المفكر المشاكس
2012-03-28, 14:57
كان التيار السلفي واحدا من التيارات التي اجتاحها طوفان التمرد على القيادات والرموز، لكن الذي يلفت في الأمر ليس هو مجرد الخروج عن سمت السمع والطاعة، أو مجرد عدم الاعتداد بأقوال الشيوخ والكبراء في النوازل السياسية الحادثة، أو مجرد شدة في النقد الذي يوجهونه لتلك القيادات ، أو حتى في تبنيهم النموذج الثوري - بل اللافت هو : المنهج الجديد الذي يتبعه هؤلاء الناقمون على قياداتهم ورموزهم ، حيث يجعلون النموذج الثوري مقدسا - بعلم أو بغير علم - يستلهمون منه، ويحتكمون إليه، ويوالون ويعادون عليه، ويقيسون الأشخاص والجماعات بقربهم منه أو بابتعادهم عنه .
وإذا كان التيار السلفي قد عرف من قبل طائفة تعرف بـ "المداخلة " يعظمون طاعة الحاكم ويصفون كل نقد له بالخروج عليه، ويتوسعون في معنى البدعة توسعا خطيرا ، ويبنون على ذلك تبديع المخالف لهم وهجره والتشهير به وإخراجه من السلفية ،بل تعدى الأمر إلى أنهم أسقطوا تسعة أعشار العلماء والدعاة والشيوخ الموجودين على الساحة اليوم ، إعمالا لقاعدتهم ذات الأصل التكفيري من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع ، فمن ثم خرج من السلفية ووقع في البدعة كثير من أعيان التيار السلفي كانت مشكلتهم الرئيسة أنهم لم يجاروا تلك الطائفة في تبديع فلان المبتدع عندهم ، أو ترحموا مرة عليه، وفي المقابل رفعوا من قيمة أشخاص لا تأثير حقيقا لهم في العلم أو الدعوة، وكل نتاجهم هو التماهي مع هذه الطائفة في التجريح والتبديع، أو إعلان الولاء المطلق للحكام مهما كانت بلاياهم وجرائمهم.
أقول: إذا كان المداخلة بهذه المثابة ، فالسلفيون الجدد يشابهونهم في المنهج وإن كانوا معهم على طرفي نقيض من حيث الأصل؛ فالسلفيون الجدد يعقدون الولاء والبراء على النموذج الثوري والاقتراب منه أو الابتعاد عنه؛ فمن اقترب – من العلماء أو الدعاة- من الثوري الذي يقدسونه صار عالما عاملا ربانيا مهما كانت مؤهلاته العلمية متواضعة، أو كانت جهوده الدعوية محدودة.
ومن لم يقترب منه فليس بعالم رباني ، بل عالم لم ينفعه علمه، وربما نفوا عنه العلم أصلا ورموه بالجهل، أو أضافوه إلى صفوف الوعاظ والقصاصين ؛ فهم يزنون العالم بقدر صدامه مع السلطة الحاكمة ؛ فكلما كان أكثر تصادما كلما كان أكثر علمية وربانية عندهم، وكلما ابتعد عن ذلك نقص حظه من العلمية والربانية ، أما إذا أداه حظه العاثر إلى الاجتماع بالسلطة الحاكمة ولو كان للتشاور في النوازل أو بشأن فتنة طائفية، فقد يبلغ به ذلك أن يصبح عالم سلطة باع دينه بدينا غيره .
وأما إذا تكلم الشيخ أو العالم برأي واجتهاد في نازلة ما كتظاهرة أو إضراب أو نحو ذلك ، ثم صادف أن وافق اجتهاده أو موقفه السياسي موقف السلطة الحاكمة ، فهذا يعني أن ذلك العالم سقط سقوطا لا نهوض له من بعده ، فهو منبطح عميل خائن للمنهج متزلف للأعداء ، عدو للمؤمنين ..إلخ.
اضن ان الحركة السلفية في مرحلة مخاض الان للتوازن بين هدا و داك ..
وإذا كان التيار السلفي قد عرف من قبل طائفة تعرف بـ "المداخلة " يعظمون طاعة الحاكم ويصفون كل نقد له بالخروج عليه، ويتوسعون في معنى البدعة توسعا خطيرا ، ويبنون على ذلك تبديع المخالف لهم وهجره والتشهير به وإخراجه من السلفية ،بل تعدى الأمر إلى أنهم أسقطوا تسعة أعشار العلماء والدعاة والشيوخ الموجودين على الساحة اليوم ، إعمالا لقاعدتهم ذات الأصل التكفيري من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع ، فمن ثم خرج من السلفية ووقع في البدعة كثير من أعيان التيار السلفي كانت مشكلتهم الرئيسة أنهم لم يجاروا تلك الطائفة في تبديع فلان المبتدع عندهم ، أو ترحموا مرة عليه، وفي المقابل رفعوا من قيمة أشخاص لا تأثير حقيقا لهم في العلم أو الدعوة، وكل نتاجهم هو التماهي مع هذه الطائفة في التجريح والتبديع، أو إعلان الولاء المطلق للحكام مهما كانت بلاياهم وجرائمهم.
أقول: إذا كان المداخلة بهذه المثابة ، فالسلفيون الجدد يشابهونهم في المنهج وإن كانوا معهم على طرفي نقيض من حيث الأصل؛ فالسلفيون الجدد يعقدون الولاء والبراء على النموذج الثوري والاقتراب منه أو الابتعاد عنه؛ فمن اقترب – من العلماء أو الدعاة- من الثوري الذي يقدسونه صار عالما عاملا ربانيا مهما كانت مؤهلاته العلمية متواضعة، أو كانت جهوده الدعوية محدودة.
ومن لم يقترب منه فليس بعالم رباني ، بل عالم لم ينفعه علمه، وربما نفوا عنه العلم أصلا ورموه بالجهل، أو أضافوه إلى صفوف الوعاظ والقصاصين ؛ فهم يزنون العالم بقدر صدامه مع السلطة الحاكمة ؛ فكلما كان أكثر تصادما كلما كان أكثر علمية وربانية عندهم، وكلما ابتعد عن ذلك نقص حظه من العلمية والربانية ، أما إذا أداه حظه العاثر إلى الاجتماع بالسلطة الحاكمة ولو كان للتشاور في النوازل أو بشأن فتنة طائفية، فقد يبلغ به ذلك أن يصبح عالم سلطة باع دينه بدينا غيره .
وأما إذا تكلم الشيخ أو العالم برأي واجتهاد في نازلة ما كتظاهرة أو إضراب أو نحو ذلك ، ثم صادف أن وافق اجتهاده أو موقفه السياسي موقف السلطة الحاكمة ، فهذا يعني أن ذلك العالم سقط سقوطا لا نهوض له من بعده ، فهو منبطح عميل خائن للمنهج متزلف للأعداء ، عدو للمؤمنين ..إلخ.
اضن ان الحركة السلفية في مرحلة مخاض الان للتوازن بين هدا و داك ..