alilac
2012-03-21, 17:19
تحية طيبة لكل رواد هذا المنتدى
أحببت أن أشارككم للمرة الأولى بهذه المقامة ، علها تخلق بسمة تشرق لها وجوهكم الحبيبة.
حدثنا أبو الفتح المراكشي قال.. اتفق لي أن دعيت إلى إحدى الولائم.. وكان المضيف جوادا يحتمل الدين عن كل غارم.. كريما سمحا يحل ضيفه محل العمائم.. وكان مذهبي أن أجيب الداعي.. كريما كان أو لئيما.. ظاعنا أو مقيما.. إذ كنت أعد الوليمة أمّ المغانم.. وتاج المكارم.. وأرى التخلف عنها من ضعف العزائم.. فتواعدت مع الأصحاب على اللقاء.. بعيد صلاة العشاء.. وجددنا الرجاء.. في خبيصة أو مضيرية.. نغيظ بها الحواسد.. وندبج في وصفها القصائد.
فما إن سمعت الآذان .. حتى يممت شطر مسجد النعمان.. لعلمي أن إمامه قصير الأناة.. لا يطيل في الصلاة.. ويرى التخفيف على المصلين.. تأسيا بهدي المندوب الأمين.. فلبثنا في الفناء ساعة.. ولما ينتظم بعد سلك الجماعة.. بل تعالى منهم الصياح.. وأمسى المسجد حلبة للنطاح.. وانتظموا حلقا.. حيث يكون الصف الواحد أليقا.. فقمت أتقصى الخبر.. وسألت أحدهم: أغاب الإمام أم حضر.. فشزرني ثم زفر.. ثم حوقل واستغفر.. وقال: يا قصير النظر.. أما علمت أن الإمام قد غيبته الحفر.. وحط الرحال بدار المستقر.. قلت: لعمري تلك إحدى الكبر.. أفي العشي قضى أم عند السحر.. فأجابني بنبرة نمت عن كبد انفطر: بل عند ازورار القمر.. قلت: ومن سيسد مقامه.. ويرعى دمامه.. قال بصوت علاه الشجون: القوم فيمن يخلفه مختلفون.. فقمت وقد احتد غيظي.. وخطبت في القوم عساني أجلي المديق عن المحض :يا جماعة الخير.. إنما هي إمامة وليست خلافة.. أتراكم ستعطلون الشعيرة.. حتى يبعث الله فيكم علامة نحريرة.. فليؤم بالقوم أكبرهم سنا.. قال أبو الفتح فتقدم عشرة شيوخ منا.. وكل يدعي أنه أسن من صاحبه.. وأقدم عهدا من الذي بجانبه.. فهدا قد عاصر كسرى أنو شروان.. صاحب القصر والإيوان.. وذاك قد مهد الجبال.. لفيلة هانيبال. وآخر قد كان مع نوح في السفين.. على عهد الطوفان من الناجين.. فقلت لفصل الخطاب: فليؤم بنا أحفظكم لكتاب.. وأعلمكم بالأسباب...، فما غاروا ولا ارعووا.. بل لجوا وتمادوا.. وكل يدعي أنه أحفظ من الهالك.. بل أفقه من الإمام مالك....
قال أبو الفتح فلما أعيتني الحيلة.. وخانتني الوسيلة.. قلت: اقترعوا إذن.. وأيكم فاز حق أن نأمر له ونذعن. فلفرط تعسي.. وتبلج نحسي.. فاز أكثرهم مراءً.. وأظهرهم رياءً.. وأكثرهم كبرا.. وأشدهم عجبا. فما أتم فاتحة الكتاب.. حتى وددت أن ينفخ في الصور ويحشر الناس للحساب.. ثم أطال الركوع.. حتى تكلست مني الضلوع.. وأسهب في السجود.. حتى كادت الروح أن تجود. فوالله ما سلـّم.. حتى صحت من الغم.. وا مصيبتاه.. وا وليمتاه.
أحببت أن أشارككم للمرة الأولى بهذه المقامة ، علها تخلق بسمة تشرق لها وجوهكم الحبيبة.
حدثنا أبو الفتح المراكشي قال.. اتفق لي أن دعيت إلى إحدى الولائم.. وكان المضيف جوادا يحتمل الدين عن كل غارم.. كريما سمحا يحل ضيفه محل العمائم.. وكان مذهبي أن أجيب الداعي.. كريما كان أو لئيما.. ظاعنا أو مقيما.. إذ كنت أعد الوليمة أمّ المغانم.. وتاج المكارم.. وأرى التخلف عنها من ضعف العزائم.. فتواعدت مع الأصحاب على اللقاء.. بعيد صلاة العشاء.. وجددنا الرجاء.. في خبيصة أو مضيرية.. نغيظ بها الحواسد.. وندبج في وصفها القصائد.
فما إن سمعت الآذان .. حتى يممت شطر مسجد النعمان.. لعلمي أن إمامه قصير الأناة.. لا يطيل في الصلاة.. ويرى التخفيف على المصلين.. تأسيا بهدي المندوب الأمين.. فلبثنا في الفناء ساعة.. ولما ينتظم بعد سلك الجماعة.. بل تعالى منهم الصياح.. وأمسى المسجد حلبة للنطاح.. وانتظموا حلقا.. حيث يكون الصف الواحد أليقا.. فقمت أتقصى الخبر.. وسألت أحدهم: أغاب الإمام أم حضر.. فشزرني ثم زفر.. ثم حوقل واستغفر.. وقال: يا قصير النظر.. أما علمت أن الإمام قد غيبته الحفر.. وحط الرحال بدار المستقر.. قلت: لعمري تلك إحدى الكبر.. أفي العشي قضى أم عند السحر.. فأجابني بنبرة نمت عن كبد انفطر: بل عند ازورار القمر.. قلت: ومن سيسد مقامه.. ويرعى دمامه.. قال بصوت علاه الشجون: القوم فيمن يخلفه مختلفون.. فقمت وقد احتد غيظي.. وخطبت في القوم عساني أجلي المديق عن المحض :يا جماعة الخير.. إنما هي إمامة وليست خلافة.. أتراكم ستعطلون الشعيرة.. حتى يبعث الله فيكم علامة نحريرة.. فليؤم بالقوم أكبرهم سنا.. قال أبو الفتح فتقدم عشرة شيوخ منا.. وكل يدعي أنه أسن من صاحبه.. وأقدم عهدا من الذي بجانبه.. فهدا قد عاصر كسرى أنو شروان.. صاحب القصر والإيوان.. وذاك قد مهد الجبال.. لفيلة هانيبال. وآخر قد كان مع نوح في السفين.. على عهد الطوفان من الناجين.. فقلت لفصل الخطاب: فليؤم بنا أحفظكم لكتاب.. وأعلمكم بالأسباب...، فما غاروا ولا ارعووا.. بل لجوا وتمادوا.. وكل يدعي أنه أحفظ من الهالك.. بل أفقه من الإمام مالك....
قال أبو الفتح فلما أعيتني الحيلة.. وخانتني الوسيلة.. قلت: اقترعوا إذن.. وأيكم فاز حق أن نأمر له ونذعن. فلفرط تعسي.. وتبلج نحسي.. فاز أكثرهم مراءً.. وأظهرهم رياءً.. وأكثرهم كبرا.. وأشدهم عجبا. فما أتم فاتحة الكتاب.. حتى وددت أن ينفخ في الصور ويحشر الناس للحساب.. ثم أطال الركوع.. حتى تكلست مني الضلوع.. وأسهب في السجود.. حتى كادت الروح أن تجود. فوالله ما سلـّم.. حتى صحت من الغم.. وا مصيبتاه.. وا وليمتاه.