مشاهدة النسخة كاملة : و تستمر الحياة..
صرخة صمت
2012-03-23, 13:44
....صوت يقترب من الباب...و كنت لازلت احاول النوم ،أضع وسادة فوق رأسي ،أغمض عيناي بشدة كي لا أرى النور المتسلل من النافذة لكن ..صوت الهاتف المزعج يرن...و أحاول أن أتجاهله ..أرفع غطائي لمواصلة النوم ...يرن من جديد ..أنظر بملل الى الساعة ...لقد حان الوقت لكن لازلت أشعر برغبة في النوم فلم أنم البارحة بسبب التخيلات و الكوابيس التي اقتحمت عالمي..حياتي ...منذ قدومي الى هنا...،و صوت أعتبره الهاتف الثاني .. رنينه أكثر ازعاجا من الأول – استيقظي انت متأخرة – أدعي عدم سماعه ..و يتكرر بصوت أعلى –ستتأخرين هيا و الا نزعت الغطاء عنك- كانت ذلك أصعب احساس ..حين تنزع من فوقي غطاءا دافئا تذكرني على اثرها أني متواجدة هنا...و يتملكني شعور بالبرد ...بنقص الأمان أو حتى انعدامه ...و حين تصرخ الصرخة الأخيرة أدرك أني في مسابقة للوقت أو بالأحرى يكون العد التنازلي قد بدأ...رغم ذلك أفتح عيناي بصعوبة مطلقة..لدرجة أني أحس كيف ترتفع جفوني الى الأعلى و كيف تفترق رموشي العليا عن السفلى ...وقبل أن ألقي بأول نظرة الى جدران تلك الغرفة ،أتخيلها ...و أرسم تفاصيلها ..أتمنى أن أجد أي تغيير فيها لكن..أنظر..نفس الجدران الباردة التي أراها كجدران سجن ..تقيد أفكاري...تقتل أحلامي بل لا تسمح حتى برسمها في مخيلتي ...نفس الأسرة المغطاة بلون باهت ...لون رؤيتي له كل صباح طردت من حياتي ألوانها و غدت أيامي دون ألوان...أنظر فوق الطاولة ..كالعادة خبز...حليب..قهوة ...و أسمع صوتها من جديد - ألن تتناولي حليبك-...أنهض من فراشي ببطء شديد لطالما كان يقلقها ،يغضبها...فتدفعني بقوة الى خارج الغرفة ...- أن أسرعي-...ألقي نظرة من النافذة ككل صباح لعلي التقي بالنسيم الذي ينعش أمالي..النسيم الذي فارقته منذ أن وصلت لكن...أضع وجهي تحت الحنفية فما عاد الماء الذي تحمله يداي يكفي لطرد الخمول ، النعاس و الرغبة القاتلة للنوم عني..أرتدي ملابسي بملل ...أحمل حقيبتي بتعب و عياء و كأني أحمل أكياس الطحين فوق ظهري...أفتح الباب ...أضع موسيقى غالبا ما تكون هادئة و حزينة..أرفع الصوت الى اخره حتى لا أتمكن من سماع أي أحد...حتى لا يجرب أحد الحديث معي و ببساطة حتى انسى كل من حولي..أتجاهل المارين من أمامي ...عدم اللمبالاة بالأخرين عنونت ملامح وجهي... أصل الى الباب الخارجي...أتوقع كالعادة تواجد متسولة تحمل بين يديها رضيعا لا أدري ما كان ذنبه ؟ لا أدري هل خرج من ظلمات الرحم ليرى ظلمات الحياة؟؟ ..و بالقرب منها فتاة في عمر الزهور...جالسة تلم رجليها الجامدتين ،أصابع رجليها تظهر من شيء اعتقد أنه يشبه الى حد ما حذاءا مزقتة ابر السم القاتلة التي اخترقت جسم الفتاة و تغلغلت بين حناياها فتسمع صوتا خافتا كأنها أصيبت بانفونزا و كان ذلك الصوت سعالها،كانت تغلق يديهاالصغيرتين تاركة فتحة صغيرة تحاول التنفس داخلها لتجمع بعض الدفىء...شهقاتها...زفيرها..أنفاسها ...لحن حزين تعزفه كل يوم للمارين من امامها ...تضفيه على كلمات أمها الممزوجة بين الدعاء و التوسل –الله ينجحكم..الله يستركم ..قيس شوية خبز لاولادي..-..و كان المارون أمامها كثر ان منح كل واحد منهم دينارا لجمعت ما يكفيها لتقي ولديها شر هذا البرد لكن كانت معظم الأيادي مخفية ...و نادرا ما ألمح يدا تتسلل من الجيب واضعة بين يدي تلك المراة دينارا أو أكثر ..و شدني بريق في عيني تلك الفتاة...لا أدري ان كان بريق حزن كونها وجدت نفسها في شارع تستجدي المحسنين بوجهها البريء ام بريق خوف من عيون المارة و كلماتهم القاسية أن أمها ليست سوى متسولة محترفة أم بريق امل في أنه سيأتي يوم ما و تجد نفسها كأقرانها بين أحضان المدرسة لا بين أحضان الشوارع..تحمل اسم تلميذة و ليس اسم متسولة ...
يتبع...
صرخة صمت
2012-03-23, 20:03
....أكملت طريقي و أنا أحاول عدم التفكير في ذلك المشهد لأني أصبحت أصاب بقلق ،توتر و رغبة في البكاء و الصراخ ذنب من هذا؟؟..و هربت بأفكاري حتى لا أتيه وسط تساؤلاتي... نظرت للجهة المقابلة للطريق ...و أنا أدرك أني سأجدهم هناك ...مجموعة شباب عملهم اليومي هو التسكع و ملاحقة البنات أو بصفة خاصة بنات الجامعة ....كنت أشعر بملل رهيب ...أحاول الاسراع لأتجاوز هذا الطريق ....لكن كنت أجد صعوبة في المرور بين الطلبة المتجمعين أمام الجامعة ...نظرت لتلك الوجوه ...و تساءلت هل كلهم جاؤوا حقا للدراسة؟؟ و حتى و ان أكملوا دراستهم هل سيسهل عليهم ايجاد عمل و نحن في زمن البطالة؟؟....رفعت ناظري و أنا أدرك المنظر الذي سيزرع الفشل ، العياء و الرغبة في العودة للنوم....تجمعات ...عدد هائل ..بنات ، شباب، رجال و نساء....أمشي بينهم ..أنظر الى ملامح وجوههم...غضب شديد و هدوء رهيب ...ضجة عارمة و صمت قاتل ...ملل ،يأس و تعب ...أقف منتظرة ...و حين ألمح ذلك العدد الهائل من الأجسام قد تحرك أو بالاحرى بدأ يجري ..يدفع..و ربما حتى يشتم...حدوث اصطدامات..مشاحنات لسانية و جسمانية...أدرك أن ما أنتظره قد وصل ....أصعد النقل الجامعي....أجد الجالس و الواقف...و مكان لا يزال فارغا لركوب اخرين فأتساءل لما اشتعلت الحرب بينهم اذن؟؟...أنظر الى الراكبين فربما رايت وجها مشرقا يحي الأمل داخلي و يبعث في رغبة الوصول الى أهدافي التي رسمتها يوما ما حين ملكت أحلاما طفولية بريئة لم أكن أدرك أن هناك من سيدمرها دون رحمة ...لكن كل الوجوه عابسة تأبى حتى الابتسامة ....الحاجبان مقطوبان غضبا..العينان تشعان مللا و يأسا و اسنان حادة تعض أطراف الشفة السفلى قلقا –أن انطلق هلسنموت هنا من الانتظار؟؟-....و بعد صراخ الجميع دفعة واحدة يأتي السائق ببطء شديد و هو يرشف من كأس القهوة حاملا في يده سيجارة ..يكمل قهوته و يرمي باهمال كأسه البلاستيكي في الطريق ..يعتلي بكل برودة أعصاب حافلته مدعيا عدم سماع ذلك النداء ...ينهي سجارته ...و يطفئها أمامه ثم يرميها من النافذة...الكل يصرخ –أسرع ماذا تنتظر؟؟-....و أخيرا يقرر الانطلاق..... يتبع
saber-dz
2012-03-23, 20:12
سرد أنيق وأسلوب طيع , وبدا لي أني أقرأ بداية رواية
وليست قصة ناهيك أن تكون خاطرة .
لكني أقر بأنني أمام قلم محنك له باع ومسيرة مع القلم .
وما دام النص لم يكتمل فسأكون وراء بقيته .
ليدم تألقك .
ود واحترام .
صرخة صمت
2012-03-24, 11:06
شكرا لك أخي عن اطرائك .أتمنى أن أكون في المستوى الذي وصفتني به و تأكد أنني سأكمل ما بدأته لأنك منحتني الرغبة في المواصلة دون توقف بقولك أنك ستنتظر الكلمات القادمة.شكرا لك
طارق النور
2012-03-24, 13:51
أحلى تحية.. وورودا بهية.. وأمنيات نقية..
..
كنت استشنق الابداع - فوق - وأترنح بين نسجك الجذاب..
..
..
وكأني بقلمك ينساق مطواعا.. يخط حروفا.. تشد القارئ بسحر رهيب.. ليلج نافذتك.. ويتمشى في أزقتك.. وينتظر حافلتك.. ويحجز مكانا -بين الواقفين - ويصرخ مع الصارخين.. وينزل -مرغما- عند كلمة (يتبع)
..
منتظرا في محطته.. أن تفدي مرة أخرى لتكملي.. وكم يطول الانتظار..
..
..
وبين جمهورك.. أخوك يرتقب التالي.. وفقك الله.. واعتبري هذا حجزا -مني- للنسخة الأولى.. بإذن الله
صرخة صمت
2012-03-24, 16:30
...و نشوة عارمة انتشلتني من يأسي في أن أسلوبي و كلماتي التي اعتقدت للحظة ما أنها لم تعد بالصادقة و أن قلمي قد خانني...لكن مجرد قراءة اسمك في صفحتي....صدقا احساس يعجز التعبير عن وصفه...و في الوقت الذي كنت تبعث بكلماتك الرائعة لي،كنت أقرأ لك باعجاب في قسم الشعر ...كنت أقرأ و أنا اتمنى ..أتمنى من أعماق قلبي أن تنتبه لكلماتي التي لا تظهر أمام كلماتك..شكرا لك..أرجو مرورك المتواصل و أنتظر اكمالك ل شش..على الهامش ..فصبري يكاد ينفذ ....شكرا بل ألف شكر لتوقيعك في صفحتي.
asma-mosta
2012-03-24, 16:40
شكر ا رغم عني وعنك وعن كل الناس تستمر الحيـــــــــــــــــــاة
صرخة صمت
2012-03-24, 18:42
.... أتمعن في تلك الوجوه و أنا أحاول أن أقرأ بريق عيونهم...كلمات ..صرخات..كانت تنبع من أعماقهم ..و ملامحهم كانت تحكي عن معاناة ،ألام و يأس كل واحد منهم...لكن بصمت رهيب...احساس بالملل كان يجعلني ألتفت الى النافذة ، ربما كان حقا الملل أو ربما كان الرغبة في الهروب ..و النسيان...نسيان هموم الدنيا التي أعيت تلك الأجسام و أرهقت تلك العيون و رسمت بين تجاعيد تلك الوجوه حزنا لا يخفى على أحد...كنت أحفظ طرقاتها، أدرك انعطفاتها ...تجولت بين شوارعها التي تروي حكايات ساكنيها...دخلت بعض متاجرها...و اكتفيت بمشاهدة البعض الأخر –المتاجر الفخمة للمفروشات- التي مزجت بين حيرتي و ضحكي هل هي متاجر للمشاهدة فقط أم هناك من سيشتري ؟؟ ثم أتساءل من جديد - لما نقول اذن أن الشعب الجزائري شعب فقير؟-...و لم أكن أبحث عن الجواب لأني أدرك أنه موضوع ، الولوج لاكتشاف حقائقه سيؤرقني ...ببساطة لأني سأقف عاجزة عن الوصول الى الحقيقة أو بصراحة أصل اليها لكن أحتفظ بها كونها حقائق قد توقع بي في مشاكل أنا في غنى عنها...و أنسى ، و من الأصح أن أقول أتناسى و أواصل هروبي من تلك الأفكار....و يبدأ السير ببطء بل بطء شديد ، أدرك بذلك أننا اقتربنا من ذلك المبنى الفخم ، الواسع الذي أحلم بالدخول اليه... حراس كثر، سيارات فخمة تليق فقط بشخصيات المجتمع الراقي ...حتى جدرانه تبعث في النفس نوعا من الهيبة ...و ها هو قد توقف أمامه ، أمام لافتة - نادي الجيش العسكري-....يعاود السير ببطء ثم يتوقف..ألقي نظرة رغم أني أعلم المشهد ...اكتظاظ رهيب ...سيارات صغيرة ،كبيرة ...حافلات عمومية ...نقل جامعي ... و يعكر هدوئي صوت الالات المزعجة المختلط بصراخ السائقين و تختلف الصرخات – رانا روتار ، شكون مدلك البرمي يا...، شوف قدامك..- مشابكات لسانية كثيرا ما تصل للكلمات البذيئة ...أدعي اللامبالاة و أرسل نظراتي الى داخل السيارات بحثا عن وجوه البراءة ...و أكتفي بالحديث معهم عن طريق الاشارات ...ربما لأنهم كانوا يبعثون داخلي أملا ...و ربما لأني سئمت الكبر و أشتاق كثيرا لأيام الصغر..عيونهم كانت تشع ...و بريقهم كان يروي عن أمال ، أحلام و طموحات...تنهدت و تذكرت نفسي...تذكرت أحلامي التي أحسها الأن مجرد سراب...أمالي التي أراها مجرد أفكار طفولية ...و طموحي الذي اغتيل فأصبح مجرد بقايا شيء متعلق بأيام الطفولة...كنت أودعهم و أنا أتمنى أن لا يجدوا حواجز أمام أمانيهم....و نتخلص أخيرا من ذلك الازدحام....يزيد السرعة و كأنه أفاق من سباته...يستسقظ الركاب معه....يقفون قبل وصوله...يزدحمون حتى في النزول ....انتظر نزول الكل ...و ها أنا ذا أمام الطريق الكبرى...كفتاة صغيرة ، تطبق وصايا أمها ..انظر يمينا و شمالا....خوفا من السيارات المسرعة....أقطع بسرعة لأصل لبر الأمان ...أنظر الى الساعة ...الوقت نفسه في المكان نفسه ككل يوم...مازالت أمامي طريق طويلة لأصل هناك....
يتبع
صرخة صمت
2012-03-24, 21:38
شكر ا رغم عني وعنك وعن كل الناس تستمر الحيـــــــــــــــــــاة
شكرا لك أختاه على مرورك من هنا....و تستمر الحياة و ما أروع أن تستمر و نحن نعيش أيامها لحظة بلحظة ..شكرا أختاه
طارق النور
2012-03-25, 08:58
...و نشوة عارمة انتشلتني من يأسي في أن أسلوبي و كلماتي التي اعتقدت للحظة ما أنها لم تعد بالصادقة و أن قلمي قد خانني...لكن مجرد قراءة اسمك في صفحتي....صدقا احساس يعجز التعبير عن وصفه...و في الوقت الذي كنت تبعث بكلماتك الرائعة لي،كنت أقرأ لك باعجاب في قسم الشعر ...كنت أقرأ و أنا اتمنى ..أتمنى من أعماق قلبي أن تنتبه لكلماتي التي لا تظهر أمام كلماتك..شكرا لك..أرجو مرورك المتواصل و أنتظر اكمالك ل شش..على الهامش ..فصبري يكاد ينفذ ....شكرا بل ألف شكر لتوقيعك في صفحتي.
دامت لك الأفراح..
..
إياك والرضا بغير الريادة.. ولا تلتفتي للمثبطين.. مهما كان.. فأنت قلتِ: وتستمر الحياة..
..
أما انا فأهوى التواجد حيث الإبداع والروعة قرناء.. كـ هنا..
..
ولأن كلماتك أغلى من مرور في عجالة.. فأني راجع بإذن الله.. لا محالة
..
تحية كالطور.. من متتبع لجمال السطور
..
بارك الله فيك
selin cobbra
2012-03-25, 10:39
احييك اختي على ما خطته يداك
لا تطيلي الغياب
صرخة صمت
2012-03-25, 11:55
احييك اختي على ما خطته يداك
لا تطيلي الغياب
شكرا أختي على مرورك من هنا....و سأعود عن قريب فأرجو حضورك .
مجرد اسم
2012-03-25, 12:33
اقتربت ببطئ من الباب كعادتي و رحت أسترق السمع……رن الهاتف مرارا ، وكعادتها لم تحاول اطفاءه ، …..أسمع من خلف الباب صوت تنهداتها ، يغلب عليه صوت تقلبها فوق ذلك السرير الحديدي ، …..أعلم يقينا أنها عادت للنوم من جديد ، فأصرخ استيقظي أنت متأخرة ، و أضيف بضع كلمات ، لا أعتقد أنها سمعتها ،…..هل تعتقدين أن النوم لبضع دقائق ستكفيك للراحة ، و ما كفاك الليل بطوله …….، أبقى من بعيد أراقبها و هي تتظاهر بالنوم ، أرى فيها أيامي الماضية ،……..أغضب قليلا بيني و بين نفسي ، …….إلى متى سأظل أوقظها…….و قد مضى أكثر من شهران منذ قدومنا إلى هنا ، …….أنظر إليها بنظرة غضب و أرجو أن لا تحاول التشبث بالغطاء كعادتها ، فأظطر إلى قضاء ربع الساعة و أنا أسحب و هي تشد ، …..، ثم أقول ..ستتأخرين هيا و إلا نزعت الغطاء……..تستمر في النوم ، فأقسم على أن لا أوقظها ، لكن أمام لا مبالاتها أجدني أعد الأيام التي عليا صومها ، فتوقفت عن القسم ، لأني علمت أن قدري أن ألازمها ……..و أصرخ لآخر مرة ، فتفتح عينيها و كأنها الآن فقط سمعتني ، و كنت أراها يوميا على ذلك الشكل ، و كأنني قد شغلت كاميرا للتصوير البطيء ، تفتح عينها الأولى و تتبعها الثانية ، و كأنها تحاول الإكتفاء بعين واحدة للرؤية ، و كطفل صغير تأخذ في تفتيش المكان بعينيها الواسعتين اللتان وحده النعاس يضيقهما ،…..تبحث في أنحاء الغرفة فتجد أنها آخر واحدة فيها ، وحدي أنا هناك أراقب طفولتها ، ……تغضبني أحيانا عندما أكون مشغولة ، و لكن مع الوقت أصبح من روتيني اليومي ، رأيتي لها ساعة استيقاضها،……تطيل تأمل الغرفة و تذهب بعيدا ، فلا أجد بدا إلا بالحديث لعله يطرد عنها النعاس ، ….ألن تتناولي حليبك….، لا تجيب و كأن شفتاها ملتصقتان ، أو كأنها لا ترغب في الحديث معي ، فأدفعها خاج تلك الغرفة ، و أفتح النوافذ لعل النسيم يدخلها ، …".تراها ما تفعل لو كانت ساعة دخولي قبلها" ، ………أرى فيها تلك الطفلة التي فطمت قبل الأوان ، ….وتصمم على العودة إلى صدر أمها من جديد، ……أخشى عليها من الواقع و المجتمع ، أخشى عليها من براءتها ، و من تصرفاتها الصبيانية ، وكنت أراقبها ، بذلك التثاقل الذي كان يعييني ، قبل أن يعييها ، بذلك التكاسل الذي يظهر لي كم كانت فتاة تعتمد على أمها في كل شيء، …..تحمل حقيبتها و هي خارجة أقول ، استيقضي قليلا ، و انتبهي إلى الطريق ……، لا أدري حتى لما أنت هنا…..، لكنها لا تنظر إلي و كأنها لم تسمعني ….أنظر من النافذة ، أراها تحاول النزول على تلك الدرجات ، وبين كل درجة و درجة ترتاح قليلا ، تتنهد ، ثم تمشي مطأطأة رأسها و كأنها تحاول إكمال نومها ،….يا إلاهي كيف تراها ستكمل يومها ، و هل ستفهم من الأستاذ شيئا …، حسنا ارتحت منها ……و أعود للغرفة …..أحاول أن ألعب دور الأم …أنظم سريرها ، فأجد تحت وسادتها صورا لبعض أفراد العائلة ، و مذكرة ، كم كنت أرغب في قراءتها ، لكنني لم أكن لأفعل ، رغم فضولي الكبير لمعرفة ، ما وراء تلك الطفلة المدللة …..
أسلوب جميل عزيزتي ، متميزة أنت بكتاباتك ، أتمنى أن يروقك ما كتبت ، فإن راقك كنت هنا أجاريك ، و إن لم يرق لك فسأختفي خلف القراءة و أراقبك ……
أنا في انتظار ابداعك…….
بقايا أمل
2012-03-25, 14:32
وصف دقيق ، أسلوب جميل ، وكلمات صادقة ، حاولي قراءة ماكتبت قبل النشر لتفادي بعض الأخطاء الكتابية و التكرارات ;) ، حددي بينك و بين نفسك إلى أين تريدين الوصول بفكرتك ، حاولي تعلم بعض الكلمات الجديدة و المعبرة من الأعضاء المميزين ، وبعض الكلمات القوية التي تضيف للأسلوب بعض الرونق و الجمال و لما لا بعض التميز.
.................................................. ................................................. واصلي ، صغيرتي
صرخة صمت
2012-03-25, 14:42
.وصف دقيق ، أسلوب جميل ، وكلمات صادقة ، حاولي قراءة ماكتبت قبل النشر لتفادي بعض الأخطاء الكتابية و التكرارات ;) ، حددي بينك و بين نفسك إلى أين تريدين الوصول بفكرتك ، حاولي تعلم بعض الكلمات الجديدة و المعبرة من الأعضاء المميزين ، وبعض الكلمات القوية التي تضيف للأسلوب بعض الرونق و الجمال و لما لا بعض التميز.
.................................................. ................................................. واصلي ، صغيرتي
.....شكرا لك أختاه على النصيحة التي تأكدي أنها ستأخذ بعين الاعتبار...و سأحاول ذلك في المحاولات القادمة فكوني متتبعة.حفظك الله:19:
صرخة صمت
2012-03-25, 15:04
دامت لك الأفراح..
..
إياك والرضا بغير الريادة.. ولا تلتفتي للمثبطين.. مهما كان.. فأنت قلتِ: وتستمر الحياة..
..
أما انا فأهوى التواجد حيث الإبداع والروعة قرناء.. كـ هنا..
..
ولأن كلماتك أغلى من مرور في عجالة.. فأني راجع بإذن الله.. لا محالة
..
تحية كالطور.. من متتبع لجمال السطور
..
بارك الله فيك
.....صدقني ان قل لك أن كلماتك ، أسلوبك .....قراءتي المتكررة لخواطرك و شعرك جعلني أحاول أن أكتب أكثر..أن أقترب من القلم أكثر...أن يصبح هدفي الكتابة بمثل براعتك و لو بعد سنين...و أن أجد من يراني قدوته مثلما أراك أنا الأن...فشكرا لك و ارجو أن تواصل مرورك من هنا ...
صرخة صمت
2012-03-25, 15:41
اقتربت ببطئ من الباب كعادتي و رحت أسترق السمع……رن الهاتف مرارا ، وكعادتها لم تحاول اطفاءه ، …..أسمع من خلف الباب صوت تنهداتها ، يغلب عليه صوت تقلبها فوق ذلك السرير الحديدي ، …..أعلم يقينا أنها عادت للنوم من جديد ، فأصرخ استيقظي أنت متأخرة ، و أضيف بضع كلمات ، لا أعتقد أنها سمعتها ،…..هل تعتقدين أن النوم لبضع دقائق ستكفيك للراحة ، و ما كفاك الليل بطوله …….، أبقى من بعيد أراقبها و هي تتظاهر بالنوم ، أرى فيها أيامي الماضية ،……..أغضب قليلا بيني و بين نفسي ، …….إلى متى سأظل أوقظها…….و قد مضى أكثر من شهران منذ قدومنا إلى هنا ، …….أنظر إليها بنظرة غضب و أرجو أن لا تحاول التشبث بالغطاء كعادتها ، فأظطر إلى قضاء ربع الساعة و أنا أسحب و هي تشد ، …..، ثم أقول ..ستتأخرين هيا و إلا نزعت الغطاء……..تستمر في النوم ، فأقسم على أن لا أوقظها ، لكن أمام لا مبالاتها أجدني أعد الأيام التي عليا صومها ، فتوقفت عن القسم ، لأني علمت أن قدري أن ألازمها ……..و أصرخ لآخر مرة ، فتفتح عينيها و كأنها الآن فقط سمعتني ، و كنت أراها يوميا على ذلك الشكل ، و كأنني قد شغلت كاميرا للتصوير البطيء ، تفتح عينها الأولى و تتبعها الثانية ، و كأنها تحاول الإكتفاء بعين واحدة للرؤية ، و كطفل صغير تأخذ في تفتيش المكان بعينيها الواسعتين اللتان وحده النعاس يضيقهما ،…..تبحث في أنحاء الغرفة فتجد أنها آخر واحدة فيها ، وحدي أنا هناك أراقب طفولتها ، ……تغضبني أحيانا عندما أكون مشغولة ، و لكن مع الوقت أصبح من روتيني اليومي ، رأيتي لها ساعة استيقاضها،……تطيل تأمل الغرفة و تذهب بعيدا ، فلا أجد بدا إلا بالحديث لعله يطرد عنها النعاس ، ….ألن تتناولي حليبك….، لا تجيب و كأن شفتاها ملتصقتان ، أو كأنها لا ترغب في الحديث معي ، فأدفعها خاج تلك الغرفة ، و أفتح النوافذ لعل النسيم يدخلها ، …".تراها ما تفعل لو كانت ساعة دخولي قبلها" ، ………أرى فيها تلك الطفلة التي فطمت قبل الأوان ، ….وتصمم على العودة إلى صدر أمها من جديد، ……أخشى عليها من الواقع و المجتمع ، أخشى عليها من براءتها ، و من تصرفاتها الصبيانية ، وكنت أراقبها ، بذلك التثاقل الذي كان يعييني ، قبل أن يعييها ، بذلك التكاسل الذي يظهر لي كم كانت فتاة تعتمد على أمها في كل شيء، …..تحمل حقيبتها و هي خارجة أقول ، استيقضي قليلا ، و انتبهي إلى الطريق ……، لا أدري حتى لما أنت هنا…..، لكنها لا تنظر إلي و كأنها لم تسمعني ….أنظر من النافذة ، أراها تحاول النزول على تلك الدرجات ، وبين كل درجة و درجة ترتاح قليلا ، تتنهد ، ثم تمشي مطأطأة رأسها و كأنها تحاول إكمال نومها ،….يا إلاهي كيف تراها ستكمل يومها ، و هل ستفهم من الأستاذ شيئا …، حسنا ارتحت منها ……و أعود للغرفة …..أحاول أن ألعب دور الأم …أنظم سريرها ، فأجد تحت وسادتها صورا لبعض أفراد العائلة ، و مذكرة ، كم كنت أرغب في قراءتها ، لكنني لم أكن لأفعل ، رغم فضولي الكبير لمعرفة ، ما وراء تلك الطفلة المدللة …..
أسلوب جميل عزيزتي ، متميزة أنت بكتاباتك ، أتمنى أن يروقك ما كتبت ، فإن راقك كنت هنا أجاريك ، و إن لم يرق لك فسأختفي خلف القراءة و أراقبك ……
أنا في انتظار ابداعك…….
....و انفجرت ضاحكة...تساءلت هل انت زميلتي و صديقتي في الغرفة؟ لكن ...لا أعتقد أنها تملك أسلوبك...أجدت بل كشفت و عبرت بدلا منها و كأنك هي....ولجت عالمي ...اليك كل التحية بل مرحبا بك في يومياتي...صدقا فكلماتك كانت الكلمات التي تتلفظ بها و ما أضحكني وصفك لي بالمدللة فهي الكلمة المتكررة التي لا تيأس هي من قولها لي....و صدقيني ان قلت لك ان مكان مذكرتي تحت وسادتي ...و أمنحك بر الأمان لتتصفحي ذكرياتي ......سأنتظر تواجدك .شكرا أختي و ان سمحت أختي الكبرى
صرخة صمت
2012-03-25, 16:56
...كان الكل يهرول مسرعا....الا أنا كنت أمشي و أتأمل ...و ها أنا أمام الباب الخارجي للجامعة التي يستوجب أن أمر بها للوصول هناك...و اااه بل ألف اااه ...مجرد رؤيتها تجعلني أحس بالفشل ....أنظر ...منحدر صعب جدا لكن ...بملل و تعب أواصل السير...و أرحل بمخيلتي ....لقد اشتقت لتك الأيام... اشتقت لأن ألاعب و أخاصم اخوتي...اشتقت لأصدقائي ...اشتقت لتصرفاتي الطائشة مع الأساتذة....أتذكر كيف كنت أتمنى الرحيل من هناك و الخلاص من كلامهم اللاذع لكن أنا اليوم أشتاق حقا لهم...أحن لشرب القهوة مع عائلتي ...أحن للتجوال بين غرف منزلنا...اشتقت لصراخ أمي و أبي –كفاك حديثا و أسرعي- ....وأحسست الدموع في عيناي ...لم اسمح لها بالنزول ببساطة لأني ان انطلقت فلن اتوقف أبدا....لقد قطعت نصف الطريق ....رأيت ان كان متواجدا كعادته هناك...أمام قسم علم المكتبات...و ككل يوم كان يرتدي ملابسه السوداء...نظارته السوداء...يبتظر صديقه ...و رجعت بي الذاكرة الى أول يوم رأيته فيه...كان واقفا و الكل يمر أمامه...لا أدري كيف و لما نظرت اليه مطولا؟..واكتشفت أنه بسبب شروده قد نسي أين المنعرج الذي هو فيه؟ هل يستدير أم يكمل الطريق...كان هذا جوابه حين سألته هل تحتاج مساعدة؟....فقد كان أيوب أعمى...أجل أعمى.....
يتبع
الورود المنسية
2012-03-26, 13:04
أحلى تحية.. وورودا بهية.. وأمنيات نقية..
..
كنت استشنق الابداع - فوق - وأترنح بين نسجك الجذاب..
..
..
وكأني بقلمك ينساق مطواعا.. يخط حروفا.. تشد القارئ بسحر رهيب.. ليلج نافذتك.. ويتمشى في أزقتك.. وينتظر حافلتك.. ويحجز مكانا -بين الواقفين - ويصرخ مع الصارخين.. وينزل -مرغما- عند كلمة (يتبع)
..
منتظرا في محطته.. أن تفدي مرة أخرى لتكملي.. وكم يطول الانتظار..
صرخة صمت
2012-03-29, 15:28
....أتذكر أني وقفت أمامه...نظرت اليه و أنا خائفة..خائفة أن أتأكد أنه أعمى...لكن...ألقيت نظرة الى يده ... كان يحمل عصاه ...أحسست بانقباض قلبي...رجفة أصابت جسدي...نبض متسارع في حلقي ، كان يمنعني حتى من التنفس...دموع كنت أحاول كبتها و كلما فعلت تزايدت سرعة النبض ...حينها كنت لا أزال أعاني من العقدة التي كبرت و اياي ...لم تفارقني طوال أيام الثانوية ...دائما كان البكاء ردة فعلي على أي مشهد قد أصادفه في حياتي ...تساءلت أسبقى هكذا أسيرة لدموعي ؟...كنت خائفة من أن أحسسه بأني اشفق عليه أو ...أو...لهذا اعتقدت أن ابتعادي عنه و مروري أمامه كأني غير موجودة أفضل...لكن لا أدري شيء ما منعني..أغمضت عيناي و أنا أردد كفاني سخفا ، انه ينتظر يدا ما لتمسكه...انه ينتظر عيونا تراه ليصل ...انه يحس بالمارين أمامه ...ان مررت دون أن أساعده سيتألم ...سيتألم أكثر لأن لا أحد اهتم لأمره...لأن لا أحد رضي أن يكون عينيه للحظة واحدة...بخطى ثابتة اقتربت منه و سألته – هل لي أن أساعدك؟- و بصوت هادىء أجاب – لقد شردت في التفكير فنسيت أي منعرج أنا فيه الأن ؟هل اكمل ثم أستدير أم لم يبق لي على فرع علم المكتبات الا بضع أقدام؟....طلبت منه أن يفتح عصاه و يتتبع كلماتي...و ساد الصمت بيننا ...و تلفظ أخيرا – اسمي أيوب ...ادرس علم المكتبات و أنت؟ ...أمل ..كان الاسم الذي اخترته لنفسي ...لا أدري لما؟ ..رغم أني لم أكن أملك من الأمل الا بقاياه...ابتسم ...و قال بصوت ربما كان يتخلله حزن- لم يسألني أحد و لم يلمح أحد أني أعمى الا أنت- ...فاكتفيت بالقول أن عصاه لم يكن ظاهرا و أن الكل كان مسرعا يحاول اللحاق في الوقت....ووصلنا الى المكان ...- بارك الله فيك- كانت اخر كلماتك ...أكملت المسير و أنا أتساءل – من الأعمى؟ نحن أم هو؟ ...و غصت في بحر من الأسئلة...كيف قاوم هذا الابتلاء؟ كيف قاوم هذا العناء و هذه المشقة ؟ ..كيف و كيف....و ها أنا الأن ألتقي به كل يوم ...أمر بجانبه...و أواصل المشي و أخيرا أصل الى الباب الخارجي ..أرفع رأسي – جامعة بوزريعة – ها قد خرجت منها لأكمل طريقي نحو هدفي ..... يتبع
صرخة صمت
2012-04-08, 21:38
أحلى تحية.. وورودا بهية.. وأمنيات نقية..
..
كنت استشنق الابداع - فوق - وأترنح بين نسجك الجذاب..
..
..
وكأني بقلمك ينساق مطواعا.. يخط حروفا.. تشد القارئ بسحر رهيب.. ليلج نافذتك.. ويتمشى في أزقتك.. وينتظر حافلتك.. ويحجز مكانا -بين الواقفين - ويصرخ مع الصارخين.. وينزل -مرغما- عند كلمة (يتبع)
..
منتظرا في محطته.. أن تفدي مرة أخرى لتكملي.. وكم يطول الانتظار..
شكرا أختاه على مرورك من هنا.
طارق النور
2012-04-09, 09:17
أحلى تحية.. وورودا بهية.. وأمنيات نقية..
..
كنت استشنق الابداع - فوق - وأترنح بين نسجك الجذاب..
..
..
وكأني بقلمك ينساق مطواعا.. يخط حروفا.. تشد القارئ بسحر رهيب.. ليلج نافذتك.. ويتمشى في أزقتك.. وينتظر حافلتك.. ويحجز مكانا -بين الواقفين - ويصرخ مع الصارخين.. وينزل -مرغما- عند كلمة (يتبع)
..
منتظرا في محطته.. أن تفدي مرة أخرى لتكملي.. وكم يطول الانتظار..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
أختي الفاضلة.. أليست هذه مشاركتي؟؟؟؟
..
طبق الأصل.. كما كتبتها * * * هنا * * * (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=9328072&postcount=5)
..
أتمنى أن يكون نقلك لها بداعي أنها راقتك، أو لأنك تقاسمت الشعور نفسه كالذي خالجني لدى قراءة الكلمات العذبة
..
حفظك الله وأثابك الجنة
..
..
وتحية عطرة للأخت المبدعة صرخة صمت.. زادها الله تألقا
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir