يزيد19
2012-03-31, 20:17
درر مستفادة
من كتاب "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة"
لابن قيم الجوزية رحمه الله
الدرة 5 :
" إقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم"
كم لله من آية نحن غافلون عنها في التعلم بالقلم فقف وقفة في حال الكتابة وتأمل حالك وقد امسكت القلم وهو جماد وضعته على القرطاس وهو جماد فتولد من بينهما انواع الحكم واصناف العلوم وفنون المراسلات والخطب والنظم والنثر وجوابات المسائل. فمن الذي اجرى فلك المعاني على قلبك ورسمها في ذهنك ثم اجرى العبارات الدالة عليها على لسانك ثم حرك بها بنانك حتى صارت نقشا عجيبا معناه اعجب من صورته فتقضى به مآربك وتبلغ به حاجة في صدرك وترسله الى الاقطار النائية والجهات المتباعدة فيقوم مقامك ويترجم عنك ويتكلم على لسانك ويقوم مقام رسولك ويجدي عليك مالا يجدي من ترسله سوى من علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم.
والتعليم بالقلم يتسلزم المراتب الثلاثة مرتبة :
الوجود الذهني
والوجود اللفظي
والوجود الرسمي
فقد دل التعليم بالقلم على انه سبحانه هو المعطي لهذه المراتب ودل قوله خلق على انه يعطى الوجود العيني.
فدلت هذه الايات مع اختصارها ووجازتها وفصاحتها على ان مراتب الوجود بأسرها مسندة اليه تعالى خلقا وتعليما. وذكر خلقين وتلعيمين :*
خلقا عاما وخلقا خاصا
وتعليما خاصا وتعليما عاما
وذكر من صفاته ها هنا اسم الاكرم الذي فيه كل خير وكل كمال فله كل كمال وصفا ومنه كل خير فعلا فهو الاكرم في ذاته وأوصافه وأفعاله وهذا الخلق والتعليم إنما نشأ من كرمه وبره وإحسانه لا من حاجة دعته الى ذلك وهو الغني الحميد.
من كتاب "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة"
لابن قيم الجوزية رحمه الله
الدرة 5 :
" إقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم"
كم لله من آية نحن غافلون عنها في التعلم بالقلم فقف وقفة في حال الكتابة وتأمل حالك وقد امسكت القلم وهو جماد وضعته على القرطاس وهو جماد فتولد من بينهما انواع الحكم واصناف العلوم وفنون المراسلات والخطب والنظم والنثر وجوابات المسائل. فمن الذي اجرى فلك المعاني على قلبك ورسمها في ذهنك ثم اجرى العبارات الدالة عليها على لسانك ثم حرك بها بنانك حتى صارت نقشا عجيبا معناه اعجب من صورته فتقضى به مآربك وتبلغ به حاجة في صدرك وترسله الى الاقطار النائية والجهات المتباعدة فيقوم مقامك ويترجم عنك ويتكلم على لسانك ويقوم مقام رسولك ويجدي عليك مالا يجدي من ترسله سوى من علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم.
والتعليم بالقلم يتسلزم المراتب الثلاثة مرتبة :
الوجود الذهني
والوجود اللفظي
والوجود الرسمي
فقد دل التعليم بالقلم على انه سبحانه هو المعطي لهذه المراتب ودل قوله خلق على انه يعطى الوجود العيني.
فدلت هذه الايات مع اختصارها ووجازتها وفصاحتها على ان مراتب الوجود بأسرها مسندة اليه تعالى خلقا وتعليما. وذكر خلقين وتلعيمين :*
خلقا عاما وخلقا خاصا
وتعليما خاصا وتعليما عاما
وذكر من صفاته ها هنا اسم الاكرم الذي فيه كل خير وكل كمال فله كل كمال وصفا ومنه كل خير فعلا فهو الاكرم في ذاته وأوصافه وأفعاله وهذا الخلق والتعليم إنما نشأ من كرمه وبره وإحسانه لا من حاجة دعته الى ذلك وهو الغني الحميد.