تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل أصاب الشيخ في فتواه؟


aboumoadh
2012-04-04, 22:58
سأل سائل من فرنسا شيخا في قناة إقرأ فقال له :
لي بنت تصلي تزوجت برجل مسلم لا يصلي فماالعمل فأجابه الشيخ تارك الصلاة كافر و وجب أن تطلق .
هل أصاب الشيخ في فتواه؟


أرجوا دراسة صواب الفتوي أو لا من كل الجوانب و ليس فقهي بحت

aboumoadh
2012-04-06, 11:01
ليس لكم جواب على السؤال؟

زنجبيل11
2012-04-06, 11:43
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا كان جواب المفتي صحيحا
فان اغلب الناس اليوم تاركون للصلاة في الجتمعات الاسلامية
هل يتطلقون بعد ما اصبح بينهم اولاد
هناك من المشايخ من يقول تدعو له و تصبر و تنصح لان تارك الصلاة لم يتركها كفرا انما كسلا
اليوم اصبحت كلمة الكفر تطلق على كل شيء
على العموم ساسال و اعود باجابة اخرى ان شاء الله

عبد الله-1
2012-04-06, 12:23
تارك الصلاة كسلا اختلف فيه أهل العلم قديما وحديثا فمنهم من قال كافر مخرج من الملة ومنهم من قال لا يكفر إذا أقر بوجوبها
طبعا أدلة هؤلاء وأولئك لا يتسع المقام لسردها وتحتاج لوقت كبير .
ولكل فريق أدلة قوية في المسألة .
الشيخ الذي أجاب يبدو انه يميل للقول الأول وله ادلته وعليه فأصحاب القول الاول يرون بأن تارك الصلاة تنطبق عليه أحكام المشركين فلا يغسل ولا يصلى عليه ولا يكفن ولا يزوج بالمسلمات وليس له الحق في الميراث ولا يدفن في مقابر المسلمين.
ولهذا فتوى هذا الشيخ ليست غريبة وحتى إذا بحثتم في هذه المسألة بقراءة ومراجعة الأدلة قد تميلون إلى فريق من الفريقين ولكن يبقى الخلاف في القضية باق.

aboumoadh
2012-04-06, 13:45
كما قلت في البداية :


أرجوا دراسة صواب الفتوي أولا من كل الجوانب و ليس فقهي
بحت.
بعبارة أخرى
هل يجب على المفتى أن يعرف واقع المستفتي قبل أن يفتيه؟
هل يجوز للمفتي أن يختار رأي فقهي آخر في المسألة مخالف لقناعته إذا رأى أنَّ رأيه قد يدي إلى منكر أكبر .

متبع السلف
2012-05-13, 09:19
المفتي يفتي بما ظهر له صوابه ورأة أنه موافق للدليل ولا يرجح غيره بدعوى المصلحة أو أن الفتوى تسبب منكر أكبر ، بل المنكر هو إخفاء حكم الله في المسألة المعينة ، وعدم معرفة الناس لهذا الحكم أو استغرابه راجع لكونهم ابتعدوا عن الإسلام الصافي والفهم السليم لأمور دينهم والله أعلم.

aboumoadh
2012-05-13, 22:18
المفتي يفتي بما ظهر له صوابه ورأة أنه موافق للدليل ولا يرجح غيره بدعوى المصلحة أو أن الفتوى تسبب منكر أكبر ، بل المنكر هو إخفاء حكم الله في المسألة المعينة ، وعدم معرفة الناس لهذا الحكم أو استغرابه راجع لكونهم ابتعدوا عن الإسلام الصافي والفهم السليم لأمور دينهم والله أعلم.
المفتي يجب عليه معرفة واقع الناس و يفتي ييسر و لا يعسر و يبشر و لا ينفر و خاصة في الدول الأوربية
فتواه و تخيره للرأي المتشدد قد يصلح للدول العربية و لكن لا يصلح في الدول الأوربية

متبع السلف
2012-05-13, 22:22
أبا معاذ حتى لا نذهب بعيدا هات من سبقك بهذا القول من علماء الأصول وإن لم تجد فاعلم أنه قول حادث لا يقبل ، وإلى ذلك أنا بانتظارك وفقك الله.

عبد الله-1
2012-05-13, 23:13
المفتي يفتي بما ظهر له صوابه ورأة أنه موافق للدليل ولا يرجح غيره بدعوى المصلحة أو أن الفتوى تسبب منكر أكبر ، بل المنكر هو إخفاء حكم الله في المسألة المعينة ، وعدم معرفة الناس لهذا الحكم أو استغرابه راجع لكونهم ابتعدوا عن الإسلام الصافي والفهم السليم لأمور دينهم والله أعلم.
صدقت أخي الكريم فما نزل فيه نص من القرآن أو جاء به نص من السنة المطهرة لا يجوز لأي من كان أن يغيره عن مقصوده ومدلوله فالدين صالح لكل زمان ومكان وإذا حدث تنافر إن صح التعبير بين الفتوى وبين طالبها فالخلل في طالبها وليس فيها مادام أن الدليل موجود.

aboumoadh
2012-05-13, 23:24
أبا معاذ حتى لا نذهب بعيدا هات من سبقك بهذا القول من علماء الأصول وإن لم تجد فاعلم أنه قول حادث لا يقبل ، وإلى ذلك أنا بانتظارك وفقك الله.


علماء كثر لا يكفرون تارك الصلاة و لا يطلقون المرأة لأن زوجها لا يصلي
قوله صلى الله عليه و سلم "يسروا و لا تعسروا" كافٍ شافٍ
و بالتالى فتواه فيها تشدد في غير محله

متبع السلف
2012-05-14, 12:19
أنا أكلمك عن التأصيل العام وليس عن تارك الصلاة فلا تخلط بين الأمرين ،وأنا أنتظر جوابك وأنا على إياس من ذلك فكن ذكيا في اعتراضاتك وليس كل ما يلمع ذهبا يا أبا معاذ.
وقولك علماء كثر لا يكفرون لا يلزم به عالم مجتهد آخر ترجح له القول الثاني فهذا من مسائل الخلاف ، ثم من هم العلماء الكثر الذين يعتد بهم أهم المعاصرون ام السابقون من أهل القرون المفضلة فتنبه.

smaa
2012-05-14, 13:15
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا كان جواب المفتي صحيحا
فان اغلب الناس اليوم تاركون للصلاة في الجتمعات الاسلامية
هل يتطلقون بعد ما اصبح بينهم اولاد
هناك من المشايخ من يقول تدعو له و تصبر و تنصح لان تارك الصلاة لم يتركها كفرا انما كسلا
اليوم اصبحت كلمة الكفر تطلق على كل شيء
على العموم ساسال و اعود باجابة اخرى ان شاء الله

يا زنجبيل من انت حتى ترد على فتوى استندت الى اجتهاد علماء عليك بتعلم كيفية الوضوء والصلاة وباقي اركان الاسلام واطلب العلم وعندما تصبح في منزلة علمهم افدنا بفتاويك وردودك

smaa
2012-05-14, 13:19
المفتي يجب عليه معرفة واقع الناس و يفتي ييسر و لا يعسر و يبشر و لا ينفر و خاصة في الدول الأوربية
فتواه و تخيره للرأي المتشدد قد يصلح للدول العربية و لكن لا يصلح في الدول الأوربية

صدقت عليهم دراسة فقه الواقع كيف غابت عنهم ربما يرجعون اليك ليتعلموا كيف يتلقون العلم واي العلم اهم

خولة121
2012-05-14, 14:36
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اما بعد

فانا ارى الجواب هو كما قال الاخ عبد الله 1

في ان المسالة خلافية بين اهل العلم

وان المفتي على قناة اقرا مال في فتواه الى القول المتشدد الذي يرى بان تارك الصلاة كافر
كفرا عقائديا فهو خارج من الملة بانه غير مسلم فاذا مات لا يكفن ولا يصلى عليه ولايدفن في
مقابر المسلمين
اما القول الثاني فهو كافر كفر عملي (مسلم عاصي )

فاذا اخذنا بالقول الاول فلا يجوز له ان يتزوج بمسلمة لانه كافر ولا يحول للمسلمة ان تتزوج بكافر
وبهذا افتى المفتي .

والله اعلى واعلم وهو يهدي السبيل

aboumoadh
2012-05-14, 20:16
صدقت عليهم دراسة فقه الواقع كيف غابت عنهم ربما يرجعون اليك ليتعلموا كيف يتلقون العلم واي العلم اهم


يجب عليهم أن يرجعوا إلى تلاميذ العلامة القرضاوي يعلمونهم فقه الواقع ويذكرونهم بقول الرسول صلى الله عليه و سلم: يَا عَائِشَةُ ، لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِشِرْكٍ ، لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ ، فَأَلْزَقْتُهَا بِالْأَرْضِ ، وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ : بَابًا شَرْقِيًّا ، وَبَابًا غَرْبِيًّا ، وَزِدْتُ فِيهَا سِتَّةَ أَذْرُعٍ مِنَ الْحِجْرِ ، فَإِنَّ قُرَيْشًا اقْتَصَرَتْهَا حَيْثُ بَنَتِ الْكَعْبَةَ .

aboumoadh
2012-05-14, 20:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اما بعد

فانا ارى الجواب هو كما قال الاخ عبد الله 1

في ان المسالة خلافية بين اهل العلم

وان المفتي على قناة اقرا مال في فتواه الى القول المتشدد الذي يرى بان تارك الصلاة كافر
كفرا عقائديا فهو خارج من الملة بانه غير مسلم فاذا مات لا يكفن ولا يصلى عليه ولايدفن في
مقابر المسلمين
اما القول الثاني فهو كافر كفر عملي (مسلم عاصي )

فاذا اخذنا بالقول الاول فلا يجوز له ان يتزوج بمسلمة لانه كافر ولا يحول للمسلمة ان تتزوج بكافر
وبهذا افتى المفتي .

والله اعلى واعلم وهو يهدي السبيل
.نعم القضية خلافية و المفتي كالطبيب يجب معرفة واقع مفتيه.فيختار له العلاج الأنسب له

smaa
2012-05-14, 22:44
يجب عليهم أن يرجعوا إلى تلاميذ العلامة القرضاوي يعلمونهم فقه الواقع ويذكرونهم بقول الرسول صلى الله عليه و سلم: يَا عَائِشَةُ ، لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِشِرْكٍ ، لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ ، فَأَلْزَقْتُهَا بِالْأَرْضِ ، وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ : بَابًا شَرْقِيًّا ، وَبَابًا غَرْبِيًّا ، وَزِدْتُ فِيهَا سِتَّةَ أَذْرُعٍ مِنَ الْحِجْرِ ، فَإِنَّ قُرَيْشًا اقْتَصَرَتْهَا حَيْثُ بَنَتِ الْكَعْبَةَ .





لا داعي للتعلي والتباهي فهم يعرفون ممن ياخذون العلم اما فقه الواقع فهاك



فضيلة الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الالبانى


بسم الله الرحمن الرحيم تــقـديم ( ) إنِّ الحَمدَ لله نَحمدُهُ ونَستعينُهُ و نَسَتغفرُهُ ، ونَعوُذ باللهِ مِن شرور ِأنفُسنا ، ومِن سيِّئاتِ أعمالنا ، مَن يَهدِهِ اللهُ فلا مُضَِّل لهُ ، ومَن يُضِلل فلا هاديَ لهُ . وأشهَدُ أنْ لا إلهُ إلا الله وَحدَهُ لا شريكَ لهُ . وأشهَدُ أنَّ مُحمداً عَبدُهُ ورسوُلهُ . أمَّا بَعد : فإنَّ مِن أهمِّ قواعِدِ العلم ِ والعَمَل ِ والتَّربية ِ قولَ رَبِّنا سُبحانَهُ :  وَلا تقْفُ ما لَيسَ لَكَ بهِ عِلمٌ إنَّ السَّمْعَ والبَصَرَ والفُؤادَ كُلُّ أُولئكَ كانَ عَنهُ مَسؤولاً  ( ) ؛ إذِ الآيَةُ تُبَيِّنُ أصلَ المَوقِفِ الشرعيِّ الصَّحيح ِ للمُسلم فيما يَسمَعُ ، أو يُبصِرُ ، وأنَّ ذلك كُلَّهُ ـ بِنَتائجِهِ ـ قائمٌ على العلم ، دونَما سِواه ... ومعنى الآية : (( لا تتبع ما لا علم لك به ، فلا يكن منك اتباع بالقول ، أو الفعل ، أو بالقلب ، لما لا تعلم ، فنهانا عن أن نعتقد إلا عن علم ، أو أن نفعل إلا عن علم ، أو نقول إلا عن علم . فما كل ما نسمعه ، وما كل ما نراه نطوي عليه عقد قلوبنا ، بل علينا أن ننظر فيه ، ونفكر ، فإذا عرفناه عن بينة اعتقدناه ، وإلا تركناه حيث هو ؛ في دائرة الشكوك والأوهام ، أو الظنون التي لا تعتبر )) ( ) . وخلاصة مراد الآية الكريمة الوصاة بأن : (( لا تقل للناس وفيهم ؛ ما لا علم لك بهم ، فترميهم بالباطل ، وتشهد عليهم بغير الحق )) ( ) . وما أجمل قول الإمام القدوة بكر بن عبد الله المزني رحمه الله : (( إياك من الكلام ما إن أصبت فيه لم تؤجر ، وإن أخطأت تؤزر ؛ وذلك سوء الظن بأخيك )) ( ) . أقول : ما أحرى المسلمين ـ اليوم ـ وهم يهيئون أنفسهم لأمر عظيم عظيم ، أن يتأملوا هذه المعاني الشريفة ، وأن يعملواً في عقولهم وقلوبهم أحكامها أمراً ونهياً ، علماً وعملاً ، لا أن تكون مجرد كلمات يتغنون بها ، وألفاظ يكررونها ؛ دونما تطبيق وداع ، ومن غير تنفيذ لحقوقها وواجباتها ! وتطبيقاً لهذه القاعدة القرآنية الهامة ، و (( فقهاً للواقع )) الذي يعيشهُ المسلمون بعامةٍ ، و ( الدعاة ِ ) بخاصةٍ : لا بد من ذكر صور ( واقعية ) عشناها وعايشناها ؛ تُبَيِّنُ مَدى التَّناقُض ِ السحيق بين أمر القرآن وتنفيذ الإنسان ، حتى نجتنبها في نفوسنا ، ونحذر منها إخواننا وأصحاب الحقوق علينا ، فأقول : كثيراً ما نسمع من ( الدعاة ) أو ( الشباب ) من يقول ويردد : ... العلمُ ... حُسنُ الظن ... التأني ... الأخوة ... الخضوع للحق ... البعد عن التعصب ... الولاء للمؤمنين ... استماع النصيحة ... قبول الدليل ... ولكن ... وعند أول امتحان ( فعلي عملي ) تعرف به ـ حقاً ـ تلكم الأقوال ، وتقاس به ـ صدقاً ـ هاتيك الدعاوى ؛ ترى انقلاب المفاهيم ... وتغير الموازين : فالعلم ينقلب جهلا ً ... وحسن الظن ينقلب تهمة ... والتأني ينقلب تهوراً ... والأخوة تنقلب ضداً ... والخضوع للحق ينقلب رفضاً ... والبعد عن التعصب ينقلب غلواءً ... والولاء للمؤمنين ينقلب عداء ... واستماع النصيحة ينقلب إباءً ... وقبول الدليل ينقلب تقليداً ... ... كيف ذلك ! وقد ملأوا الدنيا وشغلوا الناس !! ... كيف ذلك ! وهم يدعون الحرص ، والامتثال ، واللين في الأقوال والأعمال !! ... سبحان الله ! كل ذلك يكون ... من غير حجة تذكر ... ومن غير دليل يبين أو يشهر ... والناظر في ( واقع ) المسلمين اليوم ـ بل منذ ألف يوم ـ يرى أن ( الكثيرين ) منهم بعيدون البعد كله عن ادعاءاتهم ، ومنحرفون الانحراف جميعه عن مزاعمهم ! ومما ( يتناسب ) مع هذه الرسالة وموضوعها ذكر أمثلة من هذا ( الواقع ) المرير ؛ مع أنها أكثر من أن تحصى ، وأوسع من أن تحصر : فنرى شاياً ـ مثلا ً ـ أو شباباً ، يناقشهم( ) ( طالب علم ) في مسألةٍ ( فكريةٍ ) أو ( دعويةٍ ) ... فإذا وافق النقاشُ ما ( لقنوه ) ... وطابق ما ( عايشوه ) .. وجاء ملبياً لرغبات ما ( ألفوه ) واعتادوه : كان عندهم ( مناقشهم ) الأخ المقدم الخالص صادق الود ... وإن خالف قولك مضمون فكرهم ، أو نواحي من رأيهم ... قذفوك بزبدٍ من القول السوء ... ورموْك عن قوس واحدة بتهم بها العصبة أولو القوة تنوء !! بل تراهم يتناقلونها ـ من غير ثبت ـ بكل هدوء !!! ومثل آخر ( واقعي ) أيضاً : أن من يوضع ـ من ( الدعاة ) أو غيهم ـ في بعض الأذهان على أنه قدوة ، وأسوة ، ومثل يحتذى به ، ويؤخذ قوله ؛ يصبح في عقول ذوي الحماسة ، ويضحي في نفوس ذوي العواطف الجارفة : علامة بنفسه على الحق ... ودليلا ًبمحض كلامه على الصواب ... وهذا انحراف عظيم بلا ارتياب ... يقولون ـ بلسان قالهم أو حالهم ـ : نحن ( نقدر ) ( الدعاة ) ... وأولئك المقتدى بهم !! فلا تقربوهم ... وإياكم من الرد عليهم أو نقدهم !! وهذا عجب ... فهل ثمة بشر فوق النقد والرد ، خلا الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه . ولو أبدل ( بعض ) من هؤلاء ـ لمرارة واقعهم ـ راء ( تقديرهم ) المزعوم ( سِيناً ) لكان هو الوصف الحري بهم ، والموافق لحالهم ... إذ مجرد الرد على واحد منهم ... ولو بكلام لطيف ... غير عنيف ... وهو ـ عند هؤلاء ـ جرم مشهود ... وفعل باطل غير معهود ! وأدنى إشارة ... ولو برقيق العبارة ... يعدونها من التعدي الصريح ... والتصرف القبيح ... ويصاحب هذه الأفعال الفاسدة ... النابعة من العصبيات الكاسدة : موجات تلو موجات من اتهام البرءاء ، والتحذير من الأصفياء ، بل ومقاطعة الأنقياء الأتقياء !! أقول : هذه شريحة لجانب من ( الواقع ) القاتم الذي يعيشه ـ دون شعور ـ عدد من الشباب البريء ، العاطفي المحب لدين الله سبحانه وتعالى ... يجب أن يعرفوها بأضدادها ... ويفهموها بحقائقها ؛ لتهذيب نفوسهم ، وإصلاح فعالهم ، حتى يكون ارتباطهم بالحق وللحق ! وما نشأت تلك السوالب فيهم ( وترعرعت ) إلا بسبب قلة العلم ، والنظر في اتجاهٍ واحد !! لقد جهل هؤلاء الإخوة الأحبابُ الأوفياءُ ـ أو تجاهلوا ـ أن الرد لا يلزم منه التنقيص والازدراء .... ولا يرافقه المقت أو شديد اللأواء والبلاء ... لا من الراد أثناء رده ، ولا ( فيه ) نتيجة رده !! ثم من ناظر أو جادل أو رام كشفاً لقذى لم ينجل ِ قدحوا في دينه واتخذوا عرضه مرمى سهام المنصل ِ( ) وبيانُ حقيقةِ هذا المنهج ِ العلمي المتين في الرد وقبوله ، والاستجابة إليه ، قائم على أصلين : الأول : أن الواجب على المسلم أن يكون عنده (( الاستعداد الدائم لتجاوز الأخطاء ، وتصحيحها ... وهذا لا يتم إلا في جو من الفرح والغبطة بالنقد الصحيح ، وترك أسلوب التزكية المطلقة للأقوال والأعمال والأشخاص والجماعات ، والسعي الدائم لتعديل المناهج والمسالك ، على وفق الحق الذي تقتضيه شريعة الله ، ويدل عليه النص من القرآن والسنة )) ( ) . الثاني : (( الأمر والنهي ضرورة بشرية ؛ فكل إنسان على وجه الأرض لا بد له من أمر ونهي ، ولابد أن يؤمر وينهى ؛ حتى لو أنه وحده ؛ لكان يأمر نفسه وينهاها : إما بمعروف ، وإما بمنكر )) ( ) . فلا أحد يعلو عن النقد ... ولا أحد يستعلي على الحق ... وهذا هو المنهج الإيماني الحق ، الذي يجب أن يكون ساري النور بين الإخوة الأوفياء ، وظاهر الضياء في عقولهم وقلوبهم ؛ (( أما المنافقون ؛ فهم مجتمعون لا على موحدٍ ، ولا على منهج واضح ٍ ، بل على التخبط و التقليد الأعمى ، والاِّتباع للأشخاص ، بحيث تذوب شخصيات بعضهم في بعض وتنمحي ، فلا تآمر بينهم بمعروف ٍ ، ولا تناهي بينهم عن منكر ، ولا تناصح في الله )) ( ) . وهذا كله ؛ دقه وجله : مما لا نرضاهُ من قريب أو من بعيد ، لأخ ـ أو إخوةٍ ـ تجمعنا وإياهم دائرة عموم الإسلام ، فضلا ًعن حلقة خُصوص ِ عقيدة أهل السنة والجماعة ... ثم لو نظرنا إلى أنفسنا ـ أو إخواننا ـ بين راد ومردود عليه : نرى أن كل راد منهم هنا فهو مردود عليه هناك ، وأن المردود عليه هناك هو نفسه راد على غيره هنا !! فلماذا ( يعامل ) هذا بما لا يعامل به ( ذاك ) ؟! ولماذا ( يتعامل ) مع هذا هكذا ، ولا ( يتعامل ) بمثله مع ( ذاك ) ؟! أم أن ( الفرق ) ناتج عن (( الحزبية الضيقة التي فرقت المسلمين شيعاً )) ( )؟! ولو كانت حزبية نفسية ! أحرام على بلابله الدوحُ حلال للطير من كل جنس ِ ! وأمرُ الرد والنقد طبيعي جداً عند كل منصف يعرف ( الحق ) بجلاله ... لا برجاله ... إذ هو تطبيق عملي لتلك القاعدة ِ المشرقة المنيرة التي نرددها ... ويرددونها : (( ليس أحد بعد النبي  ، إلا ويؤخذ ُ مِن قوله ويتركُ ، إلا النبي  )) ( ) . وأما ما توهمه ـ أو أوهمه ـ ( البعضُ ) من أن في هذا الرد أو ذاك النقد قدحاً وغيبة ( ) ! فقد تكفل بنقض هذه الشبهة وكشف وهائها شيخُ الإسلام ابنُ تيمية ـ في (( الفتاوى )) ( 28 / 236 ) ـ ، يرحمه الله ، حيثُ قال في معرض مناقشتهِ لمشروعية الرد والنقد : (( وليس هذا البابُ مُخالفاً لقوله [  ] : (( الغيبة ُ ذكرك أخاكَ بما يكرهُ )) ؛ فإن الأخَ هو المُؤمنُ ، والأخُ المُؤمنُ إن كانَ صادقاً في إيمانه لم يكره ما قلته من هذا الحق الذي يُحبه الله ورسولهُ ـ وإن كان فيه شهادة عليه وعلى ذويهِ ـ ، بل عليه أن يقوم بالقسطِ ، ويكون شاهداً لله ولو على نفسه أو والديه أو قربيه ، ومتى كره هذا الحق كان ناقصاً في إيمانه ، ينقص من أخوته بقدر ما نقص من إيمانه ، فلم يعتبر كراهته من الجهة التي نقص منها إيمانه ؛ إذ كراهته لما لا يحبه الله ورسوله توجب تقديم محبة الله ورسوله ، كما قال الله تعالى :  والله ورسوله أحق أن يرضوه  ( ) )) . وهذه الرسالة ـ أخي القارئُ الحبيبُ ـ تأتي هذه الأيام لتعريف الناس بحقائق غائبة عنهم ، انشغلوا بسواها عنها ، وانصرفوا بغيرها إلى ما هو أدون منها !! ويتضحُ ذلك بجلاءٍ في ثلاثة أصولٍ مهمة ٍ : الأول : معرفة حقيقة (( فقه الواقع )) ، ومدى الحاجة إليه في ( واقعنا ) المُعاصر ، سلباً وإيجاباً ، وكيف يُتعامل معه ؟ وكيف نستفيد منه ؟ والثاني : بيان للمنهج الواجب اتباعهُ من العُلماء ، والشباب ، و ( الدعاة ) ؛ ألا وهو منهج التصفية والتربية ، المبني على العلم بالكتاب والسنة وعلى منهج سلف الأمة ، والعمل بالأحكام المترتبة على ذلك ، والقائم على التأني وعدم التعجل ، والمؤسسُ على صدق الأخوة ، والبعد عن الحزبية المقيتة والعصبية القاتلة ! الثالث : أهمية الرد والنقد ، وبيان أنه أمر سائغ بل مطلوب ، ولكن بالتي هي أحسن للتي هي أقوم !! إذ (( الواجبُ على أي مسلم رأى أمراً أخطأ فيه أحدُ العلماء أو ( الدعاة ) : أن يقوم بتذكيره ونصحه )) ( ) ، دونما نكيرٍ على الراد كائناً من كان !! فيُؤخذ منه ( الحق ) ، ويترك ما خالفه ، إذ الحق يعرف ( بدلائله ) لا بمجرد قائله ! ولا يكون ذلك إلا (( بالتجرد لله ـ جل وعلا ـ ، والسلامة من الهوى ، والتحري في المنهج )) ( ) . وأما عكس ذلك ؛ فهو (( عادة ضعفاء العقول ؛ يعرفون الحق بالرجال ، لا الرجال بالحق )) ( ) . ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية القائل( ) : (( المؤمن للمؤمن كاليدين ؛ تغسل إحداهما الأخرى ، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة ؛ لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ، ما نحمد معه ذلك التخشين )) ولا بد لي من كلمة يقتضيها هذا المقام ؛ لصلتها بمسألةٍ ( واقعيةٍ ) من مسائل الدعوة إلى الله ، فأقولُ : قد كتبتُ في الشهور ِ الأخيرةِ رسالتين ( ) في فقه الدعوة ِ( ) ـ أحسبهما ـ مُهمتين غاية ـ وهما لا تخرجان في إطارهما العام عما سيأتي من كلام شيخنا ـ : إحداهما : في تأصيل (( فقه الواقع )) ، وبيان مهمات متعلقة ٍ به . والثانية : في مُقارنةِ بَعض (( المناهج الدعوية )) المُعاصرة ، بمنهج السلف ، وبأصالتهِ ، وعُمق ِ مفاهيمه . ولقد شرق ( البعض ) وغرب ... وأبعد ( ظنونه ) وقرب ... مُدعين دعاوى بعيدة ... لا رشيدة ولا سَديدة !! ولستُ أريدُ الدفاع عَن نَفسي ، أو الذب عَمَّا كتبتُ ، أو إيرادَ المَواقف ِ الإيجابَّية ِ مِن رساَلتَيَّ أكتَفي ( هُنا ) أن أقول : تاللهِ ... ما كَتَبتُ الذي كتبُهُ ـ مِمَّا أشكَلَ على البَعض ِ ( واستعظَموهُ ) ـ إلا تنبيهاً وتحذيراً : تنبيهاً : لأحبةٍ في اللهِ أخشى عليهم مِن تكرر أغلاطٍ عِظام جُرَّ إليها ( الآخرون ) ، وأوقِع فيها ( السَّابقونَ ) ، وأغرقً بها ( الماضون ) ... وَحَصَلَ مَعَهم ـ جميعاً ـ ما ( الكل ) به عارفون ... و (( السعيدُ مَن وُعِظَ بَغيرهِ ))( ) أيها المُؤمنون !! وتحذيراً من ( استِدراج ماكرٍ ) ـ لا يُخرَجُ منه بِمُجرَّد رسالةٍ شخصَّيةٍ ، أو نَصيحةٍ ذاتيةٍ ، أو مُكالمَةٍ هاتفيةٍ ـ ؛ نُساقُ إليه دونَ أن نَشعُرَ ، لِنَذوقَ مَرارَتهُ وقساوتهُ من غير أن ندري ... فليكن هذا عذراً لي فيما ظن أنه خشونة أو شدة ، فالأمرُ عظيم ... والخطرُ جسيم !! ... فإن لم أجد من يَعذُرُني ـ ولا بد إن شاء اللهُ واجد ـ فربي يعلمُ ما في نفسي ، ومُطلع بما في خبيئةِ فُؤادي ...  أَوَ لَيسَ اللهُ بِأعلَمَ بِما في صُدور ِ العالَمين ( ) . وإني أكررُ هنا ما كتبته في مقام آخر( ) ... أكررُه ليُفهم بوعي عميق ... لا ليمرر دون تأمل وتطبيق : (( ومن نافلةِ القول ِ أن أؤكد ـ هنا ـ أن جميع من تكلمنا عليهم ، أو أشرنا إليهم ... هم إخواننا ... وأحبابنا ... فلهم حق علينا ، ولنا حق عليهم ... فلا تضيق صدور ... ولا تطيش ظنون ... ... و القلب مفتوح للنصح ... والأذن تنتظر الإرشاد ... واللهُ الموفق للسداد )) . فإن أبى ( البعضُ ) إلا الكلام ... وأصر على قذف ( السهام ) فإني أعزي نفسي ومن هو ( مثلي ) بقول من قال في قديم الزمان : اعمل لنفسكَ صـالحاً لا تحتفـل بظهور قيل في الأنام ِ وقال فالخلق لا يرجى اجتماع قلوبهم لا بد من مثن علـيك وقـالي وأما أولئك المتربصون .. الذين يتصيدون في الماء العكر ، بوضع الحق في غير نصابه ، واستغلالهِ في غير بابه ـ كالعلمانيِّينَ وأذنابِ السَّاسَةِ الماكرينَ ـ ، فهم أقل مِن أن يُحَتفى بهم أو يُشارَ إليهم !! لِدَنيءِ مقاصِدهم ِ ، وَخبيثِ مآرِبهـِم !! فلا يجعلنا مكرهم ودهاؤهم نعرض عن قاعدة التواصي بالحق والتواصي بالصبر ، ضمن دائرة الأخوة الصادقة والعقيدة الصافية ، ولو صاحبها أحياناً ـ لمقتضى مهم ـ نوع حدةٍ أو شدةٍ ! لكنها بين إخوةِ العقيدة (( حدةُ الوَدودِ ... وشدةُ الحبيبِ ))( ) . فنحنُ ـ وللهُ الحَمدُ ـ في تطبيقنا لقاعَدةِ النقدِ الصريح ِ (( لا نتعصبُ لأحدٍ دون الآخرِ ؛ لأننا نعتقدُ أن الجميعَ إخواُننا ، ونحنُ نُحُّبهُم في اللهِ بقدْرِ عَمَلهم وإخلاصهم لهذا الدين وفِقههم ؛ وعندما ننقد مسلكاً لبعضهم فلا يعني هذا أننا نتهصب ضدهُ ،أو نُؤثرُ عليهِ غَيرهُ ، أو نكرهُهُ .. معاذ اللهِ ؛ بل نفعلُ ذلك لأنَّ هذا هو حقُّ الأخ علينا ، إذا رأيناهُ في حاجةٍ إلى النُّصح ِ والتسديدِ ، ولولا أننا نحبُّ لهُ الخيرَ والصوابَ والفلاحَ لَمَا نَصَحناهُ ، واللهُ عَزَّ وجلَّ يَشهدُ ، وهو وَحدهُ العليمُ بما في الصُّدورِ ))( ) ، (( والخلاف في الرأي لا يجوز أن يكون مصدر لجاجةٍ أو غضبٍ ))( ) . وواللهِ إن أقل واحدٍ من إخوانِنا ( الدُّعاةِ ) أو طُلاِّبِ العلم ِ ، فضلا ً عن مشايخنا من العلماءِ ـ على ما قد يقع بينهم من اختلافٍ أو خلافٍ ـ لهو أغلى عندنا من دنيا أولئك المتهوكين وما فيها !! ) فأمَّا الزَّبَدُ فيَذهَبُ جُفاءً وَأمَّا ما يَنفعُ النَّاسَ فيَمكُثُ في الأرض ِ ( ... فإلى رسالةِ شيخِنا ؛ لننْهَلَ من واسِع ِ علمِهِ ، ونستفَيدَ من عُمق ِ تَجربتهِ ، وننتفعَ بثاقبِ نظرِهِ . واللهُ المُستعان . وكتبهُ : أبو الحارث الحلبي الأثري ـ يوم الاثنين 1/ ذي القعدة / 1412 هـ . الحمدُ لله ربِّ العالَمين ، والصلاة ُ والسلامُ على سَيِّدِ المُرسَلين ، وعلى آلِهِ وصحبهِ أجمعين . أما بعد : فهذه رسالة ضمنتها جواباً على سؤال وَرَدَ إلَيَّ حولَ ما يُسمى بـ (( فقه ِ الواقع )) وحُكمهِ ، ومَدى حاجةِ المُسلمينَ إليهِ ، مَعَ بيان ِ صورَتِهِ الشرعيَّةِ الصَّحيحة . وأصلُ هذه الرِّسالةِ جوابٌ مُرتجَلٌ في مَجلس ٍ من المَجالس ِ العلميَّة التي يَجتمعُ فيها ـ ولله الحَمد ـ عَددٌ مِن الشبابِ المُسلم ِ الحَريص ِ على طلبِ العلم ِ الصَّحيح ِ ؛ المُستقى مِن الكتابِ والسُّـنَّة ، وعلى منهَج ِ السَّلَفِ الصَّالح ، صَفوَةِ الأُمَّة . ثمَّ قامَ أحَدُ الإخوَةِ ـ جزاهُ اللهُ خيراً ـ بنسخ ِ كلامي الوارِد في شريط التَّسجيل ، وعَرَضهُ عَلَيَّ ، فعَدَّلتُهُ ، وَزِدتُ عليه ، وَنقَّحُتهُ ، بما يَتناسَبُ مع نشْرِهِ ؛ لِتعُمَّ به الفائدَةُ ، ويَزدادَ به النَّفعُ ـ إن شاءَ اللهُ ـ . وقَـَد قامَ أخونا الفاضلُ (( علي بن حَسَن )) ـ وَفـَّقـَهُ اللهُ لِمَراضيهِ ـ بَتهيئـَةِ هذه الرِّسالةِ للنَّشرِ ، وإعدادِها للطَّبع( ) ، ثم نَسَخَها ـ بَعدُ ـ بِيَدِهِ ، وَضَبَط نَصَّها ، وَقَدَّمَ لها ؛ فَجَزاهُ اللهُ خَيراً . فاللهَ أسألُ أن يَنفَعَ بهذه الرِّسالةِ المُختَصرةِ قارئيها ، وأن يُفيدَ بها طالبيها ، إنَّهُ سميعٌ مُجيبٌ . وكتبه : محمد ناصر الدين الألباني ــ عَمَّان : 29 شوَّال 1412 هـ . إنَّ الحَمدَ لله نَحمَدُهُ ونَستعينُهُ ونَستغفرُهُ ، ونَعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسنا ومِن سيِّئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهدِهِ اللهُ فلا مُضلَّ لهُ ، ومَن يُضِلل فلا هادِيَ لهُ . وأشهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شريكَ لهُ . وأشهَدُ أنَّ مُحمَّداً عَبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بَعد : فإنَّ رَسولَ اللهِ مُحمَّداً r يقولُ : (( يُوشِكُ الأُمَمُ أن تـَداعى عَليكُم ، كما تـَداعى الأكَلَةُ إلى قَصْعَتِها )) . فقال قائلٌ : ومِن قِلَّةٍ نَحنُ يَومَئذٍ ؟ قال : (( بَل أنتُم يَومَئذٍ كثيرٌ ، ولكنَّكُم غُثاءٌ كَغُثاء ِ السَّيل ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللهُ من صُدورِ عَدُوِّكُم المَهابَةَ منكُم ، وَلَيَقْذفَنَّ اللهُ في قُلوِبكُم الوَهَن )) . فقال قائلٌ : يا رَسولَ اللهِ ! وما الوَهَنُ ؟ قال : (( حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ المَوت ))( ) . ◄ واقعُ المُسلمين : قـَد تـَجلَّى هذا الحَديثُ النَّبويُّ الشريفُ بأقوى مظاهرِهِ وأجلى صُوَرِهِ ، في الفتنةِ العظيمَةِ التي ضَرَبَت المُسلمين ؛ فَفَرَّقـَتْ كلمَتـَهُم ، وَشـَتـَّتـَتْ ( صُفوفَـَهُم ) . وَلـَقـَد أصابَ طـَرَفٌ مِن هذه الفتنةِ القاسيةِ جَذْرَ قـُلوبِ عَددٍ كبيرٍ مِن الدُّعاةِ وَطـَلـَبَةِ العلم ِ ، فانقـَسَموا ـ وللأسَف الشديدٍ ـ على أنفُسهم ، فصارَ بَعضُهُم ( يَتـَكلـَّمُ ) في بَعض ٍ ، والبَعضُ ( الآخَرُ ) ينقـُدُ الباقين ، ويَرُدُّ عليهم ... وهكذا ... ◄ معرفةُ الحقِّ بالردِّ : وليسَت تلك الرُّدودُ ( مُجَرَّدة ً ) ، أو هاتيكَ النَّقـَداتُ ( وَحدَها ) بضائرةٍ أحداً مِن هؤلاء أو أولئكَ ، سواءٌ منهم الرَّادُّ أم المَردودُ عليه ، لأنَّ الحَقَّ يُعرَفُ بنوِرهِ ودلائِلهِ ، لا بِحاكيِه وقائِلهِ ـ عند أهل ِ الإنصافِ ، وليسَ عندَ ذوي التعصُّب والاعتساف ـ ؛ وإنَّما الذي يَضيرُ أولئكَ أو هؤلاء : هو الكلامُ ، بغَير علم ٍ ، وإلقاءُ القَول ِ على عَواهِنِهِ ، والتكلُّمُ بغَيرِ حقَّ على عبادِ الله !! ◄ مسألةُ (( فقه الواقع )) : ولـَقـُد أثيرَت أثناءَ تلك الفتنةِ العَمياء ِ الصمَّاء ِ البَكماء ِ مسائلُ شَتَّى ؛ فِقهيَّة ً ، ومَنهَجيَّة ً ، ودَعَويَّة ً ، وكان لنا ـ حينَها ـ أجوبة ٌ علمَّية ٌ عليها بِحَمد الله سبحانهُ ومِنَّتِه . ومِن المَسائل التي أعقَبَت تلك الفتنة َ ، وكَثُرَ الخَوضُ فيها : ما اصْطَلحَ ( البَعضُ ) على تَسميِتِه بـ (( فقه الواقع )) !! وأنا لا أخاِلفُ في صورَةِ هذا العلم ِ الذي ابتَدعوا لهُ هذا الاسمَ ، ألا وهو (( فقه الواقع )) ؛ لأنَّ كثيراً مِن العُلَماءِ قـَد نَصُّوا على أنَّه يَنَبغي على مَن يَتَوَلونَ تَوجيهَ الأمَّةِ وَوضعَ الأجوبَةِ لِحَلِّ مشاكلهم : أن يَكونوا عالمينَ وعارفينَ بِواقِعِهِم ؛ لذلك كان مِن مَشهورِ كلماِتهِم : (( الحُكمُ على الشيءِ فَرعٌ عَن تَصَوُّرهِ )) ، ولا يَتَحقَّق ذلك إلا بمَعرفَةِ ( الواقِع ) المُحيطِ بالمسألَةِ المُرادِ بَحثُها ؛ وهذا مِن قَواعدِ الفُتيا بِخاصَّةٍ ، وأصول ِ العلم ِ بعامَّةٍ . فَفِقهُ الواقع ـ إذاً ـ هو الوقوفُ على ما يَهُمُّ المُسلمين مِمَّا يَتَعلَّقُ بشؤوِنهِم ، أو كيدِ أعدائِهم ؛ لتحذيرِهم ، والنُّهوض ِ بهم ، واقعيَّاً ، لا كلاماً نَظَريَّاً( ) ، أو انشغالاً بأخبارِ الكُفَّارِ وأنبائهم ... أو إغراقاً بِتحليلاِتهِم وأفكارِهم ِ !! ◄ أهمِّيَّةُ معرفة الواقع : فمَعرفةُ الواقع ِ للوُصول ِ به إلى حُكم ِ الشرع ِ واجبٌ مهم مِن الواجباتِ التي يَجبُ أن يَقومَ بها طائفة ٌ مُختصَّة ٌ مِن طلاَّب ِ العلم ِ المُسلمينَ النُّبَهاء ِ ، كأيِّ علم مِن العلوم ِ الشرعيَّةِ ، أو الاجتماعيَّةِ ، أو الاقتصاديَّةِ ، أو العَسكريَّةِ ، أو أيِّ علم ٍ يَنفعُ الأمَّة َ الإسلاميَّة َ ويُدنيها مِن مَدارج ِ العَودَةِ إلى عِزِّها ومَجدِها وَسُؤْدُدِها ، وَبـِخاصَّةٍ إذا ما تـَطَوَّرَت هذه العلومُ بتـَطوُّرِ الأزِمنَةِ والأمكنَةِ . ◄مِن أنواع ِ (( الفقه )) الواجبة : وَمِمَّا يَجبُ التَّنبيهُ عليه في هذا المَقام ِ أنَّ أنواعَ الفقهِ المَطلوبَة َ مِن جُملـَةِ المُسلمين ليسَت فـَقـَط ذلك الفقهَ المَذهَبيَّ الذي يَعرفونَهُ ويتلقـَّنونَهُ ، أو هذا (( الفقهَ )) الذي تـَنـَبَّه إليه ونَبَّهَ عليه بعضُ شبابِ الدُّعاةِ ! حيثُ إنَّ أنواعَ الفقهِ الواجبِ على المُسلمين القيامُ بها ـ ولو كِفائيَّاًً عل الأقلّ ـ أكبرُ مِن ذلك كلـِّه ، وأوسَعُ دائرَة ً منهُ ؛ فَمِن ذلك مَثلا ً : (( فقه الكتاب )) ، و (( فقه السُّنـَّة )) ، و (( فقه اللُّغَة )) ، و (( فقه السُّنن الكَونيَّة )) ، و (( فقه الخلاف )) ، ونَحو ذلك مِمَّا يُشبهُهُ . وهذه الأنواعُ مِن الفقه ـ بـِعُمومِها ـ لا تـَقِلُّ أهميَّة ً عَن نَوعي الفقهِ المُشارِ إليهما قـَبلُ ، سواءٌ منها الفقهُ المَعروفُ ، أم (( فقهُ الواقع ِ )) الذي نَحنُ بـِصدَدِ إيضاح ِ القَول فيه . وَمَع ذلك كُلـِّه ؛ فإنَّنا لا نَرى مَن يُنَبِّهُ على أنواع ِ الفقهِ هذه ، أو يُشيرُ إليها ! وَبخاصَّةٍ (( فقه الكتاب والسنة )) الذي هو رَأسُ هذه الأنواع ِ وأسُّها ، هذا الفقهُ الذي لو قال أحدٌ بوجوبهِ عَينيَّا ً لـَما أبعَدَ ؛ لِعَظيم ِ حاجَةِ المُسلمين إليه ، وشديدِ لُزومِهِ لهم ؛ وبالرُّغم ِ من ذلك : فإنَّنا لا نَسمَعُ مَن يُدَندِنُ حَولَهُ ، وَيُقَعِّدُ مَنهَجَهُ ، ويشغلُ الشبابَ بهِ ، وَيُربيهم عليه ! ◄ نُريدُ ( المَنهج ) لا مُجرَّدَ الكلام : نَعَم ؛ كثيرون ـ ولله الحَمد ـ الَّذينَ يَتـَكلَّمونَ في الكتاب والسُّنَّة اليَومَ ، وَيُشيرون إليهما ، ولكنَّ الواجبَ الذي نُريدُهُ ليسَ فقط أكتوبَة ً ، أو مُحاضَرَة ً هناك ، إنما الذي نُريدُهُ جَعلُ الكتاب ِ والسُّنَّة الإطارَ العامِّ لكلِّ صَغير وكبير ِ ، وأن يَكونَ منَهجهمُماً هو الشِّعارَ والدِّثارَ للَّدعوَةِ ؛ بَدْء ٍ وانتهاءً ، وبالتَّالي أن يَكونَ تـَفكيرُ المَدعوّين مِن الشبابِ وغَيرهم مُؤصَّلا ً وَفـْق هذا المَنهَج العَظيم الذي لا يصَلاحَ للأمَِّة إلا بهِ وعليه . فلا بُدَّ ـ إذا ً ـ من أن يكون هناك عُلماءُ في كُلَّ أنواع الفقه ِ المُتقدِّمَةِ ـ وبخاصَّة (( فقه الكتاب والسُّنَّة )) ـ ، بـِضَوابط واضحةٍ ، وَقواعِدَ مُبيِّنَةٍ . ◄ الانقسام حولَ (( فقه الواقع )) : ولكَّننا سمِعنا ولاحَظنا أنَّهُ قـَد وَقـَعَ كثيرٌ مِن الشبابِ المُسلم ِ في حَيْصَ بيْصَ نَحو هذا النَّوع ِ من العلم الذي سَبَقت الإشارَةُ إلى تـَسمِيَتهم له بـِ (( فقه الواقع )) ، فانقـَسموا قسمين ، وصاروا ـ للأسَفِ ـ فَريقيَن ، حيثُ إنَّه قـَد غـَلا البَعضُ بهذا الأمر ، وَقـَصَّرَ البَعضُ الآخَرُ فيهِ ! إذ إنكَ تـَرى وتـَسمَعُ ـ مِمَّن يُفَخِّمونَ شأنَ (( فقه الواقع )) ، وَيَضعونَهُ في مرتبةٍ عَليَّةٍ فوقَ مَرتبتهِ العلميَّةِ الصَّحيحةِ ، ـ أنهم يُريدونَ مِن كُلِّ عالم ٍ بالشرع ِ أن يَكونَ عالماً بما سَمَّوهُ (( فقه الواقع )) ! كما أن َّ العَكسَ ـ أيضاً ـ حاصلٌ فيهم ، فـَقـَد أوْهموا السَّامعينَ لهم ، والمُلتـَفَّينَ حَولـَهُم أنَّ كلَّ مَن كان عارفاً بواقع العالم ِ الإسلاميِّ هو فقيهٌ في الكتابِ والسُّنَّةِ ، وعلى منهج السَّلف الصَّالح !! وهذا ليسَ بلازِم ٍ كما هو ظاهرٌ . ◄ الكمالُ عزيزٌ ؛ فالواجبُ التـَّعاوُنُ : وَنَحنُ لا نَتـَصوَّرُ وجودَ إنسان ٍ كاملٍ بكُلِّ مَعنى هذه الكلمةِ ، أي : أن يَكونَ عالماً بكُلِّ هذه العلوم التي أشرتُ إليها ، وَسَبَقَ الكلامُ عليها . فالواجبُ إذاً : تـَعاوُنُ هؤلاء ِ الذين تـَفَرَّغوا لِمَعرفـَةِ واقع ِ الأُمةِ الإسلامَّيةِ وما يُحاكُ ضِدَّها ، مَعَ عُلماء ِ الكتابِ والسُّنَّةِ وعلى نَهج ِ سَلفِ الأُمَّةِ ، فأولئكَ يُقدَّمونَ تـَصوُّراتِهم وأفكارَهم ِ ، وهؤلاء يُبيِّنونَ فيها حُكمَ اللهِ سبحانَهُ ، القائمَ على الدِّليل ِ الصَّحيح ِ ، والحُجَّةِ النيِّرَةِ . أمَّا أن يُصبحَ المُتـَكلِّمُ في (( فقه الواقع )) في أذهان ِ سامعيهِ واحداً من العُلماء ِ والمُفتينَ ، لا لِشيءٍ إلا لأنَّه تكلَّمَ بهذا (( الفقهِ )) المشار إليه ، فهذا ما لا يُحكَمُ له بوجهٍ من الصَّوابِ ؛ إذ يُتـَّخَذُ كلامُهُ تُكَأة ً تُرَدُّ بها فتاوى العُلماء ، وتُنْقَضُ فيه اجتهاداتهُم وأحكامُهُم . ◄ خَطَأُ ( العالِم ِ ) لا يُسْقِطُهُ : وِمن المُهمِّ بيانُهُ في هذا المَقام ِ أنهُ قـَد يُخطئُ عالِمٌ ما في حُكمِهِ على مسألةٍ مُعَيَّنةٍ مِن تلك المسائل ِ الواقعيَّةِ ، وهذا أمرٌ ( حَدَث ) وَيَحدُثُ ، ولكنْ ... هل هذا يُسقِطُ هذا العالمَ أو ذاكَ ، وَيَجعلُ المُخالفينَ له يَصِفُونَهُ بكلماتِ نابيَةٍ لا يَجوزَ إيرادُها عليه ، كأنْ يُقالُ مثلا ً ـ وقـَد قيل ـ : هذا فقيهُ شرْع ٍ وليسَ فقيهَ واقع ٍ !!! فهذهِ قِسمَة ٌ تُخالفُ الشرع َ والواقع ! فكلامُهُم المُشارُ إليه كُلُّه كأنَّهُ يوجـِبُ على عُلماء ِ الكتابِ والسُّنَّةِ أن يَكونوا ـ أيضاً ـ عارفينَ بالاقتصادِ والاجتماع ِ والسِّياسةِ والنُّظُم العَسكريَّةِ وطُرُق استعمال ِ الأسلحةِ الحَديثةِ ، ونَحوِ هذا وذاك !! ولستُ أظُنُّ أنَّ هناكَ أنساناً عاقلا ً يَتصوَّر اجتماع َ هذه العلوم والمَعارِف كلَّها في صَدرِ إنسان ٍ ، مهما كان عالماً أو ( كاملا ً ) . ◄ خَطَأ ( الجَهل ) بالواقع : وقـَد سَمِعنا أيضاً عَن أناس ٍ يقولونَ : (( ما يَهُمُّنا نَحنُ أن نَعرِفَ هذا الواقع )) ! فهذا ـ إن وَقـَعَ ـ خطاُ أيضاً . فالعَدلُ أن يُقال : لا بُدَّ في كلِّ علم ٍ من العلوم ِ أن يَكونَ هناك عارفونَ به مُتخَصِّصونَ فيه ، يتعاوَنونَ فيما بَينهُم تعاوُناً إسلاميَّا ً أخويَّا ً صادقا ً ، لا حزبَّية َ فيه ولا عَصبَيَّة ، لِيُحقِّقوا مصلَحة َ الأمَّةِ الإسلاميَّةِ ، وَإقامَة َ ما يَنشدُهُ كلُّ مُسلم ٍ مِن إيجادِ المُجتمع الإسلاميّ ، وتطبيق ِ شرع ِ اللهِ في أرضِهِ . فكلُّ تلكَ العلوم ِ واجبَة ٌ وجوباً كِفائيَّاً على مَجموع ِ عُلماء ِ المُسلمين ، وليسَ من الواجبِ في شيءٍ أن يَجمَعها فـَردٌ واحدٌ ، فضلا ً عن استحالةٍ ذلك واقعاً ! فـَمثلا ً : لا يَجوزُ للطبيبِ أن يُسَوِّغ َ ـ أحياناً ـ القيامَ بعَمليَّةٍ جراحيَّةٍ مُعيَّنَةٍ إلا إذا استعانَ برأي العالم الفقيهِ بكتابِ الله سبحانَهُ ، وبسُنَّةِ رسول الله r ، وعلى مَنهج ِ السَّلفِ الصالح ِ ، إذ مِن الصَّعبِ ـ إن لم نَقل : من المُستحيل ـ أن يَكونَ الطَّبيبُ المُتمَكِّنُ في علمِهِ عارفاً ـ أيضاً ـ بالكتابِ والسُّنَّة ، مُتمَكِّناً من فِقههما ، وَمَعرفة أحكامِهما . ◄التَّأكيدُ على وجوبِ التَّعاوُن : لذلكَ ؛ لا بُدَّ مِن التَّعاوُن ِ ، عَمَلا ً بقول ِ رَبَّ العالمين في كتابهِ الكريم ِ : ) وَتَعاوَنوا عَلى البِرِّ والتَّقوى وَلا تَعَاوَنوا عَلى الإثمِ وَالعُدوان ِ (( ) ، وبذلك تتحَقَّقُ المَصالحُ المَرجُوَّةُ للأُمَّةِ الإسلاميَّةِ . وهذه الَمسألةُ من البَداهَةِ بِمَكان ٍ ، فإنَّ المُسلمَ لا يَكادُ يَتصَوَّرُ عالماً فقيهاً في الكتابِ والسُّنَّة ، ثم هو مَع ذلك طَبيبٌ خِرِّيتٌ ، ثم هو مَع ذلك يعرفُ ـ كما يقولونَ اليَومَ ـ (( فقه الواقع )) !! إذ بقدْر اشتغالهِ بهذا العلم ِ يَنشغِلُ عَن ذاكَ العلم ِ ، وَبِقدْرِ اهتمامهِ بذاكَ العلم ِ يَنصَرِفُ عَن هذا العلم ... وهكذا ... ولا يَكونُ الكمَالُ ـ كما ذكَرتُ آنِفاً ـ إلا بتعاوُن ِ هؤلاء ِ جميعاً كلٌّ في اخِتصاصهِ ـ مَع الآخَرين ، وبذلك ـ وبه فقط ـ تتحقَّقُ المَقاصِدُ الشرعيَّة ُ لكُلِّ المُسلمين ، وَيَنْجونَ من الخُسران ِ المُبين ، كما قال ربُّ العالمين : ) وَالعَصْرِ إنَّ الإنسانَ لَفي خُسْرٍ إلاَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصَّاِلحاتِ وَتَواصَوْا بِالحَقِّ وتَواصَوْا بِالصَّبر ( . ◄ الغُلُوُّ فيما لابُدَّ منه : لكنَّ الذي لاحَظناهُ ونُلاحظُهُ أنَّ للعَواطِفِ الحماسيَّةِ الجامحَةِ التي لا حُدودَ لها : آثاراً سلبيَّة ً مُتعَدِّدَة ً ، منها الغُلُوُّ فيما لا بُدَّ منه ، إذ الواجبُ الذي لا بُدَّ منه يُقسَم إلى قسمين : الأوَّل : الفَرضُ العَينيُّ ، وهذا يَجبُ على كلِّ مُسلم . الثَّاني : الفرضُ الكِفائيُ ، وهو ما إذا قامَ به البَعضُ سَقطَ عَن الباقين . فلا يَجوزُ أن نَجعَل الفَرضَ الكِفائيَّ كالفَرض ِ العَينيِّ ، مُتساويَيْن ِ في الحُكم ِ . ولو أنَّنا قُلنا ـ تنَزُّلا ً ـ : يَجبُ على طُلاَّبِ العلم ِ الصَّاعِدينَ أن يَكونوا عارِفينَ بفقه الواقع ، فلا يُمكنُ أن نُطِلقَ هذا الكلامَ في عُلماء ِ المُسلمين الكبار ، فَضلاً عَن أن نُلزمَ طُلاَّبَ العلم ِ بوجوبِ مَعرفةِ الواقِع ِ ، وما يَترَتَّبُ على هذه المَعرِفَةِ مِن فقهٍ يُعطي لكُلِّ حالةٍ حُكْمَها . ◄ لا يُنكَرُ ( فقه الواقع ) : وكذلك لا يَجوزُ ـ والحالةُ هذه ـ أن يُنكِرَ أحدٌ مِن طُلاَّبِ العلم ِ ضرَورَة َ هذا الفقه بالواقع ، لأنَّهُ لا يُمكِنُ الوُصولُ إلى تحقيق الضَّالَّةِ المَنشودَةِ بإجماع ِ المُسلمين ـ ألا وهي التخلُّص مِن الاستعمارِ الكافرِ للبلادِ الإسلاميَّة ، أو ـ على الأقلّ ـ بَعضِها ـ إلاّ بأن نَعرفَ ما يتآمَرون به ، أو ما يَجتمعونَ عليهِ ؛ لِنَحذرَهُ ونُحذِّرَ منهُ ؛ حتى لا يَستمِرَّ استعمارُهمُ واستعبادُهمُ للعالم ِ الإسلاميِّ ، وهذا لا يَكونُ جُزءٌ منه إلا بتربَيةِ الشبابِ تربيَة ً عقائديَّة ً علميَّة ً مَنهجيَّة ًقائمة ً على أساس ِ التصفيَةِ للإسلام ِ مِن الشوائب التي عَلَقت بهِ ، ومبنيَّة ً على قاعدةِ التربَيةِ على الإسلام المُصَفَّى ، كما أنزَلَهُ على قلبِ رسول r . ◄ بين العُلماء والحكَّام : ومن الأمورِ التي يَنبَغي ذِكرُها هنا : أنَّ الذين يَستطيعونَ حملَ الأمةِ على ما يَجبُ عليها وجوباً عَينيَّاً أو كِفائيَّاً ، ليسَ هم الخُطباءَ المُتحَمِّسينَ ، ولا الفقهاءَ النَّظريِّين ؛ وإنما هم الحُكَّامُ الذين بيدِهم ِ الأمرُ والتنفيذُ والحَلُّ والعَقدُ ، وليسَ ـ أيضاً ـ أولئكَ المُتحمِّسينَ من الشبابِ ، أو العاطفيِّين من الدُّعاةِ ... فعلى الخُطباء ِ والعلماء ِ والدُّعاة ِ أن يُرَبُّوا المُسلمين َ على قبول ِ حُكم الإسلام ِ ، والاستسلام له ، ثمَّ دعوَةُ الحُكَّام ِ ـ بالّتي هي أحسنُ للّتي هي أقوَمُ ـ إلى أن يَستعينوا بالفُقهاء ِ والعُلماء ِ( ) على اختلاف عِلمهم وتنوُّع ِ فِقههم ؛ فقه الكتاب والسُّنَّة ، فقه اللُّغَة ، فقه السُّنَن الكونيَّة ، فقه الواقع ... وغير ذلك من مُهمَّات ؛ إعمالاً منهم للمبدأ الإسلاميِّ العَظيم ؛ مبدأ الشورى ، وَيَومئذٍ تستقيمُ الأمورُ ، ويَفرَحُ المُؤمنون بنصر اللهِ ؛ ) فإنْ أعْرَضُوا فَما أرْسَلْناكَ عَلَيهِم حَفيظاً (( ) ! ◄عِلَّة ُ ذلَ المُسلمين : ولا بُدَّ هُنا مِن بيان ِ أمرٍ مهمٍّ جدَّاً يَغفلُ عنه الكثيرون ، فأقولُ : ليسَت عِلَّة ُ بقاء ِ المُسلمين فيما هم عليه مِن الذُّلِّ واستعبادِ الكُفَّارِ ـ حتى اليَهود ـ لبَعض ِ الدُّوَل الإسلاميَّة ، هي جهلَ الكثيرين مِن أهل ِ العلم ِ بفقهِ الواقع ، أو عَدمَ الوقوفِ على مُخَطَّطاتِ الكُفارِ وَمُؤامراتِهم ، كما يُتوهمُّ ! ◄مِن أغلاط بَعض ( الدُّعاة ) : ولذلك فأنا أرى أنَّ الاهتمامَ بفقه الواقع اهتماماً زائداً بحَيث يكونُ منهجاً للدُّعاةِ والشبابِ ، يُرَبُّونَ وَيَتَربَّونَ عليه ، ظانَّينَ أنَّهُ سبيلُ النَّجِاةِ : خَطأُ ظاهِرٌ وَغَلَطٌ واضحٌ ! والأمرُ الذي لا يَختِلَفُ فيه مِن الفُقهاء ِ اثنان ، ولا يَنتطحُ فيه عَنزان : أنَّ العلَّةَ الأساسيَّة للذُّلِّ الذي حَطَّ في المُسلمين رِحاَلهُ : أوَّلاً : جَهلُ المُسلمين بالإسلام الذي أنزَلَهُ اللهُ على قَلبِ نبيَّنا عليه الصَّلاةُ والسَّلام . وثانياً : أنَّ كثيراً مِن المُسلمين الذين يَعرفونَ أحكامَ الإسلام ِ في بَعض ِ شؤوِنهم لا يَعملونَ بها . ◄التَّصفيَة ُ والتَّربيَة ُ : فإذاً : مِفتاحُ عَودَةِ مَجـِد الإسلام ِ : تَطبيقُ العلم ِ النَّافِع ِ ، والقيامُ بالعَمَل الصَّالح ِ ، وهو أمرٌ جليلٌ لا يُمِكنُ للمُسلمين أن يَصِلوا إليه إلا بإعمال ِ مَنهج ِ التَّصفيةِ والتَّربَيةِ ، وهُما واجبان ِ مُهمَّان ِ عَظيمان ِ( ) : وأرَدتُ بالأوَّل ِ منهما أموراً : الأوَّل : تصفيَة ُ العَقيدةِ الإسلاميَّة مِمَّا هو غـَريبٌ عنها ، كالشركِ ، وجَحُدِ الصَّفاتِ الإلهيَّة ، وتأويلها ، وردّ الأحاديث الصَّحيحةِ لتعلُّقها بالعَقيدة وَنحوِها . الثَّاني : تصفيَة ُ الفقهِ الإسلاميِّ مِن الاجتهاداتِ الخاطئةِ المُخالِفةِ للكتابِ والسُّنَّة ، وتحريرُ العقول مِن آصارِ التَّقليد ، وظُلمات التعصُّب . الثَّالث : تصفية ُ كتب التفسيرِ ، والفقهِ ، والرَّقائق ِ ، وغيرها مِن الأحاديث الضَّعيفة والمَوضوعَة ، والإسرائيليَّات والمنُكَرات . وأمَّا الواجبُ الآخرُ : فأريدُ بهِ تربَية َ الجيل ِ النَّاشئ على هذا الإسلام ِ المُصفَّى مِن كلِّ ما ذكَرنا ؛ تربية ً إسلامية ً صحيحة ً منذ نُعومَةِ أظفارِهِ ، دونَ أيِّ تأثرٍ بالتربَّيةِ الغربَّيةِ الكافِرَةِ . ومِمَّا لا رَيبَ فيه أنَّ تحقيقَ هذين الواجبَين يَتطّلَّبُ جُهوداً جبَّارة ً مُخلصَة ً بينَ المُسلمين كاَّفة ً : جماعاتٍ وأفراداً ؛ من الذين يَهُمُّهُم حقَّاً إقامَة ُ المُجتمع ِ الإسلاميِّ المَنشودِ ، كل ٌّ في مَجالهِ واختِصاصِهِ . ◄الإسلاُم الصَّحيحُ : فلا بُدَّ ـ إذاّ ـ مِن أن يُعنى العُلماءُ العارِفونَ بأحكام ِ الإسلام ِ الصَّحيح بَدَعوَةِ المُسلمين إلى هذا الإسلام الصَّحيح ، وتفهيمهم إيَّاهُ ثم تربيتهم عليهِ ، كمل ما قال اللهُ تعالى : ) وَلكنْ كُونوا رَبَّانيَّين بـِما كُنْتُمْ تُعَلَّمونَ الكِتابَ وبما كُنْتُم تَدْرُسونَ (( ) . هذا هو الحلُّ الوحَيدُ الذي جاءَت به نُصوصُ الكتابِ والسُّنَّة ، كما في قوله تـَعالى : ) إنْ تَنْصُروا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبَّتْ أقْدامَكُم (( ) ، وغيره كثير . ◄كيف يأتي نـَصرُ اللهِ ؟ فـَمِن المُتـَّفـَق عليه دونَ خِلافٍ ـ ولله الحَمد ـ بين المُسلمين أنَّ مَعنى ) إنْ تَنْصرُوا اللهَ ( ، أي : إنْ عملتُم بما أمَرَكُم به : نصَرَكُم اللهُ على أعدائكُم . ومِن أهمِّ النُّصوص ِ المُؤيِّدَةِ لهذا المَعنى مِمَّا يُناسِبُ واقعَنا الذي نعيشُه تماماً ، حيثُ وَصْفُ الدَّواء ِ والعلاج ِ معاً ؛ قولهُ r : (( إذا تبايَعتُم بالعِينَة ، وَأخَذتُم أذنابَ البَقـَر ، وَرَضيتُم بالزَّرع ، وَتركُتم الجهادَ ، سَلَّطَ اللهُ عليكُم ذُلاً لا يَنزعُهُ عَنكُم حتى ترجِعوا إلى دينكُم ))( ) . ◄سَببُ ( مَرَض ) المُسلمين : فإذاً : ليسَ مَرَضُ المُسلمين اليَومَ هو جهلَهُم بعلم مُعَيَّن ٍ ، أقولُ هذا مُعترفاً بأنَّ كلَّ علم يَنفعُ المُسلمين فهو واجبٌ بقدْرهِ ، ولكن ليسَ سَبَبُ الذلَّ الذي لَحِقَ بالمُسلمين جَهلَهُم بهذا الفقه المُسَمَّى اليَوم (( فقه الواقع )) ! وإنما العِلَّة ُ ـ كما جاءَ في هذا الحديث الصَّحيح ـ هي إهماُلهُم العَمَل بأحكام ِ الدِّين ؛ كتاباً وَسُنَّة ً . فقولُه r : (( إذا تبايَعتُم بالعِينَة )) ؛ إشارة ٌ إلى نَوع ٍ مِن المُعامَلات الِّربَويَّة ذات التحايُل على الشرع . وقولهُ r : (( وأخَذتُم أذنابَ البَقـَر )) ؛ إشارَة ٌ إلى الاهتمام ِ بأمورِ الدُّنيا والرُّكون ِ إليها ، وَعَدم ِ الاهتمام ِ بالشريعَةِ وأحكامها . ومِثُلُهُ قولُه r : (( ورَضيتُم بالزَّرع )) . وقولهُ r : (( وترَكتُم الجهادَ )) ؛ هو ثمَرَةُ الخلودِ إلى الدُّنيا ، كما في قوله تعالى : ) يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا ما لَكُمْ إذا قيلَ لَكُم انْفِرُوا في سَبيل ِ اللهِ اثـَّاقَلْتُم إلى الأرض ِ أرَضيتُم بالحَيَاةِ الدُّنيا مِن الآخِرَةِ فما مَتاعُ الحيَاةِ الدُّنيا في الآخِرَةِ إلا قَليلٌ ( ( ) . وقولهُ r : (( ... سَلَّط اللهُ عليكُم ذلاً لا يَنزِعُهُ عنكُم حتى تـَراجعوا إلى دينكُم )) ؛ فيه إشارَة ٌ صريحة ٌ إلى أنَّ الدَّين الذي يَجبُ الرُّجوعُ إليه هو الذي ذكَرَهُ اللهُ عَز وجلَّ في أكثرِ مِن آيَةٍ كريمةٍ ، كمثل ِ قولهِ سُبحانَهُ : ) اليَومَ أكمَلتُ لَكُم دينَكم وأتْمَمْتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضِتُ لكُمُ الإسلامَ ديناً ( ( ) . وفي تعليق الإمام مالكٍ المشهورِ على هذه الآيَةِ ما يُبَيَّنُ المُرادَ ، حيثُ قال ـ رحمه الله ـ : (( وما لم يَكُن يَومئذٍ ديناً فلا يَكونُ اليَومَ ديناً ، ولا يصلُحُ آخِرُ هذه الأمَّة إلا بما صَلَحَ به أوَّلُها )) . ◄ الغُلُوُّ في ( فقه الواقع ) : وأمَّا هؤلاء الدُّعاةُ الذين يُدنَدِنونَ اليَومَ حولَ (( فقه الواقع )) ، ويُفَخِّمونَ أمرَهُ ، ويَرفَعونَ شأنَهُ ـ وهذا حقٌ في الأصل ِ ـ ، فإنَّهم يُغالونَ فيه ؛ حيث يَفهَمونَ ويُفهِّمونَ ـ ربَّما مِن غـَيرِ قـَصْدٍ ـ أنَّهُ يَجبُ على كلِّ عالم ٍ بَل على كلِّ طالبِ علم ٍ أن يَكونَ عارفاً بهذا الفقهِ !! مَع أنَّ كثيراً مِن هؤلاء ِ الدُّعاةِ يَعلمونَ جيِّداً أنَّ هذا الدِّينَ الذي ارتـَضاهُ ربُّنا عَزَّ وجَلَّ في أمَّةِ الإسلام قـَد تغَيَّرَت مفاهيمُهُ قـَديم الزَّمان ِ حتى فيما يَتلَّقُ بالعَقيدةِ ، فـَنَجِدُ أناساً كثيرين جدَّاً يَشهَدونَ أن (( لا إله إلا الله )) ، وَيقومون بسائر الأركان ، بل قـَد يَتعبَّدونَ بنوافِلَ مِن العِبادات ، كقيام ِ اللَّيل ، والصَّدقات ، ونَحو ذلك ، ولكَّنهُم انْحَرَفوا عَن مثلِ قوله تعالى : ) فاعْلَم أنَّهُ لا إلهَ إلا اللهُ (( ) . ◄ واقعُ ( الدُّعاة ) مع (( فقه الواقع )) : ونَحنُ نعلمُ أنَّ كثيراً مِن أولئك ( الدُّعاةِ ) يُشارِكونَنا في مِعرِفةِ سبَبَ سوء ِ الواقع الذي يَعيشهُ المُسلمون اليَومَ جَذريَّاً ؛ ألا وهو بُعدُهُم عَن الفهم الصَّحيح ِ للإسلام ِ فيما يَجبُ على كلِّ فـَردٍ ، وليسَ فيما يَجبُ على بَعض ِ الأفرادِ فقط ، فالواجبُ : تـَصحيحُ العَقيدةِ ، وتـَصحيحُ العبادَةِ ، وتـَصحيحُ السُّلوكِ . أينَ مِن هذه الأمَّة مَن قامَ بهذا الواجب العَينيِّ وليسَ الواجبَ الكِفائيَّ ؟؟ إذ الواجبُ الكِفائيُّ يأتي بَعدَ الواجب العَينيِّ ، وليسَ قبلَهُ ! ولذلكَ : فإنَّ الانشغالَ والاهتمامَ بدَعوَةِ الخاصَّةِ مِن الأمَّةِ الإسلاميَّةِ إلى العنايَة بواجبٍ كِفائيِّ ألا وهو (( فقه الواقع )) ، وتقليلَ الاهتمام بالفقهِ الواجب عَينيَّاً عَلى كلِّ مُسلم ـ وهو (( فقهُ الكتاب والسُّنَّة )) ـ بما أشرتُ إليه : هو إفراط ٌ وتضييعٌ ( ) لمَا يَجبُ وُجوباً مُؤكداً على كُلِّ فردٍ مِن أفرادٍ الأمَّة المُسلمَةِ ، وغـُلوٌّ في رَفع شأن ِ أمر ٍ لا يَعدو كَونَهُ ـ على حَقيقتهِ ـ واجباً كِفائيَّاً ! . ◄ القولُ الوَسَط ُ الحقُّ في (( فقه الواقع )) : فالأمرُ ـ إذاً ـ كما قال الله تعالى : ) وَكَذلكَ جَعَلناكُم أمَّة ً وَسَطا ً (( ) ؛ ففقهُ الواقع بمَعناهُ الشرعيِّ الصَّحيح هو واجبٌ بلا شكّ ، ولكنْ وجوباً كِفائيَّا ً ، إذا قامَ به بَعضُ العُلماء ِ سَقطَ عَن سائرِ العُلماء ِ ، فضلا ً عَن طلاّبِ العلم ِ ، فضلا ً عَن عامَّةِ المُسلمين ! فلذلك يَجبُ الاعتدالُ بدعوة المُسلمين إلى مَعرفِة (( فقه الواقع )) ، وَعَدمُ إغراقهم بأخبارِ السِّياسة ، وَتـَحليلاتِ مُفكِّري الغـَرب، وإنَّما الواجبُ ـ دائماً وأبَداً ـ الدَّندَنَة ُ حولَ تـَصفية الإسلام ِ مِمَّا عَلَقَ به مِن شوائبَ ، ثم تربَية ُ المُسلمين : جماعاتٍ وأفراداً ، على هذا الإسلام المُصَفَّى ، وَرَبطُهُم بـِمَنهَج ِ الدَّعوةِ الأصيل : الكتاب والسُّنَّة بفـَهم سَلَف الأمَّة . ◄ وجوبُ المحبَّة والولاء : ومِن الواجب على العُلماء ِ ـ أيضاً ـ وعلى مُختلفِ اختصاصاتهـِم ـ فضلا ً عَن بَقيَّة الأمَّة ـ أن يَكونوا مُمْتثِلين قولَ نَبيِّهم r : (( مَثلُ المُؤمنين في تـَوَادِّهم ِ وتراحُمِهم كمَثل ِ الجَسَدِ الواحدِ ... ))( ) . ولا يَتحقَّقُ هذاالمَثلُ النَّبويُّ العظيمُ بمعناه الرَّائع الجميل ِ إلا بتعاوُن ِ العُلماء ِ مَعَ أفرادِ المُجتمع ، تـَعليما ً وتـَعلُّما ً ، دَعوة ً وَتـَطبيقا ً . فيَتعاوَنُ ـ إذاً ـ مَن عَرَفوا فِقهَ الشرع ِ بأدلَّتِهِ وأحكامِهِ ، مَعَ مَن عَرفوا فقهَ الواقع بصورَتِهِ الصَّحيحة التـَّطبيقيَّة لا النَّظرية ، فأولئكَ يَمُدُّونَ هؤلاء بما عندَهمُ مِن علم وَفِقهٍ ، وهؤلاء يُوِقفونَ أولئكَ على ما تـَبيّنَ لهم لِيَحذروا وَيُحذّروا . ومِن هذا التـَّعاوُن الصَّادِق بينَ العُلماء ِ والدُّعاةِ على تـَنوُّع اختصاصاتِهـِم ، يُمكنُ تـَحقيقُ ما يَنشدُهُ كُلُّ مسلم ٍ غـَيور ٍ . ◄ خـَطَرُ الطَّعن بالعُلماء ِ : أمَّا الطَّعنُ في بَعض ِ العُلماء ِ أو طُلاّب العلم ِ ، وَنَبْزُهمُ بجهل فقهِ الواقع ، وَرَميُهم بما يُستـَحيى مِن إيرادهِ : فهذا خَطَأ وَغـَلطٌ ظاهرٌ لا يَجوزُ استمرارُهُ لأنَّهُ مِن التباغُض ِ الذي جاءَت الأحاديثُ الكثيرةُ لِتـَنهى المُسلمينَ عنه ، بَل لِتـَأمُرَهمُ بضِدِّهِ مِن التَّحابِّ والتَّلافي والتَّعاوُن ِ . ◄ كيف نُعالِجُ الأخطاءَ ؟ وأمَّا الواجبُ على أيِّ مُسلم ٍ رأى أمراً أخطَأ فيه أحَدُ العُلماء ِ أو ( الدُّعاةِ ) : فهو أن يَقـَومَ بتـَذكيرِهِ ، وَنُصحِهِ : فإن كان الخَطَأ في مكان ٍ مَحصور ٍ : كان التـَّنبيهُ في ذلك المكان نَفسهِ دونَ إعلان ٍ أو إشهار ٍ ، وبالّتي هي أحسَنُ للّتي هي أقوَمُ . وإن كانَ الخَطأ مُعلَناً مَشهوراً ، فلا بَأسَ مِن التـَّنبيهِ والبيان ِ لهذا الخَطأ ، وعلى طريقةِ الإعلان ، ولكن كما قال اللهُ تعالى : ) ادْعُ إلى سَبيل ِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ والمَوعِظَةِ الحَسَنةِ وَجادِلهُم بالَّتي هيَ أحْسَنُ (( ) . ومِن المهمِّ بيانُهُ أنَّ التَّخطئة المُشارَ إليها هنا ليسَت التَّخطئةَ المبنيَّة َ على حماسةِ الشباب وعَواطِفِهم ، دونَما علم أو بيِّنةٍ ، لا ؛ وإنَّما المُرادُ : التـَّخطئة ُ القائمة ُ على الحُجَّةِ والبيان ، والدَّليل ِ والبُرهان ( ) . وهذه التَّخطئة ُ ـ بهذه الصُّورة اللَّيِّنَةِ الحكيمَة ـ لا تـَكونُ إلا بينَ العُلماء ِ المُخِلصينَ وطُلاَّبِ العلم النَّاصحين ؛ الذين همُ في علمهم ودَعوتهم على كلمةٍ سواء ، مَبنيَّةٍ على الكتاب والسُّنَّة ؛ وعلى نَهج سَلَف الأمَة . أما إذا كان مَن يُرادُ تـَخطِئتُهُ مِن المُنحَرفينَ عَن هذا المَنهج الرَّبَّاني فله ـ حينئذٍ ـ مُعامَلة ٌ خاصَّة ٌ ، وأسلوبٌ خاصٌّ يَليقُ بـِقـَدْرِ انحِرافِهِ وَبُعدِهِ عَن جادَّةِ الحَقَّ والصَّواب . ◄ خَطَرُ ( السِّياسَة ) المُعاصرَة : ولا بُدَّ ـ أخيراً ـ مِن تـَعريفِ المُسلمينَ بأمرٍ مُهمِّ جدَّاً في هذا الباب ، فأقولُ : يَجبُ ألاّ يَدفـَعَنا الرَّضا بفقه الواقع ـ بصورتهِ الشرعيَّةِ ـ ، أو الانشغالُ به ، إلى ولوج ِ أبوابِ السيِّاسةِ المُعاصرةِ الظَّالم ِ أهلُها ، مُغتَرِّينَ بكلمات السَّاسةِ ، مُرَدِّدين لأساليبهم ، غارقين بطرائقهم . وإنَّما الواجبُ هو السَّيرُ على السِّياسة الشرعيَّةِ ، ألاَ وهي (( رعاية ُ شؤون ِ الأمَّة )) ، ولا تـَكونُ هذه الرِّعاية ُ إلا ّ في ضوء ِ الكتابِ والسُّنَّة ، وعلى مَنهج ِ السَّلف الصَّالح ، وبـِيدِ أولي الأمر ِ مَن العُلماء ِ العاملينَ ، والأمراء ِ العادلينَ ، فإنَّ اللهَ يَزَعُ بالسُّلطان ِ ما لا يَزَعُ بالقـُرآن ِ ( ) . أمَّا تلك السَّياسة ُ الغَربيَّة ُ التي تـَفتحُ أبوابَها ، وَتـَغُرُّ أصحابَها : فلا دينَ لها ، وسائرُ من انساقَ خـَلفها ؛ أو غرقَ بـِبَحرِها : أصابهُ بأسُها ، وضَرَبهُ جَحيمُها ؛ لأنَّهُ انشغَل بالفرع ِ قبلَ الأصل ِ ! ورَحمَ اللهُ مَن قال : (( مَن تـَعَجَّلَ الشيْءَ قـَبلَ أوانهِ : عُوقِبَ بـِحرْمانِهِ )) . واللهُ المُوَفِّق للسداد . وآخِرُ دَعوانا أن ِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمين . 

متبع السلف
2012-05-14, 23:07
أبا معاذ مازلت بانتظار جوابك على سؤالي بارك الله فيك.

مهاجر إلى الله
2012-05-15, 00:05
علماء كثر لا يكفرون تارك الصلاة و لا يطلقون المرأة لأن زوجها لا يصلي
قوله صلى الله عليه و سلم "يسروا و لا تعسروا" كافٍ شافٍ
و بالتالى فتواه فيها تشدد في غير محله!!!!!

سبحان الله...يعني ان الامر محسوم عندك من قبل طرح السؤال فلم كل هذا التشريح للفتوى ؟؟

متبع السلف
2012-05-15, 12:01
إذا كان قولك صحيحا في اشتراط معرفة واقع السائل فعلى شيخك القرضاوي أن لا يجب السائلين في الفضائيات وهو لا يعرف واقعهم ومعلوم أن الأسئلة تأتي عبر الهاتف أو بالرسائل . أتمنى جواب صريحا او اعترافا بالخطا.

aboumoadh
2012-05-15, 20:09
إذا كان قولك صحيحا في اشتراط معرفة واقع السائل فعلى شيخك القرضاوي أن لا يجب السائلين في الفضائيات وهو لا يعرف واقعهم ومعلوم أن الأسئلة تأتي عبر الهاتف أو بالرسائل . أتمنى جواب صريحا او اعترافا بالخطا.

الشيخ القرضاوي يعرف جيدا المجتمعات العربية و الغربية فقد جال و صال و لم يتقوقع و إذا أفتى يأخذ بإعتبار مجتمع الذي يعيش فيه المستفتى

متبع السلف
2012-05-15, 20:25
غفر الله لك أتشترط أن يعرف واقع السائل شخصيا أم يعرف حال المجتمعات الغربية؟
هل كان الصحابة والتابعون ومن سار على هديهم يشترط معرفة واقع المسؤولين حتى يفتيهم؟ ، وقد كان الرجل يسافر من الأندلس إلى المدينة حتى يسأل الإمام مالكا فهل كان الإمام مالك يطوف البلدان ليعرف وا قع السائلين؟.
هل اشترط علماء الأصول في المجتهد أو في المقتي أن يكون عالما بواقع الناس حتى يتسنى له إجابتهم؟
يا أخي لا أظنك ستجيب بشي واضح وأتمنى أن يكون هدفك الحق لا غير ذلك.

رَكان
2012-05-15, 20:29
نعم هي فرصة جديدة لفتح النار على الشيخ القرضاوي..
الشيخ القرضاوي يفتي على الفضائيات ..مالمانع في ذلك..ويتحرى في فتواه عدم التشدد..لأن الشيخ داعية الى الله منتهجا اليسر وعدم التعسير..
أستغرب من البعض يريد للشيخ إما ن يكون معصوما وإلا فمرفوضا مطرودا..

متبع السلف
2012-05-15, 20:44
أخي عمر نحن نناقش مسألة اشتراط فقه الواقع في المفتي التي لم يشترطها علماء الأمة من قبل بل هي من محدثات هذا العصر، والعالم يطلب منه التيسير إلا فيما ليس للشرع فيه حكم ، وما وجد فيه حكم شرعي فلا ينبغي أن يعترض بأن فيه تشددا ، فالتشدد واليسر أمر نسبي خاضع لأهواء الناس ورغباتهم ، ودين الله كله يسر لكن الناس سرى إليها الخور وصارت تبحث عن شواذ المسائل لترضي الناس فوقع في الأمة ما وقع من مصافحة النساء وجواز الرياضة للنساء وغيرها من بواقع هذا العصر ، والعصمة ليست لأحد بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام، لكن فرق بين الخطأ وبين مصادمة نصوص الوحي بدعوى التيسير .

aboumoadh
2012-05-15, 20:53
غفر الله لك أتشترط أن يعرف واقع السائل شخصيا أم يعرف حال المجتمعات الغربية؟
هل كان الصحابة والتابهون ومن سار على هديهم يشترط معرفة واقع المسؤولين حتى يفتيهم ، وقد كان الرجل يسافر من الأندلس إلى المدينة حتى يسأل الإمام مالكا فهل كان الإمام مالك يطوف البلدان ليعرف واقع السائلين؟.
هل اشترط علماء الأصول في المجتهد أو في المقتي أن يكون عالما بواقع الناس حتى يتسنى له إجابتهم؟
يا أخي لا أظنك ستجيب بشي واضح وأتمنى أن يكون هدفك الحق لا غير ذلك.
من المدينة إلى الأندلس نفس المجتمع المسلم تحكمع دولة بالإسلام
فيمكن أن يفتي حتى و إن كان في المدينة

الذي يفتي لأشخاص في الغرب يجب معرفة هذا المجتمع قبل الفتوي
أعطيتك نصا يثبت أهمية فقه الواقع و لكن لا تهملونه.
بقول الرسول صلى الله عليه و سلم: يَا عَائِشَةُ ، لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِشِرْكٍ ، لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ ، فَأَلْزَقْتُهَا بِالْأَرْضِ ، وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ : بَابًا شَرْقِيًّا ، وَبَابًا غَرْبِيًّا ، وَزِدْتُ فِيهَا سِتَّةَ أَذْرُعٍ مِنَ الْحِجْرِ ، فَإِنَّ قُرَيْشًا اقْتَصَرَتْهَا حَيْثُ بَنَتِ الْكَعْبَةَ .
كيف تسمى العذر الذي منع من إعادة بناء الكعبة؟

aboumoadh
2012-05-15, 21:00
سبحان الله...يعني ان الامر محسوم عندك من قبل طرح السؤال فلم كل هذا التشريح للفتوى ؟؟



لأنبه على خطورة الفتوى من عالم لا يعرف واقع المستفتى
هناك علماء يأتون إلى فرنسا و إذا إستفتاهم الناس قالوا أسألوا من هو أعلم بواقعكم مني.

متبع السلف
2012-05-15, 21:11
لم تجب على أسئلتي يا أبا معاذ إما أن تجيب أو أترك الكلام معك في الموضوع.
أظنني لن أصل معك لشي إلا مجرد الكلام فأنت لم تجب على اي سؤال مما طرحتهم عنك فراجع الأسئلة وأجب عنها بوضوح.وغلا فستكون هذه آخر مشاركة معك وفقني الله وغياك لكل خير.

aboumoadh
2012-05-15, 21:31
لم تجب على أسئلتي يا أبا معاذ إما أن تجيب أو أترك الكلام معك في الموضوع.
أظنني لن أصل معك لشي إلا مجرد الكلام فأنت لم تجب على اي سؤال مما طرحتهم عنك فراجع الأسئلة وأجب عنها بوضوح.وغلا فستكون هذه آخر مشاركة معك وفقني الله وغياك لكل خير.
بل أجبتك ..

ما هو السؤال الذي لم أجب عليه؟
أنتظر تعليقك عن الحديث الذى يخص إعادة بناء الكعبة

متبع السلف
2012-05-15, 21:58
أبا معاذ حتى لا نذهب بعيدا هات من سبقك بهذا القول من علماء الأصول وإن لم تجد فاعلم أنه قول حادث لا يقبل ، وإلى ذلك أنا بانتظارك وفقك الله.
هل كان الصحابة والتابعون ومن سار على هديهم يشترطون معرفة واقع المسؤولين حتى يفتيهم؟
هل اشترط علماء الأصول في المجتهد أو في المقتي أن يكون عالما بواقع الناس حتى يتسنى له إجابتهم؟
هذه الأسئلة التي طرحتها ولم تجب عليها إن أردت المواصلة أجب عنها تفصيلا.

aboumoadh
2012-05-15, 22:38
أبا معاذ حتى لا نذهب بعيدا هات من سبقك بهذا القول من علماء الأصول وإن لم تجد فاعلم أنه قول حادث لا يقبل ، وإلى ذلك أنا بانتظارك وفقك الله.
هل كان الصحابة والتابعون ومن سار على هديهم يشترطون معرفة واقع المسؤولين حتى يفتيهم؟
هل اشترط علماء الأصول في المجتهد أو في المقتي أن يكون عالما بواقع الناس حتى يتسنى له إجابتهم؟
هذه الأسئلة التي طرحتها ولم تجب عليها إن أردت المواصلة أجب عنها تفصيلا.




أجبت عنها بحديث ألا يكفيك؟
هل العرف يؤخذ به في الفتوى أم لا ؟
ألم يغير عمر رضي الله عنه فتوى الطلاق لم رأي أن حال الناس لم يعد كحالهم من قبل؟
ألم يغير عثمان رضي الله عنه الفتوى الخاصة بالإبل الضالة
"يسروا و لا تعسروا"
مصطلح فقه الواقع معاصر أما العمل به فقديم نجد بعض منه في المصلحة أو العرف و في بعض الأحيان فقه النوازل .

و العبرة بالمسميات لا بالأسماء و قد أعطيتك حديث و أمثلة وقعت في عهد الصحابة فيررتغيرالفتوى حسب تغير الواقع و
كون العرف معتمد في إستنباط الحكم

ليكن في علمك فقه الواقع لا يحرم حلالا و و يحل حراما و لكن يجعل الفتوى فيها تيسير.

متبع السلف
2012-05-17, 20:46
أجبت عنها بحديث ألا يكفيك؟
هل العرف يؤخذ به في الفتوى أم لا ؟
ألم يغير عمر رضي الله عنه فتوى الطلاق لم رأي أن حال الناس لم يعد كحالهم من قبل؟
ألم يغير عثمان رضي الله عنه الفتوى الخاصة بالإبل الضالة
"يسروا و لا تعسروا"
مصطلح فقه الواقع معاصر أما العمل به فقديم نجد بعض منه في المصلحة أو العرف و في بعض الأحيان فقه النوازل .

و العبرة بالمسميات لا بالأسماء و قد أعطيتك حديث و أمثلة وقعت في عهد الصحابة فيررتغيرالفتوى حسب تغير الواقع و
كون العرف معتمد في إستنباط الحكم

ليكن في علمك فقه الواقع لا يحرم حلالا و و يحل حراما و لكن يجعل الفتوى فيها تيسير.


يا أبا معاذ_ هداك الله للحق_ العرف ليس مصدرا من مصادر التشريع وليس حكما ملزما لكن يرجع إليه في بعض المسائل التي لم يرد فيها النص فيحكم فيها العادة وتفصيل المسألة في مظانه فابحث تعرف.
ومسألة تغيير عمر الحكم في طلاق الثلاث لم يكن تيسيرا على الناس يا فقيه الواقع المزعوم بل كان تشديدا لأنهم تساهلوا بألأمر فعليك بالتحقيق قبل نشر الكلام وإلا بانت سوأة جهلك .
مسألة المصلحة لها تفصيل وضابط ذكره أهل العلم، وهي مقيدة بمالم يكن الموجب لفعله موجودا على عهد النبي عليه السلام ، وليس الأمر على إطلاقه وراجع لذلك كلام الشاطبي في الاعتصام لتعرف الفرق بين المصلحة والبدعة يا ألمعي.
فقه الواقع مادام لا يحل حراما ولا يحرم حلالا فلم تتمسك به؟
وكونه يجعل الفتوى ميسرة هل معناه أنه الحرام لا يقال له حرام ؟ وكنت أخبرتك أن العسر واليسر أمر نسبي وليس بمنضبط بل يحتلف باختلاف الناس ورقة دينهم ومتانته، وأذكرك بما قاله أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه لبعض التابعين :

إنكم لتعلمون أعمالا هن أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من الموبقات .
وهو مثال واضح لو عقلته لفهمت اليسر والعسر بم بتعلقان ، وأن الشريعة كلها يسر ولن تتغير أحكامها بفقه الواقع.

aboumoadh
2012-05-17, 21:39
يا أبا معاذ_ هداك الله للحق_ العرف ليس مصدرا من مصادر التشريع وليس حكما ملزما لكن يرجع إليه في بعض المسائل التي لم يرد فيها النص فيحكم فيها العادة وتفصيل المسألة في مظانه فابحث تعرف.
ومسألة تغيير عمر الحكم في طلاق الثلاث لم يكن تيسيرا على الناس يا فقيه الواقع المزعوم بل كان تشديدا لأنهم تساهلوا بألأمر فعليك بالتحقيق قبل نشر الكلام وإلا بانت سوأة جهلك .
مسألة المصلحة لها تفصيل وضابط ذكره أهل العلم، وهي مقيدة بمالم يكن الموجب لفعله موجودا على عهد النبي عليه السلام ، وليس الأمر على إطلاقه وراجع لذلك كلام الشاطبي في الاعتصام لتعرف الفرق بين المصلحة والبدعة يا ألمعي.
فقه الواقع مادام لا يحل حراما ولا يحرم حلالا فلم تتمسك به؟
وكونه يجعل الفتوى ميسرة هل معناه أنه الحرام لا يقال له حرام ؟ وكنت أخبرتك أن العسر واليسر أمر نسبي وليس بمنضبط بل يحتلف باختلاف الناس ورقة دينهم ومتانته، وأذكرك بما قاله أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه لبعض التابعين :

إنكم لتعلمون أعمالا هن أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من الموبقات .
وهو مثال واضح لو عقلته لفهمت اليسر والعسر بم بتعلقان ، وأن الشريعة كلها يسر ولن تتغير أحكامها بفقه الواقع.
يا أبا معاذ_ هداك الله للحق_ آمين أجمعين
العرف ليس مصدرا من مصادر التشريع وليس حكما ملزما لكن يرجع إليه في بعض المسائل التي لم يرد فيها النص فيحكم فيها العادة وتفصيل المسألة في مظانه فابحث تعرفو هنا تعترف أن واقع الناس و عاداتهم (العرف) له إعتبار في بعض المسائل.
لا تأخذك الحمية فتخطئ من حيث لاتدري




ومسألة تغيير عمر الحكم في طلاق الثلاث لم يكن تيسيرا على الناس يا فقيه الواقع المزعوم بل كان تشديدا لأنهم تساهلوا بألأمر فعليك بالتحقيق قبل نشر الكلام وإلا بانت سوأة جهلك و هل قلت أنا"تيسيرا لهم" كلا لم أقل ذلك قلت ما أكدته أنت بقولك "لأنهم تساهلوا بألأمر" أي راع واقع الناس الذى أختلف على ما كان عليه في السابق

فلا تتسرع بالرد قبل الفهم و إلا بانت سوأة جهلك
مسألة المصلحة لها تفصيل وضابط ذكره أهل العلم، وهي مقيدة بمالم يكن الموجب لفعله موجودا على عهد النبي عليه السلام ، وليس الأمر على إطلاقه وراجع لذلك كلام الشاطبي في الاعتصام لتعرف الفرق بين المصلحة والبدعة يا ألمعي.تعريفه المصلحة يستند إلى واقع الناس و حياتهم
و لو راجعت تعريف أقسام المصالح لرأيت أنه يستند إلى حياة الناس أى واقعهم الحياتي


فقه الواقع مادام لا يحل حراما ولا يحرم حلالا فلم تتمسك به؟لأنه يعالج واقعا

وكنت أخبرتك أن العسر واليسر أمر نسبي وليس بمنضبط


خطأ آخر
إنه غير منضبط في الأمور المعنوية و لكنه منضبط في الأمور الحسية

و قول الصحابي يتعلق بأمور معنوية

وأن الشريعة كلها يسر ولن تتغير أحكامها بفقه الواقع.
و ماذا فعل عمر؟ و الرسول صلى الله عليه و سلم ألم يغيرا قرارهما نظرا لواقع الناس.
.وأخذ تغير الأحكام بسبب الضرورات أو السفر أو الحرب كل هذا يدل أن الشريعة تأخذ بعين الإعتبار واقع الناس

متبع السلف
2012-05-17, 21:58
سبحان الله كأنك بلا عقل أو لا تفهم العربية.

aboumoadh
2012-05-17, 23:28
سبحان الله كأنك بلا عقل أو لا تفهم العربية.
شكرا لك............

متبع السلف
2012-05-18, 00:17
و هنا تعترف أن واقع الناس و عاداتهم (العرف) له إعتبار في بعض المسائل.
لا تأخذك الحمية فتخطئ من حيث لاتدرياخبرتك أن العادة أو العرف محكم حيث لا وجود لنص أو إجماع أوقياس وليس دليلا شرعيا مستقلا فأين الخطأ ؟
و هل قلت أنا"تيسيرا لهم" كلا لم أقل ذلك قلت ما أكدته أنت بقولك "لأنهم تساهلوا بألأمر" أي راع واقع الناس الذى أختلف على ما كان عليه في السابق

فلا تتسرع بالرد قبل الفهم و إلا بانت سوأة جهلككلامك كله من أوله حول تيسير الفتوى وجعلت فعل عمر دليلا لكلامك فماذا يفهم منه العقلاء؟

تعريفه المصلحة يستند إلى واقع الناس و حياتهم
و لو راجعت تعريف أقسام المصالح لرأيت أنه يستند إلى حياة الناس أى واقعهم الحياتي]
تعريف المصلحة ضبطه أهل العلم ولم يتركوه لأمثالك ليعبثوا به ، وقد أحلتك على كتاب الشاطبي لكن ابيت الرجوع إليه، وأنا في انتظار تعريف المصالح لعلي استفيد منك علما فهات مالديك.
خطأ آخر
إنه غير منضبط في الأمور المعنوية و لكنه منضبط في الأمور الحسية

و قول الصحابي يتعلق بأمور معنوية
من اين لك التفريق بين ألمور الحسية والمعنوية ومن قال لك عم كان يتكلم ابو سعيد رضي الله تعالى عنه؟ أورد تفسير ذلك أم هو من بنيات أفكارك؟

aboumoadh
2012-05-18, 23:08
اخبرتك أن العادة أو العرف محكم حيث لا وجود لنص أو إجماع أوقياس وليس دليلا شرعيا مستقلا فأين الخطأ ؟
كلامك كله من أوله حول تيسير الفتوى وجعلت فعل عمر دليلا لكلامك فماذا يفهم منه العقلاء؟

]
تعريف المصلحة ضبطه أهل العلم ولم يتركوه لأمثالك ليعبثوا به ، وقد أحلتك على كتاب الشاطبي لكن ابيت الرجوع إليه، وأنا في انتظار تعريف المصالح لعلي استفيد منك علما فهات مالديك.
من اين لك التفريق بين ألمور الحسية والمعنوية ومن قال لك عم كان يتكلم ابو سعيد رضي الله تعالى عنه؟ أورد تفسير ذلك أم هو من بنيات أفكارك؟

خبرتك أن العادة أو العرف محكم حيث لا وجود لنص أو إجماع أوقياس وليس دليلا شرعيا مستقلا فأين الخطأ ؟
الخطأ أنك نفيت دور الواقع ثم تقول معرفا العرف بعادة الناس
أليس هذا بعبارة أخرى واقع

تعريف المصلحة ضبطه أهل العلم ولم يتركوه لأمثالك ليعبثوا به ، وقد أحلتك على كتاب الشاطبي لكن ابيت الرجوع إليه، وأنا في انتظار تعريف المصالح لعلي استفيد منك علما فهات مالديك.
المصلحة التي لم يشرع الشارع حكما لتحقيقها، ولم يدل دليل شرعي على اعتبارها أو إلغائها ، وسميت مطلقة لأنها لم تقيد بدليل اعتبار أو دليل إلغاء .

وتوضيح هذا التعريف إن تشريع الأحكام ما قصد به إلا تحقيق مصالح الناس ، أي جلب نفع لهم أو دفع ضرر أو رفع حرج عنهم ، وإن مصالح الناس لا تنحصر جزئياتها ، ولا تتناهى أفرادها وإنها تتجدد بتجدد أحوال الناس وتتطور باختلاف البيئات ، وتشريع الحكم قد يجلب نفعا في زمن وضررا في آخر، وفي الزمن الواحد قد يجلب الحكم نفعا وفي بيئة ويجلب ضررا في بيئة آخرى ( علم أصول الفقه عبد الوهاب خلاّف ـ صفحة 84 وما بعد ).

و هناك تعاريف أخرى بأساليب أخري و المغزي واحد
أنظر إلى التعريف و ما لونته تعرف أن الفقهاء أخذوا بالإعتبار واقع الناس لتحديد المصلحة

هناك أدلة كثيرة عن تأثير واقع الناس في إختيار الفتوي المناسبة

من اين لك التفريق بين ألمور الحسية والمعنوية ومن قال لك عم كان يتكلم ابو سعيد رضي الله تعالى عنه؟ أورد تفسير ذلك أم هو من بنيات أفكارك؟

إنكم لتعلمون أعمالا هن أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من الموبقات .

إقرأ كلام الصحابي تفهمه أنه يعني الناحية المعنوية

هذا لا يعني أبدا أن هناك أعمال كانت تعد في شرع الله من الموبقات ثم تغير حكمها إلى صغائر في عهد التابعين

لا لا ,إن إيمان الصحابة كان قويا و الصغيرة عندهم كبيرة لأنها كما قال بلال رضي الله عنه "لا تنظر إلى صغر المعصية و لكن إلى عظم من عصيت"
فكلام الصحابي لا علاقة له بالتيسير

زكرياء الأوراسي
2012-05-19, 02:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السائل يقول ياشيخ انا متزوج مع امراة وعندي 10 ابناء وانا وحدي الذي اعيلهم ولا يوجد سوايا وان تركتهم تحصل مصيبة لكني زنيت مع فتاة احبها واموت عليها وهي كذلك تحبني كثيرا
فهل اقتل كما هو الحد المعروف للثيب الزاني او لا
الجواب للاخ ابو معاذ
لا تقتل يا حبيبي فالحب شيء طبيعي في الانسان وبما انك تحبها لا حرج عليك وحتى الجلد لا نجلدك لانك تمرض ولا تستطيع ان تعمل لكي تطعم اطفالك العشرة الصغار لكن لا تعد للزنا يا حبيبي
هكذا لو سالوا الاخ ابو معاذ ستكون اجابته لانه يريد التيسيير ولا يريد التشدد والسلفية متشديين وربي يقول لا تاخذكم بهما رأفة في دين الله
الحق واضح يا أخي الكريم وحكم تارك الصلاة عند جمهور أهل العلم معلوم والأدلة كثيرة ان شئت سقناها لك
وليكن في علمك ان المصلحة التي تتكلم عنها انت هي مصلحة ملغاة وبالمناسبة اذكر لك ما حكاه الغزالي والآمدي والشاطبي وغيرهم من أن عبد الرحمن بن الحكم وقع على أهله في نهار رمضان فسأل الفقهاء عن توبته من ذلك وكفارته فقال يحيى بن يحيى الليثي يكفر ذلك صيام شهرين متتابعين فلما برز ذلك من يحيى سكت سائر الفقهاء حتى خرجوا من عنده فقالوا ليحيى ما لك لم تفته بمذهبنا عن مالك من أنه مخير بين العتق والطعام والصيام
فقال لهم لو فتحنا له هذا الباب سهل عليه أن يطأ كل يوم ويعتق رقبة ولكن حملته على أصعب الأمور لئلا يعود لأن عبد الرحمن بن الحكم كان أمير
فهذه الفتوى مناسبة في الظاهر لأنه أمير ويستطيع أن يعتق الف رقبة ولا يضره شيء ....
لكنها غير صحيحة لأنها تخالف النص وهو حديث أبي هريرة في الصحيحين في الذي وقع على أهله في نهار رمضان

زكرياء الأوراسي
2012-05-19, 02:21
أما الحديث الذي ذكرته وتحتج به للدفاع عن أفكارك
فالمعارضة هنا ليست بين النصوص والمصالح وفقه الواقع كما تزعم
بل هي بين النصوص والنصوص إذ من السنة كما لا يخفى عليكم إقرار النبي - صلى الله عليه وسلم

aboumoadh
2012-05-19, 17:37
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السائل يقول ياشيخ انا متزوج مع امراة وعندي 10 ابناء وانا وحدي الذي اعيلهم ولا يوجد سوايا وان تركتهم تحصل مصيبة لكني زنيت مع فتاة احبها واموت عليها وهي كذلك تحبني كثيرا
فهل اقتل كما هو الحد المعروف للثيب الزاني او لا
الجواب للاخ ابو معاذ
لا تقتل يا حبيبي فالحب شيء طبيعي في الانسان وبما انك تحبها لا حرج عليك وحتى الجلد لا نجلدك لانك تمرض ولا تستطيع ان تعمل لكي تطعم اطفالك العشرة الصغار لكن لا تعد للزنا يا حبيبي
هكذا لو سالوا الاخ ابو معاذ ستكون اجابته لانه يريد التيسيير ولا يريد التشدد والسلفية متشديين وربي يقول لا تاخذكم بهما رأفة في دين الله
الحق واضح يا أخي الكريم وحكم تارك الصلاة عند جمهور أهل العلم معلوم والأدلة كثيرة ان شئت سقناها لك
وليكن في علمك ان المصلحة التي تتكلم عنها انت هي مصلحة ملغاة وبالمناسبة اذكر لك ما حكاه الغزالي والآمدي والشاطبي وغيرهم من أن عبد الرحمن بن الحكم وقع على أهله في نهار رمضان فسأل الفقهاء عن توبته من ذلك وكفارته فقال يحيى بن يحيى الليثي يكفر ذلك صيام شهرين متتابعين فلما برز ذلك من يحيى سكت سائر الفقهاء حتى خرجوا من عنده فقالوا ليحيى ما لك لم تفته بمذهبنا عن مالك من أنه مخير بين العتق والطعام والصيام
فقال لهم لو فتحنا له هذا الباب سهل عليه أن يطأ كل يوم ويعتق رقبة ولكن حملته على أصعب الأمور لئلا يعود لأن عبد الرحمن بن الحكم كان أمير
فهذه الفتوى مناسبة في الظاهر لأنه أمير ويستطيع أن يعتق الف رقبة ولا يضره شيء ....
لكنها غير صحيحة لأنها تخالف النص وهو حديث أبي هريرة في الصحيحين في الذي وقع على أهله في نهار رمضان

لو قرأت جيدا ماكتبت لما قلت ما قلت.

ليس من الإسلام أن تفتري على من يخالفك الرأي