يزيد19
2012-04-04, 21:55
درر مستفادة
من كتاب "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة"
لابن قيم الجوزية رحمه الله
الدرة 6 :
" أعد النظر في نفسك"
أعد النظر في نفسك وحكمة الخلاق العليم في خلقك وانظر الى الحواس التي منها تشرف على الاشياء كيف جعلها الله في الراس كالمصابيح فوق المنارة لتتمكن بها من مطالعة الاشياء ولم تجعل في الاعضاء التي تمتهن كاليدين والرجلين فتتعرض للافات بمباشرة الاعمال والحركات ولا جعلها في الاعضاء التي في وسط البدن كالبطن والظهر فيعسر عليك التلفت والاطلاع على الاشياء.
فلما لم يكن لها في شيء من هذه الأعضاء موضع كان الرأس أليق المواضع بها وأجملها فالرأس صومعة الحواس ثم تأمل الحكمة في أن جعل الحواس خمسا في مقابلة المحسوسات الخمس ليلقى خمسا بخمس كي لا يبقى شيء من المحسوسات لا يناله بحاسة فجعل البصر في مقابلة المبصرات والسمع في مقابلة الاصوات والشم في مقابلة أنواع الروائح المختلفات والذوق في مقابلة الكيفيات المذوقات واللمس في مقابلة الملموسات فأي محسوس بقي بلا حاسة؟ ولو كان في المحسوسات شيء غير هذه لأعطاك له حاسة سادسة.
ولما كان ما عداها إنما يدرك بالباطن أعطاك الحواس الباطنة وهي هذه الاخماس التي جرت عليها السنة العامة والخاصة حيث يقولون في المفكر المتأمل ضرب أخماسه في أسداسه فأخماسه حواسه الخمس وأسداسه جهانه الست وأرادوا بذلك أنه جذبه القلب وسار به في الاقطار والجهات حتى قلب حواسه الخمس في جهاته الست وضربها فيها لشدة فكره.
من كتاب "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة"
لابن قيم الجوزية رحمه الله
الدرة 6 :
" أعد النظر في نفسك"
أعد النظر في نفسك وحكمة الخلاق العليم في خلقك وانظر الى الحواس التي منها تشرف على الاشياء كيف جعلها الله في الراس كالمصابيح فوق المنارة لتتمكن بها من مطالعة الاشياء ولم تجعل في الاعضاء التي تمتهن كاليدين والرجلين فتتعرض للافات بمباشرة الاعمال والحركات ولا جعلها في الاعضاء التي في وسط البدن كالبطن والظهر فيعسر عليك التلفت والاطلاع على الاشياء.
فلما لم يكن لها في شيء من هذه الأعضاء موضع كان الرأس أليق المواضع بها وأجملها فالرأس صومعة الحواس ثم تأمل الحكمة في أن جعل الحواس خمسا في مقابلة المحسوسات الخمس ليلقى خمسا بخمس كي لا يبقى شيء من المحسوسات لا يناله بحاسة فجعل البصر في مقابلة المبصرات والسمع في مقابلة الاصوات والشم في مقابلة أنواع الروائح المختلفات والذوق في مقابلة الكيفيات المذوقات واللمس في مقابلة الملموسات فأي محسوس بقي بلا حاسة؟ ولو كان في المحسوسات شيء غير هذه لأعطاك له حاسة سادسة.
ولما كان ما عداها إنما يدرك بالباطن أعطاك الحواس الباطنة وهي هذه الاخماس التي جرت عليها السنة العامة والخاصة حيث يقولون في المفكر المتأمل ضرب أخماسه في أسداسه فأخماسه حواسه الخمس وأسداسه جهانه الست وأرادوا بذلك أنه جذبه القلب وسار به في الاقطار والجهات حتى قلب حواسه الخمس في جهاته الست وضربها فيها لشدة فكره.