جومانة فلة
2012-04-01, 22:29
الشهيد
قصة قصيرة _______
من محاولاتي التي يغوص فيها قلمي لأعماق أفكاري لعله يعبر عن شيئ ,
مما بلانا به زمن تمازجت فيه الألوان فرسم الرسام بريشة إلكترونية مبرمجة لتختار اللون الأحمر للبحار والأسود للعشب والأبيض ليد السفاح
أترككم مع القصة وأتمنى أن تكون حروفي خفيفة على قلوبكم.
ــــــــــــــــــ
تزاحموا لتنال أكتافهم شرف حمل النعش
تعالت أصواتهم مهللة الله أكبر الله أكبر
الشهيد حبيب الله
رددوها فزَلزلت الأرض وتصدعت لها القلوب القاسية
تدافعوا لحمل النعش كي يضعوه بقرب جثامين عشرات الشهداء
ليصلوا عليهم صلاة الجنازة.
تقدم شاب حاول أن يوقفهم ، تكلم بأعلى صوته،
صرخ بكلمات ضاعت وسط الجموع
حاول جاهدا أن يقترب من حملة النعش لكن الجموع دفعته إلى الوراء
فكل واحد يريد أن ينال أجر حمل الشهيد
لكنه أصر وحاول بيديه الهزيلتين أن يشق لنفسه طريقا بين الأجساد المتراصة
لكن هيهات .. فقد تجمهر المتظاهرون وأحاطوا بذلك الجثمان الهامد المحمول على أكتافهم
لم ييأس وظل يصرخ ويتقدم محاولا أن يُسمِعَ صوته للثائرين الذين عقدوا العزم على تأبين الشهيد.
استمر في تسلله بين الواقفين المتزاحمين، والعرق يتصبب من جبينه رغم برودة الطقس
سحب منديله ليمسح وجهه لكن أحدهم دفعه بقوة فسقط منه تحت الأقدام
حاول التقاطه ثم فكر أن جثته هي التي ستداس بالأقدام فنسى أمره
واستمر في تقدمه فالواجب يحتم عليه الاستمرار
ولو كلفه ذلك حياته
احمر وجهه وتزايد تصبب العرق
أخيرا لم يبق بينه وبين قائد الجموع إلى خطوات
فظل يردد نفس الجملة لكن القائد لم يفهم ما يقول، وظن أنه يهتف مع الهاتفين
لكنه اقترب أكثر فأكثر حتى أصبح قريبا منه فصرخ بأعلى صوته، و فمُه قريب من أذن القائد حتى يفهم كلامه
قال لا، لا أسمح لكم بأخذه للمسجد ، صديقي مسيحي ، وسيقام له قداس مع بقية الضحايا بالكنيسة هذا المساء أعيدوه إلينا، فقد كان رجلا مؤمنا والأحرى أن يحترم دينه وهو ميت .
نظر القائد حوله وشاهد الجموع الكثيرة المندفعة المتأثرة بهذا الجثمان الهامد
وهي تتوعد النظام فقرر أن يتجاهل هذا الصوت ودفعه بقوة متابعا هتافه
وواصلا مرددا الشهيد حبيب الله لا اله الا الله
بقلمي
قصة قصيرة _______
من محاولاتي التي يغوص فيها قلمي لأعماق أفكاري لعله يعبر عن شيئ ,
مما بلانا به زمن تمازجت فيه الألوان فرسم الرسام بريشة إلكترونية مبرمجة لتختار اللون الأحمر للبحار والأسود للعشب والأبيض ليد السفاح
أترككم مع القصة وأتمنى أن تكون حروفي خفيفة على قلوبكم.
ــــــــــــــــــ
تزاحموا لتنال أكتافهم شرف حمل النعش
تعالت أصواتهم مهللة الله أكبر الله أكبر
الشهيد حبيب الله
رددوها فزَلزلت الأرض وتصدعت لها القلوب القاسية
تدافعوا لحمل النعش كي يضعوه بقرب جثامين عشرات الشهداء
ليصلوا عليهم صلاة الجنازة.
تقدم شاب حاول أن يوقفهم ، تكلم بأعلى صوته،
صرخ بكلمات ضاعت وسط الجموع
حاول جاهدا أن يقترب من حملة النعش لكن الجموع دفعته إلى الوراء
فكل واحد يريد أن ينال أجر حمل الشهيد
لكنه أصر وحاول بيديه الهزيلتين أن يشق لنفسه طريقا بين الأجساد المتراصة
لكن هيهات .. فقد تجمهر المتظاهرون وأحاطوا بذلك الجثمان الهامد المحمول على أكتافهم
لم ييأس وظل يصرخ ويتقدم محاولا أن يُسمِعَ صوته للثائرين الذين عقدوا العزم على تأبين الشهيد.
استمر في تسلله بين الواقفين المتزاحمين، والعرق يتصبب من جبينه رغم برودة الطقس
سحب منديله ليمسح وجهه لكن أحدهم دفعه بقوة فسقط منه تحت الأقدام
حاول التقاطه ثم فكر أن جثته هي التي ستداس بالأقدام فنسى أمره
واستمر في تقدمه فالواجب يحتم عليه الاستمرار
ولو كلفه ذلك حياته
احمر وجهه وتزايد تصبب العرق
أخيرا لم يبق بينه وبين قائد الجموع إلى خطوات
فظل يردد نفس الجملة لكن القائد لم يفهم ما يقول، وظن أنه يهتف مع الهاتفين
لكنه اقترب أكثر فأكثر حتى أصبح قريبا منه فصرخ بأعلى صوته، و فمُه قريب من أذن القائد حتى يفهم كلامه
قال لا، لا أسمح لكم بأخذه للمسجد ، صديقي مسيحي ، وسيقام له قداس مع بقية الضحايا بالكنيسة هذا المساء أعيدوه إلينا، فقد كان رجلا مؤمنا والأحرى أن يحترم دينه وهو ميت .
نظر القائد حوله وشاهد الجموع الكثيرة المندفعة المتأثرة بهذا الجثمان الهامد
وهي تتوعد النظام فقرر أن يتجاهل هذا الصوت ودفعه بقوة متابعا هتافه
وواصلا مرددا الشهيد حبيب الله لا اله الا الله
بقلمي