المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغيرة حصن الأسرة


farestlemcen
2012-03-23, 10:16
الغيرة هي الحمية والأنفة يقال : رجل غيور وامرأة غيور بلا هاء لأن فعولاً يشترك فيه الذكر والأنثى ، وفي رواية امرأة غيرى هي فعلى من الغيرة ، والمغيار الشديد الغيرة ... والعرب تقول أغير من الحمّى أي أنها تلازم المحموم ملازمة الغيور لبعلها . لسان العرب ج: 5 ص: 41

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

وعن المغيرة رضي الله عنه قال : قال سعد بن عبادة رضي الله عنه : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : تعجبون من غيرة سعد والله لأنا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة . صحيح البخاري ج: 6 ص: 2698 ح 6980
قال ابن القيم : فجمع في هذا الحديث بين الغيرة التي أصلها كراهة القبائح وبغضها وبين محبة العذر الذي يوجب كمال العدل والرحمة والاحسان والله سبحانه مع شدة غيرته يحب إن يعتذر اليه عبده ويقبل عذر من اعتذر إليه وأنه لايؤاخذ عباده بارتكاب ما يغار من ارتكابه حتى يعذر إليهم ولأجل ذلك أرسل رسله وأنزل كتبه إعذاراً وإنذاراً . وهذا غاية المجد والاحسان ونهاية الكمال فإن كثيراً ممن تشتد غيرته من المخلوقين تحمله شدة الغيرة على سرعة الإيقاع والعقوبة من غير إعذار منه ومن غير قبول العذر ممن اعتذر اليه بل قد يكون له فى نفس الامر عذر ولاتدعه شدة الغيرة أن يقبل عذره ، وكثير ممن يقبل المعاذير يحمله على قبولها قلة الغيرة حتى يتوسع في طريق المعاذير ويرى عذراً ما ليس بعذر حتى يعذر كثيراً منهم بالعذر ، وكل منهما غير ممدوح على الاطلاق . وإنما الممدوح اقتران الغيرة بالعذر فيغار في محل الغيرة ويعذر في موضع العذر ومن كان هكذا فهو الممدوح حقاً . الجواب الكافي ج: 1 ص: 43ـ 45
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

3 ) أقسام الناس في الغيرة :
وهنا انقسم بنو آدم أربعة اقسام :
1] قوم لا يغارون على حرمات الله بحال ولا على حرمها . مثل الديوث والقواد وغير ذلك ومثل أهل الاباحة الذين لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق . ومنهم من يجعل ذلك سلوكاً وطريقاً } واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء { سورة الاعراف 28
2] وقوم يغارون على ما حرمه الله ، وعلى ما أمر به مما هو من نوع الحب والكره يجعلون ذلك غيرة ، فيكره أحدهم من غيره أموراً يحبها الله ورسوله . ومنهم من جعل ذلك طريقاً وديناً ويجعلون الحسد والصد عن سبيل الله وبغض ما أحبه الله ورسوله غيرة .
3] وقوم يغارون على ما أمر الله به دون ما حرمه . فتراهم في الفواحش لا يبغضونها ولا يكرهونها بل يبغضون الصلوات والعبادات كما قال تعالى فيهم } فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً { سورة مريم 59
4] وقوم يغارون مما يكرهه الله ويحبون ما يحبه الله . هؤلاء هم أهل الإيمان . الاستقامة ج: 2 ص: 7
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

وقال ابن بطوطة في وصف ( 000000 ) : ولنسائها الجمال الفائق وهن أعظم شأنا من الرجال وشأن هؤلاء القوم عجيب وأمرهم غريب فأما رجالهم فلا غيرة لديهم ... وأما نساؤهم فلا يحتشمن من الرجال ولا يحتجبن مع مواظبتهن على الصلوات ... والنساء هنالك يكون لهن الأصدقاء والأصحاب من الرجال الأجانب وكذلك للرجال صواحب من النساء الأجنبيات ويدخل أحدهم داره فيجد امرأته ومعها صاحبها فلا ينكر ذلك .
دخلت يوما على القاضي بايوالاتن بعد إذنه في الدخول فوجدت عنده امرأة صغيرة السن بديعة الحسن فلما رأيتها ارتبت وأردت الرجوع فضحكت مني ولم يدركها خجل وقال لي القاضي لم ترجع إنها صاحبتي فعجبت من شأنهما فإنه من الفقهاء الحجاج وأخبرت أنه استأذن السلطان في الحج في ذلك العام مع صاحبته لا أدري أهي هذه أم لا فلم يأذن له .
دخلت يوما على أبي محمد بن يندكان المسوفي الذي قدمنا في صحتبه فوجدته قاعدا على بساط وفي وسط داره سرير مظلل عليه امرأة معها رجل قاعد وهما يتحدثان فقلت له ما هذه المرأة فقال هي زوجتي فقلت وما الرجل الذي معها فقال هو صاحبها فقلت له أترضى بهذا وأنت قد سكنت بلادنا وعرفت أمور الشرع فقال لي مصاحبة النساء للرجال عندنا على خير وحسن طريقة لا تهمة فيها ولسن كنساء بلادكم فعجبت من رعونته وانصرفت عنه فلم أعد إليه بعدها واستدعاني مرات فلم أجبه . رحلة ابن بطوطة ج: 2 ص: 776ـ777

الأمنيات
2012-03-23, 16:34
http://sub3.rofof.com/img4/012xlmwo26.gif