smaa
2012-04-01, 01:53
حين ننظر إلى المعنى اللغوي للقصة نجد أن أصل اشتقاقها يتلاقى مع أصل التسمية للقصص القرآني ؛ فالقصة مشتقة من القصص وهو تتبع الأثر واقتفائه ،
قال الله تعالى:﴿ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾(1)
ومن هذا قولهم:"قص الأثر"؛ أي نظر إليه واقتفى آثاره وشواهده قال الشاعر : قُلتَ في عينيهِ أفئدةٌ تُنَحِّي ما قص من أثره
يقال : قصصتُ أثره واقتصصته وتقصصته ، وخرجت في أثر فلان قصصاً ، قال عز وجل : ﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا﴾ (2)،
ومنه :
قص عليه الرؤيا والحديث ، قال تعالى في سورة يوسف:﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾(3)
؛ فالقص للأثر أشبه بما يعرف الآن بتصوير البصمات ، أو رفع الآثار وتصويرها ؛ ليستدل على ما وراءها من أحداث مضت ، والقصة في القرآن هي تتبع أحداثٍ ماضيةٍ واقعةٍ ، يعرض فيها ما يمكن عرضه ، ومن هنا جاءت تسمية الأخبار التي جاء بها القرآن قصصاً مما يدخل في المعنى العام لكلمة خبر أو نبأ
؛ فقد استعمل القرآن الخبر والنبأ بمعنى التحدث عن الماضي ، وإن كان قد فرق بينهما في المجال الذي استعملا فيه ، ومن هذه التفرقة نتبين دقة ألفظ القرآن الكريم ؛ جرياً على ما قام عليه نظمه من دقة وإحكام وإعجاز ؛ فقد استعمل النبأ عن الأحداث البعيدة زماناً أو مكاناً في حين استعمل الخبر في الكشف عن الوقائع قريبة العهد والوقوع، أو التي
لا تزال مشاهدتها قائمة للعيان (4) ؛ قال تعالى : ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ (1) ،
نجد أن القصص القرآني من قبيل الأنباء أو الأخبار التي بعد الزمن بها، واندثرت أو كادت تندثر؛ ولهذا سماها القرآن " أنباء الغيب "، وعندما نمضي بالنظر في القصص القرآني نرى أنه يجيء بمادته من الماضي البعيد، دون أن يكون فيه شيء من واقع الحال أو من متوقعات المستقبل (2) .
1- القصص 11 2 - الكهف64
3- يوسف 5
4- القصص القرآني : عبد الكريم خطيب ، دار الفكر العربي ، ص 44
قال الله تعالى:﴿ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾(1)
ومن هذا قولهم:"قص الأثر"؛ أي نظر إليه واقتفى آثاره وشواهده قال الشاعر : قُلتَ في عينيهِ أفئدةٌ تُنَحِّي ما قص من أثره
يقال : قصصتُ أثره واقتصصته وتقصصته ، وخرجت في أثر فلان قصصاً ، قال عز وجل : ﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا﴾ (2)،
ومنه :
قص عليه الرؤيا والحديث ، قال تعالى في سورة يوسف:﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾(3)
؛ فالقص للأثر أشبه بما يعرف الآن بتصوير البصمات ، أو رفع الآثار وتصويرها ؛ ليستدل على ما وراءها من أحداث مضت ، والقصة في القرآن هي تتبع أحداثٍ ماضيةٍ واقعةٍ ، يعرض فيها ما يمكن عرضه ، ومن هنا جاءت تسمية الأخبار التي جاء بها القرآن قصصاً مما يدخل في المعنى العام لكلمة خبر أو نبأ
؛ فقد استعمل القرآن الخبر والنبأ بمعنى التحدث عن الماضي ، وإن كان قد فرق بينهما في المجال الذي استعملا فيه ، ومن هذه التفرقة نتبين دقة ألفظ القرآن الكريم ؛ جرياً على ما قام عليه نظمه من دقة وإحكام وإعجاز ؛ فقد استعمل النبأ عن الأحداث البعيدة زماناً أو مكاناً في حين استعمل الخبر في الكشف عن الوقائع قريبة العهد والوقوع، أو التي
لا تزال مشاهدتها قائمة للعيان (4) ؛ قال تعالى : ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ (1) ،
نجد أن القصص القرآني من قبيل الأنباء أو الأخبار التي بعد الزمن بها، واندثرت أو كادت تندثر؛ ولهذا سماها القرآن " أنباء الغيب "، وعندما نمضي بالنظر في القصص القرآني نرى أنه يجيء بمادته من الماضي البعيد، دون أن يكون فيه شيء من واقع الحال أو من متوقعات المستقبل (2) .
1- القصص 11 2 - الكهف64
3- يوسف 5
4- القصص القرآني : عبد الكريم خطيب ، دار الفكر العربي ، ص 44