تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف أترشح الى وظيفة؟؟؟؟


خولة93
2012-03-31, 21:09
[بسم الله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان الى يوم الدين ، أما بعد فقد ارتأينا أن نكتب بعض الكلمات في صفحات قليلة عن امر تفشى في مجتمعنا بين الشباب وترتب عن تفشيه تعقيدات اجتماعية واقتصادية.
أكتب هذه الكلمات محاولا تبرأت نفسي أمام المولى عز وجل ومعذرة له لألى أسأل لما لم أبلغ الناس بما علمني في الحياة ولأبين لإخواني الشباب الذين هم في جيلي أسلوب الذي اتبعه لحل الكثير من مشاكل الحياة.
ربما أطلت على القارئ وأطنبت في الكلام - مع تعمدي لذلك – ولم أذكر موضوع هذه المدونة ، انا اتكلم عن البحث عن وظيفة ، هذا البحث الذي هو الشغل الشاغل لقطاع واسع من الشباب في بلدي ، وألفت انتباه القارئ اني بشر وأن كل ما كتب وسيكتب الي يوم القيامة يبقى يشوبه دائما النقص وقابل للنقد والتنقيح الا ما جاء من المولى عز وجل فهو الكمال ولا يأتيه الباطل وهو فقط جل جلاله من تحدى البشر أن يأتوا بمثل كتابه، فأرجوا ان لا يكون الخلل في هذه الكلمات مطغيا ، واني لم أقصد بعملي هذا فتنة أحد أو ظلال لأحد أو إفسادا الأرض .
تعتبر الجزائر من الدول القليلة في العالم التي ينتشر فيها التعليم بشكل واسع ، وهذا يعود لعدة أسباب يطول شرحها ، ومن النتائج التي ترتبت عن هذا الانتشار زيادة طبقة النخبة المتعلمة من الشباب ذوي التعليم العالي لدرجة انه صار في كل أسرة جزائرية تقريبا جامعي واحد على الأقل ، وهذه نعمة تحسدنا عليها الكثير من الأمم ، حتى عند اعظم الدول في العالم.
نعم ، لقد بذلت جهود حثيثة من قبل المخلصين لهذه البلاد كي نحصل على النذر القليل من العلم لننفع به أنفسنا وأمتنا في ظل هذا العالم الموحش الذي يلطمنا يمينا وشمالا ولا مكان فيه للمستسلم أو الجاهل ، فالعلم سلاحنا الفتاك لنصرة ديننا ، رغم ان البرامج التعليمية يشوبها الكثير من النقص وكذلك الوسائل البيداغوجية تكاد تكون منعدمة في بعض الأحيان لكن التأييد الرباني دائما يكون حاضرا ليدفعنا الى الأمام.
لكن لانتشار الحاملين للشهادات العليا في سوق العمل سلبيات كما له ايجابيات ومن بين أهم الإنعكاسات السلبية انخفاظ فرص العمل ، وبالتالي تنشأ ظاهرة البطالة.
السؤال المطروح الآن هو : كيف أترشح الى وظيفة؟
للحصول على عمل – في نظري - تسع خطوات

الخطوة الأولى تتمثل في البناء الروحي والإخلاص مع الله فلولا هذه الخطوة سنضيع وتضيع جهودنا كلها وهي اساس البناء الذي بدء به الكون كله فما بالك بخليفة الله في الكون.
ان التوكل من اسرار المؤمن الكبيرة ومن ادق و افتك اسلحته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا " .
ومعنى التوكل ان نأخذ بالأسباب ونشد عليها ونبالغ بالعمل بها كأننا لا نؤمن إلا بها ، حتى اذا استوفيناها جميعا انصرفنا وهرعنا الى الله ندعوه ونتشبث بحبال الإيمان كأننا لم نتخذ سببان وكأننا لم نأخذ بالأسباب ، وحالنا كحال الغريق الذي لم يجد ما يتشبث به إلا واحدة من اثنين : حبال الهواء أو رحمة ربه.
من تجاربي في الحياة ان احد اصدقائي "اسأل الله له ان يشفي زوجته المصابة بمرض خطير " نصحني وقال لي يا صلاح لا تقنط من رحمة ربك فلكل ملك باب وبواب أما الله فليس على بابه بواب . نعم لقد بقيت هذه الكلمات محفورة في ذهني ولم تفارقني وقد آنستني في تلك الفترة التي بدأت حياتي بها بعد تخرجي من الجامعة وانطلاقي في البحث عن شغل استرزق منه ، وتذكروا دائما يا اخواني الذين تعانون من البطالة وضيق لرزق الآية الكريمة " فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا " .

الخطوة الثانية في نظري هو ضمان أعلى تكوين علمي ومعرفي استطيع الحصول عليه ، فكلما حصلت معرفة جيدة كلما ارتقيت الى السماء وزادت نسبة حصولي على وظيفة ، وأشبه ذلك بمقولة الشافعي
ومن يتهيب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر
فكلما ارتقينا الى الأعلى قلت المنافسة وصار الجو اكثر نقاوة وبعدت نظرتي والعكس بالعكس فكلما نزلنا لأسفل زادت المنافسة والزحام وصار الجو خانق ، فمثلا لو اردنا شخصا يعمل كقمام – ولست انقص من قدر هذه الوظيفة لأهميتها ولحاجتنا لها - فسأجد نظريا ان كل انسان قادر على حمل مكنسة يقدر ان يقوم بهذه المهمة ولنفرض أن عدد البطالين في الجزائر 5 مليون فرد ، إذن نسبة حصولي على هذه الوظيفة هي 1 / 5 مليون ، لكن ان اردت الحصول على محاسب فسأجد من هو حامل لدبلوم محاسبة فساجد 100 الف منافس ، فإن اردت ذوي الشهادات الجامعية فقط فسأجد ما يقرب 7 آلاف ، ومن هذه النقطة تبدأ المنافسة الشريفة بين هؤلاء المرشحين ومن هذه النقطة تظهر الاختلافات بين من يترشح للمنصب وتتداخل عوامل أخرى تساعد على رفع نسبة حصولي على هذا المنصب أو ذاك ؛ لذا سأنطلق الى الخطوة الثالثة.

الخطوة الثالثة في نظري هي صقل المهارات الشخصية وتنميتها ليكون الفرد متعدد المواهب والتجارب ولهذه الخطوة عدة أوجه منها الحرص على تكوينات مرتبطة بالتخصص الذي درسته في الجامعة ، فعلا سبيل المثال شاب متحصل على ليسانس في إدارة الأعمال يجب ان يفكر في تكوين كالمناجمنت أو الماركوتينج أو تسيير الموارد البشرية حتى يرفع من حظوظ ترشحه لأي منصب ، وأنا انصح معظم الشباب ان يرفعوا من مستواهم العلمي في اللغات خاصة الإنجليزية والفرنسية.
وهناك أمر غفل عنه كل ذوي الشهادات ، ألا وهي الدراسات العليا خاصة تلك التي تقام في الدول الأوربية لكونها تتسم بالتجدد والتحديث أكثر من ادول العالم الثالث وكل ارباب العمل يعترفون بذلك ويقدرون الطلبة الحاصلين على شهادات علمية من كبرى الجامعات العالمية ويعطون لهم الفرصة كاملة ، ليس اي فرصة وإنما فرص ريادية ورفيعة داخل مؤسساتهم.
وعلم اخي القارئ ان العلم نور والجهل ظلام فأول ما نزل من القرآن الكريم اقرأ ، وأن المرء كلما زاد في العلم زاد رفعة بين الخلق ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم "، وسبحان الله نفس المنطق يطبق في عالم الشغل فالجاهل يبقى دائما تابع لمن كان قارئا ، ولا ننسى دوما أن الجهل آفة فتاكة والعدو الأول للعقل فالجاهل يفعل بنفسه مالا يفعله العدو بعدوه.

الخطوة الرابعة في نظري هي اثراء مشوار الاحتراف بخبرات متعددة ، ولا اشترط في بداية حياتي مرتبات خيالية وعلي أن ارضى بما احصل عليه مقابل صقل مهاراتي وأتعرف على قدراتي لأعرف حدودي و لأكتشف عيوبي لأصححها وبذلك ارتقي من المجال النظري البحت الى المجال العملي الواسع ، لكن لأسف معظم من قابلتهم من ذوي الخبرات العلمية النظرية وحديثي التخرج لا يرضون بالقليل ويريدون القفز الى الأعلى بسرعة ، فانصحهم بالمثل القائل : ليس المهم ان تعمل ما تحبب لكن المهم ان تحب ما تعمل .
هناك صيغة تتبعها الدولة الجزائرية لتأهيل الإطارات وتدريبها في المؤسسات العمومية والخاصة تدعى عقود العمل المدعم التي يستفيد منها الشباب الجامعي العاطل عن العمل وقد تدوم لسنتين أو ثلاث وأنا انصح الشباب المبتدئ بها لكن بشرط واحد وهو مجال التخصص ، وأعني بذلك ان يستفيد الفرد من هذه الصيغة ان وجد منصب عمل يصب في خانة تخصصه وليس في لتخصصات اخرى .

الخطوة الخامسة في نظري هي ممارسة نشاطات اجتماعية ورياضية ، فهذه النشاطات تجعل فكر صاحبها مرن ويقبل التغير والتجديد كما أن النشاط الرياضي مهم للحفاظ على البدن وزيادة المردودية والإنتاجية للفرد ، وهناك عدة دراسات اثبتت هذه المقولة حتى اني اطلعت على بعض التقارير التي تقول انه في اليابان يخرج العمال كلهم من مبنى الشركة اثناء ساعات العمل لممارس نشاط رياضي كاليوجا ، وهذا ليس بإرادتهم بل هو قانون داخلي في مؤسساتهم لرفع الربح وتحقيق النجاح ، ان كان هذا حال الأمم في الشرق والغرب فما بالك بحال خير الأمم ألسنا أولى منهم ؟ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها
".

الخطوة السادسة في نظري هي كتابة سيرة ذاتية تلخص فيها ما قلناه سابقا محاولا استظهار كل قدراتك ومحاولا ابهار كل من يقرأها من أرباب عمل ، وتعتبر هذه الوثيقة بمثابة واجهة للشخص طالب العمل ، فان كانت مكتوبة بطريقة جيدة فستعطي انطباع جيد، بالتالي تزداد الحظوظ لاكتساب الوظيفة المرجوة ، لكن يجب الانتباه الى أن اي خطأ في كتابتها سواء كان علمي أو لغوي أو منهجي فسيؤثر سلبا على نسبة حصولي على وظيفة العمر.
هناك دائما خط رفيع بين السيرة الذاتية وكتابة قصة حياة إنسان فأرجوا ان لا تقع أخي في خطأ من هذا القبيل، انصحك حبيبي القارئ أن تعرض سيرتك الذاتية على استشاري التشغيل أو أي مختص في الموارد البشرية تثق به لإبداء رأيه فيها كي تتفادى الكثير من الأخطاء التي يقع فيها المرشحون للعمل.
هناك عدة طرق لكتابة السيرة الذاتية وهي موجودة في بعض المواقع المتخصصة فالرجاء بذل بعض الجهد لكتابتها ، كما أنوه أن طريقة كتابة السيرة الذاتية تختلف عند تقديمها من شركة الى شركة أخرى وهذا يعتمد احيانا على مضمون السيرة الذاتية وطبيعة العمل كإبراز المؤهلات العلمية المتعلقة مباشرة بالوظيفة .

الخطوة السابعة في نظري هي التسجيل بمكتب التشغيل التابع له تقسيمك الإداري ، ومراجعته بصورة دورية لإطلاع عن كل ما هو جديد من عروض العمل ولتكون سباقا باكتشاف هذه العروض فلعلك تفوز به قبل أن تشتد المنافسة.
كما انصح أخي وأختي طالبي العمل بالتنقل عبر عدة مكاتب ، لأن هناك شركات ومؤسسات لا تشترط الإقامة في مكان بعينه ، بل تبقي شرط الترشح مفتوحا لاستقطاب الكفاءات العلمية.
وهناك نقطة أرجوا أن ينتبه لها الكل ، ألا وهي العمل الجماعي فلا تنسى يا أخي أن يد الله مع الجماعة والمؤمن ضعيف بنفسه قوي بأخيه ، فلو عملنا مع بعض في بحثنا عن عمل لازدادت نسبة حصولك على وظيفة ، وكن يا أخي صادق النية طاهر النفس مع اخوتك واعلم ان رزق بيد الله ولو أن اهل السماوات والأرض اجتمعوا أن يأخذوا رزق كتبه الله لك ما استطاعوا ، وما سبقتنا الأمم إلا بتكاتفهم مع بعض وإتحادهم وبقينا نحن للأسف نعاني من الأفكار السلبية تجاه بعضنا ونسينا أن من خلقنا واحد وأننا اليه نرجع.

الخطوة الثامنة في نظري هي البحث بالوسائل الحديثة والقديمة عن كل إعلان عن عمل ، وأقصد بهذه الوسائل الجرائد والصحف اليومية الناطقة بالعربية والفرنسية والانترنيت ، وأوصيك أخي الكريم بالتسجيل في كل مواقع التوظيف التي تصل اليها يداك ، وكل مواقع الشركات الوطنية والأجنبية ، الخاصة والعامة سواء في الشمال أو الجنوب.
كما انصحك بمراجعة هذه المواقع دوريا وعدم الغفلة عنها ، وأوصيك بشراء يوميا اكبر قدر من الجرائد باللغتين العربية والفرنسية .
لكن الواجب يملي علي ن أحذرك من بعض المجرمين الذين يستغلون بعض المترشحين لأغراض غير قانونية أو لا اخلاقية فحذر لأن ليس كل ما يلمع ذهب.

الخطوة التاسعة في نظري هي نفسية بالدرجة الأولى ، يجب الا تمل من المحاولة والتكرار الى ان تحقق هدفك وكن كالنملة كلما سقطت منها حبة القمح التي تزن اضعاف وزنها عادت ولتقطتها دون ملل أو كلل، وكن كالنحلة التي تداوم على سعيها للرحيق طول النهار دون ان تشتكي أو تتعب ، وكن مثلها في طهرها لأنها لا تقع الا على زهرة ولا ترى في الدنيا إلا الزهور ولا تأكل في بطنها إلا الحلال الحلو الذي فيه شفاء للناس ، ولا تكن كالذبابة لا تقع الا على الوسخ ولا تقتات إلا من القذارة ، وكل طعامها تسرقه من غيرها ولا تأكل إلا حرام فنصيحتي لك الا تتبع الشيطان في تلبيسه لك ودعوته لك لتقديم الرشوة خيفة أن تقع في الفقر ، قال تعالى " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " فيا مصيبتنا من عمل ينبت منه لحمنا ولحم عيالنا من حرام ، ويا مصيبتنا لما نلقى ربنا ولباسنا نجس وحجنا مردود فيلقى بنا في النار جهنم.

الخاتمة
لم أشاء أن أضع هذه الخاتمة حتى استوفي كل الأفكار التي كانت بذهني ، لكن سأعطي فكرة قد تقلب كل ما قلته فيما سبق رأسا عن عقب ، هل تعلمون أن متوسط نسبة حصول على وظيفة الأحلام في حياة المرء 2/1000 فقط لذا فأنا انتظر من اخواني الشباب إلا يكونوا هم من يبحث عن من يوظفه ، بل هو من يوظف الناس وهذا ما يتميز به الأذكياء فهم دوما السباقون للأفكار الجديدة وساترك هذه الخاتمة كمدخل لمدونتي القادمة إن شاء الله إن أمد الله في عمري وعمركم.


للامانة من اعداد الصديق المحترم "صالح صلاح الدين"
اتمنى ان تستفيدوا من هذه النقاط الثرية
واتمنى ان ينال اعجابكم

الزبرجد
2012-04-01, 00:40
موضوع ممتاز يستحق التثبيت في القلوب و العقول

و ربي يثبت الاجر لكاتبه

خولة93
2012-04-01, 10:50
موضوع ممتاز يستحق التثبيت في القلوب و العقول

و ربي يثبت الاجر لكاتبه



مشكور اخى على المرور
اللهم آآآآآآآآآآمين يارب