تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلمان العودة:كسر المقاومة هو كسر لمصر ولدول الطوق ،وللدول العربية كلها


أبو أحمد ياسين
2009-01-04, 00:25
سلمان العودة: كَسْرُ المقاومة هو كَسْرٌ لمصر ولدول الطَّوْقِ، وللدول العربية كُلِّها

دعا فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ الأمةَ الإسلامية والعربية إلى التَّوَحُّدِ ونَبْذِ الخلافات في مواجهة العدوان الصهيوني على غزة، مُؤَكِّدًا أن كسر المقاومة هو كَسْرٌ لمصر ولدول الطَّوْقِ، وللدُّوَل العربية كلها .

جاء ذلك تعقيبًا على مداخلةٍ من أحد المشاركين، في حلقة الجمعة من برنامج "الحياة كلمة" ـ والذي يُبَثُّ على فضائية mbc ، والتي جاءت تحت عنوان "غزة " ـ تُطَالِبُ مصر بِفَتْحِ معبر رفح، وإعادة النظر في اتفاقية السلام مع إسرائيل .

كسر حماس

وقال الشيخ سلمان: إن مصر فَتَحَتِ المعابر قبل فترةٍ، في ظروف قد تكونُ أقَلَّ سوءًا من هذه، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية تستطيع أن تُرَتِّبَ أمورها بشكل جيد، بما يَسْمَحُ بفتح المعبر.

وأضاف فضيلته: إذا أردتُ أن أكون صريحًا، فأنا أقول للإخوة في مصر: إن كان لكم عَتْبٌ على حماس، فلم يكن يجب أن تتركوا أَمْرَ تأديبِ حماس، إنْ صَحَّ التعبير، لهذه القوة الغاشمة التي لا تستثني شيئًا، مُؤَكِّدًا أنّ كسر المقاومة هو كَسْرٌ لِمِصْرَ ولدول الطَّوْقِ، وللدول العربية كُلِّها أيضًا.

ولذلك أَتَمَنَّى أن يكون هناك إعادةُ نَظَرٍ في هذا الموقف، وأن يكون هناك مَوْقِفٌ وَطَنِيٌّ مُشَرِّفٌ، يتناسب مع تطَلُّعات الشعوب وطموحاتها.

تعقيدات سياسية !!

ورَدًّا على أن البعض يقولون: إن فتح المعبر يتعَلَّقُ بتعقيدات سياسية معينة، ويتعَلَّقُ بأمور سيادية للدولة، ويتعَلَّقُ بأمور أخرى، ربما ليس من السهولة أن أفتح المعبر، فيُفْتَحَ.

قال الشيخ سلمان: لا مانِعَ أنْ يُفْتَحَ المعبر، وفَتْحُ المعبر لا يَعْنِي أن يُفْتَحَ على مصراعيه، بحيث يدخل مَنْ يشاء، لكن يكون هنالك نظامٌ يسمح بمرور الناس، ليس فقط المرضى، هناك أناسٌ يَمُرُّون لظروف إنسانية مختلفة، هناك أناس يريدون أن يهربوا من جحيم الحرب، هناك الشيوخ والعَجَزَةُ والنساء والأطفال وغيرهم .

هل أخطأت حماس؟!

وتعقيبًا على مداخلةٍ من أحد المشاركين في البرنامج، يقول: إن ثلاثين صاروخًا من حماس أوْقَعَتْ ضحيتين أو ثلاثا، ألا من إعادةٍ لترتيبات أوليات حماس؟

قال الشيخ سلمان: أنا أعتقد أن الناس الآن في ظل هذا القصف، يتساءلون عن وجود رد فعل، لافتًا إلى أن هذه الصواريخ أيقظت شيئًا لدى الاحتلال، بحيث بدأنا نسمع من إسرائيل بأننا لا نريد للحرب أن تطول، وبدأت اللهجة تتغير شيئًا ما .

وأوضح فضيلته: أعتقد أنه حينما يكون هناك استراتيجية معينة، أو خطة معينة، لا أظن أن أحدًا يمكن أن يمانع من دراسة ذلك، ونحن نعلم أنه كان هنالك منذ فترة تهدئة، وروسيا قبل أيام أعلنت أن حماس لديها استعداد- على حسب ما قرأنا في التصريح - أنْ تُوقِفَ الصواريخ إذا رُفِعَ الحصار عن غزة، هذا الكلام نقلًا عن الوزير الروسي، هل هو كلام دقيق أو غير دقيق؟ لكنا سمعناه في وسائل الإعلام ..

وحذَّر الشيخ سلمان أن ينظر البعض إلى أن إسرائيل حَمَلٌ وديع، وأنها قُوَّةٌ للدفاع فقط، وأنها استُفِزَّت من صواريخ حماس! فهذه هي الرسالة الإسرائيلية التي يرددونها.

إسرائيل قَصَفَتْ آلاف المرات، وقتلت مئاتِ الآلاف من الشهداء، والمقابرُ تَشْهَدُ بالمجازر الإسرائيلية من دير ياسين، وما قبلها، وما بعدها، فإسرائيل ليست بحاجةٍ دائمةٍ إلى ذريعةٍ فقط، هي تبدأ بالعدوان، وحتى لو لم تُوجَدْ ذريعةٌ، لَخُلِقَتْ هذه الذريعة.

فَرَجٌ قَرِيبٌ

وأوضح الشيخ سلمان أنه إذا كانت هذه الحرب الضروس قد استهدفت الحياة، ليس في غزة، بل في فلسطين كلها، وقتلتِ الأبرياء، وشاشاتُ الفضاء امتلأتْ بمشاهد الأشلاء والدمار، والرعب الذي يُطِلُّ من عيون الأطفال والشيوخ والنساء، والحيرة، والذهول الذي يَلُفُّ الجميع، فأزعم أن هذه الحرب أيضًا استهدفت حياة النفوس، وحياة الأرواح، وحياة التواصل في العالم العربي والإسلامي .

وقال فضيلته: إن الله تبارك وتعالى يُنْزِلُ الصبر واليقين في كثيرٍ من الأحيان على أولئك الذين يشاهدون الحرب ويصمدون لها، فإنّ عادةَ الله عز وجل في عباده الصالحين، وفيمن يُبْتَلَى أن ينزل مع البلاء الصَّبْرُ، فالصَّبْرُ مع البلاء، وإنّ مع العُسْرِ يُسْرًا، وإنّ بَعْدَ الهَمِّ والغَمِّ والكَرْبِ فَرَجًا.

معاناة ...ورسالة مفخخة

وأضاف فضيلته: إن هذه المعاناة امتدت من غزة؛ لتشمل كُلَّ بلد يسكن فيه مسلمٌ أو عربي، أو حتى إنسان، يتعاطَفُ مع هذه المعاناة، ويَشْعُرُ بقدرٍ كبيرٍ من الألم والْحُرْقَة النفسية؛ لمشاهدة هذا الدمار المتواصل، وهذا الاستخدام الأعمى لآلة الحرب الإسرائيلية الباغية أمام سَمْعِ العالم وبصره، وسَمْعِ المسلمين وبَصَرِهِم.

وأبدى الشيخ سلمان استغرابَهُ من أولئك الذين يبررون ويُسَوِّغُون العدوان الصهيوني على قطاع غزة، قائلا:" إنه عندما نسمع عددًا من المسئولين الإسرائيليين يتكلمون أن هؤلاء، أي الفلسطينيين في قطاع غزة وبخاصة حماس، ليسوا أعداء لنا فقط، وإنما هناك عدو مشترك لنا، فكأنهم بذلك يريدون أن يوصلوا رسالةً سيئةً جدًّا، يريدون أن يقولوا: إن هناك أطرافا كثيرة تشترك معنا في هذه الحرب! وهي جُزْءٌ من هذه الحملة التي نُدِيرها، فكم في هذا المعنى من الخطورة! وكم في ذلك من الرسائل الإعلامية المفخخة التي يُرَاد منها أنْ تَمتَد الحرب والمشكلة من قطاع غزة، إلى أن تكون مشكلةً على صعيد العالم الإسلامي كُلِّه.

أيهم يقتل أكثر؟

وتعقيبًا على مداخلة، تقول: إن ثمة هدفًا خفيًّا غير هذا الهدف الْمُعْلَن من العدوان على غزة، وهو: إحراج أطراف أخرى، وإدخالها رُغْمًا عنها في صُلْبِ المعركة، أو إِضْعَاف موقفها أيضا، أو خَلْق فوضى خَلَّاقَةٍ في الوسط العربي ..

قال الشيخ سلمان: إن القضية الفلسطينية كانت قضية إسلامية، ثم تَحَجَّمَتْ؛ لِتُصْبِح قضية عربية، ثم تَحَجَّمَتْ؛ لِتُصْبِحَ قضيةً لدول الطَّوْقِ أو دول الجوار، أو دول المواجهة، ثم تَحَجَّمَتْ؛ لِتُصْبِحَ قضية فلسطينية، والآن يُرَادُ أن يقع الانشقاق داخل الشعب الفلسطيني نفسِه؛ لتصبح القضية الفلسطينية تَخُصُّ فصيلًا دون فصيل، أو تُصْبِح المواجهة مع العدو الإسرائيلي تخص فصيلًا معينا .

وأوضح فضيلته أن هذه الحرب استبقتْ إليها إسرائيلُ؛ لتكون أجندةً للأحزاب الإسرائيلية التي تخوض انتخابات، فالإسرائيليون الآن يُقَدِّمُون برنامجهم الانتخابي، ليس من خلال التنمية والإنجازات التي يُقَدِّمُونها لشعبهم، وإنما من خلال: أَيُّهُم يَقْتُلُ أكثر، ويُبِيد أكثر ويُدَمِّرُ أكثر على الصعيد الفلسطيني. لافتًا إلى أن هذا العدوان استبقت به إسرائيل أيضًا استلامَ الإدارة الأمريكية الجديدة؛ حيث إنه من الملاحظ أن الإدارة الأمريكية التي انتهت ولايتُها هي إسرائيليةٌ أكثر من الإسرائيليين في دعم هذه الحرب ومساندتها، وإقامة حملة إعلامية داعمة لها، بينما نجد أن الإدارة القادمة - ولا نستطع أن نسبق الأحداث- لكن على أقل تقدير أن الإدارة القادمة نأتْ بنفسها عن الدخول في هذا المعترك، وقد سمعتُ خبرًا أن خادم الحرمين الشريفين اتصل بأوباما، يطلب منه أن تتوقف هذه الحرب، وأن يكون هناك جهود، فقال له باللغة العربية: إن شاء الله!

وبغض النظر عن ذلك، فلا شك أن إسرائيل أرادتْ أن تسبق أيضا الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض، هذا من حيث التوقيت .

قوة ممانعة

وفيما يتعلق بهدف هذه الحرب، قال الشيخ سلمان: إن وجود مقاومةٍ داخل فلسطين، هو أَمْرٌ مُزْعِجٌ لإسرائيل، وفي كل مرة تحاول إسرائيل أن تكسر ظهر المقاومة، سواءٌ كانت هذه المقاومة فتحاوية، أو حمساوية، أو جهادية، أو وطنية، أو أية شيء آخر، مُشِيرًا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تدمر إسرائيل وتقصف فيها فلسطين، مُؤَكِّدًا أن المقاومة في النهاية لصالح الشعب الفلسطيني، ولصالح السلطة الفلسطينية، ولصالح الْمُفَاوِض الذي سيكون في يديه أوراقٌ يستطيع أن يضغط بها، بدلاً من أن يأتي صِفْرَ اليدين، ليس عنده أيُّ شَيْءٍ يراهن عليه، أو يضغط به.

وأضاف الدكتور العودة: إن المقاومة هي لصالح الأمة العربية والإسلامية أيضًا، فهي قُوَّةُ ممانعةٍ في وجه هذا العدو، ولذلك فمن الخطأ تَصَوُّر أن هذه الحرب موجهةٌ فقط ضِدّ حماس، فمن الواضح جدًّا أن هذه الحرب مُوَجَّهَةٌ ضد الشعب الفلسطيني.. إنها تقتل في الشارع وتقصف المدارس، وتقصف المساجد، وتقصف البيوت، والشهداء من كافة الأعمار، من الأطفال، والنساء، ومن الكبار .

أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض

وأردف فضيلته : ولذلك أقول: إن هذه الحرب تستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله، ومن أكبر الخطأ، بل من الإجرام: أن يعتقد أَحَدٌ أن من حق جهة أو أخرى أن تُفَوِّضَ إسرائيل بتأديب هذا الفصيل أو ذاك. وإن وجود مقاومة فلسطينية منضبطة وواعية ومُدركة للمصالح، متى تتحرك ومتى تتوقف، هو مصلحةٌ للفلسطينيين وللعرب وللمسلمين أيضًا، مُشِيرًا إلى أن طموح إسرائيل لا يقف عند حد، والمثل العربي يقول: إنما أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأبيض .

وأضاف الشيخ سلمان: يقول الله سبحانه وتعالى عن اليهود :{لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُر}.. وهذا نراه ماثلًا للعِيَان منذ خط بارليف إلى اليوم، فهم الآن يقصفون بطائرات الشعب الفلسطيني، ولكنهم لا ينزلون للميدان، إلا بعد أن يعتقدوا أنهم أخفقوا، ومع ذلك فالمتوقع أن تكون الحرب البرية، تميل كفتها لصالح الفلسطينيين، الذين يُبدون بسالةً مُنْقَطِعَة النَّظِير.

وحدة رغم البأس !!!

وقال الشيخ سلمان : إن اليهود والإسرائيليين اتحدوا علينا، رغم أن بأسهم بينهم شديد،، فهم تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، كما يقول الله عز وجل : {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}.

مُشِيرًا إلى أن العقل يُمْلِي، حتى على الذين قلوبهم شتى، أنْ يَتَوَحَّدُوا، وأنْ يُصْلِحُوا ما بينهم.. هكذا يَفْتَرِضُ العقل، لذلك توحدت القوة الإسرائيلية والأحزاب الإسرائيلية، في هذا الموقف، بل إن آخر الاستطلاعات تُؤَكِّدُ أن غالبية الشعب الإسرائيلي يُؤَيِّدُ مزيدًا من القصف، ومزيدًا من الدمار للفلسطينيين.

وأضاف فضيلته: هكذا هم يشعرون بأن ضرورة الوطن وضرورة المعركة تُمْلِي عليهم أن يُوَحِّدُوا صفهم، مُؤَكِّدًا أن هذا واجب على الفلسطينيين أنفسهم، بِغَضِّ النظر عن الأسماء واللافتات والركام، والتاريخ، والذكريات المؤلمة، بل والظنون، بل أكثر من ذلك أقول: بل والمعلومات المتوفرة.. ومع ذلك كله، أعتقد أنه لا مناص، للإخوة الفلسطينيين، من أنْ يُظْهِرُوا قدرًا من التوحد، وقَدْرًا من التقارب، وأَقَلُّهُ أن يُلْقُوا بعيدًا عن أسماعهم وأبصارهم مسألة الصراع الإعلامي حول هذه القضايا، ما بين اتهام بالمجازفة، أو اتهام بالتخوين.

بعيدًا عن التَّحَيُّز

فالشيء الجميل الذي نقدمه للقضية الفلسطينية، كما يرى الدكتور العودة، أنْ نُحَاوِلَ أن نُظْهِر هذه القضية ونقدمها بعفويتها، ببساطتها، بمصداقيتها التي تُخَاطِبُ ضَمِيرَ كل عربي ومسلم، بل كل إنسان حر.. ونؤكد للعالم أجمع أن هناك شعبًا فلسطينيًّا يتعرض للخسف والقصف، والحصار والدمار، ومصادرة حقوقه البسيطة المتعلقة بطعامه وشرابه، بأمنه، بدراسته، بحياته، باستقرار أطفاله، حاضرًا، فضلًا عن المستقبل.

وأنَّ هناك قوةً غاشمةً متغطرسة، لا تُقِيمُ وَزْنًا لحقوق الإنسان، أو للضَّمِير الإنساني، أو لأي اعتبار من الاعتبارات، كُلُّ ما في الأمر هو: شهوة الدمار، وشهوةُ القتل، وكأنها لا تُتْقِنُ إلا لغة الحرب ولغة الإبادة، هي القوة الصهيونية!

توظيف مرفوض

وحذَّرَ الدكتور العودة وسائل الإعلام، والمتحدثين، والخطباء، من مَغَبَّةِ توظيف العدوان على غزة، لصالح نُصْرَةِ طَرَفٍ على آخَرَ، أو نُصْرَةِ دولةٍ على أخرى، أو نُصْرَةِ مشروعٍ عَرَبِيٍّ، أو مشروعٍ إقليميٍّ، أو حتى مشروعٍ عالَمِيّ، مُضِيفًا: "دَعُونَا نكون مخلصين هذه المرة لقضية فلسطين، دعونا نقفْ مع الفلسطيني الأعزل ضِدَّ الصهيوني الغادر القاتل، ونُلْغِي، أو نُبْعِد، أو على الأقل نُؤَجِّل، كل ما يتعلق بتصفية حسابات، أو انتماءات خاصة، أو حتى رؤى..وربما يكون عند البعض رؤى معينة، يتحدثون عنها ".

وناشد الشيخ سلمان الصحفيين أن يحذروا الوقوعَ في هذا الفخ، مُشِيرًا إلى أن هناك العديد من المقالات، التي تُنْحِي باللائمة على بعض الفصائل الفلسطينية، وهي بذلك تُرْسِلُ رسالةً، وإن لم تكن تقصدها، أنها تَقِفُ في صف الخطاب الإسرائيلي ذاته.

فالخطاب الإسرائيلي ـ كما يوضح الدكتور العودة ـ يقول: إنه يدافع عن نفسه، ويُقَدِّمُ نفسه على أنه ضحية، مُؤَكِّدًا أنه ليس من الرُّشْدِ ولا من السداد أن نجد من أبناء إسلامنا وعروبتنا، والذين تربوا على المعاني الإنسانية، والمعاني الأخلاقية، والمعاني الوطنية، والمعاني الإسلامية، أن يبدو خطابهم كأنه تسويغٌ لهذا العدوان الإسرائيلي، وإن كانوا لا يقصدون ذلك.

وأضاف الشيخ سلمان أن القضية الفلسطينية طالما استُغِلَّت من قِبَل أطراف شيوعية، وأطراف ناصرية، وأطراف بعثية، وأطراف يمينية، وأطراف يسارية، والخطاب "الْمُؤَدْلج" طالما سمعناه، وأساء إلى القضية الفلسطينية، من حيث حاول أنْ يُوَظِّفَها لأجندته الخاصة.

دعوة مخلصة

وكَرَّرَ الدكتور العودة دعواتِه إلى كل المخلصين والإعلاميين، والخطباء والمحدثين، قائلًا: دَعُونا هذه المرة نَصْمُدُ إلى القضية في صُلْبِها، في عَفْوِيَّتِها، في بساطتها، دعوةُ الناس جميعًا إلى التمحور حول القضية الفلسطينية من منطلق شعبٍ يُبَاد، ومنطلقِ قُوَّةٍ غاشمةٍ تُحَاوِلُ أن تُرْكِعَ هذا الشعب، وتَقْضِي عليه، وتقصم ظهره، وتُنْهِي كُلَّ ظاهرةٍ من ظَوَاهِرِ الممانعة أو ظواهر المقاومة..

بهذا القدر، سنكون أوفياء للقضية الفلسطينية، أمّا حين نعتبر أن هذه المعركة استَفَزَّتْ أسوأ ما في نفوسنا من المشاعر والأحاسيس والشرور، فأصبحنا نتلاوم، ونتبادل اللعنات والاتهامات، والخطابات النارية المؤججة، وبدلًا من أن يكون العَدُوُّ واحدًا، أصبح أمامنا عَشَرَاتُ الأعداء، وتشتت الناس، ولم يعد لديهم تركيز، فهذا ما تريده إسرائيل وتسعى إليه.. تريد أن يضيعَ دَمُهَا في القبائل، بينما من الرُّشْدِ في هذه المرحلة، أنْ نُنَادِي كل الأطراف، سواء كانوا ذات اليمين أو ذات الشمال، أنْ يُلْغُوا أي توجيهٍ أو توظيفٍ أو استثمارٍ لهذه القضية لصالح طَرَفٍ، أو ضِدّ طرف آخر، سواءٌ كان فلسطينيًّا أو عربيًّا، أو خارج هذا الإطار.

وأكَّد الشيخ سلمان على ضرورة أن يكون تَوَجُّهُنا وتركيزنا، وفكرتنا الأساسية أنَّنَا أمام شعبٍ يُبَادُ، أَعْزَلَ مُحَاصَرٍ، ممنوعٍ حتى من حق العيش والحياة! وأمام قوةٍ ظالمةٍ باغيةٍ ضاربةٍ، تَضْرِبُ وتَرْمِي وتُعَرْبِدُ دون خوفٍ من دولٍ عربيةٍ أو إسلاميةٍ، ولا من مؤسسات دولية.

أكثر وعيًا

وتعقيبًا على مُدَاخَلَةٍ تقول: هناك من يعزف من السياسيين على وَتَرِ العاطفة المتأججة للشعوب العربية، ويقول: اخرجوا إلى الشارع ونادوا: يَبْطُلُ معسكر فلان، ويتطور معسكر فلان، وأن المعسكر الأساسي هو معسكر المقاومة، وما خلافه هو متآمر، وبالتالي هناك هُوَّةٌ كبيرةٌ جِدًّا..قال الشيخ سلمان: لا شك أن مثل هذه الدعوات، أعتقد أنها ليست في صالح الفلسطيني، وليست في صالح غزة، وليست في صالح المقاومة.

وأضاف فضيلته: هنا نَسْتَذْكِرُ خطابًا قبل عشرات السنين، كان يعتقد أن الطريق إلى تل أبيب يَمُرُّ بالقاهرة، أو يمر بالرياض، أو يمر بدمشق، أو يمر بالكويت، وأعتقد أن علينا أنْ نكون أكثرَ وعيًا، وأنْ نترك الارتجاليةَ في مواقفنا.. علينا أن نُدْرِكَ أن الشعب الفلسطيني الآن ليس بحاجةٍ إلى مزيدٍ من الصياح فقط، أو الصُّرَاخ، أو العويل، أو حتى الحركات التمثيلية، التي لا طائل من ورائها.

وأكد الدكتور العودة: إن الشعب الفلسطيني بحاجةٍ إلى من يقف معه على الميدان، بحاجة إلى من ينصره، بحاجةٍ إلى الغذاء وإلى الكساء , وإلى الدواء، بحاجةٍ إلى المواقفِ السياسية الحقيقيةِ والإجماعية أيضًا.. مُشِيرًا إلى أننا إذا استثمرنا القَدْرَ الْمُتَّفَقَ عليه، والقَدْرَ الْمُجْمَعَ عليه فلسطينيًّا وعربيًّا وإسلاميًّا، ووَظَّفْنَاه، بدلًا من الحديث حول الْمُخْتَلَفِ فيه، أظن أنّنا بذلك سنُقَدِّمُ شيئًا، ولو يسيرًا للشعب الفلسطيني.

دَوْرُنَا في النُّصْرَة ؟

وتعقيبًا على مداخلةٍ تقول: إنّ كثيرًا من الأشخاص يتساءلون: ما دَوْرُنَا في نُصْرَةِ أهل غزة؟ قال الشيخ سلمان: هناك العديد من الطرق والوسائل التي يمكننا أن ننصر بها أهل غزة، ومنها:

1 ـ الدعاء :

وحذَّرَ الشيخ سلمان من التقليل من شأن الدعاء، قائلًا:" علينا ألَّا نُقَلِّلَ من شأن الدعاء"، مشيرًا إلى أنه ينبغي علينا الدعاء لهذا الشعب الأعزل: أنْ يجعل الله ما أصابهم بَرْدًا وسلامًا عليهم، وأن يجعل الله تعالى القوة، والصبر، والإيمان، والرضا، في قلوبهم، وأنْ يتقَبَّل شهداءهم في الصالحين، ويُسْكِنَهم الدرجات العلى من الجنة، إضافةً إلى الدعاء على هذا الكيان الظالم الغاشم المتغطرس، أنْ يَقْصِمَ الله قُوَّتَه، وأنْ يُرِيَنَا الله القَصَاصَ العَادِلَ من هؤلاء الظالمين، يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}.. " إنّ اللهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ، حَتَّى إذا أخذه لم يُفْلِتْهُ".

الدعاء حيلة العاجز !!

وتعقيبًا على أن هناك من يقول إن " الدعاء حيلةُ العاجز" .. قال الدكتور العودة: هذه الكلمة صحيحةٌ، وخاطِئَةٌ في الوقت ذاتِهِ، فإذا قصدنا أن الدعاء حيلةُ العاجز، أي: أنه لا يلجأ إلا إلى الدعاء إلا العاجزون، أو أن علينا أن ندعو فقط بدعاء العجائز، ونَتْرُكَ ما سوى ذلك، فهذا خطأ . وأما إذا قَصَدْنَا أن الدعاء هو الذي يُحَوِّلُ عجز الإنسان إلى قوةٍ، فهذا معنى صحيح؛ لأنك بالدعاء تستغيث بجبار السموات والأرض، الذي لا يُعْجِزُه شيء، وبذلك تتحول المعركة من أنْ يكون فيها توازُنُ قوى إنسانية إلى أن يكون الله بقدرته وقوته وملائكته مع المؤمنين، ورَبُّنَا سبحانه وتعالى يقول حتى في المعركة : {إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}، فَعَلَيْنَا هنا ألّا نُقَلِّلَ من شأن الدعاء.

الاستغاثة بالله

وأكَّدَ الشيخ سلمان على ضرورة الاستغاثة بالله، ومناداتِهِ بأسمائه الحسنى، في هذا الْمُصَابِ الْجَمِّ، فمما لا شك فيه أنّ بِضْعَةَ نفرٍ من أكثر من مليار إنسان، هم مِمَّنْ لو أَقْسَمَ على اللهِ لَأَبَرَّه، ولوِ اسْتَغَاثَ بِهِ لَأَغَاثَهُ، ولو دعاه لَأَجَابَه.

فالدعاء، هو أول سلاح، وهو أَعْظَمُ سلاح، وعلينا أنْ لا نَمَلَّ من تَكْرَارِ الحديثِ عنه، واستنفار الناسِ للكلام فيه؛ ليُعَبِّرُوا عما في نفوسهم؛ ليُزِيلُوا حالةَ الاكتئاب والإحباط والقهر الذي يعانونه في الداخل؛ لكي لا يتحول إلى أزمةٍ ذاتيةٍ، في كل بيتٍ وشَخْصٍ وأُسْرَةٍ ومُجْتَمَعٍ .. وقد تنعكسُ سَلْبًا .

كما يَجِبُ على المسلمين أن يستغيثوا ويستنجدوا بالله العظيم؛ ليحقق لهم ما عجزتْ قُوَاهُمْ وقدراتهم عن تحقيقه.

سنة مأثورة

وحَذَّر الدكتور العودة من الاستهانة بالدعاء، والقنوت في النوازل، وهو سُنَّةٌ مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنْ يُوَحَّدَ الدعاء لصالح إخواننا في غزة، فلا نريد أن يتطرق الدعاء ذاتَ اليمين وذات الشمال، على القاصي والداني، واستدعاء الأمور القريبة والبعيدة، والآمال والطموحات التاريخية إلى غير ذلك، لافتًا إلى ضرورة أن يتركز الدعاء على القضية بوضوحها وبساطتها، فيكون الدعاء للفلسطينيين، وللشعب المضطهد، وللمقهورين، وللشهداء، ودعاء على العدو الغاشم الظالم..أعتقد أن هذا الدعاء لا بُدَّ منه.

2 ـ التواصي بنشر ثقافة النصرة:

وأضاف الدكتور العودة أن هناك أشياء كثيرةً مقدورًا عليها، فنحن لا نتحدث عن شيء خارجَ إطار القدرة البشرية، وعلى سبيل المثال: التواصي بنشر ثقافة النصرة، التي كانت في يومٍ من الأيام سائدةً في العالم العربي كُلِّهِ .

3 ـ إشاعة ثقافة رفع الحصار :

وأوضح الشيخ سلمان أنه لا بُدَّ من إشاعة ثقافةٍ شرعيةٍ تُؤَكِّدُ على وجوب رَفْعِ الحصار عن الشعب الفلسطيني؛ الحصار بهذه البوابات، وبهذه المعابر، التي ظَلَّتْ لفترةٍ طويلةٍ تُشَكِّلُ جزءًا من تحويل غزة إلى سجن كبير.. والآن يَمُرُّ منها فقط المرضى، بينما هذه المعابر تحتاج إلى أن تُفَعَّلَ بشكلٍ أكبرَ مع الدول العربية، التي طالما كان لها دَوْرٌ كبيرٌ في حضانة المقاومة، وفي تقديم، حتى، الشهداء لها، أعتقد أن هذا الأمر مُهِمٌّ.

4 ـ التَّبَرُّع:

أيضا التبرع بالمال، فهناك دعوةٌ من خادم الحرمين الشريفين بالمملكة إلى حَمْلَةٍ عامَّةٍ لجمع التبرعات، وقبل ذلك كانت هيئة الإغاثة والندوة العالمية، قد قامتا أيضا بحملةٍ لِجَمْعِ التبرعات، وأعتقد أنه ينبغي على الناس أن يَتَنَادَوْا لتبرعاتٍ لهذا الشعب الفلسطيني، وألّا تكون هذه التبرعات مرهونةً بهذا الظَّرْف، ماذا لو أن يكون من ضمن هذه الحملة تخصيص مُرَتَّب شهري لكل أسرة فلسطينية.. ليكن هذا المرتب ألفي ريال سعودي، ثلاثة آلاف ريال سعودي شهريًّا، يقوم على الأطفال، والمدارس، والحاجيات الضرورية: الغذاء، الكساء، الدواء، لو فعلنا هذا الأمر البسيط، وليس ببسيطٍ، وتنادَيْنَا إليه على مدار العام، وليس فقط خلال الأزمة، كم من السيولة سوف تصل إلى الناس هناك؟! كم من الحركة سوف تَدُبُّ في أسواق المجتمع؟! فالقوة الاقتصادية اليوم هي قُوَّةٌ جَنْبًا إلى جنبٍ مع القوة العسكرية، بدلًا من أن نشارك من حيث لا نريد في هذا الحصار، وفي تركيع غزة، وفي كَسْرِ ظهر المقاومة.

ماذا عن الخائنين ؟؟

ورَدًّا على سؤال من إحدى المشاركات في البرنامج عن مشروعية الجهاد ضد الأعداء في مثل هذا العدوان؟ وماذا عن الخائنين ؟

أجاب الشيخ سلمان: هذا تَرَاكُمٌ نَفْسِيٌّ وعاطِفِيٌّ في نفوس كثير من المسلمين، مُشِيرًا إلى أنه بحكم التجربة والقراءة في هذه القضية، فإنه عادةً ما تَسْتَفِزُّ الأزماتُ الناسَ، وتُحَرِّكُ مشاعرهم، بحيث لا تُحَاكَمُ أقوالُهُم محاكمةً دقيقةً وتفصيلية.

وأوضح فضيلته : أنه في مثل هذه الحالات لابد وأن نعطي هؤلاءِ الناسَ فُرْصَةً على الأقل أن يتحدثوا، سواء كان عبر قنوات فضائية، أو مواقع إليكترونية، أو مجالس، أو خُطَب، أو مهرجانات خطابية، على نمط ما رأيناه في عددٍ من الدول، فهذا جُزْءٌ من التعبير الإنساني الذي قد لا يكون بالضرورة مُطَالَبًا بالعقلانية والمنطقية، وإنما لا يؤخذ كوثيقةٍ للعمل والتطبيق، إنما يُتَعَامَلُ معه على أنه إحساسٌ بسبب هذه الأزمة أو الظروف.

دور العلماء

وردًّا على سؤال من أحد المشاركين في البرنامج، يقول: في عام 2006 أفتى بعض العلماء بعدم جواز نصرة اللبنانيين؛ لأن الطرف الذي كان شريكًا في الحرب هم الشيعة، والآن ماذا يكون؟

أجاب الشيخ سلمان : في الواقع العلماء قد أدوا دورًا جيدًا في هذه الأزمة، هناك تَنَادٍ، ودعواتٌ، وبياناتٌ وخطاباتٌ، وآخرها اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة، أصدرتْ قبل أمس بيانًا جيدًا في نُصْرَةِ الإخوة، والدعوةِ إلى نُصْرَتِهم، وهذا على الأقل النصرةُ بالكلمة الطيبة، الكلمة الإيجابية، النصرة بممارسة الضغوط، النصرة بالتغطية الإعلامية التي لا بُدَّ وأنها في النهاية ستَحْمِلُ الحكوماتِ على مواقفَ أكثرَ إيجابية، وسوف تفضح الممارسة الإسرائيلية، تضطرها إلى إعادة النظر في بعض ما يجري.

وأضاف فضيلته أن اتحاد علماء المسلمين برئاسة سماحة الشيخ يوسف القرضاوي، وعضوية حوالي ثنتي عشرة شخصيةً إسلامية، منهم المشير عبد الرحمن سوار الذهب، والدكتور عصام البشير، ونور هداية رئيس البرلمان الإندونيسي، إضافةً إلى فضيلته، يحاولون ترتيب مواعيد لِلِّقَاء مع القيادات العربية في المملكة العربية السعودية، وفي مصر، وفي الأردن، وفي سوريا، وفي منظمة المؤتمر الإسلامي، من أجل إيصال الصوت، وتَدَارُسِ ما يُمْكِنُ فِعْلُهُ حيال هذا الموضوع .

صورة .... ورسالة إيجابية

وتعقيبًا على مُدَاخَلَةٍ تقول: إن تجارب الحروب والقضايا السياسية الْمُعَقَّدة على مستوى العالم، أثبتت أن أكثر قوة ضاغطةٍ للتغيير إيجابًا أو سلبًا، هي الرأي العام الدولي، الذي يتأثر أكثر ما يتأثر بثقافة الصورة، أليس منا عاملٌ مهني احترافي، ينقل هذه الصور المأساوية إلى العالم كله، بقالب احترافي مهني عالي التأثير؟

قال الشيخ سلمان: هذا جُزْءٌ من الحرب الإعلامية، والمعركة الإعلامية، فالإعلام سلاح، وأتمنى على الإخوة الفلسطينيين، وعلى العرب، والمسلمين المقيمين في أوروبا وأمريكا، أن يُحْسِنُوا استخدام هذا السلاح؛ لتقديم الصورة الصحيحة، وعدم تشتيت الْمُشَاهِدِ وإنما التركيز على البؤرة الأساسية لهذه القضية، بعيدًا عن التداعيات والذيول الفرعية، فهذا أمر مهم.

وأشار فضيلته إلى أن هذه الصورة في ظل هذا الإعلام، يُمْكِن أن تعطي رسالةً إيجابية، وهي: أن فكرة أن إسرائيل "قُوَّةٌ لا تُقْهَرُ" ليست فكرةً صحيحة، وأن الشعب الفلسطيني حينما لا يملك شيئًا يخسره، هنا تبدأ قوته، ويكون لديه القُدْرَةُ على الصمود أكثر، وعلى الصَّبْرِ أكثر..فالذين قصفوا دير ياسين، وفي عناقيد الغضب، وفي غيرها، كانوا يظنون أنهم سوف يُنْهُون أي مقاومة، بينما يواجهون الآن مقاومةً فلسطينية، مثلما كانت، بل أشد وأقوى.

وكانت أسرة برنامج "الحياة كلمة" قد خَصَّصَتْ هذه الحلقة -استثناءً - للحديث عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ حيث تَمَّ إرجاء الحلقة المقررة بعنوان "الحدث والنتيجة" إلى الأسبوع القادم.

فريد_2007
2009-01-04, 01:30
ما شاء الله رأيت ثاقبة من علماء الواقع بحق اللهم احفظ شيخنا و بارك الله في صاحب الموضوع

http://farm4.static.flickr.com/3157/2459563062_2d3ae01c0c_o.gif (http://www.bibo4pc.com/)

صانعة حياة
2009-01-04, 15:08
يا اهل غزة الابية ويا ابطال المقاومة الباسلة انتم تاج رؤوس امتنا ورمز عزها اثبتوا واصبروا ان الله معكم "الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " فاللهم ياقوي يا عزيز انصرهم واحقن دماءهم ووحدهم وارحم شهداءهم واشف جرحاهم وآوهم و ثبتهم اللهم انصر رجال المقاومة من القسام وسرايا القدس والاقصى وكل المجاهدين في غزة العزة اللهم سدد رميتهم واشدد على ايديهم وقوهم وثبتهم انصرهم نصرا كنصر بدر اللهم ايدهم بجنودك التي لا يعلمها غيرك احفظهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحتهم واخذل من خذلهم اللهم خذ اليهود الصهاينة اخذ عزيز مقتدر رد كيدهم في نحورهم واجعل من امامهم سدا ومن خلفهم سدا واغشهم فلا يبصرون اللهم زلزلهم وبث الرعب في قلوبهم وردهم مخذولين خائبين ذليلين اقهرهم واهزمهم وشرد بهم يالله يا عزيز يا قوي يارب السماوات السبع ورب الارض ورب العرش العظيم آآآآآآآآآآآآآآمين