مجرد اسم
2012-03-26, 13:13
كانت أمامي في كل لحظة في كل حين ، أراها كزهرة قد تفتحت ولم ينتبه لها أحد قط ، كم تمنيت لو قطفت ، قبل أن أتنبه لها ……، كانت تمشي كحمامة بيضاء زادها وجلا ذلك الجلباب الذي كان يحيطها رافضا النظرات غير البريئة ،……..و كنت أراقبها ………كانت تتكلم فكأنها تخرج شعرا من بين ثغريها ، أسمعها ، أتجاهل النظر إليها و إن أدبرت ……………بقيت أراقبها …………، تبتسم بوجل وقد تضحك أحيانا لكنها تحاول إخفاء تلك الضحكة التي كانت تأسرني بيدها ، و كأنها كانت تعلم وقعها علي ، أنتظر دوما أن يضحكها شخص ما لألمح ذلك الوجه الملائكي في قمة سعادته ……..و أنا أراقبها…………كانت كلؤلؤة تشع إيمانا و بريقا يخطف العيون كلما تسللت أشعة الشمس من نافذتها …….فأضل أراقبها ………..كانت تتجاهل كل من كلمها بطريقة لا تعجبني ، قبل أن لا تعجبها ، فترد عليه بثقة وبكلمات تعلن بها رفضها لما يقال ، فتكبر في عينه و يزداد احترامي لها، و تنصرف بسرعة ………و أنا خلف مكتبي هناك أراقبها ……………، كانت تتجنب كل الوجوه الرجالية بكل الطرق ، و إن كان لابد، نظرت بعيدا ، و كأنها تحاول صد سهام تتوقعها ،حينها قد تنظر ناحيتي ، و إن التقت عينانا فجأة أخفضهما بسرعة و أعيد رفعهما ، لأنني أعلم أنها قد غيرت وجهة نظرها ………فأبقى أراقبها……….حتى عندما كانت تغضب ، كانت تبهرني ، شخصيتها ، شجاعتها ، و ردودها التي لطالما كانت في محلها ، و كأنها تتلو من ورقة قد كتبتها مسبقا ، ثم تستسلم للجلوس أو الوقوف أمام النافذة واضعة يديها في جيبها ،و هي تهز قدمها اليمنى ، و أراها تحرك شفتيها فأعلم يقينا أنها تقرأ آيات الاستغفار، ………أعلم ذلك لأني كنت دوما أراقبها ……….، و عندما كانت تضطر للحديث معي ، تنظر يمينا و شمالا ، ثم تنظر إلى المكتب ، فالطاولة وكأنها تبحث عن شيء ما ، دون أن تحسسني أنها تتجاهل عيناي ، ترفع يديها تارة و تارة تخفضهما ، تجمعهما ثم تتركهما ، وقد تستعمل القلم للخربشة على تلك الأوراق فوق مكتبي ، و كأنها تحاول الهاء عيناي عن النظر إليها ،……….. فأبقى أراقبها ……لكن بحذر خشية أن تنتبه إلي، فتفضحني عيناي ، فلا تكلمني بعدها، ثم تنصرف و أبقى هناك أحاول استيعاب ما كانت تقول ……….و أنا أراقبها …………ورغم أنني عندما أراها ، أذكر الله، أستغفره ، أدعوه أن يثبتني و أن لا يحاسبني على النظرات التي كلها علي بعد أن تجاوزت النظرة الأولى بملايين النظرات ، أستسلم من جديد…………فلا أزال أراقبها .