مواطن وخلاص
2012-03-23, 20:01
2012.03.21
المتتبع للقنوات الإخبارية العربية، خاصة الجزيرة والعربية، يشده هذا التكثيف الملفت للإنتباه والتركيز المبالغ فيه على أخطاء ومساوئ البلدان العربية، وخاصة ذات النظام الجمهوري، ومحاولة إثارة الفتن فيها برصد كل ما من شأنه أن يؤلب الشعوب على الأنظمة ويجعلها تقوم بفوضى واضطرابات تطلق عليها هذه القنوات عبارة “ثورات” وتصنع لها أبطالا وضحايا وشهداء.. ويلفت انتباهك في المقابل تغاضي وتعامي هذه القنوات عما يحدث في دول الخليج من اضطرابات وفوضى وقمع وتقتيل وتنكيل بالمتظاهرين.. ففي مملكة البحرين السماء صافية والعصافير تزقزق والأجوء جميلة وهادئة ولا شيء يدعو إلى القلق، وفي السعودية كل شيء على ما يرام، الخير وفير والشعب كل الشعب ينام على الحرير، والأمن والإستقرار يعم الجميع. أما قطر فهي جنة الله في أرضه وحاكموها ملائكة جاؤوا لزرع الحب وتوزيع الحرية على العرب.. وبالمقابل فإن المتتبع للقنوات الإيرانية، خاصة محطة العالم الإخبارية، فسيجد أن ممالك الخليج متداعية متهالكة وأنظمتها آئلة إلى الزوال إن آجلا أو عاجلا، فلا شيء يصلح فيها ولا أمر يبشر بخير غير ثورة قادمة لا محالة تأتي على أخضر ويابس هذه الدويلات المناوئة لها ولبرنامجها النووي..
وبين هذا التناقض نجد أن القضية التي من المفترض أن نتفق عليها جميعا، وهي القضية الفلسطينية، تكاد تكون غائبة في تغطيات هذه القنوات، وكأن العدو الإسرائيلي لم يعد عدوا للعرب والمسلمين، وكأن ما يحدث الأراضي الفلسطينية المحتلة شأن إسرائيلي داخلي لا يستدعي تجنيد الإعلام العربي والإسلامي ولا يتطلب كل الإهتمام الذي يتطلبه حجم معاناة إخواننا الفلسطينيين. وفي المحصلة فهذه القنوات استطاعت أن تؤلب العرب والمسلمين على بعضهم البعض وأن تكفي إسرائيل شر القتال.. وعليه أدركنا جيدا لماذا تسخّن البنادير!!؟.
سليمان جوادي صحافي جزائري
المتتبع للقنوات الإخبارية العربية، خاصة الجزيرة والعربية، يشده هذا التكثيف الملفت للإنتباه والتركيز المبالغ فيه على أخطاء ومساوئ البلدان العربية، وخاصة ذات النظام الجمهوري، ومحاولة إثارة الفتن فيها برصد كل ما من شأنه أن يؤلب الشعوب على الأنظمة ويجعلها تقوم بفوضى واضطرابات تطلق عليها هذه القنوات عبارة “ثورات” وتصنع لها أبطالا وضحايا وشهداء.. ويلفت انتباهك في المقابل تغاضي وتعامي هذه القنوات عما يحدث في دول الخليج من اضطرابات وفوضى وقمع وتقتيل وتنكيل بالمتظاهرين.. ففي مملكة البحرين السماء صافية والعصافير تزقزق والأجوء جميلة وهادئة ولا شيء يدعو إلى القلق، وفي السعودية كل شيء على ما يرام، الخير وفير والشعب كل الشعب ينام على الحرير، والأمن والإستقرار يعم الجميع. أما قطر فهي جنة الله في أرضه وحاكموها ملائكة جاؤوا لزرع الحب وتوزيع الحرية على العرب.. وبالمقابل فإن المتتبع للقنوات الإيرانية، خاصة محطة العالم الإخبارية، فسيجد أن ممالك الخليج متداعية متهالكة وأنظمتها آئلة إلى الزوال إن آجلا أو عاجلا، فلا شيء يصلح فيها ولا أمر يبشر بخير غير ثورة قادمة لا محالة تأتي على أخضر ويابس هذه الدويلات المناوئة لها ولبرنامجها النووي..
وبين هذا التناقض نجد أن القضية التي من المفترض أن نتفق عليها جميعا، وهي القضية الفلسطينية، تكاد تكون غائبة في تغطيات هذه القنوات، وكأن العدو الإسرائيلي لم يعد عدوا للعرب والمسلمين، وكأن ما يحدث الأراضي الفلسطينية المحتلة شأن إسرائيلي داخلي لا يستدعي تجنيد الإعلام العربي والإسلامي ولا يتطلب كل الإهتمام الذي يتطلبه حجم معاناة إخواننا الفلسطينيين. وفي المحصلة فهذه القنوات استطاعت أن تؤلب العرب والمسلمين على بعضهم البعض وأن تكفي إسرائيل شر القتال.. وعليه أدركنا جيدا لماذا تسخّن البنادير!!؟.
سليمان جوادي صحافي جزائري