تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معنى التقوى


miramer
2012-04-03, 19:20
بسم الله الرحمن الرحيم


معنى التقوى
المعنى اللغوى : قال فى المصباح : وقاه الله السوء وقاية . وقاه : حفظه
المعنى الشرعى : اختلفت تعبيرات العلماء فى تعريف التقوى مع أن الجميع يدور حول مفهوم واحد وهو أن يأخذ العبد وقايته من سخط الله عز وجل وعذابه ، وذلك بامتثال المأمور واجتناب المحظور
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه
فتقوى العبد لربه أن: يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك وهو: فعل طاعته واجتناب معاصيه وتاره . تضاف التقوى إلى اسم الله عز وجل
كقوله تعالى :] وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ].... ( المائدة : 96 )
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ]..... (الحشر : 18)

فإذا اضيفت التقوى إليه سبحانه وتعالى فالمعنى اتقوا سخطه وغضبه وهو أعظم ما يتقى وعن ذلك ينشأ عقابة الدنيوى والاخروى ،
قال تعالى : [ وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ [( آل عمران : 28 )
وقال تعالى ] هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ [ ( المدثر : 56 ) فهو سبحانه أهل ان يخشى ويهاب ويجل ويعظم فى صدور عباده ، حتى يعبدوه ويطيعوه ، لما يستحقه من الإجلال والإكرام ، وصفات الكبرياء والعظمة وقوة البطش .
وقال ابن القيم رحمه الله :
وأما التقوى
فحقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً واحتسابا ، أمراً ونهياً ، فيفعل ما أمر الله به إيماناً بالأمر وتصديقاً بوعده ، ويترك ما نهى الله عنه إيماناً بالنهى وخوفا من وعيده
كما قال طلق بن حبيب : “ إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى . قالوا : وما التقوى ؟ قال : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله “ .
فقوله : ( على نور من الله ) إشارة إلى الأصل الأول وهو مصدر العمل والسبب الباعث عليه . وقوله ( ترجو ثواب الله ) إشارة إلى الأصل الثانى وهو الإحتساب ، وهو الغاية التى لأجلها توقع العمل ويقصد به

وقال العلامة نعمان بن محمود الألوسى رحمه الله :
وفى تحفة الإخوان : التقوى إمتثال الاوامر واجتناب النواهى ولها ثلاث مراتب :
الاولى : التوقِى من العذاب المخلد بالتبرى من الشرك وعليه قوله تعالى
[وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى [: ( الفتح : 26 )

والثانية : التجنب عن كل ما يؤثم من فعل أو ترك حتى الصغائر عند قوم ،
وهو المتعارف بالتقوى فى الشرع وهو المعنى بقوله تعالى : ] وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ [ (الاعراف : 96 ) . وعلى هذاقول عمر بن عبد العزيز رضى الله تعالى عنه
التقوى ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله ، فما رزق الله بعد ذلك فهو خير إلى خير

والثالثة : أن يتنزه عما يشتغل سره عن الله تعالى ، وهذه هى التقوى الحقيقية المطلوبة بقوله تعالي [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ] آل عمران 102
وقال ابن عمر : الا ترى نفسك خيراً من أحد . (1)
فلا تحقرن شيئاً من الخير أن تفعله ولا شيئاً من الشر أن تتقي

وقال ميمون بن مهران : المتقى أشد محاسبة لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه

وقال بن مسعود فى قوله تعالى : ] اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [ ..... ( أل عمران : 102 )
قال : أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر . (2)

قال ابن رجب رحمه الله :
وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات ومعنى ذكره فلا ينسى : ذكر العبد بقلبه لأوامر الله فى حركاته وسكناته وكلماته فيتمثلها ، ولنواهيه فى ذلك كله فيجتنبها ، وقد يغلب استعمال التقوى على اجتناب المحرمات ،
كما قال أبو هريره وسئل عن التقوى فقال :
هل أخذت طريقاً ذا شوك ؟ قال : نعم ، قال : فكيف صنعت ؟ قال : إذا رايت الشوك عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه : قال ذاك التقوى .(3)

وقيل : هى الخوف من الجليل ، والرضا بالتنزيل ، والإستعداد ليوم الرحيل .
وقيل : هى أن لا يراك الله حيث نهاك ، ولا يفقدك حيث أمرك.

وقيل : هى علم القلب بقرب الرب

نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل ، وأن يغفر لنا ما بدا من تقصير ، وأن يدخلنا برحمته فى شفاعة البشير النذير فقد بان بما ذكرنا عن التقوى فقرنا من أقسامها ومعانيها وإفلاسنا من أعلامها ومبانيها.

---------------------------------------------------------------

(1) غالية الله عنهالمواعظ ومصباح المتعظ وقبس الواعظ ( 2 / 48 ) دار المعرفه .
وقول ابن عمر رضى ما يشير إلي نوع من التقوى وليست التقوى الكامله ، وأصح من ذلك أن يقال هو نوع من الزهد ، وهو الزهد فى النفس ، والزهد فى النفس أقصى غاية الزهد .
(2) رواه الحاكم ( 2 / 294 ) التفسير ، دون قوله : " وأن يشكر فلا يكفر " وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى .
(3) رواه الحاكم ( 2 / 294 ) التفسير ، دون قوله : " وأن يشكر فلا يكفر " وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى .

الدكتورة فاطمة الشيخ

منقول من منتديات نبراس الحق السلفية

مناد بوفلجة
2012-04-04, 10:56
بااارك الله فيكم

miramer
2012-04-12, 20:39
بااارك الله فيكم


آمين وفيك بارك الرحمن