فارس الجزائري
2009-01-01, 00:57
:dj_17:
السلام عليكم
لقد أردت أن أشارك بهذا الموضوع حول خطورة مُآخَذَة علماء الإسلام في بعض ما جاءوا به من قضايا. إذ لحظت أن البعض يتكلم عليهم بطريقة وكأنه يتكلم عن صديق له أو عن أحد يعرفه تمام المعرفة مما يخول له أن يتكلم فيه بماء شاء. وعليه أقول:
أولا: من واجبنا أن نحفظ لسننا من الزلل فلا يقودنا إلى الاستهزاء بعلمائنا والتقليل من قدرهم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) وقال لمعذا (ألا أخبرك بملاك ذلك كله) قال: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: (كف عليك هذا) قال: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟).
قال الله تعالى: ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، (ق: 18). وقد سئل رسول الله عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: (الفم والفرج).
ثانيا: لماذا ذكرت كل هذه الآيات والأحاديث؟
لأن الله سبحانه وتعالى قد أعطى للعلماء مكانة يحفظها هو لهم قبل أن نحفظها نحن لهم: قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وقال: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) وقال: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم).
بالله عليكم كيف أتوجه لهذا العالم أو ذاك بتقليل من شأنه بعد ما أشرك الله عباده العلماء في شهادة أن لا اله إلا هو مع شهادته وشهادة الملائكة.
ثالثا: لماذا تتحامل على عالم وتنقص من قدره وتتمسك وتتشبث برأي عالم آخر وتجله وتقدره، ألا يكون الأول صائب وثاني مخطأ والعكس الصحيح الأول مخطأ والثاني صائبا، يقول الإمام الحافظ ابن عبد البر: (لا يسلمُ العالمُ من الخطأ ، فمن أخطأ قليلاً و أصابَ كثيراً فهو العالم، ومن أصاب قليلاً و أخطأ كثيراً فهو الجاهل)، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وليُعْلَم انه ليس أحد من الأئمة، يتعمد مخالفة رسول لله صلى الله عليه وسلم، في شيء من سنة,دقيق ولا جليل.فإنهم متفقون اتفاقاً يقينياً على وجوب إتباع الرسول صلى لله عليه وسلم، وعلى كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم).
و قال أيضا شيخ الإسلام: و ليس لأحد أن يتبعَ زلات العلماء،كما ليس له أن يتكلمَ في أهل العلم و الإيمان بما هم ليسوا به بأهل ،...،و هذا أمرٌ واجبٌ على المسلمين في كلِّ ما يُشْبِه هذا من الأمور(.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (نعوذ بالله سبحانه مما يفضي إلى الوقيعة في أعراض الأئمة، أو انتقاص أحد منهم، أو عدم المعرفة بمقاديرهم و فضلهم، أو محادتهم و ترك محبتهم و موالاتهم ...).
وقال ابن القيّم رحمه الله: ( العالِم يزِلُّ و لا بُدَّ، إذ لَيسَ بمعصومٍ، فلا يجوز قبول كلِّ ما يقوله، و يُنزَّل قوله منزلة قول المعصوم، فهذا الذي ذمَّه كلّ عالِم على وجه الأرض و حرَّموه وذمُّوا أهلَه ).
قال الإمام مالك بن أنس: ( إنما أنا بشر أخطئ و أصيب فانظروا في رأيي
فكل ما وافق الكتاب و السنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب و السنة فاتركوه ).
وكذلك كان الإمام أبو حنيفة رحمه الله، حيث قال: ( إذا قلتُ قولاً يخالف كتاب الله تعالى و خبر الرسول عليه الصلاة و السلام فاتركوا قولي..).
و قال الإمام الشافعي رحمه الله: ( إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقولوا بسنة رسول الله عليه الصلاة و السلام و دعوا ما قلت ).
إذا هؤلاء كبار العلماء قد طلبوا من أن يترك أي رأيي يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم، فما بلك بعلمائنا في الوقت الحالي الذي نرى أن جل خلافاتهم في قضايا فكرية وعقائدية اجتهادية، قد يكون أحدهم صائبا فيها والآخر مخطأ فيها.
رابعا: لك الحق كل الحق أن تبرهن على رأيك وما تعتقده من أفكار. من أقاويل العلماء وأفكارهم فلك أن تقول قال هذا الشيخ في هذا الموضوع كذا وقال شيخ آخر ذاك، لكن دون أن تنقص من قدر علماء آخرين وتعطي حكما عليهم دون أن تعرف من هم أو فل نقل دون أن تصل إلى المستوى الذي وصلوا إليه وتعبوا من أجل بلوغه. فمن هم ومن نحن.
خامسا: كل ما ذكرت سابقا، لا ينفي حقي وحقك في التعبير عن ما أفكر أو ما تفكر، لكن بشرط أن نرتقي فوق كل مستويات المأخذة والتلميح بالنقص في أفكارنا وآرائنا، لك أن تقبل الفكرة أو ترفضها دون أن تجرح صاحب الفكرة.
أخيرا: لقد طرحت هذا الموضوع، وأعلم أن هناك من قد يناقضه وهناك من قد يتفق معه.
ولذلك أقول من الآن لن أرد على أي مشاركة فقد طرحت هذا الموضوع من باب النصح لا أكثر، فإن قبلتم بنصيحتي فأهلا وسهلا وإن لم تقبلوها كذلك أهلا وسهلا.
و اللهم إن قد بلغت اللهم فشهد.
السلام عليكم
لقد أردت أن أشارك بهذا الموضوع حول خطورة مُآخَذَة علماء الإسلام في بعض ما جاءوا به من قضايا. إذ لحظت أن البعض يتكلم عليهم بطريقة وكأنه يتكلم عن صديق له أو عن أحد يعرفه تمام المعرفة مما يخول له أن يتكلم فيه بماء شاء. وعليه أقول:
أولا: من واجبنا أن نحفظ لسننا من الزلل فلا يقودنا إلى الاستهزاء بعلمائنا والتقليل من قدرهم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) وقال لمعذا (ألا أخبرك بملاك ذلك كله) قال: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: (كف عليك هذا) قال: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟).
قال الله تعالى: ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، (ق: 18). وقد سئل رسول الله عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: (الفم والفرج).
ثانيا: لماذا ذكرت كل هذه الآيات والأحاديث؟
لأن الله سبحانه وتعالى قد أعطى للعلماء مكانة يحفظها هو لهم قبل أن نحفظها نحن لهم: قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وقال: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) وقال: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم).
بالله عليكم كيف أتوجه لهذا العالم أو ذاك بتقليل من شأنه بعد ما أشرك الله عباده العلماء في شهادة أن لا اله إلا هو مع شهادته وشهادة الملائكة.
ثالثا: لماذا تتحامل على عالم وتنقص من قدره وتتمسك وتتشبث برأي عالم آخر وتجله وتقدره، ألا يكون الأول صائب وثاني مخطأ والعكس الصحيح الأول مخطأ والثاني صائبا، يقول الإمام الحافظ ابن عبد البر: (لا يسلمُ العالمُ من الخطأ ، فمن أخطأ قليلاً و أصابَ كثيراً فهو العالم، ومن أصاب قليلاً و أخطأ كثيراً فهو الجاهل)، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وليُعْلَم انه ليس أحد من الأئمة، يتعمد مخالفة رسول لله صلى الله عليه وسلم، في شيء من سنة,دقيق ولا جليل.فإنهم متفقون اتفاقاً يقينياً على وجوب إتباع الرسول صلى لله عليه وسلم، وعلى كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم).
و قال أيضا شيخ الإسلام: و ليس لأحد أن يتبعَ زلات العلماء،كما ليس له أن يتكلمَ في أهل العلم و الإيمان بما هم ليسوا به بأهل ،...،و هذا أمرٌ واجبٌ على المسلمين في كلِّ ما يُشْبِه هذا من الأمور(.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (نعوذ بالله سبحانه مما يفضي إلى الوقيعة في أعراض الأئمة، أو انتقاص أحد منهم، أو عدم المعرفة بمقاديرهم و فضلهم، أو محادتهم و ترك محبتهم و موالاتهم ...).
وقال ابن القيّم رحمه الله: ( العالِم يزِلُّ و لا بُدَّ، إذ لَيسَ بمعصومٍ، فلا يجوز قبول كلِّ ما يقوله، و يُنزَّل قوله منزلة قول المعصوم، فهذا الذي ذمَّه كلّ عالِم على وجه الأرض و حرَّموه وذمُّوا أهلَه ).
قال الإمام مالك بن أنس: ( إنما أنا بشر أخطئ و أصيب فانظروا في رأيي
فكل ما وافق الكتاب و السنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب و السنة فاتركوه ).
وكذلك كان الإمام أبو حنيفة رحمه الله، حيث قال: ( إذا قلتُ قولاً يخالف كتاب الله تعالى و خبر الرسول عليه الصلاة و السلام فاتركوا قولي..).
و قال الإمام الشافعي رحمه الله: ( إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقولوا بسنة رسول الله عليه الصلاة و السلام و دعوا ما قلت ).
إذا هؤلاء كبار العلماء قد طلبوا من أن يترك أي رأيي يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم، فما بلك بعلمائنا في الوقت الحالي الذي نرى أن جل خلافاتهم في قضايا فكرية وعقائدية اجتهادية، قد يكون أحدهم صائبا فيها والآخر مخطأ فيها.
رابعا: لك الحق كل الحق أن تبرهن على رأيك وما تعتقده من أفكار. من أقاويل العلماء وأفكارهم فلك أن تقول قال هذا الشيخ في هذا الموضوع كذا وقال شيخ آخر ذاك، لكن دون أن تنقص من قدر علماء آخرين وتعطي حكما عليهم دون أن تعرف من هم أو فل نقل دون أن تصل إلى المستوى الذي وصلوا إليه وتعبوا من أجل بلوغه. فمن هم ومن نحن.
خامسا: كل ما ذكرت سابقا، لا ينفي حقي وحقك في التعبير عن ما أفكر أو ما تفكر، لكن بشرط أن نرتقي فوق كل مستويات المأخذة والتلميح بالنقص في أفكارنا وآرائنا، لك أن تقبل الفكرة أو ترفضها دون أن تجرح صاحب الفكرة.
أخيرا: لقد طرحت هذا الموضوع، وأعلم أن هناك من قد يناقضه وهناك من قد يتفق معه.
ولذلك أقول من الآن لن أرد على أي مشاركة فقد طرحت هذا الموضوع من باب النصح لا أكثر، فإن قبلتم بنصيحتي فأهلا وسهلا وإن لم تقبلوها كذلك أهلا وسهلا.
و اللهم إن قد بلغت اللهم فشهد.