معي بكتاب إلى قيصر ، فقمت

بالباب ، فقلت :

أنا رسول رسول الله ففزعوا لذلك .

فدخل عليه الآذن ، فُأدخلت ، وأعطيته الكتاب .

" من محمد رسول الله ، إلى قيصر صاحب الروم " .

فإذا ابن أخ له ، إحمر و إزرق قد نخر ، ثم قال :

لِم لَم يكتب ويبدأ بك .. لا تقرأ كتابه اليوم .

فقال لهم : اخرجوا .

فدعا الأسقف وكانوا يصدرون عن رأيه ..

فلما قرئ عليه الكتاب قال :

هو والله رسول الله الذي بشرنا به عيسى وموسى .

قال : فأي شيء ترى ؟

قال : أرى أن نتبعه .

قال قيصر : وأنا أعلم ما تقول ، ولكن لا أستطيع أن أتبعه ، يذهب ملكي

ويقتلني الروم .



‹(`· نزول جبريل بصورته ·`)›

- قالت أم سلمة رضي الله عنها :

كان النبي يحدث رجلا ، فلما قام ، قال :

" يا أم سلمة ، من هذا ؟ "

فقلت : دحية الكلبي .

فلم أعلم أنه جبريل حتى سمعت رسول الله يحدث

أصحابه ما كان بيننا .

- وعن أنس رضي الله عنه ، أن النبي كان يقول :

" يأتيني جبريل في صورة دِحية "

وكان دحِية رجلا جميلا .

- وفي غزوة الخندق عندما عاد المشركين أدراجهم خائبين ، ولما طلع

الصباح انصرف نبي الله عن الخندق راجعا إلى

المدينة فالمسلمون وضعوا السلاح ، فلما كان وقت الظهر ، أتى جبريل

عليه السلام رسول الله معتما بعمامة من استبرق ،

على بغلة على سرجها قطيفة من ديباج ، فقال :

( أقد وضعت السلاح يا رسول الله ؟ )

قال : " نعم "

قال جبريل عليه السلام :

( ما وضعت الملائكة السلاح ، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم

إن الله يأمرك يا محمد بالسير إلى بني قريظة ، وأنا عامد إلى

بني قريظة )

فأمر رسول الله مناديا ، فأذن في الناس :

( إن من كان سامعا مطيعا فلا يصليَن العصر إلا في بني قريظة )

ومر رسول الله على أصحابه بالصورين قبل أن

يصل إلى بني قريظة ، فقال :

" هل مر بكم أحد ؟ "

فقالوا :

نعم يا رسول الله ، قد مر بنا " دحِية بن خليفة الكلبي " على بغلة بيضاء

على سرجها قطيفة من ديباج .

فقال رسول الله :

" ذلك جبريل ، بُعث إلى بني قريظة يزلزل بهم حصونهم ، ويقذف الرعب

في قلوبهم "



‹(`· عتق صفية رضي الله عنها ·`)›

كان دحِية رضي الله عنه قد أخذ من سبايا خيبر صفية بنت حيي رضي

الله عنها ، ولما رأى الله من كلامها ، اشتراها منه رسول الله صلى الله عليه

وسلم بسبعة أرؤس ، ثم أعتقها وتزوجها ، وجعل عتقها صداقها .



‹(`· وفاته ·`)›

بعد مشاركة دحِية رضي الله عنه في معركة اليرموك ، اتخذ من المزة

قرب دمشق مقاما له إلى أن وافته المنية في خلافة معاوية رضي الله

عنه .

رحم الله دحِية رضي الله عنه وكفاه شرفا أن ينزل الوحي بصورته .

نائل
2007-08-02, 14:54
رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ

هو ربيعة بن كعب الأسلمي مولى رسول الله - صلى الله عليه و سلّم، أسلم قديماً، و كان من أهل الصفة، و كان يخدم النبي و يبيت على بابه لحوائجه...

قصة زواجه

قال حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال حدثنا المبارك يعني ابن فضالة قال حدثنا أبو عمران الجوني عن ربيعة الأسلمي قال كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ربيعة ألا تزوج قال قلت والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج ما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء فأعرض عني فخدمته ما خدمته.
ثم قال لي الثانية يا ربيعة ألا تزوج فقلت ما أريد أن أتزوج ما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء فأعرض عني ثم رجعت إلى نفسي فقلت والله لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما يصلحني في الدنيا والآخرة أعلم مني والله لئن قال تزوج لأقولن نعم يا رسول الله مرني بما شئت.
قال فقال يا ربيعة ألا تزوج فقلت بلى مرني بما شئت قال انطلق إلى آل فلان حي من الأنصار وكان فيهم تراخ عن النبي صلى الله عليه وسلم فقل لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فلانة لامرأة منهم،

فذهبت فقلت لهم إن رسول الله أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فلانة فقالوا مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يرجع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بحاجته فزوجوني وألطفوني وما سألوني البينة فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا فقال لي ما لك يا ربيعة فقلت يا رسول الله أتيت قوما كراما فزوجوني وأكرموني وألطفوني وما سألوني بينة وليس عندي صداق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بريدة الأسلمي اجمعوا له وزن نواة من ذهب قال فجمعوا لي وزن نواة من ذهب فأخذت ما جمعوا لي فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال اذهب بهذا إليهم فقل هذا صداقها،

فأتيتهم فقلت هذا صداقها فرضوه وقبلوه وقالوا كثير طيب قال ثم رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم حزينا فقال يا ربيعة ما لك حزين فقلت يا رسول الله ما رأيت قوما أكرم منهم رضوا بما آتيتهم وأحسنوا وقالوا كثيرا طيبا وليس عندي ما أولم قال يا بريدة اجمعوا له شاة قال فجمعوا لي كبشا عظيما سمينا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب إلى عائشة فقل لها فلتبعث بالمكتل الذي فيه الطعام قال فأتيتها فقلت لها ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هذا المكتل فيه تسع آصع شعير لا والله إن أصبح لنا طعام غيره خذه فأخذته فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته ما قالت عائشة فقال اذهب بهذا إليهم فقل ليصبح هذا عندكم خبزا،

فذهبت إليهم وذهبت بالكبش ومعي أناس من أسلم فقال ليصبح هذا عندكم خبزا وهذا طبيخا فقالوا أما الخبز فسنكفيكموه وأما الكبش فاكفونا أنتم فأخذنا الكبش أنا وأناس من أسلم فذبحناه وسلخناه وطبخناه فأصبح عندنا خبز ولحم فأولمت ودعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم،

و قصته مع أبي بكر الصدّيق


ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني أرضا وأعطاني أبو بكر أرضا وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة فقلت أنا هي في حدي وقال أبو بكر هي في حدي فكان بيني وبين أبي بكر كلام فقال أبو بكر كلمة كرهها وندم فقال لي يا ربيعة رد علي مثلها حتى تكون قصاصا قال قلت لا أفعل فقال أبو بكر لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما أنا بفاعل قال ورفض الأرض وانطلق أبو بكر رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وانطلقت أتلوه فجاء ناس من أسلم فقالوا لي رحم الله أبا بكر في أي شيء يستعدي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قال لك ما قال فقلت أتدرون ما هذا هذا أبو بكر الصديق هذا ثاني اثنين وهذا ذو شيبة المسلمين إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه فيغضب الله عز وجل لغضبهما فيهلك ربيعة قالوا ما تأمرنا قال ارجعوا قال فانطلق أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبعته وحدي حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث كما كان فرفع إلي رأسه فقال يا ربيعة ما لك وللصديق قلت يا رسول الله كان كذا كان كذا قال لي كلمة كرهها فقال لي قل كما قلت حتى يكون قصاصا فأبيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فلا ترد عليه ولكن قل غفر الله لك يا أبا بكر فقلت غفر الله لك يا أبا بكر قال الحسن فولى أبو بكر رضي الله عنه وهو يبكي. (في مسند الإمام أحمد)

دعاء النبيّ له

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنَا هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي سَلْ فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ قُلْتُ هُوَ ذَاكَ قَالَ فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ (في صحيح مسلم)

لزم الصحابي الجليل ربيعة بن كعب الرسول (صلى الله عليه و سلم) حتّى وفاته...ثم عاد إلى مسقط رأسه فلم يستطع أن يجلس في المدينة بعد مفارقته لحبيبه...

و في نهاية عام ثلاثة وستين للهجرة المسمى بعام الحرة توفي ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه ...

م.عبد الوهاب
2007-08-02, 15:13
السلام عليكم و رحمة الله
فكرة رائعة منك الاخت بنت جبيل لكي نتعرف عن صحابة المصطفى صلى الله عليه و سلم

فهــــــــــــــذ زيد بن حارثة

زيد بن حارثة

هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى، وكان طفلا حين سبي ووقع بيد حكيم بن حزام بن خويلد حين اشتراه من سوق عكاظ مع الرقيق، فأهداه الى عمته خديجة، فرآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندها فاستوهبه منها فوهبته له، فأعتقه وتبناه، وصار يعرف في مكة كلها (زيد بن محمد). وذلك كله قبل الوحي.

قصة التبنى

منذ أن سلب زيدا -رضي الله عنه- ووالده يبحث عنه، حتى التقى يوما نفر من حي (حارثة) بزيد في مكة، فحملهم زيد سلامه وحنانه لأمه و أبيه، وقال لقومه: (أخبروا أبي أني هنا مع أكرم والد)... فلم يكد يعلم والده بمكانه حتى أسرع اليه، يبحث عن (الأمين محمد) ولما لقيه قال له: (يا بن عبد المطلب، يا بن سيد قومه، أنتم أهل حرم، تفكون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ولدنا، فامنن علينا وأحسن في فدائه).

فأجابهم -صلى الله عليه وسلم-: (ادعوا زيدا، وخيروه، فان اختاركم فهو لكم بغير فداء، وان اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء).

أقبل زيد رضي الله عنه- وخيره الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقال زيد: (ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت الأب و العم)... ونديت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدموع شاكرة وحانية، ثم أمسك بيد زيد، وخرج به الى فناء الكعبة، حيث قريش مجتمعة ونادى: (اشهدوا أن زيدا ابني ... يرثني وأرثه)... وكاد يطير قلب (حارثة) من الفرح، فابنه حرا، وابنا للصادق الأمين، سليل بني هاشم.

اسلام زيد

ما حمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- تبعة الرسالة حتى كان زيد ثاني المسلمين، بل قيل أولهم... أحبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حبا عظيما، حتى أسماه الصحابة (زيد الحب)، وقالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (ما بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن حارثة في جيش قط الا أمره عليهم، ولو بقي حيا بعد الرسول لاستخلفه)... لقد كان زيد رجلا قصيرا، أسمرا، أفطس الأنف، ولكن قلبه جميع، وروحه حر... فتألق في رحاب هذا الدين العظيم

زواج زيد

زوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- زيدا من ابنة عمته (زينب)، وقبلت زينب الزواج تحت وطأة حيائها من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولكن الحياة الزوجية أخذت تتعثر، فانفصل زيد عن زينب، وتزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- واختار لزيد زوجة جديدة هي (أم كلثوم بنت عقبة)، وانتشرت في المدينة تساؤلات كثيرة: كيف يتزوج محمد مطلقة ابنه زيد؟... فأجابهم القرآن ملغيا عادة التبني ومفرقا بين الأدعياء والأبناء.

قال تعالى: {ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم، ولكن رسول الله، وخاتم النبيين}... وهكذا عاد زيد الى اسمه الأول (زيد بن حارثة).

فضله

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة، فقلت: لمن أنت ؟)... قالت: (لزيد بن حارثة)... كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا تلومونا على حبِّ زيدٍ)... وآخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين زيد بن حارثة وبين حمزة بن عبد المطلب.

بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثاً فأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته فقال -صلى الله عليه وسلم-:(إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيمُ الله إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده).

استشهاد زيد

في جمادي الأول من العام الثامن الهجري خرج جيش الإسلام إلى أرض البلقاء بالشام، ونزل جيش الإسلام بجوار بلدة تسمى (مؤتة) حيث سميت الغزوة باسمها ... ولأدراك الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأهمية هذه الغزوة اختار لها ثلاثة من رهبان الليل وفرسان النهار، فقال عندما ودع الجيش: (عليكم زيد بن حارثة، فان أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة)... أي أصبح زيد الأمير الأول لجيش المسلمين، حمل راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واقتحم رماح الروم ونبالهم وسيوفهم، ففتح باب دار السلام وجنات الخلد بجوار ربه.

قال حسان بن ثابت:
عين جودي بدمعك المنزور ... واذكري في الرخاء أهل القبور
واذكري مؤتة وما كان فيها ... يوم راحوا في وقعة التغوير
حين راحوا وغادروا ثم زيدا ... نعم مأوى الضريك و المأسور

شمس مشرقة
2007-08-02, 19:02
بسم الله الرحمن الرحيم

سعيد بن زيد ـ رضي الله عنه ـ

إسمه : سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن رزاح ابن عدي بن كعب بن لؤي .
و هو من العشرة المبشرين بالجنة .

كنيته : أبو الأعور العدوي .

أمه : فاطمة بنت بعجة بن أمية .

صفته : كان آدم طوالاً أشعر .

إسلامه : أسلم قديما قبل أن يدخل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) دار الأرقم

و هو ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أخته عاتكة زوجة عمر، و أخت عمر فاطمة زوجة سعيد .
أسلم قبل عمر هو و زوجته و ذلك لأن أباه كان من الحنفاء لم يعبد الأصنام قط .
و لهذا كان إبنه من أسرع الناس للإسلام لما علمه من أبيه من أن نبيا سيظهر في الحجاز و الذي كان يعلمه القرآن خباب بن الأرت.

و لقد شهد سعيد بن زيد ـ رضي الله عنه ـ الغزوات كلها مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلا غزوة بدر فقد أرسله الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في مهمة لصالح جيش المسلمين و هي استطلاع قافلة قريش ، و فرض له الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) هو و صاحبه طلحة بن عبيد الله كمن حضر الغزوة.

كما جاهد في سبيل الله و إعلاء كلمة لا إلاه إلا الله محمد رسول الله في عهد أبي بكر ، و عمر ـ رضي الله عنهما ـ

عن عبد الله بن ظالم قال : أخذ بيدي سعيد بن زيد فقال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) " اثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " قال : قلت : من هم ؟
فقال: رسول الله صلى الله عليه و سلّم و أبو بكر و عمر و عثمان و علي و الزبير و طلحة و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن مالك ، ثم سكت قال : قلت و من العاشر؟ قال : أنا." (رواه الإمام أحمد)

وفاته

عن نافع : أن سعيد بن زيد مات بالعقيق و حمل إلى المدينة فدفن بها، و ذلك في سنة خمسين أو إحدى و خمسين و هو ابن بضع و سبعين سنة، رضي الله عنه.

نائل
2007-08-06, 13:16
من يضيف ؟؟

نحن مع حرف الشين

و لك الأجر ان شاء الله

النيلية
2007-08-28, 21:10
عاش طفولة ناعمة وسعيدة في قصر والده علي شاطيء الفرات وعندما تعرضت البلاد لهجوم الروم واسروا الكثير من اهلها كان الغلام صهيب بن سنان منهم .


ويقتنصه تجار الرقيق، وينتهي طوافه الى مكة، حيث بيع لعبد الله بن جدعان، بعد أن قضى طفولته وشبابه في بلاد الروم، حتى أخذ لسانهم ولهجتهم.

ويعجب سيده بذكائه ونشاطه واخلاصه، فيعتقه ويحرره، ويهيء له فرصة الاتجار معه. وذات يوم يوم يسمع عن الدين الجديد يتجه خفية الي الارقم ويسلم علي يد رسول الله ولم يكن وحده فقد اسلم معه عمار بن ياسر

ولقد كان صهيب رضي الله عنه وعن اخوانه أجمعين، أهلا لهذا الايمان المتفوق من أول يوم استقبل فيه نور الله، ووضع يمينه في يكين الرسول..

يومئذ أخذت علاقاته بالناس، وبالدنيا، بل وبنفسه، طابعا جديدا. يومئذ. امتشق نفسا صلبة، زاهدة متفانية. وراح يستقبل بها الأحداث فيطوّعها. والأهوال فيروّعها.

ولقد مضى يواجه تبعاته في اقدام وجسور.ز فلا يتخلف عن مشهد ولا عن خطر.. منصرفا ولعه وشغفه عن الغنائم الى المغارم.. وعن شهوة الحياة، الى عشق الخطر وحب الموت..


وانه ليتحدث صادقا عن ولائه العظيم لمسؤولياته كمسلم بايع الرسول، وسار تحت راية الاسلام فيقول:

" لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط الا كنت حاضره..

ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها..

ولا يسر سرية قط. الا كنت حاضرها..

ولا غزا غزاة قط، أوّل الزمان وآخره، الا منت فيها عن يمينه أ، شماله..

وما خاف المسلمون أمامهم قط، الا كنت أمامهم..

ولا خافوا وراءهم الا كنت وراءهم..

وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين االعدوّ أبدا حتى لقي ربه"..!!



ولقد افتتح أيام نضاله النبيل وولائه الجليل بيوم هجرته، ففي ذلك اليوم تخلى عن كل ثروته وجميع ذهبه الذي أفاءته عليه تجارته الرابحة خلال سنوات كثيرة قضاها في مكة.. تخلى عن كل هذه الثروة وهي كل ما يملك في لحظة لم يشب جلالها تردد ولا نكوص.

فعندما همّ الرسول بالهجرة، علم صهيب بها، وكان المفروض أن يكون ثالث ثلاثة، هم الرسول.. وأبو بكر.. وصهيب..

بيد أن القرشيين كانوا قد بيتوا أمرهم لمنع هجرة الرسول..

ووقع صهيب في بعض فخاخهم، فعوّق عن الهجرة بعض الوقت بينما كان الرسول وصاحبه قد اتخذا سبيلهما على بركة الله..

وحاور صهيب وداور، حتى استطاع أن يفلت من شانئيه، وامتطى ظهر ناقته، وانطلق بها الصحراء وثبا..

بيد أن قريشا أرسلت في أثره قناصتها فأدركوهخ.. ولم يكد صهيب يراهم ويواجههم من قريب حتى صاح فيهم قائلا:

" يا معشر قريش..

لقد علمتم أني من أرماكم رجلا.. وأيم والله لا تصلون اليّ حتى ارمي كبل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي حتى لا يبقى في يدي منه شيء، فأقدموا ان شئتم..

وان شئتم دللتكم على مالي، وتتركوني وشاني"..



ولقد استاموا لأنفسهم، وقبلوا أن يأخذوا ماله قائلين له:

أتيتنا صعلوكا فقيرا، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك وبمالك..؟؟

فدلهم على المكان الذي خبأ فيه ثروته، وتركوه وشأنه، وقفلوا الى مكة راجعين..



والعجب أنهم صدقوا قوله في غير شك، وفي غير حذر، فلم يسألوه بيّنة.. بل ولم يستحلفوه على صدقه..!! وهذا موقف يضفي على صهيب كثيرا من العظمة يستحقها كونه صادق وأمين..!!

واستأنف صهيب هجرته وحيدا سعيدا، حتى أردك الرسول صلى الله عليه وسلم في قباء..



كان الرسول حالسا وحوله بعض أصحابه حين أهل عليهم صهيب ولم يكد يراه الرسول حتى ناداه متهلاا:

" ربح البيع أبا يحيى..!!

ربح البيع أبا يحيى..!!

وآنئذ نزلت الآية الكريمة:

( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد)..



أجل لقد اشترى صهيب نفسه المؤمنة ابتغاء مرضات الله بكل ثروته التي أنفق شبابه في جمعها، ولم يحس قط أنه المغبون..

فمال المال، وما الذهب وما الدنيا كلها، اذا بقي له ايمانه، واذا بقيت لضميره سيادته.. ولمصيره ارادته..؟؟

كان الرسول يحبه كثيرا.. وكان صهيب الى جانب ورعه وتقواه، خفيف الروح، حاضر النكتة..

رآه الرسول يأكل رطبا، وكان باحدى عينيه رمد..

فقال له الرسول ضاحكا:" أتأكل الرطب وفي عينيك رمد"..؟

فأجاب قائلا:" وأي بأس..؟ اني آكله بعيني الآخرى"..!!

وكان جوّادا معطاء.. ينفق كل عطائه من بيت المال في سبيل الله، يعين محتاجا.. يغيث مكروبا.." ويطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا".

حتى لقد أثار سخاؤه المفرط انتباه عمر فقال له: أراك تطعم كثيرا حتى انك لتسرف..؟

فأجابه صهيب لقد سمعت رسول الله يقول:

" خياركم من أطعم الطعام".


**


ولئن كانت حياة صهيب مترعة بالمزايا والعظائم، فان اختيار عمر بن الخطاب اياه ليؤم المسلمين في الصلاة مزية تملأ حياته ألفة وعظمة..

فعندما اعتدي على أمير المؤمنين وهو يصلي بالمسلمين صلاة الفجر..

وعندما احس نهاية الأجل، فراح يلقي على اصحابه وصيته وكلماته الأخيرة قال:

" وليصلّ بالناس صهيب"..

لقد اختار عمر يومئذ ستة من الصحابة، ووكل اليهم أمر الخليفة الجديد..



وخليفة المسلمين هو الذي يؤمهم في الصلاة، ففي الأيام الشاغرة بين وفاة أمير المؤمنين، واختيار الخليفة الجديد، من يؤم المسلمين في الصلاة..؟

ان عمر وخاصة في تلك الللحظات التي تأخذ فيها روحه الطاهرة طريقها الى الله ليستأني ألف مرة قبل أن يختار.. فاذا اختار، فلا أحد هناك أوفر حظا ممن يقع عليه الاختيار..

ولقد اختار عمر صهيبا..

اختاره ليكون امام المسلمين في الصلاة حتى ينهض الخليفة الجديد.. بأعباء مهمته..

اختاره وهو يعلم أن في لسانه عجمة، فكان هذا الاختيار من تمام نعمة الله على عبده الصالح صهيب بن سنان..

ferhat39
2007-08-29, 11:04
واصلي أختنا بارك الله فيك

عيشة
2007-08-29, 13:36
و الآن مع حرف الطاء ويمثله الصحابي المقداد طلحة بن عبيد الله هو ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي التيمي المكي أبو محمد.
قال أبو عبد الله بن منده كان رجلا آدم كثير الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط حسن الوجه إذا مشى أسرع ولا يغير شعره. وعن موسى بن طلحة قال كان أبي أبيض يضرب إلى الحمرة مربوعا إلى القصر هو أقرب رحب الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم القدمين إذا التفت التفت جميعا.
بق إلى الإسلام وأوذي في الله ثم هاجر فاتفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام وتألم لغيبته فضرب له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسهمه وأجره قال أبو القاسم بن عساكر الحافظ في ترجمته كان مع عمر لما قدم الجابية وجعله على المهاجرين وقال غيره كانت يده شلاء مما وقى بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد.

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله"

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله إهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.

قال ابن أبي خالد عن قيس قال رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد شلاء (أخرجه البخاري)

له عدة أحاديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وله في مسند بقي بن مخلد بالمكرر ثمانية وثلاثون حديثا، له حديثان متفق عليهما وانفرد له البخاري بحديثين ومسلم بثلاثة أحاديث حدث عنه بنوه يحيى وموسى وعيسى والسائب بن يزيد ومالك بن أوس بن الحدثان وأبو عثمان النهدي وقيس بن أبي حازم ومالك بن أبي عامر الأصبحي والأحنف بن قيس التميمي وأبو سلمة بن عبد الرحمن وآخرون

قال الترمذي حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو عبد الرحمن نضر بن منصور حدثنا عقبة بن علقمة اليشكري سمعت عليا يوم الجمل يقول سمعت من في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول طلحة والزبير جاراي في الجنة

وروي عن موسى بن طلحة عن أبيه قال لما كان يوم أحد سماه النبي (صلى الله عليه وسلم) طلحة الخير وفي غزوة ذي العشيرة طلحة الفياض ويوم خيبر طلحة الجود.

قال مجالد عن الشعبي عن قبيصة بن جابر قال صحبت طلحة فما رأيت أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه.

وروي عن موسى بن طلحة أن معاوية سأله كم ترك أبو محمد من العين قال ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم ومن الذهب مائتي ألف دينار فقال معاوية عاش حميدا سخيا شريفا وقتل فقيدا رحمه الله.

وأنشد الرياشي لرجل من قريش:

أيا سائلي عن خيار العباد صادفت ذا العلم والخبرة

خيار العباد جميعا قريش وخير قريش ذوو الهجرة

وخـير ذوي الهجرة السابقون ثمانية وحدهم نصرة

عـلي وعثمان ثم الزبير وطلـحة واثنان من زهرة

وبـران قد جـاورا أحمدا وجاور قبرهـهما قبـره

فمن كان بعـدهم فاخرا فلا يذكـرن بعـدهم فخـره

ليتيم مراد
2007-09-04, 09:07
شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري الحجبي :
صاحب مفتاح الكعبة
كان أبوه ممن قتله علي بن أبي طالب يوم أحد كافراً ، و أظهر شيبة الإسلام يوم الفتح ، و شهد حنيناً و في قلبه شيء من الشك ، و قد هم بالفتك برسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأطلع الله على ذلك رسوله فأخبره بما هم به فأسلم باطناً و جاد إسلامه ، و قاتل يومئذ و صبر فيمن صبر . قال الواقدي عن أشياخه : إن شيبة قال : كنت أقول و الله لو آمن بمحمد جميع الناس ما آمنت به ، فلما فتح مكة و خرج إلى هوازن خرجت معه رجاء أن أجد فرصة آخذ بثأر قريش كلها منه ، قال : فاختلط الناس ذات يوم و نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن بغلته فدنوت منه و انتضيت سيفي لأضربه به ، فرفع لي شواظ من نار كاد يمحشني ، فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال : " يا شيبة ادن مني ، فدنوت منه فوضع يده على صدري و قال : اللهم أعذه من الشيطان . قال : فو الله ما رفع يده حتى لهو يومئذ أحب إلي من سمعي و بصري ، ثم قال : اذهب فقاتل ، قال : فتقدمت إلي العدو و الله لو لقيت أبي لقتلته لو كان حياً ، فلما تراجع الناس قال لي : يا شيبة الذي أراد الله بك خير مما أردت لنفسك ، ثم حدثني بكل ما كان في نفسي مما لم يطلع عليه أحد إلا الله عز وجل ، فتشهدت و قلت : أستغفر الله ، فقال : غفر الله لك . ولى الحجابة بعد عثمان بن طلحة و استقرت الحجابة في بنيه و بيته إلى اليوم ، و إليه ينسب بنو شيبة ، و هم حجبة الكعبة . قال خليفة بن خياط و غير واحد : توفي سنة تسع و خمسين و قال محمد بن سعد : بقي إلى أيام يزيد بن معاوية " .

fulla-dj
2007-09-11, 14:28
الضّحّاك بن سفيان
رضي الله عنه


من هو؟

الضّحّاك بن سفيان بن الحارث العامريّ الكِلابيّ ، صحابيّ ولاه الرسول -صلى الله
عليه وسلم- على من أسلم من قومه ، وعقد له لواء يوم فتح مكة ، وكان سيّاف
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم على رأسه متوشّحاً بالسيف ، ويُعدّ وحده
مائة فارس


فتح مكة

لمّا سار الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى فتح مكة أمّرَهُ على بني سليم ، لأنهم كانوا تسعمائة ، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( هل لكم في رجل يعدلُ مائةً يوفّيكم ألفاً ) فوفّاهم بالضحاك وكان رئيسهم ، واستعمله الرسول -صلى الله عليه وسلم- على سرية

ولمّا رجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الجِعرانة بعثه على بني كلاب يجمع صدقاتهم وكان صاحب راية بني سُلَيم ورأسهم ، وقال لهم حين تَبِعوا الفُجـاءةَ السُّلَمِي ( يا بني سُلَيـم بئسَ ما فعلتـم ) وبالغ في وعظـهِ ، فشتموهُ وهمُّوا به ، فارتحلَ عنهم فندمـوا وسألوه أن يُقيـمَ فأبى ، و قال ( ليس بيني وبينكم مُودّة) وقال في ذلك شعراً ، ثم رجع مع المسلمين الى قتالهم ، فاستشهد

fulla-dj
2007-09-13, 20:31
ظُهير بن رافع بن عديّ رضي الله عنه
شهد العقبة الثانية، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم بها، ولم يشهد بدرا وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد.

رضي الله تعالى عنه

fulla-dj
2007-09-13, 20:41
علي بن أبي طالب

هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ولد الامام علي قبل البعثة بعشر سنين وتربى في حجر النبيّ صلى الله عليه وسلم وفي بيته، أول من أسلم بعد خديجة وهو صغير، كان الامام علي يلقب حيدرة وكنّاه النبيّ صلى الله عليه وسلم أبا تراب.

ولمّا هاجر النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة أمر الامام علي أن يبيت على فراشه وأجله ثلاثة أيام ليؤدي الأمانات التي كانت عند النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أصحابها ثم يلحق به إلى المدينة فهاجر الامام علي من مكة إلى المدينة المنورة ماشياً.

شهد الامام علي المشاهد كلها مع النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك واصطفاه النبيّ صلى الله عليه وسلم صهراً له وزوجه بنته فاطمة الزهراء وأعطاه اللواء يوم خيبر ففتحها، واقتلع باب الحصن، كان الامام علي رضي الله عنه وكرم وجهه آدم اللون، أدعج العينين عظيمها، حسن الوجه، ربعة القد، كثير الشعر عريض اللحية، أصلع الرأس، ضحوك السن، أشجع الصحابة وأعلمهم في القضاء، وأزهدهم في الدنيا لم يسجد لصنم قط رضي الله عنه.

فضائل الامام علي هذا العالم العامل الزاهد:

كان الامام علي رضي الله عنه وأرضاه غزير العلم، زاهداً ورعاً شجاعاً وقد ورد عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال: "ما جاء لأحد من فضائل ما جاء لعلي".

ويكفي الامام علي خصوصية أنه من المغفور لهم حيث جاء في حديث عبد الله بن مسلمة عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك وإن كنت مغفورا لك؟

قال: قل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله ربّ العرش العظيم الحمد لله ربّ العالمين" أخرجه الترمذي.

وعن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس إني وليكم" قالوا: صدقت يا رسول الله ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: "هذا وليي ويؤدي عني دَيني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه" أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.

الامام علي رجل يحبه الله ورسوله:

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه". قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال: فتساورت لها رجاء أن ادعي لها قال: فدعا علي بن أبي طالب فأعطاه إياها ثم قال: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. قال فسار علي شيئاً ثم وقف ولم يلتفت فصرح: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله". رواه مسلم.

وكان الامام علي كرّم الله وجهه لا يجد حراً ولا برداً بعد أن دعا الرسول له قائلا: "اللهم اكفه أذى الحر والبرد".

فكان الامام علي رضي الله عنه يخرج في البرد في الملاءتين ويخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ". أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.

وكان الامام علي ذا قوة متميزة، فقد روى الطبراني عن أحد الصحابة أنه قال: "خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطاح ترسه من يديه، فتناول الامام علي بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه الامام علي من يده حين فرغ فقد رأيتني في نفر سبعة نجهد على أن نقلب ذلك الباب فلم نستطع.

من أقوال الامام علي ومواعظه المأثورة:

لقد كان لسيدنا الامام علي كرم الله وجهه أقوال ومواعظ كثيرة منها أنه قال: "إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة."

وقال الامام علي أيضا: ارتحلت الدنيا وهي مدبرة وارتحلت الآخرة وهي مقبلة ولكل واحدة منها بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، اليوم العمل ولا حساب وغدا الجزاء ولا عمل رواه البخاري.

وفاة الامام علي رضي الله عنه:

لمّا كثر أهل الفتن وتعددت فرق الضلال تآمر بعضهم وتواعد لسبع عشرة ليلة من شهر رمضان سنة أربعين هجرية، فوثب ابن ملجم وقد خرج الامام علي رضي الله عنه إلى صلاة الصبح فضربه بالسيف في جبهته فكانت وفاة أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه لإحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين عن ثلاث وستين أو تسع وخمسين سنة من عمره فكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر.

النيلية
2007-09-14, 11:21
هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، أبوه العباس بن عبد المطلب شيخ قريش وزعيمها، وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية العامرية أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو محمد وأبو عبد الله، وهو أسنّ ولد العباس، وكان العباس يكنّى به.


شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة سنة 8هـ، وغزا معه حنين، وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته وأصحابه فيها، حين ولّى الناس منهزمين، وشهد مع الرسول عليه السلام حجة الوداع ،وأردفه الرسول صلى الله عليه وسلم وراءه من جُمع (المزدلفة) إلى منى ، فيقال له: رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم.


كان الفضل جسيماً وسيماً، وكان يقال: من أراد الجمال والفقه والسخاء، فليأت دار العباس: الجمال للفضل، والفقه لعبد الله، والسخاء لعبيد الله، وله ذكر في كتب الحديث، فقد روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة وعشرين حديثاً، وروى عنه أخوه عبد الله، و أبو هريرة و ربيعة بن الحارث ، و عباس بن عبيد الله بن العباس و غيرهم .


أنجب الفضل ابنة واحدة هي أم كلثوم بنت الفضل ، تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب ثم فارقها فتزوجها أبو موسى الأشعري.


شهد الفضل موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشارك في غسله وهو الذي كان يصب الماء على علي بن أبي طالب .


اختلف الرواة في تاريخ وفاته، وأصح الروايات في ذلك، أنه خرج إلى بلاد الشام مجاهداً، وتوفي في طاعون عمواس من نواحي الأردن سنة 18هـ في خلافة عمر بن الخطاب ، رحمه الله ورضي عنه

النيلية
2007-10-14, 13:31
إنه الصحابي الجليل قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد

بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري

الأوسي ، يكنى أبا عمرو، وقيل ‏:‏ أبو عمر، وقيل‏ :‏ أبو عبد الله‏.‏

وهو أخو أبي سعيد الخدري رضي الله عنه لأمه .


كان قتادة رضي الله عنه يشعر في قرارة نفسه أن للكون إلها

عظيما , وأن هذا الليل لن يطول ، وعندما سمع ببعثة النبي صلى

الله عليه وسلم ، ذهب إليه وكان أحد الأنصار الذين شهدوا بيعة العقبة ،

وأعلن إسلامه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وعاهد الرسول

صلى الله عليه وسلم مع الأنصار على أن ينصروه ويمنعوه مما

يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وأبناءهم .

وما إن لامس الإيمان شغاف قلبه حتى جعل حياته كلها وقفا

لله عز وجل ونصرة دينه ، وظل ملازما للنبي صلى الله عليه

وسلم يقتبس من هديه وعلمه وأخلاقه إلى أن توفى النبي صلى

الله عليه وسلم فحزن عليه قتادة رضي الله عنه حزنا شديدا كاد

أن يمزق فؤاده.






جاهد قتادة رضي الله عنه مع الرسول صلى الله عليه وسلم جهادا

عظيما ، وعندما اشتد القتال يوم أحد ، ولاحت في سماء المعركة

هزيمة المسلمين ، وانتهز المشركون هذه الفرصة ليتخلصوا من

رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خاصة بعد أن انفض عنه أكثر

أصحابه ، ولم يبق معه إلا قليل ، كان قتادة رضي الله عنه واحدا

من أولئك القليل ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد دفع إليه قوسا ،

فأخذها وظل يرمي بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

حتى لم تعد صالحة للرمي ، فوجد قتادة رضي الله عنه نفسه ، وليس

معه ما يدافع به عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهو أحب الناس إليه ،

فوضع جسده أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتلقى عنه السهام

المصوبة نحوه.

فأصاب سهم وجهه فسالت منه عين قتادة رضي الله عنه على خده ،

ورأى الصحابة أن عين قتادة بن النعمان رضي الله عنه قد أصيبت ،

فسالت حدقته على وجنته ، ورأى الصحابة ما أصاب أخاهم فأشاروا

عليه بقطعها ، ولكنه ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو

يحمل عينه في كفه ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم رَق له ،

ودمعت عيناه ، وقال :

" اللهم إن قتادة قد وقى وجه نبيك بوجهه ، فاجعلها أحسن عينيه

وأحدهما نظرا "

فاستجاب الله لدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم .



وشهد قتادة رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد

كلها , وكانت معه يوم الفتح راية بني ظفر .

وظل قتادة رضي الله عنه يبذل نفسه وماله لله ونصرة دين الله في

عهد ابو بكر وعمر رضي الله عنهما وكانا يعرفان له قدره ومكانته

السابقة.

وكان على مقدمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما

سار إلى الشام وكان من الرماة المعدودين



وتوفي قتادة بن النعمان رضي الله عنه سنة ثلاث وعشرين ، وهو ابن

خمس وستين سنة‏ ، وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ونزل

في قبره أبو سعيد الخدري ، ومحمد بن مسلمة‏ رضي الله عنهم أجمعين .

زهرة القدس
2007-10-15, 21:08
كعب بن مالك رضي الله عنه

" أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك "
حديث شريف
قال كعب بن مالك -رضي الله عنه- يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- في غزوة تبوك 000

تخلفه عن بدر
لم أتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاة غزاها قط الا غزاة تبوك ، غير أني كنت تخلفت في غزاة بدر ، ولم يعاتب أحد تخلف عنها ، وانما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريد عير قريش ، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ، ولقد شهدت مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليلة العقبة حين تواثقنا على الاسلام ، وما أحب أن لي بها مشهد بدر ، وان كانت بدر أذكر في الناس منها وأشهر000
حاله في تبوك
وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك ، أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزاة والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتها في تلك الغزاة000
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلما يريد غزوة يغزوها الا ورى بغيرها ، حتى كانت تلك الغزوة ، فغزاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حر شديد ، واستقبل سفرا بعيدا ومفاوز ، واستقبل عددا كثيرا ، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم ، فأخبرهم وجهه الذي يريد، والمسلمون مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثير ، لا يجمعهم كتاب حافظ ( الديوان ) 0 قال كعب : فقل رجل يريد أن يتغيب الا ظن أن ذلك سيخفى عليه ، ما لم ينزل فيه وحي من الله عز وجل 000
تباطؤه في التجهيز
وغزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الغزاة حين طابت الثمار والظلال ، وأنا والله أصعر (أميل للبقاء) ، فتجهز اليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون معه ، فطفقت أغدو لكي اتجهز معهم فأرجع ولم أقض من جهازي شيئا ، فأقول لنفسي : أنا قادر على ذلك ان أردت !00فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى استمر بالناس بالجد ، فأصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غاديا والمسلمون معه ، ولم أقض من جهازي شيئا ، وقلت : أتجهز بعد يوم أو يومين ثم ألحقه !00فغدوت بعدما فصلوا (خرجوا) لأتجهز فرجعت ولم أقض من جهازي شيئا ، ثم غدوت فرجعت ولم أقض من جهازي شيئا ، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو (فات وقته) ، فهممت أن ارتحل فألحقهم ، وليت اني فعلت ، ثم لم يقدر ذلك لي فطفقت اذا خرجت في الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحزنني أني لا أرى الا رجلا مغموصا (متهما) في النفاق ، أو رجلا ممن عذره الله عز وجل 000
الرسول يسأل عنه
ولم يذكرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بلغ تبوك ، فقال وهو جالس في القوم بتبوك :( ما فعل كعب بن مالك ؟!)000فقال رجل من بني سلمة :( حبسه يا رسول الله براده والنظر في عطفيه )000فقال معاذ بن جبل :( بئسما قلت ، والله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خيرا )000 فسكت الرسول -صلى الله عليه وسلم- 000
عودة الرسل من تبوك
قال كعب بن مالك : فلما بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي ، وطفقت أتذكر الكذب وأقول :( بماذا أخرج من سخطه غدا ؟!)000وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ، فلما قيل ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أظل قادما زاح عني الباطل ، عرفت أني لم أنج منه بشيء أبدا ، فأجمعت صدقه000
صدقه مع الرسول
فأصبح الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان اذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى ركعتين ، ثم جلس للناس ، فلما فعل ذلك جاءه المتخلفون ، فطفقوا يعتذرون اليه ويحلفون له ، وكانوا بضعة وثمانين رجلا ، فيقبل منهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علانيتهم ، ويستغفر لهم ، ويكل سرائرهم الى الله تعالى ، حتى جئت 0 فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ، ثم قال لي :( تعال !)000فجئت أمشي حتى جلست بين يديه ،فقال لي :( ما خلفك ! ألم تكن قد اشتريت ظهرا ؟!)000فقلت :( يا رسول الله ، اني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر ، لقد أعطيت جدلا ، ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم بحديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ، ولئن حدثتك اليوم بحديث تجد علي فيه اني لأرجو عقبى ذلك من الله عز وجل 0 ما كان لي عذر ، والله ما كنت قط أفرغ ولا أيسر مني حين تخلفت عنك )000قال : فقال الرسـول -صلى اللـه عليـه وسلم- :( أما هذا فقد صدق ، فقم حتى يقضي الله فيك )000
فقمت وقام الي رجال من بني سلمة وأتبعوني فقالوا لي :( والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ، ولقد عجزت ألا تكون اعتذرت الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما اعتذر به المتخلفون ، فقد كان كافيك من ذنبك استغفار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لك )000قال : فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي ، قال : ثم قلت لهم :( هل لقي هذا معي أحد ؟)000قالوا :( نعم ، لقيه معك رجلان ، قالا مثل ما قلت ، وقيل لهما مثل ما قيل لك )000فقلت :( فمن هما ؟)000قالوا :( مرارة بن الربيع العامري ، وهلال بن أمية الواقفي )000 فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا ، لي فيهما أسوة 000 قال : فمضيت حين ذكروهما لي000
النهي عن كلامه
قال : ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه ، فاجتنبنا الناس ، وتغيروا لنا ، حتى تنكرت لي في نفسي الأرض ، فما هي بالأرض التي كنت أعرف ، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة ، فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان ، وأما أنا فكنت أشد القوم وأجلدهم : فكنت أشهد الصلاة مع المسلمين ، وأطوف بالأسواق فلا يكلمني أحد000 وآتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في مجلسه بعد الصلاة فأسلم ، وأقول في نفسي أحرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟!00 ثم أصلي قريبا منه وأسارقه النظر ، فاذا أقبلت على صلاتي نظر الي فاذا التفت نحوه أعرض عني000 حتى اذا طال علي ذلك من هجر المسلمين ، مشيت حتى تسورت حائط أبي قتادة ، وهو ابن عمي وأحب الناس الي ، فسلمت عليه ، فوالله ما رد علي السلام فقلت له :( يا أبا قتادة ، أنشدك الله ، هل تعلم أني أحب الله ورسوله ؟)000قال : فسكت000قال : فعدت له فنشدته000فسكت000فعدت له فنشدته فسكت000 فقال :( الله ورسوله أعلم )000 قال : ففاضت عيناي ، وتوليت حتى تسورت الجدار ، فبينما أنا أمشي بسوق المدينة اذا أنا بنبطي من أنباط الشام ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول :( من يدل على كعب بن مالك ؟)000قال :فطفق الناس يشيرون له الي ، حتى جاء فدفع الي كتابا من ملك غسـان فاذا فيه :( أما بعد ، فقد بلغنا أن صاحبـك قد جفاك ، وأن اللـه لم يجعلك في دار هوان ولا مضيعـة ، فالحق بنا نواسك )000قال : فقلت حين قرأته وهذا أيضا من البلاء 0قال : فيممت به التنور فسجرته به (أحرقته فيه)000
الأمر بالاعتزال
حتى اذا ما مضت أربعون ليلة من الخمسين ، اذا برسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتيني يقول :( يأمرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تعتزل امرأتك )000قال : فقلت :( أطلقها أم ماذا أفعل ؟)000فقال :( بل اعتزلها ولا تقرنها )000قال : وأرسل الى صاحبي بمثل ذلك000 قال : فلبثنا عشر ليال ، فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهى عن كلامنا000

قال : ثم صليت صلاةالصبح صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا ، فبينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله تعالى منا :قد ضاقت علي نفسي ، وضاقت علي الأرض بما رحبت ، سمعت صارخا أوفى على جبل سلع يقول بأعلى صوته :( أبشر يا كعب بن مالك )000 قال : فخررت ساجدا ، وعرفت أن قد جاء الفرج من الله عز وجل بالتوبة علينا 000فأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتوبة الله علينا حين صلى الفجر ، فذهب الناس يبشروننا ، وذهب قبل صاحبي مبشرون ، وركض الي رجل فرسا ، وسعى ساع من "أسلم" وأوفى على الجبل ، فكان الصوت أسرع من الفرس ، فلما جائني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما اياه ببشارته ، والله ما أملك يومئذ غيرهما 000
البشارة والفرج
واستعرت ثوبين فلبستهما ، وانطلقت أؤم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بتوبة الله ، يقولون :( ليهنك توبة الله عليك )000 حتى اذا دخلت المسجد ، فاذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في المسجد والناس حوله ، فقام الي طلحة بن عبدالله يهرول حتى صافحني وهنأنـي ، فلما سلمت على رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- قال (وهو يبرق وجهه من السرور) :( أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك )000قال : قلت :( أمن عندك يا رسول الله ، أم من عند الله ؟)000قال :( لا، من عند الله )000

قال : وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر ، حتى يعرف ذلك منه ، فلما جلست بين يديه قلت :( يا رسول الله ، ان من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة الى الله والى رسوله)000قال :( أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك )000قال : فقلت :( فاني أمسك سهمي الذي بخيبر )000 وقلت :( يا رسول الله انما نجاني الله بالصدق ، وان من توبتي ألا أحدث الا صدقا ما بقيت )000 قال :( فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله من الصدق في الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن مما أبلاني الله تعالى ، ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الى يومي هذا ، واني لأرجو أن يحفظني الله عز وجل فيما بقى )000
وأنزل الله تعالى :( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رءوف رحيم ، وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم ، يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )000
سورة التوبة(117-119)000

النيلية
2007-10-15, 21:48
العزيزة زهرة

بوركت وجوزيت علي التعديل

abdo_spectrum
2007-10-16, 12:39
بوركت واصلي تميزك

زهرة القدس
2007-10-16, 17:21
آسفة جدا

لقد صححت الخطأ

الآن حرف اللام

النيلية
2007-10-16, 19:09
إنه أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، أحد السبعين رجلا الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية من الأنصار، وقد أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وقد تفقه معاذ في دين الله، فوصفه الرسول ( بأنه (أعلم الناس بالحلال والحرام) [الترمذى].


وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يجتمعون حوله ليتعلموا منه أمور الحلال والحرام، وقال عنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: عجزت النساء أن يلدن مثله، ولولاه لهلك عمر. ومدحه عبد الله بن مسعود فقال عنه: كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين، حتى ظن السامع أنه يقصد إبراهيم عليه السلام، فقال له ابن مسعود: مانسيت، هل تدرى ما الأمَّة؟ وما القانت؟ فقال: الله أعلم، فقال الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله وللرسول)


وكان معاذ أحد الذين يفتون على عهد رسول الله (، وهم: عمر، وعثمان، وعلي من المهاجرين، وأبي بن كعب ومعاذ، وزيد من الأنصار. بل قدمه عمر في الفقه، فقال: من أراد الفقه؛ فليأت معاذ بن جبل. وكان أصحاب رسول الله ( إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له واحتراما



وقال عمر بن الخطاب يومًا لأصحابه: لو استخلفت معاذَا -رضي الله عنه- فسألني ربى عز وجل ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك ( يقول: (يأتي معاذ بن جبل بين يدي العلماء برتوة ( مسافة كبيرة )


وقد بعثه رسول الله ( إلى اليمن قاضيًا، وقال له: (كيف تقضي إذا عرض لك قضاء)، قــال: أقضـي بكتاب الله. قال: (فإن لم تجد في كتاب الله)، قال: فبسنة رسول الله (، قال: (فإن لم تجد في سنة رسول الله ( ولا في كتاب الله؟) قال: اجتهد رأيي، فضرب رسول الله ( صدره، وقال: (الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله)


وقابله النبي ( ذات يوم، وقال له: (يا معاذ، إني لأحبك في الله) قال معاذ: وأنا والله يا رسول الله، أحبك في الله. فقال (: (أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). [أبو داود والنسائي الحاكم].


وكان -رضي الله عنه- أحد الصحابة الذين يحفظون القرآن، وممن جمعوا القرآن على عهد رسول الله (، حتى قال عنه النبي (: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل) [متفق عليه].



يقول أبو مسلم الخولاني: دخلت مسجد حمص فإذا فيه ما يقرب من ثلاثين شيخًا من أصحاب رسول الله (، وإذا فيهم شاب أجحل العينين (من الاكتحال)، براق الثنايا، ساكت لا يتكلم، فإذا اختلف القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليسي: من هذا؟ قال: معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، فوقع في نفسي حبه، فكنت معهم حتى تفرقوا.


وكان معاذ يحث أصحابه دائما على طلب العلم فيقول: تعلموا العلم فإن تعلمه لله تعالى خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلم صدقه، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام.


وكان معاذ حريصا على تمام سنة المصطفى (، متمسكًا بها، وكان يقول: من سره أن يأتي الله عز وجل آمنا فليأت هذه الصلوات الخمس؛ حيث ينادي بهن، فإنهن من سنن الهدى، ومما سنه لكم نبيكم (، ولا يقل إن لي مصلى في بيتي فأصلى فيه، فإنكم إن فعلتم ذلك تركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم ( (لضللتم).



وكان كريمًا، كثير الإنفاق، فيروى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعث إليه بأربعمائة دينار مع غلامه، وقال للغلام، انتظر حتى ترى ما يصنع؟ فذهب بها الغلام وقال لمعاذ: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال معاذ: رحم الله وصله، تعالى يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا، واذهبي إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأة معاذ وقالت: نحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الصرة إلا ديناران فأعطاهما إياها، ورجع الغلام إلى عمر فأخبره بما حدث، فسر عمر بذلك.



وكان كثير التهجد يصلي بالليل والناس نيام، وكان يقول في تهجده: اللهم نامت العيون وغارت النجوم، وأنت حي قيوم، اللهم طلبي للجنة بطىء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلى يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.
ولما حضرته الوفاة قال لمن حوله من أهله: أنظروا أأصبحنا أم لا؟ فقالوا: لا ثم كرر ذلك، وهم يقولون: لا. حتى قيل له أصبحنا فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، مرحبًا بالموت مرحبًا، زائر مغب (أي خير) وحبيب جاء على فاقة (حاجة)، اللهم إني قد كنت أخافك فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا، وطول البقاء فيها لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر (يقصد الصوم)، ومكابدة الساعات (أي قيام الليل)، ومزاحمة العلماء بالركب عن حلق الذكر.


ومات معاذ سنة (18هـ) على الأصح وعمره (38) سنة.

النيلية
2007-10-25, 19:06
إنه صحابي من ذوي العقل الراجح ، انه الرجل الذي رزقه الله فطنة

وذكاء ، ويقظة ودهاء ، إنه أبو سلمة نُعيم بن مسعود بن عامر الأشجعي ،

الذي كان في الجاهلية على صلة وثيقة بيهود بني قريظة وغيرهم ،

وكان يجلس في مجالسهم يسمر ويشرب معهم وكانوا يحبونه ويثقون

فيه ويحترمونه.



اسلامه


كان نعيم بن مسعود رضي الله عنه مع معسكر الكفار والمشركين في

غزوة الأحزاب ، وكان مستلق على فراشه في الخيمة ، يتقلب على مهاده

أرقا ، وفجأة رأى نفسه تسأله قائلة :

( ويحك يا نعيم ما الذي جاء بك من تلك الأماكن البعيدة في نجد لحرب

هذا الرجل ، ومن معه ؟

فأنت لا تحاربه انتصارا لحق مسلوب ، ولا حمية لعرض مغصوب ،

وإنما جئت لتحاربه لغير سبب معروف ، أيليق برجل له عقل مثل عقلك

أن يقاتل فيقتل ، أو يقتل لغير سبب ..

ويحك يا نعيم ما الذي يجعلك تشهر سيفك في وجه هذا الرجل الصالح

الذي يأمر أتباعه بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ..

ويحك يا نعيم ما الذي يحملك على أن تغمس رمحك في دماء أصحابه

الذين اتبعوا ما جاءهم به من الهدى والحق )

هذه المناقشة كانت سبب سعادته إلى الأبد ، فاتخذ هذا الصحابي الجليل

قرارا حازما ، ونهض من توه لتنفيذه .



الخدعة

قال نعيم بن مسعود رضي الله عنه :

( لما سارت الأحزاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سرت مع قومي ،

وأنا على ديني ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عارفا ، فأقامت

الأحزاب ما أقامت حتى أجدب الجناب وهلك الخف والكراع وقذف الله

عز وجل في قلبي الإسلام وكتمت قومي إسلامي ، فخرجت حتى آتي

رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء فوجدته يصلي ،

فلما رآني جلس ثم قال ما جاء بك يا نعيم ؟

قلت : إني جئت أصدقك وأشهد أن ما جئت به حق ، فمرني بما شئت

يا رسول الله فوالله لا تأمرني بأمر إلا مضيت له ، فقومي لا يعلمون بإسلامي

ولا غيرهم .

قال ما استطعت أن تخذل الناس فخذل قال قلت :

أفعل ولكن يا رسول الله أقول فأذن لي .

قال قل ما بدا لك فأنت في حل .

قال فذهبت حتى جئت بني قريظة فلما رأوني رحبوا وأكرموا وحيوا

وعرضوا علي الطعام والشراب فقلت :

إني لم آت لشيء من هذا إنما جئتكم نصبا بأمركم وتخوفا عليكم

لأشيرعليكم برأي وقد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم .

فقالوا : قد عرفنا ذلك وأنت عندنا على ما تحب من الصدق والبر .

قال : فاكتموا عني .

قالوا : نفعل .

قال إن أمر هذا الرجل بلاء يعني ( النبي صلى الله عليه وسلم )

صنع ما قد رأيتم ببني قينقاع وبني النضير وأجلاهم عن بلادهم

بعد قبض الأموال .

وكان ابن أبي الحقيق قد سار فينا فاجتمعنا معه لنصركم وأرى

الأمرقد تطاول كما ترون وإنكم والله ما أنتم وقريش وغطفان

من محمد بمنزلة واحدة أما قريش وغطفان فهم قوم جاءوا سيارة

حتى نزلوا حيث رأيتم فإن وجدوا فرصة انتهزوها ، وإن كانت

الحرب أو أصابهم ما يكرهون انشمروا إلى بلادهم .

وأنتم لا تقدرون على ذلك البلد بلدكم فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم

وقد غلظ عليهم جانب محمد أجلبوا عليه أمس إلى الليل فقتل رأسهم

عمرو بن عبد وهربوا منه مجرحين وهم لا غناء بهم عنكم لما

تعرفون عندكم ، فلا تقاتلوا مع قريش ولا غطفان حتى تأخذوا منهم

رهنا من أشرافهم تستوثقون به منهم ألا يناجزوا محمدا .

قالوا : أشرت بالرأي علينا والنصح .

قال : ولكن اكتموا عني .

قالوا : نعم نفعل .

ثم خرج إلى أبي سفيان بن حرب في رجال من قريش فقال :

يا أبا سفيان قد جئتك بنصيحة فاكتم عني .

قال : أفعل .

قال : تعلم أن قريظة قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد

وأرادوا إصلاحه ومراجعته ، أرسلوا إليه وأنا عندهم إنا سنأخذ من

قريش وغطفان من أشرافهم سبعين رجلا نسلمهم إليك تضرب أعناقهم

وترد جناحنا الذي كسرت إلى ديارهم ( يعنون بني النضير ) ونكون

معك على قريش حتى نردهم عنك .

فإن بعثوا إليكم يسألونكم رهنا فلا تدفعوا إليهم أحدا واحذروهم على

أشرافكم ولكن اكتموا عني ولا تذكروا من هذا حرفا .

قالوا : لا نذكره .

ثم خرج حتى أتى غطفان ( وقال لهم مثل ما قال لقريش )

وكان رجلا منهم فصدقوه .

وأرسلت اليهود غزال بن سموأل إلى أبي سفيان بن حرب وأشراف

قريش : إن ثواءكم قد طال ولم تصنعوا شيئا وليس الذي تصنعون برأي

إنكم لو وعدتمونا يوما تزحفون فيه إلى محمد فتأتون من وجه وتأتي

غطفان من وجه ونخرج نحن من وجه آخر لم يفلت من بعضنا .

ولكن لا نخرج معكم حتى ترسلوا إلينا برهان من أشرافكم يكونون

عندنا ، فإنا نخاف إن مستكم الحرب وأصابكم ما تكرهون شمرتم

وتركتمونا في عقر دارنا وقد نابذنا محمدا بالعداوة .

فانصرف الرسول إلى بني قريظة ولم يرجعوا إليهم شيئا ، وقال

أبو سفيان : هذا ما قال نعيم .

فخرج نعيم إلى بني قريظة فقال يا معشر بني قريظة أنا عند أبي سفيان

حتى جاء رسولكم إليه يطلب منه الرهان فلم يرد عليه شيئا فلما ولى

قال لو طلبوا مني عناقا ما رهنتها أنا أرهنهم سراة أصحابي يدفعونهم

إلى محمد يقتلهم فارتأوا آراءكم حتى تأخذوا الرهن فإنكم إن لم تقاتلوا

محمدا وانصرف أبو سفيان تكونوا على مواعدتكم الأولى .

قالوا : ترجو ذلك يا نعيم ؟

قال : نعم .

قال كعب بن أسد : فإنا لا نقاتله والله لقد كنت لهذا كارها ولكن حيي

رجل مشئوم .

قال الزبير بن باطا : إن انكشفت قريش وغطفان عن محمد لم يقبل

منا إلا السيف .

قال نعيم : لا تخش ذلك يا أبا عبد الرحمن .

قال الزبير : بلى والتوراة ، ولو أصابت اليهود رأيها ولحم الأمر

لتخرجن إلى محمد ولا يطلبون من قريش رهنا ، فإن قريشا لا تعطينا

رهنا أبدا ، وعلى أي وجه تعطينا قريش الرهن وعددهم أكثر من

عددنا ، ومعهم كراع ولا كراع معنا ، وهم يقدرون على الهرب

ونحن لا نقدر عليه ؟

وهذه غطفان تطلب إلى محمد أن يعطيها بعض تمر الأوس وتنصرف

فأبى محمد إلا السيف فهم ينصرفون بغير شيء .

فلما كان ليلة السبت كان مما صنع الله تعالى لنبيه أن قال أبو سفيان

يا معشر قريش ، إن الجناب قد أجدب وهلك الكراع والخف ، وغدرت

اليهود وكذبت وليس هذا بحين مقام فانصرفوا قالت قريش :

فاعلم علم اليهود واستيقن خبرهم .

فبعثوا عكرمة بن أبي جهل حتى جاء بني قريظة عند غروب الشمس

مساء ليلة السبت فقال يا معشر اليهود إنه قد طال المكث وجهد الخف

والكراع وأجدب الجناب ، وإنا لسنا بدار مقامة اخرجوا إلى هذا

الرجل حتى نناجزه بالغداة .

قالوا : غدا السبت لا نقاتل ولا نعمل فيه عملا ، وإنا مع ذلك لا نقاتل

معكم إذا انقضى سبتنا حتى تعطونا رهانا من رجالكم يكونون معنا

لئلا تبرحوا حتى نناجز محمدا ، فإنا نخشى إن أصابتكم الحرب

أن تشمروا إلى بلادكم وتدعونا وإياه في بلادنا ولا طاقة لنا به معنا

الذراري والنساء والأموال .

فرجع عكرمة إلى أبي سفيان فقالوا : ما وراءك ؟

قال أحلف بالله إن الخبر الذي جاء به نعيم حق ، لقد غدر أعداء الله .

وأرسلت غطفان إليهم مسعود بن رخيلة في رجال منهم بمثل

رسالة أبي سفيان فأجابوهم بمثل جواب أبي سفيان .

وقالت اليهود حيث رأوا ما رأوا منهم نحلف بالله إن الخبر الذي

قال نعيم لحق .

وعرفوا أن قريشا لا تقيم فسقط في أيديهم فكر أبو سفيان إليهم

وقال إنا والله لا نفعل إن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا .

فقالت اليهود مثل قولهم الأول وجعلت اليهود تقول الخبر

ما قال نعيم ، وجعلت قريش وغطفان تقول الخبر ما قال نعيم .

ويئس هؤلاء من نصر هؤلاء ويئس هؤلاء من نصر هؤلاء

واختلف أمرهم فكان نعيم يقول أنا خذلت بين الأحزاب حتى تفرقوا

في كل وجه وأنا أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم على سره )




توفي نعيم في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه


فتسلل رضي الله عنه من معسكر قومه تحت جنح الظلام ، ومضى يحث

الخطى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم

ماثلا بين يديه قال :

" نعيم بن مسعود !! "

قال رضي الله عنه : ( نعم يا رسول الله )

قال صلى الله عليه وسلم : " ما الذي جاء بك في هذه الساعة ؟ "

قال رضي الله عنه : ( يا رسول الله .. جئت لأشهد أن لا إله إلا الله ،

وأنك عبد الله ورسوله ، وأن ما جئت به الحق ، ثم أردف يقول :

لقد أسلمت يا رسول الله وإن قومي لم يعلموا بإسلامي ، فمُرني

بما شئت )

فقال صلى الله عليه وسلم :

" إنما أنت فينا رجل واحد ، فاذهب إلى قومك وخذّل عنا إن استطعت ،

فإن الحرب خدعة "

النيلية
2007-12-22, 20:09
هلال بن أمية بن عامر بن قيس الأنصاري الواقفي من الأنصار السابقين إلى الإسلام، كان يكسر أصنام قبيلته، شهد غزوة بدر والغزوات التالية عدا غزوة تبوك فقد تخلف عنها مع كعب بن مالك ومرارة بن الربيع فندموا على ذلك وتابوا إلى الله، فأنزل الله الآيات بقبول توبتهم،


وهو الرجل الذي لاعن زوجته ففرق بينهما النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس { : أن هلال بن أمية قذف امرأته بشريك بن سحماء , وكان أخا البراء بن مالك لأمه , وكان أول رجل لاعن في الإسلام , قال : فلاعنها , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبصروها , فإن جاءت به أبيض سبطا قضيء العينين فهو لهلال بن أمية , وإن جاءت به أكحل جعدا حمش الساقين فهو لشريك بن سحماء , قال : فأنبئت أنها جاءت به أكحل جعدا حمش الساقين } . رواه أحمد والنسائي .

وفي رواية : { إن أول لعان كان في الإسلام أن هلال بن أمية قذف شريك بن السحماء بامرأته , فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أربعة شهداء وإلا فحد في ظهرك يردد ذلك عليه مرارا , فقال له هلال : والله يا رسول الله إن الله عز وجل ليعلم أني لصادق , ولينزلن الله عليك ما يبرئ ظهري من الحد , فبينما هم كذلك إذ نزلت عليه آية اللعان { والذين يرمون أزواجهم } إلى آخر الآية }

النيلية
2007-12-22, 20:19
الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، أخو خالد بن الوليد‏.‏

شهد بدراً مشركاً، فأسره عبد الله بن .‏ ويقال‏:‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن جحش‏:‏ لا تقبل في فدائه إلا شكة أبيه الوليد- وكان الشكة‏:‏ درعاً فضفاضة، وسيفاً وبيضةً‏.‏ فأبى ذلك خالد وأجاب هشام، فأقيمت الشكة بمائة دينار، فسلماها إلى عبد الله بن جحش‏.‏ فلما افتدى أسلم، فقيل له‏:‏ هلا أسلمت قبل أن تفتدي ? قال‏:‏ كرهت أن تظنوا بي أني جزعت من الإسار‏.‏ فحبسوه بمكة‏.‏

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له فيمن دعا لهم من المستضعفين المؤمنين بمكة، ثم أفلت من إسارهم ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء‏.‏

ولما شهد العمرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج خالد بن الوليد من مكة فاراً، لئلا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للوليد‏:‏ لو أتانا خالد لأكرمناه، وما مثله سقط عليه الإسلام، في عقله‏.‏ فكتب الوليد بذلك إلى خالد، فوقع الإسلام في قلبه، وكان سبب هجرته‏.‏

ولما توفي الوليد قالت أم سلمة تبكيه، وهي ابنة عمه‏:‏

يا عين فابكي للوليد بن الوليد بن المـغـيرة ** قد كان غيثاً في السّنين ورحمةً فينا ومـيره

ضخم الدّسيعة ماجداً يسمو إلى طلب الوتيره ** مثل الوليد بن الوليد أبي الوليد كفى العشيرة

وروي عن الوليد بن الوليد أنه قال‏:‏ يا رسول الله، إني أجد وحشة في منامي ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إذا اضطجعت للنوم فقل‏:‏ بسم الله، أعوذ بكلمات الله من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون؛ فإنه لا يضرك، وبالحرى أن لا يقربك‏.‏ فقالها، فذهب ذلك عنه‏.‏أخرجه الثلاثة‏.‏

النيلية
2007-12-22, 20:22
ياسر بن عامر العنسي، والد عمار بن ياسر. تقدم نسبه عند ذكر ابنه عمار، وهو حليف بني مخزوم ويكنى أبا عمار، بابنه عمار. وكان قدم من اليمن، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة المحزومي وزوجه أبو حذيفة أمة له اسمها سمية، فولدت له عماراً، فأعتقها أبو حذيفة.

ولم يزل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، وجاء الإسلام، فأسلم ياسر وسمية وعمار، وأخوه عبد الله بن ياسر. وكان ياسر وعمار وأم عمار يعذبون في الله. أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني رجال من آل عمار بن ياسر: أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم على الاسلام، وهي تأبى غيره، حتى قتلوها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بعمار وأمه وبأبيه، وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة، فيقول: صبراً آل ياسر، موعدكم الجنة.

أخرجه الثلاثة.