المحبُّ لأهل السُّنة
2012-03-25, 08:34
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كُلُ الحوادِث مبداها من النّظر.....ومُعْظَم النّار مِنْ مُستصغَرِ الشَّرَرِ
كَمْ نَظرةً بلغتْ مِنْ قلبِ صاحبها.......كمبلغِ السّهمِ بين القوس والوَترِ
والعبدُ ما دام ذا طَرَفٍ يقلِّبُه.......في أعيُنِ الغير موقوفٌ على الخَطَرِ
يَسُرُّ مُقلَتَهُ ما ضَرَّ مُهْجَتَهُ........لا مرحباٌ بسرورٍ عاد بالضَّررِ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
يا رامياً بسهامِ اللَّحْظِ مجتهداً.........أنتَ القتيلُ بما ترمي فَلا تُصِبِ
وباعِثَ الطَّرف يرتادُ الشِّفاءَ لهُ......احبِسْ رسولَكَ لا يأتيكَ بالعَطَبِ
وقال القحطاني رحمه الله في نونيته:
إنَّ الرِّجالَ النَّاظرين إلى النِّسا......مِثلُ الكلابِ تطوفُ باللُّحمانِ
إنْ لم تَصُنْ تلكَ اللحومَ أُسودُها.......أُكلتْ بلا عِوضٍ ولا أَثمانِ
غض البصر يورث ثلاث فوائد جليلة القدر
ولهذا يقال : إن غض البصر عن الصورة التي ينهى عن النظر إليها :
يورث ذلك ثلاث فوائد جليلة القدر :
إحداها : حلاوة الإيمان ولذته التي هي أحلى وأطيب مما تركه لله
" فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه "
وأما الفائدة الثانية من غض البصر :
فهو يورث نور القلب والفراسة قال تعالى عن قوم لوط :
{ لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون }
فالتعلق بالصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب بل جنونه ..
وذكر الله سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر فقال :
{ الله نور السماوات والأرض } [ النور : 35 ]
وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة وكان يقول :
( من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم
وكف نفسه عن الشهوات وذكر خصلة سادسة أظنه هو أكل الحلال :
لم تخطئ له فراسة ) .
والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله فيطلق نور بصيرته
ويفتح عليه باب العلم والمعرفة والكشوف ونحو ذلك مما ينال ببصيرة القلب .
الفائدة الثالثة : قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان البصيرة
مع سلطان الحجة فإن الرجل الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ولهذا يوجد
في المتبع هواه من ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه .
وإن الله جعل العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه قال الله تعالى :
{ يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين }
وقال تعالى :
{ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } .
ولهذا كان في كلام الشيوخ :
" الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله"
_____________________________________________.
وأما أهل الفواحش الذين لا يغضون أبصارهم ولا يحفظون فروجهم فقد وصفهم الله بضد ذلك :
من السكرة والعمه والجهالة وعدم العقل وعدم الرشد والبغض
وطمس الأبصار هذا مع ما وصفهم به من الخبث والفسوق والعدوان
والإسراف والسوء والفحش والفساد والإجرام
فقال عن قوم لوط :
{ بل أنتم قوم تجهلون }
فوصفهم بالجهل
وقال : { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون }
وقال : { أليس منكم رجل رشيد }
وقال : { لطمسنا على أعينهم }
وقال : { بل أنتم قوم مسرفون }
وقال : { فانظر كيف كان عاقبة المجرمين }
وقال : { إنهم كانوا قوم سوء فاسقين }
وقال : { أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر }
إلى قوله : { انصرني على القوم المفسدين } إلى قوله : { بما كانوا يفسقون }
وقوله : { مسومة عند ربك للمسرفين } .
بل قد ينتهي النظر والمباشرة بالرجل إلى الشرك كما قال تعالى :
{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله }
ولهذا لا يكون عشق الصور إلا من ضعف محبة الله وضعف الإيمان
والله تعالى إنما ذكره في القرآن عن امرأة العزيز المشركة وعن قوم
لوط المشركين والعاشق المتيم يصير عبدا لمعشوقه منقادا له أسير
القلب له .
والله أعلم وصلى الله على محمد
منقول من
حجاب المرأة ولباسها في الصلاة
تأليف : شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
حققه وقدم له وخرج أحاديثه وعلق عليه
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
منقول بتصرّف من البيضاء العملية (http://www.albaidha.net/vb/)
بارك الله في القائمين عليها
أسأل الله أن يعينني وإيّاكم على غضّ الأبصار
ويرزقنا العفّة والطّهارة والزّكاة اللهمّ آمين
وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
...............
كُلُ الحوادِث مبداها من النّظر.....ومُعْظَم النّار مِنْ مُستصغَرِ الشَّرَرِ
كَمْ نَظرةً بلغتْ مِنْ قلبِ صاحبها.......كمبلغِ السّهمِ بين القوس والوَترِ
والعبدُ ما دام ذا طَرَفٍ يقلِّبُه.......في أعيُنِ الغير موقوفٌ على الخَطَرِ
يَسُرُّ مُقلَتَهُ ما ضَرَّ مُهْجَتَهُ........لا مرحباٌ بسرورٍ عاد بالضَّررِ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
يا رامياً بسهامِ اللَّحْظِ مجتهداً.........أنتَ القتيلُ بما ترمي فَلا تُصِبِ
وباعِثَ الطَّرف يرتادُ الشِّفاءَ لهُ......احبِسْ رسولَكَ لا يأتيكَ بالعَطَبِ
وقال القحطاني رحمه الله في نونيته:
إنَّ الرِّجالَ النَّاظرين إلى النِّسا......مِثلُ الكلابِ تطوفُ باللُّحمانِ
إنْ لم تَصُنْ تلكَ اللحومَ أُسودُها.......أُكلتْ بلا عِوضٍ ولا أَثمانِ
غض البصر يورث ثلاث فوائد جليلة القدر
ولهذا يقال : إن غض البصر عن الصورة التي ينهى عن النظر إليها :
يورث ذلك ثلاث فوائد جليلة القدر :
إحداها : حلاوة الإيمان ولذته التي هي أحلى وأطيب مما تركه لله
" فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه "
وأما الفائدة الثانية من غض البصر :
فهو يورث نور القلب والفراسة قال تعالى عن قوم لوط :
{ لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون }
فالتعلق بالصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب بل جنونه ..
وذكر الله سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر فقال :
{ الله نور السماوات والأرض } [ النور : 35 ]
وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة وكان يقول :
( من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم
وكف نفسه عن الشهوات وذكر خصلة سادسة أظنه هو أكل الحلال :
لم تخطئ له فراسة ) .
والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله فيطلق نور بصيرته
ويفتح عليه باب العلم والمعرفة والكشوف ونحو ذلك مما ينال ببصيرة القلب .
الفائدة الثالثة : قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان البصيرة
مع سلطان الحجة فإن الرجل الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ولهذا يوجد
في المتبع هواه من ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه .
وإن الله جعل العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه قال الله تعالى :
{ يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين }
وقال تعالى :
{ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } .
ولهذا كان في كلام الشيوخ :
" الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله"
_____________________________________________.
وأما أهل الفواحش الذين لا يغضون أبصارهم ولا يحفظون فروجهم فقد وصفهم الله بضد ذلك :
من السكرة والعمه والجهالة وعدم العقل وعدم الرشد والبغض
وطمس الأبصار هذا مع ما وصفهم به من الخبث والفسوق والعدوان
والإسراف والسوء والفحش والفساد والإجرام
فقال عن قوم لوط :
{ بل أنتم قوم تجهلون }
فوصفهم بالجهل
وقال : { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون }
وقال : { أليس منكم رجل رشيد }
وقال : { لطمسنا على أعينهم }
وقال : { بل أنتم قوم مسرفون }
وقال : { فانظر كيف كان عاقبة المجرمين }
وقال : { إنهم كانوا قوم سوء فاسقين }
وقال : { أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر }
إلى قوله : { انصرني على القوم المفسدين } إلى قوله : { بما كانوا يفسقون }
وقوله : { مسومة عند ربك للمسرفين } .
بل قد ينتهي النظر والمباشرة بالرجل إلى الشرك كما قال تعالى :
{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله }
ولهذا لا يكون عشق الصور إلا من ضعف محبة الله وضعف الإيمان
والله تعالى إنما ذكره في القرآن عن امرأة العزيز المشركة وعن قوم
لوط المشركين والعاشق المتيم يصير عبدا لمعشوقه منقادا له أسير
القلب له .
والله أعلم وصلى الله على محمد
منقول من
حجاب المرأة ولباسها في الصلاة
تأليف : شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
حققه وقدم له وخرج أحاديثه وعلق عليه
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
منقول بتصرّف من البيضاء العملية (http://www.albaidha.net/vb/)
بارك الله في القائمين عليها
أسأل الله أن يعينني وإيّاكم على غضّ الأبصار
ويرزقنا العفّة والطّهارة والزّكاة اللهمّ آمين
وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
...............