أم عدنان
2009-01-05, 14:36
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - فقيل له :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : انتشر في الآونة الأخيرة ذهاب بعض الفتيات الى الكوافيرة وهي التي تصفف الشعر على موضات مختلفة منها ما اشتهر عند الفتيات ب ( قصة كاريه ) وهي قصة أخذت من مجلة الأزياء التايلندية المنتشرة في الأسواق ، ومنها تجعيد الشعر أي تخشينه على الموضة الأمريكية ، ولا يخفى عليكم أن في ذلك تشبها بالكافرات .
ومما تقوم به الكوافيرة من وضع المساحيق على الوجه وازالة شعر الحاجبين وازالة الشعور الداخلية .
وكل ذلك يستغرق الساعات الطويلة والمبالغ الطائلة مما يصل الى حد الاسراف والتبذير
نرجو بيان حكم ذلك بالتفصيل لانتشاره بين أكثر الفتيات لعل الله ينقذ بفتواكم هذه بعض فتياتنا اللاتي انخدعن وجرين وراء الموضة الغربية ونسين أو تناسين أنهن مسلمات يرجون الجنة ويخفن من النار . وجزاكم الله خيرا .
فأجاب : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد :
فانه يجب أن يعرف الانسان قبل الاجابة على هذا السؤال أن أعداء المسلمين يكيدون للاسلام والمسلمين من كل وجه وفي كل زمان . ولا يخفى علينا جميعا أن الكفار استعمروا كثيرا من بلاد الاسلام بقوة السلاح .
ولما أخرجهم الله تعالى منها ، أرادوا أن يغزوها بفساد الأفكار والأخلاق . والله عزوجل قد بين في كتابه ، ورسوله " صلى الله عليه وسلم " قد بين في سنته ما فيه التحذير من موافقة هؤلاء الكفار في أعمالهم مما يختص بهم ، وقال الله عز وجل : " ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل " ( المائدة : 77 ) ، وقال الله عز وجل : " يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق " ( الممتحنة : 1 ) ، وقال عز وجل : " يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين " ( المائدة : 51 )
وأنا أسوق هاتين الآيتين لا لأن هؤلا ء يتخذون اليهود والنصارى أولياء ويتخذون أعداء الله أولياء ولكن تشبههم بهم فيما هم عليه من اللباس والهيئة يفضي الى أن يتخذوهم أولياء يحبونهم ويعظمونهم ويتخطون خطاهم حيثما كانوا . ولهذا حذر النبي " صلى الله عليه وسلم " من هذا الأمر وقال : " من تشبه بقوم فهو منهم " . فعلى المسلمين - وخصوصا الرجال ذوي الألباب والعقول - عليهم أن يتقوا الله عزوجل في هؤلاء النساء اللاتي وصفهن النبي " صلى الله عليه وسلم " بقوله : " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من احداكن " ( متفق عليه ) ، يعني النساء
فعلى الرجال أن يمنعوا هؤلاء النساء من السير وراء هذه الموضات الحادثة التي أراد بها محدثوها وجالبوها الينا أن ننسى الله عز وجل ، وأن ننسى ما خلقنا له ، وأن لا يكون همنا الا التثبت بهذه الأشياء والافتتان بهذه الأزياء التي لا تجر الينا الا البلاء والشر والفساد ، وكون الانسان لا يهمه في هذه الحياة الا أن يشبع رغبته من شهوة فرجه وبطنه .
وأرى أن هذه الكوافيرات فيها عدة محاذير :
المحذور الأول : ما تفعله الكوافيرات من التحلية بحلي الكفار في الشعر وغيره ، ومن المعلوم أن ذلك محرم لأنه من التشبه بهم ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ، كما ثبت فيه الحديث عن رسول الله " صلى الله عليه وسلم "
المحذور الثاني : أن عملهن كما ذكر السائل يكون فيه النمص ، والنمص قد لعن النبي " صلى الله عليه وسلم " فاعله ، فلعن النامصة و المتنمصة ، واللعن هو الطرد والابعاد عن رحمة الله ، ولا أعتقد أن مؤمنا أو مؤمنة يرضى أن يفعل فعلا يكون سببا لطرده وابعاده من رحمة الله عز وجل .
المحذور الثالث : أن في هذا اضاعة لمال كثير بدون فائدة ، بل اضاعة لمال كثير لما فيه مضرة .
فالمرأة المصففة للشعور المحولة لشعور المؤمنات الى مثل شعور الكافرات أو الفاجرات تأخذ منا أموالا كثيرة طائلة ، لا نجني منها ثمرة سوى التحول الى موضات قد تكون مدمرة .
المحذور الرابع : أن في ذلك تنمية لأفكارالنساء أن يتخذوا مثل هذه الحلي التي يتمتع بها نساء الكافرين ، حتى تميل المرأة بعد ذلك الى ما هو أعظم من تحلل وفساد في الأخلاق .
المحذور الخامس : أنه كما ذكر السائل أن هذه الكوافيرات يفعلن بالنساء من هتك العورات كما لا حاجة اليه ، فان هذه الكوافيرة تمر ما يسمونه بالحلاوة على أفخاذ المرأة وعلى ما حول قبلها حتى تطلع عليه بدون حاجة ، ومن المعلوم أن النبي " صلى الله عليه وسلم " نهى أن تنظر المرأة الى عورة المرأة ولا يحل للمرأة أن تنظر الى عورة المرأة الا اذا كانت هناك حاجة تدعو الى النظر ، وهذه ليست بحاجة .
ثم ما الفائدة من أن نجعل المرأة كأنها صورة من مطاط ليس فيها شيء من الشعر .
وما يدرينا لعل في ازالة الشعر الذي أنبته الله بحكمته مضرة على الجلد ولو على المدى البعيد .
ثم ما يدرينا لعل الصواب قول من يقول : ان ازالة الشعر من الساقين والفخذين والبطن لا يجوز لأن هذا الشعر من خلق الله عز وجل وازالته من تغيير خلق الله . وقد أخبر الله عز وجل أن تغيير خلق الله من اتباع أوامر الشيطان ، ولم يأمر الله تعالى ولا رسوله " صلى الله عليه وسلم " بازالة هذا الشعر . فالأصل أنه محرم لا يزال . هكذا ذهب اليه بعض أهل العلم ، والذين قالوا بالجواز لا يقولون ان ازالته وابقاءه على حد سواء بل الورع والأولى أن لا يزال هذا الشعر ، وان كان ليس بحرام لأن دليل تحريمه ليس بذاك القوي .
وانني أؤكد النصيحة على الرجال وعلى النساء أن لا ينخدعوا في هذه الأمور ، وأرى أنه تجب مقاطعة الكوافيرات ، وأن تقتصر النساء على التجميل بما لا يكون مضرا في الدين موقعا في الحرام بالتشبه بالكفار .
واذا أراد الله سبحانه وتعالى المحبة بين الزوجين فانها لا تحصل بمعاصي الله ، وانما تحصل بطاعة الله ، والتزام ما فيه الحياء والحشمة
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحمي شعبنا من كيد أعدائنا ، وأن يردنا الى ما كان عليه سلفنا الصالح من الحشمة والحياء ، وانه جواد كريم والله الموفق .
أحكام شعر المرأة المسلمة - فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء -
الشيخ : محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله -
الشيخ : محمد صالح العثيمين - رحمه الله -
الشيخ : عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
الشيخ : صالح بن فوزان الفوزان
اعتنى بها ورتبها : أبو وائل سمير محمد ناصر مرابيع
تقديم :
الشيخ الفاضل عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - فقيل له :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : انتشر في الآونة الأخيرة ذهاب بعض الفتيات الى الكوافيرة وهي التي تصفف الشعر على موضات مختلفة منها ما اشتهر عند الفتيات ب ( قصة كاريه ) وهي قصة أخذت من مجلة الأزياء التايلندية المنتشرة في الأسواق ، ومنها تجعيد الشعر أي تخشينه على الموضة الأمريكية ، ولا يخفى عليكم أن في ذلك تشبها بالكافرات .
ومما تقوم به الكوافيرة من وضع المساحيق على الوجه وازالة شعر الحاجبين وازالة الشعور الداخلية .
وكل ذلك يستغرق الساعات الطويلة والمبالغ الطائلة مما يصل الى حد الاسراف والتبذير
نرجو بيان حكم ذلك بالتفصيل لانتشاره بين أكثر الفتيات لعل الله ينقذ بفتواكم هذه بعض فتياتنا اللاتي انخدعن وجرين وراء الموضة الغربية ونسين أو تناسين أنهن مسلمات يرجون الجنة ويخفن من النار . وجزاكم الله خيرا .
فأجاب : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد :
فانه يجب أن يعرف الانسان قبل الاجابة على هذا السؤال أن أعداء المسلمين يكيدون للاسلام والمسلمين من كل وجه وفي كل زمان . ولا يخفى علينا جميعا أن الكفار استعمروا كثيرا من بلاد الاسلام بقوة السلاح .
ولما أخرجهم الله تعالى منها ، أرادوا أن يغزوها بفساد الأفكار والأخلاق . والله عزوجل قد بين في كتابه ، ورسوله " صلى الله عليه وسلم " قد بين في سنته ما فيه التحذير من موافقة هؤلاء الكفار في أعمالهم مما يختص بهم ، وقال الله عز وجل : " ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل " ( المائدة : 77 ) ، وقال الله عز وجل : " يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق " ( الممتحنة : 1 ) ، وقال عز وجل : " يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين " ( المائدة : 51 )
وأنا أسوق هاتين الآيتين لا لأن هؤلا ء يتخذون اليهود والنصارى أولياء ويتخذون أعداء الله أولياء ولكن تشبههم بهم فيما هم عليه من اللباس والهيئة يفضي الى أن يتخذوهم أولياء يحبونهم ويعظمونهم ويتخطون خطاهم حيثما كانوا . ولهذا حذر النبي " صلى الله عليه وسلم " من هذا الأمر وقال : " من تشبه بقوم فهو منهم " . فعلى المسلمين - وخصوصا الرجال ذوي الألباب والعقول - عليهم أن يتقوا الله عزوجل في هؤلاء النساء اللاتي وصفهن النبي " صلى الله عليه وسلم " بقوله : " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من احداكن " ( متفق عليه ) ، يعني النساء
فعلى الرجال أن يمنعوا هؤلاء النساء من السير وراء هذه الموضات الحادثة التي أراد بها محدثوها وجالبوها الينا أن ننسى الله عز وجل ، وأن ننسى ما خلقنا له ، وأن لا يكون همنا الا التثبت بهذه الأشياء والافتتان بهذه الأزياء التي لا تجر الينا الا البلاء والشر والفساد ، وكون الانسان لا يهمه في هذه الحياة الا أن يشبع رغبته من شهوة فرجه وبطنه .
وأرى أن هذه الكوافيرات فيها عدة محاذير :
المحذور الأول : ما تفعله الكوافيرات من التحلية بحلي الكفار في الشعر وغيره ، ومن المعلوم أن ذلك محرم لأنه من التشبه بهم ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ، كما ثبت فيه الحديث عن رسول الله " صلى الله عليه وسلم "
المحذور الثاني : أن عملهن كما ذكر السائل يكون فيه النمص ، والنمص قد لعن النبي " صلى الله عليه وسلم " فاعله ، فلعن النامصة و المتنمصة ، واللعن هو الطرد والابعاد عن رحمة الله ، ولا أعتقد أن مؤمنا أو مؤمنة يرضى أن يفعل فعلا يكون سببا لطرده وابعاده من رحمة الله عز وجل .
المحذور الثالث : أن في هذا اضاعة لمال كثير بدون فائدة ، بل اضاعة لمال كثير لما فيه مضرة .
فالمرأة المصففة للشعور المحولة لشعور المؤمنات الى مثل شعور الكافرات أو الفاجرات تأخذ منا أموالا كثيرة طائلة ، لا نجني منها ثمرة سوى التحول الى موضات قد تكون مدمرة .
المحذور الرابع : أن في ذلك تنمية لأفكارالنساء أن يتخذوا مثل هذه الحلي التي يتمتع بها نساء الكافرين ، حتى تميل المرأة بعد ذلك الى ما هو أعظم من تحلل وفساد في الأخلاق .
المحذور الخامس : أنه كما ذكر السائل أن هذه الكوافيرات يفعلن بالنساء من هتك العورات كما لا حاجة اليه ، فان هذه الكوافيرة تمر ما يسمونه بالحلاوة على أفخاذ المرأة وعلى ما حول قبلها حتى تطلع عليه بدون حاجة ، ومن المعلوم أن النبي " صلى الله عليه وسلم " نهى أن تنظر المرأة الى عورة المرأة ولا يحل للمرأة أن تنظر الى عورة المرأة الا اذا كانت هناك حاجة تدعو الى النظر ، وهذه ليست بحاجة .
ثم ما الفائدة من أن نجعل المرأة كأنها صورة من مطاط ليس فيها شيء من الشعر .
وما يدرينا لعل في ازالة الشعر الذي أنبته الله بحكمته مضرة على الجلد ولو على المدى البعيد .
ثم ما يدرينا لعل الصواب قول من يقول : ان ازالة الشعر من الساقين والفخذين والبطن لا يجوز لأن هذا الشعر من خلق الله عز وجل وازالته من تغيير خلق الله . وقد أخبر الله عز وجل أن تغيير خلق الله من اتباع أوامر الشيطان ، ولم يأمر الله تعالى ولا رسوله " صلى الله عليه وسلم " بازالة هذا الشعر . فالأصل أنه محرم لا يزال . هكذا ذهب اليه بعض أهل العلم ، والذين قالوا بالجواز لا يقولون ان ازالته وابقاءه على حد سواء بل الورع والأولى أن لا يزال هذا الشعر ، وان كان ليس بحرام لأن دليل تحريمه ليس بذاك القوي .
وانني أؤكد النصيحة على الرجال وعلى النساء أن لا ينخدعوا في هذه الأمور ، وأرى أنه تجب مقاطعة الكوافيرات ، وأن تقتصر النساء على التجميل بما لا يكون مضرا في الدين موقعا في الحرام بالتشبه بالكفار .
واذا أراد الله سبحانه وتعالى المحبة بين الزوجين فانها لا تحصل بمعاصي الله ، وانما تحصل بطاعة الله ، والتزام ما فيه الحياء والحشمة
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحمي شعبنا من كيد أعدائنا ، وأن يردنا الى ما كان عليه سلفنا الصالح من الحشمة والحياء ، وانه جواد كريم والله الموفق .
أحكام شعر المرأة المسلمة - فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء -
الشيخ : محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله -
الشيخ : محمد صالح العثيمين - رحمه الله -
الشيخ : عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
الشيخ : صالح بن فوزان الفوزان
اعتنى بها ورتبها : أبو وائل سمير محمد ناصر مرابيع
تقديم :
الشيخ الفاضل عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني