تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قبسات من كلام أهل العلم عن غزة المحاصرة


kadirou831
2008-12-30, 22:59
السلام عليكم ورحمة الله

لأن الامور النوازل يفتي فيها أهل العلم وليس الغوغاء
لأن الفتن إذا أقبلت تكلم فيها كل دعي واستغل دعاة السوء ظلامها للتلبيس على العامة
لكثرة القيل والقال هنا وهناك دون تبصر وروية
لأن الناس اشتعلت حماسا ونحيب دون أدنى روية أو تبصر
الا من رحم ربك


سأنقل لكم بعض كلام أهل العم عن هذا المصاب الجلل
حصار غزة وتكالب اليهود الأنجاس عليها.
عجل الله بفك كربتها


من أعجبه الكلام فبها ونعمت
ومن لم يعجبه فليعتزلن موضوعي هذا
فهو ليس للنقاش والنقد
فليس في هذا المنتدى من هو أهل لانتقاد كلام اهل العلم

انما العلم قال الله وقال رسوله
وليس كلام فارغ ومنطق بليد

وبارك الله فيكم
وجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

kadirou831
2008-12-30, 23:00
صبرا يا أهل غزّة فإنّ مع العسر يسرا
[مع نصيحة إلى قادة حماس].

الحمد لله ربّ العالمين، مالك يوم الدين، ولا عدوان إلا على الظالمين اليهود، وأعوانهم من الصليبيين، ونعوذ بالله من دعاة الحزبية والطائفية الزائغين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المتقين.
أما بعد:
اعلموا يا إخواننا من الشعب الفلسطيني في مقاطعة غزة المحاصرة أن الدِّين الإسلامي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كامل غير منقوص، وسالم من التبديل والتغيير والتحريف والنكوس، فهو ظاهر ما بقي الليل والنهار، مصداقا لقول النبي المختار صلى الله عليه وسلم من حديث المقداد بن الأسود، وغيره من الصّحب الكرام عليهم من الله الرضوان: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبرٍ إلا أدخله الله هذا الدين، بعزّ عزيز، أو بذل ذليل، عزّا يعزّ الله به الإسلام، وذلا يذل به الكفر). وقبل هذا قوله تعالى: [هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ]، فاشكروا الله على نعمة الإسلام والسنّة، واسألوه العصمة من كل وكسة ونكسة ومحنة، وإياكم واليأس والخور، وكونوا في قمة الصبر والأمل كما كان نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام [يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ]، واعتزوا بعقيدتكم الصافية والطاهرة التي بنيت على القرب من أهل الحق والصدق، والبعد عن أهل الطرق المبتدعة والفسق، عقيدة لا عوج فيها، قيمة لتتمسكوا بها، وتدعوا النّاس إليها بالعلم والحلم والمال والنفس، وتردوا عنها شطحات أهل الزيغ والأهواء، وتلبيس دعاة الباطل وناقلي الوباء، من الروافض الأنجاس، أحفاد الخميني الهالك، والمنزوين وراء مترسة قمّ وكربلاء.
يا أهل غزة وأبناءَ جباليا الكرام إنّنا نشارككم الألم، ونشعر بكل صيحة أمٍ فقدت صغيرها أو فردا من أهلها، وندعو الله لكم في النهار والسّحر بأن يبعد عنكم بطش الكافرين من اليهود وأعوانهم الصليبيين، وأن يصبِّرَكم في مصيبتكم التي هي مصيبتنا، وأن يجنبكم شماتة الأعداء، ونبشركم بأمر؛ إن كنتم تألمون يا أهل جباليا من اعتداءات الصهاينة، وسكوت العالم بما حوى من قريب أو بعيد، فاعلموا أنهم يألمون أشدّ مما تألمون، والفاصل بينكم وبينهم أنكم ترجون من الله ما لا يرجون، فاثبتوا على الحقّ القديم، وإياكم والتبديل، واحذروا أن تولّوا الأدبار وتنقضوا الميثاق مع الله، واثبتوا على منهج السلف، ولتكن هذه الآية صلب أعينكم [مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا].
اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل الدائرة على الصهاينة المعتدين، وأن تفشل خططهم في المنطقة، وأن تحفظ المستضعفين في فلسطين من كيد الأعداء إنك ربي قوي متين، وعليم حكيم.
وأتوجّه فيما بقي من الحديث إلى قادة حماس في المنطقة، هداهم الله إلى منهج السّلف، وطهر قلوبهم من أدران وهواجس الخلف وأقول لهم:
إن خلافكم مع أهاليكم في رام الله، وتقلص أيدي المساعدة التي كانت تأتيكم من الدول العربية، وتلقيكم لحزمة من النقد من كبار أهل العلم في العالم الإسلامي؛ لا يسوِّغ لكم السفول أكثر في مستنقع الهوان والاستكانة، والجنوح إلى عباءة الروافض الخبيثين، والخوارج السفهاء الرعون، وأنتم تحملون لواء الممانعة والصمود، وتتنادون بدولة إسلامية سنية طاهرة؟، فإنّ الله لا يبارك في مقاومة ينصرها الأخبثان، وتموّل بخيصاء طهران.
ولما التملّق إلى حزب حسن في لبنان بإقامة خيام العزاء لرجل من رجالهم، له ترجمة تروق بلا معنى، واسم يهول بلا جسم، مأبون بالشرّ، يحمل مشروع المؤاحنة لأهل الخير، طاشت يده كما طاش عقله فأصاب البريء والخوّان.
عزاء يا زعماء حماس هداكم الله قطعتم به أواصل الإخاء مع عباد الرحمن، وأحييت به بدعة قبيحة خسيسة الشأن، حتى ولو كان الهالك فيها من أهل الإتقان والإحسان، كيف ومن رفعتم له الألوية ووصفتموه بالمنازل العالية لا يستحق أبياتا قيلت في قينة.
يا قادة حماس في غزة: لما لا يكون هذا الهجوم السافر عليكم من الصهاينة وحلفائهم في المنطقة سببه معاصيكم، وانزوائكم إلى أتون الرفض بإقامة العزاء على طريقة أصحاب الحسينيات الهالكين، فتوبوا إلى الله، وفروا إليه، واحتموا بكنفه ذلك خير لكم من صبّ جمّ غضبكم على العالم العربي الذي هو أشد ضعفا منكم، غارق في وحل الخلاف، لو يستطيع فقط أن يعقد قمة عربية ناجحة في دمشق يكون حقق لكم نصرا عظيما، قال تعالى: [وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا]، وقال تعالى: [وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا].
يا قادة حماس بصّركم الله بالحق، ودفع عنكم كيد الأعادي ودعاة العوق، إنّ العدوّ المشترك لا يبيح لكم تعطيل النّصوص، وتكذيب التاريخ، وإنكار المعقول والمحسوس، والركون إلى أحفاد المجوس، وإنني أعظكم ثلاثا أن تكونوا الثقب الذي يتسرب منه أهل الرفض إلى ساحة بيت المقدس، فقد صحّ عن عبد الله بن عمرو فيما أخرج ابن خزيمة في كتاب التوحيد أنّه قال: (لا يدخل حظيرة القدس سكير، ولا عاق، ولا منان)، فكيف بعُبَّاد الأوثان وزوار المشاهد، واحذروا أن تعجبوا برأيكم فتقعوا في حمأة الجهالة، فإن الحقَ لا يُعرف بالخطب الجوفاء الرنانة التي تردد في الشوارع، ولا بالأماني الخاوية التي ترجى، ولا بالفتاوى المبتورة والملفقة الضالة، ولا بالتهور المقيت في صورة الشجاعة، ولا بالاعتماد على العقل في الفتن، ولا بكثرة الاجتهاد والأعمال، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التسعينيّة (3/926ط: دار المعارف) رادا على أبي المعالي الجويني وضربه من علماء الكلام، وإني أخال الجوني أذكى منكم يا قادة حماس بمراتب ومنازل: (ولكن اتباع أهل الكلام المحدث، والرأي الضعيف، وما تهوى الأنفس، ينقص صاحبه إلى حيث جعله الله مستحقا لذلك، وإن كان له من الاجتهاد في تلك الطريقة ما ليس لغيره، فليس الفضل بكثرة الاجتهاد، ولكن بالهدى والسداد، كما جاء في الأثر: "ما زاد مبتدع اجتهادا إلا ازداد من الله بعدا")اهـ.
وأكرر التحذير مرة أخرى من تمكين الروافض من مربط جبريل، فإن الشرّ الذي يتضوع منه الفلسطينيون من جرّاء الاحتلال لا يساوي شيئا في مقابل الذعاف الذي سيصيبهم من زحف الروافض على معتقداتهم وثوابتهم التي بها صمدوا في وجه دولة صهيون عهودا تجعل الولدان شيبا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (1/6-11) بعد ما بين أصنافا من الفرق الخارجة عن حقيقة متابعة الرسل، والتي قد يخفى أمرها على كثير من أهل الجهالات: (والرافضة والجهمية هم الباب لهؤلاء الملحدين، منهم يدخلون إلى سائر أصناف الإلحاد في أسماء الله وآيات كتابه المبين...[ثم قال رحمه الله]: فملاحدة الإسماعلية والنصيرية وغيرهم من الباطنية المنافقين من بابهم دخلوا، وأعداء المسلمين من المشركين وأهل الكتاب بطريقهم وصلوا، واستولوا بهم على بلاد الإسلام، وسبوا الحريم وأخذوا الأموال، وسفكوا الدماء، وجرى على الأمة بمعاونتهم من فساد الدين والدنيا ما لا يعلمه إلا ربّ العالمين).
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله بعد ما تكلم عن المعطلة والنفاة وأنهم شرّ على الإسلام والمسلمين في كتابه العظيم الصواعق المرسلة (4/1254): (إنّ هؤلاء لم يكفِهم أن سدوا على أنفسهم باب الرد على أعداء الإسلام بما وافقوهم فيه من النفي والتعطيل، حتى فتحوا لهم الباب وطرقوا لهم الطريق إلى محاربة القرآن والسنة، فلما دخلوا من بابهم، وسلكوا من طريقهم تحيزوا معهم، وصاروا جميعا حربا للوحي، وادعوا أن العقل يخالفه، ولا يمكن الرد على أهل الباطل إلا مع اتباع السنة من كل وجه، وإلا فإذا وافقها الرجل من وجه وخالفها من وجه طمع فيه خصومُه من الوجه الذي خالفها فيه، واحتجوا عليه بما وافقهم فيه من تلك المقدمات المخالفة للسنة، ومَن تدبر عامة ما يحتج به أهل الباطل على مَن هو أقرب إلى الحق منهم وجد حجتهم إنما تقوى على من ترك شيئا من الحق الذي أرسل الله به رسوله، و أنزل به كتابه، فيكون ما تركه من الحق أعظم حجة للمبطل عليهم.
ويجد كثيرا من أهل الكلام يوافقون خصومهم على الباطل تارة، ويخالفونهم في الحق تارة، فيتسلطون عليهم بما وافقوهم فيه من الباطل، وبما خالفوهم من الحق، وليس لمبطل بحمد الله حجة، ولا سبيل بوجـه مــن الوجوه على من وافق السنة ولم يخرج عنها، حتى إذا خرج عنها قدر أنملة تسلط عليه المبطل بحسب القدر الذي خرج به عن السنة، فالسنة حصن الله الحصين الذي من دخله كان من الآمنين، وصراطه المستقيم الذي من سلكه كان إليه من الواصلين، وبرهانه المبين الذي من استضاء به كان من المهتدين، فمن وافق مبطلاً على شيء من باطله جرّه بما وافقه منه إلى نفي باطله. وقد ضرب بعض أهل العلم لذلك مثلا مطابقا فقال: مثل الحق مثل طريق مستقيم واسع وعلى جانبيه قطاع ولصوص وعندهم خواطئ قد ألبسوهنّ الحُلي والحُلل وزينوهن للناظرين، فيمر الرجل بالطريق فيتعرضن له، فإنْ التفت إليهن طمعن في حديثه، فألقين إليه الكلام فإن راجعهن وأجابهن دَعَيْنَهُ إلى الذبح، فإذا دخل عرين الموت صار في قبضتهن أسيرا أو قتيلا، فكيف يحارب قوماً من هو أسير في قبضتهم قتيل سلاحهم؟ بل يصير هذا عوناً من أعوانهم، قاطعاً من قطاع الطريق، ولا يعرف حقيقة هذا المثل إلا من عرف الطريق المستقيم وقطاع الطريق ومكرهم وحيلهم وبالله التوفيق وهو المستعان).
فإن قلتم يا قادة حماس: نحن المغمورون في قمع زجاجة في غزّة، والمقموعون بمطرقة العوز، والمسحوقون بقنابل الاحتلال؛ فعطية قمّ وكربلاء أرحم عندنا من العهون المعلقة على الصبيان من العين والعوز والغزّ في دارفور، في عهد رأينا فيه النّاس عن سبيل نصرة المستضعفين ناكبين، ومن اسم المقاومة متطيّرين، ولأهلها كارهين، وأموال الدول وقفا على الشهوات والنفوس، والمروءة التي هي زكاة الشرف تباع بيع الخَلَقِ، فماذا عسى قادة غزة أن يفعلوا إلا أن يتكففوا على موائد الروافض، والضرورة تقدر بقدرها.
يكون جوابنا بعبارات موجزة جدا على طريق أهل الحديث في الجزائر وأسأل الله أن تقفوا عليها:
إن فتور بعض همم الشرفاء عن نصرتكم، وزهدَ اللسان الصادق في الذبّ عنكم، سببه ما قدّمت أيديكم، وأنتم الذين استبدلتم الذي هو أدنى بالذي هو خير، ورضيتم بصياح الرّعاع والغثار والغثر، وتجرعتم سمّ قُمّ الذي أمات فيكم النظر، وأضحى وبالا عليكم، وقيدا لألسنتكم، وعيّا عليكم في المحافل، وعقلةً لفكركم عند التناظر، فصرتم لا تفرقون ما بين الوكع والكوع، ولا الحنف من الفدع، واللّمى من اللّطع.
يا قادة حماس في إقليم غزة المكلوم: إنّ مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا، ولن يغلب عسر يسرين، ولو جاء العسر فدخل الحجر الأصم، لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه، فلا حاجة لكم أن تركنوا إلى الظالمين من الروافض فتمسكم النار، فإنّ غثكم خير من سمين الروافض، واصبروا كما صبر أسلافكم ولا تستعجلوا نصرا منجسا بدينارهم، وعودوا إلى الله في جلواتكم وخلواتكم، وضعوا أيديكم في يد إخوانكم من أهل السنة، [وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ]، وإن ضاقت بكم السبل ففي الأرض للحر الكريم منادح. والحر حر وإن حلّ به الضر.
يا قادة حماس في غزة: إنَّ عودتَكم إلى الحكمة والتعقُّل نصرٌ للمستضعفين الذين أوصلوكم إلى سدة الحكم، فاحرصوا على حقن دمائهم، وخذوا بوصايا إخوانكم من أهل السنة، فإن للحرب معادلات وأسسا، وهي سجال ودول، وعتاد وعدّة، وحنكة وخدعة، وتأييد ونصرة، فالحرب كما لا يخفى عليكم تضبطها المصالح والمفاسد، فهل ما تصنعونه في منظور أهل العلم والمختصين في السياسات عاد عليكم بالنفع، فأنا لا أدعوكم إلى ترك المقامة، وإنما ادعوكم إلى توظيفها في الوجهة الصحية واستثمارها في الزمان المناسب، قال تعالى: [وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ].
قال العلاّمة القرطبي في تفسير هذه الآية: (فيه خمس مسائل: الثانية: قال العلماء: حكمها باق في هذه الأمة على كل حال، فمتى كان الكافر في منعة وخيف أن يسب الإسلام، أو النبي عليه السلام، أو الله عز وجل، فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم ولا دينهم ولا كنائسهم، ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك، لأنه بمنزلة البعث على المعصية).
واحرصوا من نفخ الروافض الأوغال في مشروعكم، فإنّهم يدفعونكم إلى التهلكة ليوطنوا لأنفسهم في جنوب لبنان، ويثبتوا أعمد الكفر والبدعة في أوساط الأنام، فإنّ نفختهم شبيهة بنفخة الوزغ في النار التي أوقدت لحرق نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ولهذا أمر الله بقتله وسماه فويسقا، فاحذروا الخُنْزُوَة.
واعلموا هداكم الله أنّكم إذا جنّبتم شعبكم وحشية الصهاينة، وخلصتموه من بين أنيابه الزرقاء فقد حققتم شوطا من النّصر المبين، الذي هو غائب عن أذهان كثيرين منكم، ألم تقرؤوا قوله تعالى [وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ].
قال العلاّّمة المفسر الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في تفسير هذه الآية (ص267): (والتخلص من العدوّ يسمى نصرا وفتحا وغلبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة حين كانت الراية مع زيد بن حارثة، ثم كانت مع جعفر بن أبي طالب، ثم كانت مع عبد الله بن رواحة، وكلهم قتلوا رضي الله عنهم، قال: (فأخذها خالد ففتح الله على يديه)، وخالد رضي الله عنه لم ينتصر على الرّوم، ولم يغلبهم؛ ولكن نجا منهم، فسمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه النجاة فتحا، كما سمى الله تعالى هنا نجاة موسى وهارون وقومه من فرعون أنها نصرٌ وغلبة).
كتبت هذه الكلمات على عجل من شدّة هول المنظر، وقد ذرفت عيناي وأنا أرى رضيعا سحقته آليات المستدمر مع ذلك بقيت ابتسامته مشرقة على صفحة وجه، صورة أبت أن تفارق مخيلتي ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أرجو أن يأخذ قادةُ حماس بهذه الوصايا، وأن يعضوا عليها بالنواجذ، إذا أرادوا زحل اليهود عن إقليم غزّة، وأن لا يقولوا أن أهل الحديث في الجزائر الغراء لم يقدموا لهم النُّصح، وبخلوا عليهم بالصلح، وليقبلوا بخطة رئيس اليمن علي صالح لردء الصدع ولمّ الشمل، فإننا وإن كنا نخالف جماعة حماس في قواعد عدة، وأصول شتى، فنظرتنا في هذا الظرف إلى الشعب الفلسطيني المسكين الذي كالقمح بين شقيّ الرحى، تتجاذبه تيارات متناطحة ومسدوحة بخنجر الغدر، تيارات تتسابق لتقدم كلّ يوم عضوا من الشعب الفلسطيني قربانا لمشاريعها، لتنال به في زعمها درجة عند الخلق على حساب إغضاب الحق، صنيع زهد المسلمين في العالم في صدق نوايا القائمين على تحرير القدس، بل كثير من المراقبين يخشون في المستقبل العاجل إن رسمت دولة فلسطين على الأرض أن تتحول الرقة المحررة إلى كابول أخرى في الشرق الأوسط، والله المستعان.
فيا من بيده زمام الأمور في فلسطين اعلموا أن كلّ شيء غلا في الأسواق إلا دماء المسلمين. فاتقوا الله في عباده، وأصلحوا ذات بينكم فإن الذئب يأكل من الغنم القاصية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتبه من الجزائر في مجلس واحد:
أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي كان الله في عونه.

kadirou831
2008-12-30, 23:01
السؤال

ماهو تعليقكم على ما يجري للمسلمين في غزة والفتاوى والبيانات التي صدرت بهذا الأمر؟




المفتي : الشيخ عبدالله العبيلان


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلاهادي له وأشهد أن لا إله إلا إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ,

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

قبل أن أعلق على الفتاوى الصادرة عن بعض أهل العلم, أذكر ماقرره أئمة أهل السنة في هذا العصر

ومنهم مشايخنا: سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

والعلامة المحدث: محمد ناصر الدين الألباني

والفقيه المحرر العلامة: محمد بن صالح العثيمين

والعلامة المحقق الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان

وسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ,

ومنهم الشيخ العلامة المفسر: محمد الأمين الشنقيطي

وغيرهم ممن سار على منهاجهم عن الطريقة الشرعية لحل مايعانيه المسلمون في هذا العصر, بل وفي كل عصر فأقول وبالله التوفيق:

قد أرشد القران إلى حل ثلاث مشكلات هي من أعظم ما يعانيه العالم في جميع المعمورة ممن ينتمي إلى الإسلام تنبيهاً بها على غيرها

المشكلة الأولى:

هي ضعف المسلمين في أقطار الدنيا في العدد والعدد عن مقاومة الكفار,

وقد هدى القرآن العظيم إلى حل هذه المشكلة بأقوم الطرق وأعدلها, فبين أن علاج الضعف عن مقاومة الكفار إنما هو بصدق التوجه إلى الله, وقوة الإيمان به, والتوكل عليه لأن الله قوي عزيز قاهر لكل شيء, فمن كان من حزبه على الحقيقة لا يمكن أن يغلبه الكفار ولو بلغوا من القوة ما بلغوا فمن الأدلة المبينة لذلك:

أن الكفار لما ضربوا على المسلمين ذلك الحصار العسكري العظيم في غزوة الأحزاب المذكور في قوله تعالى:

[إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا*هُنَالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا] {الأحزاب11:10}

كان علاج ذلك هو ما ذكرنا فانظر شدة هذا الحصار العسكري وقوة أثره في المسلمين مع أن جميع أهل الأرض في ذلك الوقت مقاطعوهم سياسة واقتصاداً, فإذا عرفت ذلك, فاعلم أن العلاج الذي قابلوا به هذا الأمر العظيم وحلوا به هذه المشكلة العظمى هو ما بينه جلَّ وعلا في سورة الأحزاب بقوله تعالى:

[وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا] {الأحزاب:22}

فهذا الإيمان الكامل وهذا التسليم العظيم لله جلَّ وعلا ثقةً به وتوكلاً عليه هو سبب حل هذه المشكلة العظمَى

وقد صرح الله بنتيجة هذا العلاج بقوله تعالى:

[وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ القِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا*وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا*وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا] {الأحزاب27:25}

وهذا الذي نصرهم الله به على عدوهم ما كانوا يظنونه ولا يحسبون أنهم ينصرون به وهو الملائكة والريح قال تعالى:

[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا] {الأحزاب:9}

ولما علم جلَّ وعلا من أهل بيعة الرضوان الإخلاص الكامل ونوه عن إخلاصهم في قوله تعالى:

[لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ] {الفتح:18}

أي: من الإيمان والإخلاص كان من نتائج ذلك ما ذكره الله جلَّ وعلا في قوله تعالى:

[وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللهُ بِهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا] {الفتح:21}

فصرح جلَّ وعلا في هذه الآية بأنهم لم يقدروا عليها وأن الله جلَّ وعلا أحاط بها فأقدرهم عليها, وذلك من نتائج قوة إيمانهم وشدة إخلاصهم.

فدلت الآية على أن الإخلاص لله, وقوة الإيمان به هو السبب لقدرة الضعيف على القوي وغلبته له:

[كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ] {البقرة:249}

المشكلة الثانية

هي تسليط الكفار على المؤمنين بالقتل والجراح وأنواع الإيذاء مع أن المسلمين على الحق والكفار على الباطل

وهذه المشكلة استشكلها أصحاب النَّبي صلى الله عليه وسلم: فأفتى الله جل وعلا فيها وبين السبب في ذلك بفتوى سماوية تتلى في كتابه جلَّ وعلا

وذلك أنه لما وقع ما وقع بالمسلمين يوم أحد فقتل عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته ومثل بهما وقتل غيرهما من المهاجرين وقتل سبعون رجلاً من الأنصار وجرح صلى الله عليه وسلم وشُقَّت شفته وكسرت رباعيته وشج صلى الله عليه وسلم

استشكل المسلمون ذلك وقالوا كيف يدال منا المشركون ونحن على الحق وهم على الباطل, فأنزل الله قوله تعالى:

[أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ] {آل عمران:165}

وقوله تعالى:{قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ}

فيه إجمال بينه بقوله تعالى:

[وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا] {آل عمران:152}

- إلى قوله تعالى:

{ لِيَبْتَلِيَكُمْ }.

ففي هذه الفتوى السماوية بيان واضح لأن سبب تسليط الكفار على المسلمين هو فشل المسلمين وتنازعهم في الأمر وعصيانهم أمره صلى الله عليه وسلم وإرادة بعضهم الدنيا مقدماً لها على أمر الرسول ومن عرف أصل الداء عرف الدواء كما لا يخفى.

المشكلة الثالثة

هي اختلاف القلوب الذي هو أعظم الأسباب في القضاء على كيان الأمة الإسلامية لاستلزامه الفشل وذهاب القوة والدولة كما قال تعالى:

[وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ] {الأنفال:46}

فترى المجتمع الإسلامي اليوم في أقطار الدنيا يضمر بعضهم لبعض العداوة والبغضاء وإن جامل بعضهم بعضاً فإنه لا يخفى على أحد أنها مجاملة وأن ما تنطوي عليه الضمائر مخالف لذلك.

وقد بين تعالى في سورة الحشر أن سبب هذا الداء الذي عَمت به البلوى إنما هو ضعف العقل قال تعالى:

{تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى}

ثم ذكر العلة لكون قلوبهم شتى بقوله تعالى:

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْقِلُونَ}

ولا شك أن داء ضعف العقل الذي يصيبه فيضعفه عن إدراك الحقائق وتمييز الحق من الباطل والنافع من الضار والحسن من القبيح لا دواء له إلا إنارته بنور الوحي لأن نور الوحي يحيا به من كان ميتاً ويضيء الطريق للمتمسِّك به فيريه الحق حقاً والباطل باطلاً والنافع نافعاً والضار ضاراً قال تعالى:

{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِى النَّاس كَمَن مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}

وقال تعالى:

{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ},

ومن أخرج من الظلمات إلى النور أبصر الحق, لأن ذلك النور يكشف له عن الحقائق فيريه الحق حقاً والباطل باطلاً, وقال تعالى:

{أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}

وقال تعالى:

{وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ},

وقال تعالى:

{مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً },

إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الإيمان يكسب الإنسان حياة بدلاً من الموت الذي كان فيه ونوراً بدلاً من الظلمات التي كان فيها " [1]

وأما الفتاوى والبيانات التي ظهرت جراء عدوان اليهود على المسلمين في فلسطين فهي على أضرب :

الأول : دعوات لعودة المسلمين الى دينهم وصدق الإلتجاء الى الله ونبذ الفرقة والدعاء للمسلمين ومناصرتهم حسب الأمكان بالمال والدواء فهذه دعوات صادقة لأنها نابعة من كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام وفهم للأسباب الحقيقية للمصيبة.

الثاني : دعوات متهورة لاستهداف المصالح اليهودية في العالم ولاريب أنها فتاوى غير مسؤلة ولاتنطلق إلا من ردود الفعل غير الحكيمة والمنضبطة وقد يكون لها عواقب سيئة على المسلمين في المملكة وذلك بعودة حجج وتسلط الدول المتنفذة بدعوى الإرهاب والذي عانت منه المملكة على مدى السنين الماضية وهذه التصريحات ليست بعيدة عن تصريحات بعض المفارقين للسنة والذين يريدون القضاء على ماتبقى لأهل السنة , وهي منطلقات سياسية لاصلة لها بفهم مقاصد الشريعة وقواعدها العامة ,

قال شيخ الإسلام ابن تيمية

(والشجاعة ليست هي قوة البدن فقد يكون الرجل قوي البدن ضعيف القلب وانما هي قوة القلب وثباته فإن القتال مداره على قوة البدن وصنعته للقتال وعلى قوة القلب وخبرته به والمحمود منهما ما كان بعلم ومعرفة دون التهور الذي لا يفكر صاحبه ولا يميز بين المحمود والمذموم ولهذا كان القوي الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب حتى يفعل ما يصلح دون ما لا يصلح فأما المغلوب حين غضبه فليس هو بشجاع ولا شديد ) [2]



الثالث : دعوات تنادي خادم الحرمين باخراج اليهود من فلسطين وهي دعوات لاتخلو من التسرع والبعد عن فهم واقع المسلمين الديني والسياسي ومعرفة ميزان القوى

وأخيرا فإني ادعو الإخوة الدعاة و طلاب العلم للتحلي بالصبر ودراسة الكتاب والسنة والنظر في آثار السلف الصالح , وأن يعلموا أن لله في المجتمعات سننا لا تتغير ولاتتبدل كحال السنن الكونية قال تعالى:

[لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ], {الرعد:11}

وأن يستفيدوا من الدروس الماضية التي مروا بها , وأن يعلموا أن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان , وأذكرهم بقواعد الشريعة في إزدحام المصالح وازدحام المفاسد وازدحام المصالح والمفاسد , وأن الخير والشر درجات , والعاقل هو الذي يدرء الشرالكبير بالشر اليسير ويقتنع بالخير اليسير إذا لم يحصل الكثير وإلا عانينا من غزاة كثيرة ,

والله أسأل أن يصلح أحوال المسلمين وأن يجمع قلوبهم على الهدى التوحيد والسنة وأن يدفع عنهم كيد وشرور أعدائهم من الكفار والمنافقين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين

1- أنظر أضواء البيان ج3/ص54

2- الاستقامة ج2/ص271

kadirou831
2008-12-30, 23:07
وهذا كلام عام عن المجاهدين بفلسطين وواجب مساعدتهم على أعدائهم
وليس خاص باحداث غزة حاليا



نداء وتذكير لمساعدة المجاهدين في فلسطين
من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نشرت في مجلة ( البحوث الإسلامية ) العدد ( 28 ) عام 1410 هـ



(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 408)




69 - نداء وتذكير لمساعدة المجاهدين في فلسطين

من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز





الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها المسلمون في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فقد قال سبحانه في محكم كتابه: سورة الصف الآية 10يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ سورة الصف الآية 11تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سورة الصف الآية 12يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ سورة الصف الآية 13وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ وقال عز وجل سورة التوبة الآية 41انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ وقال عز وجل : سورة التوبة الآية 111إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ


(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 409)

وثبت عن المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه قال: رواه البخاري في (الأدب) باب رحمة الناس والبهائم برقم (6011)، ومسلم في (البر والصلة والآداب) باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم برقم (2586) مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وقال صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري الصلاة (481) ، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2585) ، سنن الترمذي البر والصلة (1928) ، سنن النسائي الزكاة (2560) ، سنن أبو داود الأدب (5131) ، مسند أحمد بن حنبل (4/405). المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه، وقال صلى الله عليه وسلم: رواه البخاري في (الجهاد والسير) باب فضل من جهز غازيا أو خلفه بخير برقم (2843)، ومسلم في (الإمارة) باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله برقم (1895) من جهز غازيا فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا ، وقال عليه الصلاة والسلام: رواه الإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين من الصحابة) مسند أنس بن مالك برقم (11837)، وأبو داود في (الجهاد) باب كراهية ترك الغزو برقم ( 2504 ) . جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم .


(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 410)

والآيات والأحاديث في فضل الجهاد والإنفاق فيه والتشجيع على ذلك كثيرة معلومة. فمساعدة المجاهدين في سبيل الله بالنفس والمال من أفضل القربات ومن أعظم الأعمال الصالحات وهم من أحق الناس بالمساعدة من الزكاة وغيرها. ومن حكمة الزكاة في الإسلام والصدقات أن يشعر المسلم برابطة تجذبه نحو أخيه؛ لأنه يشعر بما يؤلمه، ويحس بما يقع عليه من كوارث ومصائب، فيرق له قلبه ويعطف عليه ليدفع مما آتاه الله بنفس راضية وقلب مطمئن بالإيمان.

والمجاهدون في داخل فلسطين - وفقهم الله جميعا- يعانون مشكلات عظيمة في جهادهم لأعداء الإسلام فيصبرون عليها رغم أن عدوهم وعدو الدين الإسلامي يضربهم بقوته وأسلحته. وبكل ما يستطيع من صنوف الدمار وهم بحمد الله صامدون وصابرون على مواصلة الجهاد في سبيل الله كما تتحدث عنهم الأخبار والصحف ومن شاركهم في الجهاد من الثقات، لم يضعفوا ولم تلن شكيمتهم ولكنهم في أشد الضرورة إلى دعم إخوانهم المسلمين ومساعدتهم بالنفوس والأموال في قتال عدوهم عدو الإسلام والمسلمين وتطهير بلادهم من رجس الكفرة وأذنابهم من اليهود .



(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 411)

وقد من الله عليهم بالاجتماع وجمع الشمل على التصميم في مواصلة الجهاد. فالواجب على إخوانهم المسلمين الحكام والأثرياء أن يدعموهم ويعينوهم ويشدوا أزرهم حتى يكملوا مسيرة الجهاد ويفوزوا إن شاء الله بالنصر المؤزر على أعدائهم أعداء الإسلام.

وإني أهيب بجميع إخواني المسلمين من رؤساء الحكومات الإسلامية وغيرهم من الأثرياء في كل مكان بأن يقدموا لإخوانهم المجاهدين في فلسطين مما آتاهم الله من فضله ومن الزكاة التي فرضها الله في أموالهم حقا لمن حددهم الله جل وعلا في سورة التوبة وهم ثمانية. قد دخل إخواننا المجاهدون في فلسطين من ضمنهم.

والله تبارك وتعالى قد فرض حقا في مال الغني لأخيه المسلم في آيات كثيرة من كتابه الكريم كقوله سبحانه: سورة المعارج الآية 24وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ سورة المعارج الآية 25لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وقوله تعالى سورة الحديد الآية 7آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ وقوله سبحانه : سورة البقرة الآية 261مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ وقوله سبحانه:



(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 412)

سورة البقرة الآية 195وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وهو سبحانه يثيب المسلم على ما يقدم لإخوانه ثوابا عاجلا وثوابا أخرويا يجد جزاءه عنده في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، كما أنه يدفع عنه في الدنيا بعض المصائب التي لولا الله سبحانه ثم الصدقات والإحسان لحقت به أو بماله فدفع الله شرها بصدقته الطيبة وعمله الصالح. يقول الله عز وجل: سورة المزمل الآية 20وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ويقول عز وجل: سورة سبأ الآية 39وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم رواه مسلم في (البر والصلة والآداب) باب استحباب العفو والتواضع برقم (2588). ما نقص مال من صدقة . ويقول صلوات الله وسلامه عليه: رواه الترمذي في (الجمعة) باب ما ذكر في فضل الصلاة برقم (614). الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار . ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: رواه البخاري في (الزكاة) باب اتقوا النار ولو بشق تمرة برقم (1417)، ومسلم في (الزكاة) باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة برقم (1016) اتقوا النار ولو بشق تمرة .



(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 413)

وإخوانكم المجاهدون في داخل فلسطين أيها المسلمون يقاسون آلام الجوع والجراح والقتل والتشريد فهم في أشد الضرورة إلى الكساء والطعام، وفي أشد الضرورة إلى الدواء، كما أنهم في أشد الضرورة إلى السلاح الذي يقاتلون به أعداء الله وأعداءهم. فجودوا عليهم أيها المسلمون مما أعطاكم الله واعطفوا عليهم يبارك الله لكم ويخلف عليكم ويضاعف لكم الأجور. كما جاء في الحديث الصحيح عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: رواه مسلم في (الزكاة) باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة برقم (1017). كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر . فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى ما بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى. ثم خطب فقال: سورة النساء الآية 1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا والآية التي في الحشر: سورة الحشر الآية 18يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره. حتى قال: ولو بشق تمرة. فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت عنها. ثم تتابع الناس حتى رأيت



(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 414)

كومين من طعام وثياب. حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء . رواه مسلم في صحيحه . ثم هذه النفقة أيها المسلمون تؤجرون عليها وتخلف عليكم كما تقدم في قوله سبحانه: سورة المزمل الآية 20وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وفي قوله سبحانه: سورة سبأ الآية 39وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: رواه البخاري في (النفقات) باب فضل النفقة على الأهل برقم (5352)، ومسلم في (الزكاة) باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف برقم (993) يقول الله عز وجل: يا ابن آدم أنفق أنفق عليك . ونسأل الله عز وجل أن يضاعف أجر من ساهم في مساعدة إخوانه المجاهدين ويتقبل منه وأن يعين المجاهدين في فلسطين وسائر



(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 415)

المجاهدين في سبيله في كل مكان على كل خير ويثبت أقدامهم في جهادهم ويمنحهم الفقه في الدين والصدق والإخلاص وأن ينصرهم على أعداء الإسلام أينما كانوا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




عبد العزيز بن عبد الله بن باز


الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية

والإفتاء والدعوة والإرشاد

مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز
المجلد الثامن عشر

kadirou831
2008-12-30, 23:10
(إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون".

"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً".

"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً".

أما بعد،

فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

مرحباً بأبنائنا وإخواننا في هذا اللقاء الذي نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعله لقاءً مباركاً،

ونسأل الله تبارك وتعالى لنا وللمسلمين جميعاً التوفيق والسداد إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والاعتصام بحبله، فإنه والله لا سعادة ولا عزة للمسلمين إلا إذا اعتصموا بحبل الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
ولا خروج لهم من هذا الذل والهوان إلا بالرجوع إلى الإسلام الحق بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

وتعلمون أن الأمة قد تفرقت شذر مذر والعياذ بالله،

مزقتها الأهواء فنزل بها ما تستحقه من العقوبة؛

من تسليط أعداء الله عليهم،

"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير".

وأنا كنت في بعض كتاباتي في نصيحتي للفلسطينيين ـ كما مرت عليكم ـ:

"أنه والله لن تحرر فلسطين إلا بما فتحت به،

فتحت بالقرآن والسنة

ولن تستعاد إلا إذا كان أهلها متمسكين بالكتاب والسنة".

وفي ذهاب عمر ـ رضي الله عنه ـ لفتح بيت المقدس، ذهب ومعه غلام، فلما وصل الشام واستقبله أبو عبيدة جاء إلى مخاضة فنزل عن بعيره، ووضع خطامه على ظهره، وخاض هذه المخاضة، وكان عليه ثياب رثة أو عادية فقال له أبو عبيدة ـ رضي الله عنه ـ: يا أمير المؤمنين لا أحب أن يراك الناس على هذه الحالة. فقال: يا أبا عبيدة لو غيرك قالها،

إن الله تبارك وتعالى أعزنا بالإسلام فإن نحن طلبنا العزة من غيره أذلنا الله.

فالآن الذين يجاهدون أو يقاتلون في فلسطين لا يطلبون العزة من كتاب الله،ومن سنة رسوله ولا من الإسلام،

وإنما يطلبونها من الشرق والغرب؛

من النصارى والروافض وغيرهم،

ويمشون على مناهج بعيدة عن الإسلام،

فجهادهم بطريقة غير إسلامية،

وقد نصحهم العلماء أن يعودوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله،

وأن يربوا أنفسهم وأبناءهم على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ،

ولكن لا حياة لمن تنادي،

فلا يستجيبون لنصوص الكتاب والسنة،

ولا يستجيبون لنداءات العلماء،

فتراهم كل يوم يتراجعون إلى الوراء ولم يحققوا شيئاً ينفع،

ولقد فتح الله البلدان الكثيرة والممالك في أيام قليلة،

أيام كان الجهاد قائماً على كتاب الله وعلى سنة رسول الله،

أيام كانت الغاية هي إعلاء كلمة الله ـ عز وجل ـ

لا وطنية،
ولا قومية،
ولا ديمقراطية،
ولا غيرها من الشعارات والمبادئ الهدامة الضالة،

فلن ينال الفلسطينيون ولا غيرهم العزة والكرامة والنصر على الأعداء إلا إذا عادوا أدراجهم إلى كتاب الله وسنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ،

"إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، وأخذتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم
حتى ترجعوا إلى دينكم".

يقولون: نحن نجاهد.

لكن جهادكم على أي أساس؟

ما هي الوسائل والسبل التي تسلكونها؟

أهي الطرق الإسلامية التي شرعها الله ـ عز وجل ـ في الجهاد؟

أم طرق شيطانية؟

طرق القوميين، والشيوعيين، وأمثالهم.

فلا بد من العودة إلى كتاب الله،

ولا بد أن يكون الجهاد لإعلاء كلمة الله،

لا لوطنية ولا لغيرها،

وأنتم تسمعون المصالحات التي تكون على أساس وطني،

على وطنيات وعلى أهواء وشعارات وآراء ومبادئ بعيدة جداً عن الإسلام.

فربوا أنفسكم أيها الشباب على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانشروا هذا المنهج في فلسطين كلها بقدر ما تستطيعون،

فيوم تأتي الاستجابة سيكون ذلك بشرى بأن هذه الأمة قد صحت من سكرتها،
واستيقظت من موتها،
يوم تجدون آذاناً صاغية ستدركون أن الله يريد لأهل فلسطين وغيرهم خيراً،
ولا شك أن هناك بشائر لأهل الشام أنهم سيقتلون الدجال،
ويجاهدون، ويفتحون القسطنطينية ـ بارك الله فيكم ـ
وتقوم دولة الإسلام الصحيحة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وتمتلئ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ـ بارك الله فيكم ـ
وقد يقول الناس: هذا المهدي.
أقول: لكن المهدي يحتاج إلى تمهيد.
المهدي لا بد أن يجد أمة جاهزة للجهاد وغيره قائمة على العقائد الصحيحة والمناهج الصحيحة،
إذا جاء الدجال وأراد أن يبني من الصفر ويبدأ من الصفر متى يفعل كل هذا الشيء؟!

فالظاهر أن هذه البوادر الموجودة الآن من الاتجاه إلى المنهج السلفي مقدمات ـ إن شاء الله ـ لهذا اليوم الذي ينتصر فيه المسلمون،

وأناصح وأقول قول الله تبارك وتعالى:
" وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ".[الفتح:23،22]

فترى حال المجاهدين، أو الذين يسمون أنفسهم بالمجاهدين،
ترى حالهم أنهم هم الذين يولون الأدبار،
وهم الذين يقاتلون من وراء جدر،
وهم وهم وهم،
ما ذمَّ الله به الأعداء نجده في غيرهم،
هذه الصفات توجد في المجاهدين الآن؛
جهاد اللصوص والخونة والمجرمين،
وليس جهاد الأشراف النبلاء ـ بارك الله فيكم ـ
غاية الإسلام الصحيحة رجال يجاهدون جهاد صحيح،
أهل عقائد صحيحة، ومناهج صحيحة، وغاية صحيحة،
هذا أمر مفقود، فكيف ينصرهم الله على الأعداء؟
وكيف يهزم الأعداء على أيدينا ونحن على هذه الحال؟
وهذه العقائد الفاسدة وهذه المناهج الضالة؟
الأمر بالعكس، فاليهود تهزم ثلاث دول أو أربع دول وتأخذ أضعاف ما كان بيدها،
في فلسطين في أيام السبعة وستين تذكرون هذا،
فلا يستطيع المسلمون الآن كلهم مليار مسلم لا يستطيعون أن يغزوا هذه الحفنة الذليلة الساقطة،
لماذا؟
لأنه دب في قلوبهم الوهن، وهم يعيشون في غثائية،
كما قال رسول الله: "غثاء كغثاء السيل".
وكذلك الأصوات الفاضية، والكلام الفارغ لا تخرج عن حدود هذه الغوغائية ـ بارك الله فيكم ـ
فوالله لو كان المرجع لهذا الإسلام الصحيح على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويقصد بذلك مرضاة الله، لانتصر المسلمون، وأتاهم النصر من حيث لا يحتسبون، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ـ بارك الله فيكم ـ
فأعدوا العدة،
"وأعدوا لهم ما استطعتم من رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".
فالآن اليهود يفرحون بهذا الجهاد لأنهم لا يخافون المسلمين،
لأنهم ليس عندهم ما يرهب اليهود ولا النصارى ولا غيرهم،
لا عقائد صحيحة ولا مناهج صحيحة،
ولا أعدوا العدة التي ترهب العدو،
فجهادهم غوغائي أشبه بالغوغائية،
ولم ينفع المسلمين شيئاً،
وانظروا إلى أفغانستان،
خلص أفغانستان في ذلك العهد ثوريون شيوعيون خلصوها من روسيا،
وجاءت إلى أيدي المجاهدين من الإخوان المسلمين،
فإذا بهم قد تبخرت كل شعاراتهم التي كانوا يهتفون بها:
لا يحكمون بما أنزل الله،
ولا أمن ولا أمان،
ولا عقيدة ولا منهج،
وأصبح الأمر بينهم، والخلافات بينهم، حتى سقطت دولة الإخوان وقامت دولة طالبان،
ودولة طالبان خرافية ولكنها والله أحسن من الإخوان المسلمين،
يعني يطبقون ما يعترفون به من الإسلام ويعرفونه: أقاموا الحدود وفعلوا وفعلوا، ثم جاءتهم أمريكا فاستعان الإخوان بالشيوعيين والروافض الباطنية على إسقاط دولة طالبان، فهزمهم الله تبارك وتعالى وجاءت أمريكا.
الآن أفغانستان بعد ذلك الجهاد الطويل وبعد استنزاف أموال المسلمين، وإهلاك شبابهم ـ بارك الله فيكم ـ
النتيجة نجد أنها عادت مستعمرة جديدة،
أين ثمرة هذا النصر؟
لا شيء.
في كل مكان: جهاد جهاد جهاد جهاد،
والغنائم والله من جيوب المسلمين لا من جيوب الأعداء،
غنائمهم من جيوب المسلمين،
وتسفك دماء أبناء شباب الأمة،
وأبناؤهم يسرحون ويمرحون ويضحكون على هذه الأمة،
هذا الزمن الطويل ـ أكثر من سبعين عاماً ـ والأمة لم تفق من غفلتها،
ولم تستفد من التجارب،
ولم يكن عندها خبرات،
إلى الآن يلعبون بالشباب ويستعملونهم،
هؤلاء المارقون لا عقيدة، ولا منهج، ولا جهاد صحيح، لا شيء.
فعليكم أيها الإخوة أن تربوا أنفسكم على العقيدة الصحيحة على التوحيد:
توحيد الله في أسمائه وصفاته،
توحيد الله في عبادته،
توحيد الله في ربوبيته،
من كتاب الله ومن سنة رسول الله ومنهج السلف الصالح،
تربوا على الأخلاق الفاضلة،
تربوا على الإيمان،
والأخلاق العالية،
وربوا أنفسكم على هذا ـ بارك الله فيكم ـ
وخذوا أساليبب الجهاد من كتاب الله، ومن سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وخذوا غاية الجهاد من كتاب الله ومن سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا عن طريق الشيوعيين، ولا عن طريق الماسونيين، ولا عن الطرق التي تسير عليها هذه الجماعات، ولا على طريقة الباطنية أيضاً ـ بارك الله فيكم ـ فإن هؤلاء شغلتهم السياسة.
...
فلا تغرنكم هذه الشعارات البراقة،
عليكم بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
والمسلم لا يحق له أن يبيت ليلة وهو لا ينوي الجهاد،
من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بالجهاد، مات ميتة جاهلية،
...،
لكن الجهاد له شروط منها:
إعداد العدة المعنوية،
وإعداد العدة المادية،ـ بارك الله فيكم ـ
فإذا توفرتا حينئذ يجب الجهاد،
فأما إذا كان في حالة ضعف، فلا بد أن يسعى للتخلص من هذه الحالة ـ حالة الضعف ـ بالتربية الصادقة على الإسلام الحق، من كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، فحينئذ يدرك مدى قوته واستعداده لمجابهة الأعداء، حينئذ يأذن الله له بالجهاد ويكون جهاده مشروعاً، وقد تكفل الله له بالنصر، وأما هؤلاء القوم فأبداً لن يتحقق لهم هذا، فلا يدخلون في وعد الله بنصر المؤمنين، ولا بالعزة التي وعد الله بها المؤمنين.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يجنبنا وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يعزكم الله، وأن يعز المسلمين جميعاً بالالتزام بكتابه، واتباع سنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
الشيخ ربيع بن هادي بن عمير المدخلي حفظه اللّه

kadirou831
2008-12-30, 23:13
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمعلوم ما أصاب إخواننا المسلمين في قطاع غزة من حصار اقتصادي طيلة السنتين الماضيتين، وفي هذين اليومين انقشعت سُحب الخداع وصرّح الشر، وذلك بما قامت به دولة يهود بتواطؤٍ وتمالؤٍ من دول الكفر وعملائهم في المنطقة من الاجتياح المدمر على إخواننا المظلومين المستضعفين في قطاع غزة، وهل بعد هذا يمكن أن يكون لدعوة التطبيع والسلام مكان مع هؤلاء المعتدين الغاصبين ؟ وذلك مصاب جلل لا يجوز للمسلمين السكوت عنه وخذلان إخوانهم، فإن المسلمين كالجسد الواحد يجب أن يفرح أحدهم لفرح أخيه ويحزن لحزنه، فحق على المسلم أن ينصر أخاه المسلم ويقف معه في شدته.
وبمناسبة هذه النازلة نتوجه إلى إخواننا المسلمين في غزة أن يتسلحوا بالصبر والتقوى فإن الله {مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} ومن كان الله معه فلن يضره كيد العدو شيئاً قال الله تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاَ} [سورة آل عمران120]. ومن ثمرات الصبر والتقوى: صدق التوكل على الله والتفويض إليه في جميع الأمور واستنصاره وصدق اللجأ إليه في الدعاء امتثالاً لأمر الله في قوله: {ادعوني أستجب لكم} وأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا كما قال: (اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم).
كما نتوجه إلى عموم إخواننا المسلمين مذكرين بحقوق الأخوّة الإسلامية قال الله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات آية 10] وقال عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) فمن حقهم علينا نصرهم والاجتهاد في رفع الظلم عنهم بما يمكن من الأسباب، ومن أعظم ذلك التوجه إلى الله تعالى بالدعاء، ومن نصرهم مساعدتهم مادياً ومعنوياً كل بحسبه؛ فعلى الحكومات من واجب النصرة القدر الأكبر قال صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) وعلى المسلمين حكومات وشعوباً أن يحذروا من خذلان إخوانهم المظلومين المستضعفين فقد قال عليه الصلاة والسلام: (ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته..) الحديث، رواه الإمام أحمد وأبو داوود، ولا يكفي في النصرة مجرد الشجب والاستنكار؛ بل لابد من أفعال تبرهن على صدق المناصرة؛ ومن ذلك: فتح الحكومة المصرية لمعبر رفح بصفة دائمة، وإن إغلاقه في مثل هذه الظروف الصعبة يعد من الخذلان وتحقيقاً لأهداف العدو.
نسأل الله أن يرفع الشدة والبلاء عن أهل غزة وعن كل المظلومين، وأن ينزل بأسه على القوم المجرمين، كما نسأله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


كتبه العَلَّامَةُ عَبْدُ العَزِيزِ الرَّاجِحِي حَفِظَهُ اللهُ

kadirou831
2008-12-30, 23:15
خطبة عن: أحداث غزة المؤلمة لعبد القادر الجنيد

الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي يبتلي عباده بالسراء والضراء، ويختبرهم في المنع والعطاء، وله الحكمة والرحمة فيما قدر وقضى، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي لا ترفع الشكوى إلا إليه، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله المصطفى، وخليله المرتضى، الذي أنزل عليه أفضل كتاب، اللهم صل على محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعهم من كل محسن أواب، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد، أيها المسلمون:
اتقوا الله تعالى حق تقواه، وكونوا لنعمائه شاكرين، ولابتلائه واختباره صابرين محتسبين، تائبين منيبين، فإن الله قضى أن يبتلى عباده فيما يحبون ويكرهون، وفي أنفسهم وأهليهم وأموالهم وديارهم لينظر كيف يعملون:
هل يصبرون أو يجزعون، وهل يتوبون من ذنوبهم ويستغفرون أو يستمرون ويزيدون؟
قال الله سبحانه:
{ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون }.
وقال سبحانه:
{ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }.
فأخبر جل وعلا أنه لا بد أن يبتلي عباده بشيء من هذه المذكورات، ووعد الصابرين بالرحمة، ووصفهم بالهداية، وأتم النعمة بصلواته عليهم، فله الحكمة التامة، والرحمة السابغة، في تقديره المصيبات، والزيادة لبعض دون بعض.
فيا من أصيب بآلام وجروح، ومحن وكروب، وأمراض تعتري بدنه وتغشاه، أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(( ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ ولا همٍ ولا حزنٍ ولا أذى ولا غمٍ، حتى الشوكة يشاكُها إلا كفر الله بها من خطاياه )) رواه البخاري ومسلم.
أما سمعت قوله صلى الله عليه وسلم:
(( عجباً لأمر المؤمن إن أمرَهُ كلَه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراءُ شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيراً له )) رواه مسلم.
أما سمعت قوله صلى الله عليه وسلم:
(( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى اللهَ وما عليه خطيئة )) رواه الترمذي وحسنه الإمام الألباني.
فهنيئاً بهذه البشائر الجليلة من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لمن صبر على أقدار الله المؤلمة المحزنة، وتمشى معها بطمأنينة قلب وسكون، ومزيد طاعة واستغفار، وعلم أن الله أرحم به من والديه، ومن الخلق أجمعين، فلجأ إليه وأنزل به جميع الحوائج والشؤون.
أيها المسلمون:
تعلمون ما يجري على إخوانكم المسلمين في غزة هذه الأيام من ظلم واعتداء، وتدمير وتخريب، وتجويع وتمزيق، وقتل وإبادة، من غير رحمة ولا هوادة، وبجرأة وبشاعة.
ومع هذا لا نقول في هذا المصاب الجلل، والحزن الكبير المؤلم إلا ما يرضي الرب جل وعلا:
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ونقول لإخواننا في غزة:
إن لله ما أخذا، وله ما أعطى، وكل شيءٍ عنده بأجل مسمى، فلتصبروا ولتحتسبوا.
ونوصي أنفسنا وأنفسهم ونذكرها بهذه الوصايا والخلال:
أولاً: بالتضرع إلى الله تعالى في دفع هذه المكاره والنوازل التي حلت بهم، فإن ذلك من أجل حِكم الابتلاء بالبأساء والضراء، حيث قال سبحانه في سورة الأعراف مخبراً عباده وداعياً لهم:
{ وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون }.
بل إنه جل وعلا قد ذم ووبخ أقواماً لم يتضرعوا إليه حين ابتلاهم بالجوع، فقال سبحانه:
{ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون }.
وثانياً: أن لا ينزلوا شكواهم إلا بالله تعالى، فإنه لا رب لهم غيره يقصدونه ويدعونه، ولا إله لهم سواه يؤملونه ويرجونه، ولا حول ولا قوة لهم إلا به، وهو سبحانه نعم المولى، ونعم النصير.
الذي يتولى عباده المؤمنين، ويوصل إليهم مصالحهم، وييسر لهم منافعهم الدينية والدنيوية، والذي ينصرهم، فيدفع عنهم كيد الفجار، وتكالب الأشرار، ومن كان الله مولاه وناصره، فلا خوف عليه، ومن كان الله عليه فلا عز له، ولا قائمة له، وإن كان بيده المال والعتاد.
ولتكن لهم أسوة بنبي الله وعبده والد بني إسرائيل يعقوب عليه السلام حين مصابه، حيث قال:
{ إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله }.
وقال لمن آلموه وآذوه:
{ فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون }.
وليكونوا على يقين أن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً.
وثالثاً: أن يكثروا من العبادات من صلاة وصيام ودعاء واستغفار وقراءة قرآن وذكر لله تعالى وغيرها، فإن ذلك سلاح من أشد أسلحة النصر والفرج، ولا يدري الإنسان أيكون أجله في هذه الغارة أو يكون ممن يمدد له في العمر.
ولما تجمعت قريش وغطفان وقبائل العرب بتحريض من اليهود والمنافقين على النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في غزوة الأحزاب، قال حذيفة رضي الله عنه:
(( رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب ـ وهو ـ مشتمل في شملة يصلي، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى )).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم موصياً أمته بالإكثار من العبادات، ومبيناً لهم عظم الأجر عليها، زمن الهرج وهو: انتشار القتل:
(( العبادة في الهرج كهجر إلي )) رواه مسلم.
بارك الله لي ولكم فيما سمعتم، وجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الحميد في وصفه وفعله، الحكيم في خلقه وأمره، الرحيم في عطائه ومنعه، المحمود في خفضه ورفعه، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد، أفضل مرسل من عنده، وعلى آله وصحبه، ومن والاهم إلى يوم الدين.
أما بعد، أيها المسلمون:
إن من الأمور المستقبحة المستهجنة شرعاً عند حلول المصائب، وحصول النكبات، ووقوع محن على هذه الأمة المحمدية، هذه المظاهر السيئة، والتي منها:
المظهر الأول:
دعوة بعض الناس نساء المسلمين إلى الخروج في الشوارع متظاهرات، ينددن ويشجبن ويستنكرن.
وهذا الداعي ـ أصلحه الله وأرشده ـ قد خالف القرآن، وخالف أمر ربه جل وعلا حيث قال سبحانه آمراً زوجاتنا وأمهاتنا وبناتنا وأخواتنا من النساء:
{ وقرن في بيوتكن }.
وخير والله للنساء، وللمسلمين المصابين بالنكبات، ولهذا الداعي، أن يطيع النساء ربهن فيلزمن أمره بالقرار في البيوت.
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، مع أن الصلاة من أصول الدين، وأركانه الكبار، وصلاة الجماعة مضاعفة، وخروجها كان إلى بيت الله، لا إلى طريق أو ساحة.
وهذا يؤكد ويقوي أن القرار في البيت خير لها في نفسها، وفي دينها، ولمجتمعها وأمتها.
ويزيد في استهجان هذا الخروج والدعوة إليه هذه الأشياء:
أولاً: ما قد يصاحبه من اختلاط للنساء بالرجال، وربما مساس الجسد الجسد، كما يقع ويشاهد في كثير من البلدان.
ثانياً: حصول الزيادة في إظهار صور أخواتنا بين الناس، وذلك بإشاعة صور المتظاهرات في نشرات الأخبار عبر القنوات الفضائية، يراهن ملايين البشر من فساق وفجار وكفار وغيرهم، وقد يكون أكثرهن أو كثير منهن متبرجات سافرات، فيكون هذا الفعل من زيادة إشاعته.
ثالثاً: ما يصدر عنهن من الأمور المخلة بأدب المسلمة ووقارها وخلقها بسبب شدة التأثر والعاطف من صراخ وعويل ورفع أصوات بكلام مستقبح أو نياحة أو سب أو لعن أمام الناس في الشوارع، وعبر أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية.
المظهر الثاني:
ما يصدر عن بعض الناس في المجالس من سب أو لعن لبعض ولاة المسلمين أو عمالهم أو جنودهم أو وصف لبعضهم: بأنه كلب، وذلك عند أو بعد سماع هذه الأحداث والمصائب في نشرات الأخبار، وسماع كلام المحللين والصحفيين حولها.
ولا ريب أن جميعنا يقر بأن لسان المؤمن، عفيف، وليس بفاحش ولا بذيء، وكيف لا نقر بهذا ونبينا صلى الله عليه وسلم قد قال نافياً عن المؤمن هذه الصفات:
(( ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء )) رواه الترمذي وصححه الإمام الألباني.
المظهر الثالث:
ما يقع من بعض الناس جهة بعض ولاة المسلمين أو وزرائهم أو باقي عمالهم وجندهم من رمي بالخيانة أو قذف بالعمالة أو اتهام بإعانة الكفار على إراقة دماء المسلمين والتواطؤ معهم، أو غيرها، وذلك بناء على كلام سمعه من بعض نشرات الأخبار، أو بعض المحللين أو الصحفيين وقد يكون مستندهم فيما نقلوه قنوات إعلامية يهودية أو غيرها، أو سمعه من بعض السياسيين أو المتكلمين من بعض الأحزاب العلمانية أو البعثية أو الشيوعية أو القومية أو الرافضية أو الدينية والتي تسعى للوصول إلى سدة الحكم.
وهذه تهم كبيرة، وتجريم خطير، والمؤمن القوي الإيمان، الكثير خوفه من الرحمن، لا يبني أقواله، ولا يطلق لسانه، إلا بما هو حق وصدق، وعن برهان واضح، وبينة جلية، وفيه مصلحة وخير وصلاح له وللناس، وتقليل للفتن لا تكثيرها، وسبب ذلك أنه مدرك أنه محاسب على ما ينطق به لسانه في حق حاكم أو غير حاكم، وفي حق مسلم أو كافر، وعدو أو صديق، لا يغيب قول ربه عز وجل:
{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }.
بل كلما قرأه أو مر به زاده خوفاً من إطلاق لسانه في الحكم على الناس بكل ما سمع.
أيها المسلمون:
إن من الأمور المقررة في نصوص القرآن العظيم والسنة النبوية، والمسلمات عند كل مسلم قارئ أو سامع للقرآن والسنة، أنه ما سلط علينا أعداؤنا من أهل الكفر والضلال، ولا حلت في ديارنا الحروب، وكثر القتل في صفوفنا، وتوسعت آلامنا، وزادت نكباتنا، واشتدت محننا، وضعفت قوانا، وهنا على الناس، إلا بسبب ذنوبنا وآثامنا ومعاصينا، إلا بسبب ما يقع من أمور شركية وبدع ومعاص، وصدق الله، وكذب المحللون المتخرصون، حيث قال سبحانه لنا:
{ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم }.
وقال رسوله صلى الله عليه وسلم في شأن أمته:
(( ولا نقضوا عهد الله، وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فيأخذ ما بأيديهم )).
ألا فلا يغيب عن أذهاننا هذا الأصل، ولا نتناساه أو نغفل عنه أو نضلل، لا سيما مع كثرة سماع نشرات الأخبار، وسماع البرامج السياسية، والمحللين السياسيين، والمراسلين والصحفيين.
فإن المصائب والكروب، والآلام والجروح، والنكبات والمحن، والخطوب والمعكرات، لا تدفع بالتضلع في السياسة، وسماع أهلها، ولا بالسيئات والآثام، ولا بالقبائح والمذمات، ولا بالصراخ والعويل واللغط، ولا بخروج نسائنا إلى الشوارع، ولا برمي الناس بالظنون، ولا بإطلاق العنان للسان، وإنما تدفع بالتوبة النصوح، والإنابة إلى الله والخضوع له، والتضرع إليه والالتجاء به، والإقلاع عن الذنوب، والبعد عن أماكنها، والإقبال على الطاعات، والمسارعة إليها والإكثار.
اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا بديع السماوات والأرض، يا حي يا قيوم، ارفع الضر عن إخواننا المسلمين في غزة، وسلم أنفسهم وأهليهم وأموالهم وديارهم من اليهود الكافرين.
اللهم ادفع عنهم هذا البلاء الذي لا يدفعه سواك، اللهم إنا لا نستعين بغيرك ولا نرجو إلا إياك في كشف ضرهم وبلواهم ومصابهم، اللهم إنهم فقراء إليك عاجزون محتاجون إلى دفعك ودفاعك عنهم.
اللهم ارحم موتاهم، واشف مرضاهم وجرحاهم، واربط على قلوبهم صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً فلا يقولوا إلا ما يرضيك، ولا يفعلوا إلا ما تحب.
اللهم اجبر مصيبة من أصيب منهم بشيء في بدنه أو أهله أو ماله، وتفضل عليه بالخلف العاجل، والخير المدرار.
اللهم قاتل اليهود الذين يؤذون عبادك المسلمين في غزة، اللهم خالف بين كلمتهم، وألق الرعب في قلوبهم، وأنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق.
اللهم رد كيدهم وغلهم وحقدهم إلى نحورهم وبلادهم، واجعل أسلحتهم مهلكة لهم، واجعل تخطيطهم عليهم، ومزق صفوفهم، ونكل بهم، وشردهم في الأرض.
اللهم من أمدهم بسلاح أو مال أو تدريب أو تخطيط فألحقه بهم في الهلاك والنكال.
اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما تحب وترضى، وخذ بأيديهم إلى الخير والرشد، وأعنهم وقوهم على نصرة إخوانهم المسلمين في غزة، بكل ما يرضيك، ويقر أعين المؤمنين، ويكبت نفوس الكافرين والشانئين، إنك يا ربنا سميع مجيب.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.

kadirou831
2008-12-30, 23:16
خطبة حول أحداث غزة (مفرغة )

بتاريخ 16/1/1429هـ
لفضيلة الشيخ عايدالشمري- حفظه الله -



بسم الله الرحمن الرحيم


حول أحداث غزة



خطبة للشيخ عايد الشمري مفرغة
وهي مقسمة بعناوين فرعية



[الخطبةالأولى]


"إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد؟أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله

{يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلاوأنتم مسلمون } .{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منهازوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} .
{يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلحلكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فازفوزا عظيما}.
أمابعد :
فإن خير الحديث كتاب الله، وخيرالهَدْي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرالأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .



عباد الله اتقوا الله سبحانه وتعالى وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه واعلموا يا عباد الله أنه ما من خير ورفعة ونصرة للمؤمنين إلاأمرهم الله سبحانه وتعالى به وما من شر وسفول وهزيمة للمسلمين إلا وحذرهم الله سبحانه وتعالى منه والنبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه وفي سيرته وفي غزواته وفي جهاده وفي حياته كلها أنما بين لأمته الخير وحذرهم من الشر وبين لهم أسباب النصروحذرهم من أسباب الهزيمة
يقول سبحانه وتعالى
"قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظرواكيف كان عاقبة المكذبين هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ولاتهنوا ولاتحزنواوأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "



لابدمن شرط يحققه المسلمون من أجل أن يعطيهما لله سبحانه وتعالى العلو والتمكين وانتم الأعلون متى إن كنتم مؤمنين
وقال سبحانه وتعالى في آية أخرى " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"



هذا بيان لكل الذين يريدون الرفعة والنصرة والتمكين للمسلمين والنصر والهزيمة لأعدائهم
ولكن للأسف الشديد أن المسلمين شرقوا وغربوا وأشملوا واجنبوا هروبا عن هذه الشروط إلا من رحم الله سبحانه وتعالى,



[أين الأحزاب من دعوة الرسل؟]




فأن شأتم الأحزاب هذه أحزاب سياسية.. هذه أحزاب ليبرالية.. هذه علمانيبة.. بعثية وقومية..وهذه أحزاب إسلامية بدعية كلهم هربوا وابتعدوا عن هذا الأمر لأنه صعب عليهم فزادهم الله سبحانه صعوبة وتضييقا وذلا وسفولا وهذه الأمة العربية بشكل خاص أو الإسلامية بشكل عام عندما تبتعد عن أسباب الإيمان الحقيقي لنصرتها وعن الأمور التي تنصر بها الرب سبحانه وتعالى لكي ينصرها فهي سوف تسقط دائما في هاوية ..إلى هاوية...
إنهم يصرخون في وسائل الإعلام وفي القنوات المأجورة.
فكل قناة مأجورة لحزب وتوجه وتحاول عن طريق التلبيس وعن طريق ما تأتي به من لقاءات واتجاهات معاكسة من أجل أن تظهر نفسها ومن أجل أن تصفي حساباتها مع المسلمين والعرب الآخرين
الذين يخالفونها في توجهاتهم وهذه القناة تتبع سياسة هذه الدولة وهذه القناة تتبع سياسة تلكم الدولة وكل دولة تحرص على أن تأتي بالكتاب والصحفيين وتقيم الحلقات والندوات والبرامج من أجل أن تؤكد أنها هي التي على الحق وأنها هي تهتم بالأمة وأن غيرها لا , ها نراه نحن نراه عندما تتابع الأخبار حتى طريقة صياغة الأخبار عجيبة وغريبة
فكل يصيغ أخباره بما يرفعه ويفشل الآخرين ويظهر أخبارا ويطمس أخبارا وحسنة هنا يجعلها سيئة وسيئةهنا يجعلها حسنة ,أنهم يفرون عن قوله تعالى يفرون عن قوله تعالى :"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
أنهم كثير يفرون عن قوله تعالى" وانتم الأعلون" بشرط ماذا؟ إن كنتم مؤمنين ..
الإيمان اعتقاد في القلب وقول في اللسان وعمل بالجوارح الإيمان أساسه التوحيد الإيمان بالله بتوحيده بربوبيته وألوهيته وأسماءه وصفاته لوأتينا إلى الأمر الأساس والأمر الأمر الأول قبل أن ننتقل إلى الأمور الأخرى من أركان الإسلام ومن أحكامه وهو التوحيد
لننظر إلى هؤلاء اليساريين
والى هؤلاء العلمانيين بأحزابهم والى الليبراليين والقوميين والبعثيين
بل إلى أحزاب الشيعة كحزب الدعوة وحزب الشيطان
إلى غير ذلك بل إلى حزب الإخوان المسلمين أين هم؟
أين هم من هذه الحقيقة الأولى؟
التي انزل من اجلها القرآن وأرسل من اجلها الرسل وخلق الخلق من اجلها سبحانه وتعالى :"وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون "
وأرسل الرسل من اجلها :" ولقد بعثنا في كل امة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"
بل إن حروب الأنبياء وحروب الرسل كلها كانت من اجل التوحيد
ومن اجل إقامة شرع الله سبحانه وتعالى والذي أساسه التوحيد



انظروا إلى أبجديات هذه الأحزاب انظروا إلى بنودها
انظروا إلى هيكلتها انظرواإلى رموزها
انظروا إلى كتبها انظروا إلى أحاديث قادتها
انظروا إليها جميعا
أين هي من قوله تعالى :"أن كنتم مؤمنين "
وأين هي من قوله تعالى" إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
أين هي من توحيد الألوهية
وهي قد غرقت في ظلمات عبادة القبور والأضرحة
وغرقت في خرافات الدجل والشعوذة والكهانة والسحرة
وغرقت في عبادة غير الله ودعوة غير الله والذبح لغير بغيرالله ..
أين هي؟ وهي معطلة لصفات الله ومعطلة لاسماء الله انظروا اليها



[الأحزاب جميعها اتفقت على دعاة الحق]




إن الله سبحانه وتعالى قد أتم الدين وقد أتم الحجة فانظربمنظار الشرع .
ياعبد الله ولا تغرنك الشعارات ولا تغرنك الهتافات
ولا تغرك هذه القنوات التي تكلم لمصلحة
من يدفع فالذي يدفع لها هو الذي ينشر فكره ليبرالي اكان أو علمانيا أو شيعيا أو أخوانينا
هذه الأمة الإسلامية من ضعف إلى ضعف
وهاهي الأحزاب الصارخة المجلجلة بجموع شبابها وفتيانها وأهازيجها وأناشيدها وصراخها وخطبها عندما يضربها العدو بأي ضربة أو يحاصرها بأي حصار سرعان ما تأخذ تولول وتتشكى وتبكي
وتقول أين انتم ما الذي أصاب الأمة الإسلامية
للأسف الشديد أن صوت الحق ودعاةالحق والذين يسيرون مع الكتاب والسنة لنصرة أمتهم وللأخذ بيد أمتهم إلى العلو والعمل علة نجاتها يوم لا ينفع مال ولا بنون مهمشين ومبعدين ومحاربين لماذا ؟
الان كل هذه الأحزاب اتفقت عليهم فهي ظلمات اتفقت بجانب الظلمة ولا تريد إشعاع النور من أولئك الدعاة الذين يبينون لأمتهم كتاب ربهم دون تحريف ودون تأويل ودون تلبيس ويبينون لهم تاريخ أمتهم وأسباب الضعف فيها وأسباب القوة من خلال الآية القرآنية والسنة النبوية هؤلاء محاربون لن تجدوهم في قنوات فضائية بل لن تجدوهم حتى على صفحات الجرائد تحاربهم ..لان كل جريدة يملكها زيد وعبيد وكل شخص منهم إنما له فكر لا يأتي إلا بالذي يريد ,ويبعد الذي يريد.




[كيف نريد النصر وهذا حالنا؟]


إن الأمر واضحيا عباد الله

أن تنصروا الله ينصركم , تنتصروا الله بماذا ؟
إن الله غني ونحن الفقراء
إن الله قوي ونحن الضعفاء
أنما بالالتزام بدينه وبإقامة شرعه وإقامة توحيده والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه
على قدر ما تفعلون من هذا على قدر ما يكون النصر...
في غزوة أحد عندما عصى الرماة النبي صلى الله عليه وسلم
ما ذا حل بهم؟ وفي حنين عندما أعجب المسلمون كثرتهم ماذا حل بهم في بداية المعركة ؟
مجرد معصية رماة فكيف معصية الله ورسوله بالتوحيد وباركان الإسلام وبالمال الحرام ..ثم تريدون نصرا وتريدون تمكينا وتريدون علوا. لا.



هنا يكون العلو وهذا هو الإيمان بعقائده وتوحيده وعبادته من الصلاة و الصيام والحج بواجباته باجتناب المحرمات من الزنا والربا وغير ذلك
كثير من العالم الإسلامي يأكلون الربا يريدون النصر
والله يقول" فأذنوا بحرب من الله ورسوله" للذي يأكلال ربا ,كيف؟



تقول يريدون النصر كيف تريد نصر وأنت تضع يدك بيد رافضي الذي يكفر الصحابة والذي يتهم عائشة بالزنا
والذي يشرك بالله عند الأضرحة وعند القبورثم تذهب إليه
وتقول إنني أنا الابن للخميني تهرول إلى إيران وتهرول إلى الرافضة الذين صنعوا ما صنعوا بأهل السنة في لعراق وبأهل السنة في إيران وكان كما هو احتلال إسرائيلي هناك احتلال إيران رافضي صفوي في العراق.



ثم لما ننظر صراحة إلى الأخبار والى القنوات الإخبارية والى الانترنت نتعجب والله نتعجب!!!
فأصبح حزب الشيطان الذي يكفر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والذي يذبح وينذر ويستغيث بغيرالله والذي هو حربي على الإسلام والسنة والذي يجحد آيات كثيرة من القرآن في ما ورد في التوحيد والصحابة وغيره أصبح هو الذي سوف يقود الأمة إلى النصر وهو الذي يؤدي لرفعة الأمة هنا يحتلون العراق وهناك يدعون أنهم يريدون أن يحرروا فلسطين لكن عندماتخرج هذه القنوات و هؤلاء الشياطين الملبسين وتتشارك المصالح بين الأحزاب تجد أن الجميع- تذهل وأنت تسمعهم في تحليلاتهم وفي خطبهم كيف يتكلمون
لو سألت أي صفوي رافضي ما حكمك في أهل السنة؟
من خلال كتبه لامن خلال اللعب السياسي والتقية السياسية في المرحلة هذه
على أساس ما تضربهم أمريكا وغير ذلك يريدون أن يدغدغوا مشاعر المسلمين وهم الذين أدخلوا أمريكا في أفغانستان و أمريكا في العراق
وعندما أفتى السيستاني عندما دخلت أمريكا
قال يجب إلقاء السلاح والذي يرفع السلاح بوجه أمريكا فإنه آثم وفي النار
هؤلاء هم عندما تنظر إلى هذا وتنظر إلى تلبيس قناة الجزيرة وغيرها من القنوات
والله انك تتعجب من حال المسلمين ومن عقلية المسلمين ومن ثقافةالمسلمين
إلى درجة وصلوا حتى أنه يتلاعب بهم هؤلاء السياسيون وهذه الأحزاب وهم يقرؤون القرآن
ما من مسلم إلى وتجده إلا وهو يقرأ القرآن ويعرف من خلال القرآن إن تنصروا الله ينصركم
ويعرف إن كنتم مؤمنين ويقرأ أحداث وجهاد الأنبياء وكيف نصرهم الله وبماذا واجهوا أقوامهم والأمم التي تجتمع عليهم ماذا كانت تدعو له؟ وماذاكان يدعون له ..؟
يقرأ القرآن أمامه ويقرأ السنة
ويعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ضد لشرك وضد المشركين ....
تجد تناقض ما بين عندما يقرأ القرآن وينظر إلى السنة ومابين عندما يشاهد الواقع ضجيج يوجه إلى عقل المسلم عبرهذه القنوات لكي يشوشه فيصبح عنده الحق باطل والباطل حق والظلمة نور والنور ظلمة والبياض سواد والسواد بياض ..هذا هو شرطه "وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "
وحقق الإيمان يا عبد الله وحقق الإيمان يا أيتها الأسرة المسلمة
وحققي الإيمان أيتها الأمة الإسلامية عندها ابشروا بنصرالله سبحانه وتعالى لأنكم حققتم الشرط وأن المشروط عند الواحد الأحد واستغفر الله أنه هو الغفور الرحيم.



[الخطبةالثانية]




[صور من مكرالسياسيين و أين الناس من هذا؟]


إنا الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له

واشهد أن لااله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله



إن ما يحدث في غزة ومايحدث في فلسطين البلد الحبيب يدمي قلب كل مسلم ومؤمن
إنه أمر خطير ومخيف ومرعب وإن دلفانه يدل على ضعف الأمة الإسلامية
لكن ما الذي أدى إلى هذا؟



ما هي الأسباب؟ .
لابد أن تنظر إلى الأسباب وفقا للقرآن الكريم والسنة النبوية لا وفقا الأسباب التي يطرحها كل حزب سياسي من أجل أن يسقط الحزب الآخر فيعلق عليه انه هو سبب هزيمتنا في فلسطين
من أجل أن يسقط المنافس الآخرفيقول انه هو السبب فيماحدث في غزة وهو السبب فيما حدث في العراق وهو السبب فيما حل في أفغانستان وهو هوالسبب في هذا الضعف
يتسلقون على أكتاف بعضهم بعضا يسقط الآخر لكي يرتقي هو وهو والآخر في نظر الشريعة ساقطون



فلا هذا مطبق شرط الله إن كنتم مؤمنين وحقق الدعوة إلى الإيمان
ولا هذا نصر الله بالدعوة إلى توحيده وجعلها من أسس حزبه وكل يهرول إلى قناته والى صحيفته والى موقعه من اجل أن يدعم نفسه من اجل أن يسقط الآخر .
وذاك يقول انتم السبب.
يا أمة تبكي عندما تسقط المساقط وتبكي كالنسا ء
وكل يقول أنت السبب وأنت السبب
إن السبب الحقيقي هو انه لما لم نحكم هذا الكتاب وهذه السنة النبوية ولم نأخذ بأسباب النصر الت يذكرها الله في كتابه
ولم نتجنب أسباب الهزيمة التي نهانا الله عنها في كتابه ولم نطبق أسباب النصر في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
هذا الذي أد أن يحصل ما يحصل أمة مختلفة وكلهم أقولها لكم وانتم تعرفونها
كلهم مختلفون على الكراسي وليس على القضية الفلسطينية كلهم مختلفين على المصالح والمكتسبات السياسية ومكتسبات المناصب ليس على القضية




[من الذي تأذى ؟من الذي تألم؟من الذي تعذب ؟]


هو ذلك الطفل الذي تجلس عائلته على مدار الساعة من أجل أن تضخ له الأكسجين
أو تلكم المرأة التي قتل أولادها أو ذلك الرجل الذي هدم منزله وهؤلاء السياسيين الكذابين الماكرين كل واحد
منهم يريد أن يحقق الأمرمكتسب لحزبه وضربة للحزب الآخر والأمة الإسلامية والشعوب تقتل والنساء ترمل والبيوت تهدم والأطفال تموت والأدوية تنقطع والطعام ينفذ كل يريد أن يحقق وجوده وسحب الدعم عن وجود الآخر
كل إلي تشوفونا الآن في القنوات إخوان مسلمين مهرجانات غير ذلك كل واحد يريد أن يريد أن الآخر هو الفاشل
وانك إذا أخذت بقولي والله لا قولك ولاقول الآخر سوف ينفع الأمة الإسلامية

إنما هو قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم



فجزا الله خيرا إخواننا في مصر الذين ساهموا هذه المساهمة الواضحة عندما أتاهم إخوانهم من الشعب من المواطنين الذين هم يئنون تحت وطئت سياسات الأحزاب
دخلوا حتى وصلوا إلى مدن ومحافظات ووجدوا الطعام والشراب وباعوا عليهم وتصدقوا عليهم واستقبلوهم
وبعض الأحزاب في القنوات الفضائية ..,لا... مصر غصباعليها..هم فجروا الجدار فدخلوا ..الله أكبر أماالمصريين ليس لهم إي ممدحة ..شوف الأحزاب كيف توظف..؟



يعني يستطيع المصريون عن طريق جيشهم أن يجلسواالفلسطينيين في الحدود ويحضروا لهم الطعام ويجعلونها سوق في الحدود اقل شيء يعني أما أنهم يدخلونهم على مدينة رفح المصرية وعلى العريش
وبعضهم وصل إلى القاهرة لماذا لا تمدحون هذا الشعب لماذا لا تمدحون هذه الحكومة
هذا يزعل الإخوان المسلمين ويزعل الرافضة والصفويين
ولذلك قناة الجزيرة وغيرها من القنوات كلها لاتذكر هذه الممدحة لهذا الشعب ولا لهذه الحكومة

[سأبين لكم كيف السياسة ,هذا مثال حي أمامكم]



إن الخير الذي يفعله المسلم لإخوانه كيف لا يذكر وإنما يذم وقال والله من اجل قنبلتين فجروها في الجدار
ووصلوا إلى العريش
طيب فجروا قنبلة في الجدار ووقف بعد الجدار شو إلى وصلوا للعريش أيش إخوانهم المسلمين في مصر
أليسواهم الذين سمحوا لهم وفتحوا لهم الأبواب والبيوت والمحلات ولا ما في مقاوم خلا حزب الشيطان
ومافي ناصر للقضية إلا إيران
أما المسلمين والعرب إذا فعلوا شيء ودعموا شيء فهذا لايرى
متى إيران دعمت إيران قضية فلسطين ومتى عرفت القضية الفلسطينية ؟
من أول ما بدأت حتى اليوم متى عرفت إيران القضية متى؟
لكن سبحان الله
هذا لما تحالف الإخوان المسلمين مع الشيعة والإيرانيين
والآن حتى القوميين تحالفوا
الان في حزب جديد مشكل
اسأل الله عز وجل أن يحمي فلسطين
اسأل الله عز وجل أن يحمي فلسطين من مكر السياسيين
وان يقيض لها الرجال الصالحين الذين يريدون وجهه ..
( ثم دعا الشيخ حفظه الله لشعب فلسطين بالنصر والتأييد على اليهود ومن حالفهم )
وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاةوالسلام على رسول الله.

ميمونة 25
2008-12-31, 13:17
ما شاء الله شتّان بين كلام اهل العلم وكلام اهل الاهواء


بارك الله فيك وجزاك الله خيرا


ونسال الله ان يهدينا ويقوي ايماننا وينصرنا على اعدائنا

kadirou831
2008-12-31, 14:26
ما شاء الله شتّان بين كلام اهل العلم وكلام اهل الاهواء


بارك الله فيك وجزاك الله خيرا


ونسال الله ان يهدينا ويقوي ايماننا وينصرنا على اعدائنا

وفيكم بارك الله
جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

سعدالله محمد
2008-12-31, 21:23
السلام عليكم ورحمة الله


انما العلم قال الله وقال رسوله
وليس كلام فارغ ومنطق بليد

وبارك الله فيكم
وجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا مالكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الأرض ، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة، فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة الا قليل # الا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضرّوه شيئا والله على كل شيء قدير # الا تنصروه فقد نصره الله اذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم # انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ، ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون #)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم العينة ) .

kadirou831
2008-12-31, 23:09
قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا مالكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الأرض ، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة، فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة الا قليل # الا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضرّوه شيئا والله على كل شيء قدير # الا تنصروه فقد نصره الله اذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم # انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ، ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون #)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم العينة ) .


صدق الله ورسوله
وجعلني الله وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وبارك الله فيك

ولكن ههنا نقطة مهمة
وهو أن الجهاد متى يكون، هي مسالة يقررها أهل العلم الراسخون
وليس من هب ودب
فقتال الكفار له أحكام كثيرة
قد يكون فرض كفاية
أو فرض عين
أو قد يكون محرما
أو . .........


فليس كل قتال جهاد مشروع
والله اعلم

ميمونة 25
2009-01-01, 10:23
قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا مالكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الأرض ، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة، فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة الا قليل # الا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضرّوه شيئا والله على كل شيء قدير # الا تنصروه فقد نصره الله اذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم # انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ، ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون #)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم العينة ) .


قال الله عز وجل "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً "


وقال ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم "

سعدالله محمد
2009-01-01, 17:35
صدق الله ورسوله
وجعلني الله وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وبارك الله فيك

ولكن ههنا نقطة مهمة
وهو أن الجهاد متى يكون، هي مسالة يقررها أهل العلم الراسخون
وليس من هب ودب
فقتال الكفار له أحكام كثيرة
قد يكون فرض كفاية
أو فرض عين
أو قد يكون محرما
أو . .........


فليس كل قتال جهاد مشروع
والله اعلم

أهل العلم صنفان
صنف ابتلاه الله بالأسر والاضطهاد وكان أمره كعلماء السلف الصالح من هرب وسجن.
وصنف حذرنا منه رسول الله وهم الذين دخلوا على السلاطين وتوافقوا معهم وصدقوهم.
أما عن كون الجهاد يكون محرما فهي بدعة لم تضهر على زمانه صلى الله عليه وسلم أو زمان الخلفاء الراشدين .
فالجهاد اما جهاد طلب
أو جهاد دفع
أو الاعداد للجهاد ونصاب العدة معلوم قليل من الصادقين وقليل من العتاد والناصر هو الله والشرط هو التقوى والصبر.
أما الدعوة الى التوحيد ومحاربة الشرك والبدع فهي واجبة لا لبس فيها ، الا أن تكون ذريعة لتعطيل الجهاد.

ميمونة 25
2009-01-01, 17:53
أهل العلم صنفان
صنف ابتلاه الله بالأسر والاضطهاد وكان أمره كعلماء السلف الصالح من هرب وسجن.
وصنف حذرنا منه رسول الله وهم الذين دخلوا على السلاطين وتوافقوا معهم وصدقوهم.
أما عن كون الجهاد يكون محرما فهي بدعة لم تضهر على زمانه صلى الله عليه وسلم أو زمان الخلفاء الراشدين .
فالجهاد اما جهاد طلب
أو جهاد دفع
أو الاعداد للجهاد ونصاب العدة معلوم قليل من الصادقين وقليل من العتاد والناصر هو الله والشرط هو التقوى والصبر.
أما الدعوة الى التوحيد ومحاربة الشرك والبدع فهي واجبة لا لبس فيها ، الا أن تكون ذريعة لتعطيل الجهاد.



الفرق بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي


http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=90925


ضوابط الجهاد في السنة النبوية

http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Jehad/dwabt.doc

شبهات الطاعنين في العلماء وتفنيدها

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=90160

kadirou831
2009-01-01, 18:01
أهل العلم صنفان
صنف ابتلاه الله بالأسر والاضطهاد وكان أمره كعلماء السلف الصالح من هرب وسجن.
وصنف حذرنا منه رسول الله وهم الذين دخلوا على السلاطين وتوافقوا معهم وصدقوهم.
أما عن كون الجهاد يكون محرما فهي بدعة لم تضهر على زمانه صلى الله عليه وسلم أو زمان الخلفاء الراشدين .
فالجهاد اما جهاد طلب
أو جهاد دفع
أو الاعداد للجهاد ونصاب العدة معلوم قليل من الصادقين وقليل من العتاد والناصر هو الله والشرط هو التقوى والصبر.
أما الدعوة الى التوحيد ومحاربة الشرك والبدع فهي واجبة لا لبس فيها ، الا أن تكون ذريعة لتعطيل الجهاد.


أولا

أنت جعلت العلماء صنفان
صنف مطارد إما هارب ومأسور كعلماء السلف. وكأن علماء السلف كلهم بين هارب ومأسور
وصنف دخلوا على السلاطين ومالؤوهم وهذا حذر من الرسول صلى الله عليه وسلم

والتاريخ يكذب هذا التقسيم
فأغلب علماء السلف لم يكونوا مطاردين

فأنت برايك أين تدخل الامام مالك
وسفيان الثوري
وابن جرير الطبري
سفيان بن عيينة
والحسن البصري
والنخعي
وعلقمة
و ............و..................
وعدد لا يحصى من العلماء
لم يكونوا من الهاربين
ولا من المسجونين
بل بعضهم كان يدخل على السلاطين
ومنهم من تولى مناصب في عهد الخلفاء
كعبد الرحمن بن أبي ليلى
وغيرهم كثير

فؤلاء هل تدخلهم في الصنف الثاني الذي حذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم
ما داموا لم يسجنوا ولم يطاردوا

هناك صنف لم تذكره يا أخي فاستدركه بارك الله فيك



ثانيا
أنا لم اقل الجهاد قد يكون حرام
فهذا لم يقل به عاقل قط
فلا تقولني ما لم اقل
بل قلت ليس كل قتال هو جهاد
فقد يكون قتال الكفار حراما ولا يسمى جهادا حينها

فقد شرع الجهاد لأول مرة في العهد المدني وليس في العهد المكي، وقبل ذلك كان المسلمون مأمورين بعدم استعمال القوة في مواجهة المشركين وأذاهم، فكان الشعار المعلن { كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة } (النساء :77)
فقد حرم الله حينها قتال مشركي قريش
ولما اسس المسلمون دولة الاسلام
هناك شرع الجهاد

اما في العهد المكي فكان محرم


وهأنذا قد جئتك بآية وراجع كتب التفاسير
وستجد ان ما قلته لك هو الصواب


ثالثا
ذكرت دعوة التوحيد ونشرها
وقلت ما يلي

"أما الدعوة الى التوحيد ومحاربة الشرك والبدع فهي واجبة لا لبس فيها ، الا أن تكون ذريعة لتعطيل الجهاد"

كأنني اقول غير ذلك
وانكر دعوة التوحيد

الدعوة دائما قائمة
منذ أن بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم
وليس الجهاد وحده سبيل الدعوة
فحتى لو لم يكن هناك قتال هناك دعوة

قال تعالى
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ


أرجوا أن تفهم قصدي هذه المرة
وانصحك ان تراجع كلام أهل العلم
في تقسيم أحوال الجهاد

جعلني الله واياك ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
وبارك الله فيك

سعدالله محمد
2009-01-01, 18:22
بارك الله فيك أخي الكريم على حسن الحوار ،
أما عن الاجتهادات وما نعتقده نحن فيعلم الله أنه خوفا من حسابه ،
وأسأل الله أن يجعل لنا الأمور أكثر وضوحا وأن يسخرنا لما يحبه ويرضاه،
وأن يرضى عنا ، و يلحقنا بالأنبياء والشهداء والصالحين .