ابن ادريس الاصغر
2012-03-30, 11:42
أبو عياض التونسي للشروق الجزائرية.
حذّر أبو عياض التونسي أحد أقطاب السلفية الثلاثة في تونس، بالتعرض للشباب السلفي والتضييق عليه، وقال في حوار جمعه بالشروق في تونس، إن شباب السلفية الجهادية الذي ينتمي إليه اختار "العمل في العلن، فلا تدفعوا بالشباب للعمل في الخفاء، لأن العمل في الخفاء سيمتد خطره على الجميع"، ونفى أن يكون قد دعا لإمارة سلفية، أو إلى استخدام العنف كمنهج أو حمل السلاح، موضحا أن هدفهم "التصالح مع ديننا والاحتكاك بالشعب"، مضيفا أن تياره لا يلغي الجهاد بهذا المنطق، لكن للجهاد أسبابه.. وأشار المتحدث أنه تمارس عليهم حملة مضادة من الإعلام التونسي المأجور، كما عبّر عن امتعاضه من مشروع المرسوم الرئاسي، الذي دعا إليه الرئيس التونسي والداعي لتجريم التكفير...
س-أولا أُعطيت لنا اسباب كثيرة حول قضية سجنك، فهل كان اعتقالك بسبب التيار الذي تنتمي إليه، وما خلفية اعتقالك في تركيا؟
ج أولا: أنا انسان مسلم، عرفت المساجد منذ خُلقْت، ومنذ كان في عمري أربع سنوات وأنا ارتاد المساجد، أما بالنسبة للتيار السلفي، فأنا أميل ومنذ كنت شابا صغيرا إليه، ثم خضت تجاربَ في الخارج، ثم عدت تونس قسرا، بعد إلقاء القبض علي في تركيا حيث ألقي علي القبض في مارس 2003 في اسطنبول التركية، في إطار الحملة التي كانت ضد ما يعرف باـ"لإرهاب العالمي"، وفي السنة نفسها تم تسليمي لتونس، حيث قضيت 8 سنوات في السجن، ثم خرجت لأجد نفسي إنسانا مجبرا أن أكون موجها للشباب السلفي، ومدافعا عن منهجهم في هذه البلاد.. خرجت من السجن يوم 2مارس 2011 أي بعد الثورة.
س-تعددت مصطلحات التيارات السلفية في تونس، وتشتت التونسيون بين العلمية منها وبين ما يعرف بالجهادية أو السياسية، وكل من هذه ينتقد الآخر، فإلى أي تيار تنتمون؟
ج _السلفية مصطلح حق يراد به باطل، يعني أن من ينتمي لهذا المصطلح يعني أنه يستقي دينه من منهج السلف الصالح، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: »خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم«.. وشهد لهم النبي بالمرجعية، وهذا لا يعني أنه لا فضل للآخرين، فالمثل يقول عندنا: ما ترك الأول للآخر. ونحن نقول: كم ترك الأول للآخر فقد تُرِك لنا الكثير، ونحن بهذا المصطلح الذي ننتمي إليه نعود لكتاب الله
وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا هو المفهوم العام للسلفية، أي التمسك بكتاب الله وسنة المصطفى والسلف الصالح، والسلفية اليوم صارت سلفيات: منها العلمية، الجهادية، السياسية، وحتى الإصلاحية، أما الموجود في تونس والمتواجدة، ما يطلق عليها بالسلفية الجهادية، وأنا اعتز بانتمائي إلى هذا الفصيل.. فبعض الإخوان يقولون إن هذا المصطلح يفرق، أو أن الأصل أننا نتكلم بالإسلام ككل، لكن قضية التفريق بين المسلمين أمر قدري، لأن الله عز وجل كتبه على أمة الإسلام، وقال النبي المصطفى: »افترقت اليهود على واحد وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة و سبعين في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وواحد وسبعين في النار، والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة واثنتين وسبعين في النار«.. وقال الرسول صلي الله عليه وسلم »سألت ربي ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم فأعطانيها، فسألت ربي عزَّ وجلَّ أن لا يظهر علينا عدواً من غيرنا فأعطانيها، فسألت ربي أن لا يلبسنا شيعاً فمنعنيها«،أي أن الخلاف سيكون في هذه الأمة، والمولى عز وجل منع أن يعطي ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام.. فالسلفية في تونس تعرف اختلافا بين هذه وتلك، يتفقون في مسائل عديدة جدا من حيث الاعتقاد، وإنكار البدع التي تغلغلت في هذه الأمة، ويتفقون في مسالة نعتبرها لب الاختلاف،وهي النظرة إلى حكام اليوم والى الحكم، حيث تختلف عنا السلفية العلمية مثلا في وجوب طاعة الحكام، فيما نرى نحن وجوب الخروج عن الحكام، لأن هؤلاء الحكام لا يحكمون بشرع الله تعالى، والواجب من الأمة أن تخرج عليهم وتزيلهم، وأن تقيم حكما أو حاكما يحكم بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والأدلة متوافرة على إنزال هؤلاء مرتبة المرتدين...
ثم إن الكثيرين يقولون إن مصطلح "الجهادية" من صنع المخابرات الأمريكية، ونحن نقول ليس صحيحا، فالمصطلح استخدمه الكثير من علمائنا ومشايخنا في كتاباتهم ومؤلفاتهم، ومن أراد التأكد فليرجع إلى المؤلفات التي صدرت في الثمانينات والتسعينات، وسيجده مستخدما.
س-تفضلت وقلت "ما يسمى بالثورة"، ألا يؤمن تياركم بهذه الثورة؟
ج_هل تنطبق على المقاييس التي عرفها العلماء والمفكرون وعلماء الاجتماع والخبراء على ما شهدته تونس.. فيه صراع بين من يسميها انتفاضة ومن يصفها بالثورة، وبين من يصفها بالخروج، ونحن نسميها الخروج عن الحاكم الظالم المستبد كمصطلح شرعي، فنحن لا نتجاوز المصطلحات الشرعية إلى مصطلحات بديلة.
س-دعاكم الشيخ راشد الغنوشي لترك العنف، والدخول في العملية السياسية، فلماذا رفضتهم؟
ج_يجب ألا نخلط بين الأشياء، الشيخ راشد الغنوشي تكلم وقال: "هؤلاء أبناؤنا ويجب احتواؤهم، وإخراجهم من صندوق الذخيرة إلى صندوق الديمقراطية.." أولا هناك مغالطات، والشيخ راشد الغنوشي يعلم بهذا،ويعلم بأننا لما خرجنا من السجون، خرجنا بقناعة وأحكام واقعية، وهذه البلاد (يعني تونس) العمل فيها ليس ماديا، وإنها أرض دعوة.. خرجنا للناس ووزعنا الآلاف من المطويات التي تدعو للصلاة والعفة والحجاب والأخلاق الكريمة، دخلنا المساجد، واقتنعنا بعدما يسمى بالثورة، أن ندعو بعيدا عن العنف، بل بالرحمة.. صحيح أننا لا نلغي الجهاد، لكن للجهاد أسبابه، لكننا نقولها ونكرر: "خلوا بيننا وبين الناس، نحن نريد إغاثة المحتاجين، العمل الخيري..".
س- قمنا بجولة في بعض شوارع تونس، واستطلعنا رأي التونسيين وموقفهم من التيارات السلفية، لكن بالرغم من اختلاف الآراء، إلا أن المشترَك بينهم هو أن السلفي معناه عنف، ما ردكم؟
ج_المثل يقول: أثبت العرش ثم انقش.. أثبت وجود العنف أولا، ونحن في عصر التكنولوجيا، أين السلفي الذي قال لامرأة ما ارتدي الحجاب عنوة!؟.. نحن في السجن وألصقت بنا قضية قتل القس البولوني! ونقلوا عنا أننا عنفنا وضربنا بالسيوف! فلماذا لم يتقدم أي شخص بشكوى أو دليل مع أن الإعلام روّج لهذا العنف!!؟ لو أردنا أن نمارس العنف لمارسناه من أول يوم، فنحن لم نعتد حتى على السفاحين الذي عذبونا في السجن.. نحن تمارس علينا حملة مضادة، وسيأتي يوم لا نستطيع ضبط هؤلاء الشباب الذي يستفز في دينه.. الإعلام دوما يصورنا على أننا جماعة عنف، لكن نحن نتساءل ا : لم لا ينقل الصورة المشرقة التي نقوم بها كل يوم؟ من الذي استقبل عشرات الآلاف من الليبيين الذين لجأوا من ليبيا؟ ألم نكن من نظّم أول القوافل وكانت القوافل التي نصبها إخواننا على الحدود؟ لماذا لا يصور الإعلام ذلك؟ ولماذا يغفل الساسة ذلك؟ فهو يصورنا دائما على أننا جماعة عنف. نحن اخترنا العمل في العلن، فلا تدفعوا الشباب للعمل في الخفاء، لأن العمل في الخفاء سيكون خطره على الكل.
س-تُتهمون بأنكم تريدون تأسيس إمارة إسلامية؟
ج_لمّا خرجت قبل أيام قضية إمارة "ساجنان"، أراد الإعلام أن يصور أن هؤلاء يريدون تطبيق الشرع بالقوة وبوحشية، وخرج الإعلام المأجور يشوه صورة هؤلاء، فخرج أهل ساجنان بأنفسهم في مسيرات لتكذيب هذه الدعوة، فلو أراد الشباب إقامة إمارة إسلامية هل نقيمها بعشرة أنفار!!؟ نحن نعد بالآلاف، وليست قضيتنا قضية إمارة إسلامية الآن، ولا قضية عنف ولا حمل سلاح. قضيتنا أن نتصالح مع ديننا،وأن نحتك بشعبنا، لأننا أبناء هذا الشعب.. هذا الشعب الذي غيّب عن دينه لعقود، نريد أن يعود إلى هويته، بعد صراع طويل مع الهوية، وهناك من يريد أن يحرف المسار بنا إلى ما سميته أنت باـ"لعنف"الشيخ راشد وغيره يعرفون أننا اخترنا سبيل الدعوة ومقارعة الحجة بالحجة، وكل هذه "الجعجعات" التي تحدث من حين لآخر، الحمد لله لسنا نحن من يدحضها بل الشعب، وبعض رجال الإعلام والسياسيين الذين نعتبرهم مخلصين لعملهم.
س-رفضتم الدخول في العملية السياسية، وقلتم إنكم أُقصيتم من السياسة؟
ج_بالعكس، نحن من أردنا أن نقصي أنفسنا، وهدفنا ليس الحكم، بل أسمى من ذلك.
س-من يمولكم؟
ج_صدقوا أو لا تصدقوا، كل ما نقوم به من عمل خيري هو من أبناء هذا الشعب، وإلى الشعب.
س-اصدر الرئيس المرزوقي قبل أيام مرسوما يجرّم فيه التكفير، ما موقفكم من هذا المرسوم؟
ج_لم يصدر مرسوما لأنه لا يستطيع ذلك، بل يريد أن يعرض على المجلس التأسيسي مشروع قانون يجرم التكفير، وهذا أمر يدعو إلى الضحك
س-ما علاقتكم بالقاعدة؟.
ج_لا نخشى في الله لومة لائم، نسأل المولى لهم التوفيق، ونبارك أعمالهم في الدفاع عن الإسلام والمسلمين، ومقارعة الغرب في محاولته تركيع الأمة، ولقد خرجنا في العلن، وصلينا صلاة الغائب يوم مقتل أسامة بن لادن.
حذّر أبو عياض التونسي أحد أقطاب السلفية الثلاثة في تونس، بالتعرض للشباب السلفي والتضييق عليه، وقال في حوار جمعه بالشروق في تونس، إن شباب السلفية الجهادية الذي ينتمي إليه اختار "العمل في العلن، فلا تدفعوا بالشباب للعمل في الخفاء، لأن العمل في الخفاء سيمتد خطره على الجميع"، ونفى أن يكون قد دعا لإمارة سلفية، أو إلى استخدام العنف كمنهج أو حمل السلاح، موضحا أن هدفهم "التصالح مع ديننا والاحتكاك بالشعب"، مضيفا أن تياره لا يلغي الجهاد بهذا المنطق، لكن للجهاد أسبابه.. وأشار المتحدث أنه تمارس عليهم حملة مضادة من الإعلام التونسي المأجور، كما عبّر عن امتعاضه من مشروع المرسوم الرئاسي، الذي دعا إليه الرئيس التونسي والداعي لتجريم التكفير...
س-أولا أُعطيت لنا اسباب كثيرة حول قضية سجنك، فهل كان اعتقالك بسبب التيار الذي تنتمي إليه، وما خلفية اعتقالك في تركيا؟
ج أولا: أنا انسان مسلم، عرفت المساجد منذ خُلقْت، ومنذ كان في عمري أربع سنوات وأنا ارتاد المساجد، أما بالنسبة للتيار السلفي، فأنا أميل ومنذ كنت شابا صغيرا إليه، ثم خضت تجاربَ في الخارج، ثم عدت تونس قسرا، بعد إلقاء القبض علي في تركيا حيث ألقي علي القبض في مارس 2003 في اسطنبول التركية، في إطار الحملة التي كانت ضد ما يعرف باـ"لإرهاب العالمي"، وفي السنة نفسها تم تسليمي لتونس، حيث قضيت 8 سنوات في السجن، ثم خرجت لأجد نفسي إنسانا مجبرا أن أكون موجها للشباب السلفي، ومدافعا عن منهجهم في هذه البلاد.. خرجت من السجن يوم 2مارس 2011 أي بعد الثورة.
س-تعددت مصطلحات التيارات السلفية في تونس، وتشتت التونسيون بين العلمية منها وبين ما يعرف بالجهادية أو السياسية، وكل من هذه ينتقد الآخر، فإلى أي تيار تنتمون؟
ج _السلفية مصطلح حق يراد به باطل، يعني أن من ينتمي لهذا المصطلح يعني أنه يستقي دينه من منهج السلف الصالح، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: »خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم«.. وشهد لهم النبي بالمرجعية، وهذا لا يعني أنه لا فضل للآخرين، فالمثل يقول عندنا: ما ترك الأول للآخر. ونحن نقول: كم ترك الأول للآخر فقد تُرِك لنا الكثير، ونحن بهذا المصطلح الذي ننتمي إليه نعود لكتاب الله
وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا هو المفهوم العام للسلفية، أي التمسك بكتاب الله وسنة المصطفى والسلف الصالح، والسلفية اليوم صارت سلفيات: منها العلمية، الجهادية، السياسية، وحتى الإصلاحية، أما الموجود في تونس والمتواجدة، ما يطلق عليها بالسلفية الجهادية، وأنا اعتز بانتمائي إلى هذا الفصيل.. فبعض الإخوان يقولون إن هذا المصطلح يفرق، أو أن الأصل أننا نتكلم بالإسلام ككل، لكن قضية التفريق بين المسلمين أمر قدري، لأن الله عز وجل كتبه على أمة الإسلام، وقال النبي المصطفى: »افترقت اليهود على واحد وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة و سبعين في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وواحد وسبعين في النار، والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة واثنتين وسبعين في النار«.. وقال الرسول صلي الله عليه وسلم »سألت ربي ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم فأعطانيها، فسألت ربي عزَّ وجلَّ أن لا يظهر علينا عدواً من غيرنا فأعطانيها، فسألت ربي أن لا يلبسنا شيعاً فمنعنيها«،أي أن الخلاف سيكون في هذه الأمة، والمولى عز وجل منع أن يعطي ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام.. فالسلفية في تونس تعرف اختلافا بين هذه وتلك، يتفقون في مسائل عديدة جدا من حيث الاعتقاد، وإنكار البدع التي تغلغلت في هذه الأمة، ويتفقون في مسالة نعتبرها لب الاختلاف،وهي النظرة إلى حكام اليوم والى الحكم، حيث تختلف عنا السلفية العلمية مثلا في وجوب طاعة الحكام، فيما نرى نحن وجوب الخروج عن الحكام، لأن هؤلاء الحكام لا يحكمون بشرع الله تعالى، والواجب من الأمة أن تخرج عليهم وتزيلهم، وأن تقيم حكما أو حاكما يحكم بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والأدلة متوافرة على إنزال هؤلاء مرتبة المرتدين...
ثم إن الكثيرين يقولون إن مصطلح "الجهادية" من صنع المخابرات الأمريكية، ونحن نقول ليس صحيحا، فالمصطلح استخدمه الكثير من علمائنا ومشايخنا في كتاباتهم ومؤلفاتهم، ومن أراد التأكد فليرجع إلى المؤلفات التي صدرت في الثمانينات والتسعينات، وسيجده مستخدما.
س-تفضلت وقلت "ما يسمى بالثورة"، ألا يؤمن تياركم بهذه الثورة؟
ج_هل تنطبق على المقاييس التي عرفها العلماء والمفكرون وعلماء الاجتماع والخبراء على ما شهدته تونس.. فيه صراع بين من يسميها انتفاضة ومن يصفها بالثورة، وبين من يصفها بالخروج، ونحن نسميها الخروج عن الحاكم الظالم المستبد كمصطلح شرعي، فنحن لا نتجاوز المصطلحات الشرعية إلى مصطلحات بديلة.
س-دعاكم الشيخ راشد الغنوشي لترك العنف، والدخول في العملية السياسية، فلماذا رفضتهم؟
ج_يجب ألا نخلط بين الأشياء، الشيخ راشد الغنوشي تكلم وقال: "هؤلاء أبناؤنا ويجب احتواؤهم، وإخراجهم من صندوق الذخيرة إلى صندوق الديمقراطية.." أولا هناك مغالطات، والشيخ راشد الغنوشي يعلم بهذا،ويعلم بأننا لما خرجنا من السجون، خرجنا بقناعة وأحكام واقعية، وهذه البلاد (يعني تونس) العمل فيها ليس ماديا، وإنها أرض دعوة.. خرجنا للناس ووزعنا الآلاف من المطويات التي تدعو للصلاة والعفة والحجاب والأخلاق الكريمة، دخلنا المساجد، واقتنعنا بعدما يسمى بالثورة، أن ندعو بعيدا عن العنف، بل بالرحمة.. صحيح أننا لا نلغي الجهاد، لكن للجهاد أسبابه، لكننا نقولها ونكرر: "خلوا بيننا وبين الناس، نحن نريد إغاثة المحتاجين، العمل الخيري..".
س- قمنا بجولة في بعض شوارع تونس، واستطلعنا رأي التونسيين وموقفهم من التيارات السلفية، لكن بالرغم من اختلاف الآراء، إلا أن المشترَك بينهم هو أن السلفي معناه عنف، ما ردكم؟
ج_المثل يقول: أثبت العرش ثم انقش.. أثبت وجود العنف أولا، ونحن في عصر التكنولوجيا، أين السلفي الذي قال لامرأة ما ارتدي الحجاب عنوة!؟.. نحن في السجن وألصقت بنا قضية قتل القس البولوني! ونقلوا عنا أننا عنفنا وضربنا بالسيوف! فلماذا لم يتقدم أي شخص بشكوى أو دليل مع أن الإعلام روّج لهذا العنف!!؟ لو أردنا أن نمارس العنف لمارسناه من أول يوم، فنحن لم نعتد حتى على السفاحين الذي عذبونا في السجن.. نحن تمارس علينا حملة مضادة، وسيأتي يوم لا نستطيع ضبط هؤلاء الشباب الذي يستفز في دينه.. الإعلام دوما يصورنا على أننا جماعة عنف، لكن نحن نتساءل ا : لم لا ينقل الصورة المشرقة التي نقوم بها كل يوم؟ من الذي استقبل عشرات الآلاف من الليبيين الذين لجأوا من ليبيا؟ ألم نكن من نظّم أول القوافل وكانت القوافل التي نصبها إخواننا على الحدود؟ لماذا لا يصور الإعلام ذلك؟ ولماذا يغفل الساسة ذلك؟ فهو يصورنا دائما على أننا جماعة عنف. نحن اخترنا العمل في العلن، فلا تدفعوا الشباب للعمل في الخفاء، لأن العمل في الخفاء سيكون خطره على الكل.
س-تُتهمون بأنكم تريدون تأسيس إمارة إسلامية؟
ج_لمّا خرجت قبل أيام قضية إمارة "ساجنان"، أراد الإعلام أن يصور أن هؤلاء يريدون تطبيق الشرع بالقوة وبوحشية، وخرج الإعلام المأجور يشوه صورة هؤلاء، فخرج أهل ساجنان بأنفسهم في مسيرات لتكذيب هذه الدعوة، فلو أراد الشباب إقامة إمارة إسلامية هل نقيمها بعشرة أنفار!!؟ نحن نعد بالآلاف، وليست قضيتنا قضية إمارة إسلامية الآن، ولا قضية عنف ولا حمل سلاح. قضيتنا أن نتصالح مع ديننا،وأن نحتك بشعبنا، لأننا أبناء هذا الشعب.. هذا الشعب الذي غيّب عن دينه لعقود، نريد أن يعود إلى هويته، بعد صراع طويل مع الهوية، وهناك من يريد أن يحرف المسار بنا إلى ما سميته أنت باـ"لعنف"الشيخ راشد وغيره يعرفون أننا اخترنا سبيل الدعوة ومقارعة الحجة بالحجة، وكل هذه "الجعجعات" التي تحدث من حين لآخر، الحمد لله لسنا نحن من يدحضها بل الشعب، وبعض رجال الإعلام والسياسيين الذين نعتبرهم مخلصين لعملهم.
س-رفضتم الدخول في العملية السياسية، وقلتم إنكم أُقصيتم من السياسة؟
ج_بالعكس، نحن من أردنا أن نقصي أنفسنا، وهدفنا ليس الحكم، بل أسمى من ذلك.
س-من يمولكم؟
ج_صدقوا أو لا تصدقوا، كل ما نقوم به من عمل خيري هو من أبناء هذا الشعب، وإلى الشعب.
س-اصدر الرئيس المرزوقي قبل أيام مرسوما يجرّم فيه التكفير، ما موقفكم من هذا المرسوم؟
ج_لم يصدر مرسوما لأنه لا يستطيع ذلك، بل يريد أن يعرض على المجلس التأسيسي مشروع قانون يجرم التكفير، وهذا أمر يدعو إلى الضحك
س-ما علاقتكم بالقاعدة؟.
ج_لا نخشى في الله لومة لائم، نسأل المولى لهم التوفيق، ونبارك أعمالهم في الدفاع عن الإسلام والمسلمين، ومقارعة الغرب في محاولته تركيع الأمة، ولقد خرجنا في العلن، وصلينا صلاة الغائب يوم مقتل أسامة بن لادن.