تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إليكم بعض الأساسيات للنجاح في المسيرة التدريبية


حاسم48
2012-03-25, 17:42
أريد من خلال هذا الموضوع معالجة بعض الجوانب المهمة جدا في لعبة كرة القدم أو أي رياضة جماعية أخرى و أرجو من مدربي كرة القدم مع احترامي الكاااااااااامل لي خبرتهم الميدانية أن يلتزموا بها
إذا كنت مدرب و تولية مهمة إشراف على نادي أو منتخب ما تيقن تمام اليقين أنك سوف لن تجد في إنتظارك مجموعة آلات مضبوطة الوظائف و تحتوي على أزار و يكفي أن تضغط على الأزرار المناسبة فتعطيك الأداء الذي تتمناه و تأكد أنك سوف لن تجد أجسام ميكانيكية في إنتظارك و يكفي أن تمنحها قطع غيار ذات فعالية كبيرة فتزداد مستويات أداء عند هذه الأجسام و كذلك تأكد أنك سوف لن تجد كمبيوترات في إنتظارك و ما عليك سوى أن تزيد في الرام أو البروسيسور أو تُغير بطاقة الأم حتى تحصل على أفضل أداء آآآآآآآآآآه لو كانت كرة القدم بهذا الشكل كان المدربون تخلصوا من وجع الرأس و تصبح مهمتهم التدريبية كنزهة لكن كرة قدم تختلف عن كل هذه الأمور التي ذكرتها لأنها و ببساطة يُعتمد في لعبها على قدرات بشرية و بما أنك تعرفت على ما ينتظرك عند إشرافك على نادي أو منتخب معين (لاعبين بشر و ليسوا آلات !) تأكد أن التعامل مع الأجسام البشرية يحتاج إلى دهاء و أساليب مختلفة بإختلاف (عقلية) اللاعب و كذلك لأن الأجسام البشرية معقدة في تركيبتها و هذا إن دل على شيء فإنه يدل على روعة الخلق عز وجل و لهذا يحتاج اللاعب إلى قدر كااااااااااافي من الإهتمام و الرعاية التااااااااااامة حتى يقدم الأداء الكروي الذي تتمناه.
و بما أننا نتحدث عن الأداء الكروي وجب معرفة أن الأساس الذي يبنى عليه يعتمد و بنسبة كبيييييييييييييييييرة جدا إن لم أقل كليا على ثلاث عوامل متكاملة و هي على التوالي:
_ العامل البدني
_ العامل الذهني
_ العامل النفسي و يعتبر هذا العامل الأهم بين العوامل الثلاثة فهو يستطيع تدمير ما تبنيه في العاملين البدني والذهني تدميرا شاملا إن كان في أسوء حالاته لأن اللاعب إذا كانت نفسيته سيئة و غير مرتاحة (واقعية الحياة الإنسانية قد تفرض منطقها في بعض أحيان...) سوف تؤثر سلبا على العاملين البدني و الذهني عنده خاصة هذا الأخير الذي يؤثر فيه العامل النفسي بصورة بليغة إن كان في وضع سيئ و غير مستقر و لهذا يجب أن يأخذ هذا العامل القدر الكاااااااااااافي من الإهتمام أكثر من العاملين الأولين .
(حتى أن هناك نقطة غاية في الأهمية تخص الأداء الكروي و هي أن اللاعب الذي يلعب بتوتر و قلق يصبح جسمه يتحمل جهد مضاعف و بتالي تنخفض الطاقة البدنية و الذهنية عنده بشكل كبير أكثر من اللاعب الذي يلعب بكل ثقة و رزانة و هدوء و هذه حقيقة طبية مثبتة و صراحة و بالرغم من أهمية هذه النقطة إلا أنني متأكد أن قلة قليلة من المدربين ينتبهون لهذه الجزئيات بل إن البعض الكثير يحلل و يحكم على اللاعب وفق ما تراه عيناه من دون أدنى تشخيص جوهري للأمر)
هذه العوامل الثلاثة التي ذكرتها تأكد تماااااااااااما أنها لن تصبح في أحسن مستوياتها عن طريق الحصص التدريبية و ما يتخللها من تمارين متنوعة (حسب الفكر التدريبي) و فقط لا و ألف لا فالأمر ليس بهذه البساااااااااااااطة إنه يحتاج منهجية تدريبية معقدة.
و كما ذكرت في بداية الموضوع أنك عندما تشرف على نادي ما لن تجد آلات أو أجسام ميكانيكية بل ستجد أجسام بشرية تعتمد على الغداء كمصدر وحيد من أجل الحركة و النشاط و الحيوية و هكذا أكون قد وصلت بكم إلى النقطة الأهم في موضوعي ألا و هي التغذية السليمة.
الغذاء كلمة يعرفها الجميع و بكل تـأكيد من دون الغذاء مستحيل أن يعيش المرء و هو أمر معروف عند كل الناس لكن ما لا يعرفه كثير من المدربين هو أن الغذاء يعتبر الأساس بناء العوامل الثلاثة التي ذكرتها بنسب متفاوتة تقول لي كيف ذلك؟ تابع معي
أنا لما قلت في البداية أن الأجسام البشرية معقدة في تركيبتها كنت أقصد بنيتها المعقدة (خلايا , أنسجة , عضلات , عظام ,الدماغ,.....إلخ) و كل هذه الأجزاء المكونة للجسم ترتكز حيويتها و نشاطها على نوعية الغذاء المقدم و بما أننا في المجال الكروي فأمر يحتاج إلى نظام غذائي خاص يكون الأطباء الأخصائيين في التغذية هم الحلقة الأهم فيه و متابعتهم له (نظام التغذية الخاص باللاعبين) ضرورة قصوى و لأن متابعته من طرف اللاعب نفسه فقط سوف لن يتحقق المطلوب لا بل في كثير من الأحيان تعتبر مخاطرة لأن التغذية هي سلاح ذو حدين فكما أنها تستطيع أن تمنح اللاعب قوة بدنية و ذهنية جيدة (بطبع إضافة إلى الحنكة التدريبية) تستطيع كذلك أن تسبب له مشاكل و إضطرابات في جسمه هو في غنى عنها (في العضلات , غضاريف , عظام , كتلة شحمية زائدة, جهاز التنفسي.....إلخ) و بتالي يصبح لها تأثير عكسي لهذا فإن المتابعة الطبية من قبل أخصائي التغذية هي السبيل الناجح و تتلخص هذه المتابعة في نوعية الغذاء اللازم للاعبين حسب الفصول (الصيف , الشتاء) و المستجدات و الظروف التي يحملها الموسم الكروي و كذلك يجب إجراء تحاليل مخبرية بإختلاف أنواعها على اللاعبين بشكل دوري (شهريا أو أسبوعيا إن أمكن ) و كل هذا من أجل السلامة اللاعب و بقائه في صحة جيدة و لياقة بدنية عالية طواااااااااااال الموسم بالمختصر يجب أن يكون هناك تكامل بين المدرب و الطبيب (أخصائي التغذية)
إن كثير من مدربي كرة القدم خلال إشرافهم على تدريب فريق معين و إنطلاقا من فكرة أن اللاعبين يعرفون التغذية السليمة نجدهم في غالب أحيان لا يهتمون بهذا الجانب و يركزون على الجانب البدني و التكتيكي و يطبقون حمل تدريبي و تمارين بدنية شاقة في بعض الأحيان ينتج عنها تذمر و تمرد من بعض اللاعبين و بتالي تصبح المسألة التدريبية عويصة على المدرب و كل هذا بسبب إهمال الجانب الغذائي عند اللاعبين على أقل تقدير.
عندما تشرف على نادي معين أول ما يجب عليك الاستفسار عنه قبل الشروع في وضع البرامج التدريبية و الخطط التكتيكية هو نظام التغذية المتبع من طرف اللاعبين و تأخذ فكرة عنه إن كان يستوفي متطلباتك التدريبية أم لا و عندها فقط تبدأ في العمل على مستوى البدني و التكتيكي و كمثال حي و واقع هو ما صرح به غوارديولا في رده على صحفي حيث قال و بالحرف الواحد : [عندما يكون مشروع عملك الجسم البشري لابد من الإهتمام بكل ما يمنح البنزين و أفضل أداء للعضلات] و حتى ميسي صرح في وقت سابق و قال أن غوارديولا عندما تولى الإشراف على البرسا أول شيء أمر به كان تغيير نظام التغذية عند اللاعبين.
و يحدث أنه في مرات نجد المدربين يصبون جام غضبهم على اللاعبين و يحملونهم ما يحصل في بعض المباريات من إنعدام للتركيز الذهني سواء على مستوى الهجوم أو الدفاع و أنا أقول لهم هل منحتم القدر الكاااااااااافي من الإهتمام لنظام التغذية عند اللاعبين و هل حقا إلتزموا به... كذلك يجب علينا معرفة أن الإرهاق الذي يحدث في الجسم ينقسم إلى نوعين إرهاق بدني و هو معروف عند الكل و نوع الثاني يسمى الإرهاق الذهني و هذا الذي يجهله البعض الكثير مع أنه يعتبر في كثير من المرات السبب الوحيد وراء خسارة مباراة ما كيف لا و نحن بصدد رياضة تحتاج حضور ذهني بنسبة كبيرة جدا
قد يعتقد البعض أنني أعطيت الجانب الغذائي أكثر مما يستحق أقول ربما !!! لكن أولا يجب أن نفهم شيئا و هو ما الذي يتمناه المدرب من لاعبيه أثناء المباراة أكيد:
_ لياقة بدنية عالية خلال تسعون دقيقة
_حضور ذهني عالي خلال تسعون دقيقة
_ راحة نفسية و إنعدام كل من القلق و توتر و الإنفعال السلبي
نعم أنا أعلم أن التدريب له دور في رفع مستوى البدني عند اللاعبين لكن ما يجب معرفته هو أن التغذية تتحكم في مستويات البدنية و الذهنية و النفسية عند اللاعب بنسبة كبيرة جدا لأن نوعية الغذاء لها دور كبير في رفع مستوى الطاقة البدنية و التركيز الذهني و تحسين الجانب النفسي و المزاجي عند اللاعبين و جعلهم في مستوى تطلعات المدرب طواااااااال الموسم بما يحمله من ظروف و مستجدات النادي و المنافسات المرتبط بها سواء محليا أو قاريا و إليكم ما يزخر به عالم التغذية من فوائد:

(على فكرة ما سأذكره من فوائد هي وظائف حقيقية يقوم بها الغذاء في الجسم و هي ليست من نسج الخيال)

_ تبطئ عمل الأكسدة التي تحدث في الجسم (الأكسدة تعني تقلص في عدد الخلايا و تلف في الأنسجة الحية الموجودة في جسمنا أو بمعنى آخر الطريق إلى الشيخوخة و الهرم)
_ تجديد نشاط و حيوية الجسم (عضلات – خلايا – أنسجة - مخ.......إلخ)
_ تعطي راحة نفسية و تهدأ النفس العصبية و تحارب حالات الاكتئاب
_ تنشط عمل القلب و دورة الدموية
_ تقوية و تنظيم عمل ( العضلات _ العظام _ العروق _ الأعصاب _ الجهاز التنفسي _ الجهاز المناعي )
_ ترفع مستوى التركيز الذهني بمعنى آخر تحفيز خلايا المخ على النشاط و بتالي ينتج عن ذلك التفكير السليم و يقظة و نشاط ذهني كبير و بتالي سرعة التفكير (أهم نقطة في تفوق الكروي)
_ تمنح طاقة بدنية كبيرة و بصورة مستمرة (بطبع إضافة إلى نوعية التدريب المطبق)
_ تحفز و تزيد من إفراز الجسم للهرمونات الضرورية للاعبي كرة القدم و هي:
1)هرمون النمو أو هرمون البناء كما يسميه البعض و هذا لأنه يعتبر العنصر الرئيسي لنمو الجسم و لهذا يسمى هرمون النمو و يتلخص دوره في تحفيز الكبد و بناء (عضلات, أنسجة, عظام , خلايا) و يزيد من معدل التحمل عند اللاعب كذلك المجهود البدني له دور في زيادة إفرازه من طرف الجسم
2)هرمون السيروتين أو هرمون السعادة و الذي يحافظ على التوازن العضوي و النفسي للإنسان (راحة نفسية و تحسين المزاج و إنعدام القلق و التوتر) و يكافح حالات الاكتئاب عند الإنسان بنسبة كبيرة
3)هرمون التستستيرون أو هرمون الذكورة و الذي يمنح الجسم قوة و صلابة و يجعله أكثر تحمل للنشاط البدني (ينصح به الأشخاص الذين يعانون نقص في إفراز هذا الهرمون)
(على فكرة 65%من الأمراض الجسم تحدث بسبب خلل و إضطراب في إفراز الجسم للهرمونات سواء بالزيادة أو النقصان)
بعد أن عرفتم الوظائف العظيمة التي يقوم بها الغذاء السليم في الجسم أظنكم فهمتم لماذا وضعته في سلم الأولويات لأنه و ببساطة الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها المدرب في بناء فريق قوي بدنيا و ذهنيا و هذا بطبع إضافة إلى التدريب الصارم و المحكم و الذكي.
ملاحظة: هناك نوع آخر من الغذاء يسمى المكملات الغذائية و هي عبارة عن الأغذية لكن بتركيز عالي و تأثير كبير توجد على شكل أدوية و هذا النوع من الغذاء مفيد جدا جدا لكن يتطلب نسبة مالية كافية تخصص له و الأندية (ذات الميزانية المتذبذبة) قد يسبب لها عجز مالي....!
أما الآن أعرج بكم إلى النقطة الأخيرة في موضوعي و هي الجانب النفسي عند اللاعبين ممممممم النفسي....ماذا يعني و ما هي أهميته في لعبة كرة القدم.
الجانب النفسي يعني أنك عندما تشرف على فريق ما و كما قلت في السابق سوف لن تجد آلات في إنتظارك تبصق عليها كل مرة و مع هذا تعطيك نفس الأداء و كذلك لن تجد محركات ميكانيكية تركلها في كل مرة و مع هذا تعطيك نفس مستوى الأداء. أتعلم لماذا؟! هذا لأنها و بكل بساطة لا تملك (نفسية) و قلب ينبض بالمشاعر و عقل يجعلها تفكر و يتغير مستوى أدائها وفق مستجدات و الأمور التي تحدث لها أما اللاعب (الإنسان) يملك نفسية و يملك عقل يستنبط منه أفكاره تكون طبيعتها و محتواها مرتبطة بالظروف و الأمور التي تحدث له أو أمامه و يملك قلب ينبض بالمشاعر والأحاسيس لهذا يجب على المدرب أن يكون متمكن و مطلع على علم النفس الإجتماعي و أساليب التعامل مع اللاعبين (البشر) قد
يستغرب البعض هذا الكلام و يعتبروه تهويل زائد على اللزوم أقول لهم أن طبيعة جسم الإنسان و تفاعلات التي تحدث داخله هي من تقتضي كل هذا الإهتمام حتى أن هناك مواهب كروية عديدة إندثرت و تبخرت بسبب أمور حياتية جزئية (مارادونا و رونالدينيو و قائمة طوييييييييلة و من يشكك في كلامي أنصحه أن يبحث في ماضي هذين اللاعبين بالتفصيل) كما أن الجانب النفسي في كثير من الأحيان يعتبر العنصر الوحيد الذي يصنع الفااااااااااااااارق في بعض المباريات حتى أنني عندما قلت أن العامل النفسي يستطيع تدمير العامل البدني و الذهني كنت أقصد تدمير عمل المدرب و بتالي يذهب كل بناه أدراج الرياح فقط لأنه أهمل بعض الجزئيات الهامة....

آآآآآآآآآآآه العامل النفسي عندما يكون في أروع و أفضل حالاته عجب العجاب لو ترى عيناك....
والله أبقى مستغرب.... لماذا المدربين لا يعطون هذا العامل القدر الكااااااااااااااااافي من الإهتمام....!!! صدقوووووووووووني يصنع الفارق و أنا أعني ما أقول و كلامي ليس اعتباطي و عن طريقة جعله في المستوى هو ما أوردته قبل قليل (علم النفس الإجتماعي) وحده هذا العلم هو الذي يؤهلك و يجعلك تعرف كيفية التعامل مع اللاعبين أثناء الحصص التدريبية و كذلك من خلال علم النفس الإجتماعي تستطيع التعامل بأحسن طريقة مع المواقف التي تحدث داخل النادي بين اللاعبين و إعادة المياه إلى مجاريها.
أقول في ختام كلامي أنني إذا إستثنيت الجانب الإداري و المالي تصبح لعبة كرة القدم أو أي رياضة جماعية أخرى مبنية على هذا النحو:
_ 35% نظام التغذية السليم
_ 40% حنكة تدريبية و نضج تكتيكي (المدرب)
_ 25% الإرادة و حب التفوق (اللاعب)
في الأخير أقول لكم أنني كتبت هذا الموضوع من صميم قلبي و ذنبي أنني أعشق حتى النخاع كرة قدم بلدي و أتمنى أن أراها في قمة التألق و الصدارة في مختلف المحافل الدولية و عسى أن يأتي يوم تكون فيه كرتنا تتربع على عرش الكرة الإفريقية على الأقل (كأس إفريقيا و رابطة أبطال إفريقيا)

همسة : التفوق الكروي لابد أن يمر عبر الاهتمام بالجزئيات الغير المرئية

حاسم48
2012-04-11, 19:14
أتمنى من أي شخص يملك الوسيلة أن يطرح موضوعي هذا على طاولة إدارة نادي أولمبي شلف لأنه الأمل الوحيد المتبقي لكرتنا (المتذبذبة) في مسابقة رابطة أبطال إفريقيا