تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات


جمال البليدي
2012-03-17, 16:32
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:


{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }

[الأنبياء:18]

سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات:

إعداد: جمال البليدي-ستر الله عيوبه-





خطة البحث:


المقدمة :
تمهيد والباعث على كتابة السلسلة.

علامات الحزبيين.

بعض قواعد الحزبيين :

القاعدة الأولى : قولهم(نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)).
القاعدة الثانية : الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته :
القاعدة الثالثة : فقه الواقع.
القاعدة الرابعة : سلفية المنهج وعصرية المواجهة
القاعدة الخامسة : توحيد الحاكمية.

المبحث الأول :تحرير المصطلحات: (الحزبية-الحركيين-الديمقراطية-الانتخابات).

المبحث الثاني:الأدلة على تحريم التحزب.
المبحث الثالث : مفاسد الانتخابات النيابية والرئاسية.

المبحث الرابع: كيفية تولي الحكم في الإسلام :
◘المطلب الأول :الطريقة الشرعية الأولى : الاختيار والبيعة
◄الملحق1 :من هم أهل الحل والعقد ,و ماهي شروطهم.
◄الملحق2 :كيف يعين ويعرف أهل الحل والعقد.
◄الملحق3 :كيف يتم نصب الرئيس وفق هذه الطريقة.
◄الملحق4 : ماتصح به البيعة
◄الملحق5 : ماذا بعد البيعة على المبايِع؟

◘المطلب الثاني : الطريقة الشرعية الثانية : الاستخلاف والعهد
◄الملحق1 : كيف يتم نصب الرئيس وفق هذه الطريقة
◄الملحق 2 :شروط صحة الاستخلاف.
◘المطلب الثالث : الطريقة الغير الشرعية : التغلب والقهر .

المبحث الخامس :الرد على شبهات من أجاز التحزب والانتخابات :
الشبهة الأولى : قولهم أن النظام الديمقراطي يوافق الإسلام في الجملة.
الشبهة الثانية :قولهم أن يوسف عليه السلام مارس السياسة عند الكفار.
الشبهة الثالثة :احتجاج بعضهم بصلح الحديبية وأن النبي صلى الله عليه وسلم تنازل فيه

الشبهة الرابعة:قولهم أن الانتخابات من الشورى.
الشبهة الخامسة:قولهم أن الانتخابات كانت موجودة في صدر الإسلام.
الشبهة السادسة: قولهم أن التحزب كان موجود في صدر الإسلام محتجين بالأوس والخزرج.
الشبهة السابعة : استدلالهم بقوله تعالى(ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) آل عمران 104. على جواز التحزب.
الشبهة الثامنة : قالوا: يجوز الأخذ بجزئية من "النظام الجاهلي"!
الشبهة التاسعة : قولهم"نحن دخلنا في الانتخابات وما قصدنا إلا الخير".
الشبهة العاشرة : قولهم إقامة الشريعة يكون بالتدرج.
الشبهة الحادية العشر : قولهم أن الانتخابات مسألة إجتهادية.
الشبهة الثانية عشر : قولهم أن الانتخابات مصلحة مرسلة
الشبهة الثالثةعشر : قولهم"نحن دخلنا في الانتخابات وما قصدنا إلا الخير":
الشبهة الرابعة عشر : قولهم لا نريد أن ترك الساحة للعلمانيين ليحكموا فينا.
الشبهة الخامسة عشر : قولهم "دخولنا الانتخابات ضرورة".
الشبهة السادسة عشر : قولهم نحن دخلنا الانتخابات لنرتكب أخف الضررين.
الشبهة السابعة عشر : قولهم أن مقاطعة الانتخابات يؤدي إلى فتنة.

الشبهة الثامنة عشر : قد أفتى بشرعية "الانتخابات" علماء أفاضل.
الشبهة التاسعة عشر : قولهم عن أهل السنة(أنتم متناقضون تحرمون الانتخابات وتوجبون طاعة ولي الأمر الذي وصل عن طريق الانتخابات))
الشبهة العشرون : قولهم: ((أين البديل)).
الشبهة الحادية و العشرون : قولهم : هذا طريق طويل.
الشبهة الثانية والعشرون:احتجاجهم بالحضارة الغربية.

المبحث السادس :اتهامات حركية والرد عليها:
تهمة العمالة للسلطان.
تهمة عدم فقه الواقع.
تهمة فصل الدين عن السياسة

جمال البليدي
2012-03-17, 16:33
يتبع.................

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-03-17, 16:49
السلام عليكم
عودة مباركة لاخي الفاضل
اهلا بك .......
وبارك الله فيك

جمال البليدي
2012-03-17, 20:49
سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات :


إعداد : جمال البليدي-ستر الله عيوبه-.


بسم الله الرحمان الرحيم


{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (18)إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ (20)}الجاثية


قال العلامة محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ: " العلم .. العلم .. أيها الشباب! لا يُلهيكم عنه سمسارُ أحزاب ينفخ في ميزاب! ولا داعية انتخاب في المجامع صخاب! ولا يَلفتنَّكم عنه معلِّلٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولاعاوٍ في خراب يأتمُّ بغراب ومَن يكن الغراب له دليلا يَمُرَّ به على جِيَف الكلابِ ، ولا يَفتننّكم عنه مُنْزَوٍ في خنقة، ولا مُلْتَوٍ في زَنقة(1)، ولا جالسٌ في ساباط (2) على بساط، يُحاكي فيكم سنّة الله في الأسباط (3) فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذّاب. إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا، ولات حين ندم »عيون البصائر» لمحمد البشير الإبراهيمي: (350-351).



http://www.al-wed.com/pic-vb/142.gif (http://www.4shared.com/file/225376524/c841355e/________-_____1______.html)


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

كنت قد كتبت فيما سلف سلسلة بعنوان(سلسلة الرد على شبهات غلاة التكفير (http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=11424))) فكتب الله لها القبول عند أهل السنة العدول وكل محب لنهج نبينا الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم , لكن تتوالى الأيام وتمضي الشهور فإذا بالفتن والشرور تأتي كقطع الليل المظلم متمثلة في ما يسمى بالثورات وما هي إلا عورات ,و إيه وربي إنها لعورات انكشفت وظلمات تبددت فإن من الفتنة تـأتي المحنة فكانت المحنة منحة على كل سلفي نقي وسني تقي فتميز بذلك السلفيون الأنقياء من المدعين الأشقياء الذين أبو إلا إتباع أهواءهم وتحكيم آرائهم فأبى الله إلا أن يكشف عوارهم ويهتك سترهم فكم صدعوا رؤوسنا بتكفير الحكام والخروج عليهم بتلك الحجج والواهية والأباطيل الهاوية فإذا بهم اليوم ينكصون على أعقابهم وينقضون أقوالهم فالذي كان كفرا بالأمس أصبحوا واجبا اليوم , والذي كان حراما وطاغوتا قبل العورة"الثورة" أصبح شرعا ودينا بعد العورة"الثورة" ,فأجازوا بل أوجبوا الانتخابات الديمقراطية والدخول في البرلمانات الحزبية بعدما كانوا يكفرون أهلها دون ورع ولا تأصيل بل بإجمال دون تفصيل , وكما رددنا عليهم بالأمس غلوهم في التكفير ها نحن اليوم نرد عليهم غلوهم في التبرير ليعلم الخلق أننا وسط بين هذا وذاك فلسنا غلاة تكفير ولا غلاة تبرير ,إنما نكفر ما كفره الله ورسوله, ونعذر من عذره الله ورسوله .لكننا ابتلينا بقوم أشربوا في قلبوهم حب الظهور الذي بات يقصم لهم الظهور فكم اتهموا أهل السنة بتلك الافتراءات الظالمة والإشاعات الكاذبة وهم في هذا كله يتظاهرون بالكياسة وعلم السياسة وهم أول من يضحك عليه الصياد ,وبيننا وبينهم يوم الميعاد.

◄فهذه سلسلة بعنوان(سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات)) جمعتها من أقوال وكتب أهل العلم السلفيين الأقحاح الذين لم تغيرهم العورات "الثورات " ولم تزعزعهم تلك الشعارات, ولا فتنتهم كراسي البرلمانات, بل هم كما قال عليهم النبي صلى الله عليه وسلم(لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم وخذلهم)).
فأسأل الله تعالى أن ينفع بها كل من التمس النجاة في دينه ودنياه ,والغرض منها بيان الحق في زمن انقلبت فيه الموازين واختلطت فيه المفاهيم.
وقبل الشروع في سرد ورد أقوالهم المتناقضة وشبهاتهم المتهافتة أحببت أن أبين أبرز علاماتهم وقواعدهم تطبيقا لقوله تعالى(ولتستبين سبيل المجرمين) , فأقول وبالله وحده أصول وأجول :

(يتبع).......

جمال البليدي
2012-03-17, 20:51
من علامات الحزبيين :


◘الأولى : الفُرقة في الدين، والدعوة إليها تحت ستار تعدد الجماعات الإسلامية، وأنها يكمِّل بعضُها بعضاً !!! واذكر هنا لأبي المظفر السمعاني قولَه : (ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم، قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار؛ وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد وفعلهم واحد لا ترى بينهم اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأنه جاء من قلب واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟ قال الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} (سورة النساء)، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} (سورة آل عمران الآية 103).
وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع رأيتهم متفرقين مختلفين وشيعاً وأحزاباً، لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الاعتقاد، يبدع بعضهم بعضاً، بل يترقون إلى التكفير، يكفر الابن أباه، والرجل أخاه، والجار جاره.
تراهم أبداً في تنازع وتباغض واختلاف، تنقضي أعمارهم ولما تتفق كلماتهم، {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)} (سورة الحشر)))الانتصار لأصحاب الحديث ص45 .

قلتُ: وهذا هو حال الحزبيين فلا تكاد تراهم متفقين أبدا فهذا تبليغي من التحرير وآخر أخواني من حزب الحرية والعدالة والآخر من حزب النهضة وذاك من حزب النور … الخ وهكذا ينطبق عليهم قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)) (سورة الأنعام : 159).

◘الثانية :رد الحق و إتباع الهوى لهذا تجدهم يستهزئون بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها تخالف هواهم فتجد في مقالتهم الآثمة وأقوالهم الغاشمة استهزاءات بالجملة سواء بالطعن في النص مباشرة على سبيل الاستهزاء أو بتضعيفه أو التشكيك في صحته أو دلالته حتى ولو تلقته الأمة بالقبول.

◘الثالثة :التقديس للأشخاص والغلو فيهم والتحزب لآرائهم خاصة أقطابهم ورموزهم

◘الرابعة :اتِّباع المتشابه وترك المحكم وهذه علامة أهل الأهواء والبدع, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنَّ أم الكتابِ وأُخَرُ متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منهُ ابتغاء الفتنةِ وابتغاء تأويلِهِ وما يعلمُ تأويلَهُ إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عندِ ربنا وما يذَّكَّر إلا أُولوا الألباب) قالت: فقال رسول الله صلى الله (فإذا رأيتَ الذين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم ). متفق عليه.

◘الخامسة :الاستدلال بالمنسوخ وترك الناسخ من كلام الله سبحانه وتعالى, أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم , أو كلام علماء السنة, فيستدلون - مثلاً- بثناء العلاَّمة ابن باز على سلمان العودة قبل أن يتبين له حاله, و يتركون تحذير ابن باز منه, و إيقافه في آخر الأمر بعد أن ظهر للشيخ انحراف الرجل عن منهج السلف وهكذا فيما يتعلق بأقطابهم وأحزابهم وانتخاباتهم-كما سيأتي قريبا إن شاء الله- ,ومن عرض للناس كلام العالم المتقدم مع علمه بالمتأخر فهو غاش لهم ، ومن ذلك أن الإمام أحمد بن حنبل كان يذكر حسين الكرابيسي بخير فلما قال ببدعة اللفظ ضلله وبدعه.

◘السادسة : تسترهم بزلات أهل العلم والفرح والمبالغة في إشهارها وإذاعتها ويجعلونها بمثابة الوحي المنزل ليحاجوا أهل السنة بها :
قال الإمام الشوكاني -رحمه الله تعالى- في أدب الطلب ( ص116 ): (وقد جرت قاعدة أهل البدع في سابق الدهر ولاحقه بأنهم يفرحون بصدور الكلمة الواحدة من عالم من العلماء ويبالغون في إشهارها وإذاعتها فيما بينهم ويجعلونها حجة لبدعتهم ويضربون بها وجه من أنكر عليهم اهـ.
السابعة :معارضةُ السنة بمتشابه القران : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :"إن ناساً يجادلونكم بشبه القران فخذوهم بالسنن فان أصحاب السنن أعلمُ بكتاب الله عز وجل" )).

◘الثامنة: بُغضُ أهل الحديث و الأثر السلفيين, وإن لم يبوحوا بذلك:
عن أحمد بن سنان القطان قال : ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث . رواه الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص300) .
فمن علامات أهل البدع بغض أهل الأثر , وما تلك الأكاذيب والإشاعات التي يرمونا بها أهل السنة السلفيين قديما وحديثا إلا برهان على هذ البغض الذي يكنونه لأهل الأثر في قلوبهم , والله المستعان.

◘التاسعة :الإعراض عن كتبِ السلف ودعوة الناس والشباب إلى كتب الحركيين والمفكرين و المهيجين التي ليس فيها علم كما لا تخلو من البدع والضلالات العقائدية والأخلاقية والحديثية والفقهية .

◘العاشرة :لا يعملون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح- إلا فيما وافق أهوائهم- بل يحاولون أن يُنشئوا فهماً جديداً يناسب العصر- زعموا- بإسم الوسطية و فقه التيسير و فقه الواقع, ونسوا أو تناسوا قولَ الإمامِ مالك رحمه الله: ( لا يُصلح آخر هذا الأمر إلا ما أصلحَ أوله ).

◘الحادية عشر :إطلاق الألقاب على أهل السنة, كقولهم (جامية, مدخلية, مباحث, عملاء......الخ) وسلفهم في ذلك هم أهل البدع الذين كانوا يصِمُون أهل السنة بأنهم حشوية و مجسِّمة وغيرها من الألقاب.
قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني رحمه الله تعالى : ((وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة ، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم ، واحتقارهم لهم واستخفافهم لهم ، وتسميتهم إيَّاهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة ، اعتقاداً منهم في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّها بمعزل عن العلم ، وأنَّ العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ، ووساوس صدروهم المظلمة ، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير وكلماتهم ، وحججهم العاطلة بل شبههم الداحضة الباطلة :[ أؤلئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبضارهم ]. محمد :(23) :[ ومن يهن الله فما له من مكرم إنَّ الله يفعل ما يشاء ]. الحج :(18).)) عقيدة السلف أصحاب الحديث ص101.

◘الثانية عشر :المسارعة في التكفير: قال أبو العالية رحمه الله: (قد أنعم الله علي بنعمتين لا أدري أيهما أفضل أن هداني للإسلام ولم يجعلني حرورياً ).إلا أن هذا التكفير ليس نابع عن أصول سنية وقواعد مرعية إنما فقط مصالح حزبية حركية ,وهذا سر تقلبهم بين الأمس واليوم فما كان البارحة كفرا أصبح اليوم واجب شرعي وما كان واجب شرعي أصبح اليوم فتنة وعمالة .

◘الثالثة عشر : الطعنُ في علماء السنة والكذب عليهم, وتشويه سمعتهم, ووصفهم بالتشدد و التسرع و المداهنة و عدم الفهم بالواقع !!.. إلى غيرها من الكلمات المسطورة في جرائدهم والمسموعة في قنواتهم.
قال أبو حاتم الرازي : (من علامات أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر). أخرجه اللالكائي في الاعتقاد (رقم؛ 323) والصابوني في عقيدة السلف (ص 110/دار المنهاج) بسند صحيح.

◘الرابعة عشر :قلبُ الحقائق :
قال البربهاري : (مثل أصحاب البدع مثل عقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم, فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون). ذكره أبو يعلى في طبقات الحنابلة (2/44).
وقال عامر بن عبد الله : (ما ابتدع رجل بدعة إلا أتى بما كان ينكره اليوم). الشرح والإبانة (83).
وهذا مما تفنن فيه القوم حيث جعل السنة ذلا وانبطحا والبدعة حرية وفكرا بل تقدما وتطورا , وهكذا يقلبون الحقائق فيرمون أهل السنة بالتكفير وهم التكفيريون ويرمون أهل السنة بالتشدد وهم المتشددون ويرمون أهل السنة بتفرقة الأمة وهم قتلة الأمة ,وقس على ذلك باقي الاتهامات و يصدق عليهم قوله تعالى: [وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112)](سورة النساء112)

◘الخامسة عشر :الأُلفـة: هذه القاعدة الذهبية التي استخدمها السلفُ لكشف أهل البدع, ويستخدمها أهل السُنة في كل زمان لكشف الحزبيين الذين يُخفون تحزبهم, فإذا شككت في منهج شخصٍ وتوجهه وخفي عليك أمره فما عليك إلا أن ترى جلساءه لتعرف حقيقة أمره, فإن كان جلساؤه أهل سُنةٍ سلفيين فهو على منهجهم, وإن كانوا غير ذلك فأَلحقه بهم. يقول الأوزاعي رحمه الله: (من سَـتر عنا بدعته لم تخفَ علينا ألفته) ويقول معاذ بن معاذ رحمه الله: (الرجل وان كتم رأيه لم يخفَ ذاك في ابنه ولا صديقه ولا في جليسه).

◘السادسة عشر :التهييجُ والإثارة و التشغيب على ولاة الأمور, ويستغلون في ذلك أوقات الفتن والاضطرابات, فيخرجون باسم الأمر المعروف والنهي عن المنكر, كما كان عادة أسلافهم الخوارج. لكنهم إذا وصلوا إلى الكراسي سيضربون بيد من حديد كل من عارضهم فلا بالشريعة التي كانوا ينادون بها يحكمون ولا بالديمقراطية التي كانوا يكفرون أهلها يتبرؤون.

◘السابعة عشر :الدعايةُ لكتب المبتدعة وأشرطتهم ونشرها. وقد سُئل العلاَّمةُ عبد العزيز بن باز رحمه الله- في شريط شرح كتاب فضل الإسلام - سؤالاً هذا نصه: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يأخذ حكمهم؟ فأجاب (نعم ما فيه شك, من أثنى عليهم ومدحهم هو داعٍ لهم, يدعو لهم, هذا من دعاتهم نسأل الله العافية ).

◘الثامنة عشر :التجميع: والمقصود بالتجميع تجميع أكبر عددٍ من الناس حولهم دونما أدنى اهتمام بإصلاح عقائدهم أو بواطنهم وهذا المنهج تنتهجه كل من جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ. ويجمعهم في هذا قاعدة:(نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) وقاعدة (وحدة الصف لا وحدة الرأي )) فالعبرة عندهم بالكم لا بالكيف لهذا تجد في صفهم النصراني والشيوعي والليبرالي والعلماني و.....إلخ.

◘التاسعة عشر :الحرصُ على المناصب والوصول إليها وهذا أمر ظاهر لا يخفى للعيان وذلك لأن المنصب عندهم غاية وليس وسيلة.

◘العشرون :التلبيس على الناس بإسم الدين والسُنة, وعند أدنى عرض لنشاطات هؤلاء على الكتاب والسُنة تجد الطَّوام والمخالفات, وكأن هذه المظاهر لم تكن إلا لتمرير تنظيراتهم الحزبية وخططهم الحركية, بإسم الدين والسلفية. يقول أحد منظِّري جماعة الأخوان المسلمين: (المنهج العقدي والفقهي عند الأخوان هو منهج سلفي صرف لا غُبار عليه ) !!!

◘الواحدة والعشرون : عدم الأمانة وعدم الورع.
قال عنبسة بن سعيد الكلاعي : (ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره عن المسلمين واختلجت منه الأمانة).
قال معمر : (سمعه من الأوزاعي فقال: أنت سمعت من عنبسة؟ قال: نعم, فقال: صدق كنا نتحدث أنه ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب ورعه). رواهما ابن عساكر في تاريخه (47/13) وفيه معمر بن غريب أو عريب لكن الواقع يشهد على ذلك.

◘الثانية والعشرون : اتباع الظن.
قال الله تعالى: [وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ] [الأنعام : 116].
وقال تعالى: [وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا] [النجم : 28].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا وكونوا إخوانا ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك)). أخرجه البخاري (4849) ومسلم (2563).
وقال شيخ الإسلام: (وكل من خالف الرسول لا يخرج عن الظن وما تهوى الأنفس فإن كان ممن يعتقد ما قاله وله فيه حجة يستدل بها كان غايته الظن الذي لا يغني من الحق شيئا). مجموع الفتاوى (13 / 67).

◘الثالثة والعشرون :الكذب: وهم يجيزون ذلك من باب (مصلحة الدعوة !!) و ( الحرب خدعة!!) ووالله لقد جُرب كثيرٌ منهم فوُجدوا على هذه الحال فنسأل الله العافية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وأما أهل الأهواء ونحوهم فيتعمدون على نقل ما لا يعرف له قائلا أصلا ولا ثقة ولا معتمدا واهون شيء عندهم الكذب المختلق وأعلم من فيهم لا يرجع فيما نقله إلى عمدة بل إلى سماعات الجاهلين والكذابين وروايات أهل الإفك المبين)(مجموع الفتاوى(27/479))


◘الرابعة والعشرون :النظام العسكري المُبطن: من خلال المراكز الصيفية والرحلات الجماعية و المخيمات المشتملة على التدريبات العسكرية وسلفهم في هذا هو إمامهم حسن البنا, الذي كان ( يهتم بتنظيم المصايف و توحيد الزي) . انظر مجموع رسائل حسن البنا.

◘الخامسة والعشرون :التَّوسُع في وسائل الدعوة غير الشرعية: كالأناشيد، الكرة، المسرحيات، الرحلات … الخ ) و قد سُئل الإمام أحمد رحمه الله: ما تقول في أهل القصائد ؟ فقال: بدعة لا يُجالسون. و سُئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: هل يجوز للرجال الإنشاد الإسلامي؟ فأجاب بقوله (الإنشاد الإسلامي إنشاد مُبتدَع مما أبتدعه الصوفية ولهذا ينبغي العدولُ عنه إلى مواعظ القران والسُنة). من كتاب القول المفيد في حكم الأناشيد.

◘السادسة والعشرون :القَصص: فتُلاحظ محاضراتهم وخطبهم يغلبُ عليها جانب القَصص الذي لا يسمن ولا يغني من جوع فلا يستفيد منه المرء, لا في عقيدة ولا في عبادة, وقد حذَّر السلف أيما تحذير من القصاصين ومن الجلوس إليهم. قال مالكٌ رحمه الله (واني لأكره القصصَ في المسجد ) وقال (ولا أرى أن يُجلس إليهم وان القصص لبدعة ) وقال سالم: كان ابن عمر يُـلقى خارجا من المسجد فيقول: ما أخرجني إلا صوتُ قاصكم هذا.

◘السابعة والعشرون :السِّرية والتكتم:
قال عمر بن عبد العزيز : (إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة). أخرجه ابن عبد البر في جامع البيان (492\ رقم 1774\ مكتبة عباد الرحمن) واللالكائي في شرح الأصول (251)

وقال أبو إسماعيل الهروي : ( لا والله ولا دين المتناجين دين ولا رأي المتسترين متين). ذم الكلام (4/328).

جمال البليدي
2012-03-17, 20:54
هدم قواعد الحزبيين المعاصرة:


◘القاعدة الأولى : قولهم: (نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).

هذه القاعدة قالها أحد الدعاة المعاصرين واعتمدها قولا وتنفيذا الإخوان المسلمون ثم تبعهم تكفيريوا الأمس مبرراتيوا اليوم , والقاعدة بحكم الشرع باطلة بطلانا كليا أولها وآخرها, وكيف لا تكون باطلة وهي تتصادم مع قوله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان))(المائدة :2) وإن كان يظهر لأول وهلة وأن أولها صحيح, وعند التأمل يظهر لك أيضا أن أولها باطل, فكيف بآخرها ,إذ من من أعظم البراهين على أن أولها باطل تطبيق أصحابها على الوجه الذي يريدون فقولهم: (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فقد جلعوا التعاون مع غيرهم مشروطا بموافقتهم واتفاقهم, وقد يتفقون مع شخص على حق, وقد يتفقون على باطل, ولا يخرج أول القاعدة عن هذا, وإلا لما نسبوا الاتفاق إليهم؟ ولما لا يقولون : (...فيما وافق الشرع)) ولقد حصل أن الإخوان المسليمن أو من سار على نهجهم بعد ما يسمى بالربيع العربي وما هو إلا "الربيع الماسوني" أن تعاقدوا مع الأحزاب العلمانية و الليبرالية و وصل بهم الحال أن طالبوا النصارى بالإنضمام إلى قوائمهم وأحزابهم .فهذا كاف في بيان ما يدخل في قولهم : (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فدل هذا الواقع الحاصل منهم على بطلان أول القاعدة, وأما آخرها فقد فصل غير واحد من العلماء فيها كالعلامة ابن باز والعلامة الألباني والعلامة ابن عثيمين رحمهم الله , وهذا خلاصة ما قالوه : (( إن كان ما اختلفوا فيه من الاجتهاد سائغا في الشرع, فإنه يعذر بعضهم بعضا فيه, وما كان من الاجتهاد غير سائغ فإننا لا نعذر من خالف فيه ويجب عليه أن يخضع للحق)) انظر كتاب(زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون) ص128-131.

◄وقال الشيخ صالح الفوزان بعد أن ذكر القاعدة المذكورة : (وهذه المقولة على إطلاقها واضحة جلية أنها تعارض قاعدة الولاء والبراء, والحب في الله, والبغض في الله) الأجوبة المفيدة عن أسئلة المنهاج الجديدة (103).


◘القاعدة الثانية : الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته :


قاعدة الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته هي من بدع عصرنا تبنتها الفرق الحزبية من إخوانية وقطبية, ومرادهم بهذه القاعدة أن يلزم المحذر من أهل البدع أن يذكر حسناتهم بمقابل ذكره لسيئاتهم, وحقيقة هذا إبطال التحذير من أهل البدع, وإليك بيان ذلك :
◄أولا : هذه القاعدة مخالفة لطريقة القرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح من عدم ذكر حسنات المحذر منه.
◄ثانيا : أن المبتدع ومن كان معه سيتمسكون بالمدح وينشرونه بين الناس, ويكتمون الذم, فلا يحصل بعد ذلك مقصد الشرع من التحذير منهم, بل يكون ذلك دعوة إليهم ودفاعا عنهم.
◄ثالثا : ذكر الحسنات في مقام ذكر السيئات يميتها أو يهونها عند المستمع, فلا يبقى للتحذير تأثير ولا معنى.
◄رابعا : العمل بهذه القاعدة يفتح بابا لأهل الانحراف في العقيدة وغيرها أن تغمر سيئاتهم في حسناتهم , فمن التزم بالقاعدة المذكورة لزمه ذلك وعلى هذا فلا يبقى ضال مضل في الدنيا إلا تمسك بأن له حسنات تغمر فيها سيئاته, وذلك لأن الله تعالى لم يخلق شرا محضا بما في ذلك إبليس كما قال الإمام الشوكاني: ( إن الله لم يخلق شراً محضاً ومن ذلك إبليس وهو أشر المخلوقات فإن الله خلقه ووضع فيه خيراً ومن ذلك الخير اختبار الناس فمن أطاعه فقد عصى الله ومن عصاه فقد أطاع الله.)).
فهل سيذكر هؤلاء-حسب قاعتدهم الجديدة- محاسن الشيطان أم سيستعيذون منه؟!.
◄وقد قام كبار علماء أهل السنة في عصرنا بالرد على أصحاب هذه القاعدة منهم العلامة ابن باز رحمه الله فله أكثر من فتوى, انظر كتاب"النصر العزيز على الرد الوجيز" للعلامة ربيع بن هادي المدخلي(ص/5) وخلاصة فتواه : (....فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها).
وقال العلامة الفوزان مجيبا عن سؤال عن الموازنات : (....إذا ذكرت محاسنهم معناه دعوت لهم, اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط..) (ص :7) من"النصر العزيز".
وقد أتى على هذه القاعدة العلامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه:(منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف)) وكتابه:(المحجة البيضاء في الدفاع عن السنة الغراء) وفصلها حرفا حرفا, ونقل كلام أهل العلم فجزاه الله خير الجزاء على ذلك.
◄وخلاصة القول : أننا ندعوا أصحاب البدع والتحزب إلى ترك أخطائهم توبة إلى الله, أما ما عندهم من الحق فلا نختلف معهم في ذلك, ولا يجوز أن يجعلوا ما عندهم من الحق مبررا لما عندهم من الباطل كما هي عادتهم.


◘القاعدة الثالثة : فقه الواقع


اعلم ـ أخي الكريم ـ بأنّ غاية ما يمكن أن يقال عن علم فقه الواقع المنادى به اليوم ـ إن صحّت تسميته علمًا وفقهًا ـ أن يكون من فروض الكفايات إن لم يكن من المباحات.
إلاّ أنّ صاحب فقه الواقع أخرجه في صورة مبالغ فيها جدًّا، فاق بها فروض الأعيان.
فما هو المراد بفقه الواقع عند هؤلاء الصحفيين الحركيين السياسيين يا ترى ؟!!!
قالوا: هو <<علم يبحث في فقه الأحوال المعاصرة، من العوامل المؤثّرة في المجتمعات، والقوى المهيمنة على الدول والأفكار الموجهة لزعزعة العقيدة، والسبل المشروعة لحماية الأمَّة ورقيِّها في الحاضر والمستقبل>. [فقه الواقع للعمر ص (10)].

◄فالمراد به: فقه السياسات الغربية، ومعرفة مخطّطاتها السرية تجاه الإسلام والمسلمين.
وهذا الفقه شيء محمود، لا ننكره ولا نحاربه، ولكنَّ الذي ننكره ولا نرضاه هو: جعلهم العالم الذي يُقْتَدَى به هو الفقيه بذلك الواقع لا غير.
ولهذا نجدهم يسمُّون ذلك الفقيه ـ أي: فقيه الواقع ـ ﺑ <المُنَظِّر>، وﺑ <المُوَجِّه>، وﺑ <المفكر>، وﺑ <الداعية>، وﺑ <الحركي>... الخ.
وهذا الغلو الفظيع في فقه الواقع أدى بهم إلى الطعن في علماء أهل الحديث والأثر ورميهم بالجهل بالواقع , وأرادوا من خلال هذا إبطال دعوتهم وفتاويهم ومصادرة مرجعيتهم التي أعطاهم الله إياها, قال الله تعالى((فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) (النحل : 43) حتى تفوه بعضهم قائلا : (هم علماء حيض ونفاس ))), ورمي علماء الحديث بأنهم علماء حيض ونفاس ليس وليد اليوم بل قال هذه الكلمة الخبيثة عمرو بن عبيد البصري القدري المعتزلي لعلماء السلف(4).
وهذا حتى يخلوا الجو لهم ولمنظريهم من أهل الأهواء والبدع الذي لا ناقة لهم ولا جمل في العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
فهي علامة كبرى في أهل البدع أنهم يطعنون في أهل الحديث بأنواع الطعونات, بل صرح بعضهم قائلا : ليس الوقت وقت حدثنا وأخبرنا, ولا وقت سنة وبدعة, ولا وقت حديث صحيح وضعيف.
ولست أدري كيف سينزلون الحكم الشرعي على هذا الواقع إذا لم يدرسوا الحديث ويميزوا صحيحه وضعيفه؟ ليت شعري كيف سيعرفون كيفة التعامل مع هذا الواقع إذا لم يعرفوا السنة والبدعة؟ ! وإلى الله المشتكى.
فدعاة فقه الواقع عالة في ليلهم ونهارهم على وكالات الأنباء العالمية وغيرها من القنوات المحلية والخارجية, وعلى الصحف اليومية و الأسبوعية و الشهرية, وعلى دور المنظمات الدولية, وعالة على كتب السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية, فالفقيه عند دعاة فقه الواقع هو الذي يقحم نفسه في خضم هذه الترهات الشبيهة بالأساطير والخرافات, وقد صاروا يظنون أنهم فقهاء الملة وعلماء الأمة بهذه الاتجاهات الخطيرة, وقد أعقب لهم هذا الفقه أمراضا خطيرة منها :
1-كثرة التناقضات والشكوك والاضطرابات
2-الإنقياد لمبادئ كفرية كالديمقراطية والليبرالية.
3-السعي إلى إقامة الثورات والانقلابات.

أما علماء أهل السنة فيرون أن فقه الواقع ليس أصلا مستقلا, بل هو جزء من الفقه في الدين, ولهذا لا نجد في كتب الفقه في الدين الكلام على فقه الواقع إلا تبعا لتنزيل الحكم الشرعي عليه, قال العلامة ابن القيم :
((ولا يتمكّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحقّ إلاّ بنوعين من الفهم:
أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن، والأمارات، والعلامات، حتى يحيط به علمًا.
والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو حكم الله الذي حكم به في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثمّ يطبّق أحدهما على الآخر فمن بذل جهده واستفرغ وسعه لم يعدم أجرين أو أجرا )) إعلام الموقعين(1/87-88)

فظهر من هذا النقل أن كل من كان أعلم بشرع الله كان أقدر على تنزيل حكم الله على العباد , وكون العالم لا يعرف القول الفلاني للأعداء والتخطيط الفلاني فليس عيبا ولا طعنا, إذ إن الله يقول:[ والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا](النساء :45) ويقول :[ومن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم]التوبة101, والعالم يعرف أعداء الإسلام من تدبره القرآن والسنة معرفة حقيقة, فلا يكون عنده اشتباه في معاداتهم والتحذير منهم وشدة خطرهم على المسلمين, بخلاف من يجهل ما جاء به القرآن والسنة, فإنه لن يصل إلى حقيقة معرفتهم عن طريق المتابعة لما كتبوا ولما كتب فيهم ممن لم يعتمد على القرآن والسنة.


◘القاعدة الرابعة : سلفية المنهج وعصرية المواجهة :

هذه القاعدة من القواعد المستجدة في عصرنا وقد وضح لنا أصحاب هذه القاعدة مرادهم منها فقالوا : (نحن سلفيون في العقيدة, وأما في باب التعامل مع الناس والأحزاب وفي باب السياسة فمواجهتنا لهم عصرية).
وظاهرها التناقض لأول وهلة, وهي مثل قاعدة تقسيم الإسلام إلى طريقة وشريعة , وحقيقة ومجاز, وقشور ولباب, وأمثالها من القواعد الباطلة, وهذه القاعدة تنافي القاعدة الشرعية العظيمة اتباع ما كان عليه السلف عموما, ولهذا لا يتفق أولها مع آخرها ولا آخرا مع أولها, وهذه طبيعة القواعد الباطلة فكيف يكون الشخص في آن واحد سلفي المنهج خلفي المواجهة؟ ! فمواجهة الشخص للحياة وسيره فيها هو ذاك منهجه, إذ إن منهج الشخص ما يسير عليه وينهجه, فجعلهم المنهج هو العقيدة فحسب تأصيل فاسد, ومنهج السلف وأئمة الخلف هو العمل بالقرآن والسنة في كل المجالات العقيدة, و العبادة , والسياسة, والاقتصاد , في الفروع والأصول, في المسائل العلمية والعملية, وفي الوسيلة والغالية, وفي الشكل والمضمون, في العلم والتعلم, والدعوة إلى الله, ولا يعرف التفريق بين المنهج والعقيدة عند علماء الإسلام, وإنما هو من اختراع أهل البدع سابقا ولا حقا, على أن الناظر في حال أصحاب القاعدة يرى ما هم عليه من مجاراة الناس وتخبطاتهم في مواجهة المستجدات والأحداث الشيء الكثير, وهذا سبب خروجهم عن منهج السلف عقيدة ومواجهة.


◘القاعدة الخامسة : توحيد الحاكمية :


لقد وضع بعد أهل الأهواء قاعدة وهي توحيد الحاكمية, والمراد به عندهم تصب خليفة على المسلمين على طريقتهم التي يسيرون عليها مع وجود حاكم مسلم قائم على البلاد, وجعلوا هذه القاعدة أصل الأصول كلها وقدموها على أنواع التوحيد الثلاثة وهي : الألوهية, والربوبية, والأسماء والصفات, قال صاحب""الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية" (ص12) : (إن مسألة القيادة والزعامة إنما هي مسألة المسائل في الحياة الإنسانية وأصل أصولها).
وقال أيضا في نفس الصفحة : (إن غاية الدين الحقيقية إقامة الزعامة الصالحة), وجعلوا توحيدهم هذا أحد أركان الإسلام كما في رسائل حسن البنا(ص :190), وهذا يذكرنا بالرافضة حيث جعلوا الإمامة عندهم أحد أركان الإسلام. وقد بلغ بهم الانحراف إلى أن يفسروا لا إله إلا الله أي لا حاكم إلا الله.انظر كتاب''معالم في الطريق" (ص :8). ووصل بهم الأمر إلى أن أوجبوا على الأمة الإسلامية الدخول في الأحزاب وألفوا في ذلك الكتب ككتاب"المسلمون والعمل السياسي" قال مؤلفه (ص : 76) : (لا بد لكل مسلم أن يرتبط في عمل سياسي ينصر الدين) وكتاب"شرعية الانتخابات" وكتاب"أصول العمل الجماعي" وكتب حركية كثيرة ألفت لمناصرة التوحيد المذكور, ومكنون هذه القاعة تكفير الحكام المسلمين, وبه يتسنى لهم استباحة الدماء والأموال والأعراض بدعوى إقامة دولة إسلامية, ولم يقف الانحراف بأصحاب القاعدة المذكورة فيما ذكرنا, بل يجعلون الديمقراطية منطلقا لهم لتحقيق التوحيد المزعوم.
حتى قال أحدهم لما قيل له : إن الديمقراطية فيها خمسون مفسدة فقال : (وأنا أزيدك خمسين مفسدة فوق الخمسين, ومع هذا يجوز أن نخوض الانتخابات وندخل المجالس البرلمانية), وإذا كان بعض العلماء يسمي هذا الصنف أصحاب الطغيان السياسي فأنا أسميهم أصحاب السكر السياسي, أسكرهم حب الكراسي حتى أعماهم, وقد تصدى علماء أهل السنة لهذا الطغيان وصمدوا أمامه صمود الجبال, واقتلعوا جذوره , واستأصلوا شروره, وأبانوا عواره, وإليك من بياناتهم العظيمة, وأقوالهم الشافية , وكلماتهم النافعة, ومن ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن قول القائل : "إن مسألة الإمامة أهم المطالب في أحكام الدين، وأشرف مسائل المسلمين"، كذب بإجماع المسلمين سنيِّهم وشيعيِّهم، بل هذا كفر
فإن الإيمان بالله ورسوله أهم من مسألة الإمامة، وهذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، فالكافر لا يصير مؤمناً حتى يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وهذا هو الذي قاتل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الكفار أولاً، كما استفاض عنه في الصحاح وغيرها ..). منهاج السنة النبوية(1/75).
وقال العلامة الألباني رحمه الله عند أن سئل عن توحيد الحاكمية : (الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية, والذين يدندنون بهذه الكلمة المحدثة في العصر الحاضر يتخذون سلاحا ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء والرسل كلهم, وإنما هو سلاح سياسي...)) (جريدة المسلمون 639 سنة1417)
وقال العلامة ابن عثيمين : (من يدعي أن هناك قسما رابعا للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية , يعد مبتدعا فهذا تقسيم مبتدع صدر من جاهل لايفقه في أمر العقيدة والدين شيئا !!
وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة أن الله يحكم بما يشاء وتدخل في توحيد الألوهية أن العبد عليه أن يتعبد الله بما بماحكم .فهو ليس خارجا عن أنواع التوحيد الثلاثة وهي :
توحيد الربوبية والالوهية وتوحيد أسماء الله وصفاته)جريدة المسلمون عدد ( 639)
وعلى كل دعاة البدع والتحزب استغلوا وجود التفرق بين حكام المسلمين ووجود الجور من كثير منهم دعوة إلى التحزب والتكتل ومنابذة الحكام الموجودين, وهم بذلك لا يأتون بشيء من الخير والإصلاح, بل يزيدون الناس تفرقا وتمزقا, ويفتحون أبواب الفتن التي لا تحمد عقباها, وأي فتنة أضر على المسلمين من دخولهم في قتال بعضهم بعضا, ولو أنهم سعوا في إصلاح أنفسهم ومجتمعهم وفي النصح للمسلمين للحاكم والمحكوم لكان خيرا لهم ولحكامهم, وإن لم يستجيبوا فمعذرة إلى ربهم كما هي طريقة أهل السنة يسعون إلى نشر الخير بين الناس ويحذرون الحاكم والمحكوم من عواقب التمادي في الباطل, ولا يفهم من هذا الكلام أننا نقلل من شأن الإمامة, فالأدلة من الكتاب والسنة والإجماع ناطقة بوجوب خليفة للمسلمين ليسوس دنياهم بدينهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين, بل لا قيام للدين إلا بها, فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض, ولا بد لهم عند الإجتماع من رأس))السياسة الشرعية(217).



------------------------------

(1)بالتحريك، هي السكة الضيّقة، كما في » لسان العرب « مادة: زنق، ولا يزال أهل المغرب إلى اليوم يستعملونها كثيرا، لكن بتسكين النون.
(2)" سقيفة تحتها ممرّ نافذ " » المصباح المنير « مادة: سبط.
(3)سنة الله في الأسباط هي التفرق، قال تعالى:{وقطَّعْناهمُ اثْنَتَيْ عشرْةَ أَسْباطاً أُمَمًا))

جمال البليدي
2012-03-17, 20:58
المبحث الأول: تحرير المصطلحات:


1-مصطلح "الحزبية":


الحزبية مأخوذة من التحزب وهي التجمع , وقد يكون هذا التجمع على حق أو على باطل فالحزب قد ينسب الى الله تعالى فيكون محمودا , وقد ينسب الى الشيطان أو أحد أعوانه فيكون مذموما .قال الله تعالى عن الاول " أولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون " أى جنده الذين يمتثلون أوامره , ويقاتلون أعداءه , وينصرون أولياءه .
وعن الثاني يقول تعالى "أولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون " اى جنوده وأتباعه ورهطه .
فحزب الله هم جماعة المسلمين , الذين أمر المسلم بالانضمام اليهم , والجماعة هي :
أ-الجماعة العلمية: وهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين. فالواجب على المسلم أن يلزمَ مذهبهم ، ويتقيَّدَ بفهمهم ، ولا يخالفهم في شيء من أمور الدين أبداً . قال ابن أبي العز -رحمه الله-: "والجماعة جماعة المسلمين السنة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين ، فاتباعهم هدى ، وخلافهم ضلال".
ب- جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أميرٍ وجبَ عليهم طاعته ، وحرًمَ عليهم معصيته ، ووجب عليهم الالتزامُ بهذه الجماعة ، وعدم الخروج عنها لما في ذلك من الأمن والسلامة للفرد والأمة.
فمن خرج عن أحد هاتين الركزتين فهو متحزب لغير الحق .

معنى الحزبي:

فالحزبي هو الذي خرج عن الجماعة الأصلية للمسلمين التي سبق بيان معناها وذلك إما بالخروج عن نهج السلف الصالح أو الخروج عن الإمام المسلم فمن فعل ذلك فهو حزبي خارج عن الجماعة التي تواترت النصوص في وجوب الإنضامام إليها وعدم مفارقتها , وقد يكون هذا الحزب منظما كالأحزاب المعاصرة من إخوانية وتبليغية أو غير منظما كالأشعرية والمعتزلة وغيرها ناهيك عن الأحزاب الكفرية المنظمة كالعلمانية والماسونية والليبرالية أو غير المنظمة كالنصرانية واليهودية فكل هذه أحزاب من حزب الشيطان.



2-مصطلح"الحركيين":


(الحركيُّون الإسلاميون هم قوم يعملون للإسلام فيما يظهر، ويرون أن الفقه في الدين غير كاف للقيام بذلك، حتى ينتمي كلُّ فرد إلى تنظيم دعويِّ، يؤمرُ فيه ويُنهى، ويسمعُ ويُطيع، والغالبُ أن ذلك يصحبه بيعة وعهدٌ ولو كان في دولة عليها سلطانٌ مسلم، ولهذا نفهم سبب تسميتهم بالحركيِّين؛ إذ سوء ظنِّهم بالفقه في الدين جعلهم يتصورون أنه لا يحرك، أي لا يحرك نحو الانقضاض على عروش السلاطين، وأن الفقهاء أشبه بالدراويش ما لم تنتظمهم الحركة؛ لأنهم يصبحون - في زعمهم - أدوات في أيدي حكَّامهم وهم لا يدرون.
وأما الحركة فإنها تُبصِّرهم بتخطيطات الحكام وعيوب الأنظمة، وتفتح أعينهم على فقه هم في عماية عنه، ألا وهو "فقه الواقع"، هؤلاء هم الحركيون أينما اتَّجهت، فهم إذاً يتحركون باسم الإسلام لإسقاط عروش الأمراء والسلاطين الذين يرونهم غير عادلين، فهم في ظواهرهم للإسلام يتحركون، وفي بواطنهم على السلطة يتحرَّقون؛ بدليل أنَّهم لا يُراعُون حدود الله في حركتهم هذه، وإذا تعارضت عواطفهم مع الضوابط الشرعية قدموا عواطفهم، ألا ترى أنَّهم يرفضون رفضاً باتَّاً حُكم الله في تحريم الخروج على الوالي المسلم الجائر، ويُوهمون الناس أن ذلك إذلالٌ للشعوب !!، وقد تجد منهم من هو مستعدٌّ لقبول كل شيء من عقيدة السلف إلاّ هذه المسألة، فإن قلوبهم تغلُّ عليها، مع أن النبي قد أخبر أن المؤمن قد طهر قلبه من هذا النوع من الغلّ لولاة الأمر، فقال: " ثلاث خصالِ لا يَغِلُّ عليهنَّ قلب مسلم أبداً: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإنَّ دعوتهم تُحيط بهم من ورائهم )). رواه الترمذي (2582) وغيره وهو صحيح، وأصله عند مسلم (1715))(1)



3-مصطلح "الديمقراطية":


الديمقراطية كلمة يونانية الأصل, تتكون من مقطعين:
أ-ديموس(DEMOS) ومعناها: الشعب.
ب-قراطوس(kRATOS) معناها: السلطة.
والمعنى المجمل لها : سلطة الشعب" وبعبارة أخرى : "حكم الشعب نفسه بنفسه" , أو "الحكم بإرادة الشعب".
وقد عرفها الرئيس الأمريكي "إبراهام لنكولن" بأنها: حكم الشعب بالشعب ولشعب".
قال شيخنا محمد آمان بن علي الجامي _ رحمه الله _ : " الديمقراطية لفظة أجنبية معناها : حكم الشعب ، أي أن الشعب هو الذي يسن القوانين لنفسه ويشرع التشريعات المناسبة له غير ملتفت إلى شرع الله بحيث يكون الشعب نفسه هو السلطة التشريعية وهو الإله المعبود ، ويتم ذلك بواسطة نواب البرلمان الممثلين للشعب " حقيقة الشورى في الإسلام صـ17 .
أقول: تقدم مما سبق من تعريف الديقراطية أنها حكم الشعب بالشعب وليس بالشريعة وهذا هو كفر بالله العظيم , وإلا من منح الشعب هذه السلطة, ومن الذي جعله مشرعا يشرع لنفسه ما يشاء, وأين ذهبت شريعة الله التي أقسم الله بذاته المقدسة أنه لا يؤمن(2) من لم يتحاكم إليها عن رضى وتسليم فقال: [فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا]النساء65.

و قال سبحانه: [وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ] (المائدة 50،49،48)


4-مصطلح"الانتخابات":


الانتخاب معناه: الاختيار, وهو: "إجراء قانوني يُحَدَّدُ نظامه ومكانه في دستور أو برنامج أو لائحة, ليُختار على مقتضاه شخصٌ أو أكثرلرئاسة مجلس أو نقابة أو ندوة أو لعضويتها أو نحو ذلك".
وهذه طريقة غير شرعية, كما سيظهر من خلال هذا البحث المبارك -إن شاء الله-.


-----------------------------------------------
(1) من مقال بعنوان(تعريف مختصر بالحركيين" بقلم الشيخ عبد المالك رمضاني.
(2) سبق وبينت في سلسلة الرد على شبهات غلاة التكفير أن المقصود بنفي الإيمان في الآية(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤمِنُونَ حَتَى يُحَكِّمُوكَ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ..)) إنما هو كمال الإيمان لا أصله إلا إذا اعتقد جواز التحاكم لغير شريعة الله.
قال ابن تيمية : فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن ، وأما من كان ملتزماً لحكم الله ورسوله باطناً وظاهراً ، لكن عصى واتبع هواه ، فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة . وهذه الآية  فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ...  مما يحتج بها الخوارج على تكفير ولاة الأمر الذين لا يحكمون بما أنزل الله ، ثم يزعمون أن اعتقادهم هو حكم الله. وقد تكلم الناس بما يطول ذكره هنا ، وما ذكرته يدل عليه سياق الآية .ا.هـ
ولمزيد من التفصيل أنظر الرابط التالي:
http://www.albaidha.net/vb/showpost.php?p=36518&postcount=23 (http://www.albaidha.net/vb/showpost.php?p=36518&postcount=23)

جمال البليدي
2012-03-17, 21:01
المبحث الثاني:أدلة تحريم التحزب (*):


◘الدليل الأول :مجموع النصوص التي تأمر بالوحدة وتنهى عن الاختلاف و الفرقة و منها :
1. قوله قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ } [1]
2. و قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } [2]
3. وقوله تعالى : { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْوَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(103)وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(104)وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(105)يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ(106)وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(107)} [3]
4. و قوله تعالى : { وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [4]
5. و قوله تعالى : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَاوَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ(13)وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ(14)} [5]
6. و قوله تعالى : { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَسَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } [6]
7. وقوله تعالى : { وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ(31)مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } [7]
8. و قوله تعالى : { وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ(52)فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَالَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) } [8]
9. و قوله تعالى : { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ(92)وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ(93)} [9]
10. بل إن الله عز وجل قد عد التفرق و الاختلاف عذاب من عند الله قال تعالى :
{ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } [10]
11. وقول النبي صلى الله عليه وسلم : «سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا» [11]

◄وجه الإستدلال :
أن الله عز وجل حرّم بهذه النصوص كل تفرق و اختلاف و أمر بالوحدة و الاتفاق ، و إن من أبرز صور الأحزاب و الحزبيين التقاطع و التدابر و الاختلاف فيما بينهم كما لا يخفى على أحد ، و إنهم بخروجهم على الأمة بحزب جديد و فكر مخترع ومنهج مبتدع فإنهم يفرقون الأمة و يشتتون شملها و ينشرون الفتنة في صفها ..



◘الدليل الثاني : مجموع الأحاديث التي تأمر بلزوم جماعة المسلمين و إمامهم :
12. ومنها : قوله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ» [12]
13. و قوله صلى الله عليه وسلم : «قَالَ نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي هَذِهِ فَحَمَلَهَا فَرُبَّ حَامِلِ الْفِقْهِ فِيهِ غَيْرُ فَقِيهٍ وَرُبَّ حَامِلِ الْفِقْهِ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ صَدْرُ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمُنَاصَحَةُ أُولِي الْأَمْرِ وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ»[13]

14. وكذا وصية النبي صلى الله عليه وسلم : «أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَحْلَفُ وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنْ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ» [14]
15. و الحوار الذي دار بين حذيفة رضي الله عنه و النبي صلى الله عليه وسلم و أنا اخترت النص الذي رتبه الإمام الألباني في السلسة الصحيحية :
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، و كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية و شر ، فجاءنا الله بهذا الخير [ فنحن فيه ] ، [ و جاء بك ] ، فهل بعد هذا الخير من شر [ كما كان قبله ؟ ] . [ قال : " يا حذيفة تعلم كتاب الله و اتبع ما فيه ، ( ثلاث مرات ) " . قال : قلت : يا رسول الله ! أبعد هذا الشر من خير ؟ ] . قال : " نعم . [ قلت : فما العصمة منه ؟ قال : " السيف " ] . قلت : و هل بعد ذلك الشر من خير ؟ ( و في طريق : قلت : و هل بعد السيف بقية ؟ ) قال : " نعم ، و فيه ( و في طريق : تكون إمارة ( و في لفظ : جماعة ) على أقذاء ، و هدنة على ) دخن " . قلت : و ما دخنه ؟ قال : " قوم ( و في طريق أخرى : يكون بعدي أئمة [ يستنون بغير سنتي و ] ، يهدون بغير هديي ، تعرف منهم و تنكر ، [ و سيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين ، في جثمان إنس ] " . ( و في أخرى : الهدنة على دخن ما هي ؟ قال : " لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه " ) . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : " نعم ، [ فتنة عمياء صماء ، عليها ] دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها " . قلت : يا رسول الله ! صفهم لنا . قال : " هم من جلدتنا ، و يتكلمون بألسنتنا " . قلت : [ يا رسول الله ! ] فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : " تلتزم جماعة المسلمين و إمامهم ، [ تسمع و تطيع الأمير و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك ، فاسمع و أطع ] " . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة و لا إمام ؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ، و لو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت و أنت على ذلك " . ( و في طريق ) : " فإن تمت يا حذيفة و أنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم " . ( و في أخرى ) : " فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة ، فالزمه و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك ، فإن لم تر خليفة فاهرب [ في الأرض ] حتى يدركك الموت و أنت عاض على جذل شجرة " . [ قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : " ثم يخرج الدجال " . قال : قلت : فبم يجيء ؟ قال : " بنهر - أو قال : ماء و نار - فمن دخل نهره حط أجره و وجب وزره ،و من دخل ناره وجب أجره و حط وزره " . [ قلت : يا رسول الله : فما بعد الدجال ؟ قال : " عيسى ابن مريم " ] . قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : " لو أنتجت فرسا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة " ] " . [ 15]

16. و ما ورد عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «قَالَ مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» [16]
17. و عنه صلى الله عليه وسلم«ستكون بعدي هنات و هنات فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق أمر أمة محمد كائنا من كان فاقتلوه فإن يد الله مع الجماعة و إن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض»[17]
18. و أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم«الجماعة رحمة و الفرقة عذاب» [18]
19. و كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم« عَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ» [19]

◄و وجه الاستدلال :
تعنيف الشارع على كل من أراد مفارقة الجماعة ، أو الخروج عنها و عن إمامها وذم ذلك ونهيه عنه أشد النهي ، و النهي لا يكون إلا على فعل محرم ! إلا إن كان ما يصرفه إلى الكراهة ، ولا قرينة !.
فجماعة المسلمين على منهاج النبوة لا تقبل التشطير ولا التجزئة فالنبي صلىالله عليه وسلم ثم صحابته رضي الله عنهم فمن تبعهم بإحسان كانت دعوتهملتكوين ( جماعة المسلمين ) حاملة راية التوحيد لا( لجماعة من المسلمين ) ، وأنهم هم المسلمون وهم الطائفة المنصورة وهم الفرقة الناجية وهمالسلف الصالح وهم من كان على مثل ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأمر بلزومهم ونهى عن مفارقتهم والشذوذ عنهم كما نهى عن التفرقعنهم ونصوص الكتاب والسنة في هذا متكاثرة هذا هو المفهوم الشرعي لجماعة المسلمينمتآخون علىمنهاج النبوة ، ينتظمهم إمام ذو شوكة وليس لهم جماعة من المسلمين بل جماعتهم ( المسلمون).
إذا لأصل لا يحتاج إلى سمة خاصة تميزه إنما الذي يحتاج إلى اسم معين هو الخارجعنى الأصلمن تلكم الجماعاتالتي انشقت عن الأصل (جماعة المسلمين ) [20]

◘الدليل الثالث :أحاديث الافتراق :
20. قوله صلى الله عليه وسلم : «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، و افترقت النصارى على اثنتين و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، و ستفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . فقالوا من هي يا رسول الله ؟ فقال :هي الجماعة وفي رواية: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم و أصحابي»[21]
21. و أيضاً حديث العرباض بن سارية قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فقَالَ صلى الله عليه وسلم : «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» [22]
22. و قوله صلى الله عليه وسلم : «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» [23]
◄وجه الاستدلال :
فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الاختلاف واقع في أمته وهو اختلاف كثير ، ثلاث و سبعين فرقة !! ، و لكنه أخبر أيضاً أن موقفنا من هذا الاختلاف أن نرجع إلى سنته وسنته أصحابه و نعض عليها ثم أخبر أن الفرقة الناجية الطائفة المنصورة لها علامتين مميزتين ! الأولى إنهم جماعة واحدة لا جماعات و حزب واحد لا عشرات ! وإنهم يرجعون إلى دينهم العتيق سنة نبيهم على فهم أصحابه و تابعيهم ، فهم على منهج نبيهم و هم جماعة ! فصاروا أهل السنة و الجماعة ...

◘الدليل الرابع :
23. قول الله عز وجل : { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [24]

وهذه الأحزاب و الجماعات الموجوده اليوم قد تجمعت على أكثر من منكر منها :
1. افتياتهم على ولي الأمر .
2. السرية التي عندهم و قد ذمها السلف و كرهوها ، قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : ( إذا رأيت قوماً يتناجون في دينهم بشيء دون العامة ؛ فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة ) [25]
3. مخالفتهم لجماعة المسلمين .
4. البيعة التي يعطونها لرئيس حزبهم دون ولي الأمر العام أو بالاشتراك معه ! .
5. عقد الولاء والبراء على أساس الحزب .
6. صيرورة انتمائهم إلى أحزابهم المبتدعة تلك بدل أن يكون لجماعتهم الأم أهل السنة و الجماعة وسواد الناس الأعظم .

◘الدليل الخامس :
أن هذه الأحزاب تقليعة غربية بغيضة ، مستوحاة من أفكارهم ومن دعواتهم كالمنادة بالحرية و الديمقراطية ما عرفها السلف ولا جربوها ولم يدعوا لها ! ولم يجعلوها من دينهم ، وقد أمرنا أشد ما يكون بمخالفة الكفار من اليهود و المشركين وغيرهم
24. قال جل وعلا : { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ }[26]
25. و قال تعالى :{ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ } [27]
26. و قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ » [28]
27. وقال صلى الله عليه وسلم : «أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ» [29]
28. و قال أيضاً صلى الله عليه وسلم : «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» [30]
ومنها الأوامر النبوية الكثيرة الملزمة بمخالفة اليهود و النصارى كمثل حف الشارب أو الخضاب أو الصلاة في النعال و السحور و تعجيل الفطر وغير ذلك الكثير جداً وإذا أردت الاستزادة فراجع اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام ابن تيمية ففيه ما يشفي كل غليل .

◘الدليل السادس :
29. قوله صلى الله عليه وسلم : «لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ وَأَيُّمَا حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً» [31]
لأن مجرد التمييز بمحالفة خاصة يجعل غير الحليف في مكان أدنى من الحليف !
وهكذا الانتماء إلى هذه الأحزاب يجعل المنتسب إليها متميزاً عن الذي لم ينتسب ! ولا يألوا ابتاعها جهداً لدعوة المسلمين إلى الدخول في أحزابهم ! وهكذا ربما يعتبرون غيرهم في مكان دونهم !! وقد حذر ديننا العظيم في الكتاب و السنة و حذر أعلام أئمتنا أهل السنة من الحزبية المتميزة عن منهج أهل السنة باسم أو برسم [32]
(من بدهيات الأمور عند المسلمين كافة أن الإسلام ربط المسلمين برابطة لا يمكن لأي تنظيم وضعي مهما حصل عليه من القوة والدقة أن يصل إلى مثلها ، وأن العلاقة أو الأخوة الإسلامية هي أساس الولاء والبراء في الإسلام فالمسلم ولي المسلم سواء عرفه أم لم يعرفه بل ولو كان أحدهما في المشرق والآخر في المغرب. وهذا يعني أن الإسلام لا يتحمل في داخله تنظيماً آخر بحيث تكون أسس ذلك التنظيم وقواعده أساساً للولاء والبراء لأن هذا النوع من التنظيم يقتضي أن من انتظم فيه يستحق العون والنصرة والإخاء وغيرها من الحقوق ومن لم ينتظم فيه لا يستحق تلك الحقوق مع أن الإسلام أعطى المسلم جميع هذه الحقوق لمجرد كونه مسلماً لا لسبب آخر )[33]

◘الدليل السابع : الولاء لجمهور المسلمين
30. قال الله عز وجل : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [34]
31. وقال : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } [35]
32. وقال جل وعلا : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }[36]
33. و قال النبي صلى الله عليه وسلم : «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ »[37]
34. و قوله صلى الله عليه وسلم : «لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ » [38]
35. و قوله صلى الله عليه وسلم : « مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى » [39] وفي رواية الإمام أحمد «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا أَلِمَ بَعْضُهُ تَدَاعَى سَائِرُهُ »
◄ووجه الاستدلال :
أن عقد سلطان الولاء و البراء تحت اسم الإسلام ورسم أحكامه ، فلا يجوز بحال عقده على شعار آخر[40] .
و التأكيد الشرعي على الأخوة الإسلامية و أنها هي الأساس لكل التعاملات في المجتمع المسلم ، ونبه على كل شيء يخدش هذه الأخوة المطلوبة شرعاً ، فلا حسد ولا تباغض ولا تدابر ! وهذا كله بين الأحزاب موجود .

◘الدليل الثامن :الاعتصام بالسنة وبمنهج السلف:
فلقد حرص السلف على الألفة فيما بينهم ، وعلى الاجتماع و الاتحاد على منهج أهل السنة و الجماعة فلا يخرجون عنه قيد أنملة !
وهاهم السلف أئمة الدعوة إلى الله ، وهم مضرب المثل في أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ما سمعنا عن إنشائهم لهذه الأحزاب و التجمعات و التنظيمات ، ولهم كانوا على الخوض فيها أقدر و الاستدلال لها أشطر ولكنهم تركوها عن علم ودعوا إلى السنة عن فهم فهاهو الأوزاعي وكفى به علماً يقول :
( اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم ) [41]
و قال الإمام البربهاري في سفره العظيم ( شرح السنة ) :
( فانظر رحمك الله ! كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ، ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر هل تكلم به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء ؟ فإن وجدت فيه أثراً عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختار عليه شيئاً ) [42]
ونحن ها قد عرضناه على ما عرض لنا فما وجدنا فيه شيئاً بل وجدنا قول أبو زرعة الرازي رحمه الله : ( ونتبع السنة و الجماعة و نجنب الشذوذ و الخلاف و الفرقة ) [43]
قد دعوا الناس فأحسنوا ، وأمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر فأنتجوا ! و نصحوا الولاة فأثروا و وعظوا ... كل ذلك دون أن يحزبوا أو يتحزبوا !
بل كان منهجهم الاجتماع على الكتاب والسنة و التحزب لهما ورفع شعاريهما لا لشيء آخر غيريهما فتوحدوا على منهاجهم و على توحيدهم
والخير كل الخير في اتباع من سلف و الشر شؤم الشر في ابتداع من خلف !
◘الدليل التاسع :
36 . عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ : هَذِهِ سُبُلٌ قَالَ يَزِيدُ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ { إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }[44]
37. و حديث العرباض بن سارية الذي مر سابقاً قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فقَالَ صلى الله عليه وسلم : «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ » [45]
◄و وجه الاستدلال:
أن النبي صلى الله عليه وسلمأمرنا عند الاختلاف أن نرجع إلى الخط المستقيم الواحد في قبالة الخطوط المختلفة الكثيرة وهذا الخط هو سنته و سنته خلفائه صلى الله عليه وسلم .


الهامش : .................................................. ........

(*) بحث لأخينا :أبو عبد الرحمن السلفي
محمد جميل حمامي غفر الله له
بيت المقدس

1) سورة الصف الآية 4
2) سورة الأنعام الآية 159
3) سورة آل عمران الآيات [ 103 – 107 ]
4) سورة الأنفال الآية 46
5) سورة الشورى الآيات [ 13 – 14 ]
6) سورة النساء الآية 115
7) سورة الروم الآيات [ 31 – 32 ]
8) سورة المؤمنون الآية 53
9) سورة الأنبياء الآيات [ 92 – 93 ]
10) سورة الأنعام الآية 65
11) صحيح الإمام مسلم برقم [5145 ]
12) رواه الإمام مسلم في صحيحة برقم [3236 ]
13) رواه الإمام أحمد في المسند مسند انس بن مالك برقم [12871] ورواه الإمام الترمذي برقم [2582] وابن ماجة برقم [226] و الحاكم في المستدرك برقم [269] وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، و الطبراني في المعجم الكبير و الأوسط ، و البيهقي في شعب الإيمان برقم [ 1695] و الدارمي [234] و الطيالسي في مسنده برقم [610] وهو في صحيح ابن حبان برقم [682 ] وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة [ 1 / 689 ] وصححه في صحيح الجامع و في صحيح ابن ماجة وفي صحيح الترمذي .
14) رواه الإمام الترمذي برقم [2091] وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، و الإمام أحمد في مسند عمر بن الخطاب برقم [172] ، و الحاكم في المستدرك برقم [356 ] وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و الطبراني في المعجم الكبير و الأوسط والصغير وابن حبان في صحيحة برقم [4659] و البيهقي في معرفة السنن برقم [52] و الطحاوي في مشكل الآثار برقم [3138 ] وصححه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة [1 / 717 ] وفي صحيح سنن الترمذي [2165 ] وفي صحيح الجامع .
15) قال الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة : [6 / 541 ] : [ هذا حديث عظيم الشأن من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم و نصحه لأمته ، ما أحوج المسلمين إليه للخلاص من الفرقة و الحزبية التي فرقت جمعهم ، و شتت شملهم ، و أذهبت شوكتهم ، فكان ذلك من أسباب تمكن العدو منهم ، مصداق قوله تبارك و تعالى : *( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم )* . و قد جاء مطولا و مختصرا من طرق ، جمعت هنا فوائدها ، و ضممت إليه زوائدها في أماكنها المناسبة للسياق ] ا.هـ و أصل هذا الحديث في صحيح البخاري " كتاب الفتن " ( 3606 و 7084 ) و مسلم ( 6 / 20 ) وراجع تخريج كل قطعه منه في السلسلة الصحيحة للإمام الألباني .
16) متفق عليه ، وقد تقدم تخريجه .
17) صحيح ابن حبان [4660 ] وقال الإمام الألباني في صحيح الجامع [5934 ] : صحيح .
18) مسند الإمام أحمد [4 / 278] و حسنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة [2 / 276 ] وفي صحيح الجامع برقم [5420 ] .
19) سنن أبو داود برقم [460] و النسائي برقم [838] ومسند الإمام أحمد و حسنه الشيخ الألباني في صحيح أبو داود [547] وصحيح النسائي وصحيح الجامع .
20) مهذب حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية ، فضيلة الشيخ سعد الحصين .
21) أخرجه أبو داود ( 2 / 503 - 504 ) ، و الدارمي ( 2 / 241 ) و أحمد ( 4 / 102 ) و كذا الحاكم ( 1 / 128 ) و الآجري في الشريعة ( 18 ) و ابن بطة في " الإبانة " ( 2 / 108 / 2 ، 119 / 1 ) و اللالكائي في " شرح السنة " ( 1 / 23 / 1 ) و صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة [1 / 358 ] وأخذت أنا تخريج هذا الحديث منه ! و الحديث معروف مشهور رواه أصحاب السنن و المسانيد بألفاظ متقاربة .
22) رواه الإمام الترمذي برقم [2600] وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وابن ماجة برقم [42] و في حديث العرباض بن سارية من مسند الإمام أحمد و الحاكم في المستدرك [301] وقال : هذا حديث صحيح ، و الطبراني في المعجم الكبير [15022] و البيهقي في شعب الإيمان [7255 ] و الدارمي [96] و صححه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة [6 / 526 ] .
23) رواه الإمام البخاري في صحيحة برقم [6767] تحت باب : بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ يُقَاتِلُونَ وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ و الإمام مسلم [3544 ] و أبو داود [2125] و الترمذي [2155] وابن ماجة [6] و الإمام أحمد في المسند و الطبراني و البيهقي وغيرهم .
24) سورة المائدة الآية 2
25) جامع بيان العلم و فضله [1093] و شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة للآلكائي [219 ]
26) سورة الرعد الآية 37
27) سورة البقرة الآية 145
28) رواه الإمام البخاري [6775 ] تحت باب : بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ .
29) صحيح الإمام البخاري [6374 ]
30) سنن أبي داود برقم [3512 ] وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم [4031 ] وصححه في صحيح الجامع
31) صحيح مسلم برقم [4595]
32) مهذب حكم الانتماء إلى الفرق و الأحزاب و الجماعات الإسلامية ، للشيخ سعد الحصين ، صفحة 71 ، منشورات الدعوة السلفية كتاب رقم ( 53 ) .
33) الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي و التعاون الشرعي ، 104 للشيخ علي الحلبي .
34) سورة المائدة الآية 55
35) سورة التوبة الآية 71
36) سورة الكهف الآية 28
37) رواه الإمام البخاري [ 5567] و الإمام مسلم [ 4684]
38) صحيح مسلم [ 4650]
39) صحيح مسلم [ 4685]
40) أنظر مهذب حكم الانتماء إلى الفرق و الأحزاب و الجماعات الإسلامية ، صفحة 66 .
41) شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة للحافظ اللالكائي برقم [ 315 ]
42) شرح السنة للإمام البربهاري ، صفحة 61 منشورات الدعوة السلفية .
43) شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة برقم [ 321 ]
44) مسند الإمام أحمد مسند عبد الله بن مسعود برقم [3928 ] وابن بطه في الإبانة الكبرى [133] و الحاكم في المستدرك [3199] وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وهو في صحيح ابن حبان [6] وفي مسند الطيالسي [238 ] و النسائي في السنن الكبرى برقم [11174] و الدارمي [208] و حسنه الألباني في المشكاة برقم [ 166 ] .
45) رواه الإمام الترمذي برقم [2600 ] وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وابن ماجة برقم [42 ] و الإمام أحمد في مسنده وغيرهم من أهل السنن ، و صححه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة برقم [2735 ] وصححه في صحيح سنن ابن ماجة وفي صحيح سنن الترمذي .

جمال البليدي
2012-03-17, 21:05
المبحث الثالث: مفاسد الانتخابات النيابية والرئاسية:


◘أولا : مفاسد الانتخابات النيابية :

http://i518.photobucket.com/albums/u346/tigami/fasil20grie.gif

◄المفسدة الأولى :الإشراك بالله


"الانتخابات" داخلة في الإشراك بالله، وذلك في شرك الطاعة، حيث إن "الانتخابات" جزء من النظام "الديمقراطي"، وهذا النظام من تشريع غير المسلمين كما هو معلوم وليس من تشريع الله.
فمن قبله راضياً به, مروّجاً له, معتقداً صحته, فقد أطاع أعداء الإسلام في مخالفة أمر الله عز وجل، وهذا عين الشرك في الطاعة، قال الله تعالى: [أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم] الشورى. وقال تعالى: [ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر] محمد, وقوله تعالى: [وإن أطعتموهم إنكم لمشركون] الأنعام.
فهل "الانتخابات" من شرع الله, أم من شرع البشر؟.
فإن قالوا: هي مِن شرع الله.
فهذا تجرّؤٌ وافتراء على الله، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى. ووجود الدساتير العلمانية الموجودة في بلاد المسلمين أكبر شاهد على أن "الانتخابات" من النظام العلماني.
وإن قالوا: هي مِن تشريع البشر.
فالجواب: كيف قبلتم تشريع البشر؟ وما الحكم على من قبل هذا التشريع؟ أليست الآية واضحة في أنهم قد جعلوا مؤسسي "الديمقراطية" الذين وضعوا "الانتخابات", شركاء لله في التشريع ووضع المناهج للخلق؟
وإذا كان من قَبِلَ نظام "الانتخابات" ليس متخذاً المخلوق مشرِّعاً, فمتى يكون المخلوق مشرِّعاً؟! وكيف نفهم الآية السابقة؟
ولم يكتف المخالف بدعواه: أن "الانتخابات" جائزة عنده، بل زاد الطين بِلّةً, فقال: هي واجبة, وتاركها آثم, وفاسق, ولم يؤد الأمانة...الخ.
وإذا كان الله عز وجل قد عاب على الذين: [اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله]. أي اتخذوهم: مشرّعين لهم, وهم يعتقدون صحة ما شرعوه لهم؛ مع أنهم أعطوا هذه المكانة للأحبار والرهبان, رمز الدين والشرائع السماوية, فما ظنك بمن يجعل أهل التشريع أجهل الناس وأضلّهم من اليهود والنصارى والوثنيين, عليهم لعنة الله؟!!. وقد قال الله في كتابه: [وإن أطعتموهم إنكم لمشركون] الأنعام.
قال ابن كثير في تفسيره: "أي حيث عدلتم عن أمر الله لكم وشرعه, إلى قول غيره, فقدمتم عليه غيره, فهذا هو الشرك".
وإذا كان من أطاع المشركين -معتقداً صحة قولهم- في مسألة واحدة, وهي مسألة إباحة الذبيحة التي تُركت التسمية عليها عمداً، إذا كان فاعل ذلك مشركاً, فما بالك بمن يطيع أشد الناس عداوة للذين آمنوا, وهم اليهود, في أكثر من مسألة، وفي مسائل مصيرية تتعلق بقيادة الأمة؟ أفلا يكون هذا أخطر من طاعتهم في تحليل الذبيحة؟!
http://i518.photobucket.com/albums/u346/tigami/fasil20grie.gif

◄المفسدة الثانية :تأليه الأغلبية:


"الانتخابات" سلّم الوصول ومرقاة الصعود للمجالس ــ سواء كانت رئاسية أم نيابية أم محلية أم غير ذلك ــ التي تقوم على تأليه الأغلبية، واعتماد ما قبلته, وإن كان باطلاً، ورد ما رفضته, وإن كان معلوماً من الدين بالضرورة. فرأي الأغلبية هو الأهم في نظام الانتخابات كما هو معلوم حتى لو خالف رأي الأغلبية شرع الله.
فهي إذاً ذريعة لهذا التفويض الذي لا يكون إلا لرب العباد أو لرسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: [والله يحكم لا معقّب لحكمه] الرعد، وهؤلاء لم يكونوا معقّبين فقط, بل ومصادرين لدين الله، قال الله تعالى: [لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون] الأنبياء. ومن الذي يسأل ربنا وهو القائل: [وهو القاهر فوق عباده] الأنعام، أي فوقهم بقهره وسلطانه وذاته العلية سبحانه وتعالى, فهو القادر على البطش بالجميع، والمحيط بهم والحاكم عليهم.
ثم إنّ المجلس لو أقرت فيه الأغلبية حكماً يوافق الشرع, فإنهم يعتمدونه, لا لأنه وافق الشرع، إنما لأنه وافق حكم الأغلبية, فمن قضى قضاءً وافق فيه الحق غير قاصدٍ إحياء حُكْم الله؛ فهو من قضاة النار، كما أخبر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم : ((القضاة ثلاثة: قاضيان في النار, وقاضٍ في الجنة, الذي في الجنة: رجل علم الحق فقضى به, واللذان في النار: رجل عالم بالحق فقضى بخلافه, ورجل جهل بالحق فقضى بخلافه)) الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه والبيهقي والحاكم وغيرهم من حديث بريدة.
http://i518.photobucket.com/albums/u346/tigami/fasil20grie.gif

◄المفسدة الثالثة :اتهام الشريعة بأنها ناقصة:


الذين يجيزون "الانتخابات" وما وراءها؛ أساءوا إلى الإسلام، حيث أعطوا أعداء الإسلام شرعية اتهام الشريعة الإسلامية بأنها ناقصة وعاجزة عن إصلاح حياة الناس، واتهموا الشريعة بالنقص أيضاً. فهم لو كانوا موقنين بكمالها من كل الوجوه, لما وافقوا على "الانتخابات", وهذا لابد منه، ومهما قالوا: شريعتنا كاملة, مع عدم تحكيمها, فهو زعم باطل.
والأدلة كثيرة على كمال الشريعة.
قال الله سبحانه وتعالى: [اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً] المائدة. فهو الإكمال الإلهي الذي أحاط بكل شيء علماً، وأحاط علمه بما كان وما سيكون وما هو كائن، وهكذا شريعته سبحانه وتعالى أحاطت بكل ما يحتاجه الناس في ماضيهم وفي حاضرهم وفي مستقبلهم، فالشريعة كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا في زمان ولا في مكان، وقد رضيها سبحانه, فمن ابتغى الرضى في غيرها, فقد نسب إلى الله النقص والعجز, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وقال الله سبحانه وتعالى: [ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً] الفرقان، وهذه الآية تضمنت مقارعة أصحاب الفساد والشبهات، والقرآن والسنة يضمنان لنا مقارعة المفسدين بشتى أنواعهم وفسادهم, حيث كانوا, وكيفما كانوا، وقال الله عز وجل: [وكذلك نفصّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين] الأنعام، ولا يأتي أحد بِشَرٍّ؛ إلا بيّن القرآن والسنة حقيقته في كل زمان ومكان، قال الله تعالى: [إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم] الإسراء. فما من قضية إلا والقرآن والسنة حكما فيها بما هو أنفع وأصلح وأعدل، وهذه هداية القرآن لا دَجْل البشر، وقال الله:[ أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون] العنكبوت.
فمن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله، والله لو تناطحت الجبال بين يديه من خشية الله ما صلح ولا استقام إلا أن يشاء الله، قال الله: [فماذا بعد الحق إلا الضلال] يونس، ويقول سبحانه: [ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين] النحل. ومادام القرآن تبياناً لكل شيء، فما بقي لأحد حجة بعده ولا عذر.
ويقول الله: [ما فرّطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون] الأنعام، وهذا على أحد التفسيرين للكتاب.
فالقرآن هو المرجع في منهج الحياة، وشرائع الناس، ونظام حياتهم, بلا تعديل ولا تبديل، وكل خلافٍ حكمه في القرآن، وكل خير يوجد في القرآن والسنة، ومالا يقبله القرآن والسنة فليس بهدى.

و قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً, فعليكم بسنتي, وسنة الخلفاء الراشدين)) رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم عن العرباض. ولا يمكن أن يردنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مالا خير فيه، فعند مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدلّ أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شرّ ما يعلمه لهم)).
بل إن السنة كافية في معالجة الاختلافات, ورد الأمور إلى نصابها, وتعريف الناس بالحق، قال صلى الله عليه وسلم: ((تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي, ولن يتفرقا حتى يَرِدا عليّ الحوض)) من حديث أبي هريرة عند الحاكم، وصدق الله إذ يقول: [إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون] الحجر، فقد صدق سبحانه, وأنجز وعده, وأتم عدله, وأسبغ رحمته ونعمته.
فإذا كان القرآن الكريم يتكوّن من ثلاثين جزءًا, وأكثر من ستة آلاف آية، والسنة الصحيحة تتكون من عشرات الآلاف من الأحاديث, فما قيمة دساتير "الديمقراطية" التي تتكون من مواد فاسدة؟!.
http://i518.photobucket.com/albums/u346/tigami/fasil20grie.gif

◄المفسدة الرابعة : هدم الشريعة الإسلامية :

وهذا وضح بين لما في الانتخابات من إقصاء حكم الكتاب والسنة, وتحكيم النظام الطاغوتي الذي يجعل الكتاب والسنة رأيا من الآراء قابلا للأخذ والرد ... !!! ويوجب سقوط حكم الكتاب والسنة برأي الأغلبية من الفساق والعلمانيين بل والكفار من اليهود والنصارى,وذلك طبقا لأحكام الدستور وقانون البرلمان الذي يسوي بين جميع الملل والمذاهب والآراء,والعبرة فيه بالأغلبية الغوغائية لا بالصواب وما وافق الشرع.
بل بمجرد طرح الأحكام الشرعية للتصويت عليها وأخذ رأي الأغلبية فيها,يعد كفرا بالله عز وجل, إذ ليس للمسلم اختيار ولا اعتراض على حكم الله جل وعلا, فكيف يكون له حق النقد والنظر في حكم رب العالمين؟ قال الله رب العالمين : [وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا]
وقال سبحانه : [ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون].
وأما حال المنافقين فقد بينها سبحانه بقوله : [ألم ترى إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا, وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا, فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا,أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا].
قال العلامة مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله- : (الديمقراطية معناها : الشعب يحكم نفسه بنفسه , أي : لا حاكمية لله !! فالآية((إن الحكم إلا الله)) ليس بصحيح (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به) فكل هذا عندهم باطل.
فمعناها : إلغاء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم) غارة الأشرطة(2/147-148).
http://i518.photobucket.com/albums/u346/tigami/fasil20grie.gif

◄المفسدة الخامسة :تمييع الولاء والبراء:


تقوم "الانتخابات" على تضييع الولاء والبراء. ولا يخفى على كل مسلم ذاق طعم الإيمان؛ أن الحب يكون لله ورسوله وأوليائه، والمعاداة تكون لمن عادى الله ورسوله وأولياءه، قال الله تعالى: [إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون] المائدة.
انظر إلى وعد الله بالغلبة للمؤمنين على أعداء الله بعد ذكر قاعدة الإيمان، وهي: الولاء الثابت لله ولرسوله وللمؤمنين, مع المفاصلة التامّة للأعداء، ولهذا افتتح الله هذه الآية بقوله: [يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسعٌ عليمٌ إنما وليكم الله ...] المائدة، فما قيمة مؤمن لا يوالي أولياء الله, ولا يحارب أعداء الله؟ وتأمّل قوله سبحانه: [فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه] فهم لا يحتفلون أبداً بمحبة الشخصيات ذات الزعامة والرئاسة والوجاهة والمال والتكتل ضد المؤمنين، ثم بيّن موقفهم من المؤمنين والكفار, فقال: [أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين] انظر ما أعظم هذه الصفة، وما أبعد كثيراً من الناس عنها, وخاصة الدعاة إلى "الانتخابات" [أذلةٍ على المؤمنين] أي: أنهم لينون منقادون لبعضهم بعضاً، فيما يرضي الله، فلا يتكبر على أخيه المؤمن، ولا يحتقره, فهو سمْح ودود معه، وقال سبحانه: [محمدٌ رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم] محمد. ومنذ أن جاءت الحزبية, وبالذات في "لانتخابات" –لأنها تظهر كل إنسان على حقيقته ومع من هو- استفحل الخلاف, وتغلبت القسوة بين المسلمين.
والإسلاميون يجعلون الناصح لهم عدواً، فما أن تأتي تبين خطأ من أخطائهم, إلا ويقول: هو يسب ويعادي العلماء..! إلى غير ذلك، وتجد قادتهم مع العلمانيين أصدقاء وأحباباً، وأعني بذلك المرشّحين والقادة لهذه الجماعات, إلا من رحم الله، والله يقول: [لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان] إلى قوله تعالى: [رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ] المجادلة.
فحزب الله هو الذي لا يوادّ من حادّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, وليس حزب الله من يدافع عن "الديمقراطية" ويروّج لها، بل الله يقول: [قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربّصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين] التوبة. فهذا مطلب الله من الجماعة المسلمة التي تريد أن تسلم من مصير الفاسقين, فلا علاقة مع أحد, ولا مصلحة لأحد, إلا من أجل الله، كل الجاهلية موضوعة تحت الأقدام: المباهاة والمفاخرة بالآباء والأخوة والعشائر والأموال والتجارة، هذه كلها لا تسعف فاعلها ولا تنجيه من المصير الأسود.
فيا دعاة الأحزاب: أين المعاداة لأصحاب الشركيات والشعوذة والخرافات؟ ألستم تدخلونهم في أحزابكم, وتتركونهم على ما هم عليه, بحجة أن هذا ليس وقت الكلام في هذه الأمور؟ أو أنها قشور, وليست بلباب، المهم أنه ينتخب؟!.
أين المعاداة لدعاة التصوّف؟
أين المعاداة لدعاة البعثية والناصرية والاشتراكية الذين ظهرت منهم القناعة بهذه الأنظمة؟
أين المعاداة لتاركي الصلاة؟ ألستم تجالسونهم دون نكير عليهم؟!
أين نصحكم للحكام المخالفين للشرع؟ إن رضيتم عنهم؛ نفّذتم ما قالوا وإن كان باطلاً, بحجة أن هذا نظام وقانون، وإن سُلبتم مصلحة مادية؛ قامت قيامتكم، وأثرتم الانقلابات والثورات وكفرتموهم في المساجد.
ثم ألستم تشاركون دعاة تقارب الأديان بالحضور والكلام المميّع, وإن سميتموه: محاورة بين الأديان؟
ألستم تتحالفون مع أحزاب علمانية, وإن سميتموه: تنسيق برامج لا مناهج؟
http://i518.photobucket.com/albums/u346/tigami/fasil20grie.gif

◄المفسدة السادسة :الخضوع للدساتير العلمانية


معروف أنه لا يمكن أن تدخل الأحزاب الإسلامية في "الانتخابات" إلا بعد الموافقة منها, على شكل ومضمون الدستور, بما فيه من مواد مخالفة للإسلام.
فهذا يُثْبت لنا أن الأحزاب الإسلامية وافقت على هذه المواد وما تضمنته، وإلا لم يوافق شركاؤهم على دخولهم في "الانتخابات"والمجالس النيابية، وهذه الموافقة على ما في هذه المواد الموجودة في الدساتير "الديمقراطية", تجعل الأحزاب الإسلامية المشاركة غير قادرة على فعل شيء في مجلس النواب.
وإذا علمت هذا فاعلم أن كل حزب أو جماعة طالبت بالدخول في "الانتخابات", لا تُقْبَل إلا بشروط.ومنها:
عدم انتقاد الأفكار التي مع الأحزاب الأخرى، ويعترف بها, ويوافق على أن يكون قوله -ولو كان هو من تعاليم الإسلام- كالأفكار الوضعية, قابلاً للنقاش, والرأي للأغلبية.
ومنها: الموافقة على قبول التعددية السياسية العقدية, وبالذات في البلاد الإسلامية.
ومنها: الموافقة على "قانون ميثاق الشرف" بين الأحزاب الإسلامية والعلمانية: "أن لا يكفّر, ولا يفسق, ولا يبدع بعضهم بعضاً".
ومنها: الالتزام بالدستور وقانون مجلس النواب ولوائحه.
ومادامت الموافقة من الأحزاب الإسلامية حاصلة على أصول وفروع "الديمقراطية", ومضمون هذه الأصول مع العلمانيين؛ فهذا دليل واضح على أن غاية الأحزاب الإسلامية –في المآل- هي الكراسي, وليس الإسلام، -سواء علموا ذلك أم جهلوا- لأن موافقتهم للعلمانيين لا تضمن إلا البقاء على الكرسي الصوري المؤقت, دون أن يحققوا للإسلام شيئاً يُذكر, ولهذا سهل منهم التنازل عن الحكم بالشريعة الإسلامية إلى الحكم بالأغلبية.

http://i518.photobucket.com/albums/u346/tigami/fasil20grie.gif

◄المفسدة السابعة : "الانتخابات" تخدم اليهود والنصارى


تقوم "الانتخابات" على الدعم الخارجي من قبل دول أو منظمات كفرية يهودية صليبية, وهذا يدلّنا على أمر مهم وهو: أن "الانتخابات" في صالحهم؛ ولو لم تكن في صالحهم ما بذلوا هذا الدعم، قال الله تعالى: [إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة] الأنفال.
وهذا مما يجعل الأحزاب الإسلامية المشاركة في "الانتخابات" ستجني الفشل، وترجع بخفي حنين, وهذا هو الواقع, ولكن كما قيل:"وعين الرضى عن كل عيب كليلة".
فإذا جارينا الأعداء في ذلك, فنحن منفّذون لمخططاتهم, وبلا شك نكون مخالفين لمنهج نبينا صلى الله عليه وسلم، ونكون أيضاً مضيّعين لأموال الأمة، وطاقاتها فيما لا فائدة منه، ومفوّتين لمصالح عدة, في استعمال مال المسلمين في غير حقه، وقد جاء خارج (الصحيح) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نُهينا عن التكلف)) وهو عند البخاري من قول عمر رضي الله عنه، وقال صلى الله عليه وسلم : ((إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة)) رواه البخاري عن خولة.
http://i518.photobucket.com/albums/u346/tigami/fasil20grie.gif

◄المفسدة الثامنة: تمزيق وحدة المسلمين


فكل حزب ومرشح يسعى لنصرة ذاته ونصرة نفسه,ويكره الخير لغيره, وهذه مفسدة مناقضة لقوله تعالى : (إنما المؤمنون إخوة)), ومتعارضة مع قوله تعالى :[ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْن َقُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً], ومضادة لما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضها بعضا)).
فالانتخابات لها دور كبير في تفريق كلمة المسلمين، وتشتيت وحدتهم، وهي لا تقلّ شراً عن الحزبية, التي فرّقت المسلمين فُرقةً ليس بعدها تلاقٍ، إلا أن يشاء الله، ومن أجل وحدة المسلمين، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد, وأراد أن يشق عصاكم, فاقتلوه كائناً من كان)) رواه مسلم وغيره من حديث عرفجة، وجاء عند مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما)).
انظر يا أخي كيف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل هذا الرجل, ولو كان يدعي الخلافة، وما ذاك إلا لأنه يُوجِد فُرْقَةً, إذ أنه عند أن يطالب بالخلافة له، يتعصب معه أناس، ويؤدّي ذلك إلى سفك دماء المسلمين، وشُرع قتله حرصاً على وحدة المسلمين.
ولسنا نحمّل الإسلاميين كل الفُرْقَة, فالفُرْقَة قديمة, ولكنّهم جددوها بالدخول في التحزب, وصبغوها بالصبغة الشرعية, فهم في نظر الناس أصحاب صلاح واستقامة، وإن كان الناس قد غيّروا هذه النظرة لمّا علموا أن دعاة الأحزاب الإسلامية دعاة تحزب، ومنذ أن جاءت "الديمقراطية" ودخلت الأحزاب الإسلامية فيها, لم تستقم لهم قائمة الدين أبداً, وسبق وبينا في المبحث الأول الأدلة على تحريم التحزب .

يتبع...

جمال البليدي
2012-03-17, 21:07
◄المفسدة التاسعة : التعصب الأعمى والحمية الجاهلية للمترشحين:


تقوم "الانتخابات" على التعصّب للأشخاص باعتبار القبيلة، والقرابة وما أشبه ذلك، قال سبحانه وتعالى: [إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها ] الفتح. هذه الحمية التي تقف في وجه الحق، نصرة للباطل، وبسببها تُنْتَهَكُ حرمات كثيرة, مِن قتلٍ وسلبٍ ونهبٍ، وبالذات أن القبائل لقلّة إدراكهم للحق, سرعان ما يخرجون عنه، وبالذات في باب العصبية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيتم الرجل يتعزّى بعزاء الجاهلية, فأعضوه بَهَنِ أبيه, ولا تكنوا)) رواه أحمد والترمذي من حديث اُبَيٍّ رضي الله عنه، والتعزي المراد به الانتماء والانتساب إلى القوم, كأنه على جهة الفخر، والهن هو "فرج الرجل".
ومعنى الحديث: من دعا إلى التعصب للقوم, فقولوا له: عض هن أبيك، وقد جاء من حديث جندب عند مسلم والنسائي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قُتل تحت راية عِميّة, ينصر العصبية, ويغضب للعصبية, فقِتْلته جاهلية)) وجاء في البخاري وغيره من حديث ابن عباس
رضي الله عنهما, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أبغض الرجال إلى الله ثلاثة)) وفيهم ((ومبتغٍ في الإسلام سنّة الجاهلية)).
فقد أغنانا الله بالإسلام، فمن كان عنده شجاعة وقوة؛ فلينصر دين الله، وقد جاءت هذه الأحزاب وأعطت الصبغة الشرعية للمتعصّب, فازداد الناس تعصّباً لبعضهم بعضاً.
http://www.al-wed.com/pic-vb/1063.gif
◄المفسدة العاشرة:تبني الفكرة اليهودية " أن الغاية تبرر الوسيلة " :


إن هذه الوسيلة وهي وسيلة "الانتخابات" فيها تعميق وتأصيل للقاعدة التي تقول:"الغاية تبرر الوسيلة!" وهي قاعدة صهيونية يهودية. قال الله تعالى: [وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم] آل عمران.
وقد ذكر ابن القيم في كتابه (إعلام الموقعين عن رب العالمين:3/134-159) تسعة وتسعين دليلاً على تحريم الوسائل التي تؤدي إلى الحرام، وأذكر مما ذكره رحمه الله, قال:
"الوجه العاشر: أن الله حرّم الخمر لما فيها من المفاسد الكثيرة المترتبة على زوال العقل، وهذا ليس مما نحن فيه, لكن حرم القطرة الواحدة منها، وحرم إمساكها للتخليل, لئلا تتخذ ذريعة إلى الحسوة, ويتخذ إمساكها للتخليل ذريعة إلى إمساكها للشرب"أهـ.
قلت(1): وحرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم البناء على القبور, لأنها ذريعة إلى الشرك، وحرّم الله القرب من المعاصي, لأن القرب منها ذريعة للوقوع فيها، وحرّم الله سب آلهة المشركين, إذا كان يؤدي إلى سب الله، قال الله تعالى: [ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم] الأنعام. ونحيلك أيها القارئ إلى قراءة الفصل المذكور من كتاب "إعلام الموقعين".
فهذا ابن القيم رحمه الله قد سرد تسعة وتسعين أمراً محرّما, وذكر مع كل أمر الوسيلة التي تحرم الوصول إليه.
فنقول: التفريق بين المحرّم ووسيلته, هو اعتماد على قاعدة وضعها اليهود وهي : "الغاية تبرر الوسيلة!"‍.
وقد دلّ القرآن الكريم على أن حكم الوسيلة, هو حكم ما أوصلت إليه، قال الله: [لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة] آل عمران.
فالله شرع التُقْيَةَ عند الضرورة، فمن اتخذ هذه الرخصة وسيلة ليحب الكافرين ويبغض المؤمنين, باسم أن الله شرع التقية مع الكافر، فيقال له: قد قال الله تعالى: [ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ]آل عمران.
فالوسيلة التي تؤدي إلى الكفر؛ استعمالها كفر، والتي تؤدي إلى حرام؛ استعمالها محرّم.
وانظر كيف لعن الرسول صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة، كما جاء من حديث ابن عمر، عند أبي داود والحاكم، والذي شربها هو واحد فقط من العشرة، والباقون لم يشربوها, ومع هذا لُعِنوا جميعاً, لأنهم كانوا وسيلة إلى توصيلها إلى من شربها.
وإذا كان الحامل للخمر قد لُعِنَ لمجرد حملها، أفلا يكون من جعل وسيلةً من الوسائل تؤدي إلى الكفر آثماً؟
أيضاً هاهنا سؤال, وهو: من قال من علماء السنة والجماعة على مرّ العصور: إن الوسيلة التي تؤدي إلى الحرام يجوز استخدامها؟.
فالجواب: أن اتخاذ "الانتخابات" وسيلة جائزة أمر لم يقل به الشرع، وإنما هي من فتن الأحزاب.
والقاعدة المعتبرة عند أهل العلم "الوسائل لها أحكام المقاصد" على تفصيل ليس هذا محل بسطه.
http://www.al-wed.com/pic-vb/1063.gif
◄المفسدة الحادية عشر : بيع وشراء الأصوات والضمائر

تقوم الانتخابات على أن كل رجل يدلي بصوته إلى من أعطاه مالاً أكثر, أو وَعَدَهُ بمشروع أو وظيفة، وما أشبه ذلك إلا من رحمه الله, وهذا الفعل محرم في الإسلام، يقول الله في كتابه الكريم: [إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم] آل عمران. وروى البخاري من حديث عبد الله بن أبي أوفى: أن رجلاً أقام سلعةً في السوق, فحلف فيها, لقد اُعْطِيَ بها ما لم يعطَ, ليوقع فيها رجلاً من المسلمين، فنزلت ]إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً[وصدق الله إذ يقول: [ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين] الحج.
هذا الصنف من الناس هو في الحقيقة عَبْدُ بطنِه وفرجِه وهواه، فصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ((تعس عَبْد الدينار, وعبد الدرهم, وعبد الخميصة, وعبد القطيفة, إن اُعْطِيَ, رضي وإن لم يُعطَ سخط, تعس وانتكس, وإذا شِيك فلا انتقش))رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ((بادروا بالأعمال.. فتناً كقطع الليل المظلم, يصبح الرجل مؤمناً, ويمسي كافراً, ويمسي مؤمناً, ويصبح كافراً, يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا)) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وفتنة المال هي التي أوصلت الناس إلى العداوة والبغضاء والقتل والقتال، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال))رواه أحمد والترمذي والحاكم والبخاري في (التاريخ).
وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ((من كانت الدنيا هَمَّه, فرّق الله شمله, وجعل فقره بين عينيه, ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له, ومن كانت الآخرة هَمَّه, جمع الله شمله, وجعل غناه في قلبه, وأتته الدنيا وهي راغمة)) رواه الترمذي من حديث أنس، وعند ابن ماجه من حديث زيد بن ثابت.
والله المسؤول أن يحفظ المسلمين من كل سوء ومكروه, وأن يعظِّم في نفوسهم أمر دينهم, فلا يبيعونه بدنيا غيرهم.
http://www.al-wed.com/pic-vb/1063.gif
◄المفسدة الثانية عشر : التزوير والمغالطة:


تقوم "الانتخابات" على التزوير والمغالطة والغش والخداع والكذب وذلك للوصول إلى السلطة والمقاعد فالذي يجعل أكبر همه هو السلطة لا يستعبد أن تكون تلك هي صفاته خاصة وأن الوصول إلى كسب أصوات الأكثرية لا يكون إلا بذلك لأن الله تعالى يقول : [قل إن أكثر الناس لا يعلمون] ، وكل هذه الأمور محرمة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((من غشنا فليس منا)). وفي (صحيح مسلم) وغيره من حديث أبي هريرة, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ في السوق فأدخل يده في الطعام, ثم قال: ((ما هذا يا صاحب الطعام, أفلا جعلته فوق الطعام, حتى يراه الناس؟ من غشنا فليس منا)). وجاء من حديث قيس بن سعد عند البيهقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المكر والخديعة في النار)). وقال الله تعالى في كتابه الكريم في وصف المؤمنين : [والذين لا يشهدون الزور ]الفرقان. ومعنى ((يشهدون)) قيل: يحضرون، وقيل:لا يقولون الزور. وقال الله تعالى: [فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور]الحج. فقد حرم على المسلم فعل الزور وقول الزور. وفي (الصحيحين) من حديث أسماء بنت أبي بكر، وعند مسلم من حديث عائشة, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المتشبع بما لم يُعطَ كلابس ثوبي زور)).

http://www.al-wed.com/pic-vb/1063.gif
◄المفدسة الثالثة عشر : الاهتمام بالكم لا بالكيف



تقوم "الانتخابات" على الاهتمام بالكم لا بالكيف, وهذه قضية مذمومة في شرع الله رب العالمين، قال الله تعالى في كتابه الكريم: [وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ] الأنعام.
فهل أكثر أهل الأرض على حق, أم على باطل؟ يحكمون بشرع الله, أم بشرع غيره؟ يقولون الحق, أم الباطل؟ يدعون إلى الحق, أم إلى الباطل؟ يغضبون من أجل الحق, أم من أجل الباطل؟.
يقول الله تعالى: [وما وجدنا لأكثرهم من عهدٍ وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين] الأعراف. ويقول سبحانه في كتابه الكريم, إخباراً عن إبراهيم عليه السلام: [رب إنهنّ أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم] إبراهيم. وقد جاءت لفظة "أكثر الناس" ثم تختم بقوله: "لا يعقلون" أو "لا يعلمون" أو "لا يؤمنون" أو "لا يشكرون" أو "أكثرهم يجهلون" أو "أكثرهم فاسقون" جاءت هذه الألفاظ في أكثر من ثلاثين موضعاً من القرآن الكريم.
وهذه الأكثرية هي -في الغالب- أتباع كل ناعق، وقد مدح الله عز وجل القلة الذين هداهم لعبادته، قال سبحانه وتعالى: [كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله] البقرة. وكم هنا للتكثير، بمعنى: كثيراً ما تحصل الغلبة للفئة القليلة على الفئة الكثيرة بإذن الله، وقال سبحانه: [وقليل من عبادي الشكور ] سبأ. وقال سبحانه: [وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ] ص. والمؤمنون والمسلمون هم كثير بالعدد، لكن هذه الأكثرية فيهم لا تمثل جانب الحق والدفاع عنه، بل قد تكون بالفعل ضد الحق، في غالب الأحيان، قال سبحانه وتعالى: [ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقاً ]الأنفال. فهذا الحصر إنما هو لإخراج المؤمنين الذين لم يتصفوا بهذه الصفات الجليلة، وقال سبحانه: [من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً ] الأحزاب، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم, كما تداعى الأكلة على قصعتها)) قيل: يا رسول الله, أوَ مِن قِلَّةٍ يومئذٍ نحن؟ قال: ((لا, ولكنكم غثاء كغثاء السيل, يجعل الوهن في قلوبكم, ويُنزع الرعب من قلوب عدوكم, لحبكم الدنيا, وكراهيتكم الموت)) رواه أحمد وأبو داود من حديث ثوبان رضي الله عنه.
فهذه الكثرة مذمومة في المسلمين في هذا المجال, أعني: اختيار حكام يحكمون الأمة.
وهذا يرجع فقط إلى أهل الحل والعقد، من العلماء الناصحين الصالحين، ومن عرف بجودة الرأي، والخبرة الكافية في مجاله، والحرص على الخير، ولم يكن متلوثاً بالاستهانة بالمعاصي، وهؤلاء هم زبدة المجتمع, ونخبة الأمة, وهم الذين جاز لهم شرعاً أن يختاروا من يقوم بشؤونهم، ولكن في قضية "الانتخابات"لم يقف الأمر عند الغثائية فقط من الناس، بل تعدى الأمر إلى أبعد من ذلك، فلم يكتفوا بالمسلمين، حتى ضموا إليهم العلمانيين والملاحدة، ولم يكتفوا بالرجال, حتى ضموا إليهم النساء، ولم يكتفوا بالنساء فقط, حتى ضموا إليهن المغنيات والمائعات، ولم يكتفوا بالرجال والنساء, حتى ضموا الأطفال والبنات عن طريق المغالطة.
فما قيمة الأكثرية هذه في شرع الله؟ وما قيمتها في الواقع؟ وما قيمتها عند عقّال الناس, الذين هم دائماً ينظرون إلى الأمور من منظار شرعي, ومنظار يصلح المجتمع؟
جمعوا السَّقَطَ في الأمة والضائعين والتافهين، وخلطوا بينهم وبين من بقي فيهم بقايا الخير, وقالوا: سنقيم دولة الإسلام! والله عز وجل يقول: [ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب] آل عمران. والأكثرية مطلوبة ممدوحة, متى كانت تمثّل جانب الحق.
http://www.al-wed.com/pic-vb/1063.gif
المفسدة الرابعة عشر :المساواة غير الشرعية


تقوم "الانتخابات" على المساواة بين صوت الرجل والمرأة, والصالح والطالح, والمسلم والكافر, والعالم والجاهل, وأهل الحل والعقد وأهل الموسيقى والرقص.
وهذا هو نهج "الديمقراطية"! فلا فرق عندها بين الأسد والكلب، بل إن الحيوانات أفضل من الكفار, فقد قال الله تعالى [أولئك كالأنعام بل هم أضل]. وقال تعالى: [إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون] الأنفال.

لكن"الديمقراطية" لا تعترف بهذا, لأنها من صنع من يرون أن منزلة الكلب تتجاوز في الرفعة والقيمة منزلة الأب والأم, بل ومنزلة شعب كامل, بل ومنزلة أمة كاملة، وهذا يُعَدّ في الإسلام إجراماً.
ولا غرابة في هذه المساواة في "الديمقراطية", لأنها منهج أهل الغبن والغلط, الذين قال الله عنهم: [ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائماً ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون] آل عمران. فهذه صفة اليهود أنهم يقولون: ليس علينا في الأميين سبيل, وهم يعنون بالأميين: العرب، فهم يقولون: ليس علينا أي ذنب وإثم إذا خدعنا العرب, وعملنا بهم أي عمل إجرامي.
والأدلة على تحريم هذه التسوية معلومة, فمن ذلك: قال سبحانه: [ أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون ] القلم.
ومهما بلغ الحسبان عند أي مجرم أن يسوّي بين المؤمن والكافر، فهذا حسبان باطل لا قيمة له في ميزان أحكم الحاكمين، قال سبحانه: [أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون] الجاثية. فما أسوأ هذا الحكم الذي يجعل من ظلَم كمن عدَل، ومن فسد كمن صلح، ومن كفر كمن آمن بالله.
هل يجوز أن يُسوّى بين مكنّس الشارع ووزير الدولة في رتبته وأجر وظيفته؟ إذا كان هذا لا يجوز, فيكف يُسمح لـ"الديمقراطية" أن تعبث هذا العبث, وأن تفسد في الأرض هذا الفساد؟ وقال عز وجل : [أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون] العنكبوت. وقال سبحانه: [أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار] ص.ويقول سبحانه: [ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون] الأعراف.
فالإسلام أعطى كل ذي حق حقه، وأي إهانة تبلغ بالشعوب كهذه الإهانة؟ والقرآن يدافع عنا, ويرفع من قدرنا, لأننا مسلمون، ولكن بعض المسلمين –للأسف- لسان حاله يقول: لابد أن نكون كما أراد اليهود, وأن نتحضر كما تحضروا -زعموا-.
وأنا أسأل العلماء الغارقين في الحزبية، الذين شغلتهم الحزبية عن العلم والبحث عن المسائل الشرعية:
يا أيها العلماء: هل الرسول صلى الله عليه وسلم أدخل المنافقين وأهل الذمة في التشاور بين المؤمنين؟.
يا أيها الأساتذة: هل الرسول صلى الله عليه وسلم أدخل الجهال والحمقى في التشاور مع المؤمنين؟
يا أيها الدكاترة: هل الرسول صلى الله عليه وسلم أدخل نساء المؤمنين في سياسة الأمة, وأعطى لهن الحق كالرجال سواء كن صالحات, أو غير ذلك؟
يا أيها المثقفون الحركيون: هل الرسول صلى الله عليه وسلم أدخل نساء المدينة بما فيهن الجواري والإماء في التشاور مع المؤمنين؟

يا قوم :
كيف يجوز أن يُسوّى بين صوت مسلم من أهل السنة, وبين صوت علماني أو كافر أو مبتدع أو عاهرة؟!.
وكيف يُسوّى صوت العالم التقي النقي الصالح, بصوت فاجر منافق؟ وكيف يُسوّى صوت رجل عاقل برجل جاهل أحمق سبّاب شتّام لعّان كذّاب خدّاع مكّار؟! أي ظلم بعد هذا؟
من كان منا يريد أن يهين نفسه فليهنها، أما نحن فو الله إن أنفسنا كريمة علينا، لا يمكن أن نقبل هذه القسمة الضيزى.

◄المفسدة الخامسة عشر :قبول المرشّح دون النظر إلى الشروط الشرعية


تقوم "الانتخابات" على قبول المرشّح بدون شروط شرعية، وهذا أمر مخالف للقرآن والسنة وأقوال أئمة العلم والهدى، قال الله تعالى:[ لا ينال عهدي الظالمين] البقرة. والظلم يقع بأدنى ملابسة، ولكن المراد بالظلم هنا: البيّن الواضح، لا الخفي، ولهذا أخبر سبحانه, أنه لا يظلم مثقال ذرة، قال تعالى: [إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها] النساء.
استفدنا أن الظلم يقع بمثقال ذرة, ولكن كما قلنا: المراد هنا بالظلم: الواضح البين من المعاصي والذنوب، فأفادت الآية أن الظالم لا يجوز أن يُختار إماماً لا في الدين ولا في الدنيا, لما بينهما من الترابط, ومما يدلنا على أن المراد بالظلم هنا: البين، قوله سبحانه وتعالى: [وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين] الصافات. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم, وتدعون لهم ويدعون لكم, وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم, وتلعنونهم ويلعنونكم)) رواه مسلم من حديث عوف بن مالك.
وقال الحسن البصري رحمه الله: "أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى، ولا يخشوا الناس, ولا يشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، ثم قرأ: [يا داود إنا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب] ص. وقرأ: [إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ] المائدة.".
وقال عمر بن عبد العزيز: "خمس إذا أخطأ القاضي منهن واحدة كانت فيه وصمة: أن يكون فهماً حليماً عفيفاً عالماً سؤولاً عن العلم".
وقال الكرابيسي صاحب الشافعي في كتابه (آداب القضاء): "لا أعلم بين العلماء ممن سلف خلافاً؛ أن أحق الناس أن يقضي بين المسلمين؛ من بان فضله وصدقه وورعه وعلمه, قارئاً لكتاب, الله عالماً بأكثر أحكامه, عالماً بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم, حافظاً لأكثرها, وكذا أقوال الصحابة، عالماً بالوفاق والخلاف وأقوال فقهاء التابعين، يعرف الصحيح من السقيم, يتبع في النوازل القرآن, فإن لم يجد؛ عمل بالسنن، فإن لم يجد؛ عمل بما اتفق عليه الصحابة، فإن اختلفوا؛ فما وجده أشبه بالقرآن والسنة, ثم بفتوى أكابر الصحابة، ويكون كثير المذاكرة مع أهل العلم والمشاورة, مع فضل وورع, ويكون حافظاً لسانه وبطنه وفرجه"أهـ. راجع (فتح الباري 13/146).
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه: (السياسة الشرعية ص26): "الولاية لها ركنان: القوة والأمانة، كما قال تعالى: ]إن خير من استأجرت القوي الأمين[ القصص. وقال تعالى في وصفه لجبريل: ]إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين[ التكوير.
والقوة في كل ولاية بحسبها، فالقوة في إمارة الحرب, ترجع إلى شجاعة القلب, وإلى الخبرة في الحروب, والمخادعة فيها..." إلى أن قال: "والقوة في الحكم بين الناس, ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة، وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام" ثم ذكر الأمانة, فقال: "فالأمانة ترجع إلى خشية الله ]ولا تشتروا بآياته ثمناً قليلاً[، وترك خشية الناس".
وهذه الخصال الثلاث التي اتخذها الله على كل حاكم على الناس في قوله تعالى: [فلا تخشوهم واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون] المائدة.
وإذا كان الإسلام يحتّم على من يريد أن ينفع هذه الأمة, وأن يتولى أمراً من أمورها العامة, أن يكون متصفاً بهذه الصفات العظيمة، فما حال من يريد أن يتولى أمور الأمة, ولكنه لا يلتزم بهذه الأمور؟ روى البخاري ومسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: حدثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رفع الأمانة إلى أن قال: ((... فيصبح الناس يتبايعون, ولا يكاد أحد منهم يؤدي الأمانة, فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً, فيؤتى بالرجل, فيقال: ما أظرفه, ما أعقله, ما أجلده, وما في قلبه مثقال حبة, من خردل من إيمان)). أليس هذا هو واقعنا؟ بل أشد من ذلك، فهل يجوز لأي مسلم يحب النجاة لنفسه ولمجتمعه, أن يقدم على أمور لا تحمد عقباها، وهذا ابن مسعود يقول:"نفس تنجيها؛ خير من إمارة لا تحصيها".
فهل تعلم أخي المسلم أنك إذا أصبحت مسؤولاً على أمر من أمور الأمة, سواء كنت رئيساً أو وزيراً أو وكيلاً أو مديراً أو قاضياً .. أو غير ذلك, وأنت تفتقد العلم الشرعي والعدل والصلاح, ولم تكن ناصحاً في عملك, فأنت على خطر، قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية, يموت وهو غاش لرعيته, إلا حرّم الله عليه رائحة الجنة)) متفق عليه من حديث معقل بن يسار، وفي لفظ((حرّم الله عليه الجنة)).
أخي المسلم: الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((الظلم ظلمات يوم القيامة)) فهل ترضى أن تكون يوم القيامة مسخوطاً عليك؟ فالنصيحة للأخ المسلم؛ أن لا يدخل في سلك المسئولية والوظائف, إلا وهو على علم بدينه, أو يستنصح علماء السنة في أمره, ويرجع إليهم، فإن لم يقبل هذه النصيحة؛ فلا خير فيه لنفسه, فضلاً عن أن يكون فيه خير لغيره.
وهنا سؤالا يُوجّه للذين يدعون الناس إلى التحزب والدخول في معركة "الانتخابات": ماذا عملتم لهؤلاء الناس؟ هل فتحتم لهم أماكن ليتعلموا أحكام الله, ويحكموا بدينه؟ أم تلقون بهم إلى الوظائف فيغشون ويظلمون, ظناً منهم أنهم على خير، أليس هذا غشاً لهؤلاء؟ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((يا فاطمة بنت محمد, أنقذي نفسك فإني لا أملك لك من الله شيئاً)) ما قال لها: اركني عليّ, وعليك فقط أن تخدميني، ولكن دعاها إلى البحث عن نجاة نفسها, تاركة خلف ظهرها كل الملابسات والإغراءات والأماني الباطلة.
وواجب العلماء هكذا, أن يقولوا لكل مسلم: انقذ نفسك أولاً، قال الله تعالى: [يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم] المائدة.
وإذا أنقذت نفسك فانقذ أولادك وأهلك أولاً, ثم ما استطعت من مجتمعك، فإن أعطاك الله علماً وقدرة وجرأة لتقول الحق, وتنفّذ الحق, فهذا مما يريده الله منا على حسب قدرتنا.
والعجيب أنك تسمع الدندنة للناس: اختاروا الرجل الصالح!.
والسؤال: ماذا تعنون بالرجل الصالح؟ هل تعنون به الذي في حزبكم؟ لأننا ما رأينا صالحاً على وصف القرآن والسنة إلا نادراً, وهذا النادر ليس بيده شيء, وإنما نرى متحزبين فقط.
فإن كان مرادكم بالصالح: الحزبي, فقد خبتم وخسرتم، فلو كان ناصحاً لنفسه, ما دخل في الحزبية المخالفة للشرع, ولا قبل "الانتخابات" ودافع عنها، وإن كنتم تريدون الرجل الصالح الذي يترك "الانتخابات" والتلبيسات والبدع, وهو مستقيم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, فهذا ليس معكم فيما تدعون إليه، فما بقي إلا أنكم تعنون الحزبي فيكم فقط أو الذي يوافق هواكم.

http://www.al-wed.com/pic-vb/1063.gif
◄المفسدة السادسة عشر :فتنة النساء في الانتخابات:


بما أن "الانتخابات" فرع من "الديموقراطية", ومن منهج "الديموقراطية" المساواة بين الرجل والمرأة في كل الأمور, ومنها: "الانتخابات".
فمن هنا نبدأ بمناقشة هذا التصرف، وما فيه من الأخطاء, وهي كالآتي:
1- من أجاز من العلماء "انتخابات" النساء؟
لا يوجد شيء من ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم, ولا عن صحابته, ولا عن علماء الأمة, منذ ثلاثة عشر قرناً، وإذا كانت هذه القضية خارجة عن الكتاب والسنة وعلماء الأمة، فما أبعدها عن الحق والصواب، ولا يقول قائل: هذه القضية حادثة جديدة، لأن اختيار الولاة والقضاة والحكام أمر كائن منذ جاء الإسلام، بل منذ جاءت الحياة, وسواء كان في حق أو باطل.
وهذا كافٍ في بطلان جواز "انتخابات" النساء, إلى جانب ما سبق من الحكم على "الانتخابات"، ومعنى هذا أن الحزبيين ليس عندهم اقتناع بما يفتي به العلماء، ولا يعتبرون العلماء مرجعاً للأمة، وكفى بهذا انحرافاً، أما علماء التحزب فلا تقبل فتاواهم.
2- إنّ اختيار النساء مسئولات في قيادة الأمة, يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)) رواه البخاري عن أبي بكرة.
والأمر هنا الذي يتعلق بالناس, هو اختيار المسئول، ولن يفلح هؤلاء.
وقد لقي أبو بكرة مجموعة من الصحابة وهم سائرون إلى الكوفة من أجل قضية قتلة عثمان, والمطالبة بالقصاص, فقال لهم: من أميركم؟ قالوا: أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فقال أبو بكرة: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)) وأبَى أن يذهب معهم, فانظر كيف لامهم على تأميرهم لها في سفرتهم، والاختيار لها بأن تكون المتكلمة مع علي رضي الله عنه, مع أن عائشة هيَ هيَ في الفضل والهدي. وتحقق أنهم ما أفلحوا, وقد تمنت عائشة رضي الله عنها أنها ما خرجت.

3- يأتي المسجلون لأسماء الناخبات, فيدعون النساء إلى "الانتخابات", ولا يستأذنون أحياناً من أزواجهن وأوليائهن، بل قد يعلمون أن زوجها لا يرضى بهذا الأمر، وكأن المرأة في ملكهم، ويأتون إلى نساءٍ أزواجهن غائبون, ويدعونهن أن يأتين وينتخبن.
وبهذا يفتنون بين الرجل وزوجته، فإن الرجل يقول: لا تخرجي هذا حرام، ولكن المرأة تقول: قد ذهبت فلانة، وقد خرجت فلانة لنصرة الإسلام -زعموا!- فتخرج رغم أنف زوجها.
4- معروف أن شهادة المرأة بنصف شهادة الرجل، فكيف جاز لهم أن يسووا بين شهادة الرجل والمرأة؟ قال الله تعالى: [واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ] البقرة.
فإذا كانت شهادة المرأة نصف شهادة الرجل في قضية الشهادة على الدَّيْن، فما بالك في قضية ولاية الأمة كلها, والتي جعلها الشرع بأيدي أهل الحل والعقد؟ أتكون قضية سهلة, وهي ولاية المسلمين؟‍! والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين, أذهب للبِّ الرجل الحازم من إحداكن, أمَّا نقصان العقل؛ فشهادة امرأتين بشهادة رجل وأما نقصان الدِّين؛ فإن إحداكن تفطر في رمضان وتقيم أياماً لا تصلي))رواه مسلم وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
فكيف جاز لهم أن يتجاوزوا هذه الأدلة؟ والله يقول:[ وليس الذكر كالأنثى] آل عمران.

جمال البليدي
2012-03-17, 21:09
◘ثانيا : مفاسد الانتخابات الرئاسية :

http://www.al-wed.com/pic-vb/1063.gif
◄المفسدة السابعة عشر :الحرص والتنافس على طلب الإمارة .


إن طلب ولاية الإمارة من الأمور التي نهى عنها الرسول الله صلى الله عليه وسلم لما فيها من التبعات، والله المستعان.
فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمي ، فقال أحد الرجلين : يا رسول الله أمرنا على بعض ما ولاك الله ، وقال الآخر مثل ذلك ، فقال : (إنا لا نولي على هذا العمل أحداً سأله ولا أحدا حرص عليه ) .
وثبت عند البخاري من حديث عبد الرحمن بن سمرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة ، فإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها ، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها. .)
قال الحافظ – رحمه الله -:"فمن كان ذا عقل لم يتعرض للطلب أصلاً " فتح الباري ( 13/ 133).
http://www.al-wed.com/pic-vb/1063.gif
◄المفسدة الثامنة عشر : منازعة الأمر أهله .


جاء عند مسلم من حديث عرفجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه ) ، وفي لفظ من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) .
قال الشيخ صفي الرحمن : " ولاشك أن هذه المنازعة تتحقق في الانتخابات فما من حزب إلا ويحاول بكل ما أتي من المواهب والقدرات أن يتغلب على السلطة وينزع الحكومة من أيدي القائمين بها إذا كانت من الأحزاب المعارضة وعلى العكس من ذلك يحاول الحزب الحاكم أن لا يفلت زمام الحكومة من يده بحال " الأحزاب السياسية في الإسلام ص 60 .
وجاء في الصحيحين من حديث ابن عباس في (الصحيحين) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من رأى من أميره شيئاً يكرهه, فليصبر, فإنه من فارق الجماعة شبراً, فمات إلا مات ميتة جاهلية)). فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عند حصول جور الحاكم بالصبر, ونعم العلاج الصبر.
فالانتخابات الرئاسية تسمح بمنازعة حاكم البلاد, ومنازعته من قبل شخص فأكثر, وهذه المفسدة أخطر من مفاسد تنازع الأحزاب فيما بينها من أجل الوصول إلى المجالس النيابية, يوضِّح ذلك الآتي:
‌أ- الحاكم ليس عنده استعداد أن يتنازل, بل عنده استعداد أن يحمي منصبه بكل ما يمكن, ولو أدى ذلك إلى أخطار فادحة.
‌ب- الحاكم الذي مِنْ قِبَل النُّظم "الديموقراطية" -في الغالب- يجد نفسه متورطاً مع اليهود والنصارى, فهو في نظره مضطر إلى أن يرضيهم بما يريدون من نشر الفساد وحمايته.
‌ج- يضطر الحاكم إلى إنفاق الأموال الطائلة في شراء الذمم, لينتخبه الشعب, وهذه الأموال إما من حق الشعب, وهذا فيه من الظلم ما الله به عليم, وإما أن يكون من قبل الأعداء قرضاً أو منحةً. وهذا لا يكون إلا بمقابل, والمقابل في الغالب يكون فيه تنازلات عن أمور عظيمة من دين الإسلام.
‌د- من المعلوم أن الأحزاب المعارضة في الساحة تريد أن يكون الحاكم لذلك الشعب منها, وما تحزبت إلا من أجل هذا, فالحاكم مضطر إلى إرضائها, وهذا الإرضاء يكون في الغالب قائما على ارتكاب محظورات شرعية.
‌ه- الحاكم إذا لم يخضع لأعداء الإسلام, ويطبّق ما يريدون, فهم مستعدون أن يثيروا ضده الأحزاب, لتبقى البلاد ميداناً للصراع والنزاع.
فانظر إلى هذه الأضرار الخطيرة الناجمة عن "الانتخابات" الرئاسية.
http://www.al-wed.com/pic-vb/1063.gif
◄المفسدة التاسعة عشر :يؤدي النظام الانتخابي إلى تولية غير المسلم :


"الديمقراطية" تفتح المجال للأقليات اليهودية والنصرانية وغيرها في بلاد المسلمين ليستولوا على الحكم, وليس أمام الأقليات هذه إلا أن تتكتّل وتشتري الذمم.
وقد حدث ذلك في أكثر من بلد إسلامي, ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: نيجيريا وأوغندا وأريتيريا ولبنان وغيرهن.
فنيجيريا مثلاً: نسبة السكان المسلمين فيها تتجاوز 80% ومع ذلك يحكمها رئيس نصراني باسم "الديموقراطية".
وكذلك أوغندا وأريتيريا ولبنان...
وأما البلدان التي لم يستطيعوا الوصول إلى كرسي الحكم فيها إلى الآن, فقد وصلوا إلى أعلى "سلطة تشريعية" كما يسمونها, ألا وهي: "المجالس النيابية". فأصبح اليهودي أو النصراني أو غيرهما يعبّر عما في نفسه, بل ويدعو إلى دينه بكامل الحرية, وعلى الأكثرية المسلمة أن تحميه تحت مادة من مواد الدستور وهي: "المواطنون كلهم سواسية, فلا اختلاف بينهم باختلاف اللون أو الجنس أو العقيدة"!.
ولا يخفاك ما في هذا من الخطر البالغ على مستقبل المسلمين, بل والمصادمة الصريحة لكلام رب العالمين, قال تعالى: [أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون] القلم. وقال تعالى: [أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون] الجاثية.
ولهذا حرّم الإسلام ولاية الكافر على المسلم تحريماً قطعياً, وهذا معلوم من الدين بالضرورة؛ وقد أجمع العلماء على ذلك.
والأدلة على ذلك كثيرة. قال تعالى: [ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً] النساء. ولفظ "سبيلاً" نكرة في سياق النفي, فهو يعم كل سبيل, فليس للكافرين أي سبيل على المسلمين, فكيف لو كان قائداً أو وزيراً؟!.
http://www.al-wed.com/pic-vb/1063.gif
◄المفسدة العشرون :يؤدي النظام الانتخابي إلى تولية المرأة:

ذلك أن المرأة في النظام الانتخابي يحق لها أن تشارك في الانتخابات وقد تحضى على أكبر عدد من الأصوات عياذا بالله ، جاء في البخاري من حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) .
قال الخطابي : " في الحديث أن المرأة لا تلي الإمارة ولا القضاء " نقلاً من فتح الباري ( 7/ 735) .
http://www.al-wed.com/pic-vb/1063.gif
◄المفسدة الحادية و العشرون :عدم وجود العلم النافع في حاكم البلاد


وذلك لأن الانتخابات تعتمد على رأي الأكثرية ومعلوم أن أهل الشر في المجتمع أكثر من أهل الخير قال تعالى : [ وإن تطع أكثر من الأرض يضلوك عن سبيل الله ] وقال :[ وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ] . وأهل الجهل أكثر من أهل العلم قال تعالى(قل إن أكثر الناس لا يعلمون)).
و الذين خططوا للنظام "الديمقراطي" من اليهود والنصارى, يريدون اختيار أسوأ الرجال وأفجرهم, إن تيسّر لهم ذلك, ليكون هذا الصنف هو الذي يحكم البلاد, وبه تتحقق مصالح الأعداء.
والإسلام قد جعل العلم النافع المنبثق من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما يتبعهما من علوم نافعة؛ سبباً لصلاح الشخص لتولي رئاسة الدولة, والأدلة الشرعية الدالة على ذلك كثيرة. ولكن نقتطف منها ما يلي:
روى مسلم في (صحيحه) من حديث ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله, فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة)). فإذا كان من يؤم الناس, يحتاج إلى أن يكون عالماً بما يتعلق بالعبادة, فما بالك بمن هو إمام مُطالب أن يقيم الإسلام فيمن ولاّه الله عليهم؟.
وكيف يقدر على أن يُسيّر الأمور على وجهها, ويقيم دين الله, وهو لا يعرف دين الله؟
فلا أحد أحوج إلى العلم النافع ممن يتولى أمور المسمين, والجاهل لا يحسن رعاية شاة, فكيف يرعى الأمةَ الجهّالُ؟.
ولهذا قال تعالى: [قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون].
http://www.al-wed.com/pic-vb/1063.gif
◄المفسدة الثانية والعشرون : عدم اشتراط العدالة الشرعية


النظام "الديمقراطي الانتخابي" لا يشترط تحقيق العدالة في رئاسة الدولة. ومن المعلوم من الدين بالضرورة أنه لا يتولى على المسلمين في صقع من أصقاع الأرض, إلا من كان عدلاً. وأنه لا يجوز لأهل الحل والعقد أن يختاروا غير العدل.
والعدالة المعنية هنا هي:
مجموعة صفات حميدة, كالأمانة والصدق والتقوى, وغير ذلك, تحمل الحاكم على مراقبة الله, وتعظيم رعاية الحقوق.
ولا تنعقد الإمامة لفاسق ابتداءً, إلا إذا غلب عليها, أو دعت الحاجة له, فتنعقد له حينذاك.
وكيف تنعقد, والغرض من وجود الحاكم الأعلى, هو إقامة الإسلام, وسياسة الأمة بالسياسة الشرعية.
والأدلة على اشتراط العدالة كثيرة, منها:
قوله تعالى في قصة إبراهيم: [إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين] البقرة. بمعنى أن : الإمامة لا ينالها ولا يستحقها ظالم, أياً كان نوع الإمامة.
فكيف يجوز أن يكون رئيس الدولة فاسقاً؟
والفاسق لا تُقبل شهادته ولا حكمه, قال تعالى: [إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا..] الحجرات.
فإذا كان قول الفاسق لا يقبل إلا بعد التبيّن, فكيف إذا كان الحاكم فاسقاً؟. قال تعالى: [ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون] الشعراء.
فقد نهى الله عباده أن يطيعوا المسرف والمفسد.
فإن كان حاكماً؛ فلا يطاع إلا في ما لم يكن فيه معصية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والحاكم الفاسق لابد أن يأمر بما فيه معصية الله, ومن هنا يحصل الشر, ويهلك هو ويهلك من أطاعه.
فالنظام "الديمقراطي" يدفع الناس لكي ينتخبوا لرئاسة الدولة الظالمين والمفسدين, فبئس النظام.
وتبّاً لمن يقبل نظاماً مفاسده لا حصر لها, فلا تلتفت يميناً ولا شمالاً, إلا وجدت عيوباً لهذا النظام, والله المستعان.

------------------
(1) والكلام هاهنا لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام نقلا عن كتابه(تنوير الظلمات بكشف مفاسد الانتخابات)) وجل ما ذكرته من مفاسد هو مما استفدته من كتابه المبارك-إن شاء الله- فجزاه الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خيرا.

جمال البليدي
2012-03-17, 21:12
المبحث الرابع:كيفية تولي الحكم في الإسلام:

اعلم وفقني الله وإياك؛ أن الإمامة الشرعية تنعقد لصاحبها بطريقتين شرعيتين:ـ
الطريقة الأولى, وهي: الاختيار والبيعة
الطريقة الثانية : وهي : العهد أو «الاستخلاف".
وطريقة غير شرعية وهي : التغلب والقهر.

http://www.al-wed.com/pic-vb/1067.gif


◘الطريقة الأولى : الاختيار والبيعة :


ومعناها : اختيار أهل الحل والعقد من يكون رئيساً، وهذه الطريقة هي الأصل، وهي ثابتة بالسنة والإجماع.

◄من هم أهل الحل والعقد في الاصطلاح الشرعي؟


الجواب: هم مجموعة من خيار المسلمين في الدين والصلاح وحسن الرأي والتدبير من علماء ورؤساء ووجهاء الناس.
قال النووي في شرح مسلم:
(أما البيعة فقد اتفق العلماء على أنه لا يشترط لصحتها مبايعة كل الناس، ولا كل أهل الحل والعقد، وإنما يشترط مبايعة من تيسر إجماعهم من العلماء والرؤساء ووجوه الناس)اهـ.
وهم المشارون بقوله تعالى((وأمرهم شورى بينهم)) ولا يمكن أن يكون الشورى بين جميع أفراد الأمة,فتعين أن يكون بين جماعة تمثل الأمة ويكون رأيها كرأي مجموع أفراد الأمة,وما هؤلاء إلا أهل الحل والعقد.
قال ابن بطال في شرح البخاري في بيعة الصديق:
(ثم بايعه الناس أحسن بيعة وأجملها. فدل هذا الحديث أن القوم لم يبايعوه إلا بعد التشاور والتناظر واتفاق الملأ منهم الذين هم: أهل الحل والعقد على الرضا بإمامته)اهـ.

◄ما هي الشروط التي يجب توافرها في أهل الحل والعقد؟


الجواب كالآتي:
1- الإسلام: فلا يجوز أبداً أن يكون الكافر من أهل الحل والعقد, لأن الله يقول:[ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا]النساء. فلا ولاية للكافر على المسلم أبداً بإجماع العلماء.
2- العقل: لابد أن يكون كل فرد من أهل الحل والعقد عاقلاً، فغير العاقل إما لصغر, أو لزوال عقله, أو لنقصان عقله, لا يجوز أبداً أن يتولى شيئاً من هذا الأمر وأمثاله.
3- الرجولة: فلا يجوز أن يكون في أهل الحل والعقد امرأة، قال تعالى: [الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...] النساء، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)) رواه البخاري.
4- الحرية: يشترط في كل فرد من أفراد الحل والعقد أن يكون حراً, لأن العبد لا يملك نفسه, فهو تحت طاعة سيده.
5- التقوى: وهي هيئة راسخة في النفس, تحمل صاحبها على اجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر, ويُعرف هذا بالاستفاضة والشهرة بين أهل العلم, لثقة المسلمين به, والانقياد له.
6- العلم: يشترط أن يكون عند أهل الحل والعقد من العلم الشرعي ما يجعلهم يعرفون من يستحق الخلافة والرئاسة، فالذي لا يعرف الصفات التي تؤهل فلاناً للخلافة, لا يصلح أن يشارك مع أهل الحل والعقد، وينبغي أن يكون معروفاً بالرأي والحكمة, وأن يكون صاحب خبرة في علمه وفنّه -وإن كان دنيويا-.
7- عدم الانتماء إلى أهل الأهواء: فإذا كان من أفراد أهل الحل والعقد, من ينتمي إلى أهل الأهواء من أصحاب البدع والضلالات فإنه يسعى إلى اختيار من ينصر ما هو عليه من الانحراف, أو يخذل ويروج.
8- البلوغ: أن يكون بالغاً.

◄كيف يُعْرَف أهل الحل والعقد ويُعَيَنُون ؟


الجواب :
يُعْرَفون من خلال صفاتهم – الآنفة الذكر- فمن توافرت فيهم تلك الصفات أصبح تلقائيا من أهل الحل والعقد , يتحمل مسؤولياته ويقوم بها دون تكليف من أي جهة كانت أي أن بعض الأفراد يتدرجون صعدا حسب الصفات التأهيلية, وحسب نظرة كل مجتمع حتى يصلوا إلى درجة الريادة والسيادة في المجتمع.
وإذا كانت أسباب التدرج في المجتمعات الغير المسلمة تنطلق من منطلقات مادية, فإن ذلك يختلف في المجتمع المسلم, فأسباب التدرج والصعود تبدأ بالتقوى والخلق والعلم. ثم رجاحة العقل وسداد الرأي, ثم الخبرة, ثم الشوكة, وهكذا.
والحجة في ذلك ما كان عليه الواقع السياسي في القرون المفضلة.فقد كان التركيب الاجتماعي والسياسي يبرز أهل الحل والعقد في يسر, فقد كان رؤساء الأسر ووجهاء القوم معروفين بأعيانهم في المجتمع المحدود لكل حاضرة كبيرة في الأقطار الإسلامية, كما كان الكبراء معروفين بالشرق والعرب في شتى المجتمعات القديمة والوسطى والحديثة إلى ما قبل شيوع النظام البرلماني.
فأهل الحل والعقد لا يحتاجون إلى أن يُعيِنهم شخص أو فئة لأن علمهم وراجحة عقلهم وخبرتهم وغيرها من الصفات هي التي تعينهم وتفرضهم على المجتمع فإن من يصل إلى درجة التأثير في المجتمع لا بد أن يشتهر أمره وأن يشار إليه بالبنان, ولا سيما أهل العلم فإنهم كما يقول الشوكاني((لا بد أن يرفع الله لهم من الصيت والشهرة ما يعرف به الناس أنهم الطبقة العالية))السيل الجرار4/508.
تنبيه:
أهل الحل والعقد لا يُشترط فيهم عدد معين، ولا يلزم أن يكون كل من يصلح لهذا الأمر موجوداً, ولكن أهل الحل والعقد المعتبر بهم أن يكونوا أهل قدوة وشوكة وأغلب وجهاء الناس.

◄كيف يتم نصب الإمام(الرئيس) وفق هذه الطريقة؟:


• إذا وُجِدَ أكثرُ من واحد يصلح للإمامة والرئاسة, فالمطلوب من أهل الحل والعقد أن يميزوا بين من هو أحق بها بالمواصفات الشرعية، ولهم أن يختاروا من شاءوا بعد هذا التمييز، ومما يجدر التنبيه عليه؛ أنه ينبغي لهم أن يولّوا من هو أنفع وإن لم يكن أفضل, فإن اجتمع في الشخص هذان الوصفان؛ فذلك الكمال الذي يقلّ وجوده، وعليهم أن ينظروا إلى من يكون الناس أسرع انقياداً له, ويراعوا أيضاً أحوال الزمان الذي هم فيه.
يقول الماوردي ((فَإِذَا اجْتَمَعَ أَهْلُ الْعَقْدِ وَالْحَلِّ لِلِاخْتِيَارِ تَصَفَّحُوا أَحْوَالَ أَهْلِ الْإِمَامَةِ الْمَوْجُودَةِ فِيهِمْ شُرُوطُهَا فَقَدَّمُوا لِلْبَيْعَةِ مِنْهُمْ أَكْثَرَهُمْ فَضْلًا وَأَكْمَلَهُمْ شُرُوطًا وَمَنْ يُسْرِعُ النَّاسُ إلَى طَاعَتِهِ وَلَا يَتَوَقَّفُونَ عَنْ بَيْعَتِهِ , فَإِذَا تَعَيَّنَ لَهُمْ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ مَنْ أَدَّاهُمْ الِاجْتِهَادُ إلَى اخْتِيَارِهِ عَرَضُوهَا عَلَيْهِ , فَإِنْ أَجَابَ إلَيْهَا بَايَعُوهُ عَلَيْهَا وَانْعَقَدَتْ بِبَيْعَتِهِمْ لَهُ الْإِمَامَةُ فَلَزِمَ كَافَّةَ الْأُمَّةِ الدُّخُولُ فِي بَيْعَتِهِ وَالِانْقِيَادُ لِطَاعَتِهِ , وَإِنْ امْتَنَعَ مِنْ الْإِمَامَةِ وَلَمْ يُجِبْ إلَيْهَا لَمْ يُجْبَرْ عَلَيْهَا لِأَنَّهَا عَقْدُ مُرَاضَاةٍ وَاخْتِيَارٍ لَا يَدْخُلُهُ إكْرَاهٌ وَلَا إجْبَارٌ , وَعُدِلَ عَنْهُ إلَى مَنْ سِوَاهُ مِنْ مُسْتَحِقِّيهَا .)) الأحكام السلطانية.
فالمبايعة تكون من أهل الحل والعقد فمتى كان ذلك وجب على البقية إتباع أهل الحل والعقد لأنهم فضلاء الأمة وذوي الرأي والمكانة فيها والمتبوعين فيها وهم شركاء-أعني أهل الحل والعقد- للإمام في تحمل الأمانة وأنهم سيحلمون وزره إذا لم يتحروا في اختياره الصواب.
قال العلامة الشوكاني - رحمه الله - ( السيل الجرار 4/513 ) :
« وليس من شرط ثبوت الإمامة أن يُبايعه كل من يصلح للمبايعة , ولا من شرط الطاعة على الرجل أن يكون من جُملة المُبايعين ؛ فإن هذا الاشتراط - في الأمرين - مردودٌ بإجماع المسلمين أوّلهم وآخرهم , سابقهم ولاحقهم . ولكن التحكّم في مسائل الدين وإيقاعها على ما يُطابق الرأي المبنيّ على غير أساسٍ يفعل مثل هذا .
وإذا تقرر لك ما ذكرناه :فهذا الذي قد بايعه أهلُ الحلّ والعقد :قد وجبتْ على أهل القُطر الذي تنفُذُ فيه أوامره ونواهيه طاعته بالأدلة المتواترة » انتهى .


◄ما تصح به البيعة:


1- أن يكون المبايَع له قد توافرت فيه شروط الإمامة.
2- أن يبايعه أهل الحل والعقد.
3- أن يستجيب المتأهِّل للبيعة إذا دُعِيَ لذلك, فإذا امتنع لم تنعقد إمامته.
4- أن تكون البيعة على الكتاب والسنة قولاً وعملاً ظاهراً وباطناً.
ماذا بعد البيعة على المبايِع؟
1- يحرم عليه نكث البيعة, فإنّ نَقْضَهَا كبيرة من كبائر الذنوب، فقد جاء عند الإمام مسلم وغيره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من بايع إماماً, فأعطاه صفقة يده, وثمرة قلبه, فليطعه إن استطاع, فإن جاء آخر ينازعه؛ فاضربوا عنق الآخر)).
2- عليه أن يصبر إن رأى من أميره شيئاً يكرهه، فقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من رأى من أميره شيئاً فكرهه, فليصبر, فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت؛ إلا مات ميتة جاهلية)) رواه البخاري ومسلم.
3- تشرع البيعة من غير أهل الحل والعقد من جماهير الناس ومن عوامهم للأمير المبايَع له من قبل أهل الحل والعقد، وبيعتهم هذه تسمى بيعة الطاعة, وبيعة أهل الحل والعقد هي بيعة الانعقاد والسمع والطاعة.
4- لا يجوز للمبايِع أن يبايع إماماً آخر, كما تقدم.
5- ومن أعمال أهل الحل والعقد: مراقبة الولاة ومحاسبتهم -بالضوابط الشرعية- وخلعهم إذا دعت الحاجة الشرعية لذلك, بشرط أن لا تحدث مفسدة أكبر.
http://www.al-wed.com/pic-vb/1067.gif
◘الطريقة الثانية في اختيار الخليفة, وهي:العهد أو "الاستخلاف".


وصورتها: أن يعهد الخليفة القائم بالإمامة لرجل، وقد اتفق أهل السنة والجماعة على مشروعية هذا الاستخلاف واستندوا في ذلك إلى نصوص من السنة والإجماع وعمل الخلفاء الراشدين, أما السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد, أن يقول القائلون أويتمنى المتمنون, ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون , أو يدفع الله ويأبى المؤمنون) متفق عليه .
وقد عهد أبو بكر رضي الله عنه بالخلافة من بعده إلى عمر رضي الله عنه,وعهد عمر إلى الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض(أنظر ابن سعد الطبقات الكبرى-ج3 ص196.
ولقد أجمع المسلمون على جواز انعقاد الخلافة بهذا الطريق في عهد الصحابة فمن بعدهم, فلم يعرف منهم من أنكر أو خالف ذلك..يقول النووي : وأجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف ...
◄كيف يتم نصب الإمام وفق هذه الطريقة :


هناك خطوات يجب أن تتبع عند نصب الإمام(الرئيس) بناءا على هذه الطريقة-الاستخلاف- وهي كالآتي :
الخطوة الأولى : العهد من الإمام الشرعي القائم إلى من يخلفه في سياسة الأمة بعد وفاته فالخليفة يجوز له أن يختار للمسلمين من يقوم مقامه في تحمل المسؤولية , فهو أمين على مصالح الأمة في دينهم ودنياهم,ينظر لهم ذلك في حياته,ويتبع ذلك أن ينظر لهم بعد مماته.
الخطوة الثانية : أن يقبل المعهود إليه تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه ولا يجوز إجباره في حال رفضه لهذه المسؤولية.
الخطوة الثالثة : أن يوافق أهل الحل والعقد على هذا الاختيار والترشيح فالاستخلاف لا يعني سلب حق أهل الحل والعقد في الاختيار إذ لو رفض أهل الحل والعقد هذا الاستخلاف ولم يقبلوا بالشخص المعهود إليه فلا تنعقد الخلافة , فأبو بكر رضي الله عنه حين أراد استخلاف عمر رضي الله عنه استشار علماء الصحابة فاتفقوا جميعا على أن عمر هو الأجدر للخلافة بعد أبو بكر رضي لله عن الجميع,
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وكذلك عمر صار إماما لما بايعوه وأطاعوه,ولو قدر أنهم لم ينفذوا عهد أبي بكر في عمر لم يصر إماما))المنتقى من منهاج الاعتدال ص 58.

◄شروط صحة الاستخلاف :


1- أن تكون الشروط المطلوبة في الإمام موجودة في المعهود إليه, كالإسلام والحرية والبلوغ والعقل والذكورة والعدالة.
2- أن يقبل المعهود إليه العهد, ويرضى به, فإن امتنع لم تقبل الوصية له بالعهد.
3- أن يكون المعهود إليه حاضراً, أو في حكم الحاضر.
4- أن يكون الإمام قد عهد بهذا العهد, وهو ما يزال إماماً.
5- أن يكون الإمام العاهد قد تشاور مع أهل الحل والعقد, ووافقوه على ذلك بدون إجبار أو إكراه.
6- لا يكون العهد من الإمام لأصوله أو فروعه ، وهذا على الراجح لأمرين:
‌أ- إقتداء بالخلفاء الراشدين، ولو لم يكن في هذا إلا أنه شبهة, لكفى في البعد عنه، ولم يعهد أبو بكر لابنه ولا عمر لابنه وكذا عثمان وكذا علي رضي الله عنهم.
‌ب- أن الإمام مهما يبلغ من التقوى والصلاح والورع فإنه ما يزال بشراً, فيه ميول وغرائز وطبائع ونوازع نحو الخير وأخرى نحو الشر, فهو يخطئ ويصيب, ويذنب ويستغفر, فليس بمعصوم، وقد يجامله بعض أهل الحل والعقد، وقد يتعامل معهم بشيء من الإكراه، فالذي تطمئن إليه النفس الابتعاد عن هذه الشبهة، وأداء الأمانة كاملة. ولا أحسب من عَهِدَ إلى أصوله وفروعه سالماً من غش الأمانة -في غالب الأحوال-.
‌ج- إذا كان هذا الميول يحصل من أهل التقوى, فما بالك بمن يضعف إيمانه, ويقل علمه؟.
‌د- إلى جانب ما سبق ذكره, فقد عُلِمَ أن الغالب على من يعهدون بالإمامة لآبائهم أو أبنائهم وما أشبههم, إنما فعلوا ذلك لدنياهم, وإيثاراً لأنفسهم على دينهم وأمتهم, وفي هذا من الغش للأمة مالا يخفى، وهؤلاء يجعلون منصب الإمامة الذي هو أمر ديني يؤتيه الله من يشاء, وراثة لهم ولأبنائهم.
‌ه- حصر الإمامة والخلافة في ذرية الإمام, وجعلها وراثة لهم يتتابعون عليها, عمل مخالف لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون.
http://www.al-wed.com/pic-vb/1067.gif
◄ الطريقة الغير الشرعية : التغلب والقهر:



وهي أخذ الحكم بالقوة كالثورة والانقلاب, وما أشبه ذلك، فهذه محرمة وهي من أنواع الغدر بل هي من أشر أنواع الغدر لأنها تعتبر من الخروج عن طاعة من أوجب الله على المؤمنين طاعته , وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات, مات ميتة جاهلية, ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعوا إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل, فقتلة جاهلية, ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها, ولا يتحاشى من مؤمنها, ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه)) رواه مسلم في صحيحه.
وقال عليه الصلاة والسلام : (( مَن أتاكُم وأمرُكُم جميعٌ علَى رجُلٍ واحدٍ يُريدُ أنْ يَـشُقَّ عصَاكُم أو يُـفرِّقَ جماعتَـكُم فَـاقْـتُلوهُ كائِـنًا مَن كانَ )) رواه مسلم في صحيحه.
ولكن إذا تغلّب من له القوة, واستتب له الأمر حتى صار إماماً, وجبت له الطاعة فيما لم يكن فيه معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, وعليه إثمه بما فعل من التغلب و القهر للناس, لِما في ذلك من حقن الدّماء وتسكين الدّهماء، ولِما في الخروج عليه من شقّ عصا المسلمين وإراقة دمائهم، وذهاب أموالهم وتسلُّطِ أعداء الإسلام عليهم، قال الإمام أحمد -رحمه الله-: «ومن خرج على إمامٍ من أئمّة المسلمين وقد كان النّاس اجتمعوا عليه وأقرّوا له بالخلافة بأيّ وجهٍ كان بالرّضا أو الغلبة؛ فقد شقّ هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن مات الخارج مات ميتة جاهليّة، ولا يحلّ قتال السّلطان ولا الخروج عليه لأحدٍ من النّاس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السّنّة والطّريق».
وقال الإمام الشافعي رحمه الله : (كل من غلب على الخلافة بالسيف حتى يسمى خليفة ويجتمع الناس عليه فهو خليفة) فتاوى الشافعي للبيهقي ( 1/448(( .
وقد حكى الإجماع على ذلك الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال : (وقد أجمع الفقهاء عَلَى وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لِما فِي ذَلِكَ من حقن الدماء وتسكين الدهماء) الفتح (13/7)
وحكى الإجماع أيضا الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقال : (الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلَّب على بلد أو بلدان ، له حكم الإمام في جميع الأشياء ، ولولا هذا ما استقامت الدنيا ، لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد ، ولا يعرفون أحدًا من العلماء ذكر أن شيئًا من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم ) (الدرر السنية (7/239)) .

قلت : ولايُستغرب من كل هذه الإجماعات , وذلك لأن شريعتنا الغراء قد فرقت بين حال الاختيار وبين حال الإضطرار ففي حال الاختيار يجب الالتزام بتلك الشروط التي سبق ذكرها في الحاكم وطريقة وصوله إلى الحكم أما حال الإضطرار كأن يصل الحاكم إلى الحكم بطرق غير شرعية كالتغلب والقهر أو الانتخابات الطاغوتية فإن المسلمين يجدون أنفسهم مضطرين إلى قبوله مادام مسلما وذلك لأن الخروج عليه يؤدي إلى سفك الدماء وتسلط الأعداء , ولعلنا نشبه ذلك بمسألة أكل لحم الخنزير والميتة إذ لا يجوز أكلها في حال الاختيار أما لو اضطر المرئ إلى ذلك ولم يجد ما يأكله وخاف على صحته فإنه يجوز له الأكل لقوله تعالى: [نَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] [البقرة:173] فالتغلب والقهر والانتخابات حرام , والمتغلب أو المنتخب أو الناخب كل هؤلاء آثمون ظالمون عاصون لكن إثمهم على أنفسهم ولا يجب أن نتخذ إثمهم ذريعة للخروج على هذا المتغلب أو المنتخب إذا استتب له الأمر فشروط انعقاد الإمامة غير شروط الطاعة في الإسلام(1).
قال الإمام النووي - رحمه الله - ( شرحه ، جزء 11 – 12 ، ص 429 ، تحت الحديث السابق ) :
« . . . وتتصور إمامة العبد إذا: ولاّه بعض الأئمة, أو تغلّب على البلاد بشوكته وأتباعه؛ ولا يجوز ابتداء عقد الولاية له مع الاختيار؛ بل شرطها الحرية » انتهى.
قلت : فرَّق الإمام النووي رحمه الله بين حال الاختيار فاشترط الحرية وقال بعدم جواز عقد الولاية على العبد لكنه لم يسقط إمامة هذا العبد إذا وصل إلى الحكم سواء عن طريقة التولية أو التغلب ففرَّق رحمه الله بين حال الاختيار وبين حال الاضطرار , وهذا ما أجمع عليه أهل السنة قاطبة كما تقدم .

ومن خلال هذا العرض, يتضح لك جلياً مدى عناية الإسلام بقضايا الإمامة والولاية على المسلمين. ولقد تحققت هذه الشروط والضوابط في عهد الخلفاء الراشدين, فكان العز والأمان والخير والدين.

-----------------------------
(1) سبق وبينت شروط انعقاد الإمامة وطرقها الشرعية(الاستخلاف-الاختيار والبيعة)), لكن شروط طاعة الحاكم غير شروط انعقاد إمامته وذلك لأن الحاكم لا يصل دائما عن طريق شرعي وحتى لو وصل عن طريق شرعي فقد يحصل منه جور وظلم لهذا فإن الإسلام الحنيف راعى هذه الأمور بما يحفظ للمسلمين دماءهم ومصالحهم الدنيوية والأخروية فشروط طاعة الحاكم هي :
1-أن تكون الطاعة فقط في المعروف لا المعصية لقوله صلى الله عليه وسلم(لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).
2-أن لا يكون كافرا لقول النبي صلى الله عليه وسلم(حتى ترو كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان)).


(http://www.alrbanyon.com/vb/editpost.php?do=editpost&p=25270)

جمال البليدي
2012-03-17, 21:15
المبحث الخامس :الرد على شبهات من أجاز التحزب والانتخابات:


يتبع إن شاء الله.......:)

آلاء الرحـــــــمن
2012-03-17, 21:50
السلام عليكم

مرحبا بعودتك اخي جمال بارك الله فيك وفي علمك

مزيدا من التألق والنجاح ان شاء الله

متابعة للموضع و شاكرة لك على المجهود الذي بذلته

عبد الله-1
2012-03-17, 22:07
أهلا بالأخ الحبيب جمال البليدي .
عودا حميدا إشتقنا لمواضيعك وردودك العلمية القيمة.
مبارك عليك العودة وفي طاعة الله إن شاء الله

aboumoadh
2012-03-17, 23:10
من علامات الحزبيين :


◘الأولى : الفُرقة في الدين، والدعوة إليها تحت ستار تعدد الجماعات الإسلامية، وأنها يكمِّل بعضُها بعضاً !!! واذكر هنا لأبي المظفر السمعاني قولَه : (ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم، قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار؛ وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد وفعلهم واحد لا ترى بينهم اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأنه جاء من قلب واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟ قال الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} (سورة النساء)، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} (سورة آل عمران الآية 103).
وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع رأيتهم متفرقين مختلفين وشيعاً وأحزاباً، لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الاعتقاد، يبدع بعضهم بعضاً، بل يترقون إلى التكفير، يكفر الابن أباه، والرجل أخاه، والجار جاره.
تراهم أبداً في تنازع وتباغض واختلاف، تنقضي أعمارهم ولما تتفق كلماتهم، {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)} (سورة الحشر)))الانتصار لأصحاب الحديث ص45 .

قلتُ: وهذا هو حال الحزبيين فلا تكاد تراهم متفقين أبدا فهذا تبليغي من التحرير وآخر أخواني من حزب الحرية والعدالة والآخر من حزب النهضة وذاك من حزب النور … الخ وهكذا ينطبق عليهم قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)) (سورة الأنعام : 159).

◘الثانية :رد الحق و إتباع الهوى لهذا تجدهم يستهزئون بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها تخالف هواهم فتجد في مقالتهم الآثمة وأقوالهم الغاشمة استهزاءات بالجملة سواء بالطعن في النص مباشرة على سبيل الاستهزاء أو بتضعيفه أو التشكيك في صحته أو دلالته حتى ولو تلقته الأمة بالقبول.

◘الثالثة :التقديس للأشخاص والغلو فيهم والتحزب لآرائهم خاصة أقطابهم ورموزهم

◘الرابعة :اتِّباع المتشابه وترك المحكم وهذه علامة أهل الأهواء والبدع, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنَّ أم الكتابِ وأُخَرُ متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منهُ ابتغاء الفتنةِ وابتغاء تأويلِهِ وما يعلمُ تأويلَهُ إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عندِ ربنا وما يذَّكَّر إلا أُولوا الألباب) قالت: فقال رسول الله صلى الله (فإذا رأيتَ الذين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم ). متفق عليه.

◘الخامسة :الاستدلال بالمنسوخ وترك الناسخ من كلام الله سبحانه وتعالى, أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم , أو كلام علماء السنة, فيستدلون - مثلاً- بثناء العلاَّمة ابن باز على سلمان العودة قبل أن يتبين له حاله, و يتركون تحذير ابن باز منه, و إيقافه في آخر الأمر بعد أن ظهر للشيخ انحراف الرجل عن منهج السلف وهكذا فيما يتعلق بأقطابهم وأحزابهم وانتخاباتهم-كما سيأتي قريبا إن شاء الله- ,ومن عرض للناس كلام العالم المتقدم مع علمه بالمتأخر فهو غاش لهم ، ومن ذلك أن الإمام أحمد بن حنبل كان يذكر حسين الكرابيسي بخير فلما قال ببدعة اللفظ ضلله وبدعه.

◘السادسة : تسترهم بزلات أهل العلم والفرح والمبالغة في إشهارها وإذاعتها ويجعلونها بمثابة الوحي المنزل ليحاجوا أهل السنة بها :
قال الإمام الشوكاني -رحمه الله تعالى- في أدب الطلب ( ص116 ): (وقد جرت قاعدة أهل البدع في سابق الدهر ولاحقه بأنهم يفرحون بصدور الكلمة الواحدة من عالم من العلماء ويبالغون في إشهارها وإذاعتها فيما بينهم ويجعلونها حجة لبدعتهم ويضربون بها وجه من أنكر عليهم اهـ.
السابعة :معارضةُ السنة بمتشابه القران : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :"إن ناساً يجادلونكم بشبه القران فخذوهم بالسنن فان أصحاب السنن أعلمُ بكتاب الله عز وجل" )).

◘الثامنة: بُغضُ أهل الحديث و الأثر السلفيين, وإن لم يبوحوا بذلك:
عن أحمد بن سنان القطان قال : ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث . رواه الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص300) .
فمن علامات أهل البدع بغض أهل الأثر , وما تلك الأكاذيب والإشاعات التي يرمونا بها أهل السنة السلفيين قديما وحديثا إلا برهان على هذ البغض الذي يكنونه لأهل الأثر في قلوبهم , والله المستعان.

◘التاسعة :الإعراض عن كتبِ السلف ودعوة الناس والشباب إلى كتب الحركيين والمفكرين و المهيجين التي ليس فيها علم كما لا تخلو من البدع والضلالات العقائدية والأخلاقية والحديثية والفقهية .

◘العاشرة :لا يعملون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح- إلا فيما وافق أهوائهم- بل يحاولون أن يُنشئوا فهماً جديداً يناسب العصر- زعموا- بإسم الوسطية و فقه التيسير و فقه الواقع, ونسوا أو تناسوا قولَ الإمامِ مالك رحمه الله: ( لا يُصلح آخر هذا الأمر إلا ما أصلحَ أوله ).

◘الحادية عشر :إطلاق الألقاب على أهل السنة, كقولهم (جامية, مدخلية, مباحث, عملاء......الخ) وسلفهم في ذلك هم أهل البدع الذين كانوا يصِمُون أهل السنة بأنهم حشوية و مجسِّمة وغيرها من الألقاب.
قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني رحمه الله تعالى : ((وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة ، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم ، واحتقارهم لهم واستخفافهم لهم ، وتسميتهم إيَّاهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة ، اعتقاداً منهم في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّها بمعزل عن العلم ، وأنَّ العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ، ووساوس صدروهم المظلمة ، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير وكلماتهم ، وحججهم العاطلة بل شبههم الداحضة الباطلة :[ أؤلئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبضارهم ]. محمد :(23) :[ ومن يهن الله فما له من مكرم إنَّ الله يفعل ما يشاء ]. الحج :(18).)) عقيدة السلف أصحاب الحديث ص101.

◘الثانية عشر :المسارعة في التكفير: قال أبو العالية رحمه الله: (قد أنعم الله علي بنعمتين لا أدري أيهما أفضل أن هداني للإسلام ولم يجعلني حرورياً ).إلا أن هذا التكفير ليس نابع عن أصول سنية وقواعد مرعية إنما فقط مصالح حزبية حركية ,وهذا سر تقلبهم بين الأمس واليوم فما كان البارحة كفرا أصبح اليوم واجب شرعي وما كان واجب شرعي أصبح اليوم فتنة وعمالة .

◘الثالثة عشر : الطعنُ في علماء السنة والكذب عليهم, وتشويه سمعتهم, ووصفهم بالتشدد و التسرع و المداهنة و عدم الفهم بالواقع !!.. إلى غيرها من الكلمات المسطورة في جرائدهم والمسموعة في قنواتهم.
قال أبو حاتم الرازي : (من علامات أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر). أخرجه اللالكائي في الاعتقاد (رقم؛ 323) والصابوني في عقيدة السلف (ص 110/دار المنهاج) بسند صحيح.

◘الرابعة عشر :قلبُ الحقائق :
قال البربهاري : (مثل أصحاب البدع مثل عقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم, فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون). ذكره أبو يعلى في طبقات الحنابلة (2/44).
وقال عامر بن عبد الله : (ما ابتدع رجل بدعة إلا أتى بما كان ينكره اليوم). الشرح والإبانة (83).
وهذا مما تفنن فيه القوم حيث جعل السنة ذلا وانبطحا والبدعة حرية وفكرا بل تقدما وتطورا , وهكذا يقلبون الحقائق فيرمون أهل السنة بالتكفير وهم التكفيريون ويرمون أهل السنة بالتشدد وهم المتشددون ويرمون أهل السنة بتفرقة الأمة وهم قتلة الأمة ,وقس على ذلك باقي الاتهامات و يصدق عليهم قوله تعالى: [وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112)](سورة النساء112)

◘الخامسة عشر :الأُلفـة: هذه القاعدة الذهبية التي استخدمها السلفُ لكشف أهل البدع, ويستخدمها أهل السُنة في كل زمان لكشف الحزبيين الذين يُخفون تحزبهم, فإذا شككت في منهج شخصٍ وتوجهه وخفي عليك أمره فما عليك إلا أن ترى جلساءه لتعرف حقيقة أمره, فإن كان جلساؤه أهل سُنةٍ سلفيين فهو على منهجهم, وإن كانوا غير ذلك فأَلحقه بهم. يقول الأوزاعي رحمه الله: (من سَـتر عنا بدعته لم تخفَ علينا ألفته) ويقول معاذ بن معاذ رحمه الله: (الرجل وان كتم رأيه لم يخفَ ذاك في ابنه ولا صديقه ولا في جليسه).

◘السادسة عشر :التهييجُ والإثارة و التشغيب على ولاة الأمور, ويستغلون في ذلك أوقات الفتن والاضطرابات, فيخرجون باسم الأمر المعروف والنهي عن المنكر, كما كان عادة أسلافهم الخوارج. لكنهم إذا وصلوا إلى الكراسي سيضربون بيد من حديد كل من عارضهم فلا بالشريعة التي كانوا ينادون بها يحكمون ولا بالديمقراطية التي كانوا يكفرون أهلها يتبرؤون.

◘السابعة عشر :الدعايةُ لكتب المبتدعة وأشرطتهم ونشرها. وقد سُئل العلاَّمةُ عبد العزيز بن باز رحمه الله- في شريط شرح كتاب فضل الإسلام - سؤالاً هذا نصه: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يأخذ حكمهم؟ فأجاب (نعم ما فيه شك, من أثنى عليهم ومدحهم هو داعٍ لهم, يدعو لهم, هذا من دعاتهم نسأل الله العافية ).

◘الثامنة عشر :التجميع: والمقصود بالتجميع تجميع أكبر عددٍ من الناس حولهم دونما أدنى اهتمام بإصلاح عقائدهم أو بواطنهم وهذا المنهج تنتهجه كل من جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ. ويجمعهم في هذا قاعدة:(نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) وقاعدة (وحدة الصف لا وحدة الرأي )) فالعبرة عندهم بالكم لا بالكيف لهذا تجد في صفهم النصراني والشيوعي والليبرالي والعلماني و.....إلخ.

◘التاسعة عشر :الحرصُ على المناصب والوصول إليها وهذا أمر ظاهر لا يخفى للعيان وذلك لأن المنصب عندهم غاية وليس وسيلة.

◘العشرون :التلبيس على الناس بإسم الدين والسُنة, وعند أدنى عرض لنشاطات هؤلاء على الكتاب والسُنة تجد الطَّوام والمخالفات, وكأن هذه المظاهر لم تكن إلا لتمرير تنظيراتهم الحزبية وخططهم الحركية, بإسم الدين والسلفية. يقول أحد منظِّري جماعة الأخوان المسلمين: (المنهج العقدي والفقهي عند الأخوان هو منهج سلفي صرف لا غُبار عليه ) !!!

◘الواحدة والعشرون : عدم الأمانة وعدم الورع.
قال عنبسة بن سعيد الكلاعي : (ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره عن المسلمين واختلجت منه الأمانة).
قال معمر : (سمعه من الأوزاعي فقال: أنت سمعت من عنبسة؟ قال: نعم, فقال: صدق كنا نتحدث أنه ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب ورعه). رواهما ابن عساكر في تاريخه (47/13) وفيه معمر بن غريب أو عريب لكن الواقع يشهد على ذلك.

◘الثانية والعشرون : اتباع الظن.
قال الله تعالى: [وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ] [الأنعام : 116].
وقال تعالى: [وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا] [النجم : 28].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا وكونوا إخوانا ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك)). أخرجه البخاري (4849) ومسلم (2563).
وقال شيخ الإسلام: (وكل من خالف الرسول لا يخرج عن الظن وما تهوى الأنفس فإن كان ممن يعتقد ما قاله وله فيه حجة يستدل بها كان غايته الظن الذي لا يغني من الحق شيئا). مجموع الفتاوى (13 / 67).

◘الثالثة والعشرون :الكذب: وهم يجيزون ذلك من باب (مصلحة الدعوة !!) و ( الحرب خدعة!!) ووالله لقد جُرب كثيرٌ منهم فوُجدوا على هذه الحال فنسأل الله العافية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وأما أهل الأهواء ونحوهم فيتعمدون على نقل ما لا يعرف له قائلا أصلا ولا ثقة ولا معتمدا واهون شيء عندهم الكذب المختلق وأعلم من فيهم لا يرجع فيما نقله إلى عمدة بل إلى سماعات الجاهلين والكذابين وروايات أهل الإفك المبين)(مجموع الفتاوى(27/479))


◘الرابعة والعشرون :النظام العسكري المُبطن: من خلال المراكز الصيفية والرحلات الجماعية و المخيمات المشتملة على التدريبات العسكرية وسلفهم في هذا هو إمامهم حسن البنا, الذي كان ( يهتم بتنظيم المصايف و توحيد الزي) . انظر مجموع رسائل حسن البنا.

◘الخامسة والعشرون :التَّوسُع في وسائل الدعوة غير الشرعية: كالأناشيد، الكرة، المسرحيات، الرحلات … الخ ) و قد سُئل الإمام أحمد رحمه الله: ما تقول في أهل القصائد ؟ فقال: بدعة لا يُجالسون. و سُئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: هل يجوز للرجال الإنشاد الإسلامي؟ فأجاب بقوله (الإنشاد الإسلامي إنشاد مُبتدَع مما أبتدعه الصوفية ولهذا ينبغي العدولُ عنه إلى مواعظ القران والسُنة). من كتاب القول المفيد في حكم الأناشيد.

◘السادسة والعشرون :القَصص: فتُلاحظ محاضراتهم وخطبهم يغلبُ عليها جانب القَصص الذي لا يسمن ولا يغني من جوع فلا يستفيد منه المرء, لا في عقيدة ولا في عبادة, وقد حذَّر السلف أيما تحذير من القصاصين ومن الجلوس إليهم. قال مالكٌ رحمه الله (واني لأكره القصصَ في المسجد ) وقال (ولا أرى أن يُجلس إليهم وان القصص لبدعة ) وقال سالم: كان ابن عمر يُـلقى خارجا من المسجد فيقول: ما أخرجني إلا صوتُ قاصكم هذا.

◘السابعة والعشرون :السِّرية والتكتم:
قال عمر بن عبد العزيز : (إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة). أخرجه ابن عبد البر في جامع البيان (492\ رقم 1774\ مكتبة عباد الرحمن) واللالكائي في شرح الأصول (251)

وقال أبو إسماعيل الهروي : ( لا والله ولا دين المتناجين دين ولا رأي المتسترين متين). ذم الكلام (4/328).



1-الفقه مذاهب وكذالك حركة التغيير

2-إدعاء بدون بينة

3- إدعاء بدون بينة
4-إدعاء بدون بينة
5-إدعاء بدون بينة
6-إدعاء بدون بينة
7-لا توجد رقم ٧
8-إدعاء بدون بينة

9-إدعاء بدون بينة

10-إدعاء بدون بينة
لا أكمل, الخلاصة:إدعاء بدون بينة .

aboumoadh
2012-03-17, 23:21
هدم قواعد الحزبيين المعاصرة:


◘القاعدة الأولى : قولهم: (نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).

هذه القاعدة قالها أحد الدعاة المعاصرين واعتمدها قولا وتنفيذا الإخوان المسلمون ثم تبعهم تكفيريوا الأمس مبرراتيوا اليوم , والقاعدة بحكم الشرع باطلة بطلانا كليا أولها وآخرها, وكيف لا تكون باطلة وهي تتصادم مع قوله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان))(المائدة :2) وإن كان يظهر لأول وهلة وأن أولها صحيح, وعند التأمل يظهر لك أيضا أن أولها باطل, فكيف بآخرها ,إذ من من أعظم البراهين على أن أولها باطل تطبيق أصحابها على الوجه الذي يريدون فقولهم: (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فقد جلعوا التعاون مع غيرهم مشروطا بموافقتهم واتفاقهم, وقد يتفقون مع شخص على حق, وقد يتفقون على باطل, ولا يخرج أول القاعدة عن هذا, وإلا لما نسبوا الاتفاق إليهم؟ ولما لا يقولون : (...فيما وافق الشرع)) ولقد حصل أن الإخوان المسليمن أو من سار على نهجهم بعد ما يسمى بالربيع العربي وما هو إلا "الربيع الماسوني" أن تعاقدوا مع الأحزاب العلمانية و الليبرالية و وصل بهم الحال أن طالبوا النصارى بالإنضمام إلى قوائمهم وأحزابهم .فهذا كاف في بيان ما يدخل في قولهم : (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فدل هذا الواقع الحاصل منهم على بطلان أول القاعدة, وأما آخرها فقد فصل غير واحد من العلماء فيها كالعلامة ابن باز والعلامة الألباني والعلامة ابن عثيمين رحمهم الله , وهذا خلاصة ما قالوه : (( إن كان ما اختلفوا فيه من الاجتهاد سائغا في الشرع, فإنه يعذر بعضهم بعضا فيه, وما كان من الاجتهاد غير سائغ فإننا لا نعذر من خالف فيه ويجب عليه أن يخضع للحق)) انظر كتاب(زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون) ص128-131.

◄وقال الشيخ صالح الفوزان بعد أن ذكر القاعدة المذكورة : (وهذه المقولة على إطلاقها واضحة جلية أنها تعارض قاعدة الولاء والبراء, والحب في الله, والبغض في الله) الأجوبة المفيدة عن أسئلة المنهاج الجديدة (103).


◘القاعدة الثانية : الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته :


قاعدة الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته هي من بدع عصرنا تبنتها الفرق الحزبية من إخوانية وقطبية, ومرادهم بهذه القاعدة أن يلزم المحذر من أهل البدع أن يذكر حسناتهم بمقابل ذكره لسيئاتهم, وحقيقة هذا إبطال التحذير من أهل البدع, وإليك بيان ذلك :
◄أولا : هذه القاعدة مخالفة لطريقة القرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح من عدم ذكر حسنات المحذر منه.
◄ثانيا : أن المبتدع ومن كان معه سيتمسكون بالمدح وينشرونه بين الناس, ويكتمون الذم, فلا يحصل بعد ذلك مقصد الشرع من التحذير منهم, بل يكون ذلك دعوة إليهم ودفاعا عنهم.
◄ثالثا : ذكر الحسنات في مقام ذكر السيئات يميتها أو يهونها عند المستمع, فلا يبقى للتحذير تأثير ولا معنى.
◄رابعا : العمل بهذه القاعدة يفتح بابا لأهل الانحراف في العقيدة وغيرها أن تغمر سيئاتهم في حسناتهم , فمن التزم بالقاعدة المذكورة لزمه ذلك وعلى هذا فلا يبقى ضال مضل في الدنيا إلا تمسك بأن له حسنات تغمر فيها سيئاته, وذلك لأن الله تعالى لم يخلق شرا محضا بما في ذلك إبليس كما قال الإمام الشوكاني: ( إن الله لم يخلق شراً محضاً ومن ذلك إبليس وهو أشر المخلوقات فإن الله خلقه ووضع فيه خيراً ومن ذلك الخير اختبار الناس فمن أطاعه فقد عصى الله ومن عصاه فقد أطاع الله.)).
فهل سيذكر هؤلاء-حسب قاعتدهم الجديدة- محاسن الشيطان أم سيستعيذون منه؟!.
◄وقد قام كبار علماء أهل السنة في عصرنا بالرد على أصحاب هذه القاعدة منهم العلامة ابن باز رحمه الله فله أكثر من فتوى, انظر كتاب"النصر العزيز على الرد الوجيز" للعلامة ربيع بن هادي المدخلي(ص/5) وخلاصة فتواه : (....فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها).
وقال العلامة الفوزان مجيبا عن سؤال عن الموازنات : (....إذا ذكرت محاسنهم معناه دعوت لهم, اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط..) (ص :7) من"النصر العزيز".
وقد أتى على هذه القاعدة العلامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه:(منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف)) وكتابه:(المحجة البيضاء في الدفاع عن السنة الغراء) وفصلها حرفا حرفا, ونقل كلام أهل العلم فجزاه الله خير الجزاء على ذلك.
◄وخلاصة القول : أننا ندعوا أصحاب البدع والتحزب إلى ترك أخطائهم توبة إلى الله, أما ما عندهم من الحق فلا نختلف معهم في ذلك, ولا يجوز أن يجعلوا ما عندهم من الحق مبررا لما عندهم من الباطل كما هي عادتهم.


◘القاعدة الثالثة : فقه الواقع


اعلم ـ أخي الكريم ـ بأنّ غاية ما يمكن أن يقال عن علم فقه الواقع المنادى به اليوم ـ إن صحّت تسميته علمًا وفقهًا ـ أن يكون من فروض الكفايات إن لم يكن من المباحات.
إلاّ أنّ صاحب فقه الواقع أخرجه في صورة مبالغ فيها جدًّا، فاق بها فروض الأعيان.
فما هو المراد بفقه الواقع عند هؤلاء الصحفيين الحركيين السياسيين يا ترى ؟!!!
قالوا: هو <<علم يبحث في فقه الأحوال المعاصرة، من العوامل المؤثّرة في المجتمعات، والقوى المهيمنة على الدول والأفكار الموجهة لزعزعة العقيدة، والسبل المشروعة لحماية الأمَّة ورقيِّها في الحاضر والمستقبل>. [فقه الواقع للعمر ص (10)].

◄فالمراد به: فقه السياسات الغربية، ومعرفة مخطّطاتها السرية تجاه الإسلام والمسلمين.
وهذا الفقه شيء محمود، لا ننكره ولا نحاربه، ولكنَّ الذي ننكره ولا نرضاه هو: جعلهم العالم الذي يُقْتَدَى به هو الفقيه بذلك الواقع لا غير.
ولهذا نجدهم يسمُّون ذلك الفقيه ـ أي: فقيه الواقع ـ ﺑ <المُنَظِّر>، وﺑ <المُوَجِّه>، وﺑ <المفكر>، وﺑ <الداعية>، وﺑ <الحركي>... الخ.
وهذا الغلو الفظيع في فقه الواقع أدى بهم إلى الطعن في علماء أهل الحديث والأثر ورميهم بالجهل بالواقع , وأرادوا من خلال هذا إبطال دعوتهم وفتاويهم ومصادرة مرجعيتهم التي أعطاهم الله إياها, قال الله تعالى((فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) (النحل : 43) حتى تفوه بعضهم قائلا : (هم علماء حيض ونفاس ))), ورمي علماء الحديث بأنهم علماء حيض ونفاس ليس وليد اليوم بل قال هذه الكلمة الخبيثة عمرو بن عبيد البصري القدري المعتزلي لعلماء السلف(4).
وهذا حتى يخلوا الجو لهم ولمنظريهم من أهل الأهواء والبدع الذي لا ناقة لهم ولا جمل في العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
فهي علامة كبرى في أهل البدع أنهم يطعنون في أهل الحديث بأنواع الطعونات, بل صرح بعضهم قائلا : ليس الوقت وقت حدثنا وأخبرنا, ولا وقت سنة وبدعة, ولا وقت حديث صحيح وضعيف.
ولست أدري كيف سينزلون الحكم الشرعي على هذا الواقع إذا لم يدرسوا الحديث ويميزوا صحيحه وضعيفه؟ ليت شعري كيف سيعرفون كيفة التعامل مع هذا الواقع إذا لم يعرفوا السنة والبدعة؟ ! وإلى الله المشتكى.
فدعاة فقه الواقع عالة في ليلهم ونهارهم على وكالات الأنباء العالمية وغيرها من القنوات المحلية والخارجية, وعلى الصحف اليومية و الأسبوعية و الشهرية, وعلى دور المنظمات الدولية, وعالة على كتب السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية, فالفقيه عند دعاة فقه الواقع هو الذي يقحم نفسه في خضم هذه الترهات الشبيهة بالأساطير والخرافات, وقد صاروا يظنون أنهم فقهاء الملة وعلماء الأمة بهذه الاتجاهات الخطيرة, وقد أعقب لهم هذا الفقه أمراضا خطيرة منها :
1-كثرة التناقضات والشكوك والاضطرابات
2-الإنقياد لمبادئ كفرية كالديمقراطية والليبرالية.
3-السعي إلى إقامة الثورات والانقلابات.

أما علماء أهل السنة فيرون أن فقه الواقع ليس أصلا مستقلا, بل هو جزء من الفقه في الدين, ولهذا لا نجد في كتب الفقه في الدين الكلام على فقه الواقع إلا تبعا لتنزيل الحكم الشرعي عليه, قال العلامة ابن القيم :
((ولا يتمكّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحقّ إلاّ بنوعين من الفهم:
أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن، والأمارات، والعلامات، حتى يحيط به علمًا.
والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو حكم الله الذي حكم به في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثمّ يطبّق أحدهما على الآخر فمن بذل جهده واستفرغ وسعه لم يعدم أجرين أو أجرا )) إعلام الموقعين(1/87-88)

فظهر من هذا النقل أن كل من كان أعلم بشرع الله كان أقدر على تنزيل حكم الله على العباد , وكون العالم لا يعرف القول الفلاني للأعداء والتخطيط الفلاني فليس عيبا ولا طعنا, إذ إن الله يقول:[ والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا](النساء :45) ويقول :[ومن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم]التوبة101, والعالم يعرف أعداء الإسلام من تدبره القرآن والسنة معرفة حقيقة, فلا يكون عنده اشتباه في معاداتهم والتحذير منهم وشدة خطرهم على المسلمين, بخلاف من يجهل ما جاء به القرآن والسنة, فإنه لن يصل إلى حقيقة معرفتهم عن طريق المتابعة لما كتبوا ولما كتب فيهم ممن لم يعتمد على القرآن والسنة.


◘القاعدة الرابعة : سلفية المنهج وعصرية المواجهة :

هذه القاعدة من القواعد المستجدة في عصرنا وقد وضح لنا أصحاب هذه القاعدة مرادهم منها فقالوا : (نحن سلفيون في العقيدة, وأما في باب التعامل مع الناس والأحزاب وفي باب السياسة فمواجهتنا لهم عصرية).
وظاهرها التناقض لأول وهلة, وهي مثل قاعدة تقسيم الإسلام إلى طريقة وشريعة , وحقيقة ومجاز, وقشور ولباب, وأمثالها من القواعد الباطلة, وهذه القاعدة تنافي القاعدة الشرعية العظيمة اتباع ما كان عليه السلف عموما, ولهذا لا يتفق أولها مع آخرها ولا آخرا مع أولها, وهذه طبيعة القواعد الباطلة فكيف يكون الشخص في آن واحد سلفي المنهج خلفي المواجهة؟ ! فمواجهة الشخص للحياة وسيره فيها هو ذاك منهجه, إذ إن منهج الشخص ما يسير عليه وينهجه, فجعلهم المنهج هو العقيدة فحسب تأصيل فاسد, ومنهج السلف وأئمة الخلف هو العمل بالقرآن والسنة في كل المجالات العقيدة, و العبادة , والسياسة, والاقتصاد , في الفروع والأصول, في المسائل العلمية والعملية, وفي الوسيلة والغالية, وفي الشكل والمضمون, في العلم والتعلم, والدعوة إلى الله, ولا يعرف التفريق بين المنهج والعقيدة عند علماء الإسلام, وإنما هو من اختراع أهل البدع سابقا ولا حقا, على أن الناظر في حال أصحاب القاعدة يرى ما هم عليه من مجاراة الناس وتخبطاتهم في مواجهة المستجدات والأحداث الشيء الكثير, وهذا سبب خروجهم عن منهج السلف عقيدة ومواجهة.


◘القاعدة الخامسة : توحيد الحاكمية :


لقد وضع بعد أهل الأهواء قاعدة وهي توحيد الحاكمية, والمراد به عندهم تصب خليفة على المسلمين على طريقتهم التي يسيرون عليها مع وجود حاكم مسلم قائم على البلاد, وجعلوا هذه القاعدة أصل الأصول كلها وقدموها على أنواع التوحيد الثلاثة وهي : الألوهية, والربوبية, والأسماء والصفات, قال صاحب""الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية" (ص12) : (إن مسألة القيادة والزعامة إنما هي مسألة المسائل في الحياة الإنسانية وأصل أصولها).
وقال أيضا في نفس الصفحة : (إن غاية الدين الحقيقية إقامة الزعامة الصالحة), وجعلوا توحيدهم هذا أحد أركان الإسلام كما في رسائل حسن البنا(ص :190), وهذا يذكرنا بالرافضة حيث جعلوا الإمامة عندهم أحد أركان الإسلام. وقد بلغ بهم الانحراف إلى أن يفسروا لا إله إلا الله أي لا حاكم إلا الله.انظر كتاب''معالم في الطريق" (ص :8). ووصل بهم الأمر إلى أن أوجبوا على الأمة الإسلامية الدخول في الأحزاب وألفوا في ذلك الكتب ككتاب"المسلمون والعمل السياسي" قال مؤلفه (ص : 76) : (لا بد لكل مسلم أن يرتبط في عمل سياسي ينصر الدين) وكتاب"شرعية الانتخابات" وكتاب"أصول العمل الجماعي" وكتب حركية كثيرة ألفت لمناصرة التوحيد المذكور, ومكنون هذه القاعة تكفير الحكام المسلمين, وبه يتسنى لهم استباحة الدماء والأموال والأعراض بدعوى إقامة دولة إسلامية, ولم يقف الانحراف بأصحاب القاعدة المذكورة فيما ذكرنا, بل يجعلون الديمقراطية منطلقا لهم لتحقيق التوحيد المزعوم.
حتى قال أحدهم لما قيل له : إن الديمقراطية فيها خمسون مفسدة فقال : (وأنا أزيدك خمسين مفسدة فوق الخمسين, ومع هذا يجوز أن نخوض الانتخابات وندخل المجالس البرلمانية), وإذا كان بعض العلماء يسمي هذا الصنف أصحاب الطغيان السياسي فأنا أسميهم أصحاب السكر السياسي, أسكرهم حب الكراسي حتى أعماهم, وقد تصدى علماء أهل السنة لهذا الطغيان وصمدوا أمامه صمود الجبال, واقتلعوا جذوره , واستأصلوا شروره, وأبانوا عواره, وإليك من بياناتهم العظيمة, وأقوالهم الشافية , وكلماتهم النافعة, ومن ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن قول القائل : "إن مسألة الإمامة أهم المطالب في أحكام الدين، وأشرف مسائل المسلمين"، كذب بإجماع المسلمين سنيِّهم وشيعيِّهم، بل هذا كفر
فإن الإيمان بالله ورسوله أهم من مسألة الإمامة، وهذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، فالكافر لا يصير مؤمناً حتى يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وهذا هو الذي قاتل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الكفار أولاً، كما استفاض عنه في الصحاح وغيرها ..). منهاج السنة النبوية(1/75).
وقال العلامة الألباني رحمه الله عند أن سئل عن توحيد الحاكمية : (الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية, والذين يدندنون بهذه الكلمة المحدثة في العصر الحاضر يتخذون سلاحا ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء والرسل كلهم, وإنما هو سلاح سياسي...)) (جريدة المسلمون 639 سنة1417)
وقال العلامة ابن عثيمين : (من يدعي أن هناك قسما رابعا للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية , يعد مبتدعا فهذا تقسيم مبتدع صدر من جاهل لايفقه في أمر العقيدة والدين شيئا !!
وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة أن الله يحكم بما يشاء وتدخل في توحيد الألوهية أن العبد عليه أن يتعبد الله بما بماحكم .فهو ليس خارجا عن أنواع التوحيد الثلاثة وهي :
توحيد الربوبية والالوهية وتوحيد أسماء الله وصفاته)جريدة المسلمون عدد ( 639)
وعلى كل دعاة البدع والتحزب استغلوا وجود التفرق بين حكام المسلمين ووجود الجور من كثير منهم دعوة إلى التحزب والتكتل ومنابذة الحكام الموجودين, وهم بذلك لا يأتون بشيء من الخير والإصلاح, بل يزيدون الناس تفرقا وتمزقا, ويفتحون أبواب الفتن التي لا تحمد عقباها, وأي فتنة أضر على المسلمين من دخولهم في قتال بعضهم بعضا, ولو أنهم سعوا في إصلاح أنفسهم ومجتمعهم وفي النصح للمسلمين للحاكم والمحكوم لكان خيرا لهم ولحكامهم, وإن لم يستجيبوا فمعذرة إلى ربهم كما هي طريقة أهل السنة يسعون إلى نشر الخير بين الناس ويحذرون الحاكم والمحكوم من عواقب التمادي في الباطل, ولا يفهم من هذا الكلام أننا نقلل من شأن الإمامة, فالأدلة من الكتاب والسنة والإجماع ناطقة بوجوب خليفة للمسلمين ليسوس دنياهم بدينهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين, بل لا قيام للدين إلا بها, فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض, ولا بد لهم عند الإجتماع من رأس))السياسة الشرعية(217).



------------------------------

(1)بالتحريك، هي السكة الضيّقة، كما في » لسان العرب « مادة: زنق، ولا يزال أهل المغرب إلى اليوم يستعملونها كثيرا، لكن بتسكين النون.
(2)" سقيفة تحتها ممرّ نافذ " » المصباح المنير « مادة: سبط.
(3)سنة الله في الأسباط هي التفرق، قال تعالى:{وقطَّعْناهمُ اثْنَتَيْ عشرْةَ أَسْباطاً أُمَمًا))






لا أحسن الكتابة العربية بسرعة و إلا رددت عليك نقطة نقطة و حرفا حرفا
لو كانوا يسمحون أن أرد بالفرنسية لأجبتك
هذا لا يعني أني أحسن الفرنسية أفضل من العربية و لكن أكتب بسرعة و زيادة على ذلك لوحة مفاتيحي لم تقبل الكتابة بالعربية فأنا أستعمل http://www.arabic-keyboard.org/clavier-arabe

عبد الله-1
2012-03-17, 23:30
بارك الله فيك الأخ جمال على هذا الجمع الطيب وهذه الأدلة من كتاب الله وسنة نبيه وأقوال أهل العلم .
جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
اللهم آمين

محمد 1392
2012-03-18, 06:41
السلام عليكم حيا الله الحبيب أستاذي جمال عودا حميدا

aboumoadh
2012-03-18, 10:32
أليس منكم رجل رشيد؟
كل إسدلالاته في غير محلها فضلا على نقص واضح في منهجية علمية في نقده .

ابو أسماء
2012-03-18, 11:01
السلام عليكم حيا الله الحبيب أستاذي جمال عودا حميدا

aboumoadh
2012-03-18, 11:22
هدم قواعد الحزبيين المعاصرة:



◘القاعدة الأولى : قولهم: (نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).


هذه القاعدة قالها أحد الدعاة المعاصرين واعتمدها قولا وتنفيذا الإخوان المسلمون ثم تبعهم تكفيريوا الأمس مبرراتيوا اليوم , والقاعدة بحكم الشرع باطلة بطلانا كليا أولها وآخرها, وكيف لا تكون باطلة وهي تتصادم مع قوله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان))(المائدة :2) وإن كان يظهر لأول وهلة وأن أولها صحيح, وعند التأمل يظهر لك أيضا أن أولها باطل, فكيف بآخرها ,إذ من من أعظم البراهين على أن أولها باطل تطبيق أصحابها على الوجه الذي يريدون فقولهم: (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فقد جلعوا التعاون مع غيرهم مشروطا بموافقتهم واتفاقهم, وقد يتفقون مع شخص على حق, وقد يتفقون على باطل, ولا يخرج أول القاعدة عن هذا, وإلا لما نسبوا الاتفاق إليهم؟ ولما لا يقولون : (...فيما وافق الشرع)) ولقد حصل أن الإخوان المسليمن أو من سار على نهجهم بعد ما يسمى بالربيع العربي وما هو إلا "الربيع الماسوني" أن تعاقدوا مع الأحزاب العلمانية و الليبرالية و وصل بهم الحال أن طالبوا النصارى بالإنضمام إلى قوائمهم وأحزابهم .فهذا كاف في بيان ما يدخل في قولهم : (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فدل هذا الواقع الحاصل منهم على بطلان أول القاعدة, وأما آخرها فقد فصل غير واحد من العلماء فيها كالعلامة ابن باز والعلامة الألباني والعلامة ابن عثيمين رحمهم الله , وهذا خلاصة ما قالوه : (( إن كان ما اختلفوا فيه من الاجتهاد سائغا في الشرع, فإنه يعذر بعضهم بعضا فيه, وما كان من الاجتهاد غير سائغ فإننا لا نعذر من خالف فيه ويجب عليه أن يخضع للحق)) انظر كتاب(زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون) ص128-131.



◄وقال الشيخ صالح الفوزان بعد أن ذكر القاعدة المذكورة : (وهذه المقولة على إطلاقها واضحة جلية أنها تعارض قاعدة الولاء والبراء, والحب في الله, والبغض في الله) الأجوبة المفيدة عن أسئلة المنهاج الجديدة (103).




◘القاعدة الثانية : الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته :





قاعدة الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته هي من بدع عصرنا تبنتها الفرق الحزبية من إخوانية وقطبية, ومرادهم بهذه القاعدة أن يلزم المحذر من أهل البدع أن يذكر حسناتهم بمقابل ذكره لسيئاتهم, وحقيقة هذا إبطال التحذير من أهل البدع, وإليك بيان ذلك :


◄أولا : هذه القاعدة مخالفة لطريقة القرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح من عدم ذكر حسنات المحذر منه.


◄ثانيا : أن المبتدع ومن كان معه سيتمسكون بالمدح وينشرونه بين الناس, ويكتمون الذم, فلا يحصل بعد ذلك مقصد الشرع من التحذير منهم, بل يكون ذلك دعوة إليهم ودفاعا عنهم.


◄ثالثا : ذكر الحسنات في مقام ذكر السيئات يميتها أو يهونها عند المستمع, فلا يبقى للتحذير تأثير ولا معنى.


◄رابعا : العمل بهذه القاعدة يفتح بابا لأهل الانحراف في العقيدة وغيرها أن تغمر سيئاتهم في حسناتهم , فمن التزم بالقاعدة المذكورة لزمه ذلك وعلى هذا فلا يبقى ضال مضل في الدنيا إلا تمسك بأن له حسنات تغمر فيها سيئاته, وذلك لأن الله تعالى لم يخلق شرا محضا بما في ذلك إبليس كما قال الإمام الشوكاني: ( إن الله لم يخلق شراً محضاً ومن ذلك إبليس وهو أشر المخلوقات فإن الله خلقه ووضع فيه خيراً ومن ذلك الخير اختبار الناس فمن أطاعه فقد عصى الله ومن عصاه فقد أطاع الله.)).


فهل سيذكر هؤلاء-حسب قاعتدهم الجديدة- محاسن الشيطان أم سيستعيذون منه؟!.


◄وقد قام كبار علماء أهل السنة في عصرنا بالرد على أصحاب هذه القاعدة منهم العلامة ابن باز رحمه الله فله أكثر من فتوى, انظر كتاب"النصر العزيز على الرد الوجيز" للعلامة ربيع بن هادي المدخلي(ص/5) وخلاصة فتواه : (....فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها).


وقال العلامة الفوزان مجيبا عن سؤال عن الموازنات : (....إذا ذكرت محاسنهم معناه دعوت لهم, اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط..) (ص :7) من"النصر العزيز".


وقد أتى على هذه القاعدة العلامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه:(منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف)) وكتابه:(المحجة البيضاء في الدفاع عن السنة الغراء) وفصلها حرفا حرفا, ونقل كلام أهل العلم فجزاه الله خير الجزاء على ذلك.


◄وخلاصة القول : أننا ندعوا أصحاب البدع والتحزب إلى ترك أخطائهم توبة إلى الله, أما ما عندهم من الحق فلا نختلف معهم في ذلك, ولا يجوز أن يجعلوا ما عندهم من الحق مبررا لما عندهم من الباطل كما هي عادتهم.




◘القاعدة الثالثة : فقه الواقع





اعلم ـ أخي الكريم ـ بأنّ غاية ما يمكن أن يقال عن علم فقه الواقع المنادى به اليوم ـ إن صحّت تسميته علمًا وفقهًا ـ أن يكون من فروض الكفايات إن لم يكن من المباحات.


إلاّ أنّ صاحب فقه الواقع أخرجه في صورة مبالغ فيها جدًّا، فاق بها فروض الأعيان.


فما هو المراد بفقه الواقع عند هؤلاء الصحفيين الحركيين السياسيين يا ترى ؟!!!


قالوا: هو <<علم يبحث في فقه الأحوال المعاصرة، من العوامل المؤثّرة في المجتمعات، والقوى المهيمنة على الدول والأفكار الموجهة لزعزعة العقيدة، والسبل المشروعة لحماية الأمَّة ورقيِّها في الحاضر والمستقبل>. [فقه الواقع للعمر ص (10)].



◄فالمراد به: فقه السياسات الغربية، ومعرفة مخطّطاتها السرية تجاه الإسلام والمسلمين.


وهذا الفقه شيء محمود، لا ننكره ولا نحاربه، ولكنَّ الذي ننكره ولا نرضاه هو: جعلهم العالم الذي يُقْتَدَى به هو الفقيه بذلك الواقع لا غير.


ولهذا نجدهم يسمُّون ذلك الفقيه ـ أي: فقيه الواقع ـ ﺑ <المُنَظِّر>، وﺑ <المُوَجِّه>، وﺑ <المفكر>، وﺑ <الداعية>، وﺑ <الحركي>... الخ.


وهذا الغلو الفظيع في فقه الواقع أدى بهم إلى الطعن في علماء أهل الحديث والأثر ورميهم بالجهل بالواقع , وأرادوا من خلال هذا إبطال دعوتهم وفتاويهم ومصادرة مرجعيتهم التي أعطاهم الله إياها, قال الله تعالى((فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) (النحل : 43) حتى تفوه بعضهم قائلا : (هم علماء حيض ونفاس ))), ورمي علماء الحديث بأنهم علماء حيض ونفاس ليس وليد اليوم بل قال هذه الكلمة الخبيثة عمرو بن عبيد البصري القدري المعتزلي لعلماء السلف(4).


وهذا حتى يخلوا الجو لهم ولمنظريهم من أهل الأهواء والبدع الذي لا ناقة لهم ولا جمل في العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.


فهي علامة كبرى في أهل البدع أنهم يطعنون في أهل الحديث بأنواع الطعونات, بل صرح بعضهم قائلا : ليس الوقت وقت حدثنا وأخبرنا, ولا وقت سنة وبدعة, ولا وقت حديث صحيح وضعيف.


ولست أدري كيف سينزلون الحكم الشرعي على هذا الواقع إذا لم يدرسوا الحديث ويميزوا صحيحه وضعيفه؟ ليت شعري كيف سيعرفون كيفة التعامل مع هذا الواقع إذا لم يعرفوا السنة والبدعة؟ ! وإلى الله المشتكى.


فدعاة فقه الواقع عالة في ليلهم ونهارهم على وكالات الأنباء العالمية وغيرها من القنوات المحلية والخارجية, وعلى الصحف اليومية و الأسبوعية و الشهرية, وعلى دور المنظمات الدولية, وعالة على كتب السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية, فالفقيه عند دعاة فقه الواقع هو الذي يقحم نفسه في خضم هذه الترهات الشبيهة بالأساطير والخرافات, وقد صاروا يظنون أنهم فقهاء الملة وعلماء الأمة بهذه الاتجاهات الخطيرة, وقد أعقب لهم هذا الفقه أمراضا خطيرة منها :


1-كثرة التناقضات والشكوك والاضطرابات


2-الإنقياد لمبادئ كفرية كالديمقراطية والليبرالية.


3-السعي إلى إقامة الثورات والانقلابات.



أما علماء أهل السنة فيرون أن فقه الواقع ليس أصلا مستقلا, بل هو جزء من الفقه في الدين, ولهذا لا نجد في كتب الفقه في الدين الكلام على فقه الواقع إلا تبعا لتنزيل الحكم الشرعي عليه, قال العلامة ابن القيم :


((ولا يتمكّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحقّ إلاّ بنوعين من الفهم:


أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن، والأمارات، والعلامات، حتى يحيط به علمًا.


والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو حكم الله الذي حكم به في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثمّ يطبّق أحدهما على الآخر فمن بذل جهده واستفرغ وسعه لم يعدم أجرين أو أجرا )) إعلام الموقعين(1/87-88)



فظهر من هذا النقل أن كل من كان أعلم بشرع الله كان أقدر على تنزيل حكم الله على العباد , وكون العالم لا يعرف القول الفلاني للأعداء والتخطيط الفلاني فليس عيبا ولا طعنا, إذ إن الله يقول:[ والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا](النساء :45) ويقول :[ومن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم]التوبة101, والعالم يعرف أعداء الإسلام من تدبره القرآن والسنة معرفة حقيقة, فلا يكون عنده اشتباه في معاداتهم والتحذير منهم وشدة خطرهم على المسلمين, بخلاف من يجهل ما جاء به القرآن والسنة, فإنه لن يصل إلى حقيقة معرفتهم عن طريق المتابعة لما كتبوا ولما كتب فيهم ممن لم يعتمد على القرآن والسنة.




◘القاعدة الرابعة : سلفية المنهج وعصرية المواجهة :




هذه القاعدة من القواعد المستجدة في عصرنا وقد وضح لنا أصحاب هذه القاعدة مرادهم منها فقالوا : (نحن سلفيون في العقيدة, وأما في باب التعامل مع الناس والأحزاب وفي باب السياسة فمواجهتنا لهم عصرية).


وظاهرها التناقض لأول وهلة, وهي مثل قاعدة تقسيم الإسلام إلى طريقة وشريعة , وحقيقة ومجاز, وقشور ولباب, وأمثالها من القواعد الباطلة, وهذه القاعدة تنافي القاعدة الشرعية العظيمة اتباع ما كان عليه السلف عموما, ولهذا لا يتفق أولها مع آخرها ولا آخرا مع أولها, وهذه طبيعة القواعد الباطلة فكيف يكون الشخص في آن واحد سلفي المنهج خلفي المواجهة؟ ! فمواجهة الشخص للحياة وسيره فيها هو ذاك منهجه, إذ إن منهج الشخص ما يسير عليه وينهجه, فجعلهم المنهج هو العقيدة فحسب تأصيل فاسد, ومنهج السلف وأئمة الخلف هو العمل بالقرآن والسنة في كل المجالات العقيدة, و العبادة , والسياسة, والاقتصاد , في الفروع والأصول, في المسائل العلمية والعملية, وفي الوسيلة والغالية, وفي الشكل والمضمون, في العلم والتعلم, والدعوة إلى الله, ولا يعرف التفريق بين المنهج والعقيدة عند علماء الإسلام, وإنما هو من اختراع أهل البدع سابقا ولا حقا, على أن الناظر في حال أصحاب القاعدة يرى ما هم عليه من مجاراة الناس وتخبطاتهم في مواجهة المستجدات والأحداث الشيء الكثير, وهذا سبب خروجهم عن منهج السلف عقيدة ومواجهة.




◘القاعدة الخامسة : توحيد الحاكمية :





لقد وضع بعد أهل الأهواء قاعدة وهي توحيد الحاكمية, والمراد به عندهم تصب خليفة على المسلمين على طريقتهم التي يسيرون عليها مع وجود حاكم مسلم قائم على البلاد, وجعلوا هذه القاعدة أصل الأصول كلها وقدموها على أنواع التوحيد الثلاثة وهي : الألوهية, والربوبية, والأسماء والصفات, قال صاحب""الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية" (ص12) : (إن مسألة القيادة والزعامة إنما هي مسألة المسائل في الحياة الإنسانية وأصل أصولها).


وقال أيضا في نفس الصفحة : (إن غاية الدين الحقيقية إقامة الزعامة الصالحة), وجعلوا توحيدهم هذا أحد أركان الإسلام كما في رسائل حسن البنا(ص :190), وهذا يذكرنا بالرافضة حيث جعلوا الإمامة عندهم أحد أركان الإسلام. وقد بلغ بهم الانحراف إلى أن يفسروا لا إله إلا الله أي لا حاكم إلا الله.انظر كتاب''معالم في الطريق" (ص :8). ووصل بهم الأمر إلى أن أوجبوا على الأمة الإسلامية الدخول في الأحزاب وألفوا في ذلك الكتب ككتاب"المسلمون والعمل السياسي" قال مؤلفه (ص : 76) : (لا بد لكل مسلم أن يرتبط في عمل سياسي ينصر الدين) وكتاب"شرعية الانتخابات" وكتاب"أصول العمل الجماعي" وكتب حركية كثيرة ألفت لمناصرة التوحيد المذكور, ومكنون هذه القاعة تكفير الحكام المسلمين, وبه يتسنى لهم استباحة الدماء والأموال والأعراض بدعوى إقامة دولة إسلامية, ولم يقف الانحراف بأصحاب القاعدة المذكورة فيما ذكرنا, بل يجعلون الديمقراطية منطلقا لهم لتحقيق التوحيد المزعوم.


حتى قال أحدهم لما قيل له : إن الديمقراطية فيها خمسون مفسدة فقال : (وأنا أزيدك خمسين مفسدة فوق الخمسين, ومع هذا يجوز أن نخوض الانتخابات وندخل المجالس البرلمانية), وإذا كان بعض العلماء يسمي هذا الصنف أصحاب الطغيان السياسي فأنا أسميهم أصحاب السكر السياسي, أسكرهم حب الكراسي حتى أعماهم, وقد تصدى علماء أهل السنة لهذا الطغيان وصمدوا أمامه صمود الجبال, واقتلعوا جذوره , واستأصلوا شروره, وأبانوا عواره, وإليك من بياناتهم العظيمة, وأقوالهم الشافية , وكلماتهم النافعة, ومن ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن قول القائل : "إن مسألة الإمامة أهم المطالب في أحكام الدين، وأشرف مسائل المسلمين"، كذب بإجماع المسلمين سنيِّهم وشيعيِّهم، بل هذا كفر


فإن الإيمان بالله ورسوله أهم من مسألة الإمامة، وهذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، فالكافر لا يصير مؤمناً حتى يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وهذا هو الذي قاتل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الكفار أولاً، كما استفاض عنه في الصحاح وغيرها ..). منهاج السنة النبوية(1/75).


وقال العلامة الألباني رحمه الله عند أن سئل عن توحيد الحاكمية : (الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية, والذين يدندنون بهذه الكلمة المحدثة في العصر الحاضر يتخذون سلاحا ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء والرسل كلهم, وإنما هو سلاح سياسي...)) (جريدة المسلمون 639 سنة1417)


وقال العلامة ابن عثيمين : (من يدعي أن هناك قسما رابعا للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية , يعد مبتدعا فهذا تقسيم مبتدع صدر من جاهل لايفقه في أمر العقيدة والدين شيئا !!


وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة أن الله يحكم بما يشاء وتدخل في توحيد الألوهية أن العبد عليه أن يتعبد الله بما بماحكم .فهو ليس خارجا عن أنواع التوحيد الثلاثة وهي :


توحيد الربوبية والالوهية وتوحيد أسماء الله وصفاته)جريدة المسلمون عدد ( 639)


وعلى كل دعاة البدع والتحزب استغلوا وجود التفرق بين حكام المسلمين ووجود الجور من كثير منهم دعوة إلى التحزب والتكتل ومنابذة الحكام الموجودين, وهم بذلك لا يأتون بشيء من الخير والإصلاح, بل يزيدون الناس تفرقا وتمزقا, ويفتحون أبواب الفتن التي لا تحمد عقباها, وأي فتنة أضر على المسلمين من دخولهم في قتال بعضهم بعضا, ولو أنهم سعوا في إصلاح أنفسهم ومجتمعهم وفي النصح للمسلمين للحاكم والمحكوم لكان خيرا لهم ولحكامهم, وإن لم يستجيبوا فمعذرة إلى ربهم كما هي طريقة أهل السنة يسعون إلى نشر الخير بين الناس ويحذرون الحاكم والمحكوم من عواقب التمادي في الباطل, ولا يفهم من هذا الكلام أننا نقلل من شأن الإمامة, فالأدلة من الكتاب والسنة والإجماع ناطقة بوجوب خليفة للمسلمين ليسوس دنياهم بدينهم.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين, بل لا قيام للدين إلا بها, فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض, ولا بد لهم عند الإجتماع من رأس))السياسة الشرعية(217).




------------------------------

(1)بالتحريك، هي السكة الضيّقة، كما في » لسان العرب « مادة: زنق، ولا يزال أهل المغرب إلى اليوم يستعملونها كثيرا، لكن بتسكين النون.
(2)" سقيفة تحتها ممرّ نافذ " » المصباح المنير « مادة: سبط.
(3)سنة الله في الأسباط هي التفرق، قال تعالى:{وقطَّعْناهمُ اثْنَتَيْ عشرْةَ أَسْباطاً أُمَمًا))







[/quote]


هدم أدلة البليدي لهدف ترشيدي



القاعدة الأولى : قولهم: (نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).




حرفت القاعدة و جعلت العذر يشمل البدع و ضلالات ثم إنطلقت تدلل و كان الأحري بك أن لا تفتري على القوم فإنهم يقصدون أن يعذر بعضنا البعض في الأمور المختلف فيها بين العلماء الثقات وليس أصحاب البدع و ضلالات


القاعدة الثانية : الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته
نفس الطريقة أي تحريف أقوال القوم فأقحمت كلمة المبتدع و بدأت تدلل كما هي عادتك
من قال بذالك ؟

◘القاعدة الثالثة : فقه الواقع

شركيات دخلت واقع الناس في الحجاز ففقه لواقعه جعل أن يعطي أولوية لرد الناس إلى العقيدة الصحيحة , فإذا كان عالما لا يعطي أهمية لهذا الفقه فقد جانب الصواب وأصبح حافظا للقرآن و الأحاديث و ليس فقيها و لا عالما

أما ياقي كلامك في هذه النقطة فهي إتهامات دون دليل

القاعدة الرابعة : سلفية المنهج وعصرية المواجهة
تحريفك لمعني كلامهم واضح . إذا لم تفهم كلامهم فاسأل

ما دليلك أنهم يقصدون من كلامهم هذا ما قلت ؟

كلامهم واضح سلفية المنهج مع إتخاذ وسائل عصرية في المواجهة فإسعمالك أنترنت من الوسائل العصرية
لكن أنت كعادتك حرفت معنى قولهم و مضيت تعربد

◘القاعدة الخامسة : توحيد الحاكمية :

"إن الحكم إلا لله " أفي هذا شك؟

ثم كعادتك مضيت تخلط الأوراق بين حق و باطل وتعطي معنى لكلام القوم غير ما أرادوا قوله لكي توهم القارئ أن تدلل إنما هو هذيان.
أين ترى في هذا الكلام توحيدا رابعا

صاحب""الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية" (ص12) : (إن مسألة القيادة والزعامة إنما هي مسألة المسائل في الحياة الإنسانية وأصل أصولها).
وقال أيضا في نفس الصفحة : (إن غاية الدين الحقيقية إقامة الزعامة الصالحة


القضية و فيها بأن إقامة الحدود واجبة إذا أقامة حكم إسلامي واجب و بما أن نشر الدين و تبليغه واجب فأقامة زعامة مسلمة صالحة تحكم البلاد وتنشر الدين واجبة.


ملاحظة :
يظن البعض أن قوة الأدلة تقاس بالأمتار .فخير الكلام ما قل و دل

aboumoadh
2012-03-18, 11:52
المبحث الأول: تحرير المصطلحات:



1-مصطلح "الحزبية":



الحزبية مأخوذة من التحزب وهي التجمع , وقد يكون هذا التجمع على حق أو على باطل فالحزب قد ينسب الى الله تعالى فيكون محمودا , وقد ينسب الى الشيطان أو أحد أعوانه فيكون مذموما .قال الله تعالى عن الاول " أولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون " أى جنده الذين يمتثلون أوامره , ويقاتلون أعداءه , وينصرون أولياءه .

وعن الثاني يقول تعالى "أولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون " اى جنوده وأتباعه ورهطه .
فحزب الله هم جماعة المسلمين , الذين أمر المسلم بالانضمام اليهم , والجماعة هي :
أ-الجماعة العلمية: وهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين. فالواجب على المسلم أن يلزمَ مذهبهم ، ويتقيَّدَ بفهمهم ، ولا يخالفهم في شيء من أمور الدين أبداً . قال ابن أبي العز -رحمه الله-: "والجماعة جماعة المسلمين السنة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين ، فاتباعهم هدى ، وخلافهم ضلال".
ب- جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أميرٍ وجبَ عليهم طاعته ، وحرًمَ عليهم معصيته ، ووجب عليهم الالتزامُ بهذه الجماعة ، وعدم الخروج عنها لما في ذلك من الأمن والسلامة للفرد والأمة.
فمن خرج عن أحد هاتين الركزتين فهو متحزب لغير الحق .


معنى الحزبي:


فالحزبي هو الذي خرج عن الجماعة الأصلية للمسلمين التي سبق بيان معناها وذلك إما بالخروج عن نهج السلف الصالح أو الخروج عن الإمام المسلم فمن فعل ذلك فهو حزبي خارج عن الجماعة التي تواترت النصوص في وجوب الإنضامام إليها وعدم مفارقتها , وقد يكون هذا الحزب منظما كالأحزاب المعاصرة من إخوانية وتبليغية أو غير منظما كالأشعرية والمعتزلة وغيرها ناهيك عن الأحزاب الكفرية المنظمة كالعلمانية والماسونية والليبرالية أو غير المنظمة كالنصرانية واليهودية فكل هذه أحزاب من حزب الشيطان.



2-مصطلح"الحركيين":



(الحركيُّون الإسلاميون هم قوم يعملون للإسلام فيما يظهر، ويرون أن الفقه في الدين غير كاف للقيام بذلك، حتى ينتمي كلُّ فرد إلى تنظيم دعويِّ، يؤمرُ فيه ويُنهى، ويسمعُ ويُطيع، والغالبُ أن ذلك يصحبه بيعة وعهدٌ ولو كان في دولة عليها سلطانٌ مسلم، ولهذا نفهم سبب تسميتهم بالحركيِّين؛ إذ سوء ظنِّهم بالفقه في الدين جعلهم يتصورون أنه لا يحرك، أي لا يحرك نحو الانقضاض على عروش السلاطين، وأن الفقهاء أشبه بالدراويش ما لم تنتظمهم الحركة؛ لأنهم يصبحون - في زعمهم - أدوات في أيدي حكَّامهم وهم لا يدرون.

وأما الحركة فإنها تُبصِّرهم بتخطيطات الحكام وعيوب الأنظمة، وتفتح أعينهم على فقه هم في عماية عنه، ألا وهو "فقه الواقع"، هؤلاء هم الحركيون أينما اتَّجهت، فهم إذاً يتحركون باسم الإسلام لإسقاط عروش الأمراء والسلاطين الذين يرونهم غير عادلين، فهم في ظواهرهم للإسلام يتحركون، وفي بواطنهم على السلطة يتحرَّقون؛ بدليل أنَّهم لا يُراعُون حدود الله في حركتهم هذه، وإذا تعارضت عواطفهم مع الضوابط الشرعية قدموا عواطفهم، ألا ترى أنَّهم يرفضون رفضاً باتَّاً حُكم الله في تحريم الخروج على الوالي المسلم الجائر، ويُوهمون الناس أن ذلك إذلالٌ للشعوب !!، وقد تجد منهم من هو مستعدٌّ لقبول كل شيء من عقيدة السلف إلاّ هذه المسألة، فإن قلوبهم تغلُّ عليها، مع أن النبي قد أخبر أن المؤمن قد طهر قلبه من هذا النوع من الغلّ لولاة الأمر، فقال: " ثلاث خصالِ لا يَغِلُّ عليهنَّ قلب مسلم أبداً: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإنَّ دعوتهم تُحيط بهم من ورائهم )). رواه الترمذي (2582) وغيره وهو صحيح، وأصله عند مسلم (1715))(1)



3-مصطلح "الديمقراطية":



الديمقراطية كلمة يونانية الأصل, تتكون من مقطعين:

أ-ديموس(demos) ومعناها: الشعب.
ب-قراطوس(kratos) معناها: السلطة.
والمعنى المجمل لها : سلطة الشعب" وبعبارة أخرى : "حكم الشعب نفسه بنفسه" , أو "الحكم بإرادة الشعب".
وقد عرفها الرئيس الأمريكي "إبراهام لنكولن" بأنها: حكم الشعب بالشعب ولشعب".
قال شيخنا محمد آمان بن علي الجامي _ رحمه الله _ : " الديمقراطية لفظة أجنبية معناها : حكم الشعب ، أي أن الشعب هو الذي يسن القوانين لنفسه ويشرع التشريعات المناسبة له غير ملتفت إلى شرع الله بحيث يكون الشعب نفسه هو السلطة التشريعية وهو الإله المعبود ، ويتم ذلك بواسطة نواب البرلمان الممثلين للشعب " حقيقة الشورى في الإسلام صـ17 .

أقول: تقدم مما سبق من تعريف الديقراطية أنها حكم الشعب بالشعب وليس بالشريعة وهذا هو كفر بالله العظيم , وإلا من منح الشعب هذه السلطة, ومن الذي جعله مشرعا يشرع لنفسه ما يشاء, وأين ذهبت شريعة الله التي أقسم الله بذاته المقدسة أنه لا يؤمن(2) من لم يتحاكم إليها عن رضى وتسليم فقال: [فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا]النساء65.


و قال سبحانه: [وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ] (المائدة 50،49،48)


4-مصطلح"الانتخابات":



الانتخاب معناه: الاختيار, وهو: "إجراء قانوني يُحَدَّدُ نظامه ومكانه في دستور أو برنامج أو لائحة, ليُختار على مقتضاه شخصٌ أو أكثرلرئاسة مجلس أو نقابة أو ندوة أو لعضويتها أو نحو ذلك".

وهذه طريقة غير شرعية, كما سيظهر من خلال هذا البحث المبارك -إن شاء الله-.


-----------------------------------------------
(1) من مقال بعنوان(تعريف مختصر بالحركيين" بقلم الشيخ عبد المالك رمضاني.
(2) سبق وبينت في سلسلة الرد على شبهات غلاة التكفير أن المقصود بنفي الإيمان في الآية(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤمِنُونَ حَتَى يُحَكِّمُوكَ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ..)) إنما هو كمال الإيمان لا أصله إلا إذا اعتقد جواز التحاكم لغير شريعة الله.
قال ابن تيمية : فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن ، وأما من كان ملتزماً لحكم الله ورسوله باطناً وظاهراً ، لكن عصى واتبع هواه ، فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة . وهذه الآية  فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ...  مما يحتج بها الخوارج على تكفير ولاة الأمر الذين لا يحكمون بما أنزل الله ، ثم يزعمون أن اعتقادهم هو حكم الله. وقد تكلم الناس بما يطول ذكره هنا ، وما ذكرته يدل عليه سياق الآية .ا.هـ
ولمزيد من التفصيل أنظر الرابط التالي:
http://www.albaidha.net/vb/showpost.php?p=36518&postcount=23 (http://www.albaidha.net/vb/showpost.php?p=36518&postcount=23)




هدم أدلة البليدي لهدف ترشيدي

1-مصطلح "الحزبية":


ألا تعلم أن الكلمة الواحدة قد يكون لها معان كثيرة بل الكلمة الواحدة قد يكون مصطلحات كثيرة مثلا كلمة "سُنَة" يتغير مفهومها حسب العلم الذي يدرس

فكذالك كلمة حزب أو جماعة
لكنك تخلط عمدا لكي تعطي الحق لك
2-مصطلح"الحركيين":



الحركيُّون الإسلاميون هم قوم يعملون للإسلام فيما يظهر، ويرون أن الفقه في الدين غير كاف للقيام بذلك


ما دليل قولك هذا

الحركي هو الذي يتحرك لهدف ما ,فأنت حركي لأنك تتحرك لتنشر إقتناعاتك


3-مصطلح "الديمقراطية":
تتكلمون عن الدموقراطية ولا تعرفونها

لكل دولة ديموقراطية دستور كانت يحدد مجال الذي يسمح للشعب التشريع فيه .فالشعب لا يستطيع أن يشرع قوانين مخالفة لدستور الدولة
فالدولة التي تريد أن تكون لا تريد أن يكون قوانين تشرع ضد ديانتها تضع هذا المبدأ في دستورها و المشكل حُل و تبقي لها صفتها الديموقراطية.
فقبل أن تنقد أدرس جيدا الموضوع من كل جوانبه
فالديموقراطية تقابل الإستبداد الفردي بالحكم

كثيرا من علماء الوهابية يخلطون بين الدموقراطية و اللائكية و الإلحادية

4-مصطلح"الانتخابات":
هو الإختيار بين مرشحين و طريقة شرعية أول من أقرها الفاروق رضي الله عنه

أم دجانة
2012-03-18, 12:07
اهلا وسهلا بالاخ جمال
عودة قوية ومباركة
وعودة الادلة القيمة والنافعة والعلمية
فشتان بين الثرى والثريا
وبين كلام الله ورسوله
وبضاعة مزجاة وفاسده

الوطن اغلى
2012-03-19, 12:12
جزاكم الله خير على الموضوع الموثق بالبراهين الساطعة
..تفقهوا ياعبدالله ويا امة في دينكم الى متى سيضل يتلعب بنا هؤلاء الضالين تريدون ان يخرج لنا بهم قرآن اونبي حتى تعلموا انهم على ضلاله الم تكفي البراهين والحجج التي ينشره اهل السنه من كتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تبين ضلالهم وانحرافهم ملؤ الدنيا تحذير وبيان وارشاد انظروا رسالة اقوال اهل العلم فيهم
قال الله تعالى(*وإن تطع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله*الانعام.
وقال سبحانه وتعالى(*قل يايها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل**هود)
ناديت لو اسمعت حيا



ولكن لاحياة لم تنادي
لو انك نفخت في نارا اضأت



ولكنك تنفخ في رمادي.
الحمدلله الهادي الى الحق

جمال البليدي
2012-03-20, 11:03
بارك الله فيكم إخواني وأخواتي على هذا الترحيب , وإن شاء كلنا نستفيد من بعضنا البعض , ما يتعلق بمناقشة الإخوة ورد على تساؤلاتهم فقد أفتح موضوع حواري في المنتدى المخصص للنقاشات بعد أن أتمم السلسلة إذا لم يحذف طبعا .

جمال البليدي
2012-03-20, 11:04
المبحث الخامس :الرد على شبهات من أجاز التحزب والانتخابات:


◘الشبهة الأولى : قولهم أن النظام الديمقراطي يوافق الإسلام في الجملة.



الجواب:
المخالفون لنا لم يثبتوا على جواب, إذا قيل لهم: لماذا قبلتم "الديموقراطية"؟ فمرة يقولون: هي في بلادنا بمعنى "الشورى", وفي القرآن سورة اسمها "سورة الشورى", والله يقول: [وشاورهم في الأمر] ويقول الله: [وأمرهم شورى بينهم].
ومرة يقولون: "الديموقراطية" قسمان:
قسم يخالف الشرع, فنحن نكفر به, وهو: رد الحكم للشعب, لا لله.
وقسم يوافق الشرع, وهو: حق الأمة في اختيار حكامها ومحاسبتهم وتوليتهم وعزلهم, وهذا نؤمن به, ونسعى لخدمة الإسلام من خلاله!.
ومرة يقولون: نحن مُكرَهون على هذا كله.
ومرة يقولون: هو من باب أخف الضررين. ويتخلل ذلك أمثلة عقلية غير مطردة ولا صحيحة, فحدّث بها ولا حرج.
وأريد أن أكشف النقاب عما في هذه الأجوبة من العجب العجاب:
◄ أما الجواب عن الأول, فهذا تلبيس قد سبق بيانه بجلاء عند تعريف الديمقراطية , وأزيده وضوحا بذكر بعض الفروقات بين الديمقراطية والإسلام كما هو مبين في الجدول التالي (1):
https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/427731_409008742447683_100000156819753_1830591_175 6281138_n.jpg

◄وأما عن قولهم: هي توافق الإسلام من جهة, أو توافقه في الجملة, مستدلين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستخلف, وأن أبا بكر استخلف عمر, وأن عمر استخلف ستة, وجمع الأمر في أحدهم.
فأقول: لو سلمنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد عنه الإشارة بخلافة أبي بكر بعده, علم ذلك من علمه, وجهله من جهله, فالرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل: ((يأبى الله والمؤمنون إلا أبابكر)) وهو القائل: ((ائتوني بكتاب, كي أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي, كي لا يتمنى متمنٍ...)) إلى غير ذلك.. لو فرضنا حقاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستخلف, فأين ما ذكرتموه من الدلالة على محل النزاع؟.
فنحن نسألكم: هل من حق الأمة أن تختار حكامها, بأي وسيلة ولو خالفت الكتاب والسنة؟.
فإن قلتم: نعم. فُضِحْتم, وعلم الناس مذهبكم الفاسد, وتداعت عليكم سهام الأدلة من أطرافها, فأزهقت هذا الباطل, وأرست دعائم الحقّ.
وإن قلتم: لا, فليس للأمة الحق في اختيار ولاتها إلا بطريقة شرعية صحيحة, أو على الأقل بطريقة لم يرد في الشرع النهي عنها. قلنا: هنا انقطع النزاع.
◄وقد سبقت أدلة كثيرة تدل على بطلان هذه الجزئية, لأنها فرع من شجرة خبيثة, بل "الانتخابات" جذور "الديمقراطية" وسُلّمها الذي ترتقي عليه في تعبيد الناس لبعضهم البعض, باتباع ما أحله لهم النواب, وترك ما حرموه عليهم.
فالله قد عاب على من اتخذ العلماء والعبّاد مشرّعين من دون الله, قال الله تعالى: ]اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم...[الآية.
فكيف بمن يتخذ حُطّاب الليل مشرّعين من دون الله؟!.
سبحانك ربي هذا بهتان عظيم.
·وأما عن دعوى الإكراه, فمن المعلوم أن للإكراه شروطاً, فأين هذه الشروط منكم؟
·وكذا الكلام على قاعدة "أخف الضررين", فهل راعيتم ضوابطها وقيودها عند أهل العلم, وكل هذا سيأتي الجواب عليه مفصّلاً في موضعه -إن شاء الله.
◄أما الأمثلة العقلية فالجواب عليها: أن العقل الصريح لا يناقض النقل الصحيح, كما بسط ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الذي لا نظير له في بابه (درء تعارض العقل والنقل).
ولو كان العقل كافياً وحده لما أرسل الله الرسل وأنزل الكتب.
----------------------------------------------


(1) الجدول من إعداد الأخ حاتم بن حسن الديب.

جمال البليدي
2012-03-20, 11:06
◘الشبهة الثانية : قولهم أن نبي الله يوسف عليه السلام قد مارس السياسة عند حاكم كافر



ومما احتج به بعض الجهلة لجواز تحزبهم وانتخاباتهم هو دخول نبي الله يوسف عليه السلام في حكومة الملك الكافرة والعمل فيها , والجواب على هذه الشبهة من خمسة أوجه :

◄الوجه الأول : أنَّ الملك هو الذي طلب نبي الله يوسف عليه السلام ليوليه إحدى الولايات التي في حكومته, قال تعالى: [وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ]، فلم يحرص يوسف عليه السلام على الولاية ولم يطلبها بالانتخابات وما شابه!، وإنما اختار يوسف عليه السلام نوع الولاية فحسب فقال: [اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ] خلافا لهؤلاء الحزبيين والحركيين فإنهم هم من طلبوا الإمارة وحرصوا عليها ودخلوا البرلمانات لأجلها ولوو أعناق النصوص لتشريعها.
◄الوجه الثاني : قياس الدخول نبي الله يوسف عليه السلام للوزارة على دخولكم للبرلمان قياد فاسد كاسد وذلك من ناحيتين :
الناحية الأولى : أن الوزارة سلطة تنفيذية والبرلمان سلطة تشريعية !.
وشَتَّان بينهما !فهذا القياسُ حينئذٍ مع الفارق ولا ينطبق. كيف إذ يُقاسُ ما يدعون إليه اليومَ على ما كان عليه يوسف -عليه السلام- والجهة مُنْفَكَّة؟ ! .
لقد كان يوسف -عليه السلام- على رأس الوزارة كان وزيراً كان على خزائن الأرض، و الوزارة سلطةٌ تنفيذية وأما المجالس التشريعية فمجالسٌ وسلطةٌ تشريعية أفهذا كهذا؟! أفلا تعقلون؟! وبين هذه وهذه فروق؛ فالقياسُ هنا لا يصحُّ عند القائلين به.
الناحية الثانية : أن متولِّي الوزارة في تشريعات الديمقراطية وغيرها من القوانين الطاغوتية التي تحكم بغير ما أنزل الله لابدّ أن يحترمَ الدستورَ وأن يُقْسِمَ على احترامه وهو وضعيّ يدين أيضاً له بالولاء والبراء فلا بد لمن دخل في الوزارة أو البرلمان أن يقسم على احترام هذا القانون المخالف للإسلام أما يوسف عليه السلام فحاشاه أن يفعل شيء من ذلك لأنه نبي معصوم قد صرف الله عنه السوء والفحشاء قال تعالى:[كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ] [يوسف:24].
فيوسف -عليه السلام- يقيناً وبنصِ كلام الله مِن عباد الله المخلَصين بل مِن ساداتهم فلا يصح هذا القياس الفاسد الكاسد من كل الوجوه .
◄الوجه الثالث : - أنَّ قبول يوسف عليه السلام لطلب الملك كان بوحي من الله تعالى إليه وليس باجتهاده عليه السلام؛ قال تعالى: [َكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ]، وإذا كان كذلك فعمله معصوم من الزلل والخطأ، وليس الأمر محل اجتهاد فهل أصحاب الأحزاب يوحى إليهم مثله عليه السلام أم أنهم معصومين من موافقة الدستور الذي يقسمون على احترامه والعمل بع؟ !.
فعن محمد بن سيرين: أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين، فقدِم بعشرة آلاف، فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال يا عدوّ الله وعدوّ كتابه؟! فقال أبو هريرة: فقلت: لست بعدوّ الله وعدوّ كتابه! ولكني عدوّ من عاداهما، قال: فمن أين هي لك؟ قلت: خيل نُتجت، وغلّة رقيق لي، وأعطية تتابعت، فنظروا، فوجدوه كما قال، فلما كان بعد ذلك، دعاه عمر ليُولِّيه، فأبى! فقال: تكره العمل وقد طلب العمل من كان خيرا منك: يوسف عليه السلام! فقال: يوسف نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة، وأخشى ثلاثا واثنتين، قال: فهلا قلتَ: خمسا؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، وأقضي بغير حلم، وأن يضرب ظهري، وينزع مالي، ويشتم عرضي " رواه ابن سعد في » الطبقات الكبرى « (4/335)، وفيه أبو هلال الراسبي، وهو ـ وإن كان حديثه لا يُطرَح بالمرّة ـ فقد تابعه أيوب السختياني كما في » السير « للذهبي (2/612)، وبه يصحّ الأثر، والحمد لله.

◄الوجه الرابع : أن نبي الله يوسف عليه السلام أمِن من مضايقات النظام، ومُكِّن للعمل بشريعة الإسلام من الله عز وجل ولهذا قال الله تعالى فيه: [وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ] [يوسف:21]. فهو إذاً تمكينٌ من الله فليس للملك ولا لغيره أن يضره أو أن يعزله؛ لأنه ممكّن من الله بنص كلام الله فلا يمكن للملك حينئذٍ أن يعزله ولا أن يضره حتى وإن خالف أمره حتى ولو خالف حكمه وقضاه فهل الذين يريدون أن يصلوا إلى ما يقيسونه اليوم على ما كان عليه يوسف-عليه السلام- سيكونون كيوسف -عليه السلام- ؟!
يوسف -عليه السلام- تولّى ما تولّى بحصانةٍ حقيقةٍ كاملةٍ من الملك. قال -سبحانه وتعالى:[فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ] [يوسف:54]. فأطلق له حريةَ التصرفِ كاملةً لا نقصَ فيها:[وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ] [يوسف:56]. لا مُعترضَ عليه ولا محاسبَ له ولا رقيبَ على تصرفاته مهما كانت فهل مثلُ ذلك يكون كذلك؟! -:[ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ[ [الأنعام:143].

وقال سبحانه :[كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ]، فلم يكن يحكم فيهم بدين الملك!، بل بدين الله خلافا لمن يدخلون اليوم في البرلمانات فيجعلون الشريعة محل استفتاء تقبل الخطأ والصواب فهؤلاء غير ممكنين بل مقيدين بأغلال الديمقراطية والعلمانية.
◄الوجه الخامس : إنَّ دخول يوسف عليه السلام في الحكومة الكافرة هو من شرع مَنْ قبلنا، فلو كان من سعي وطلب يوسف عليه السلام لما جاز لنا أن نحتج به لأنه قد ورد في شرعنا النهي عن طلب الإمارة أو السعي في تحصيل الولاية كما تقدَّم، وحينها لا يكون شرع مَنْ قبلنا شرعاً لنا بالاتفاق، فكيف ويوسف عليه السلام لم يطلبها؟!، وإنما جاءته من غير مسألة، فمكَّن الله له ورفعه في الأرض.

◄وخلاصة الجواب:

إنه لا يحق لأحد يحرص على الولاية والإمارة أن يستدل بفعل يوسف عليه السلام لأنه في غير محل النزاع، أما مَنْ جاءته الولاية من غير مسألة ولا حرص ولا إرادة لها، ومن غير تحزب ولا مخالفات شرعية، وكان من أهل الكفاءة والأمانة، ورأى من نفسه أنه يُمكن أن يُقلل الشر أو أن ينفع الآخرين فليجتهد بقدر ما يُمكن، والله تعالى يعينه ويوفقه.

جمال البليدي
2012-03-20, 11:08
◘الشبهة الثالثة :احتجاج بعضهم بصلح الحديبية وأن النبي صلى الله عليه وسلم تنازل فيه :


يقول بعض المفتونين بالكراسي والبرلمانات : إن النبي صلى الله عليه وسلم لما ترك كتابة البسملة و"محمد رسول الله" في الصلح فقد تنازل عن الأصول لمصلحة عامة للدعوة.

◄والجواب على هذه الشبهة : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتنازل عن أصول الدين فتركه كتابة بسم الرحمن الرحيم مع كتابته (بسمك اللهم)) لا ينفي صفة الرحمن والرحمة عن الله تعالى وأيضا تركه كتابة"رسول الله" مع كتابة نسبه لأبيه لا ينفي عنه النبوة فهذه مداراة لا تضر بأصول الإسلام إنما هي موافقة للكفار فيما هو جائز فقط فلا يوجد فيها أقوال أو اعتقادات تنافي الشريعة, ولا يوجد فيها الرضى بشريعة الكفار ودينهم وآلهتهم ,خلافا لمن يدخل للبرلمان فإنه يجعل الحرام حلالا والحلال حراما ,ويقبل بشرائع الديمقراطية الطاغوتية فالذي يدخل البرلمان إنما يوافق القوم في الحرام لا الحلال .
◄وإليك أخي القارئ المنصف أقوال العلماء الراسخين في شرح ما جاء في قصة الحديبية لتتبين الصورة بشكل أوضح :
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم :( قال العلماء وافقهم النبي صلى الله عليه وسلم في ترك كتابة بسم الله الرحمن الرحيم وأنه كتب باسمك اللهم وكذا وافقهم في محمد بن عبد الله وترك كتابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا وافقهم في رد من جاء منهم إلينا دون من ذهب منا إليهم وإنما وافقهم في هذه الأمور للمصلحة المهمة الحاصلة بالصلح مع أنه لا مفسدة في هذه الأمور أما البسملة وباسمك اللهم فمعناها واحد وليس في ترك وصف الله سبحانه وتعالى في هذا الموضع بالرحمن الرحيم ما ينفي ذلك ولا في ترك في وصفه أيضا صلى الله عليه وسلم هنا بالرسالة ما ينفيها فلا مفسدة فيما طلبوه وإنما كانت المفسدة تكون لو طلبوا أن يكتب ما لا يحل من تعظيم آلهتهم ونحو ذلك وأما شرط رد من جاء منهم ومنع من ذهب إليهم فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة فيهم في هذا الحديث بقوله من ذهب منا إليه فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا ثم كان كما قال صلى الله عليه وسلم فجعل الله للذين جاءونا منهم وردهم إليهم فرجا ومخرجا ولله الحمد وهذا من المعجرات).

قال الإمام أبو سليمان الخطابي : (وفي امتناع سهيل بن عمرو على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدر كتاب الصلح ببسم الله الرحمن الرحيم ومطالبته إياه أن يكتب باسمك اللهم ومساعدة رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه على ذلك باب من العلم فيما يجب من استعمال الرفق في الأمور ومداراة الناس فيما لا يحلق به دين المسلم ضرر ولا يبطل معه لله سبحانه حق , وذلك لأن معنى باسمك اللهم وهو معنى بسم الله الرحمن الرحيم وإن كان فيها زيادة ثناء. قال النحويون اللهم يجمع نداء ودعاء كأنه يقول يالله أم بنا خيرا أو أمنا بخير وما أشبه ذلك فحذف بعض الحروف لما كثر استعماله في كلامهم إرادة التخفيف واختصارا للكلام, وكذلك المعنى في تركه أن يكتب محمد رسول الله واقتصاره على أن يكتب محمد بن عبد الله لأن انتسابه إلى أبيه عبد الله لا ينفي نبوته ولا يسقط رسالته) .

قال ابن الجوزي : (وفيما جرى من موافقتهم في كتب ما أرادوا تعليم للخلق حسن المداراة والتلطف ولا ينبغي أن تخرج المداراة عن الشرع فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وافقهم إلا في جائز لأن قوله باسمك اللهم يتضمن معنى بسم الله الرحمن الرحيم ونسبه إلى أبيه لا يخرجه عن النبوة).
فكيف يقارن بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وافقهم في جائز وبين الضلال الذين وافقوا المشركين في شركهم وضلالهم؟ ! والله المستعان.
قال الكرماني : (وفيه جواز بعض المسامحة في بعض أمور الدين يعني كالمستحبات مثل كتابة البسملة ما لم يكن مضرا بأصوله).

قال القاضي عياض : (لا لبس في ترك وصفه بالنبوة نفيا لها عنه, ولا في ترك بعض صفات الله تعالى نفيا لها عنه, وإنما الذي لا يجوز لو طالبوه أن يكتب لهم ما لا يحل قوله واعتقاده للمسلمين من ذكر آلهتهم وشركهم).

جمال البليدي
2012-03-20, 11:09
◘الشبهة الرابعة : قولهم أن الانتخابات من الشورى :



والجواب: إن "الديموقراطية" و"الانتخابات" لا تلتقي مع الشورى التي شرعها الله, لا في الأصل ولا في الفرع، لا في الكل ولا في الجزء، لا في المعنى ولا في المبنى، والدليل على ذلك أمور:
◄أولاً : من شرع "الانتخابات"؟
الجواب: الكفّار.
• من شرع الشورى؟
الجواب: الله.
• وهل للمخلوق أن يشرع؟
الجواب: لا.
• وهل يقبل تشريعه؟
الجواب:لا.
• المشرّع للـ"الانتخابات" هو المخلوق، والمشرّع للشورى هو الله سبحانه. فإله الشورى وأهلها هو الله عز وجل، وإله "الديموقراطية" وأهلها هم الكفار والأهواء. فهل لنا إله غير الله ؟!. قال الله تعالى: [أفغير الله أبتغي حكماً] الأنعام، [أفغير الله أتخذ ولياً فاطر السماوات والأرض وهو يطعِم ولا يطعَم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين] الأنعام، [قل أغير الله أبغي رباً وهو رب كل شيء] الأنعام. فهي المفاصلة التامة بين "الديموقراطية" و"الانتخابات", وبين الشورى الإسلامية.
◄ثانياً: الشورى الكبرى وهي: ما يتعلق بسياسة الأمة، يقوم بها أهل الحل والعقد من علماء وصالحين ومخلصين، و"الانتخابات" يقوم بها أهل كفر وإجرام وجهل من رجال ونساء، وإذا أدخلوا مسلمين أو علماء معهم؛ فهي لعبة فقط على المسلمين.
وهل يجوز أن يُسوّى بين المسلم المؤمن الصالح الطيب, الذي اصطفاه الله واختاره، وبين المجرم الذي أبعده الله وأخزاه؟!!، قال تعالى: [أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون] القلم، وقال سبحانه: [أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون] الجاثية، وقال سبحانه: [أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار] ص.
◄ثالثاً: أهل الشورى لا يُحلّون حراماً, ولا يحرمون حلالاً، ولا يحقّون باطلاً, ولا يبطلون حقاً، بخلاف أصحاب "الانتخابات" فإنهم يحلون الحرام ويحرمون الحلال، ويبطلون الحق وينصرون الباطل. فأهل الشورى يتشاورون فيما أشكل عليهم من أمور الحق وتنفيذه, فهم متبعون ومقتدون, ولا يأتون بأحكام تخالف حكم الله, وأولئك مبتدعون فارضون للباطل مشرّعون من دون الله، قال الله سبحانه: [أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله] الشورى، وقال جل ذكره: [ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين] الأنبياء. وقال سبحانه: [مالهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحداً] الكهف.
◄رابعاً: الشورى ليست إلا في أمور نادرة، فما حَكَمَ الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم وظهر ذلك الحُكْمُ فلا شورى فيه، أما "الانتخابات" فإنها مضادّة لأحكام الله قال تعالى: [أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون] المائدة، وقال سبحانه: [ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون] المائدة. [ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون]المائدة [ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون]المائدة.
◄خامساً: الشورى ليست فرضاً ولا واجبة في كل وقت، بل هي تختلف باختلاف الظروف والأحوال، فتكون في وقت واجبة, وتكون في وقت آخر غير واجبة، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل الشورى في التحرك لبعض المعارك والغزوات, ولا يفعلها في وقت آخر، فهي تختلف باختلاف الأحوال.
أما "الانتخابات" فهي فرض على أهلها, ولا يُسمح لأي إنسان أن يخرج عنها أبداً من الحكام والرؤساء، ولابد أن ينفّذوها ويطبقوها على شعوبهم. ومن فرض على الناس مالم يفرضه الله, فقد استعبد الناس، قال الله: [أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلاً] الكهف.
◄سادساً: "الانتخابات" ترفض الشريعة الإسلامية, وتتهمها بالعجز وعدم الصلاح, والشورى أثبتت قوّة الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان.
◄سابعاً: الشورى جاءت حين جاء الإسلام، وأما الانتخابات فقد جاءت عن "الديموقراطية" فما جاءت إلى بلد المسلمين إلا في هذين القرنين ـ الثالث عشر والرابع عشر الهجريين ـ فهل معنى هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان "ديمقراطياً" وكذا كان الصحابة وجميع المسلمين؟!
◄ثامناً: "الديموقراطية" معناها: "حكم الشعب نفسه بنفسه".
أما الشورى: فهي من التشاور, فليس فيها إنشاء حكم لم يكن له أصل في الشرع، وإنما فيها التعاون على فهم الحق, ورد الجزئيات للكليات, والمستجدات للأمور العتيقة.

جمال البليدي
2012-03-20, 11:10
◘الشبهة الخامسة :قولهم أن الانتخابات كانت موجودة في صدر الإسلام :


وقالوا: "اُنتُخِب أبو بكر وبويع", وذكروا "انتخابات" عمر كما احتجوا بقصة مفادها أن عبد الرحمن بن عوف استشار حتى النساء والصبيان لاختيار عثمان رضي الله عنه عفا راجع (ص15) من كُتيّب (شرعية الانتخابات!).

◄الجواب:

هذا الذي قلتموه ليس بصحيح, لأمور, منها: لقد اتضح للجميع أن "الانتخابات" تقوم على مفاسد كثيرة, وقد ذكرناها سابقاً, فحاشا الصحابة من أن يكونوا قد ارتكبوا مفسدة واحدة من هذه المفاسد, فضلاً عن أن يكونوا قد فعلوا جميعها, فالصحابة اجتمعوا وتشاوروا: من يكون خليفة على المسلمين؟. وبعد الأخذ والرد, اتفقوا على مبايعة أبي بكر خليفة, ولم يشارك في ذلك امرأة واحدة, فكان ماذا؟!
وأبو بكر أوصى أن يكون الخليفة بعده عمر, فنفّذ الصحابة وصية أبي بكر, أما عمر فقد جعل الأمر شورى في "الستة الذين توفى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض", وهم من العشرة المبشرين بالجنة.
فهذا هو الأمر الصحيح الثابت.
◄وأما احتجاج البعض على مشروعية الانتخابات بقصة عبد الرحمن بن عوف في اختيار عثمان رضي الله عنه، وما قيل من أنه استشار الرعية حتى النساء وصبيان الكتاتيب في اختياره، فإليكم تحقيق صحة هذه القصة:
هذه القصة أخرجها البخاري (7/61 مع الفتح وليس فيها أن ابن عوف رضي الله عنه استشار عامة المسلمين حتى خلص إلى النساء المخدرات في حجابهن، وحتى سأل الولدان في المكاتب، والركبان والأعراب في مدة ثلاثة أيام ولياليهن، فلم يجد أحدا يعدل بعثمان، كما في الرواية المعلقة التي أوردها ابن كثير في البداية والنهاية(7/164) بدون إسناد.
بل فيها: أن عبد الرحمن بن عوف قام بجمع الستة الذين جعل عمر الأمر فيهم, وهم:
عثمان وعلي والزبير وطلحة وسعد وعبد الرحمن رضي الله عنهم, والقصة تذكر هؤلاء الستة أنهم أهل الشورى دون غيرهم, وهي ثابتة صحيحة.
وذكرها الحافظ ابن حجر في (الفتح 7/69) والذهبي في (تاريخ الإسلام ص303) وابن الأثير في (التاريخ 3/36) وابن جرير الطبري في (تاريخ الأمم والملوك 4/231), وليس عند هؤلاء: أن عبد الرحمن رضي الله عنه استشار النساء, وإنما يذكرون: أنه استشار الرجال, كما قال الحافظ, وأنه دار تلك الليلة على الصحابة, وعلى من في المدينة من أشراف الناس, لا يخلو برجل منهم إلا أمره بعثمان, وهكذا عند البقية المذكورين.
قال ابن بطة في الإبانة(جزء فضائل الصحابة /1/28) : "فلم تكن بيعته رضي الله عنه إلا بعد اجتهاد رأي الصحابة من المهاجرين والأنصار من السابقين الأولين، وغيرهم من الآخرين، واجتماع كلمتهم واتفاقهم كلهم على فضله وإمامته واستخلافه".
وقال أبو نعيم في "الإمامة والرد على الرافضة" (ص299) :(فاجتمع أهل الشورى ونظروا فيما أمرهم الله به من التوفيق وأبدوا حسن النظر والحياطة والنصيحة للمسلمين وهم بقية من العشرة المشهود لهم بالجنة واختاروا بعد التشاور والاجتهاد في نصيحة الأمة والحياطة لهم عثمان بن عفان رضي الله عنه" .وأخرج ابن بطة في الإبانة (جزء فضائل الصحابة/ 1/89) عن شقيق بن سلمة قال: سار عبد الله أي ابن مسعود - من المدينة إلى الكوفة سبعا، ثم خطبنا فقال: "إن أمير المؤمنين طعنه أبو لؤلؤة عبد المغيرة بن شعبة وهو في صلاة الصبح، فقتله ثم بكى وبكى الناس وقال: ثم اجتمعنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأمرنا خيرنا ذا فُوق يعني عثمان".

قال أبو بكر الأنباري: قال أهل اللغة "خيرنا ذا فوق" معناه خيرنا سهما في الخير والفضل والسابقة في الإسلام، والفوق الموضع الذي يقع في الوتر من السهم.

◄فعلى هذا التحقيق نستنتج أموراً:
1- صحة القصة, وهي في (البخاري) أن عبدالرحمن اجتهد في الستة فقط.
2- أنه أيضا استشار أشراف الناس, ومن قدم من الأجناد, وهذه القصة سندها عند الطبري, ولها طرق يقوي بعضها بعضاً.
3- قصة استشارة عبدالرحمن للنساء, ليس لها سند, ومعنى هذا أنه: لا أصل لها, أي لا وجود لها بسند يصحّ في كتب السنّة, كما قاله أكثر من واحد من العلماء, كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره, ومما يدل على أن ذكر استشارة النساء لا أصل له: أن أهل التواريخ -كما ذكرنا آنفا- لم يذكروها حتى بدون سند, باستثناء ابن كثير رحمه الله تعالى.
هذا نقد القصة من جهة سندها, أما من جهة متنها: فهي أيضاً مخالفةٌ لنصوص شرعية, فاختيار الأمراء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عن طريقه صلى الله عليه وسلم وعن طريق الصحابة في الاستشارة, كما حصل من أبي بكر وعمر في شأن: الأقرع بن حابس وعيينة, والقصة في (صحيح البخاري) وغيره, ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقام الصحابة باختيار الخليفة لهم, لم يطالب واحد منهم بمشاركة النساء في اختيار الخليفة, فضلاً عن أن يكون ذلك مشروعاً, كذلك جعل أبو بكر الأمر بعده لعمر, وعمر جعل الأمر في الستة المذكورين آنفا.
فعلى فرض وجود سند لها -ولا يوجد- وعلى فرض صحته, فهي مخالفة لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة مِنْ قَبْلِ عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه.
◄وعلى كل: فقد ظُلِم عبدالرحمن بن عوف عند أن نُسب إليه أنه يتعدّى ويخالف نصوصاً واضحة. ولكنه بريء من ذلك كما برئ الذئب من دم يوسف عليه السلام.
◄وعلى هذا: فلا يجوز أن تنسب هذه القصة إلى عبدالرحمن بن عوف, لأنها منكرة.
◄ولو سلمنا جدلاً ثبوت استشارة عبد الرحمن بن عوف لعامة الرعية، فهذا كان بعد استشارته لأكابر الصحابة وأهل الحل والعقد كما ثبت في الروايات الصحيحة، فلا يقال إن اعتماد عبد الرحمن بن عوف في اختيار عثمان كان على استفتاء عامة المسلمين بل كان على ترجيح أولي الأحلام والنهى ثم عضد قولهم بسؤال عامة المسلمين استئناسا بقولهم لا احتجاجا به.

◄ثم هنا سؤال يطرح وهو :هل استشار ابن عوف الفَجَرَة وأهل المُجُون والخلاعة من هؤلاء؟ أم استشار الصالحين: أهل الفهم والمعرفة؟.

◄فإن قلتم بالأول: سقطتم. وإن قلتم بالثاني؛ سقطت حجتكم, لأن محل النزاع في إباحة "الديموقراطية" هو أخْذُ الرأي من أهل المجون والخلاعة, واعتباره موازياً لرأي أهل العلم والفضل والاستقامة.
◄ومن المعلوم أن دولة الإسلام قد اتسعت رقعتها زمن عمر, فهل جَعَلَ عبدالرحمن أميراً مؤقتا, ثم قسَّم ديار الإسلام إلى "دوائر انتخابية" ثم جمع أصوات المسلمين جميعاً, ثم رجّح من كثرت أصواته؟ أم أنه اقتصر على أهل المدينة مهبط الوحي, وفيها أهل الحل والعقد؟.
فأين هذا مما نحن فيه, وأين الثرى من الثريا؟!!.
https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/420949_242460185845263_1779455178_n.jpg

جمال البليدي
2012-03-20, 11:11
◘الشبهة السادسة: قولهم أن التحزب كان موجود في صدر الإسلام محتجين بالأوس والخزرج:

قال بعض المتحزبة مجوزًا الأحزاب الداخلة في الانتخابات، زاعمًا أن الأحزاب كانت موجودة على عهد النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كالأوس والخزرج.

والجواب على هذا كما يلي:
◄أولاً

إن الأحزاب كلها مذمومة في كتاب الله إلا حزبًا واحدًا، وهو حزب الله، قال -تعالى-:
{وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}
وقال: {أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
وقال:{وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.
◄ثانيًا:

لم تكن الأوس والخزرج في الإسلام أحزابًا، فلا يقال فيهم: حزب الأوس ولا حزب الخزرج، بخلاف هذه الأحزاب، كحزب الإخوان وحزب النهضة وحزب النور وحزب الحرية وحزب......وغيرها من الأحزاب المعاصرة.
◄ثالثًا:

سميت الأوس والخزرج في الإسلام بالأنصار، ولم يسموا بالأحزاب.
◄رابعًا:

الله عز وجل- هو الذي سمى الأوس والخزرج بالأنصار، كما في قوله تعالى-:
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ}
وفي صحيح البخاري ، عن غيلان بن جرير، قال: قلت لأنس: أرأيت اسم الأنصار، كنتم تُسَمَّوْنَ به، أم سماكم الله؟ قال: «بل سمانا الله».
قلت: أما أحزاب اليوم فهي التي سمت نفسها، لم يسمها الله.
◄خامسًا:

الأوس والخزرج قبيلتان سميتا بذلك كما تقول: عائلة خضر، عائلة غانم، وعائلة جمعة، مثلاً، فلا شيء في ذلك.
◄سادسًا:

الأوس والخزرج كانوا على أتقى قلب رجل واحد، وهو رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أما هذه الأحزاب فهي محكوم عليها بالضلال من جهة أهل العلم، وهذه الأحزاب تعادي سنة رسول الله وأولياء الله السلفيين، ومن عادى سنة رسول الله، فقد عادى رسول الله، وعادى الله.
◄سابعًا:

الأوس والخزرج كانوا مؤتلفين في الإسلام مجتمعين عليه ولم يكونوا متفرقين لا سياسيا ولا عقائديا
قال العلامة الألباني رحمه الله:

((
لذلك نعتقد جازمين أن كل جماعة لا تقوم قائمتها على هذا الإساس من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح دراسة واسعة جداً محيطة بكل أحكام الإسلام كبيرها وصغيرها أصولها وفروعها، فليست هذه الجماعة من الفرقة الناجية من التي تسير على الصراط المستقيم الذي أشار إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح .
وإذا فرضنا أن هناك جماعات متفرقة في البلاد الإسلامية على هذا المنهج، فهذه ليست أحزاباً، وإنما هي جماعة واحدة ومنهجها منهج واحد وطريقها واحد، فتفرقهم في البلاد ليس تفرقاً فكرياً عقديا منهجياً، وإنما هو تفرق بتفرقهم في البلاد بخلاف الجماعات والأحزاب التي تكون في بلد واحد ومع ذلك فكل حزب بما لديهم فرحون.))(ص114 من كتاب (فتاوى الشيخ الألباني) لعكاشةعبدالمنان الطيبي . الطبعة الأولى . مكتبة التراثالإٍسلامي)
فالأوس والخزرج كان منهجهم واحد وجماعتهم واحدة تحت ولاية واحدة وكان ولائهم لله ورسوله وليس للقبيلة أو رئيس غير محمد صلى الله عليه وسلم ولم يدخلوا في المحرمات كالإنتخبات المخالفة للشورى في الإسلام ويتحالفوا مع النصارى والعلمانيين من أجل إرضاءهم لتكون لهم الأصوات و...و...غيرها من الدواهي الموجدة في الأحزاب المعاصرة.
ولو كان الأوس والخزرج يتعصبون للقبيلة أو ماشابه لأنكر عليهم النبي صلى الله عليهم وسلم مثلما أنكر على رجلين أحدهما من المهاجرين والثاني من الأنصار حين اختلفا فقال الأنصاري يا للأنصار ثم قال المهاجري يا للمهاجرين فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم((ما بال دعوى الجاهلية؟) وقال(دعوها فإنها منتنة).

◄ثامنا:

الأوس والخزرج كانوا ينصرون الدين، أما هذه الأحزاب فإنهم ينصرون أهواءهم، ويلهثون وراء الكراسي والمناصب والدنيا.
وما أحسن ما قال شيخنا الوادعي -رحمه الله- عن مثل هذه الأحزاب:(هم ينتخبون فلانًا أو فلانًا، ونحن ننتخب أحاديث من صحيح البخاري) أو كما قال -رحمه الله.
فظهر بذلك وغيره أن هذه الشبهة عليلة بل ميتة، وأن قائلها يكاد لا يعقل ، وما أكثر هؤلاء المموهين المزخرفين للباطل في هذا الزمان!!

جمال البليدي
2012-03-20, 11:12
◘الشبهة السابعة : استدلالهم بقوله تعالى(ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) آل عمران 104. على جواز التحزب.


والجواب على هذه الشبهة بما يلي:

◄أولا: أن الآية جاء فيها ذكر لفظ(أمة) وليس لفظ(حزب) فمن أين لكم لفظ حزب؟!فقد طبق السلف هذه الآية فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ولم ينشئوا لذلك حزباً، فهل غاب هذا الفهم عن السلف فأهملوا تطبيق الآية حتى جاءت هذه الأحزاب وعملوا بها؟
لو كان معنى (أمة)(حزب)لتشتتت هذه الأمة الى أمم شتى فان الأحزاب اليوم كثيرة كل منها يستدل بالآية. فلا يعود ثمة حل لمشكلة الحزبية الا أن نقول: اذا قام في الأمة حزبان فحاربوا الآخر منهما. وذلك على غرار قول النبيصلى الله عليه و سلم (اذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما).

◄ثانيا: الحزبيون هم آخر من يحتج بهذه الآية لأن الآية فيها وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الأمة وهذا يتناقض مع أبرز قاعدة حزبية وهي قاعدة نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
◄ثالثا:من عجائب صنع الحزبيين ومن معجزات القرآن العظيم أن الآية الكريمة التي احتجوا بها جاءت في سياق تحريم التحزب فالآية التي قبلها والآية التي بعدها صريحتي الدلالة في تحريم التحزب فإليك سياق الآية بما قبلها وبعدها كما في سورة آل عمران:
قال الله تعالى: [ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {103} وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {104} وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {105}]
فمعنى الآيات واضح وهو أن الله تعالى يوجب علينا أن تكون هناك طائفة من الأمة وهم العلماء تقوم بالفرض الكفائي فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لكن دون تحزب واختلاف فالآتين الكريمتين جمعت بين وجوب وجود طائفة تأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع تحريم التحزب والاختلاف.

فلا تلازم بين إنشاء جماعة أو هيئة من العلماء تقوم بالفرض الكفائي فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وبين الحزبية التي تعني الولاء والبراء على حزب والعصبية له وإلا فإن أهل السنة والجماعة قد قاموا بتطبيق الآية ولم نرى منهم أي تحزب فهذه جمعية العلماء المسلمين في الجزائر برئاسة عبد الحميد بن باديس كانت تدعوا الناس للخير فتعلمهم التوحيد والسنة وتحذرهم الشرك والبدعة وأيضا هئية كبار العلماء في السعودية وجمعية أنصار السنة في مصر وغيرها من الجمعيات السنية والجامعات السلفية فمن قال لكم أن إنشاء جماعة أو هيئة تقوم بالفرض الكفائي يستلزم الحزبية؟!
قَالَ العلامة مقبل بن هادي الوادعي- رحمه الله تعالى- : "وتلكم الجمعيات الَّتِي لا يؤذن لَهَا إلا بشروط أن تكون تَحت رقابة الشئون الاجتماعية وأن يكون فيها انتخابات وأن يوضع مالها فِي البنوك الرِّبوية، ثُمَّ يلبس أصحابها عَلَى الناس ويقول: هل بناء المساجد وحفر الآبار وكفالة اليتامى حرام؟ فيقال لَهم: يا أيها الملبِّسون من قَالَ لكم: إن هذا حرام؟ فالحرام هِيَ الحزبية، وفُرقة المسلمين..."
مُقدِّمة (ذم السائل) (ص8)

◄رابعا:ماذا لو قلنا: ولتكن من حزب الإخوان أمة يدعون الى الخير ومن حزب النهضة أمة يدعون إلى الخير ومن حزب النور أمة يدعون إلى الخير ...إلخ هل يرضى الحزب أن ينشأ داخل الحزب أمة أو أمم يدعون الى الخير؟ أيرضون التعددية في بنية أمة الاسلام ولا يرضونها في بنية أحزابهم؟
لماذا يجوز لي أن أنشىء حزبا بل وأحزابا في دين محمد.
ولا يجوز لنهضاوي أو نوري أو إخواني أو... أن ينشىء حزبا جديدا في نفس الحزب الذي ينتمي إليه؟

◄خامسا:أنه من المعلوم أن كل الأحزاب تجعل من هذه الآية دليلا على مشروعية تحزبها , وهذا مدعاة للتحزب والانشقاق لأن الأحزاب تكثر بسرعة ولا يعود من الممكن تقييد التحزب بحزب أو حزبين. في حين أن الآية نصت على اختيار أمة واحدة لا أمماً شتى، ولم يتحدث القرآن عن أحزاب اسلامية وانما أجاز وجود حزب واحد وهو حزب الله في مقابل حزب الشيطان.

جمال البليدي
2012-03-20, 11:14
◘الشبهة الثامنة : قالوا: يجوز الأخذ بجزئية من "النظام الجاهلي"!


قولهم تحت عنوان: "موقفنا من النظم الأخرى" (ص19) من كُتيّب (شرعية الانتخابات): "ولكن هل يحرم أن نأخذ بجزئية من نظام جاهلي, وهذه الجزئية صحيحة؟.
قالوا: يجوز ذلك, إن لم يتوجب عليك أن تأخذ بالجزئية الصحيحة النافعة المشروعة من مجموعة جزئيات تكوّن نظاماً يمكن أن نطلق عليه بمجموعه: "النظام الجاهلي".


واحتجوا بحجتين:

◄الأولى: الجوار فقالو: (هي مسألة الجوار, أي أن شخصاً يعلن أنه يجير فلاناً الفلاني, وبهذا الإعلان صار في حمايته, وهذا النظام أخذ به النبي صلى الله عليه وسلم, وأخذ به أصحابه, فقد رضي بجوار عمه أبي طالب, ودخل مكة بجوار مطعم بن عدي). أهـ كلامهم.

◄الثانية: حديث حلف الفضول فقالوا: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حضرت في بيت عبدالله بن جدعان حلفاً, قبل أن يكرمني الله بالنبوة, ما أود أن يكون لي به حمر النعم, اجتمعت بطون قريش, وتحالفوا على نصرة المظلوم بمكة, ولو دعيت لمثله لأجبت))".

◘الجواب على حجتهم الأولى:

أقول(*): القصة التي احتجتم بها لم تثبت, أخرجها ابن إسحاق مُعْضَلَة, وكل من ذكرها كابن هشام وابن كثير اعتمدوا على رواية ابن إسحاق, فهي غير صحيحة, مع أن قصة جوار أبي بكر مع ابن الدغِنّة ثابتةٌ في (البخاري) وغيره. فكان الأولى بهم -لو أنهم يهتمون بنظافة الأسانيد- أن يستدلوا بما صحّ, لا بما هو ساقط السند. وهذه ثمرة قولهم: " ليس هذا زمان: حدثنا وأخبرنا, ولا نشتغل بقول من قال: حديث صحيح أو ضعيف, فإن هذا تضييع وقت".
ونأتي إلى مناقشة هذا الاستدلال, وادعاء أن هذا أخذ بنظام جاهلي, فنقول(*):
هذا الاستدلال على جواز أخذ نظام "الانتخابات" وغيره مردود من وجوه:
◄الوجه الأول: هذه القصة على فرض صحتها, لا تنطبق على مسألة "الانتخابات", لا من قريب ولا من بعيد, فما هي علاقة قضية "الانتخابات" بجوار النبي صلى الله عليه وسلم عند مطعم بن عدي؟ ألسنا نحن في بيوتنا؟. لسنا مشرّدين بحمدالله, ولا مطارَدين, فالنبي صلى الله عليه وسلم كان مطارَداً, بخلافنا.
هذا الاستدلال في غير موضعه, ولا صلة له بالموضوع الذي نحن فيه, وما أكثر الفساد في الدين إذا كان الفقه هكذا...!
◄الوجه الثاني: على سبيل الافتراض جدلاً أن قضية الجوار المذكورة يستدل بها على جواز الدخول في "الانتخابات", فهنا سؤال, وهو:هل حصل أن الرسول صلى الله عليه وسلم تنازل عن شيء من الحق حين آواه مطعم بن عدي إلى جواره؟ أو ارتكب شيئاً من المفاسد السابقة؟.
الجواب: لا. فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ما تنازل عن شيء من الحق. –هذا على فرض صحة القصة- فهل حصل من الذين دخلوا في "الانتخابات" تنازل عن حق أم لا؟.
الجواب: نعم. فقد تنازلوا عن أحكام كثيرة شرعها الله عز وجل, حرصاً على الوصول إلى مآربهم, وارتكبوا في سبيل ذلك كثيراً من المفاسد, كما سبق بيانها مفصلاً.
◄الوجه الثالث: قولهم: "إنّ لنا أن نأخذ من أنظمة الكفر ما كان صحيحاً".
قلت(*): كلمة "صحيحاً" غير صحيحة, وأين الصحة من نظام "الانتخابات" الذي أخذتم به؟!.
أليس قد سبق أن قلنا: إن قبول نظام "الانتخابات" يوقع الآخذين له في مفاسد كثيرة, ومنها: الشرك بالله, -في كثير من الحالات-, فما قيمة كلمة "صحيحاً"؟, وهل يوجد في نظام الكفار قضية صحيحة, وليست موجودة في الإسلام, فيما يتعلق بما نحن بصدده من كيفية إقامة حكم الله في الأرض؟.
فالواقع يشهد أن ما عندنا في أي قضية من قضايا رعاية الحقوق, وإصلاح أحوال الناس, وإزالة الشرِّ, وتحقيق العدل, ونشر دين الله, هو أضعاف أضعاف ما عندهم, قال تعالى: [ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يوقنون] المائدة. وقال تعالى: [والله يعلم وأنتم لا تعلمون] البقرة. وقال تعالى: [ قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أُنزل إليكم من ربكم] المائدة. وقال تعالى: [ ثم جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً] الجاثية.
فأخبر الله سبحانه وتعالى أنهم ليس عندهم إلا الهوى.
وعلى كلٍ: فقد اتضح لنا من هذا كله؛ أن هذا تَقَوُّل على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى الإسلام بدون علم وفقه, وأن سبب ذلك عدم رد المسائل إلى العلماء القادرين على إخراج الأمة من المزالق.
وأذكرهم بقول الله تعالى: [ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين] الحاقة.

◘الرد على استدلالهم بحديث الفضول:

أما الدليل الثاني الذي استدلوا به على جواز أخذ نظام جاهلي جزئي على حد زعمهم فنصه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حضرت في بيت عبدالله بن جدعان حلفاً, قبل أن يكرمني الله بالنبوة, ما أود أن يكون لي به حمر النعم, اجتمعت بطون قريش, وتحالفوا على نصرة المظلوم بمكة, ولو دعيت لمثله لأجبت)).
ووجه الدلالة: أن أولئك الذين اجتمعوا وكانوا ينتمون للنظام الجاهلي والعصبية الجاهلية, اجتمعوا على خصلة حميدة, وهي: تكاتفهم على نصرة المظلوم, فأجازها النب صلى الله عليه وسلم وباركها". أهـ, يُنظر كُتيّب (شرعية الانتخابات).

قلت(*): أما حديث شهوده صلى الله عليه وسلم حلف قريش فقد رواه أحمد والبخاري في (الأدب المفرد) والحاكم وصححه, وسكت عليه الذهبي, وصححه الشيخ: الألباني في (السلسلة الصحيحة 4/524) وله شواهد أخرى عند الطبراني وغيره, فالحديث صحيح, وقد شهد هذا الحلف وأشاد به صلى الله عليه وسلم, لكن : ما هو النظام الجاهلي الذي أخذه النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الحلف؟
الجواب: ما حصل أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ من هذا الحلف نظاماً واحداً, ولا قضية واحدة, فكيف جاز لهم أخذ نظام "ديموقراطي"؟ سواء أخذوا به كله أو ببعضه؟. والنبي صلى الله عليه وسلم ما أخذ شيئاً من نظام الكفر.
واُلخِّص الجواب على استدلالهم بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأحلاف التي كانت في الجاهلية, بما يلي:
اختلف العلماء في حكم هذه الأحلاف, فمن قائل: إن هذه الأحلاف نسخها الإسلام, وأبدلنا الله عنها بإخوّة الدين, لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا حلفَ في الإسلام)) رواه مسلم. ومن قائل: إنها محكمة وباقية في نصرة المظلوم.
فعلى قول من يرى النسخ؛ فلا دليل لكم في هذا الإقرار لبعض أحلاف الجاهلية, وعلى قول من يرى أنها محكمة؛ فنسأل المخالف: هل ارتكب النبي صلى الله عليه وسلم أي مفسدة في إقراره لهذه الأحلاف؟ وهل تنازل عن شيءٍ من دعوته بسبب هذه الأحلاف؟
فإن قلتم: نعم, فبيّنوه لنا, وإن قلتم: لا, -وهو الصواب- فلماذا تستدلون به على نظام "الانتخابات" التي قد بيّنا الكثير من مفاسدها, ومن تنازلات مَنْ رفع لواءها.
ثم نسألكم: هل أنتم عندما قلتم: "إن أخذ جزئية نافعة صحيحة مشروعة من نظام جاهلي لا بأس بذلك", اكتفيتم بهذه الجزئية النافعة على حد زعمكم, أم أخذتم النظام "الديمقراطي" ورضيتم بأن يكون تغيير المنكر -على حد زعمكم- من خلاله.
فأخبروني: ما هي بقية الجزئيات التي رفضتم الخضوع والرضوخ لها؟ حتى نقول: إنكم اقتديتم بالنبي صلى الله عليه وسلم, فإن قلتم: نحن نكفر بحاكمية الشعوب, قلت: هذا كلام نظري, لكن ما بالكم سلمتم للأغلبية عملياً في المجالس النيابية.
أما الرسول صلى الله عليه وسلم ـ مع شهوده بعض الأحلاف النافعة, وإقراره لها ـ فإنه تبرّأ من كل أمر يخالف الإسلام, ولم يمارسه, بل هجر أهله وأماكنه والأسباب المفضية إليه, ولكن هكذا فقه الخَلَف, فرحم الله السلَف.

-----------------------------
(*)القائل هو فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام في كتابه"تنوير الظلمات بكشف مفاسد الانتخايات".

قطوفها دانية
2012-03-20, 11:14
السلام عليكم ورحمة الله

لم أقرأ الموضوع بعد و لكن ثقتي بحرصكم على الدفاع على دين الله كبيرة

جعلكم الله من أسود السنة الحريصين على الدفاع عليها

جمال البليدي
2012-03-20, 11:16
◘الشبهة التاسعة: قولهم" نحن دخلنا في الانتخابات من أجل إقامة دولة الإسلام" :


الإسلاميون يقولون: نحن ندخل في "الانتخابات" من أجل أن نقيم دولة الإسلام!.
فكيف يُقيم دولة الإسلام, ويحكم بشرع الله, من بدأ بالتنازل من أول وهلة؟!. أليس قانون "الانتخابات" جزءاً من الدساتير العلمانية المستوردة مِنْ قِبَل الكفار؟.
الجواب: بلى.
فإذا كانوا حقا سيقيمون دولة الإسلام على حد زعمهم فلماذا ما يبدءون بإقامتها برفض "الانتخابات", ويقولون: نحن ما نقبل "الانتخابات" لأنها نظام طاغوتي؟.
ما سمعنا أحداً منهم تبرأ ورد هذا البلاء. فعند خضوعهم للدستور في قضية "الانتخابات" صاروا محجوجين بهذا التنازل, إذا أرادوا أن يصححوا أي حكم من أحكام "الديموقراطية".
كيف يرضون أن يحكمهم نظام الغرب, ويقولون: نحن سنقيم حكم الله؟!. فالقضية قضية شعارات فقط.
ونحن نعد هذا التصرف من إخواننا تنازلاً, وهم دائماً يهبطون على سلّم التنازل, وعلى سبيل المثال: كانوا يقولون: سنقيم دولة الإسلام, ودندنوا بهذه الكلمة, ثم ما شعرنا إلا وعندهم شعار جديد, وهو: ]إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت[. ثم هاهم اليوم في مصر وتونس يعلونها صريحة (نريدها دولة مدنية لا إسلامية)) فعن أي دولة إسلامية يتحدثون وهم قد تنازلوا عنها؟ !
. قال الله سبحانه وتعالى: [وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلاً ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرًا] الإسراء.
فالكفار هنا لا يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يترك دينه, لأنهم قد علموا أنه لا يترك دينه, لكنهم يطالبونه بالتنازل, ولو في بعض الحقّ, فربنا يمتنّ على نبيه صلى الله عليه وسلم بما منحه من الخير والفهم الصحيح والثبات والعصمة عند مواجهة المشركين. وأفادت الآية أن اكتساب أصحاب الزعامات والسلطات, ليكونوا في صف الدعوة على حساب الدعوة إلى الله؛ لا يجوز, لأن التنازل عن شيء من هذا الدين, باسم تحقيق مصلحة الدعوة؛ لا يجوز, والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: [وأن احكم بينهم بما أنزل الله واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يوقنون] المائدة.
وللأسف لقد نجح العلمانيون في جر هؤلاء الحزبيين إلى الساحة السياسية العلمانية باستخدام الإعلام, فكانت المشاركة في الاستفتاء هي أول التنازلات , وفتح الباب لتكوين الأحزاب ودخول الانتخابات والدعوة إلى الديمقراطية وحرية الرأي و الانقسام في الصف, فسارع الحزبيون(الإسلاميون) في مصر إلى صناديق الاستفتاء لحماية المادة الثانية في الدستور كما صور لهم الإعلام العلماني تمهيدا للدخول في الانتخابات التي لن يكون لهم منها إلا الاتهامات بتزويرها ورفع الشعارات ومداهنة الكفار وأهل الضلالات.

◄أما دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فلم تكن موجهة إلى مصادمة الحكومات القائمة أو مشاركاتها في الباطل,وإنما كانت دعوة للتوحيد, وتعليم الناس وتعبيدهم لربهم, وأما فرض الشريعة بالقوة أو المشاركة مع أهل الباطل ومداهنتهم فهذا ليس من أساليب الإسلام, ومن تأمل حال النجاشي ملك الحبشة الذي كان مسلما ولم يطعه قومه , ورفضوا الدخول في الإسلام, علم يقينا أن الحل في الدعوة إلى الإسلام وتعليم الناس أمور دينهم, وليس في فرض الدين بالقوة مع أن هؤلاء يريدون فرضه بقوة الدستور والقانون الذي يحمي الحريات ويرعى حرية الأديان !!
وصدق القائل :
أيها المنكح الثريا سهيلا.............عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت.............وسهيل إذا استقل يماني

وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن الطريقة الشرعية لتطبيق الدين والتمكين في الأرض, فقال : [ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ].
وقال : [وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا(66) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا(67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا(68) ] النساء.

قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله : ( أخبرهم لو أنهم فعلوا ما يوعظون به أي : ما وظف عليهم في كل وقت بحسبه, فبذلوا همهم , ووفروا نفوسهم للقيام به وتكميله, ولم تطمح نفوسهم لما لم يصلوا إليه, ولم يكونوا بصدده , وهذا هو الذي ينبغي للعبد, أن ينظر إلى الحالة التي يلزمه القيام بها فيكملها, ثم يتدرج شيئا فشيئا حتى يصل إلى ما قدر له من العلم و العمل في أمر الدين والدنيا, وهذا بخلاف من طمحت نفسه إلى أمر لم يصل إليه ولم يؤمر به بعد, فإنه لا يكاد يصل إلى ذلك بسبب تفريق الهمة , وحصول الكسل وعدم النشاط.))
تنبيه:
كثير من الناس يطلق قوله: نريد أن نقيم دولة إسلامية, ونحن -ولله الحمد- في بلاد إسلامية, ليست كافرة, وإن كان فيها كثير من المخالفات الشرعية, إلا أن ذلك لا يسوّغ تكفيرها, وإخراجها من جملة البلاد الإسلامية. وإذا جارينا غيرنا في هذا الاصطلاح, فمرادنا به: قيام الدولة الإسلامية الراشدة, التي تسير على منهاج النبوة ما أمكن, فليُتَنَبَّه لهذا, والله أعلم.

جمال البليدي
2012-03-20, 11:21
السلام عليكم ورحمة الله

لم أقرأ الموضوع بعد و لكن ثقتي بحرصكم على الدفاع على دين الله كبيرة

جعلكم الله من أسود السنة الحريصين على الدفاع عليها

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

أحسن الله إليكم أختاه وجزاكم خيرا على حسن ظنكم بي , ونسأل الله تعالى أن يرضى عنا جميعا ويجعلنا ممن يسمعون القول ويتبعون أحسنه....البحث طويل لأنه ماعاد ينفع الإختصار مع من يلبس في الدين ويدافع باستماتة عن الغرب مستغلا الضعف الذي تمر به أمتنا الحبيبة في هذه الحقبة من الزمن , وهذا حال المنافقين: في وقت العزة للمسلمين يكونون مع الإسلام لكن لما احتاج لهم المسلمين في وقت الشدة انتكسوا وراحوا يدافعون عن أهل الإلحاد والعلمانيين . وإلى الله المشتكى, وحسبنا الله ونعم الوكيل.

جمال البليدي
2012-03-20, 11:25
◘الشبهة العاشرة:قولهم إقامة الشريعة يكون بالتدرج:


يقولون ـ وهو من باب المغالطة ـ لمن قال لهم: أنتم ما حققتم في خلال هذه الفترة شيئاً يذكر, يقولون: "إقامة الشريعة تكون عن طريق التدرّج"!.

◄وهذا ليس بصحيح لأمور, منها:
1- تكون إقامة الشريعة عن طريق التدرج بالطرق الشرعية, لا بالأنظمة الغربية وما يفعله دعاة الانتخابات ليس بتدرج فهم لم يتدرجوا إنما أرادوا أن يصعدوا مباشرة إلى الحكم بتقديم التنازلات تلوى التنازلات فالأولى لهم أن يقولوا "تنزل" وليس"تدرج" !
أما سمعت شيخهم حازم أبو صلاح كيف تنازل عن عرض رسول الله وقالها بملئ فيه : أنا مابزعلش منوا لو أنا المسيحي قال عن نبينا كذاب هذا حقه!
http://www.safeshare.tv/w/HfwpxbGKFe

أما سمعت شيخهم عبد المقصود كيف طالب بتشكيل لجان شعبية لحماية الكنائس الشركية
http://www.safeshare.tv/w/PlxwDTSuFx

هل هذا تدرج في الشريعة أم تنازل؟!
2- هذا الكلام يقوله دعاة "الانتخابات" الإسلاميون, لكي يقنعوا الناس بـ"الانتخابات", والدخول فيها, وأما أعضاء مجلس النواب من الإسلاميين, فهم ليسوا حول إقامة الإسلام بالتدرج ولا بغيره, بدليل أنهم كلما جاء حُكْمٌ, وافقوا عليه مهما كان فيه من المخالفة الشرعية, بدون أي تأخّر, إلا من رحم الله سبحانه,وذلك تحت مبررات واهية, هذا إن استُشيروا, وأما إن قُطِع الأمر بدونهم, فهذا أمر آخر, وما أشبه حالهم بمن قال:
ويُقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يُستأذنون وهم شهود
3- لماذا لا تشرحون طريقة التدرج هذه؟ فأنتم تركتموها مفتوحة ـ والله أعلم ـ من أجل أنكم كلما أراد أن يحتجّ عليكم محتج, قلتم: أما نحن فقد قلنا: "إن تطبيق الشريعة بالتدرج", وأظن والله أعلم أنكم ما دمتم هكذا فقد تقوم الساعة, وما حققتم هذا الهدف.
فكيف يكون التدرج بالله عليكم؟!
هل عندما تصلون إلى الحكم ستقولون للنصارى اخرجوا من أحزابنا ولا يوجد حرية إلحاد ولا أفلام دعارة في التلفاز ولا تبرج ولا شواطئ عري ولا.....؟ هل تعرفون ماذا سيحصل لو فعلتم ذلك؟ سيحصل أحد الأمرين إما عراق آخر أو سودان آخر وهذا أمر بديهي لأن الناس لم تتهيأ بعد للحكم بالشريعة تحتاج إلى التصفية والتربية.
4- ليس لكم حُكْمٌ نافذ إلا من العلمانيين, وليس في أيديكم شيء وإن كثرتم, فلا تكونوا خياليين, لأنكم سلطتم القانون على أنفسكم, فاتقوا الله, وكونوا مع الصادقين.
وعلى هذا فدعوى: أنكم ستقيمون الشريعة بالتدرج, دعوى عارية عن الحقائق والأدلة.
وأخشى -والله- أن تضيّعوا بقية ما عندكم من الخير, باسم أنكم في التدرج.
والله سبحانه وتعالى يقول: [يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون] الصف.

جمال البليدي
2012-03-20, 11:29
◘الشبهة الحادية عشر: قولهم أن الانتخابات مسألة إجتهادية

يقولون في قضية "الانتخابات": هي مسألة اجتهادية.

◄فنقول لكم:

ماذا تعنون بقولكم: إنها مسألة اجتهادية؟.
◄فأولا :إن قلتم: أي إنها مسألة جديدة لم تكن معروفة في زمن الوحي والخلفاء الراشدين.
فالجواب من ثلاث أوجه:
الوجه الأول : أن هذا يناقض قولكم السابق بأنها كانت في صدر الإسلام, فتذكّروا ما تقولون وتكتبون, ولا تحملكم قناعتكم بفكرة, أن تقولوا قولاً لينفعكم في مجلس ما, ثم تحكمون عليه بالنقض في مجلس آخر, فلا يغرنكم عدم إدراك كثير ممن يسمعونكم لهذا التناقض, فإن في الزوايا بقايا.
الوجه الثاني : نعم, لم تكن هذه الطامات موجودة في زمن الوحي, وليس معنى ذلك أنه ما لم يكن موجوداً بذاته في زمن الوحي, أن يكون الأمر متروكاً فيه للاجتهاد, ولا ينكر فيه على المخالف, فالعلماء في هذا ينظرون لكل حادثٍ جديدٍ, ويردونه إلى الأصول والكليات, ويعرفون الأشباه والنظائر ويلحقونها بها, ومن ثَمّ يلحقونها بالحكم الأول إباحةً أو حظراً, إيجاباً أو تحريماً, وما نحن فيه قد سبق بيان مفاسده.
الوجه الثالث :نسألكم ونقول : ما هي أسباب عدم وجود الانتخابات في زمن الوحي والخلفاء الراشدين؟ ! خاصة وأنكم تزعمون أنها الحل الوحيد للوصول إلى الحكم وتحقيق المطالب الشرعية للمسلمين-كما تدعون؟
لا بد من معرفة سبب عدم وجود هذه الانتخابات في زمن الوحي...أهو الزهد في الخير, أم أن هناك سبيلا أفضل منها, أم أنها تخالف سبيل المؤمنين....؟ ! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم((خيركم قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم)) أخرجه البخاري ومسلم.
لماذا لم يوفق المتقدمون لخيرية الانتخابات-كما تدعون- , ووفق إليها المتأخرون؟ !
◄و ثانيا :إن قلتم: هي مسألة اجتهادية بمعنى: أنه لم يرد فيها نص,فالوجهين الأول والثاني من الجواب السابق شامل لهذا أيضا.
◄وثالثا :إن قلتم: هي مسألة اجتهادية بمعنى: أننا ندرك حرمتها, لكن نرى أن الدخول في ذلك يحقق مصالح لا تكون بدون هذا الدخول, وأنتم أيها السلفيون ترون المفسدة في ذلك, فهي اجتهادية, بمعنى تحقيق المناط, وتطبيق الأحكام الشرعية على الواقع القائم. وهذا مجال تختلف فيه الأنظار, فلا ينكر على أحد.
قلت:
ولو سلمنا بذلك لكان لهذا وجه قبل خمسين عاماً مثلاً, وذلك عند ابتداء فرض هذه الفكرة ـ فكرة النظام الديمقراطي ـ على بلاد المسلمين, فالأنظار تختلف في الشيء الجديد.
أمّا أنّ المسلمين لهم قدر ستين عاما يلهثون وراء ذلك, وما رجعوا إلا بخفي حنين, فهل نضرب بتجارب المسلمين خلال أكثر من نصف قرن عرض الحائط؟ ونعيد أذهاننا إلى الوراء ستين عاماً؟, فأين حديث رسول اللهصلى الله عليه وسلم ((لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين))؟ متفق عليه من حديث أبي هريرة.
وإلا فما هي هذه المصالح المزعومة ؟ ! إن قلتم : المصلحة في وصول إلى الحكم فنقول : متى كان الوصول إلى الحكم مطلب شرعي في ظل وجود حاكم مسلم-وإن كان ظالما_ وقد تقدم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن طلب الإمارة , وأنتم إن وصلتم الحكم فإنكم ستصلون عن طريق تقديم التنازلات تلوى التنازلات لأنكم لن تتمكنوا من جمع أصوات الأغلبية التي تتكون من الجهلة والفسقة والعلماء والفضلاء والمسلمين والنصارى إلا عن طريق إرضاءهم كلهم وهذا لا يكون إلا بالتنازل عن الكثير من أمور الدين التي لا تتماشى مع أهواء رأي الأغلبية !
وإن قلتم : المصلحة هي أننا سنحكم بالشريعة فقد تقدم في الرد على الشبهة التاسعة استحالة الحكم بالشرعية بسلوك طريق غير طريق الأنبياء عليهم السلام !
◄ورابعا :إن قلتم: إنها مسألة اجتهادية بمعنى: أنها نِزاعيّة بين العلماء وليست إجماعية.
فالجواب:
1-أنَّ المسائل قد تكون اجتهادية في مبدئها ثم يتخذها البعض شعاراً لأمر لا يسوغ؛ فحينها يجب الإنكار.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في [منهاج السنة 1/44]: ((المسألة اجتهادية فلا تنكر إلا إذا صارت شعاراً لأمر لا يسوغ فتكون دليلاً على ما يجب إنكاره، وإنْ كانت نفسها يسوغ فيها الاجتهاد)).

2-من المعلوم أنه ينكر على مخالف الإجماع الصحيح, لكن بقي تفصيل في مسائل الخلاف:
فمنها: ما هو ظاهر الحجة لأحد الطرفين, مع وجود مخالف لهذا الأمر الظاهر, فليس معنى ذلك إرخاء الحبل لمن أخذ بأي قول.
وكم هي المسائل الإجماعية بالنسبة للخلافية؟.
وبطون الكتب طافحة بردود أهل العلم على بعضهم البعض, في مسائل لم تسلم من وجود مخالف فيها.
نعم, هناك مسائل خلافية تتجاذب فيها الأدلة, ولا يوجد وجه صريح أو ظاهر في الترجيح, فعند ذلك يتنزل قول أهل العلم: "المسائل الخلافية لا يتعين فيها الإنكار".
وألفت النظر في هذه العبارة إلى أمرين:
الأول: استقراء وتتبع المواضع التي ورد فيها هذا القول من أهل العلم: هل ورد ذلك في مسائل تفضي إلى مثل تلك المفاسد السابقة؟ أم في مسائل دون ما نحن فيه؟.
الثاني: قولهم: "لا يتعين", ليس معناه أنه لا يجوز, بل من سكت فلا إثم عليه, ومن أنكر بالشروط الشرعية في الإنكار, المفضية للمصلحة الشرعية, لا للمفسدة, فهو جائز, بل مستحب.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (وقولهم إنَّ مسائلَ الخلافِ لا إنكارَ فيها: ليس بصحيحٍ، فإنَّ الإنكارَ إمَّا أَن يتوجَّهَ إلى القول، والفتوى، أو العمل.
أما الأوَّل: فإذا كان القولُ يخالفُ سنَّةً، أو إجماعاً شائعاً: وجب إنكارُه اتفاقا، وإن لم يكن كذلك: فإنَّ بيانَ ضعفِهِ ومخالفته للدليل، إنكارٌ مثلُه، وأمَّا العملُ فإذا كان على خلافِ سنَّةٍ، أو إجماعٍ: وجب إنكارُه بحسب درجاتِ الإنكارِ، وكيف يقول فقيهٌ " لا إنكارَ في المسائلِ المختلفِ فيها"؛ والفقهاءُ مِن سائرِ الطوائفِ قد صرّحوا بنقضِ حكمِ الحاكم إذا خالف كتاباً أو سنَّةً، وإن كان قد وافق فيه بعضَ العلماء ؟!
وأما إذا لم يكن في المسألةِ سنَّةٌ ولا إجماعٌ، وللاجتهاد فيه مساغٌ؛ لم تنكر من عمل بها مجتهدا أو مقلداً.
وإنما دخل هذا اللبسُ مِن جهة أنَّ القائل يعتقد أنَّ مسائل الخلاف هي مسائلُ الاجتهاد، كما اعتقد ذلك طوائف مِن الناس ممن ليس لهم تحقيقٌ في العلم.
والصواب: ما عليه الأئمةُ أنَّ مسائلَ الاجتهادِ ما لم يكن فيها دليلٌ يجب العملُ به وجوباً ظاهراً، مثل حديثٍ صحيحٍ لا معارض له مِن جنسه: فيسوغ فيها - إذا عُدم فيها الدليلُ الظاهر الذي يجب العمل به - الاجتهاد لتعارض الأدلة، أو لخفاء الأدلة فيها .
وليس في قول العالِم "إنَّ هذه المسألة قطعيَّةٌ أو يقينيَّةٌ، ولا يسوغ فيها الاختلاف"، طَعْنٌ على مَن خالفها، ولا نسبةٌ له إلى تعمُّدِ خلافِ الصوابِ.
والمسائل التي اختلف فيها السلف والخلف وقد تيقنَّا صحةَ أحدِ القولين فيها: كثيرةٌ مثلُ كون الحامل تعتد بوضع الحمل ) ، وأنَّ إصابة الزوج الثاني شرط في حلها للأول ) ، وأن الغسل يجب بمجرد الإيلاج وإن لم ينـزل ، وأن ربا الفضل حرام ، وأن المتعة حرام ) ، وأن النبيذ المسكر حرام ، وأن المسلم لا يقتل بكافر ، وأن المسح على الخفين جائز حضرا وسفرا ، وأنَّ السنَّة في الركوع وضع اليدين على الركبتين دون التطبيق ، وأن رفع اليدين عند الركوع والرفع منه سنَّة ، وأنَّ الشفعة ثابتة في الأرض والعقار ، وأنَّ الوقف صحيح لازم ، وأنَّ دية الأصابع سواء ، وأنَّ يد السارق تقطع في ثلاثة دراهم ، وأنَّ الخاتم من حديد يجوز أن يكون صداقا ، وأنَّ التيمم إلى الكوعين بضربة واحدة جائز ، وأن صيام الولي عن الميت يجزئ عنه ، وأن الحاج يلبي حتى يرمي جمرة العقبة ، وأنَّ المحرم له استدامة الطيب دون ابتدائه ، وأنَّ السنة أن يسلم في الصلاة عن يمينه وعن يساره" السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله" ، وأنَّ خيار المجلس ثابت في البيع ( ، وأنَّ المصرّاة يَرد معها عوض اللبن: صاعاً من تمر ، وأنَّ صلاة الكسوف بركوعين في كل ركعة ، وأنَّ القضاء جائز بشاهد ويمين ، إلى أضعاف أضعاف ذلك مِن المسائل، ولهذا صرَّح الأئمة بنقض حكم مَن حكم بخلاف كثيرٍ مِن هذه المسائل مِن غير طعنٍ منهم على مَن قال بها.
وعلى كلِّ حالٍ: فلا عذر عند الله يوم القيامة لِمن بلغه ما في المسألة - هذا الباب وغيره- مِن الأحاديث، والآثار التي لا معارض لها إذا نبذها وراء ظهره، وقلَّد مَن نهاه عن تقليده، وقال له: لا يحل لك أن تقول بقولي إذا خالف السنَّة، وإذا صح الحديث فلا تعبأ بقولي، وحتى لو لم يقل له ذلك: كان هذا هو الواجب عليه وجوباً لا فسحة له فيه، وحتى لو قال له خلاف ذلك، لم يسعه إلا اتباع الحجة، ولو لم يكن في هذا الباب شيءٌ مِن الأحاديث والآثار البتة: فإنَّ المؤمن يعلم بالاضطرار أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلِّم أصحابه هذه الحِيَل، ولا يدلهم عليها... وهذا القدر لا يحتاج إلى دليلٍ أكثر مِن معرفة حقيقة الدين الذي بَعث الله به رسولَهُ.أ.هـ‍" اعلام الموقعين" (3/300-301).

◄ثم إني أسأل سؤالاً آخر, فأقول: وهل أنتم ـ معشر القائلين بأنها مسألة اجتهادية, لا يُنْكَر فيها على المخالف ـ التزمتم بهذا القول مع إخوانكم طلبة العلم الذين أنكروا ذلك, ولم يشاركوكم في هذا؟ أم قلتم: "هم إخوان الاشتراكيين من الرضاع"؟! ومنكم من قوّى نسبتهم وصلتهم بالاشتراكيين فأطلق: أنهم اشتراكيون وعملاء للحكام, وغير ذلك من التهم التي لو عاملناكم بظاهر أعمالكم, وجازفنا كما تجازفون, لقلنا: إن هذه الفِرَى أنتم أحق بها وأهلها.
لكن يحملنا ديننا وخوفنا, من يومٍ تُنشر فيه الصحف, فتَبْيَضُّ فيه وجوه, وتَسْوَدُّ وجوه, على عدم معاملتكم بالمثل.
والشكوى إلى الله عز وجل. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

جمال البليدي
2012-03-20, 11:33
يتبع إن شاء الله.............

جمال البليدي
2012-03-21, 02:03
◘الشبهة الثانية عشر: قولهم أن الانتخابات مصلحة مرسلة:


يقولون: نحن دخلنا في "الانتخابات" من باب أنها مصلحة من المصالح المرسلة!.

الجواب:
1- المصلحة المرسلة ليست أصلاً من أصول الدين التي يُعمل بها, وإنما هي وسيلة متى توفرت شروطها, عُمِل بها, ومتى لم تتوفر, لم يُعمَل بها.
2- تعريف المصلحة المرسلة هي: ما لم يأت نص فيه بعينه بتحريم ولا وجوب, مع اندراجها تحت أصل عام.
وتعريف آخر يذكره الأصوليون وهو: الوصف الذي لم يثبت اعتباره ولا إلغاؤه مِنْ قِبَلِ الشارع.
قال الشاطبي رحمه الله تعالى في كتابه (الموافقات4/210):
"فإن الإقدام على جلب المصالح صحيح, بشرط التحفظ بحسب الاستطاعة من غير حرج" أهـ.
فالمصالح المرسلة هي التي ليس هناك دليل باعتمادها أو إلغائها, ومنها: مصلحة عامة أو خاصة, أما ما نحن فيه, ففيه من المفاسد السابقة الذكر التي لا يشك عاقل أنها كافية في إخراج محل النزاع من باب المصالح المرسلة, إلى المفاسد المحرمة, والله أعلم.
3-ما من صاحب بدعة وإلا ويتحجج بأن بدعته من المصالح المرسلة ؟ فما ضابط التفريق بين البدعة والمصلحة المرسلة؟ يجيبك شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول:
((والضابط فِي هذا -والله أعلم-: أن يُقال: إن الناس لا يُحدثون شيئًا إلا لأنَّهم يرونه مصلحةً؛ إذ لو اعتقدوه مفسدةً لَمْ يُحدثوه, فإنه لا يدعو إليه عقلٌ ولا دينٌ, فما رآه الناس مصلحةً نظر فِي السبب الْمُحوج إليه, فإن كان السبب الْمُحوج أمرًا حدث بعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم من غير تفريط منا، فهنا قد يَجوز إحداث ما تدعو الْحَاجة إليه, وكذلك إن كان الْمُقتضي لفعله قائمًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن تركه النَّبِي صلى الله عليه وسلم لِمعارضٍ زال بِموته.
وأما ما لَمْ يَحدث سببٌ يُحوج إليه، أو كان السبب الْمُحوج إليه بعض ذنوب العباد، فهنا لا يَجوز الإحداث؛ فكل أمرٍ يكون الْمُقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودًا لو كان مصلحةً، ولم يُفعل يُعلم أنه ليس بِمصلحةٍ, وأما ما حدث الْمُقتضي له بعد موته من غير معصية الخلق, فقد يكون مصلحة – ثم قال: فأما ما كان الْمُقتضي لفعله موجودًا لو كان مصلحةً, وهو مع هذا لَمْ يشرعه, فوضعه تغييرٌ لدين الله, وإنَّما دخل فيه من نسب إلَى تغيير الدِّين من الْمُلوك والعلماء والعباد، أو من زلَّ منهم باجتهاد, كما روي عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وغير واحدٍ من الصحابة:" إن أخوف ما أخاف عليكم: زلَّة عالِم, وجدال منافقٍ بالقرآن, وأئمةٌ مضلُّون ".

فمثال هذا القسم: الأذان في العيدين, فإن هذا لَمَّا أحدثه بعض الأمراء, أنكره الْمُسلمون؛ لأنه بدعةٌ, فلو لَمْ يكن كونه بدعةً دليلاً على كراهيته, وإلا لقيل: هذا ذكرٌ لله ودعاءٌ للخلق إلَى عبادة الله, فيدخل في العمومات, كقوله: (اذكروا الله ذكرًا كثيرًا) وقوله تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعآ إلَى الله وعمل صالِحًا)...الخ ا.هـ .
وبعد هذا التحرير الدقيق من شيخ الإسلام ابن تيمية لظابط التفريق بين المصلحة المرسلة والبدعة يحق لنا أن نسأل:
ما هو السب المحوج للدخول في الانتخابات؟ إن قلتم: هو وجود حكام ظلمة؟ فنقول لكم : لقد وُجِد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حكام كفرة, ومع هذا لم يقم بانتخابات,ولا دخل معهم في ندوات أو اجتماعات بل لقد عرضوا عليه الملك فرفض. فتبين بهذا أن الانتخابات بدعة منكرة وليست من المصالح المرسلة في شيء لأن السبب المحوج إليها كان موجود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد أخذ الصحابة بالمصالح المرسلة, وهكذا التابعون وأتباعهم, فتأليف الكتب الفقهية, وكتب اللغة العربية, وكتب علوم الحديث, وجمع القرآن والاقتصار على النُّسَخِ التي اختارها عثمان وإلغاء ما عداها.. إلى غير ذلك من المصالح, وكما ذكرنا سابقا أنها ليست من الأصول, وإنما هي مسألة اجتهادية يصيب فيها الرأي ويخطئ, والشريعة كلها جاءت لتحقق مصالح الناس, كما ذكر ذلك ابن القيم في كتابه (مفتاح دار السعادة 2/23), ورفع المشقّة والعسر والحرج.. إلخ, كلها من لوازم المصالح للناس. ومن خلال هذا العرض السريع نستفيد أن الشريعة جاءت لتحقيق مصالح العباد.
فعلى هذا فالمصلحة المرسلة لها شروط يجب أن تراعى, فإذا توافرت شروط المصلحة عُمِل بها, فهل تقيّد المخالفون بهذه الشروط؟.
◄شروط المصلحة المرسلة :


1- أن تكون المصلحة المرجوة حقيقية لا وهمية, فلا نرتكب المفسدة المحققة, لجلب مصلحة وهمية, ولو كان نظام الانتخابات خادما للإسلام وشريعته خدمة حقيقية, لنجحت في مصر أو الشام أو الجزائر أو الباكستان أو تركيا أو أي بلد في الدنيا من ستين عاماً.
2- أن تكن المصلحة المرجوة أكبر من المفسدة المرتكبة, بفهم العلماء الراسخين في العلم, لا بفهم المولعين بالحزبية أو الحركيين أو المنظِّرين للأحزاب.
ومن عَلِم أن من مفاسد "الانتخابات" الكثيرة: نسخ شريعة الإسلام, والاستغناء عن الرسل عليهم السلام, لأن الحلال والحرام يدرك بما تراه الأغلبية, لا بما تخبر به الرسل عليهم السلام.
ومن عَلِم أن من مفاسد "الانتخابات": ضياع مبدأ الولاء والبراء من أجل الدين, وتمييع الوضوح العقائدي, لكسب القلوب, ومن ثَمّ الأصوات, ومن ثَم المقاعد البرلمانية, من عَلِم هذا؛ فما كان له أن يقول: إن دخول هذه المواضع أخف الضررين, بل العكس هو الصواب, ولو سلّمنا بالتساوي هنا, فدرء المفاسد مقدّم على جلب المصالح.
3- ألا يكون هناك سبيل آخر لجلب هذه المصلحة, إلا بارتكاب هذه المفسدة؟.
وهنا لو قلنا: بذلك فقد حكمنا على نهج محمد صلى الله عليه وسلم بأنه غير صالح لإقامة حكم الله في الأرض مرة أخرى.
أما أهل الحق فيعلمون أن سبيل"الديموقراطية والتعددية الحزبية" ما تزيد الأمة إلا وهناً, ولذا حرص عليها أعداء الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم, وقاموا بحراسة هذا الوثن طيلة هذا الوقت.. والله من ورائهم محيط.

جمال البليدي
2012-03-21, 02:04
◘الشبهة الثالثة عشر:قولهم"نحن دخلنا في الانتخابات وما قصدنا إلا الخير":


ويريدون أن يقولوا: ليس علينا إثم لحسن نياتنا, وصلاح مقصدنا, لأننا لا نريد إلا نصرة الإسلام.

ولكن نقول لهم:
كم من مريد للخير لا يصل إليه, ولا يوفّق له بسبب اقتصاره على النية الطيبة, وإهماله للبحث عن الحق, ومن المعلوم قطعاً أن كل عمل لا يقبل عند الله إلا بشرطين:
1- أن يكون العمل خالصاً لله.
2- أن يكون موافقاً لهدي محمد صلى الله عليه وسلم.
فإذا افتقد أحد الشرطين, فلا يُقبَل العمل عند الله.
فنحن من باب التسليم الجدلي أنكم جميعاً قصدتم الخير: فهل هذا يكفي في أن يكون العمل صحيحاً, وهو مخالف للشرع؟ أم لابد من الموافقة الشرعية كمّاً وكيفاً وصفةً وهيئةً, بدايةً ونهايةً, في الأصل والفرع, في المكان والزمان؟؟؟.
ولا شك أن الثاني هو الجواب.
وإليك بعض الأدلة على ذلك:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق عليه من حديث عائشة, وفي (صحيح مسلم): ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)).
و"مَنْ" مِنْ ألفاظ العموم, وهذا عمل, وهذا إحداث, فهو مردود.
وقد رُدّت بالفعل عبادة المبتدع, فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة, حتى يدع بدعته)) رواه الطبراني والبيهقي والضياء من حديث أنس رضي الله عنه.
فهذا متعبِّد, أجهد نفسه, وشمّر في عبادة ربه, ومع هذا لم يتقبل الله منه شيئا من ذلك, مع حبه للأجور عند الله, وإخلاصه العمل, لكنه لم يبحث عن شرعيته.
فكلما تاب وَجَدَّ في التوبة, فهي مردودة عليه, مهما حسنت النية, وعظم المقصد, فلا يخرج صاحبه من أخطائه أبداً.
وفي (الصحيحين) من حديث أسامة أنه قال: "تبعت ومعي رجل من الأنصار رجلاً من المشركين, فلما وجد أننا سنقتله قال: "لا إله إلا الله" فتأخر صاحبي, وضربته حتى برد, أي: مات, فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: ((أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟)), قلت: يا رسول الله, إنما كان متعوِّذاً, فقال: (( أشققت على قلبه؟ فكيف تصنع بـ" لا إله إلا الله" إذا جاءت يوم القيامة؟)). قال: فلم يزل يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ".
انظر: فهذا أسامة ما أراد إلا نصرة الإسلام, وهل أراد بذلك شراً؟ بلا شك: لا, لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لامه على فعله, ولم يعذره بحسن قصده.
ولأهمية هذا القصد ألّف العلماء الكتب الكثيرة في التحذير من البدع وأهلها.
والبدعة هي: التعبُّد لله بما لم يشرعه, ولا شرعه نبيه صلى الله عليه وسلم, وارجع إلى كتاب: "الاعتصام" للشاطبي, فقد أجاد وأفاد رحمه الله في الكلام على خطورة البدع, وبيّن أقسامها وشُعَبَها.
ولو فُتِح المجال لأصحابِ هذا القول: "أنا نيتي طيبة, ومقصدي حسن". لأدى إلى أن يقتل القاتل, ويقول: أنا نيتي طيبة, ويشرب الخمرَ الشاربُ, ويقول: أنا نيتي طيبة.
وهذا عمل قلبي ليس لنا قدرة على إثباته ولا نفيه إلا بدليل خارجي.
فالله عز وجل قد أرشدنا إلى الأخذ بظاهر الأمور, وهو يتولى السرائر, ولهذا قال عمر كما في "البخاري" وغيره: "إن الوحي قد انقطع, وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم, فمن أظهر لنا خيراً؛ أمناه, وقربناه, وليس إلينا من سريرته شيء, الله يحاسبه على سريرته, ومن أظهر لنا سوءاً؛ لم نأمنه, ولم نصدقه, وإن قال: إنّ سريرته حسنة".
فليس عندنا استعداد أن نقبل من يدعي صلاح قلبه, وعندنا أدلة واضحة على أن صلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن, وفساد الظاهر دليل على فساد الباطن. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه, وإذا فسدت فسد الجسد كله)) متفق عليه من حديث النعمان.
ومن عُلِم منه الصلاح, فحصل أن زلّ بكلمةٍ أو فعلٍ, فهذا يحمل على حسن مقصده, ويبقى عليه تبعة العمل الذي زلّ فيه.
أما من عُلِم بالمخالفات الشرعية ولم يقبل الحق, فهذا لا يحمل هذا المحمل.
والذي يظهر أن قيادات الحركات الإسلامية يعرفون أن "الانتخابات" حرام, ولكنهم سائرون على ذلك مهما كانت الظروف. ونحن نحسن الظن بكثير منهم, أنهم أرادوا بذلك نصرة الإسلام, لكن كم من طالب للحق لا يدركه, ولا يعني ذلك أننا نتألى على الله, وندعي أن الله عز وجل يحرم فلانا الأجر أم لا, إنما الذي يهمنا بيان الحكم الشرعي فيما نحن بصدده, أما الآخرة فالناس فيها عند حَكَمٍ عدل, لا يظلم الناس شيئا.
لكن إذا أردنا حقا أن ننصر الإسلام, فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها, والله المستعان.

ملاحظة: قول المكفراتيون سابقا المبرراتيون حاضرا : "ما قصدنا إلا الخير" فيه نوع من الإرجاء لأنهم يحصرون قبول العمل فقط في القصد والنية بدون النظر إلى العمل, وهذا إرجاء مع أن هؤلاء بالأمس القريب كانوا يرموننا بالإرجاء بلا دليل ولا برهان فانظر كيف سقطوا فيما كان يتهمون به أهل السنة , وهذه حال من خالف نهج النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو نهج الاعتدال والوسطية فتراهم يتقلبون بين عشية وضحاها فينكرون ما كان يعرفون ويعرفون ماكانوا ينكرون, والله المستعان.

ابوزيدالجزائري
2012-03-21, 14:19
◘الشبهة الثانية عشر: قولهم أن الانتخابات مصلحة مرسلة:


يقولون: نحن دخلنا في "الانتخابات" من باب أنها مصلحة من المصالح المرسلة!.

الجواب:
1- المصلحة المرسلة ليست أصلاً من أصول الدين التي يُعمل بها, وإنما هي وسيلة متى توفرت شروطها, عُمِل بها, ومتى لم تتوفر, لم يُعمَل بها.
2- تعريف المصلحة المرسلة هي: ما لم يأت نص فيه بعينه بتحريم ولا وجوب, مع اندراجها تحت أصل عام.
وتعريف آخر يذكره الأصوليون وهو: الوصف الذي لم يثبت اعتباره ولا إلغاؤه مِنْ قِبَلِ الشارع.
قال الشاطبي رحمه الله تعالى في كتابه (الموافقات4/210):
"فإن الإقدام على جلب المصالح صحيح, بشرط التحفظ بحسب الاستطاعة من غير حرج" أهـ.
فالمصالح المرسلة هي التي ليس هناك دليل باعتمادها أو إلغائها, ومنها: مصلحة عامة أو خاصة, أما ما نحن فيه, ففيه من المفاسد السابقة الذكر التي لا يشك عاقل أنها كافية في إخراج محل النزاع من باب المصالح المرسلة, إلى المفاسد المحرمة, والله أعلم.
3-ما من صاحب بدعة وإلا ويتحجج بأن بدعته من المصالح المرسلة ؟ فما ضابط التفريق بين البدعة والمصلحة المرسلة؟ يجيبك شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول:
((والضابط فِي هذا -والله أعلم-: أن يُقال: إن الناس لا يُحدثون شيئًا إلا لأنَّهم يرونه مصلحةً؛ إذ لو اعتقدوه مفسدةً لَمْ يُحدثوه, فإنه لا يدعو إليه عقلٌ ولا دينٌ, فما رآه الناس مصلحةً نظر فِي السبب الْمُحوج إليه, فإن كان السبب الْمُحوج أمرًا حدث بعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم من غير تفريط منا، فهنا قد يَجوز إحداث ما تدعو الْحَاجة إليه, وكذلك إن كان الْمُقتضي لفعله قائمًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن تركه النَّبِي صلى الله عليه وسلم لِمعارضٍ زال بِموته.
وأما ما لَمْ يَحدث سببٌ يُحوج إليه، أو كان السبب الْمُحوج إليه بعض ذنوب العباد، فهنا لا يَجوز الإحداث؛ فكل أمرٍ يكون الْمُقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودًا لو كان مصلحةً، ولم يُفعل يُعلم أنه ليس بِمصلحةٍ, وأما ما حدث الْمُقتضي له بعد موته من غير معصية الخلق, فقد يكون مصلحة – ثم قال: فأما ما كان الْمُقتضي لفعله موجودًا لو كان مصلحةً, وهو مع هذا لَمْ يشرعه, فوضعه تغييرٌ لدين الله, وإنَّما دخل فيه من نسب إلَى تغيير الدِّين من الْمُلوك والعلماء والعباد، أو من زلَّ منهم باجتهاد, كما روي عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وغير واحدٍ من الصحابة:" إن أخوف ما أخاف عليكم: زلَّة عالِم, وجدال منافقٍ بالقرآن, وأئمةٌ مضلُّون ".

فمثال هذا القسم: الأذان في العيدين, فإن هذا لَمَّا أحدثه بعض الأمراء, أنكره الْمُسلمون؛ لأنه بدعةٌ, فلو لَمْ يكن كونه بدعةً دليلاً على كراهيته, وإلا لقيل: هذا ذكرٌ لله ودعاءٌ للخلق إلَى عبادة الله, فيدخل في العمومات, كقوله: (اذكروا الله ذكرًا كثيرًا) وقوله تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعآ إلَى الله وعمل صالِحًا)...الخ ا.هـ .
وبعد هذا التحرير الدقيق من شيخ الإسلام ابن تيمية لظابط التفريق بين المصلحة المرسلة والبدعة يحق لنا أن نسأل:
ما هو السب المحوج للدخول في الانتخابات؟ إن قلتم: هو وجود حكام ظلمة؟ فنقول لكم : لقد وُجِد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حكام كفرة, ومع هذا لم يقم بانتخابات,ولا دخل معهم في ندوات أو اجتماعات بل لقد عرضوا عليه الملك فرفض. فتبين بهذا أن الانتخابات بدعة منكرة وليست من المصالح المرسلة في شيء لأن السبب المحوج إليها كان موجود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد أخذ الصحابة بالمصالح المرسلة, وهكذا التابعون وأتباعهم, فتأليف الكتب الفقهية, وكتب اللغة العربية, وكتب علوم الحديث, وجمع القرآن والاقتصار على النُّسَخِ التي اختارها عثمان وإلغاء ما عداها.. إلى غير ذلك من المصالح, وكما ذكرنا سابقا أنها ليست من الأصول, وإنما هي مسألة اجتهادية يصيب فيها الرأي ويخطئ, والشريعة كلها جاءت لتحقق مصالح الناس, كما ذكر ذلك ابن القيم في كتابه (مفتاح دار السعادة 2/23), ورفع المشقّة والعسر والحرج.. إلخ, كلها من لوازم المصالح للناس. ومن خلال هذا العرض السريع نستفيد أن الشريعة جاءت لتحقيق مصالح العباد.
فعلى هذا فالمصلحة المرسلة لها شروط يجب أن تراعى, فإذا توافرت شروط المصلحة عُمِل بها, فهل تقيّد المخالفون بهذه الشروط؟.
◄شروط المصلحة المرسلة :


1- أن تكون المصلحة المرجوة حقيقية لا وهمية, فلا نرتكب المفسدة المحققة, لجلب مصلحة وهمية, ولو كان نظام الانتخابات خادما للإسلام وشريعته خدمة حقيقية, لنجحت في مصر أو الشام أو الجزائر أو الباكستان أو تركيا أو أي بلد في الدنيا من ستين عاماً.
2- أن تكن المصلحة المرجوة أكبر من المفسدة المرتكبة, بفهم العلماء الراسخين في العلم, لا بفهم المولعين بالحزبية أو الحركيين أو المنظِّرين للأحزاب.
ومن عَلِم أن من مفاسد "الانتخابات" الكثيرة: نسخ شريعة الإسلام, والاستغناء عن الرسل عليهم السلام, لأن الحلال والحرام يدرك بما تراه الأغلبية, لا بما تخبر به الرسل عليهم السلام.
ومن عَلِم أن من مفاسد "الانتخابات": ضياع مبدأ الولاء والبراء من أجل الدين, وتمييع الوضوح العقائدي, لكسب القلوب, ومن ثَمّ الأصوات, ومن ثَم المقاعد البرلمانية, من عَلِم هذا؛ فما كان له أن يقول: إن دخول هذه المواضع أخف الضررين, بل العكس هو الصواب, ولو سلّمنا بالتساوي هنا, فدرء المفاسد مقدّم على جلب المصالح.
3- ألا يكون هناك سبيل آخر لجلب هذه المصلحة, إلا بارتكاب هذه المفسدة؟.
وهنا لو قلنا: بذلك فقد حكمنا على نهج محمد صلى الله عليه وسلم بأنه غير صالح لإقامة حكم الله في الأرض مرة أخرى.
أما أهل الحق فيعلمون أن سبيل"الديموقراطية والتعددية الحزبية" ما تزيد الأمة إلا وهناً, ولذا حرص عليها أعداء الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم, وقاموا بحراسة هذا الوثن طيلة هذا الوقت.. والله من ورائهم محيط.

المصلحة المرسلة دليل من أدلة الفقه الاجمالية و ليست مصدرا فهي كغيرها من الأدلة ( مثل الاستحسان و الاستصحاب و عمل أهل المدينة ...الخ ) العمل بها راجع - في الحقيقة - الى العمل بالكتاب و السنة .
و المصلحة المرسلة هي المصلحة التي لم يدل دليل على اعتبارها و لا على الغائها و اندرجت تحت أصل عام ، و حتى يعمل بها لا بد من شروط :
و هي بالاضافة الى ما سبق :
أن لا يكون المقتضي قائما و المانع زائلا زمن النبوة و مع ذلك لم يفعلها الرسول - صلى الله عليه و سلم -
و أن لا تكون نتيجة تفريط المسلمين و أضاف هذا الشرط شيخ الاسلام في ( الاقتضاء )

و عليه فاعتبار عمل الانتخابات و الأحزاب مصلحة مرسلة بعيد جدا بل باطل ، لأن الشروط المشترطة في الاستصلاح مختلة فيه .

جمال البليدي
2012-03-23, 03:00
بارك الله فيك أخي الحبيب"أبو زيد الجزائري" على الإضافة والإثراء, وقد لفت انتباهي هذه الفائدة:
و أن لا تكون نتيجة تفريط المسلمين و أضاف هذا الشرط شيخ الاسلام في ( الاقتضاء )

فهذا شرط وظابط مهم إذ لا يسوغ بحال من الأحوال الابتداع في الدين بسبب تقصير المسلمين فلا يستبدل الجهاد الشرعي بالمظاهرات ولا الشورى بالانتخابات بسبب تقصير المسلمين في ذلك لأن هذا الاستبدال يؤدي بالمسلمين إلى التواكل والتساهل مع البدع كما يؤدي إلى ضعف الهمم والركون إلى البديل الطاغوتي بدلا من العمل الجاد لتحقيق الأمر الشرعي, وصدق من قال ما من بدعة وإلا وتقابلها هدم سنة .
ولعلي أتكلم عن ذلك بالتفصيل في ردي على من يقول"أين البديل" فكن في المتابعة لعلي أظفر ببعض إضافاتكم وفقكم الله .

جمال البليدي
2012-03-23, 03:01
◘الشبهة الرابعة عشر: قولهم: هل نترك الساحة للعلمانيين والنصارى وغيرهم ليحكموا فينا؟



وقبل الجواب على هذا السؤال فلنجب على السؤال التالي:

جمعية تنصيرية مهمتها نشر النصرانية وسط المسلمين ونريد أن ننهي عن منكرهم ونحولها لجمعية لنشر الإسلام بطريقة شرعية فاختر الحل الأمثل من الآتي:
1-نشارك معهم كأعضاء في الجمعية ونمارس التنصير ونحاول أن ننصحهم وننهاهم عن منكرهم ونحن معهم.
2-نشارك معهم كأعضاء في الجمعية وندعوا الناس للمشاركة في الجمعية وممارسة التنصير حتى نصبح الأغلبية ثم نغير مجلس إدارتها إلى مسلمين ثم نحاول تغيير برامج الجمعية , وإما أن نستطيع التغيير أم لا( لأن تغيير نشاط الجمعية لا بد من موافقة أغلبية الأعضاء عليه).
3-نتركهم وشأنهم ولا نحذر منهم ولكن نوضح معالم الدين الإسلامي وجماله وما فيه من محاسن والناس يستطيعون بين الجيد والرديئ.
4-نحذر الناس منهم ونفضح شرهم وخطورتهم مع توضيح معالم الدين الإسلامي وجماله وما فيه من محاسن.

الجواب:
لا شك أن الطرح الأول غير جائز لأن فيه فتنة للنفس وفتنة للمسلمين ولن يأتي بخير .
والطرح الثاني هو أشد الأطروحات سواء لما فيه من دعوة الناس للمشاركة في الكفر وهو التنصير (وهو في ذاته مفسدة محققة) ثم إن المصلحة المرجوة محتملة فقد تحدث وقد لا تحدث بالإضافة إلى ما في الوجه الأول من مفاسد..
والطرح الثالث فيه الأمر بالمعروف دون النهي عن المنكر( وهو التحذير من هذا المنهج المعوج) فهو تربية بلا تصفية...
ولا شك أن الطرح الرابع هو منهج المسلم في التأصيل والتحزير في التصفية والتربية,في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فلا شك أن الديمقراطية هي دين جديد الحاكم فيه ليس الله بل الحاكم فيه هي الأغلبية وهذا لا يماري فيه منصف.
وللأسف أن دخولنا لساحة الديمقراطية ليس فقط كما فعل من اختار الطرح الأول بل بدعوتنا للمشاركات الانتخابية صرنا كمن اختار الاختيار الثاني وهو المشاركة في الكفر ودعوة الناس إليه وهو ما لا يجوز لعاقل من المسلمين.

◄الرد العلمي على الشبهة:

فهذا المدخل مردود عليه من وجوه كثيرة:

◄الوجه الأول: هل تركُ الباطل مما تُؤاخذ عليه؟!!
إذا وجدتَ باطلاً؛ فهل تَرْكُ الباطل وعدم المشاركة فيه، وبيان أنه باطل، ودعوة الناس إلى تركه، هل هذا تُؤاخذ عليه؟!!
قال الله تعالى: ( وإذا رأيتَ الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) [الأنعام:68].
وقال الله تعالى (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) [النساء:140].
هل قال الله عز وجل: وإذا رأيتَ الذين يخوضون في آياتنا فشاركهم!! ولا تترك لهم الساحة!! بل قال: فلا تجالسوهم (حتى يخوضوا في حديث غيره) ، إلا إذا دخلتَ؛ فأنكرتَ على رؤوسهم بالبيان والحُجة.
وهذا يكونُ بغير مشاركة: تكونُ بالبيان؛ فحينما تحذّر من سبيل الملحدين، أو العلمانيين، أو الليبراليين أو الشيوعيين أو... فأنتَ ما تركتهم؛ إنما أنتَ بيَّنتَ للأمة خطرَهم؛ فكيف تكونُ تاركًا لهم؟!!
◄الوجه الثاني:الذين دخلوا وقالوا ما نترك لهم الساحة!ماذا صنعوا؟! هل أصلحوا الساحة!! أم شاركوا الساحة بمذهب الساحة، وبقاعدة الساحة، وبقوانين الساحة؟!!
كلّ ما صنعوا أنهم صبغوا الساحةِ (العَلمانية) و(الليبرالية) و(الديمقراطية).. الصبغةَ الإسلامية!! فصار هناك حزب إسلامي !! و ديمقراطية إسلامية!! و برلمانات إسلامية!! و قانون وضعي إسلامي!! ودولة مدنية إسلامية!! ودولة عصرية إسلامية!! وهكذا.. فهؤلاء الذين دخلوا الساحة بصبغة إسلامية خطرهم أشد بل اشك, لأن كل ما كان ينادي به العلمانين وغيرهم أصبح الداخلين الجدد ينادون به تحت الصبغة الإسلامية فهذا خطر أعظم, لأن نسبت الأمر إلى الشريعة وهو ليس منها أخطر من أن يفعله الإنسان وهو يعلم بحرمته.
أما أهل السنة فلا يحبون أن يتولى أحد إلا الصالح, فإن لم يوجد صالح, ولم يتيسر, صبوا على حكامنا الموجودين, ونصحوهم بالكتاب والسنة, فإن أمروا بمعصية؛ لم يطيعوهم, وذكروهم بأيام الله في الأمم السابقة, عندما أعلنوا بالمعصية, وحاربوا الله بالانحراف عن نهجه, كيف نقض الله بنيانهم, وأذهب ملكهم, وسلّط عليهم الأعداء, فأخذوا ما بأيديهم, وساموهم سوء العذاب, فلسنا أصحاب حماس فارغ, ولا ثورة تضر أكثر مما تنفع, ولسنا ممن يدق أبواب السلاطين, ولا ممن يمد يديه إليهم, ولا نبرر انحرافهم عن الصراط المستقيم, وهل كان منهج سلف الأمة إلا هذا؟!
◄الوجه الثالث:إن قلتَم: إن ترك أهل الباطل، والرد عليهم مع عدم مشاركتهم، والتحذير منهم، وإصلاح الأمة من غير مشاركة والتمييع لأهل الباطل، إن قلتَم: أن هذه سلبية!!
فأنا أدعوكم إلى أن تتهمَوا نبينا صلى الله عليه وسلم على كلامكم أو هذا لازم كلامكم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك قريشًا، ولم يشارك قريشًا فيما كانوا عليه، ولو بدعوى التدرج؛ وإنما ترك المجال وصار يسفِّهُ الآلهةَ والأنداد، ويسب الأصنام والأوثان، وانشغل بما يجب عليه من بناء الدولة الإسلامية، وتنشئة الرجال، وقد عرضوا عليه المُلكَ، فقالوا: إنْ أردتَ مُلكًا، ملَّكناكَ، فلماذا لم يأخذ النبي المُلكَ؟ ولم يشاركهم ثم يتدرج في.. وفي.. وفي.. وفي؟!
إذا كان كذلك، فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان سلبيًا بل أول السلبيين!! بل وجميع الأنبياء والمرسلين كذلك!!؛ لأن جميع الأنبياء إنما ركزوا على تربية الأمة على التوحيد أولاً، وعلى تصفية الأمة من شوائب الشرك، وعدم المخالطة لهؤلاء.
قال اللـــه: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) [الممتحنة:4].

◄الوجه الرابع: نقول لكم: لا زالت الجزائر واليمن ومصر وغيرها من بلاد المسلمين تُحكم بالسياسات الفاسدة الجاهلية من علمانية وشيوعية ورأسمالية و..., ومع هذا لا يزال الدين ظاهرا بل ويحصل له ازدهار , ولا يستطيع أحد بفضل الله جل وعلا أن يعطل الدعوة إلى الله أبدا, وهذا أمر معلوم, وواقع مشاهد في سائر العصور تحت حكم أئمة الجور والظلم, وهذا دين الله الذي تكفل بحفظه , وحمايته كما أخبر سبحانه" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" , فالواجب على الدعاة أن يستقيموا على طريق الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح, وأن لا يسيروا على الطرق والوسائل المحرمة, وأن لا يبحثوا عن أنصاف الحلول مع العلمانيين والنصارى والأحزاب المنحرفة, فإن الإنحراف الأكبر لا يأتي إلا من جهة الدعاة الذين إما يبحثون عن السلطة والرياسة كالإخوان, وإما لا يفهمون الدين فهما صحيحا فيستخدمون العنف والإرهاب في تغيير المنكرات ويكفرون الحكام كالجماعة الإسلامية والجهاد والتكفير و الهجرة و القطبيين......, وإما يجهلون أحكام ومنهج السلف, فيضيعون الأحكام الشرعية بجهلهم, وطلبهم للتصدر كالحزبيين(أدعياء السلفية) المتصدرين على الفضائيات, فما أحوج الناس اليوم إلى تعلم الدين وفهمه بعيدا عن هذا الانحراف ثم تطبيقه والعمل بأحكامه بدل الزج بهم في الحزبية البغيضة التي تفسد ولا تصلح وتمزق ولا تجمع.

◄الوجه الخامس: الساحة ساحتان , ساحة حق وساحة باطل, فساحة الحق هي ساحة الدعوة إلى الله على بصيرة وهي الساحة التي ما تركها الأنبياء يوما ما ولم يتركها العلماء من أهل السنة بعد نبيهم عليه الصلاة والسلام بل اجتهدوا فيها وبذلوا وسعهم فمكن الله لهم وكتب لهم القبول.وهذه الساحة أعم وأشمل من ساحتكم الضيقة ؛ فإن هذه الساحة تخاطب الساسة والعظماء والأمراء والكبير والصغير ؛ والغني والفقير ؛ والنساء والولدان ؛ والشباب والشيبة ؛ وتنظم جميع شؤون الحياة لأنها ليست من صنع البشر ؛ إذ الصناعة البشرية مهما تطورت فهي قاصرة وضيقة ؛ أما شريعة رب البرية فلا تضاهيها القوانين البشرية والتي هي زُبالة أفكار حثالة الناس وأسافلهم وأراذلهم .
هذه الساحة ؛ ساحة واسعة تخاطب جميع الناس على اختلاف ألوانهم وأشكالهم ؛ وعلى اختلاف بلدانهم ولغاتهم ؛ وترفع من تمسك بها وعض عليها ؛ وتكتب له الغلبة والتمكين والنصر والظفر .
أما ساحة الباطل فقد أمرنا الله باجتنابها حيث قال: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) [النساء:140].
وهذه الساحة هي ساحة عذاب كما قال تعالى((فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ ) الصافات177
قال الإمام ابن كثير في تفسيره للآية: ((قال الله - تبارك وتعالى - : فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ ؛ أَيْ : فَإِذَا نَزَلَ الْعَذَابُ بِمَحِلَّتِهِمْ فَبِئْسَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمُهُمْ بِإِهْلَاكِهِمْ وَدَمَارِهِمْ ؛ وقال السُّدِّيُّ : فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ ؛ يَعْنِي : بِدَارِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ ؛ أَيْ : فَبِئْسَ مَا يُصْبِحُونَ ؛ أَيْ : بِئْسَ الصَّبَاحُ صَبَاحُهُمْ
.وَلِهَذَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حديث اسماعيل بن عُلَيَّةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : صَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْبَرَ فَلَمَّا خرجوا بفئوسهم وَمَسَاحِيهِمْ وَرَأَوُا الْجَيْشَ رَجَعُوا وَهُمْ يَقُولُونَ : مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « اللَّهُ أَكْبَرُ ؛ خَرِبَتْ خَيْبَرُ ؛ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ » وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - .
فالغاية لا تبرر الوسيلة وما عند الله لا ينال بمعصيته فغايتنا رفع راية الإسلام,ووسيلتنا الدعوة بالكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة.
فلا بارك الله في هذه الساحة ؛ ولا بارك فيمن يدعو لها ؛ لا بارك الله فيمن يشنّع على من بيّن عوارها وأوارها ؛ فإن لم تكن هذه الساحة هي ساحة كفر ( !! ) فلا أدري ما الكفر ؟!
وأقول استنانًا بقول نبينا الكريم - عليه الصلاة والسلام - : الله اكبر .. الله أكبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ؛ فلن تستطيعوا أن تقهروا هذه الأدلة البيّنات ؛ والبراهين الواضحات ؛ والأقوال الصريحات ؛ ولو كان بعضكم لبعض ظهيرًا ؛ فإن أهل السُنة منتصرون ؛ وبالحق ظاهرون ومستمسكون ؛ لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة ؛ وحتى يقاتل آخرهم الدجال ؛ فاللهم اجعلنا منهم بمنك وكرمك يا رحيم يا رحمن .

https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net/hphotos-ak-snc7/421009_248804861877462_100002438499578_530100_2061 463869_n.jpg

ابن الحميدات
2012-03-23, 21:50
تسلم الايادى على هذا الايضاح والمجهود الطيب

aboumoadh
2012-03-23, 22:34
◘الشبهة الرابعة عشر: قولهم: هل نترك الساحة للعلمانيين والنصارى وغيرهم ليحكموا فينا؟


وقبل الجواب على هذا السؤال فلنجب على السؤال التالي:

جمعية تنصيرية مهمتها نشر النصرانية وسط المسلمين ونريد أن ننهي عن منكرهم ونحولها لجمعية لنشر الإسلام بطريقة شرعية فاختر الحل الأمثل من الآتي:
1-نشارك معهم كأعضاء في الجمعية ونمارس التنصير ونحاول أن ننصحهم وننهاهم عن منكرهم ونحن معهم.
2-نشارك معهم كأعضاء في الجمعية وندعوا الناس للمشاركة في الجمعية وممارسة التنصير حتى نصبح الأغلبية ثم نغير مجلس إدارتها إلى مسلمين ثم نحاول تغيير برامج الجمعية , وإما أن نستطيع التغيير أم لا( لأن تغيير نشاط الجمعية لا بد من موافقة أغلبية الأعضاء عليه).
3-نتركهم وشأنهم ولا نحذر منهم ولكن نوضح معالم الدين الإسلامي وجماله وما فيه من محاسن والناس يستطيعون بين الجيد والرديئ.
4-نحذر الناس منهم ونفضح شرهم وخطورتهم مع توضيح معالم الدين الإسلامي وجماله وما فيه من محاسن.

الجواب:
لا شك أن الطرح الأول غير جائز لأن فيه فتنة للنفس وفتنة للمسلمين ولن يأتي بخير .
والطرح الثاني هو أشد الأطروحات سواء لما فيه من دعوة الناس للمشاركة في الكفر وهو التنصير (وهو في ذاته مفسدة محققة) ثم إن المصلحة المرجوة محتملة فقد تحدث وقد لا تحدث بالإضافة إلى ما في الوجه الأول من مفاسد..
والطرح الثالث فيه الأمر بالمعروف دون النهي عن المنكر( وهو التحذير من هذا المنهج المعوج) فهو تربية بلا تصفية...
ولا شك أن الطرح الرابع هو منهج المسلم في التأصيل والتحزير في التصفية والتربية,في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فلا شك أن الديمقراطية هي دين جديد الحاكم فيه ليس الله بل الحاكم فيه هي الأغلبية وهذا لا يماري فيه منصف.
وللأسف أن دخولنا لساحة الديمقراطية ليس فقط كما فعل من اختار الطرح الأول بل بدعوتنا للمشاركات الانتخابية صرنا كمن اختار الاختيار الثاني وهو المشاركة في الكفر ودعوة الناس إليه وهو ما لا يجوز لعاقل من المسلمين.

◄الرد العلمي على الشبهة:

فهذا المدخل مردود عليه من وجوه كثيرة:

◄الوجه الأول: هل تركُ الباطل مما تُؤاخذ عليه؟!!
إذا وجدتَ باطلاً؛ فهل تَرْكُ الباطل وعدم المشاركة فيه، وبيان أنه باطل، ودعوة الناس إلى تركه، هل هذا تُؤاخذ عليه؟!!
قال الله تعالى: ( وإذا رأيتَ الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) [الأنعام:68].
وقال الله تعالى (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) [النساء:140].
هل قال الله عز وجل: وإذا رأيتَ الذين يخوضون في آياتنا فشاركهم!! ولا تترك لهم الساحة!! بل قال: فلا تجالسوهم (حتى يخوضوا في حديث غيره) ، إلا إذا دخلتَ؛ فأنكرتَ على رؤوسهم بالبيان والحُجة.
وهذا يكونُ بغير مشاركة: تكونُ بالبيان؛ فحينما تحذّر من سبيل الملحدين، أو العلمانيين، أو الليبراليين أو الشيوعيين أو... فأنتَ ما تركتهم؛ إنما أنتَ بيَّنتَ للأمة خطرَهم؛ فكيف تكونُ تاركًا لهم؟!!
◄الوجه الثاني:الذين دخلوا وقالوا ما نترك لهم الساحة!ماذا صنعوا؟! هل أصلحوا الساحة!! أم شاركوا الساحة بمذهب الساحة، وبقاعدة الساحة، وبقوانين الساحة؟!!
كلّ ما صنعوا أنهم صبغوا الساحةِ (العَلمانية) و(الليبرالية) و(الديمقراطية).. الصبغةَ الإسلامية!! فصار هناك حزب إسلامي !! و ديمقراطية إسلامية!! و برلمانات إسلامية!! و قانون وضعي إسلامي!! ودولة مدنية إسلامية!! ودولة عصرية إسلامية!! وهكذا.. فهؤلاء الذين دخلوا الساحة بصبغة إسلامية خطرهم أشد بل اشك, لأن كل ما كان ينادي به العلمانين وغيرهم أصبح الداخلين الجدد ينادون به تحت الصبغة الإسلامية فهذا خطر أعظم, لأن نسبت الأمر إلى الشريعة وهو ليس منها أخطر من أن يفعله الإنسان وهو يعلم بحرمته.
أما أهل السنة فلا يحبون أن يتولى أحد إلا الصالح, فإن لم يوجد صالح, ولم يتيسر, صبوا على حكامنا الموجودين, ونصحوهم بالكتاب والسنة, فإن أمروا بمعصية؛ لم يطيعوهم, وذكروهم بأيام الله في الأمم السابقة, عندما أعلنوا بالمعصية, وحاربوا الله بالانحراف عن نهجه, كيف نقض الله بنيانهم, وأذهب ملكهم, وسلّط عليهم الأعداء, فأخذوا ما بأيديهم, وساموهم سوء العذاب, فلسنا أصحاب حماس فارغ, ولا ثورة تضر أكثر مما تنفع, ولسنا ممن يدق أبواب السلاطين, ولا ممن يمد يديه إليهم, ولا نبرر انحرافهم عن الصراط المستقيم, وهل كان منهج سلف الأمة إلا هذا؟!
◄الوجه الثالث:إن قلتَم: إن ترك أهل الباطل، والرد عليهم مع عدم مشاركتهم، والتحذير منهم، وإصلاح الأمة من غير مشاركة والتمييع لأهل الباطل، إن قلتَم: أن هذه سلبية!!
فأنا أدعوكم إلى أن تتهمَوا نبينا صلى الله عليه وسلم على كلامكم أو هذا لازم كلامكم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك قريشًا، ولم يشارك قريشًا فيما كانوا عليه، ولو بدعوى التدرج؛ وإنما ترك المجال وصار يسفِّهُ الآلهةَ والأنداد، ويسب الأصنام والأوثان، وانشغل بما يجب عليه من بناء الدولة الإسلامية، وتنشئة الرجال، وقد عرضوا عليه المُلكَ، فقالوا: إنْ أردتَ مُلكًا، ملَّكناكَ، فلماذا لم يأخذ النبي المُلكَ؟ ولم يشاركهم ثم يتدرج في.. وفي.. وفي.. وفي؟!
إذا كان كذلك، فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان سلبيًا بل أول السلبيين!! بل وجميع الأنبياء والمرسلين كذلك!!؛ لأن جميع الأنبياء إنما ركزوا على تربية الأمة على التوحيد أولاً، وعلى تصفية الأمة من شوائب الشرك، وعدم المخالطة لهؤلاء.
قال اللـــه: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) [الممتحنة:4].

◄الوجه الرابع: نقول لكم: لا زالت الجزائر واليمن ومصر وغيرها من بلاد المسلمين تُحكم بالسياسات الفاسدة الجاهلية من علمانية وشيوعية ورأسمالية و..., ومع هذا لا يزال الدين ظاهرا بل ويحصل له ازدهار , ولا يستطيع أحد بفضل الله جل وعلا أن يعطل الدعوة إلى الله أبدا, وهذا أمر معلوم, وواقع مشاهد في سائر العصور تحت حكم أئمة الجور والظلم, وهذا دين الله الذي تكفل بحفظه , وحمايته كما أخبر سبحانه" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" , فالواجب على الدعاة أن يستقيموا على طريق الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح, وأن لا يسيروا على الطرق والوسائل المحرمة, وأن لا يبحثوا عن أنصاف الحلول مع العلمانيين والنصارى والأحزاب المنحرفة, فإن الإنحراف الأكبر لا يأتي إلا من جهة الدعاة الذين إما يبحثون عن السلطة والرياسة كالإخوان, وإما لا يفهمون الدين فهما صحيحا فيستخدمون العنف والإرهاب في تغيير المنكرات ويكفرون الحكام كالجماعة الإسلامية والجهاد والتكفير و الهجرة و القطبيين......, وإما يجهلون أحكام ومنهج السلف, فيضيعون الأحكام الشرعية بجهلهم, وطلبهم للتصدر كالحزبيين(أدعياء السلفية) المتصدرين على الفضائيات, فما أحوج الناس اليوم إلى تعلم الدين وفهمه بعيدا عن هذا الانحراف ثم تطبيقه والعمل بأحكامه بدل الزج بهم في الحزبية البغيضة التي تفسد ولا تصلح وتمزق ولا تجمع.

◄الوجه الخامس: الساحة ساحتان , ساحة حق وساحة باطل, فساحة الحق هي ساحة الدعوة إلى الله على بصيرة وهي الساحة التي ما تركها الأنبياء يوما ما ولم يتركها العلماء من أهل السنة بعد نبيهم عليه الصلاة والسلام بل اجتهدوا فيها وبذلوا وسعهم فمكن الله لهم وكتب لهم القبول.وهذه الساحة أعم وأشمل من ساحتكم الضيقة ؛ فإن هذه الساحة تخاطب الساسة والعظماء والأمراء والكبير والصغير ؛ والغني والفقير ؛ والنساء والولدان ؛ والشباب والشيبة ؛ وتنظم جميع شؤون الحياة لأنها ليست من صنع البشر ؛ إذ الصناعة البشرية مهما تطورت فهي قاصرة وضيقة ؛ أما شريعة رب البرية فلا تضاهيها القوانين البشرية والتي هي زُبالة أفكار حثالة الناس وأسافلهم وأراذلهم .
هذه الساحة ؛ ساحة واسعة تخاطب جميع الناس على اختلاف ألوانهم وأشكالهم ؛ وعلى اختلاف بلدانهم ولغاتهم ؛ وترفع من تمسك بها وعض عليها ؛ وتكتب له الغلبة والتمكين والنصر والظفر .
أما ساحة الباطل فقد أمرنا الله باجتنابها حيث قال: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) [النساء:140].
وهذه الساحة هي ساحة عذاب كما قال تعالى((فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ ) الصافات177
قال الإمام ابن كثير في تفسيره للآية: ((قال الله - تبارك وتعالى - : فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ ؛ أَيْ : فَإِذَا نَزَلَ الْعَذَابُ بِمَحِلَّتِهِمْ فَبِئْسَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمُهُمْ بِإِهْلَاكِهِمْ وَدَمَارِهِمْ ؛ وقال السُّدِّيُّ : فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ ؛ يَعْنِي : بِدَارِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ ؛ أَيْ : فَبِئْسَ مَا يُصْبِحُونَ ؛ أَيْ : بِئْسَ الصَّبَاحُ صَبَاحُهُمْ
.وَلِهَذَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حديث اسماعيل بن عُلَيَّةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : صَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْبَرَ فَلَمَّا خرجوا بفئوسهم وَمَسَاحِيهِمْ وَرَأَوُا الْجَيْشَ رَجَعُوا وَهُمْ يَقُولُونَ : مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « اللَّهُ أَكْبَرُ ؛ خَرِبَتْ خَيْبَرُ ؛ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ » وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - .
فالغاية لا تبرر الوسيلة وما عند الله لا ينال بمعصيته فغايتنا رفع راية الإسلام,ووسيلتنا الدعوة بالكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة.
فلا بارك الله في هذه الساحة ؛ ولا بارك فيمن يدعو لها ؛ لا بارك الله فيمن يشنّع على من بيّن عوارها وأوارها ؛ فإن لم تكن هذه الساحة هي ساحة كفر ( !! ) فلا أدري ما الكفر ؟!
وأقول استنانًا بقول نبينا الكريم - عليه الصلاة والسلام - : الله اكبر .. الله أكبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ؛ فلن تستطيعوا أن تقهروا هذه الأدلة البيّنات ؛ والبراهين الواضحات ؛ والأقوال الصريحات ؛ ولو كان بعضكم لبعض ظهيرًا ؛ فإن أهل السُنة منتصرون ؛ وبالحق ظاهرون ومستمسكون ؛ لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة ؛ وحتى يقاتل آخرهم الدجال ؛ فاللهم اجعلنا منهم بمنك وكرمك يا رحيم يا رحمن .


طريقتك في الإستدلال و إ قامة الحجة غير علمية
لم ترد على مشاركاتي

عبد الله-1
2012-03-23, 22:55
تسلم الايادى على هذا الايضاح والمجهود الطيب يا أستاذ جمال

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-03-24, 06:04
طريقتك في الإستدلال و إ قامة الحجة غير علمية
لم ترد على مشاركاتي
وماذا تريد إستدلال أكثر من هذا؟؟؟
أم أنك تريد الاخ أن يستدل كما تستدلوا انتم أي طرح الاسئلة فقط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

aboumoadh
2012-03-24, 10:18
وماذا تريد إستدلال أكثر من هذا؟؟؟
أم أنك تريد الاخ أن يستدل كما تستدلوا انتم أي طرح الاسئلة فقط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟




أريد منه أن يكون علميا في إستدلاله
١ أن يأتي بالبينة على كل إدعاء قبل أن يرد عليه و لا يمكن أن نتهم المخالفين بأمور دون أن نأتي بالبينة
٢ لا يجوز تحريف أ قوال المخالفين ثم الرد عليها
٣ لا يجوز التلاعب على معاني الكلمات
٤ لا يجوز إستعمال أيات و أحاديث في غير محلها
٥ قوة الأدلة لا تقاس بالأمتار
قد بينت ذالك في ردودي

طريقة إستدلاله تذكرني في طريقة اللائكيين و الإلحادين في هجومهم على الإسلام


ملاحظة:
1- أطرح أسئلة عندما أرى أنها أجدى طريقة لإيصال فكرتي
2-نحن في منتدي أي نقاش بين الأعضاء و ليس كما يفعل البعض يلقي ما في جعبته غير آبه بأراء الآخرين

سفيان الحسن
2012-03-24, 11:59
السلام عليكم


سؤال والانتخابات في السعودية اين كلام الجاميين والمدخليين عنها ام هي محرمة في كل بلاد الاسلام وليس في السعودية طبعا اقصد الانتخابات السعودية البلدية والشورى والقادم قريب جمعيات سياسية وربما احزاب سكتوا هنالك وتكلموا هنا اين الاخلاص والرد والتجريح هنالك سؤال بريئ طبعا ربما المنهج يفصل وفق خطط سباعية وسداسية وخماسية فما القادم

aboumoadh
2012-03-24, 13:39
السلام عليكم


سؤال والانتخابات في السعودية اين كلام الجاميين والمدخليين عنها ام هي محرمة في كل بلاد الاسلام وليس في السعودية طبعا اقصد الانتخابات السعودية البلدية والشورى والقادم قريب جمعيات سياسية وربما احزاب سكتوا هنالك وتكلموا هنا اين الاخلاص والرد والتجريح هنالك سؤال بريئ طبعا ربما المنهج يفصل وفق خطط سباعية وسداسية وخماسية فما القادم

الفتاوى تكون تبعا للواقع فالسعودية غير باقي البلدان.

ابوزيدالجزائري
2012-03-26, 12:12
الانتخابات اما أن تكون في بلد يتحاكم فيه الى شرع الله - جل و علا - و اما أن تكون في بلد لا يقر بالشرع مصدرا وحيدا للتشريع و انما يتحاكم الى طاغوت القوانين ، فالمشاركة في انتخابات تجرى في بلد هذا حاله لا تجوز لأن في ذلك مساهمة في بقاء حكم الطاغوت و اطالة لمدة بقائه ، بل الواجب المقاطعة و المناداة بتحكيم الشرع فيه بالطرق الشرعية ( هذا من حيث مناط الحكم ، و أما تحقيق مناطه فيختلف فقد يفتى بجواز الانتخاب اذا كان في ذلك مصلحة راجحة و دفع لمفسدة محققة )
و أما ان كانت في بلد يحكم بالشرع فان كانت رئاسية فلا يجوز لأن نصب ولي الأمر لا بد أن يكون بالبيعة الشرعية و تنصيبه بالانتخاباب من باب السياسة المحدثة ، فان نصب بها و كان مسلما و استتب له الأمر فولايته ولاية شرعية قياسا على المتغلب .
و أما الانتخابات البلدية المقامة في بلد محكم للشرع فالأمر فيها محل نظر لخلوه من المفاسد السابقة و لكن منعه بعضهم لما فيه من التشبه بالكفار في شعار من شعارات ديمقراطيتهم التي أعلنوا بها تمردهم على رب العالمين ، و أجازها آخرون .
و أما تأسيس الأحزاب فلا يجوز بحال من الأحوال لما فيها من نصب الولاء و البراء على غير الاسلام و تفريق لجماعة المسلمين ، هذا لو فرضنا أن هذه الأحزاب تدعوا الى تحكيم الشرع و تطبيقه ...فكيف و أكثرها تحتقر الشرع و ترى أنه غير صالح لهذا الزمان .
و أما الجمعيات فلا بأس بتأسيسها ما لم يكن فيها تحزيب للناس ، أو دعوة الى أفكار هدامة و مناهج منحرفة .

لزهر الصادق
2012-03-27, 02:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل ممكن للأخ جمال البليدي بيان الأصول الجديدة التي ذكرها عن الشيخ علي حسن الحلبي
لتتم مناقشة الموضوع بروية ولو في صفحة مستقلة



وغاية حجة الجابري أنه انتقد عبد المالك رمضاني بحجة عدم تبديعه للحلبي-صاحب الأصول الجديدة-



من فضلك لو سمحت

http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=9278210&postcount=106


إن كنت موافق فلا مانع من وضع بعض الشروط

ابو الحارث مهدي
2012-03-30, 22:49
....البحث طويل لأنه ماعاد ينفع الإختصار مع من يلبس في الدين







روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال :

(العلم نقطة كثرها الجاهلون).

aboumoadh
2012-03-30, 22:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل ممكن للأخ جمال البليدي بيان الأصول الجديدة التي ذكرها عن الشيخ علي حسن الحلبي
لتتم مناقشة الموضوع بروية ولو في صفحة مستقلة





من فضلك لو سمحت

http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=9278210&postcount=106



إن كنت موافق فلا مانع من وضع بعض الشروط




إنه ليس هنا للمناقشة إنه هنا لسرد ما يريد قوله والسلام
لم يرد على مشاركاتي

ابو الحارث مهدي
2012-03-30, 22:56
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته



أخي الفاضل " جمال" حفظك الله ورعاك



لله الحمد و المنة أنه مازال في أهل الحق بقية ، ينفون عن دين الله ، تحريف الغالين ، و إنتحال المـُبطلين ، و تأويل الجاهلين
الذين عقدوا ألوية البدعة ، وأطلقوا عنان الفتنة ، الذين يقولون على الله و في الله و في كتاب الله بغير علم ،و يكتمون الحق
و يتكلمون بالمتشابه من الكلام يخدعون به جهال الناس بما يشبهون به عليهم

لا أخفيك سِراً إن قلتُ: بأني دوما أرمُقُ ما تكتبه يُمناك (لا تربت يداك)
وأُلاحِظُ فيك تلك الحرقة في الذب عن منهج السلف الصالحين
و على ما كان عليه أئمة الهدى ومصابيح الدجى الأولين
وحقيق بأمثالي أن يَغْبِطُوك على ما حَبَاكَ الله به من فضل
جزاك الله خير الجزاء أيها المجاهد الصنديد

أنا لست أمدحه ُ فما من شأنه ِ
حب المديح ولا المدائح شاني

لكن أقدار الرجال صوالحاُ
تسمو مع التبيين والإعلان

والخير سوف تغيب ُ قدوته إذا
ما صار في طي من الكتمانِ

طارق المتيجي
2012-03-30, 23:02
أصراحك القول أخي الكريم

أنني لاحضت الموضوع من خلال عنوانه فأعجبت به

فضننت أن هؤلاء الدعاة المقصودين هم : دعاة كفر وفاسدين وذو أخلاق غير إسلامية ويهود وكذا و .....

و إذا بي أصدم بأقوالك أخي الحبيب :


(( نعمل فما أتفقنا عليه ويعذر بعضنا فما ))

أخي الحبيب أنا لاأنتمي لأي حزب لكن

هل هذا الكلام فيه عيب ؟؟؟

ماهي الحزبية ؟؟؟

أخي الحبيب والله أريد مناقشتك في هذا الأمر

كلامك أخي يدل أن لك أنت كذلك حزب ضد من تتهمهم بتهم تشرفهم

إتقوا الله في هذه الأمة

فالأحزاب وسائل إن حسنت النوايا (( صحيح غالبيتها لهم مصالح لكن لا نتهم الناس هكذا

ونشهر بهم ا فهم خاطئ أخي

من نحن حتى نحكم على الناس هكذا ؟؟

أرجوا المعذرة أخي

aboumoadh
2012-03-30, 23:19
أصراحك القول أخي الكريم

أنني لاحضت الموضوع من خلال عنوانه فأعجبت به

فضننت أن هؤلاء الدعاة المقصودين هم : دعاة كفر وفاسدين وذو أخلاق غير إسلامية ويهود وكذا و .....

و إذا بي أصدم بأقوالك أخي الحبيب :


(( نعمل فما أتفقنا عليه ويعذر بعضنا فما ))

أخي الحبيب أنا لاأنتمي لأي حزب لكن

هل هذا الكلام فيه عيب ؟؟؟

ماهي الحزبية ؟؟؟

أخي الحبيب والله أريد مناقشتك في هذا الأمر

كلامك أخي يدل أن لك أنت كذلك حزب ضد من تتهمهم بتهم تشرفهم

إتقوا الله في هذه الأمة

فالأحزاب وسائل إن حسنت النوايا (( صحيح غالبيتها لهم مصالح لكن لا نتهم الناس هكذا

ونشهر بهم ا فهم خاطئ أخي

من نحن حتى نحكم على الناس هكذا ؟؟

أرجوا المعذرة أخي
أخي الحبيب والله أريد مناقشتك في هذا الأمر لن يقبل النقاش معك لأنه يعلم أن أدلته واهية و إستدلاله غير علمي


يجب عليه




١ أن يأتي بالبينة على كل إدعاء قبل أن يرد عليه و لا يمكن أن نتهم المخالفين بأمور دون أن نأتي بالبينة
٢ لا يجوز تحريف أ قوال المخالفين ثم الرد عليها
٣ لا يجوز التلاعب على معاني الكلمات
٤ لا يجوز إستعمال أيات و أحاديث في غير محلها
٥ قوة الأدلة لا تقاس بالأمتار

ابو الحارث مهدي
2012-03-30, 23:22
الحــــــــــــزبية

-بداية محنة عقيدتها إلى تمييع ، و نهاية تجميعها إلى تفريق و تبديع
و بأسهم بينهم شديد و تحسبهم جميعاً و قلوبهم شتى


- إتخذ الجمع من السياسة جارحة صيد يجمعون بها الرغوة
و اتخذها أعداؤهم آلة كيد يجهضون بها الدعوة

طارق المتيجي
2012-03-30, 23:31
أخي أنصح نفسي وإياك بالتواضع الذي تزين به النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم -وصحبه الكرام

وأحذرك لمصلحتك أخي الفاضل من الغرور

لما لاتناقشني ؟؟ إتقي الله في إخوانك

أهل العلم والتقوى والورع ماعرف التاريخ يوما أنهم تكبروا ولو على الصبيان

فالنبي الكريم كان يتلقى الأذى من قومه ويقول :: (( اللعم ارحم قومي فإنهم لايعلمون ))

وأخيرا بارك الله في حياتك ونور دروبك وأنار لك سبل العلم والتواضع


أخوك طارق

ابو الحارث مهدي
2012-03-30, 23:44
ملاحظة: قول المكفراتيون سابقا المبرراتيون حاضرا : "ما قصدنا إلا الخير" فيه نوع من الإرجاء لأنهم يحصرون قبول العمل فقط في القصد والنية بدون النظر إلى العمل, وهذا إرجاء مع أن هؤلاء بالأمس القريب كانوا يرموننا بالإرجاء بلا دليل ولا برهان فانظر كيف سقطوا فيما كان يتهمون به أهل السنة , وهذه حال من خالف نهج النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو نهج الاعتدال والوسطية فتراهم يتقلبون بين عشية وضحاها فينكرون ما كان يعرفون ويعرفون ماكانوا ينكرون, والله المستعان.



هؤلاء الذين ذكرتهم عمدوا إلى حيلة قديمة يصدق فيها قوله تعالى:


( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ)[ الأنعام(121)]


و هي رمي أهل السنة بأقذع الأوصاف حتى يكفوا ألسنتهم عنهم ولا يردون عليهم باطلهم، و هي من طرق الإرهاب الفكري تُسمى :


رمتني بدائها ... وإنسلت



قال ابن القيم– رحمه الله - في " الصواعق المُرسلة " (2/440)


(و لما أراد المتأولون الـمُعطلون تمام هذا الغرض اخترعوا لأهل السنة الألقاب القبيحة فسموهم حشوية ، ونوابت ، و نواصب ، و مُجّبْرة ، و مجسمة ، و مشبهة ، و نحو ذلك) .


- و ما ذكره الإمام الصابوني– رحمه الله - في كتابه " عقيدة السلف أصحاب الحديث " في هذا الباب أشهر من أن يُذكر .



و هناك كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - " مجموع الفتاوى " (5/111) ذكر فيه النكتة في المسألة فقال :
(وقد صنف أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن درباس الشافعي جزءًا سماه : "تنزيه أئمة الشريعة عن الألقاب الشنيعة"، ذكر فيه كلام السلف –وغيرهم- في معاني هذا الباب، وذكر أن أهل البدع كل صنف منهم يلقب أهل السنة بلقب افتراه ـ يزعم أنه صحيح على رأيه الفاسد ـ كما أن المشركين كانوا يلقبون النبي بألقاب افتروها .


فالروافض تسميهم نواصب، والقدرية يسمونهم مجبرة، والمرجئة تسميهم شكاكا، والجهمية تسميهم مشبهة، وأهل الكلام يسمونهم حشوية، ونَوَابت [النَّوابت: الأغمار من الأحداث]. وغثاء، وغُثْرًا [الغُثْر: سَفلَة الناس]، إلى أمثال ذلك، كما كانت قريش تسمي النبي -صلى الله عليه وسلم- تارة مجنونًا، وتارة شاعرًا، وتارة كاهنًا، وتارة مفتريًا ، قالوا : فهذه علامة الإرث الصحيح و المتابعة التامة فإن السنة هي ما كان عليه رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و أصحابه إعتقاداً و إقتصاداً و قولاً و عملاً ....... )أهـ

و رحم الله من قال:أهل الأهواء اختلفوا في الاسم و اجتمعوا على السيف .


فـ " الخوارج" .. هم المرجئة


http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=756891 (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=756891)



و نسأل الله الثبات على السنة


فعرفونا قولكم الذي به تقولون ، و ديانتكم التي بها تدينون .


و صل اللهم وبارك على محمد و على آله و صحبه وسلم


.

عبد الله-1
2012-03-31, 06:18
هؤلاء الذين ذكرتهم عمدوا إلى حيلة قديمة يصدق فيها قوله تعالى:


( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ)[ الأنعام(121)]


و هي رمي أهل السنة بأقذع الأوصاف حتى يكفوا ألسنتهم عنهم ولا يردون عليهم باطلهم، و هي من طرق الإرهاب الفكري تُسمى :


رمتني بدائها ... وإنسلت



قال ابن القيم– رحمه الله - في " الصواعق المُرسلة " (2/440)


(و لما أراد المتأولون الـمُعطلون تمام هذا الغرض اخترعوا لأهل السنة الألقاب القبيحة فسموهم حشوية ، ونوابت ، و نواصب ، و مُجّبْرة ، و مجسمة ، و مشبهة ، و نحو ذلك) .


- و ما ذكره الإمام الصابوني– رحمه الله - في كتابه " عقيدة السلف أصحاب الحديث " في هذا الباب أشهر من أن يُذكر .



و هناك كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - " مجموع الفتاوى " (5/111) ذكر فيه النكتة في المسألة فقال :
(وقد صنف أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن درباس الشافعي جزءًا سماه : "تنزيه أئمة الشريعة عن الألقاب الشنيعة"، ذكر فيه كلام السلف –وغيرهم- في معاني هذا الباب، وذكر أن أهل البدع كل صنف منهم يلقب أهل السنة بلقب افتراه ـ يزعم أنه صحيح على رأيه الفاسد ـ كما أن المشركين كانوا يلقبون النبي بألقاب افتروها .


فالروافض تسميهم نواصب، والقدرية يسمونهم مجبرة، والمرجئة تسميهم شكاكا، والجهمية تسميهم مشبهة، وأهل الكلام يسمونهم حشوية، ونَوَابت [النَّوابت: الأغمار من الأحداث]. وغثاء، وغُثْرًا [الغُثْر: سَفلَة الناس]، إلى أمثال ذلك، كما كانت قريش تسمي النبي -صلى الله عليه وسلم- تارة مجنونًا، وتارة شاعرًا، وتارة كاهنًا، وتارة مفتريًا ، قالوا : فهذه علامة الإرث الصحيح و المتابعة التامة فإن السنة هي ما كان عليه رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و أصحابه إعتقاداً و إقتصاداً و قولاً و عملاً ....... )أهـ

و رحم الله من قال:أهل الأهواء اختلفوا في الاسم و اجتمعوا على السيف .


فـ " الخوارج" .. هم المرجئة


http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=756891 (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=756891)



و نسأل الله الثبات على السنة


فعرفونا قولكم الذي به تقولون ، و ديانتكم التي بها تدينون .


و صل اللهم وبارك على محمد و على آله و صحبه وسلم


.
بارك الله في علمكم وزادكم من فضله

جمال البليدي
2012-04-02, 09:36
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

قد شغلت هذه الأيام ببعض الأمور فنرجوا من الإخوة إحسان الظن فلست ضد النقاش العلمي ولا ضد الاستفادة من بعضنا البعض إذ لا يليق بالمرئ أن يحذر من التحزب والتعصب ثم به يتهرب من مناقشة أفكار غيره , لكن الوقت لم يسعفني للإجابة على كل التساؤلات لهذا أفضل ترك النقاش بعد انتهاء السلسلة إن شاء الله حتى لا يخرج الموضوع عن مقصوده, والله الموفق.

جمال البليدي
2012-04-02, 09:38
◘الشبهة الخامسة عشر: قولهم"دخولنا الانتخابات ضرورة":



والجواب:



الضرورة مشتقة من الضَّرَر, وفي الاصطلاح: قال الزركشي: "الضرورة بلوغه حداً إن لم يتناول الممنوع هلك أو قارب", وهو من المنثور في القواعد. وعرّفها غيره بقوله: "هي أن تطرأ على الإنسان حالة من المشقة والخطر والشدّة, بحيث يخاف حدوث ضرر أو أذى بالنفس أو بالعضو أو بالعِرْض أو بالعقل أو بالمال وتوابعها". وينبغي عندئذٍ -أو يباح- ارتكاب محرم, أو ترك واجب, أو تأخيره عن وقته, دفعاً للضرر عنه في غالب ظنه, ضمن قيود شرعية". وهذا تعريف جامع لا مزيد عليه.
قلت: هناك فرق بين الضرورة والمصلحة, حيث أن المصلحة أعم, والضرورة أخص, فالضرورة تكون عند حالة شديدة وخشية ضرر, كما رأيت. القرآن يبين الضرورة: قال الله تعالى: [حُرِّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذُبح على النُّصُب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصةٍ غير متجانفٍ لإثمٍ فإنّ الله غفورٌ رحيمٌ ]المائدة. فهذه المحرمات اُبيح أكلها عند اشتداد جوع الذي يخشى على نفسه الهلاك, وقد جعل الله شريعته قائمة على اليُسْر, ورفع الحرج في مجالات كثيرة, لا يتسع الوقت لذكرها. فما هي الضرورة التي جعلت أصحاب "الانتخابات" يختارون هذا الطريق؟. هم يقولون: نحن مضطرون, وإن لم نفعل فسيسحبونا بلحانا, ويمنعونا من إقامة الإسلام, حتى من الصلاة في المساجد, وتعليم القرآن, وعدم السماح بالخطب والمحاضرات.. إلى آخر ما يقولونه.
ومن جهة ثانية: أن الضرورة شرعت لإزالة الضرر, فهل سيزول الضرر الذي بالمسلمين, بدخولكم في المجالس البرلمانية؟ فإن قالوا: نعم, فهذا غير صحيح, وخذ مثالاً على ذلك, وهو: أن الرئيس أنور السادات في آخر حكمه اعتقل عشرات الآلاف من الإسلاميين, وكان يوجد في مجلس الشعب المصري كتلة برلمانية لهم, فلم يستطيعوا أن يعملوا شيئاً, وكذلك في السودان عندما اعتقل النميري الإسلاميين, وكان من الإسلاميين مستشارون له في أعلى قمة السلطة, فلم يستطيعوا أن يعملوا شيئاً, إذ أن أحوال المسلمين هي هي, ولم يحصل إلا زيادة شر في أماكن, وقلة شر في أماكن أخرى. إذاً هذا الأمر الأول يبطل الاحتجاج بأنها ضرورة, وذلك أن الضرورة شرعت لإزالة الضرر, وهنا لم يحصل, وها هي ستون سنةً قد مضت على هذه الأقوال, ونحن نجد الأمور كل يوم تزداد سوءاً, حتى في سلوك القائلين بذلك. والظاهر أن إخواننا سامحهم الله, وقفوا في عدة خنادق, فإن أحيط بهم في خندق, صاحوا من آخر, فأول ذلك أنها شورى, ثم مصلحة مرسلة, ثم أخف الضررين, ثم ضرورة وإكراه. فإن لم ينفع هذا كله, فالجواب منهم: ماذا تريدون أن نفعل؟!. أنترك الأمور لأعداء الإسلام؟!. واستطردوا من الأمثلة العقلية غير الصحيحة, وإلا فالعقل الصريح لا يناقض النقل الصحيح, كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. ومن لم تنفعه الأدلة, ولم ينفعه واقع المسلمين في هذه المجالس النيابية منذ أكثر من نصف قرن, وهم ينحدرون فيها إلى الأسفل, فلا يبالي بالأدلة المذكورة هنا, إلا أن يشاء الله عز وجل, وإلى الله المشتكى.
◄وأما قولهم: "وإن لم نفعل فسيسحبونا بلحانا..." إلخ. فجوابه: من المعلوم أن الله جعل العداوة بين أهل الحق وأهل الباطل, وقد يسلّط الله أهل الباطل على أهل الحق. فالواجب على أهل الحق الصبر كما كانت دعوة الأنبياء, ولا يجوز لهم أن يسلكوا طرقاً غير مشروعة, من أجل مقاومة الأعداء.
قال الله تعالى:[ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ(12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ(13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ(14)] سورة إبراهيم.

فلما امتثل الأنبياء-وأيضا ورثة الأنبياء من العلماء والمصلحين في كل عصر ومصر- للمنشور الرباني الشرعي تجاه الظالمين (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا ) جاءتهم البشرى القدرية بالوعد الرباني (الكوني) : "لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ"

و قال الله تعالى ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ [الأعراف : 137]
فهذ سنة ربانية جعلها الله تعالى في الكون لن تتغير ولن تتبدل (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) [فاطر:43]
قال الحسن البصري: ( والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قِبلِ سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل ذلك عنهم وذلك أنهم يفزعون إلى السيف (السلاح) فَيُوكَلون إليه ووالله ما جاءوا بيوم خير قط ثم تلا وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون الآية .الأعراف 137

وقال: (يا عجباً لمن يخاف ملكاً أو يتقي ظلماً بعد أيمانه بهذه الآية أما والله لو أن الناس إذا ابتلوا صبروا لأمر ربهم لفرج الله عنهم كربهم ولكنهم جزعوا من السيف فوكلوا إلى الخوف ونعوذ بالله من شر البلاء) (الشريعة ج1 ص158 ط قرطبه، وكتاب أصول السنة لإمام أحمد ص 64-65 )

جمال البليدي
2012-04-02, 09:41
◘الشبهة السادسة عشر : قولهم نحن دخلنا الانتخابات لنرتكب أخف الضررين.


يقولون: نحن نشارك في "الانتخابات" وهي شرٌّ, ولكننا نرتكب أخف الضررين, لتحقيق مصلحة كبرى! ومن المعلوم أن المفسدة إذا كانت أقل من المصلحة جاز الفعل.

فنقول:

◄أولا : أخف الضررين عندكم المشاركة في المجالس النيابية. وإليك بيان هذا الضرر الخفيف عندهم:
سؤال1: من الحاكم في مجلس النواب: الله أم البشر؟.
الجواب: البشر.
سؤال2: إذا كان حكم البشر هو السائد في المجالس النيابية, فهل هذا شرك أكبر أم أصغر؟.
الجواب: شرك أكبر.
سؤال3: ولماذا كان شركاً أكبر؟.
الجواب: لأن حكم الله معطّل, وهناك من لم يقرّ بحاكمية الله عز وجل, وإنما الحكم للأغلبية.
وقد تقدم أن المجالس البرلمانية الحاكم فيها هو البشر, بل يُردّ حكم الله ويُعترض عليه, فهذا شرك أكبر بلا شك. وإذا كان شركاً تصادر فيه شريعة الله, فهل بقي ذنب أكبر من الشرك الأكبر أو الكفر الأكبر الذي يقول الله تعالى فيه: [إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً] النساء.
فلما كان الشرك -وهو أعظم الذنوب- لا يغفر الله لصاحبه إذا مات عليه, والرسول صلى الله عليه وسلم سُئل: أي الذنب أعظم؟ قال: ((أن تجعل لله نِدّاً وهو خلقك)) قيل: ثم أي؟ قال: ((أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك..)) الحديث متفق عليه من حديث عبد الله بن مسعود.
فاتضح لنا أنهم في بعض الحالات قد يفعلون شركاً أكبر, وليس هو بأخف الضررين, وقد قال الله سبحانه وتعالى: [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم] فهذا حكم الله فيمن والى اليهود والنصارى.
وقال الله: [وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا] النساء.
لم يقل سبحانه: ما عليكم من شيء, ولم يقل: إلا الأحزاب الإسلامية فإن ذلك مشروع لهم.

◄ثانيا : قد ذكرت فيما سبق جملة من المفاسد المترتبة على الانتخابات والديمقراطية و الأحزاب,فأي مصلحة يمكن أن تزيد أهميتها على تلك المفاسد؟ وأي ضرر أعظم من تلك الأضرار التي تم ذكرها؟ !
ومن المعلوم أن هذه المفاسد متحققة في الواقع بلا أدنى جدال, وأما المصلحة التي يزعمها هؤلاء فهي مصلحة موهومة,إذ يمكن أن يصل إلى الحكم نصراني أو علماني أو شيوعي كما يمكن أن يصل هؤلاء الحزبيون الإسلاميون , فكل هذه أمور محتملة لا يجزم أحد بشيء من النتائج إلا بعد الخوض في الانتخابات , فكيف يقال , والحالة هكذا,إن جلبت هذه المصلحة الموهومة –أو بالأحرى إن الجري وراء هذه المصلحة الموهومة- مقدم على درء المفاسد الكثيرة الظاهرة المتحققة؟؟ !! ومن المقرر عند أهل العلم أن درء المفسدة(لا سيما المتحققة فعلا) مقدم على جلب المصلحة (خصوصا إذا كانت محتملة).
فكيف تقرون بوجود هذه المفاسد العظيمة في الانتخابات-وما لم يذكر كثير- , مما قد لا يجتمع في غيرها من الضلالات , ثم تجيزونها لضرورة وهمية !!!
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله- ردا على عبد الرحمن عبد الخالق : ( ولا أظن باطلا على وجه الأرض ينطوي على هذا الكم الهائل من المفاسد ولا نعرف مكابرا مثل مكابرة من يجيز هذا العمل بعد عمله بهذه المفاسد !! ونحن نطالب عبد الرحمن بالمصالح العظيمة الراجحة على هذه المفاسد ، ثم إن الداخل معهم لا يستطيع تغيير شئ أو إصلاحه ولو حاول لقضوا عليه أو أزاحوه فالمصلحة التي ادعاها معدومة أو متعذرة .)
فما هي المصلحة الكبرى على حد زعمهم التي حققوها؟ فقد عرفنا الشر الذي وقعوا فيه, فنريد أن نعرف المصلحة لأنهم قالوا: سيحققون مصلحة كبرى.
الجواب: أن الواقع من مدة ستين عاماً, يثبت لنا أنهم ما حققوا مصلحةً كبرى للإسلام كما زعموا.
◄ثالثا : لو كانت الانتخابات نفعها أكبر من ضررها لجاء بها الإسلام قبل الديمقراطية لأنه ما من خير إلا وجاء به الإسلام , فإهمال الشريعة الإسلامية للانتخابات الغوغائية-خاصة وأن الكثير من الحزبيين يرونها السبيل الأمثل للخروج من الأزمة !- لأقوى دليل على أن ضررها أكبر من نفعها إذ كيف يُهمل الإسلام الحل الأمثل للخروج من الأزمة كما يدعي الكثير من الحزبيين !!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وهكذا ما يراه الناس من الأعمال مقربا إلى الله, ولم يشرعه الله ورسوله, فإنه لا بد أن يكون ضرره أكثر من نفعه, وإلا فلو كان نفعه أعظم غالبا على ضرره لم يهمله الشارع , فإنه –صلى الله عليه وسلم- حكيم , لا يهمل مصالح الدين ولا يفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين) مجموع الفتاوى (11/623)

◄رابعا :أما قولهم: إنهم دخلوا في "الانتخابات", وارتكبوا أخف الضررين, من أجل أن يقيموا دولة الإسلام, ويحكموا بالشريعة الإسلامية, وذلك على حد زعمهم.
فهل تقام الشريعة مع أن المجتمع ليس عنده أهلية لذلك؟.
جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما, في قصة هرقل عند أن أخبره أبو سفيان عن أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق عظيم بُصْرى, فلما قرأ هرقل كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ـ أي هرقل ـ : "يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد, وأن يثبت ملككم, فتبايعوا هذا النبي؟". فحاصوا حيصة الحمر إلى الأبواب, فوجدوها قد غلقت, فدعاهم هرقل, وقال: "أنا أريد أن أعرف شدتكم على دينكم, فسجدوا له", الحديث في (الصحيحين).
والشاهد في الحديث أن هرقل مع كونه ملكاً, لم يستطع أن يرغم قومه على الدخول في الإسلام, باعتبار أنه ملك وبيده السلطة, وهكذا النجاشي أسلم, ونزلت فيه آيات, منها قوله تعالى: [وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق...] المائدة. كما في (الصحيح المسند من أسباب النزول) للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله, ولمّا مات ما وُجِد من يُصلي عليه, وإنما صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم, والنجاشي ملك النصارى في الحبشة.
فليس من صعد على الكرسي أقام الإسلام ولابد, هذه قضية فيها مجازفة وعدم فقهٍ للواقع.
فلا بد من إصلاح المجتمع قبل الوصول إلى الحكم.
وقد قيل للأحزاب الإسلامية: تعلموا العلوم الشرعية, فما وُفِّقوا لهذا الخير.
وقيل لهم: علّموا الناس الدين, ولا تعلّموهم الأطماع, فما وُفِّقوا لهذا الخير.
لقد رأينا كثيراً من الإسلاميين عند أن تمكنوا من بعض الوزارات, يلتزمون بالنظام والقانون الوضعي أشد من غيرهم, وإذا قيل لهم: هل أمر الله بهذا؟ قالوا: "هذا النظام"!.
فأين تغييركم للفساد الذي أرهقتم أسماع الناس به, واستنزفتم به أموالهم, وصرفتموهم عما هو أنفع من الاعتصام بنشر السنة والتحذير من البدع؟ [والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون].

(http://www.alrbanyon.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=25408)

جمال البليدي
2012-04-02, 09:54
◘الشبهة السابعة عشر : قولهم أن مقاطعة الانتخابات يؤدي إلى فتنة.


والجواب على هذا بما يلي :

أولا : إن الفتنة كل الفتنة في مخالفة نهج النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى : [فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ] سورة النور.
قال الإمام ابن كثير في تفسيره: (قوله : [ فليحذر الذين يخالفون عن أمره (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=24&ayano=63#docu)] أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا ما كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .
أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنا أو ظاهرا ( أن تصيبهم فتنة (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=24&ayano=63#docu) ) أي : في قلوبهم ، من كفر أو نفاق أو بدعة ، ( أو يصيبهم عذاب أليم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=24&ayano=63#docu) ) أي : في الدنيا ، بقتل ، أو حد ، أو حبس ، أو نحو ذلك . ))تفسير ابن كثير.

ولا يوجد فتنة أكبر من الشرك الأكبر الموجود في هذه الانتخابات كما سبق وبينت.
ثانيا : قولكم أن مقاطعة الانتخابات يؤدي إلى فتنة مجرد تخمين وتكهن لا يغني من الحق شيئا ,فلا الدليل الشرعي يثبت ذلك, ولا الواقع أثبت ذلك .والله تعالى يقول: [وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون ]
فلا يجوز مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم بناءا على الظن .
ثالثا : هذا الكلام فيه من المغالطة ما فيه بل هو من قلب الحقائق فإن الناظر إلى واقع المسلمين مع الانتخابات ليجد أن الانتخابات غالبا ما أدت إلى الفتن بين المسلمين بسبب تربيتهم على حب الرياسة والإمارة والسيادة بدلا من تربيتهم على حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فغالبا ما تنتهي هذه الانتخابات بالاتهامات والتقاتل فيما بين الأحزاب, وإلا فمن أين جاءتنا الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية و المحاكمات الجنائية والأخلاقية أليس من الحرص على الرياسة والإمارة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم !.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : (قال الملهب-رحمه الله- : "الحرص على الولاية هو السبب في اقتتال الناس عليها حتى سفكت الدماء , واستبيحت الأموال والفروج, وعظم الفساد في الأرض بذلك, ووجه الندم أنه يقتل أو يعزل أو يموت,فيندم على الدخول فيها , لأنه يطالب بالتبعات التي ارتكبها, وقد فاته ما حرص عليه بمفارقته")فتح الباري 13/126

فالأولى لكم أن تقولوا "الانتخابات هي التي تؤدي إلى الفتن" بدلا من قولكم "مقاطعة الانتخابات تؤدي إلى الفتن "فكفاكم مغالطة وقلبا للحقائق, متى كانت مقاطعة الفتنة فتنة؟ !

رابعا : لقد خالف الإمام أحمد رحمه الله الحاكم في الكفر الذي قال به وألزم به كل الناس ألا وهو "القول بخلق القرآن" فاستعمل هذا الحاكم كل القوة لإجبار الناس على ذلك , وبقي الإمام أحمد صابر شامخا يحذر من هذا القول ويقاطعه في مجالسه ,ولا ينزع يد من طاعة لهذا السلطان ولا يكفره رغم ما تعرض له من أذى وتعذيب وجلد ثم مالبث حتى جاء الفرج وعاد العز للإسلام والمسلمين ,وهذه نتيجة ربانية لكل من صبر وثبت أمام الفتن.
أقول : و لم نسمع أي أحد من علماء عصره, ولا الذين من بعده قالوا عن مقاطعة الإمام أحمد للكفر فتنة؟ ! فكيف بالانتخابات التي قد تكون أشد جرما من القول بخلق القرآن لأن هذه الانتخابات لا تقول بخلق القرآن فحسب بل لا تعترف بأحكام القرآن أصلا إذا خالفت رأي الأغلبية !
خامسا :سنجاري تخميناتكم ونقول : ما هي هذه الفتن المزعومة التي قد تحصل إذا قاطعنا الانتخابات؟ !
إن قلتم : سيقتتل المسلمون ويتفرقون ما بين مقاطع للانتخابات ومؤيد لها؟ فنقول :
1-المسلمون متفرقون سواء انتخبوا كلهم أو قاطع أكثرهم ففي كلا الحالتين هم متفرقون إذ لا يمكن أن تجمعهم الانتخابات على حزب واحد ولا على رجل واحد , فكل واحد سينتخب على حزب معين أو مترشح معين فما تزعمونه في حالة مقاطعة الانتخابات يُلْزِمُكُم أن تزعموه في حالة عدم المقاطعة فالتفرق حاصل في كلا الحالتين لا محال.
2-لا زال المسلمون وغيرهم بعضهم ينتخب والبعض الآخر لا ينتخب ومع هذا لم نرى تقاتلا بين الذي ينتخب وبين الذي يقاطع؟ ! فلا توجد انتخابات على وجه الأرض شارك فيها كل المسلمين بل لا بد من وجود مقاطع كما هو معلوم على أرض الواقع؟ !
3- إننا حين ندعوا إلى مقاطعة الكفر والشرك والمعاصي بمختلف أنواعها ودرجاتها فإننا نفعل ذلك على طريقة محمد صلى الله عليه وسلم من دون إجبار ولا إكراه إنما بالحكمة والموعظة الحسنة فمن قبل فذاك ومن لم يقبل فلست عليهم بوكيل ولست عليهم بمسطير فندعوا الناس إلى الخير ونهاهم عن الشر دون فتن ولا قلاقل كما هو واقع أهل السنة قديما وحديثا فما هي الفتنة التي تحصل مادام الحال كذلك؟ !
وإن قلتم : إنما الفتنة تأتي من طرف الحاكم حيث أنه سيستعمل القوة لضرب كل من قاطع الانتخابات؟

فنقول :
1- كيف عرفتم ذلك أطلعتم على الغيب أم اتخذتم عند الله عهدا؟ نحن مطالبون بالاستقامة أما النتائج فمن الله تعالى وحده ولسنا مطالبون بالنتائج, ونحن حين نقوم بمقاطعة الانتخابات ليس طمعا في النتائج إنما طمعا في رضا الله سبحانه وتعالى حتى نبرأ ذمتنا عند الله تعالى يوم القيامة.
2- من تناقضاتكم أنكم تنادون بمقاطعة الانتخابات بحجة أنها ستكون مزورة ولا تقولون أن هذا يؤدي إلى فتنة لكن إذا نادى أهل السنة بمقاطعتها لأنها مخالفة لتعاليم الإسلام قلتم : فتنة ! فيا سبحان الله ! مقاطعة الانتخابات بحجة أنها ستكون مزورة ليس بفتنة ,ومقاطعتها لأنها ليست من هدي محمد صلى الله عليه وسلم فتنة مع أن الله تعالى يقول(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة)) !
3-كلامكم التخميني يكذبه الطاغوت الديمقراطي الذي تنادون به فإن مقاطعة الانتخابات حق حتى عند طاغوت الديمقراطية فلا يوجد قانون يوجب على المواطنين أن ينتخبوا بل هو خيار فقط من شاء فلينتخب ومن شاء فليقاطع فلماذا تخالفون الديمقراطية الآن؟ ! إذ لو قدر الله أن هذا الحاكم سيعذب كل من قاطع الانتخابات فالفتنة إنما جاءت عن طريقه لأنه هو من خالف الشرع بل خالف الطاغوت الديمقراطي فالفتنة فتنته فلا تلزمونا بها أما نحن لو قدر الله وحصل ذلك فإننا نعمل بتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن فنحن نتعبد ربنا بالأسباب الشرعية لا بالنتائج, فقبل الانتخابات نعمل بالنصوص القرآنية والنبوية التي تحذر من البدع التي منها الانتخابات قطعا ,وبعد الانتخابات نعمل بالنصوص التي تتطابق مع الواقع الذي حصل-مهما كان هذا الواقع- ..وهكذا فلسنا إلا مسلمون مستسلمون لله تعالى بالوحدانية وللرسول صلى الله عليه وسلم بالاتباع .

4-إن مقاطعة الانتخابات لها حالتان لا ثالث لهما :
الحالة الأولى : أن يُقاطِع الناس الانتخابات بحجة أنها مزورة ففي هذه الحالة ستقولون أنها ليست فتنة وتتناقضون فتردون على أنفسكم بأنفسكم.
الحالة الثانية : أن يُقاطِع الناس الانتخابات تَدَيُنًا منهم بدين الإسلام وكفرا بالطاغوت الديمقراطي فهذه الحالة تعني أحد أمرين :
الأمر الأول : أن الناس متدينون يفهمون الإسلام على حقيقته ,وبالتالي مثلما التزموا بمقاطعة الانتخابات تدينا فإنهم سيطيعون هذا الحاكم المسلم في المعروف تدينا ويرضون بولايته ولا يخرجون عليه ,وذلك للأحاديث النبوية المتواترة التي تأمر بطاعة ولي الأمر المسلم في المعروف حتى لو كان ظالما فاجرا فاسقا, ومعلوم أن الحاكم إذا علم هذا فلن يقتل أحدا ولن يعذب أحدا لأن مقاطعتهم في هذه الحالة للانتخابات (تدينا)) دليل على رضاهم بولاية هذا الحاكم(تدينا) فلماذا إذا يلجأ الحاكم إلى القوة مادام أنه يعلم أنه سيقى في الحكم؟ !
الأمر الثاني : أنه لا وجود لشيء اسمه الانتخابات أصلا لأن مقاطعة الناس للانتخابات تَدَيُنًا يعني أنهم أناس يعرفون دينهم ويعملون به ,وهذا يعني أن حاكمهم صالح لأن سنة الله الكونية تقول(كما تكونوا يولى عليكم)) ومادام حاكهم صالح وهم صالحون فهذا يعني أن الزمن هو زمن خلافة على نهج النبوة وهذا يستلزم بداهة عدم وجود الانتخابات الطاغوتية إذ لا تجتمع الانتخابات الطاغوتية مع الخلافة على نهج النبوة ! وحتى لو قلنا بتخميناتكم السياسية وسلمنا جدلا أن هذا الحاكم لن يكون صالحا وسيستعمل القوة وتحدث فتنة فإن هذه الفتنة ليست فتنة معصية بل فتنة تمييز وبلاء واختبار للمؤمنين على إيمانهم وصدقهم فقد قال الله تعالى:[الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)] .
قال العلامة السعدي في تفسيره: (يخبر تعالى عن [تمام] حكمته وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال " إنه مؤمن " وادعى لنفسه الإيمان، أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه، فإنهم لو كان الأمر كذلك، لم يتميز الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل، ولكن سنته وعادته في الأولين وفي هذه الأمة، أن يبتليهم بالسراء والضراء، والعسر واليسر، والمنشط والمكره، والغنى والفقر، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ونحو ذلك من الفتن)
و سرعان ما تذهب هذه الفتنة بالصبر والتقوى لقوله تعالى((ومن يتق الله يجعل له مخرجا)) وقد ضرب الإمام أحمد أروع الأمثال في ذلك كما أشرت فيما سبق.
فقبل أن تتكهنوا واقعا عليكم أن تدركوا كل تفاصيله فمقاطعة الناس للانتخابات تدينا يستلزم صلاحهم ,وصلاحهم يستلزم صلاح حاكمهم –حاضرا أم عاجلا- ,وصالح حاكمهم يستلزم خلافة على نهج النبوة وهذا يستلزم عدم وجود شيء اسمه انتخابات, فمقاطعة الانتخابات تدينا ليست فتنة بل رحمة وقوة وعزة.

aboumoadh
2012-04-02, 13:40
◘الشبهة السابعة عشر : قولهم أن مقاطعة الانتخابات يؤدي إلى فتنة.



والجواب على هذا بما يلي :

أولا : إن الفتنة كل الفتنة في مخالفة نهج النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى : [فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ] سورة النور.
قال الإمام ابن كثير في تفسيره: (قوله : [ فليحذر الذين يخالفون عن أمره (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=24&ayano=63#docu)] أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا ما كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .
أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنا أو ظاهرا ( أن تصيبهم فتنة (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=24&ayano=63#docu)) أي : في قلوبهم ، من كفر أو نفاق أو بدعة ، ( أو يصيبهم عذاب أليم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=24&ayano=63#docu)) أي : في الدنيا ، بقتل ، أو حد ، أو حبس ، أو نحو ذلك . ))تفسير ابن كثير.

ولا يوجد فتنة أكبر من الشرك الأكبر الموجود في هذه الانتخابات كما سبق وبينت.
ثانيا : قولكم أن مقاطعة الانتخابات يؤدي إلى فتنة مجرد تخمين وتكهن لا يغني من الحق شيئا ,فلا الدليل الشرعي يثبت ذلك, ولا الواقع أثبت ذلك .والله تعالى يقول: [وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون ]
فلا يجوز مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم بناءا على الظن .
ثالثا : هذا الكلام فيه من المغالطة ما فيه بل هو من قلب الحقائق فإن الناظر إلى واقع المسلمين مع الانتخابات ليجد أن الانتخابات غالبا ما أدت إلى الفتن بين المسلمين بسبب تربيتهم على حب الرياسة والإمارة والسيادة بدلا من تربيتهم على حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فغالبا ما تنتهي هذه الانتخابات بالاتهامات والتقاتل فيما بين الأحزاب, وإلا فمن أين جاءتنا الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية و المحاكمات الجنائية والأخلاقية أليس من الحرص على الرياسة والإمارة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم !.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : (قال الملهب-رحمه الله- : "الحرص على الولاية هو السبب في اقتتال الناس عليها حتى سفكت الدماء , واستبيحت الأموال والفروج, وعظم الفساد في الأرض بذلك, ووجه الندم أنه يقتل أو يعزل أو يموت,فيندم على الدخول فيها , لأنه يطالب بالتبعات التي ارتكبها, وقد فاته ما حرص عليه بمفارقته")فتح الباري 13/126

فالأولى لكم أن تقولوا "الانتخابات هي التي تؤدي إلى الفتن" بدلا من قولكم "مقاطعة الانتخابات تؤدي إلى الفتن "فكفاكم مغالطة وقلبا للحقائق, متى كانت مقاطعة الفتنة فتنة؟ !

رابعا : لقد خالف الإمام أحمد رحمه الله الحاكم في الكفر الذي قال به وألزم به كل الناس ألا وهو "القول بخلق القرآن" فاستعمل هذا الحاكم كل القوة لإجبار الناس على ذلك , وبقي الإمام أحمد صابر شامخا يحذر من هذا القول ويقاطعه في مجالسه ,ولا ينزع يد من طاعة لهذا السلطان ولا يكفره رغم ما تعرض له من أذى وتعذيب وجلد ثم مالبث حتى جاء الفرج وعاد العز للإسلام والمسلمين ,وهذه نتيجة ربانية لكل من صبر وثبت أمام الفتن.
أقول : و لم نسمع أي أحد من علماء عصره, ولا الذين من بعده قالوا عن مقاطعة الإمام أحمد للكفر فتنة؟ ! فكيف بالانتخابات التي قد تكون أشد جرما من القول بخلق القرآن لأن هذه الانتخابات لا تقول بخلق القرآن فحسب بل لا تعترف بأحكام القرآن أصلا إذا خالفت رأي الأغلبية !
خامسا :سنجاري تخميناتكم ونقول : ما هي هذه الفتن المزعومة التي قد تحصل إذا قاطعنا الانتخابات؟ !
إن قلتم : سيقتتل المسلمون ويتفرقون ما بين مقاطع للانتخابات ومؤيد لها؟ فنقول :
1-المسلمون متفرقون سواء انتخبوا كلهم أو قاطع أكثرهم ففي كلا الحالتين هم متفرقون إذ لا يمكن أن تجمعهم الانتخابات على حزب واحد ولا على رجل واحد , فكل واحد سينتخب على حزب معين أو مترشح معين فما تزعمونه في حالة مقاطعة الانتخابات يُلْزِمُكُم أن تزعموه في حالة عدم المقاطعة فالتفرق حاصل في كلا الحالتين لا محال.
2-لا زال المسلمون وغيرهم بعضهم ينتخب والبعض الآخر لا ينتخب ومع هذا لم نرى تقاتلا بين الذي ينتخب وبين الذي يقاطع؟ ! فلا توجد انتخابات على وجه الأرض شارك فيها كل المسلمين بل لا بد من وجود مقاطع كما هو معلوم على أرض الواقع؟ !
3- إننا حين ندعوا إلى مقاطعة الكفر والشرك والمعاصي بمختلف أنواعها ودرجاتها فإننا نفعل ذلك على طريقة محمد صلى الله عليه وسلم من دون إجبار ولا إكراه إنما بالحكمة والموعظة الحسنة فمن قبل فذاك ومن لم يقبل فلست عليهم بوكيل ولست عليهم بمسطير فندعوا الناس إلى الخير ونهاهم عن الشر دون فتن ولا قلاقل كما هو واقع أهل السنة قديما وحديثا فما هي الفتنة التي تحصل مادام الحال كذلك؟ !
وإن قلتم : إنما الفتنة تأتي من طرف الحاكم حيث أنه سيستعمل القوة لضرب كل من قاطع الانتخابات؟

فنقول :
1- كيف عرفتم ذلك أطلعتم على الغيب أم اتخذتم عند الله عهدا؟ نحن مطالبون بالاستقامة أما النتائج فمن الله تعالى وحده ولسنا مطالبون بالنتائج, ونحن حين نقوم بمقاطعة الانتخابات ليس طمعا في النتائج إنما طمعا في رضا الله سبحانه وتعالى حتى نبرأ ذمتنا عند الله تعالى يوم القيامة.
2- من تناقضاتكم أنكم تنادون بمقاطعة الانتخابات بحجة أنها ستكون مزورة ولا تقولون أن هذا يؤدي إلى فتنة لكن إذا نادى أهل السنة بمقاطعتها لأنها مخالفة لتعاليم الإسلام قلتم : فتنة ! فيا سبحان الله ! مقاطعة الانتخابات بحجة أنها ستكون مزورة ليس بفتنة ,ومقاطعتها لأنها ليست من هدي محمد صلى الله عليه وسلم فتنة مع أن الله تعالى يقول(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة)) !
3-كلامكم التخميني يكذبه الطاغوت الديمقراطي الذي تنادون به فإن مقاطعة الانتخابات حق حتى عند طاغوت الديمقراطية فلا يوجد قانون يوجب على المواطنين أن ينتخبوا بل هو خيار فقط من شاء فلينتخب ومن شاء فليقاطع فلماذا تخالفون الديمقراطية الآن؟ ! إذ لو قدر الله أن هذا الحاكم سيعذب كل من قاطع الانتخابات فالفتنة إنما جاءت عن طريقه لأنه هو من خالف الشرع بل خالف الطاغوت الديمقراطي فالفتنة فتنته فلا تلزمونا بها أما نحن لو قدر الله وحصل ذلك فإننا نعمل بتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن فنحن نتعبد ربنا بالأسباب الشرعية لا بالنتائج, فقبل الانتخابات نعمل بالنصوص القرآنية والنبوية التي تحذر من البدع التي منها الانتخابات قطعا ,وبعد الانتخابات نعمل بالنصوص التي تتطابق مع الواقع الذي حصل-مهما كان هذا الواقع- ..وهكذا فلسنا إلا مسلمون مستسلمون لله تعالى بالوحدانية وللرسول صلى الله عليه وسلم بالاتباع .

4-إن مقاطعة الانتخابات لها حالتان لا ثالث لهما :
الحالة الأولى : أن يُقاطِع الناس الانتخابات بحجة أنها مزورة ففي هذه الحالة ستقولون أنها ليست فتنة وتتناقضون فتردون على أنفسكم بأنفسكم.
الحالة الثانية : أن يُقاطِع الناس الانتخابات تَدَيُنًا منهم بدين الإسلام وكفرا بالطاغوت الديمقراطي فهذه الحالة تعني أحد أمرين :
الأمر الأول : أن الناس متدينون يفهمون الإسلام على حقيقته ,وبالتالي مثلما التزموا بمقاطعة الانتخابات تدينا فإنهم سيطيعون هذا الحاكم المسلم في المعروف تدينا ويرضون بولايته ولا يخرجون عليه ,وذلك للأحاديث النبوية المتواترة التي تأمر بطاعة ولي الأمر المسلم في المعروف حتى لو كان ظالما فاجرا فاسقا, ومعلوم أن الحاكم إذا علم هذا فلن يقتل أحدا ولن يعذب أحدا لأن مقاطعتهم في هذه الحالة للانتخابات (تدينا)) دليل على رضاهم بولاية هذا الحاكم(تدينا) فلماذا إذا يلجأ الحاكم إلى القوة مادام أنه يعلم أنه سيقى في الحكم؟ !
الأمر الثاني : أنه لا وجود لشيء اسمه الانتخابات أصلا لأن مقاطعة الناس للانتخابات تَدَيُنًا يعني أنهم أناس يعرفون دينهم ويعملون به ,وهذا يعني أن حاكمهم صالح لأن سنة الله الكونية تقول(كما تكونوا يولى عليكم)) ومادام حاكهم صالح وهم صالحون فهذا يعني أن الزمن هو زمن خلافة على نهج النبوة وهذا يستلزم بداهة عدم وجود الانتخابات الطاغوتية إذ لا تجتمع الانتخابات الطاغوتية مع الخلافة على نهج النبوة ! وحتى لو قلنا بتخميناتكم السياسية وسلمنا جدلا أن هذا الحاكم لن يكون صالحا وسيستعمل القوة وتحدث فتنة فإن هذه الفتنة ليست فتنة معصية بل فتنة تمييز وبلاء واختبار للمؤمنين على إيمانهم وصدقهم فقد قال الله تعالى:[الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)] .
قال العلامة السعدي في تفسيره: (يخبر تعالى عن [تمام] حكمته وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال " إنه مؤمن " وادعى لنفسه الإيمان، أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه، فإنهم لو كان الأمر كذلك، لم يتميز الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل، ولكن سنته وعادته في الأولين وفي هذه الأمة، أن يبتليهم بالسراء والضراء، والعسر واليسر، والمنشط والمكره، والغنى والفقر، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ونحو ذلك من الفتن)
و سرعان ما تذهب هذه الفتنة بالصبر والتقوى لقوله تعالى((ومن يتق الله يجعل له مخرجا)) وقد ضرب الإمام أحمد أروع الأمثال في ذلك كما أشرت فيما سبق.
فقبل أن تتكهنوا واقعا عليكم أن تدركوا كل تفاصيله فمقاطعة الناس للانتخابات تدينا يستلزم صلاحهم ,وصلاحهم يستلزم صلاح حاكمهم –حاضرا أم عاجلا- ,وصالح حاكمهم يستلزم خلافة على نهج النبوة وهذا يستلزم عدم وجود شيء اسمه انتخابات, فمقاطعة الانتخابات تدينا ليست فتنة بل رحمة وقوة وعزة.

شكرا على إزدراء ردود باقي أعضاء المنتدى
أذكرك أن هذا منتدى للنقاش و ليس Blog

جمال البليدي
2012-04-04, 09:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

إياكم وسوء الظن إخواني في الله :

بارك الله فيكم إخواني وأخواتي على هذا الترحيب , وإن شاء كلنا نستفيد من بعضنا البعض , ما يتعلق بمناقشة الإخوة ورد على تساؤلاتهم فقد أفتح موضوع حواري في المنتدى المخصص للنقاشات بعد أن أتمم السلسلة إذا لم يحذف طبعا .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

قد شغلت هذه الأيام ببعض الأمور فنرجوا من الإخوة إحسان الظن فلست ضد النقاش العلمي ولا ضد الاستفادة من بعضنا البعض إذ لا يليق بالمرئ أن يحذر من التحزب والتعصب ثم به يتهرب من مناقشة أفكار غيره , لكن الوقت لم يسعفني للإجابة على كل التساؤلات لهذا أفضل ترك النقاش بعد انتهاء السلسلة إن شاء الله حتى لا يخرج الموضوع عن مقصوده, والله الموفق.


لعل بعض الإخوة الأفاضل الذين اتهموني بالتكبر أو الحيدة أو عدم الرغبة في الحوار لم يطلعوا على هذا الكلام فجرهم هذا إلى سوء الظن والقول..غفر الله لنا ولهم.

جمال البليدي
2012-04-04, 09:25
◘الشبهة الثامنة عشر : قولهم : قد أفتى بشرعية "الانتخابات" علماء أفاضل :


يتناقل الحزبيون بعض فتاوى أهل العلم يزعمون أنها تجيز الانتخابات كفتوى العلامة ابن عثيمين و الألباني واللجنة الدائمة , وقبل الرد على هذه الشبهة أشير إلى أن التستر بزلات علماء السنة هو أحد أبرز علامات أهل البدع والتحزب كما سبق وبينت في هذا البحث(انظر علامات الحزبيين في مقدمة هذا البحث) .
وللرد على هذا التستر أقول :

◄أولا: منذ متى وأنتم تقولون بكلام علماء السنة؟! إنكم تحاربونهم بهوادة وتختلقون الكذب والافتراءات عليهم , ولا يوجد من ظلم العلماء بالبهت والإشاعات مثلكم ! كتبكم ومجالسكم وجرائدكم وقنواتكم طافحة بالسخرية والاستهزاء بعلماء السنة فتارة تقولون عنهم لا يفقهون الواقع وتارة تقولون عنهم علماء سلطان وتارة ترمونهم بالمداهنة والعمالة !وإلا فلماذا لا تأخذون بفتاويهم حول حكم التحزب؟! إذ كما أخذتم –بزعمكم- فتاويهم في الانتخابات –بدون مراعاة لتلك القيود التي قالو بها- فليزمكم أن تأخذوا بفتاويهم في تحريم التحزب فهم لم يقولوا أبدا بالتحزب لا من أجل الانتخابات ولا من أجل أمر آخر ,فأين أنتم من ذلك؟, وأين أنتم من فتاويهم من تحريم المظاهرات والخروج على الحكام؟ !

◄ثانيا : قبل البدء بالرد على تقليدكم وتستركم بأهل العلم لا بد من تحرير مذهب هؤلاء العلماء الذين تزعمون أنهم يقولون بجواز الانتخابات فقولكم أن العلامة ابن عثيمين والألباني واللجنة الدائمة قالوا بجواز الانتخابات هكذا بإطلاق فهذا كذب صراح وبهت وقاح فلا يوجد في تلك الفتاوي التي تنقولها سواء الكاملة منها أو المبتورة القول بجواز الانتخابات مطلقا بل لقد اشترطوا لها شروطا وقيودا تخرجها من محل النزاع :
http://i518.photobucket.com/albums/u346/tigami/fasil20grie.gif
1-تحرير مذهب العلامة ابن عثيمين رحمه الله :


فأما العلامة ابن العثيمين فقد اشترط أن تدخل البرلمان لا لترضى بقوانينهم أو توافق على صنمهم الديمقراطي أو توقع على بنودهم ! كلا بل لتنصحهم وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر فتدخل وتنهاهم عن الحزبية وتنهاهم عن الليبرالية والعلمانية والديمقراطية وعن مخالفات الدستور لهذا قال العلامة ابن عثيمين –في نفس الفتوى التي يتناقلها الحزبيون- ما نصه : ( .... أما القول: إنَّ البرلمان لا يجوز، ولا مشاركة الفاسقين, ولا الجلوس معهم؟
هل نقول: نجلس لنوافقهم؟!
نجلس معهم لنبين لهم الصواب.
بعض الإخوان من أهل العلم قالوا: لا تجوز المشاركة, لأنَّ هذا الرجل المستقيم يجلس إلى الرجل المنحرف!, هل هذا الرجل المستقيم جلس لينحرف أم ليقيم المعوج؟!
نعم؛ ليقيم المعوج ويعدل منه, إذا لم ينجح هذه المرة نجح في المرة الثانية).
هذا هو الشرط الذي قال به العلامة ابن العثيمين أن تجلس لتنهاهم عن المنكر وتبين لهم الصواب مثلما فعل نبي الله موسى عليه السلام مع فرعون لهذا قال ابن العثيمين قبل ذلك –في نفس الفتوى- : ((... ماذا تقول في موسى عليه السلام عندما طلب منه فرعون موعداً ليأتي بالسحرة كلهم, واعده موسى ضحى يوم الزينة -يوم الزينة هو: يوم العيد؛ لأنَّ الناس يتزينون يوم العيد- في رابعة النهار وليس في الليل, في مكان مستوٍ, فاجتمع العالم، فقال لهم موسى عليه الصلاة والسلام: "وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى" كلمة واحدة صارت قنبلة, قال الله عز وجل: "فَتَنَازَعُوا أمرهُمْ بَيْنَهُمْ" الفاء دالة على الترتيب والتعقيب والسببية, من وقت ما قال الكلمة هذه تنازعوا أمرهم بينهم, وإذا تنازع الناس فهو فشل, كما قال الله عز وجل: "وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا"؛ "فَتَنَازَعُوا أمرهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى", والنتيجة أنَّ هؤلاء السحرة الذين جاءوا ليضادوا موسى صاروا معه, ألقوا سجداً لله, وأعلنوا: "آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى", وفرعون إمامهم, أثرت كلمة الحق من واحد أمام أمة عظيمة زعيمها أعتى حاكم. )).

فيا من تتسترون بفتوى العلامة ابن العثيمين هل تأسيتم بني الله موسى عليه السلام فدخلتم البرلمان لتنكروا المنكر هل قلتم يوما لا للحزبية لا للعلمانية لا للاشتراكية وذكرتم آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحذر من الحزبية والجاهلية العلمانية والاشتراكية والقومية وغيرها من الجاهليات ؟! أم أنكم دخلتم لتغيروا فتغيرتم؟ !
يا قوم: هذا الشرط الذي ذكره بعض العلماء وعلى رأسهم العلامة ابن عثيمين غير متحقق لأنكم بمجرد الدخول للبرلمان ستوقعون على قوانينهم التي تحمي الصنم الديمقراطي ففتوى العلماء في واد وأنتم في واد آخر؟ !
هل قال العلامة ابن عثيمين –أو حتى غيره من علماء السنة- : ادخل، فوقِّع على أن السيادة للقانون!! وقِّع على جواز أن يتولى الأمر امرأة!! وقِّع على جواز أن يتولى الأمر نصراني!! وقِّع.. وقِّع .. وقِّع .. وقِّع .. ! لا أبدا حاشاهم ذلك ما قالوا بهذا أبدا بل كتبهم وأشرطتهم تنضح بالتحذير من هذه الجاهليات؟ !
طالعوا بنود التأسيس لأي حزب من الأحزاب سواءً إسلامية أو غير إسلامية ستجدون هذه البنود موجودة: (أن تكون السيادة للقانون!!)، (المطالبة بحرية الأحزاب بجميع صورها!!)..
حرية الأحزاب: يعني: تُعطى الحرية للحزب العلماني، تُعطى الحرية للحزب الليبرالي، وهكذا.. تُعطى الحريات لهذه الأحزاب..
و أن تكون السيادة للقانون!! ألم يكن القانون عندكم كفرا بالأمس القريب، فكيف أصبحت له السيادة اليوم!! مَن مِن العلماء قال: السيادة للقانون؟!!
أين آياتكم التي كنتم تكفرون بها بلا تفصيل ولا تأصيل؟! أين احتجاجكم بقوله تعالى﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ﴾ [النساء:60]، وأنتم الآن تسارعون وتُجَيِّشُون الناس بهذا!!
أين أنتم من الآيات التي استدللتم بها بالأمس: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة:50].
أين أنتم من قوله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ [النساء:65].
فهل يقرُّ العلامة ابن عثيمين أن يتولى الأمر امرأة؟!! هل يقرُّ العلامة ابن عثيمين –أو غيره من العلماء السلفيين- بأن يتولى الأمر نصراني؟!! هل يقرُّ العلماء بأن السيادة للقانون؟!!
اتقوا الله، ولا تستعملوا هذه الفتاوى تنشرونها من باب الدِّرْع الواقي!! وإلا فأنتم أبعد الناس عن فتاوى علماء السنة .

الإمام ابن عثيمين رحمه الله جعل المسألة من باب النهي عن المنكر، ولهذا فَرِّق بين تحريمه لتكوين الأحزاب وبين فتواه في دخول البرلمان.
فقد سئل رحمه الله عن قول بعضهم: إنه لا يمكن للدعوة أن تقوى إلا إذا كانت تحت حزب؟!
فأجاب : هذا ليس بصحيح، بل إنَّ الدعوة تقوى كل ما كان الإنسان منطوياً تحت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم متبعاً لآثار النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين)) انتهى كلامه.

فدخول البرلمان علَّقه بإنكار المنكر وإزالته لا موافقته ولا المداهنة فيه ولا التوقيع عليه ولا التحزب من أجله، ولهذا قال العثيمين-في نفس الفتوى التي يتناقلها الحزبيون-: ولو أنك وحدك، فقد ينفع الله -سبحانه وتعالى- بكَ..)))
فقول ابن عثيمين(((أنا أرى أنَّ الانتخابات واجبة, يجب أن نعين من نرى أنَّ فيه خيراً, لأنه إذا تقاعس أهل الخير من يحل محلهم؟ أهل الشر, أو الناس السلبيون الذين ليس عندهم لا خير ولا شر؛ أتباع كل ناعق، فلا بد أن نختار من نراه صالحاً.)) مشروط بأن يكون هذا المرشح الصالح يدخل ليغير المنكر ويزيله , وهذا الشرط غير متحقق كما هو معلوم فإن هذا الصالح سيقيد بأغلال وقوانين العلمانيين ويوقع على بنودهم فلا فرق بينه وبين غيره فما فائدة انتخابي عليه إذن !!!.
فهل واقع الانتخابات يتفق مع الشرط الذي ذكره ابن عثيمين أم أن الواقع غير ذلك؟
يجيبك العلامة ابن عثيمين نفسه كما في شرحه لزاد المستقنع--باب الجهاد -فيقول : (وهذا هو الواقع الآن، فالبلاد التي في ناحية واحدة تجدهم يجعلون انتخابات ويحصل صراع على السلطة ورشاوى وبيع للذمم إلى غير ذلك، فإذا كان أهل البلد الواحد لا يستطيعون أن يولوا عليهم واحداً إلا بمثل هذه الانتخابات المزيفة فكيف بالمسلمين عموماً؟!! هذا لا يمكن).
http://i518.photobucket.com/albums/u346/tigami/fasil20grie.gif

2-تحرير فتوى اللجنة الدائمة :

وأما اللجنة الدائمة فقد سُئلت " هل يجوز التصويت في الانتخابات والترشيح لها، مع العلم أن بلادنا تحكم بغير ما أنزل الله؟
ج5: لا يجوز للمسلم أن يُرشِّحَ نفسه رجاءً أن ينتظم في سلك حكومة تحكم بغير ما أنزل الله، وتعمل بغير شريعة الإسلام، فلا يجوز لمسلم أن ينتخبه أو غيره ممن يعملون في هذه الحكومة، إلاَّ إذا كان من رشَّح نفسه من المسلمين، ومن يُنْتَخَبون يرجون بالدخول في ذلك أن يصلوا بذلك إلى تحويل الحكم إلى العمل بشريعة الإسلام، واتخذوا ذلك وسيلة إلى التغلب على نظام الحكم، على ألاَّ يعمل من رشّح نفسه بعد تمام الدخول إلاَّ في مناصب لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.))(1).

قلت: من نظر في فتوى اللجنة الدائمة يظهر له أنها تجنح إلى التحريم، اللهم إلاَّ بقيدين اثنين:
الأول: تحويل نظام الحكم إلى إسلامي.
الثاني: عدم العمل في مناصب تتنافى مع الشرع.
وهذين الشرطين غير متحققين على أرض الواقع كما سبق وبينت في الرد على الشبهة التاسعة كما ضربت مثلا بقصة هرقل والنجاشي كما في الرد على الشبهة السادسة عشر فليُنظَر.
وسئلت اللجنة الدائمة أيضا عمَن يدخل البرلمان ويُقسِم على القانون، قالوا: هذا لا يجوز؛ فإنه لا يجوز القَسَمُ على القانون واحترامه؛ لأنه يُصادِم الشريعة.
فلماذا لا تأخذون بهذه الفتوى مع العلم أن القسم بالقانون يعتبر من أصغر المخالفات في الانتخابات !.

http://i518.photobucket.com/albums/u346/tigami/fasil20grie.gif



3-تحرير مذهب الإمام الألباني رحمه الله :


أما الإمام الألباني فكلامه صريح في تحريم الدخول إلى البرلمان وقد رد بنفسه على من يحتج ببعض كلامه المبتور عن سياقه :
جاء في شريط مسجَّل من (( سلسلة الهدى والنور )) رقم (352/1) أن سائلاً قال للشيخ الألباني: سمعنا أنك قلت ـ يا شيخ! ـ يجوز ( أي دخول البرلمانات ) ولكن بشروط؟!
قال الشيخ: " لا! ما يجوز! هذه الشروط ـ إذا كانت ـ تكون نظرية وغير عملية، فهل أنت تذكر ما هي الشروط التي بلَغتك عنّي؟ ".
قال: الشرط الأول: أن يحافظ الإنسان على نفسه.
قال الشيخ: " وهل يمكن هذا؟! ".
قال: ما جرَّبتُ!
قال الشيخ: " إن شاء الله ما تجرِّب! هذه الشروط لا يمكن تحقيقها؛ ونحن نشاهد كثيراً من الناس الذين كان لهم منطلق في حياتهم ـ على الأقل ـ في مظهرهم .. في لباسهم .. في لحيتهم .. حينما يدخلون ذلك المجلس ـ أي مجلس البرلمانات ـ وإذا بظاهرهم تَغيَّر وتبدَّل! وطبعاً هم يبرِّرون ذلك ويسوِّغونه: وأنّ هذا من باب المسايرة ...
فرأينا ناساً دخلوا البرلمان باللباس العربيّ الإسلاميّ، ثم بعد أيام قليلة غيَّروا لباسهم وغيَّروا زيَّهم!! فهذا دليل الفساد أو الصلاح؟! ".
قال السائل: الشيخ يعني الإخوة في الجزائر وعملهم هذا ودخولهم المعترك السياسي؟
قال الشيخ: " ما ننصح! ما ننصح في هذه الأيام بالعمل السياسي في أيّ بلد من بلاد الإسلام ... ".
وفي السلسلة نفسها برقم (353/1) قال الشيخ: " نحن ننكر تحزّب المسلمين في دائرة الإسلام؛ فأن يكون حزب إسلامي يسمَّى كذا، وحزب إسلامي يسمَّى كذا، هذا التحزّب ـ مع أنهم جميعاً يعملون في دائرة الإسلام وفي صالح الإسلام واللهُ أعلم بما في نفوسهم ـ مع ذلك فنحن لانرى أنه يجوز لدولة مسلمة أن تسمح لمثل هذا التكتّل وهذا التحزّب، ولو في دائرة الإسلام؛ لأن هذا ليس من صنيع المسلمين، بل هو من عادة الكافرين، ولذلك قال ربُّ العالمين:{وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} ".)).

وعن الانتخابات قال الشيخ رحمه الله : (هذا بحث طويل نقول بيجاز الانتخابات طريقة أوربية شركية وثنية لانها قائمةً علي خلاف المنهج الإسلامي في كثيراً من الامور من ذلك ان قوله تعالي (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) لايشمل كل المسلميين صالحهم وطالحهم عالمهم وجاهلهم ونما يقصد (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) الخاصة منهم.... ايماناً وعلماً وفهماً ومعرفتةً باأحوال الناس وحاجاتهم فضلاً عن ان هذه الاية الكريمة التي هي الاصلُ في مجلس الشورى لا يعني المؤمن والكافر أما الانتخابات المعروفه فهي لا تفرق اولاً بين مسلم وكافر وثاني بالولي والحره الا تفرق بين المؤمن الصالح وطالح بين المؤمن العالم والمؤمن الجاهل وهذا امر معروف ومشاهد في كل الدول التي تتبنا نظام الانتخابات على طريقة البرلمانات لذلك نعتقد أنه لا يجوز للدولة ا المسلمة
ان تستنا بسنة هؤلاء المشركين الذين يصح لانا ان نخطبهم بقول رب العالمين {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} .....الخ شريط رقم339

الفتوى التي يستدل بها الحركيون :

احتج الحركيون بقول الألباني :
(في الوقت الذي لا ننصح أحدا من إخواننا المسلمين أن يرشِّح نفسه ليكون نائبا في برلمان لا يحكم بما أنزل الله..................... فنحن لا ننصح أحدا أن يرشح نفسه؛ ولكن لا أرى ما يمنع الشعب المسلم إذا كان في المرشَّحين من يعادي الإسلام وفيهم مرشَّحون إسلاميون من أحزاب مختلفة المناهج، فننصح ـ والحالة هذه ـ كل مسلم أن ينتخب من الإسلاميين فقط ومن هو أقرب إلى المنهج العلمي الصحيح الذي تقدم بيانه.)).

وقول الشيخ الألباني لما سئل عن خروج النساء للانتخابات قال :
( يجوز لهن الخروج بالشرط المعروف في حقهن وهو أن يتجلببن الجلباب الشرعي، وأن لا يختلطن بالرجال، هذا أولا.
ثمَّ أن ينتخبن من هو الأقرب إلى المنهج العلمي الصحيح من باب دفع المفسدة الكبرى بالصغرى كما تقدم)

قلت:
لقد استغل بعض الحزبيين كلام الشيخ ليدَّعوا أنه يرى جواز دخول الانتخابات! مع أن هذا الذي نَقلْتُه هنا عن الشيخ من أوضح الواضحات في نفي ذلك، لكن خوفاً من أن يَنطلي أمرهم على السذج أقول: إن الشيخ يرى تحريم دخول البرلمان وما يَتْبعه من انتخاب لدليلين قد ذكرهما هو نفسه هنا، وهما:
الأول: أنه بدعة إذ وسائل الدعوة في مثل هذه توقيفية.
الثاني : أنه تشَبُّهٌ بالكفار؛ إذ لا يَختلف اثنان في أنه نظام مستورَد منهم.
هذان الأمران يدلان على أن الشيخ لم يُحرِّمه لمفسدة زمنية أو مكانية يمكن نسخها بمصلحة زمنية أو مكانية، كلا! بل حرَّمه لذاته، فتنبّه! ولا يلتبِسن عليك أن جَوَّز الشيخُ الانتخابَ لبقية المسلمين بما فيهم النساء؛ لأن هذا قاله الشيخ في حالة ما إذا تَعنَّت الإسلاميون وأبَوا إلا دخول البرلمان، فحينئذ ما داموا داخلين ـ وإن رغمَت فتاوى أهل العلم ـ فقد رأى الشيخ أنه لا بدّ على غيرهم من المسلمين أن ينتخبوا أقرب حزب إلى الإسلام، من باب دفع المفسدة الكبرى بالصغرى، ولكن الشيخ ينهى عن الدخول معهم في التحزب والتنظيم ... وكثيراً ما سُجِّل للشيخ قولُه لهذه الجبهة وغيرها: " إن ركبتم رؤوسكم وأبَيتم إلا أن تكونوا كبش الفداء فعلى المسلمين الآخرين أن يختاروا من هذه الأحزاب أقربها إلى الإسلام؛ لا لأنهم سيُقدِّمون خيراً، ولكن من باب التقليل من شرِّهم "، هذا هو رأي الشيخ فليُعلم!.
لهذا قال العلامة مقبل بن هادي الوادعي معلقا على الفتوى التي يتسدل بها الحزبيون : (وهذه الفتوى قد اتصلت بشأنها بالشيخ الألباني حفظه الله وقلت له: كيف أبحت الانتخابات؟ قال: أنا ما أبحتها ولكن من باب ارتكاب أخف الضررين).


◄ثالثا : بعد هذا التحرير لمذهب العلماء الذين يستدل بهم الحزبيون تبين لنا أن هؤلاء العلماء لم يبيحوا الانتخابات في الأصل إنما منهم من اشترط دخول البرلمان لإنكار المنكر كالعلامة ابن عثيمين-وهذا شرط غير متحقق - ومنهم من أباحها من باب ارتكاب أخف الضررين كالشيخ الألباني رحمه الله ومنهم من اشترط تغيير الحكم إلى حكم إسلامي-وهذا الشرط لا يمكن تحقيقه- .
فإن قائل من الحركيين والحزبيين : "ونحن أيضا نبتع هؤلاء العلماء فندخل من باب ارتكاب أخف الضررين ومن باب تقليل الشر ومن باب النهي عن المنكر ومن باب تحويل الحكم إلى حكم إسلامي)
◄فالجواب :
1-إنا وإياكم مطالبون باتباع الدليل إذا وُجِدَ الخلاف لأن أقوال أهل العلم في حال الخلاف بينهم يُحْتَجُ لها ولا يُحْتَجُ بها فقد قال الله تعالى: [ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا] النساء59.
فأين أنتم من تلك الآية وأين أنتم من قوله تعالى: [فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا](النساء65) أين الحاكمية التي كنتم تنادون بها بغلوكم الزائد وحماسكم المفرط لماذا لا تتحكامون إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عند التنازع والخلاف؟ !

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى [المجموع 26/202-203]: ((وليس لأحد أن يحتج بقول أحد في مسائل النزاع، وإنما الحجة: النص، والإجماع، ودليل مستنبط من ذلك تقرر مقدماته بالأدلة الشرعية؛ لا بأقوال بعض العلماء؛ فإنَّ أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية لا يحتج بها على الأدلة الشرعية. ومَنْ تربى على مذهب قد تعوَّده واعتقد ما فيه وهو لا يحسن الأدلة الشرعية وتنازع العلماء لا يفرق بين ما جاء عن الرسول وتلقته الأمة بالقبول بحيث يجب الإيمان به وبين ما قاله بعض العلماء ويتعسَّر أو يتعذَّر إقامة الحجة عليه، ومَنْ كان لا يفرق بين هذا وهذا: لم يحسن أن يتكلم في العلم بكلام العلماء، وإنما هو من المقلدة الناقلين لأقوال غيرهم)).

لهذا نحن نسألكم ونقول : ما هي أدلة هؤلاء العلماء التي اعتمدوا عليها وحاججتمونا به؟.
إن قلتم : الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى احتج بصنيع موسى عليه السلام مع السحرة؟
فنقول: هو احتجاج بعيد، وفرق بين أن تناظر قوماً أُمرتَ بمناظرتهم ومجالستهم لنصرة الحق وإبطال الباطل بتأييد من الله عز وجل، وبين الجلوس لسنوات في برلمان قد التزم دستوراً وقوانين خلاف ما عليه أحكام الإسلام وشريعته، وكذا فرق بين تأييد الله تعالى له بآية تخضع لها العقول السليمة وبين كلمة في برلمان يخضع للديمقراطية فيكون الفصل فيه مبنياً على كثرة الأصوات!.
فمعرفة المعوج من العدل وبيان الصواب من الباطل مقياسه في البرلمان هو كثرة الأصوات!، وليس كذلك في قصة موسى مع السحرة.
ثم أليس في المشاركة في البرلمان إقرار لأهل الباطل على باطلهم؟!
وإن قلتم : العلامة الألباني احتج بقاعدة ارتكاب اخف الضررين لمصلحة كبرى. فهذه الحجة قد تم الرد عليه علميا في هذا البحث فانظر الرد على الشبهة السادسة عشر , كما أنني بينت شروط هذه القاعدة عند أهل العلم .
وإن قلتم بقاعدة الضرورة تبيح المحظورة. فقد تم الرد على هذا علميا في ردي على الشبهة الخامسة عشر.
وإن قلتم اللجنة الدائمة أجازت الانتخابات بشرط تغيير الحكم إلى حكم إسلامي فقد بينا استحالة ذلك في الرد على الشبهة التاسعة كما ضربت مثلا بقصة هرقل والنجاشي كما في الرد على الشبهة السادسة عشر فليُنظَر.

فيلزمكم اتباع الدليل بدل التقليد وإلا كنتم كمن قال الله تعالى فيهم(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)
قال ابن عبد البر رحمه الله في جامع بيان العلم وفضله(2/110-« احتج العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد ولم يمنعهم كفر أولائك من الإحتجاج بها لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد »).
فالحق أحب إلينا من علمائنا ومشايخنا لأنهم غير معصومين مهما بلغوا من العلم فهم معرضون للزلة والهفوة
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في [الفتاوى الكبرى 6/92]: ((إنَّ الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكانة عليا، قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجور؛ لا يجوز أن يتبع فيها!، مع بقاء مكانته ومنزلته في قلوب المؤمنين)).
ولم نتعلم من علمائنا التقليد أو التعصب إنما تعلمنا منهم اتباع الدليل وعدم العدول عنه إلى التقليد فقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في لقاء الباب المفتوح: عن الموقف الصحيح للمسلم عند اختلاف العلماء في مسألة من المسائل الفرعية؟
فكان من ضمن جوابه رحمه الله تعالى أن قال: ((ولكن المحذور: أن تذهب إلى عالم ترضاه في علمه ودينه وتستفتيه، ثم إذا أفتاك بما لا يوافق هواك ضربت بفتواه عرض الحائط!، ثم ذهبت إلى رجل آخر لعله أيسر؛ فهذا هو الحرام؛ لأنَّ هذا تلاعب بدين الله، وما أكثر الذين يفعلون ذلك!!؛ يستفتي هذا العالم فإذا لم يوافقه على هواه، قال: أذهب إلى فلان، ذهب إلى فلان فوجد قوله أشد من الأول قال: "كل هؤلاء ما عندهم علم"!!، فيأتي الثالث والرابع والخامس حتى يصل إلى ما يوافق هواه!، فحينئذ يقول: ألقت عصاها واستقر بها النوى... كما قر عيناً بالإياب المسافر؛ هذا هو الذي لا يجوز)).
و مَنْ تبين له الحق وجب عليه أن يرجع عن قوله ولا يصر عليه.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في المجموع [20/213-214]: ((أما إذا قدر على الاجتهاد التام الذي يعتقد معه أنَّ القول الآخر ليس معه ما يدفع به النص فهذا يجب عليه إتباع النصوص!؛ وإنْ لم يفعل كان متبعاً للظن وما تهوى الأنفس، وكان من أكبر العصاة لله ولرسوله، بخلاف مَنْ يقول: قد يكون للقول الآخر حجة راجحة على هذا النص وأنا لا أعلمها؟ فهذا يقال له: قد قال الله تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم" وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"، والذي تستطيعه من العلم والفقه في هذه المسألة قد دلَّك على أنَّ هذا القول هو الراجح، فعليك أن تتبع ذلك!، ثم إن تبين لك فيما بعد أنَّ للنص معارضاً راجحاً كان حكمك في ذلك حكم المجتهد المستقل إذا تغير اجتهاده. وانتقال الإنسان من قول إلى قول لأجل ما تبين له من الحق هو محمود فيه، بخلاف إصراره على قول لا حجة معه عليه وترك القول الذي وضحت حجته!، أو الانتقال عن قول إلى قول لمجرد عادة وإتباع هوى!؛ فهذا مذموم)).


◄وقد رد العلامة الوادعي على من يحتج ببعض فتاوى أهل العلم في الانتخابات برد علمي قوي فقال :
فأصحاب الانتخابات هم أعداء هؤلاء المشايخ، فقد كنا بالأمس نسمع في هيئة المعاهد العلمية بصنعاء أن الألباني ماسوني، عند أن أفتى للذين في فلسطين من المسلمين بأن يخرجوا لأنّها أصبحت دار حرب، شنوا عليه الغارات وضللوه وبدّعوه.
وهكذا الشيخ ابن باز عند أن أفتى في قضية الخليج هاجموه. وعند أن أفتى بالصلح مع اليهود ونحن نتكلم على هذا مع قطع النظر عن صحة هذه الفتوى، فهاجموه وحملوا عليه ومنهم يوسف القرضاوي لا بارك الله فيه، فهم يريدون إحراق أهل العلم، فلا تصلح لهم حزبية إلا إذا احتيج إلى استفتائهم، فالحزبيون يذهبون إلى مشايخهم أمثال القرضاوي وفلان وفلان، أما العلماء فلا يذهبون إليهم بل يريدون إحراقهم.
وهذه الفتوى قد اتصلت بشأنها بالشيخ الألباني حفظه الله وقلت له: كيف أبحت الانتخابات؟ قال: أنا ما أبحتها ولكن من باب ارتكاب أخف الضررين.
فننظر هل حصل في الجزائر أخف الضررين أم حصل أعظم الضررين، واقرءوا ترجمة أبي حنيفة تجدون علمائنا ينهون عن الرأي والاستحسان، ويرون أنه سبيل الاعتزال وسبيل التجهم، أما فتوى الشيخ الألباني فهم يأخذونها من زمن قديم.
وأما الشيخ ابن عثيمين فمن عجيب أمره أنه يحرم الأحزاب والجماعات ويبيح ما هو أعظم وأخطر منها وهي الانتخابات التي هي وسيلة إلى الديمقراطية.
فأقول لهؤلاء الملبّسين: لو تراجع هؤلاء المشايخ أكنتم متراجعين عن هذا أم لا؟
ونقول: إننا نرى حرمة التقليد؛ فلا يجوز لنا أن نقلد الشيخ الألباني ولا الشيخ ابن باز ولا الشيخ ابن عثيمين، فإن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: {اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكّرون }، ويقول سبحانه وتعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم }.
فأهل السنة لا يقلدون، ثم نقول للمشايخ: إن فتواكم هذه خطيرة جدًا، ألم تعلموا أن بوش أخزاه الله عند أن كان رئيسًا لأمريكا يقول: أن السعودية والكويت لم تطبقا الديمقراطية.
فعلى المشايخ أن يتراجعوا عن هذه الفتوى، وأنا أشهدكم أنني متراجع عن أي خطأ في كتبي أو أشرطتي أو دعوتي لله عز وجل، أتراجع بنفس طيبة مطمئنة. والمشايخ لا عليهم إذا تراجعوا، بل هو الواجب عليهم، لأنّهم لا يدرون بالذي يحدث في اليمن، وما الذي يدور في المجالس النيابية، وما هو الفساد الذي يحصل بسبب الانتخابات، قتل وقتال من أجل الانتخابات، وخروج النساء متبرجات، وتصوير للنساء من أجل الانتخابات، ومساواة الكتاب والسنة والدين بالكفر من أجل الانتخابات، وأي مصلحة حققت هذه الانتخابات.
فيجب على المشايخ أن يتراجعوا، وسنرسل إليهم إن شاء الله، فإن لم يتراجعوا فنحن نشهد الله أننا براء من فتواهم لأنّها مخالفة للكتاب والسنة، رضوا أم غضبوا، أعراضنا ودماؤنا فداء للإسلام، ولا نبالي بحمد الله.
والقوم قد احترقوا، ويعرفون أن كلامهم ليس له قيمة، وإن شئت أرسلت رجلاً ولا يشعر الناس، ولكن لا يكون حزبيًا، ليعلموا أن الإخوان المسلمين قد احترقوا في اليمن، والفضل في هذا لله عز وجل. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتراجع ونصرة المظلوم ونصرة إخوانهم أهل السنة يعتبر واجبًا عليهم، ودعونا من الرأي والاستحسان.
ونحن نقول للمشايخ: هل حصلت الانتخابات في زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند أن اختلفوا في شأن أسامة بن زيد هل يكون هو الأمير أم غيره؟ فهل قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: انتخبوا فمن حصلت له الأصوات الكثيرة فهو الأمير!؟ وهل حصلت الانتخابات في زمن أبي بكر؟ وهل حصلت الانتخابات في زمن عمر؟
وما جاء أن عبدالرحمن بن عوف تتبع الناس حتى النساء في خدورهن، فهذا يحتاج إلى نظر لأنه خارج "الصحيح"، فلا بد من جمع الطرق، وأنا متأكد أنّها إذا جمعت الطرق سيكون شاذًا، والشاذ من قسم الضعيف، ثم بحث عنه بعض الإخوة فوجد هذه الزيادة في غاية الضعف.
هل حصلت الانتخابات في العصر الأموي أو العباسي أو العثماني؟ أم إنّها جاءتنا من قبل أعداء الإسلام، وصدق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ يقول: ((لتتّبعنّ سنن من قبلكم حذو القذّة بالقذّة حتّى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلكتموه)).
فهي تعتبر فرقة وتشتيت شمل وعداء وبغض، حتى بين الأسرة الواحدة، من أجل هذه الانتخابات الدخيلة، ولا يضحك علينا الإخوان المسلمون فإنّهم ربما ينتخبون شخصًا لا يصلي ويقولون: نيته طيبة أو ينتخبون شيخًا جاهلاً.
ولقد كانوا يمنون الناس في الانتخابات الأولى أن ما بينهم وبين أن يحكموا الإسلام إلا أن تنتهي الانتخابات، فأين الحكم بالإسلام؟ وأين إنجازات وزاراتهم التي كانوا فيها، والإخوان المسلمون هم الذين يقولون: إننا نقرر الأمر في مجلس النواب فتأتينا الأوامر بغير ذلك، ثم نخرج بما أتتنا به الأوامر من هنا وهناك.
فاتقوا الله أيها المشايخ لا تقودونا إلى اتباع أمريكا، وإلى الديمقراطية التي تبيح ما حرم الله، والتي قد أباحت اللواط في بعض الدول الكفرية، وأباحت كل محرم؛ فنحن مسلمون عندنا كتاب ربنا {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله }.
فهل لنا دين في الزمن المتقدم ودين في الوقت الحاضر أم هو دين واحد إلى أن تقوم الساعة؟ والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خذلهم حتّى يأتي أمر الله وهم كذلك)).
فعسى أن يتراجع المشايخ عن هذه الفتوى، وسننظر ماذا يعمل الإصلاحيون. والله المستعان.) تحفة المجيب (ص 311-316) طبعة دار الآثار.
---------------------------------
(1) السؤال الخامس من الفتوى رقم (4029)، جمع وإعداد أحمد بن عبد الرزاق الدويش، طبع رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء - الإدارة العامة للطبع - الرياض.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
عبد الله بن قعود
نائب الرئيس
عبد الرزاق عفيفي
عضو
عبد الله بن غديان
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز

طارق المتيجي
2012-04-04, 09:59
أخي الكريم ، حياكم الله من عليائه


لاتتعب نفسك في هذه المواضيع ، وهذا الكلام الواسع والمفصل ،

لأنه سيأتي يوم وتجد نفسك تدعوا للأنتخابات

فهكذا كان يقول السلفيون في مصر ، ثم دخلوا الإنتخابات

فلا تتسرع أخي هذه الأمور ليس فيها حلال وحرام ، بل هي أمور تتساير مع الأزمنة وفق مصالح الأمة

فالحلال بين والحرام بين ...)) ،

وعليك أخي توجيه هذا السؤال إلى السلفية في مصر ، فلست أعلم منهم بالحلال والحرام

أنا مثلا عندي قناعة أن لا أنتخب ، ربي يسهل لكن أن نحرم هذه الأشياء

فهذا تطاول على دين الله أخي ، فاحذروا ، كلنا سنموت

إذا كنت أحرم كل شيئ لم يقع في زمن السلف الصالح ، فلما أنت تشارك في عالم الأنترنات ؟؟؟

هل الإسلام أخبر بنص صريح على الطريقة الواضحة البينة عن كيفية تعيين الحاكم ؟؟

أجبني ؟؟

أتقوا الله ، واشتغلوا بما يفيدكم وأمتكم ، فميادين العمل الصالح رحبة

وليس أبناء الإسلام أغبياء ولابلهاء ولاأميين حتى نقاد بأمور هكذا

هذه نصيحتي لمن كانت له بصيرة

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-04-04, 17:01
[/size][quote]

لاتتعب نفسك في هذه المواضيع ، وهذا الكلام الواسع والمفصل ،

لأنه سيأتي يوم وتجد نفسك تدعوا للأنتخابات

فهكذا كان يقول السلفيون في مصر ، ثم دخلوا الإنتخابات

سبحان الله لايتعب في إيصال الكلام الحق والادلة الثبوتية العلمية ...لان حضرتك فقط لم يعجبك ذلك
فقط انت من توصل كلامك هواك من نفسك وتدافع عن اهوائك .وكأن المنتدى لك فقط ولفهمك لست ملزما بالتكلم على الاحرين ولست مخولا ان كان هذا لا يعجبك ليس الكل مثلك........

فلا تتسرع أخي هذه الأمور ليس فيها حلال وحرام ، بل هي أمور تتساير مع الأزمنة وفق مصالح الأمة
تسرع انت واطلق العنان للالسن بدون حجة ولا دليل غير التعكير والطامة تجدون لكل زمان ومكان حيلة وتلون على
حساب النهج والدين .....شتان بين الفهم والعناد

فالحلال بين والحرام بين ...)) ،


عن ابي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ان الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى ول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وه القلب
رواه البخاري ومسلم
قال ابن دقيق العيد رحمه الله :
هذا الحديث اصل عظيم من اصول الشريعة
قوله (الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات) يعني ان الاشياء ثلاثة اقسام :
فما نص الله على تحليله فهو الحلال كقوله تعالى : (احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم) .. .
وما نص على تحريمه فهو الحرام البين مثل قوله تعالى : (حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم) .. .
واما الشبهات فهي كل ما يتنازعه الادلة من الكتاب والسنة وتجانبه المعاي فالامساك عنه ورع .. .
وفي حديث عدي بن حاتم انه قال يا رسول الله اني ارسل كلبي واسمي عليه فاجد معه على الصيد كلبا اخر ، قال : (لا تاكل ! انما سميت على كلبك ولم تسم على غيره) .. فكان في فتياه صلى الله عليه وسلم دلالة على الاحتياط في الحوادث والنوازل المحتملة للتحليل والتحريم لاشتباه اسبابها وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم : (دع ما يريبك الى ما لا يريبك) وقال بعض العلماء المشتبهات ثلاث اقسام :
منها ما يعلم الانسان انه حرام ثم يشك فيه هل زال تحريمه ام لا .. والاصل في ذلك حديث عدي المتقدم ذكره .
وعكس ذلك ان يكون الشيء حلالا فيشك في تحريمه .. فمن كان من هذا القسم فهو على الاباحة حتى يعلم تحريمه والاصل في هذا حديث عبد الله بن زيد فيمن شك في الحدث بعد ان تيقن الطهارة .
القسم الثالث : ان يشك في شيء فلا يدري احلال ام حرام ويحتمل الامرين جميعا ولا دلالة على احدهما فالاحسن التنزه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في التمرة الساقطة حين وجدها في بيته فقال : (لولا اني اخشى ان تكون من الصدقة لاكلتها" انتهى .
المصدر شرح الاربعين النووية
لمجموعة من العلماء
ارجو ان تفهم معنى هذا الحديث وليس تؤويلا من النفس....

وعليك أخي توجيه هذا السؤال إلى السلفية في مصر ، فلست أعلم منهم بالحلال والحرام


ومن قال لك انهم سلفيين وأن أدعو ا ذلك السلفية ليست حزبا ولا حركة

وليس كل من يدعي انه سلفي هو سلفي خلاص نحن ننظر للاعمال وليس للالقاب ..
فالشيعة الروافض يلقبون أنفسهم آل البيت وماهم سوى آل مجوس
ثم من حقنا ومن حق كل مؤمن غيور تبيان الحق وفضح هؤلاء الادعياء ..
الله وحده المستعان وإليه المشتكى.
وأهل الضلال والبدع إذا أرادوا أن يحظى باطلهم بالقبول عند الناس سمّوا الأشياء بغير اسمها !! كمن سمّى الخمر بـ- " المشروب الروحي "، أو الخروج بال- " مظاهرات السلمية "، أو التبرّج والإنحطاط الأخلاقي بـ " الحرية "، وهكذا سمّى هؤلاء الإخوان القطبيون حزبهم القطبي القائم على قاعدة " يعذر بعضنا بعضاً فيما نختلف فيه " بـ "حزب النور السلفي" وهو في الحقيقة ليس بنورٍ ولا بسلفي ! بل حزب زور وظلام وضلال، خلفيٌّ تلفيّ !
((فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلال))
، ((إِنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصَاد)) !!

أنا مثلا عندي قناعة أن لا أنتخب ، ربي يسهل لكن أن نحرم هذه الأشياء

فهذا تطاول على دين الله أخي ، فاحذروا ، كلنا سنموت

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الواجبات، وأكبر المهمات، وقد دل على وجوبه الكتاب والسنة والإجماع. وقد دلت النصوص على الأمر به، وجعله من الصفات اللازمة للمؤمنين، وسبباً لخيرية الأمة وأن تركه يؤدي لوقوع اللعن والإبعاد ونزول الهلاك وانتفاء الإيمان عمن قعد عنه حتى بالقلب. يقول تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } [آل عمران: 104]. ويقول تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } [النحل: 125]. ويقول عليه الصلاة والسلام (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم.

إذا كنت أحرم كل شيئ لم يقع في زمن السلف الصالح ، فلما أنت تشارك في عالم الأنترنات ؟؟؟

هذا إستهزاء ورمي العقيدة وعصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتخلف وارجعية وهذا هو فكر العلمانية..
الانترنت هو وسيلة إتصال كما الابل والخيول والساعي البريد في عصر النبوة وهو في يدك انت ونفسيتك ان جعلته في الخير فهو خير وان جعلته في شر هو شر هذه نفسك الامارة كما الزنا والكبائر الاخرى ..
لكن السلفيين والعلماء الاجلاء هل رأيتهم يوما في شهرة وزخرفة وانبهار بالوسائل الاعلام ؟؟؟؟؟؟
هل رايت يوما عالما سلفيا تعودت عليه في تلفزيون او اي مكان فيه كل المظاهر .....
العلماء الربانيين تجدهم صيتهم في الكتب والبحوث والمحاضرات والمجلدات ...........



ا

طارق المتيجي
2012-04-04, 17:16
الأصل في البنت الطيبة الطاهرة خريجة مدرسة سمية وخديجة والزهراء البتول أن يكون تاجها الحياء

فالبنت إذا تكلمت هكذا مع الرجال بلهجة غير مهذبة فعلى الدنيا السلام

لكن كل هذا من علامات الساعة أن (( يرفع الحياء ))


(( إذا لم تستحي فافعل ماشئت ))

إعلمي أنني لن أسامحك أمام الله ، لكونك إتهمتيني با لإستهزاء بأمور الدين ، وأنا أبعد الناس عن ذلك

لاتتسرعوا سيتغير نظام الحكم في السعودية فدوام الحال من المحال

وستتسارعون على صناديق الإنتخابات ،



عندي سؤال أتحدى به كل متطاول على دين الله ظلما وبهتانا وهو


أريد جواب مباشر نعم أو لا

هل التحزب والإنتخاب حرام ؟؟؟؟؟


لا أريد لف ودوران


شكرا وقليل من الأدب نحن نناقش أفكار ولانطعن أشخاصكم الفاضلة

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-04-04, 17:52
] الأصل في البنت الطيبة الطاهرة خريجة مدرسة سمية وخديجة والزهراء البتول أن يكون تاجها الحياء

فالبنت إذا تكلمت هكذا مع الرجال بلهجة غير مهذبة فعلى الدنيا السلام
أولا ليس في ردي أي شئ يخدش الحياء وان كان هذا رأيك فأنت ملزم به أخي ..ولكن ان رايت انه كذلك فالمعذرة ..
ثانيا رضي الله على الامهات المؤمنين كانو خرجيين مدرسة العقيدة الصحيحة كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..ونحسب نفسنا كذلك ولا نزكي أنفسنا ......................
ثالثا في أي موضع كلامي كان غير مهذب نحن لسنا هنا لكي نجمل هذا أو نبارك هذا أو نمايع هذا نحن
نتكلم في الحق ونجادل ونناقش بالحسنى واي موضع فيه كان كلامي غير ذلك سبحان الله ألم ترى ردك ؟؟؟؟؟؟


لكن كل هذا من علامات الساعة أن (( يرفع الحياء ))


(( إذا لم تستحي فافعل ماشئت ))مرة أخرى اشرح لك هذا الحديث

قول ابن القيم رحمه الله: (إذا ترحلت الغيرة من القلب، ترحلت منه المحبة، بل ترحل منه الدين، والغيرة أصل الجهاد والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فإن خلت من القلب لم يجاهد ولم يأمر بالمعروف)(الفوائد ).

وذهاب الغيرة علامة من علامات الساعة للأثر: (إذا كان آخر الزمان رفع الله أربعة أشياء من الأرض
: رفع البركة من الأرض، والعدل من الحكام والحياء من النساء، والغيرة من رؤوس الرجال).

إعلمي أنني لن أسامحك أمام الله ، لكونك إتهمتيني با لإستهزاء بأمور الدين ، وأنا أبعد الناس عن ذلك المسامحة
الم تقل بان ترك كل هذا ولا نناقش ولا نتطرق لاي شئ يعني لا امر بالمعروف ولا نهي على المنكر لا نتكلم على ضلال ولا بدع بل نداري عليهم نغطي والنترك ذلك لا يهمنا ان كان هناك باطل كفر ضلال بدع محدثات لا تنكلم لا ننقل شئ لا ننصر كتاب الله وسنة نبيه بل نترك كل شئ ننقاد لعاطفتنا مثلا ذلك الشخص جيد جدا لا تهمنا طاماته المهم نتركه
وندع الناس لا تعرف حقيقته لا يهمنا فالنغطي عليه ..............اهذا ما تحاجج به يوم القيامة ..
قلت لا نجادل ثم عدت سبحان الله وقلت ننقاش افكار تظن نصرة العقيدة منهج اهل السنة والجماعة كتاب الله وسنة نبيه أفكار وتتهمني بالباطل .........من هو الذي يستهزء هنا ؟؟؟؟؟؟يا اخي ان غلطت في حقك وشخصك فالسماح
والتسبني كما تشاء لا يهمني ولكن انفعالي من لاجل الله عزوجل؟؟؟؟؟؟

لاتتسرعوا سيتغير نظام الحكم في السعودية فدوام الحال من المحال

[/quote]لا ننكر ان النظام السعودي فيه تجاوزات وفيه امور ننكرها عليه لكن تضل بلاد التوحيد افضل بكثير من اي بلد آخر
يكفي كتاب الله وسنة نبيه ترفرف في سمائها يكفي علماء السنة والتوحيد مكرمين هناك
لكن لم ارى في حياتي مقتا للبعض لبلد الحرمين بهذا الشكل تغير الدولة الى اين الى الحرية والديموقراطية الغرب
لا والله نتمنى غير ذلك نتمى من الله ان يحرسها ويحفظها ..........وان يكثر فيها الخير كله وتنجب المزيد من العلماء الاجلاء

وستتسارعون على صناديق الإنتخابات ، نحن لا نتسارع سوى مايرضي الله عزوجل ولا نخشى في الله لومة لائم



عندي سؤال أتحدى به كل متطاول على دين الله ظلما وبهتانا وهو


أريد جواب مباشر نعم أو لا

هل التحزب والإنتخاب حرام ؟؟؟؟؟
ا

لا أريد لف ودوران


شكرا وقليل من الأدب نحن نناقش أفكار ولانطعن أشخاصكم الفاضلة نحن لا نلف ولا ندور بالعكس بل كررنا في كل مرة وعدة مواضيع للاخ جمال لبليدي ولي ولعدة الاخوة عن مسألة الانتخاب والتحزب وقلنا في كل مناسبة وتطلع لمواضيعنا وسترى الجواب على ذلك اصلا مواضيعنا كلها تصب في هذا الاتجاه اتجاه المحدثات والبدع والضلال

طارق المتيجي
2012-04-04, 20:16
أختي الفاضلة المحترمة :


أقول لكي الحقيقة وأقسم بالله في ذلك ، لو عرفتي أخاك الضعيف هذا - وليس هناك من يجبرني على القسم


لو عرفتيني أختي وعرفتي حيائي حتى مع الأطفال الصغار ومع طلبتي الأعزاء ولاأزكي نفسي على الله


لما تكلمتي معي بهذه اللهجة . المهم سامحك الله أختي


وغفر لنا ولك وجمعنا في مستقر رحمته ، وبارك ربنا في حياتك وفي أهلك ورزقك ورزقت الحلال الطيب


أنت وجميع أحبتي في هذل الصرح الطيب

أختي الفاضلة يؤلمني : أن تنطقي بكلام فيه نوع من البهتان :

كوني لايهمني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...............المهم ربي أدري بحالي وبحالك

والذي يجازي الناس والذي وسعت رحمته كل شيئ هو رب العزة وحده

البدع : لعن أصحاب البدع : أما علمتي أن كل بدعة ظلالة وكل ظلالة أو صاحبها في النار

أنا أعلم أختي حكمكم المشين على الناس :

أنا أعلم بأنني صاحب بدعة - تبا لهذه الألسن متى تخرس هذه الألسن التي تتهم الناس بالباطل ؟؟

أختي قولي عني ماشئتي لن ينقص ذلك مني شيئ لكن

يوم القيامة آآآآآآآخذ حقي على كل تهمة بالباطل

أنا لايهمني أمر الدين والأمر بالمعروف و...... ؟؟؟

أنتم أحرار فيما ذهبتم إليه

أختي ، أردت مع إخوتي السلفيين أن نتناقش كطبقة مثقفة واعية بأمر دينها ودنياها

لكن لا حياة لمن تنادي

(( الأصل في الأشياء الإباحة إلا ماحرم بنص ))

آآآآآآآآآآآآآتيني بنص يحرم الإنتخابات رغم أني كرهت هذه الإنتخابات من منظور سياسي وليس شرعي


أنتم تنظرون للأسف للدنيا من زاوية واحدة رسمت لكم من قبل ناس لايريدون الخير للأسلام

أقول ذلك وأقسم بالله عليه وأتحمله يوم القيامة

نجم الدين أربكان أسس حزب الرفاة وأحزاب أخرى كوسائل فأرجع تركيا المسلمة إلى دينها

بعدما أكلتها العلمانيه الكافرة على يد عدو الله (( كمال أتا تورك ))

وأصبحت تركيا اليوم بلد السلطان عبد الحميد يرفع فيها الأذان ويحفظون القرآن ويتدارسون سنة الحبيب

هل تقولي أن نجم الدين أربمان هو مبتدع لأنه زاد في الدين ماليس فيه

وهو إنشاء حزب ليعيد للأسلام مجده ؟؟؟؟

والله إن فكركم فيه الكثير من الشكوك ، وعليكم بالتوبة قبل فواة الأوان

تعيشون في زمان بأساليبه ومكوناته ومؤسساته وتنعمون بخيراته وتسبونه

تعيشون بوسائل العصر وتنعمون بزينته وتحرمون الناس من ذلك

إهلموا أن الإسلام صالح لكل عصر

الطائرة وسيلة والأنترنات وسيلة والتفاز وسيلة إن أحست إستخدامها ، لكن تشكيل حزب كذلك إن أحسن إستعماله

فهو جائز ،

سنرى عندما تتشكل أحزاب عند ملوك آل سعود ماذا أنتم قائلون ؟؟

يموت البشر في الصومال وبلاد الإسلام ، وفي بلاد الخليج تبنى الأبراج وينعم بالبترول حكام أمريكا

وقتلة الصبية والشيوخ والمجاهدين الأبطال الرجال على ثرى الأقصى الحزين

ثم يأتي هؤلاء ويوجدوا في أمتي جيلا لا يحسن إلا إتباع أهواء السياسلت المبنية على طاعة الحاكم

حتى لو سبى أختي وجارتي

ماعرف الإسلام هذا الذل

إلا في هذا العصر الأنكد

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-04-05, 06:12
قال الشيخ بن باز رحمه الله تعالى (إن من عوامل بقاء الدعوة تعاقب الدعاة لها ما تعاقبت الأيام، ومنذ أن أكرم الله تعالى هذه الأمة وصوت الداعي مدويا في أفق المدعوين إلى أن أكمل الله الدين وأتم النعمة، ثم توالى الدعاة من خلفاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى من بعدهم من دول أو مصلحين وموجهين آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر، وذلك عملا بالأصل القويم في قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} (104 ال عمران) الآية.فكلما خيمت سحب البدع، واحلولكت ظلم الجهالة، وخاض الناس لجج الباطل أيد الله تعالى لهذه الأمة رجالا يدعون إلى الله تعالى على بصيرة، ينيرون الطريق، ويظهرون الحق ويحيون السنة، ويحاربون البدعة حتى يطهر الله على أيديهم البلاد، وينقذ بدعوتهم العباد، وهذا من تمام النعمة وسعة الفضل من الله تعالى على عباده.) .
فلابد لطالب العلم من معرفة علماء أهل السنة وطلب العلم عندهم، والرحلة إليهم ومجالستهم، ولعل من أعظم أسباب الفوضى الحاصلة بين كثير من الشباب وطلبة العلم هو عدم معرفتهم بالعلماء الراسخين الذين يجب أخذ العلم عنهم هذا من جهة .

يقول الشيخ الاعلامه اسد السنة ربيع
قال الشيخ : هؤلاء أهل باطل يريدون أن يبطلوا أخبار الثقات وأخبار العلماء وأحكامهم بمثل هذه القاعدة التي يصدق عليهم فيها أنها ( كلمة حق أريد بها باطل ) ، فهم شأنهم شأن الخوارج كانوا يرددون : ( لا حكم الا لله ) فيسمعهم علي رضي الله عنه فقال : ( إنها كلمة حق أريد بها باطل ) . والتثبث مطلوب لكن التثبت من إيش من أخبار الثقات ؟!! التثبت من أخبار الفاسقين كما هو نص القران (( يا أيها الذين آمنوا إن جاكم فاسق بنباء فتبينوا )) وفي رواية (( فتثبثوا )) فالتثبث من أخبار الفاسقين أما العدول فالواجب قبول أخبارهم . وقد ينسى الثقة أحيانا بعض الشيء وقد يغلط لكن لا نتخذها قاعدة مطردة في كل شيء وحتى لو كتب العالم الان كتابا ينقل فيه أقوال أهل الضلال وينتقذهم فيها يقولون لابد من التثبث فهؤلاء أهل كذب وفجور وأهل حرب لأهل السن

قال الشيخ : الذي يقوله السلف هو الأحوط بالتجربة والواقع ، والمصلحة والمفسدة إذا أدركها العالم فليستخدمها، أما الصغير ما يستطيع , إذا أدركها العالم المحصن لا بعض العلماء قد يكون ضعيف الشخصية فتخطفه البدع كما حصل لعدد كثير من الأكابر خطفتهم البدع بسهولة فهناك صنفان من العلماء عالم تأكد من نفسه أن عنده قوة حجة وقوة شخصية وأنه يستطيع أن يؤثر في أهل البدع ولا يؤثرون فيه فهذا يخالطهم على أي أساس يأكل ويشرب ويضحك معهم ؟ لا . يخالطهم للنصيحة يأتي إلى مساجدهم إلى مدارسهم يأتي إلى أسواقهم ويعطيهم الحق ويناظرهم إن كان يستطيع المناظرة ويقيم عليهم الحجة .أما الضعيف المسكين من العلماء لا ، وكذلك الشاب الناشئ المعرض للضياع . لا بارك الله فيكم فهذا ما يمكن أن يجمع به ما بين ما يقوله شيخ
حكم احمد بن حنبل على من توقف بالقول بخلق القران هل هو مخلوق أم ليس بمخلوق حكم عليهم بمجرد التوقف بأنهم جهمية ومن أهل الضلال وأيده أهل الحديث وأيده على هذا الكلام الذهبي رحمه الله وهو معروف ( بتساهله بالنسبة للسلف الصالح ) مع ذلك أيدهم في هذه القضية وابن عمر ماذا فعل في القدرية الذين أصلهم مسلمون وسلفيون ووقعوا في القدر فتبرأ منهم.
ومواقف السلف معروفة والحمد لله من أهل البدع فإذا وقع في بدعة واضحة مثل ما فصلنا لكم هذا - بارك الله فيكم - يحكم عليه بالضلال ولا يحتاج إلى ما يقولونه وإذا كان الشباب السلفي يأخذون بهذه الاصول الباطلة لما وجدت نبذا لاحد من أهل البدع .
*******************
كل ذكر وانثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول
إنه قدر الله الذي لا مفر منه حتى لو تحصن الإنسان بأمنع الحصون وأمتن القلاع والصناعه والتطور والتكنلوجيا وكل شطحه من شطحات وصرخات الدنيا التطور ، قال الله تعالى: >أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة< سورة النساء آية 78 .
إن للموت ساعة لا يتقدم عنها ولا يتأخر، قال الله تعالى: >فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون< سورة الأعراف آية 34، وهو غير مرتبط بصحة أو مرض أو قتال أو قعود،أو عصرنه أو تطور أو زخرف الدنيا كلها ... فلا الصحة تطيل العمر ولا المرض يقصره، ولا القتال في سبيل الله يدني الآجال، ولا التخلف والقعود ولا بهرج الدنيا ونعيمها وكل شهواتها مهما عشت او عمرت عنك يطيل الأعمار وإن خيل ذلك للبعض، لأن عقيدة المؤمن، ان الموت هو انتهاء الأجل.وبعدها هناك بداية حياة أبديه هيا الصح هي التي نعمل لأجلها والغاية المنشوده ليس على حستب عواطفنا وسكوتنا عن الحق وتتبع مثل الاعمى الضرير الذي يقودونه يمينا شمالا فقط مقلد متبع الغي بدون دراية

يقول الله تعالى في كتابه الكريم (كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور< سورة آل عمران آية (185

فيا إبن آدم فيما أفنيت عمرك؟ وفيما ناصرت؟ وفيما نهيت ونصحت؟ ودافعت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اعتذر لصاحب الموضوع على مداخلاتي

aboumoadh
2012-04-05, 10:42
قال الشيخ بن باز رحمه الله تعالى (إن من عوامل بقاء الدعوة تعاقب الدعاة لها ما تعاقبت الأيام، ومنذ أن أكرم الله تعالى هذه الأمة وصوت الداعي مدويا في أفق المدعوين إلى أن أكمل الله الدين وأتم النعمة، ثم توالى الدعاة من خلفاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى من بعدهم من دول أو مصلحين وموجهين آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر، وذلك عملا بالأصل القويم في قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} (104 ال عمران) الآية.فكلما خيمت سحب البدع، واحلولكت ظلم الجهالة، وخاض الناس لجج الباطل أيد الله تعالى لهذه الأمة رجالا يدعون إلى الله تعالى على بصيرة، ينيرون الطريق، ويظهرون الحق ويحيون السنة، ويحاربون البدعة حتى يطهر الله على أيديهم البلاد، وينقذ بدعوتهم العباد، وهذا من تمام النعمة وسعة الفضل من الله تعالى على عباده.) .
فلابد لطالب العلم من معرفة علماء أهل السنة وطلب العلم عندهم، والرحلة إليهم ومجالستهم، ولعل من أعظم أسباب الفوضى الحاصلة بين كثير من الشباب وطلبة العلم هو عدم معرفتهم بالعلماء الراسخين الذين يجب أخذ العلم عنهم هذا من جهة .

يقول الشيخ الاعلامه اسد السنة ربيع
قال الشيخ : هؤلاء أهل باطل يريدون أن يبطلوا أخبار الثقات وأخبار العلماء وأحكامهم بمثل هذه القاعدة التي يصدق عليهم فيها أنها ( كلمة حق أريد بها باطل ) ، فهم شأنهم شأن الخوارج كانوا يرددون : ( لا حكم الا لله ) فيسمعهم علي رضي الله عنه فقال : ( إنها كلمة حق أريد بها باطل ) . والتثبث مطلوب لكن التثبت من إيش من أخبار الثقات ؟!! التثبت من أخبار الفاسقين كما هو نص القران (( يا أيها الذين آمنوا إن جاكم فاسق بنباء فتبينوا )) وفي رواية (( فتثبثوا )) فالتثبث من أخبار الفاسقين أما العدول فالواجب قبول أخبارهم . وقد ينسى الثقة أحيانا بعض الشيء وقد يغلط لكن لا نتخذها قاعدة مطردة في كل شيء وحتى لو كتب العالم الان كتابا ينقل فيه أقوال أهل الضلال وينتقذهم فيها يقولون لابد من التثبث فهؤلاء أهل كذب وفجور وأهل حرب لأهل السن

قال الشيخ : الذي يقوله السلف هو الأحوط بالتجربة والواقع ، والمصلحة والمفسدة إذا أدركها العالم فليستخدمها، أما الصغير ما يستطيع , إذا أدركها العالم المحصن لا بعض العلماء قد يكون ضعيف الشخصية فتخطفه البدع كما حصل لعدد كثير من الأكابر خطفتهم البدع بسهولة فهناك صنفان من العلماء عالم تأكد من نفسه أن عنده قوة حجة وقوة شخصية وأنه يستطيع أن يؤثر في أهل البدع ولا يؤثرون فيه فهذا يخالطهم على أي أساس يأكل ويشرب ويضحك معهم ؟ لا . يخالطهم للنصيحة يأتي إلى مساجدهم إلى مدارسهم يأتي إلى أسواقهم ويعطيهم الحق ويناظرهم إن كان يستطيع المناظرة ويقيم عليهم الحجة .أما الضعيف المسكين من العلماء لا ، وكذلك الشاب الناشئ المعرض للضياع . لا بارك الله فيكم فهذا ما يمكن أن يجمع به ما بين ما يقوله شيخ
حكم احمد بن حنبل على من توقف بالقول بخلق القران هل هو مخلوق أم ليس بمخلوق حكم عليهم بمجرد التوقف بأنهم جهمية ومن أهل الضلال وأيده أهل الحديث وأيده على هذا الكلام الذهبي رحمه الله وهو معروف ( بتساهله بالنسبة للسلف الصالح ) مع ذلك أيدهم في هذه القضية وابن عمر ماذا فعل في القدرية الذين أصلهم مسلمون وسلفيون ووقعوا في القدر فتبرأ منهم.
ومواقف السلف معروفة والحمد لله من أهل البدع فإذا وقع في بدعة واضحة مثل ما فصلنا لكم هذا - بارك الله فيكم - يحكم عليه بالضلال ولا يحتاج إلى ما يقولونه وإذا كان الشباب السلفي يأخذون بهذه الاصول الباطلة لما وجدت نبذا لاحد من أهل البدع .
*******************
كل ذكر وانثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول
إنه قدر الله الذي لا مفر منه حتى لو تحصن الإنسان بأمنع الحصون وأمتن القلاع والصناعه والتطور والتكنلوجيا وكل شطحه من شطحات وصرخات الدنيا التطور ، قال الله تعالى: >أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة< سورة النساء آية 78 .
إن للموت ساعة لا يتقدم عنها ولا يتأخر، قال الله تعالى: >فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون< سورة الأعراف آية 34، وهو غير مرتبط بصحة أو مرض أو قتال أو قعود،أو عصرنه أو تطور أو زخرف الدنيا كلها ... فلا الصحة تطيل العمر ولا المرض يقصره، ولا القتال في سبيل الله يدني الآجال، ولا التخلف والقعود ولا بهرج الدنيا ونعيمها وكل شهواتها مهما عشت او عمرت عنك يطيل الأعمار وإن خيل ذلك للبعض، لأن عقيدة المؤمن، ان الموت هو انتهاء الأجل.وبعدها هناك بداية حياة أبديه هيا الصح هي التي نعمل لأجلها والغاية المنشوده ليس على حستب عواطفنا وسكوتنا عن الحق وتتبع مثل الاعمى الضرير الذي يقودونه يمينا شمالا فقط مقلد متبع الغي بدون دراية

يقول الله تعالى في كتابه الكريم (كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور< سورة آل عمران آية (185

فيا إبن آدم فيما أفنيت عمرك؟ وفيما ناصرت؟ وفيما نهيت ونصحت؟ ودافعت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اعتذر لصاحب الموضوع على مداخلاتي
كعادة الوهابيين ,مشاركات طويلة خارج الموضوع

لينة نور
2012-04-05, 11:13
لا أحسن الكتابة العربية بسرعة و إلا رددت عليك نقطة نقطة و حرفا حرفا
لو كانوا يسمحون أن أرد بالفرنسية لأجبتك
هذا لا يعني أني أحسن الفرنسية أفضل من العربية و لكن أكتب بسرعة و زيادة على ذلك لوحة مفاتيحي لم تقبل الكتابة بالعربية فأنا أستعمل http://www.arabic-keyboard.org/clavier-arabe

السلام عليكم

لما تعطلت لوحة الكتابة عندي أخذ ت [ etiquette auto-collante ] وكتبت عليها الحروف باللغة العربية

وقصصتها بحجم المربعات وألصقتها في أماكنها المحددة [ في لوحة أخرى ذات حروف فرنسية ]

لكن وجدتني بعد ذالك بدون حروف فرنسية فظطررت الى استعمال لوحتان في ان واحد .

ووالان الحمد لله اشتريت واحدة باللغتين وما عليا الى الظغط على علا مة اختيار اللغة التي اريد .

ملاحظة لقد علمت انه تباع [ etiquette auto-collante ] جاهزة بااللغة العربية والحركات ايظا .

..........................................

اسفة أخي صاحب الموضوع على خروجي عن الموضوع والسلام عليكم .

aboumoadh
2012-04-05, 12:33
السلام عليكم

لما تعطلت لوحة الكتابة عندي أخذ ت [ etiquette auto-collante ] وكتبت عليها الحروف باللغة العربية

وقصصتها بحجم المربعات وألصقتها في أماكنها المحددة [ في لوحة أخرى ذات حروف فرنسية ]

لكن وجدتني بعد ذالك بدون حروف فرنسية فظطررت الى استعمال لوحتان في ان واحد .

ووالان الحمد لله اشتريت واحدة باللغتين وما عليا الى الظغط على علا مة اختيار اللغة التي اريد .

ملاحظة لقد علمت انه تباع [ etiquette auto-collante ] جاهزة بااللغة العربية والحركات ايظا .

..........................................

اسفة أخي صاحب الموضوع على خروجي عن الموضوع والسلام عليكم .

بارك الله فيك

جمال البليدي
2012-04-05, 13:14
◘الشبهة التاسعة عشر : قولهم عن أهل السنة(أنتم متناقضون تحرمون الانتخابات وتوجبون طاعة ولي الأمر الذي وصل عن طريق الانتخابات)).


◄والجواب :
الذي ذكرتموه ليس بتناقض في شيء لا من قريب ولا من بعيد ,وذلك لأن شروط اختيار الحاكم في الإسلام غير شروط طاعة الحاكم , وذلك لأن حال الاختيار يختلف عن حال الاضطرار كما هو معلوم عقلا وشرعا فالحالتين مختلفتين ولكل حالة أحكامها الشرعية المتعلقة بها ففي حال اختيار الحاكم هناك شروط لاختياره, وفي حال وصول هذا الحاكم إلى الحكم هناك شروط لطاعته.
فنحن لا نقول بشرعية الانتخابات حين اختيار الحاكم إنما نقول بالطرق التي جاء به الإسلام , والتي سبق وبينتها في المبحث الرابع من هذا البحث, ونشترط عليه أن يكون عادلا ومسلما وما إلى ذلك من الشروط(1) لكن إذا وصل الحكم عن طريق غير شرعي وكان مسلما فعليه إثمه وإثم من أوصله إلا أن السنة والإجماع تُلْزِمُنا بطاعته في المعروف وعدم إسقاط إمامته حتى لو كان ظالما فاسقا مالم يكفر كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان.
أما السنة : فقد قال عبادة رضي الله عنه: دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَايَعْنَاهُ ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا : أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا ، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا ، وَأَثَرَةً عَلَيْنَا ، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ " . رواه مسلم.
قلت: فلم يشترط النبي صلى الله عليه وسلم في طاعة ولي الأمر-في غير المعصية- شروط الاختيار إنما اشترط أمرا واحدا فقط وهو الإسلام فلا يجوز الخروج على هذا الحاكم المسلم حتى إن وصل عن طريق شرعي أو لم يستوفي شروط الإمامة-ماعدا الإسلام- بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بطاعة الحاكم الظالم الفاسق -ما لم يكفر- .
وعن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال :
سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ! أرأيت أ، قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ثم سأله ؟ فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية – أو في الثالثة - ؟ فجذبه الأشعث بن قيس، وقال :
(( أسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ))
وفي رواية لمسلم – أيضاً : فجذبه الأشعث بن قيس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( أسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم )) رواه مسلم.

قلت :من المعلوم أن العدل من شروط إختيار الحاكم وبيعته لكن إذا وصل الحاكم إلى الحكم ولم يكن عادلا فإن نبينا عليه الصلاة والسلام أمرنا بطاعته في المعروف دون المعصية رغم أنه أسقط أحد شروط اختياره ألا وهو العدل, فهل يجرأ أحد ويقول هذا تناقض؟.
ولهذا أجمع علماء السنة قديما وحديثا على وجوب طاعة الحاكم الذي لم يستوفي شروط الإمامة كأن يصل إلى الحكم عن طريق غير شرعي :
قال الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله : (وقد أجمع الفقهاء عَلَى وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لِما فِي ذَلِكَ من حقن الدماء وتسكين الدهماء) الفتح (13/7)
وحكى الإجماع أيضا الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقال : (الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلَّب على بلد أو بلدان ، له حكم الإمام في جميع الأشياء ، ولولا هذا ما استقامت الدنيا ، لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد ، ولا يعرفون أحدًا من العلماء ذكر أن شيئًا من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم ) (الدرر السنية (7/239)) .
قلت : إن كان هذا الإجماع في حق من وصل إلى الحكم عن طريق التغلب والقهر حقنا للدماء وتسكينا للدهماء فمن باب أولى من يصل عن طريق الانتخابات خاصة وأن الانتخابات تعتمد على رأي الأكثرية فالخروج هذا الحاكم بحجة أنه وصل عن طريق الانتخابات يؤدي إلى ضرر أكبر وهو اقتتال المسلمين بعضهم بعضا فتقاتل الأغلبية مع الأقلية فيحصل النزاع وتسفك الدماء ,وهذا مخالفٌ لقواعدِ الشريعةِ التي جاءتْ بتكثير المصالح وتقليل المفاسد .
-----------------------------
(1)وهذه الشروط منها ما هو واجب في كل ولاية كبيرة أو صغيرة ومنها ما هو خاص بالخلافة – الرئاسة - ، ومن هذه الشروط ما لا يمكن التغاضى عنه بحال ، ومنها ما يمكن التغاضى عنه عند عدم الإمكان ، ومن هذه الشروط ما لا خلاف عليه بين العلماء ، وهى الإسلام ، والعقل ، والذكورة ، والعدالة ، والعلم .
ومنها ما اختلف عليه العلماء وهى : البلوغ ، والحرية ، والكفاءة الجسيمة ، والقرشية .

جمال البليدي
2012-04-05, 13:17
◘الشبهة العشرون : قولهم: ((أين البديل)).


وللجواب على هذا السؤال نقول:
ماذا تقصدون بالبديل؟ أتقصدون بالبديل أي البديل للإصلاح السياسي ؟أم تقصدون بالبديل أي بديل للوصول إلى الحكم؟.

◄إن قلتم بالأول : فاعلموا أن الإصلاح إنما يكون بإصلاح الشعوب فبصلاح الشعوب يصلح الحكام فقد قال الله تعالى:[إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم] فما أوضحه من بيان! لكن مع وضوحه فأكثر من تسمَّوا بأسماء حركات إسلامية قد اجتهدوا وجاء لسان حالهم يقول: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بحكوماتهم!! ولا حول ولا قوة إلا بالله، غاضِّين الطرف عن السيرة النبوية المفسرة لهذا البيان، غافلين عن أنه لا عزّ لهم حتى يتحكم الدين في نفوسهم، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) رواه أبو داود وهو حسن.
هذا حكم الله ورسوله {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}؟!
فاحذروا ـ أي إخواننا! ـ من رد الحق تحاكماً إلى واقعكم أو اغتراراً بتجربتكم أو إرضاءً لنخالة أذهانكم! أوَ ليس قد حكم الله أن لا تمكين في الأرض ولا استخلاف ولا أمن ولا نصر إلا بأمة، وأي أمة؟! إنها أمة العبادة مع توحيد خالص فاقرأ كلاماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي قال: [وَعَدَ اللهُ الَّذِين ءامَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخلِفَنَّهُمْ في الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً].

فمن يريد إصلاح أحوال المسلمين مخلصاً جاداً صادقاً فليسلك طريق الأنبياء ومنهجهم وعلى رأسهم خاتم النبيين وقد وضحناه مراراً:
{ قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}.
ومن يصوّر للنَّاس أنَّ منابع الفساد هم الحكام فقط فهو مخالف لما قرّره القرآن الكريم والسنَّة النبويَّة والتأريخ الإنساني والإسلامي، ومستدرك على منهج الأنبياء خصوصاً إذا وجّه الدعاة إلى حصر جهودهم وصبّها في المجال السياسي.
فمنابع الفساد الأساسيَّة والأصليَّة والخطيرة هي التي قررها الله على أَلسِنة رسله جميعاً ورسم لهم منهجاً لردمها وما عداها فهو تابع لها فليفهم الداعي إلى الله ذلك وليعتصم بحبل الله وليلزم غرز الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.
قال الإمام الألباني رحمه الله ( وهنا أقول البديل هو قوله تبارك وتعالى :{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} البديل تقوى الله عز وجل ولا شك أن تقوى الله تتطلب قبل كل شيء علماً نافعاً ، وثانياً: عملاً صالحاً مقروناً بالعلم النافع فلا يغني عمل صالح عن العلم النافع ، ولا العلم النافع بالذي يغني عن العمل الصالح ،بل لا بد من الجمع بينهما ، ولكي يستطيع المسلمون أن يقوموا بهذه التقوى التي تتضمن العلم النافع والعمل الصالح هذا يحتاج إلى جهود جبارة متكافئة بين أهل العلم الذين يقومون بواجب التعليم والتبليغ للإسلام وبين واجب العمل بهذا الإسلام لجماهير المسلمين ، فحينما يتفاعل عامة المسلمين علماؤهم هؤلاء العلماء بنشرهم للعلم وأولئك بعملهم بالعلم فَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ تبارك وتعالى ، فالبديل إذن هو العودة إلى الإسلام فهماً وعملاً )

◄وإن قصدتم بالبديل أي البديل للوصول إلى الحكم:
فقبل الجواب على هذا السؤال نسأل سؤالا آخر كمقدمة فنقول : هل الوصول إلى الحكم عندكم غاية أو وسيلة لتحقيق غاية؟
إن قلتم هو غاية فقد شابهتم الرافضة في غلوهم في الإمامة واتهمتم أنبياء الله تعالى بالتقصير إذ لو كان غاية لكان الكثير من الأنبياء أولى به فقد عرضت السلطة على نبينا عليه الصلاة والسلام فلم يستجب لها لا بدعوى التدرج ولا بدعوى(لا نترك الساحة للمشركين)) , والكثير من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يصلوا إلى السلطة ولم يكونوا حكاما , ومع هذا نحن نعتبرهم ناجحين لأنهم حققوا الغاية التي بعثوا من أجلها وهي نشر دين التوحيد
قال الله تعالى :{ ولقد بعثنا في كلّ أمَّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
وقال تعالى: { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
فهذه مهمتهم وهذه غايتهم دعوة إلى توحيد الله وتحذير من الشرك والمعاصي، وتبشير المؤمنين وإنذار الكافرين المعاندين.
وقد أدّوا واجبهم ووصلوا جميعاً إلى منازل الفلاح والنّجاح، ونصرهم الله على أعدائهم في الدنيا وينصرهم غداً يوم يقوم الأشهاد، و العلمانيون الديمقراطيون أو الحزبيون الإسلاميون بهذه المقاييس الصحيحة هم الفاشلون الأخسرون المغلوبون في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، إنّهم لهم المنصورون، وإنَّ جندنا لهم الغالبون)[الصافات:171-173].
وقال تعالى: { كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنَّ الله لقوي عزيز} [المجادلة:21].
, فالغاية الحقيقة ليست الكرسي ولا السلطة إنما هي نشر التوحيد فلا يجوز أن ننسى هذه الغاية وننساق وراء الشعارات العلمانية والماسونية لأنه لا عزة لنا ولا تمكين إلا بتحقيق تلك الغاية التي خلقنا من أجلها ألا وهي نشر دين الله تعالى .
وإن قلتم هي مجرد وسيلة فقد صدقتم فهي وسيلة لحماية الدين لكن لا يمكن تحقيق هذه الوسيلة إلا بعد نشر الدين ولا يكون ذلك إلا بإصلاح الشعوب كما سبق وبينت إذ من المستحيل نشر الدين عن طريق السلطة أو الحكم إذا كان المجتمع غير مهيأ لذلك.
◄سئل العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله : " إذا كنتم تحذرون من المشاركة في الانتخابات, فكيف يصل المسلمون إلى الحكم ويحكمون بالشريعة؟.
فأجاب : الذي يظن أنه سيصل بالانتخابات فهو مغفل ! مغفل ! مغفل ! الذي يصل إلى الانتخابات هو الذي يكون عنده ملايين الدولارات الأمريكية, وفي الليل يذهب إلى مشايخ القبائل وإلى الضباط وإلى كذا وكذا,فهو الذي سيفوز بالانتخابات , وعلى فرض أنه فاز في الانتخابات الصالح, فالحكومة ستوجه له المدافع والرشاشات, فهم ليسوا مستعدين أن يعطوها بالانتخابات, فنحن نعلم إن شاء الله في حدود ما نستطيع, والوصول إلى السلطة تكون بتقوى الله والعلم والعمل والدعوة إلى الله وإعداد العدة في حدود ما يستطاع,والله المستعان.من شريط "مقتل الشيخ جميل الرحمن".
وعلى كلّ حال فالإمارة والقضاء من الأمور التي لابدّ منها ولا تقوم حياة المسلمين إلاّ بها، وبها تعصم الدماء والأموال والأعراض.
ولكن يجب أن نسلك في اختيار الأمراء والقضاة منهاج رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فلا تعطى هذه المناصب لمن يسـألها أو يحرص عليها أو يرشح نفسه لها عن طريق الانتخابات مثلاً فإنَّ هذا من الحرص عليها.
وإنَّما يُختار لها الأكفاء علماً وزهداً فيها وتقوى.
ثمَّ ينبغي أن نستفيد من المنهج النبوي في التربية، فلا ينبغي أن ننشئ الشباب على حب القيادة والرئاسة والسيادة والإمارة، فلو نشأناهم على حب هذه الأشياء خالفنا هدي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأوقعنا الشباب في المهالك وأي فلاح ننتظره في الدنيا والآخرة إن خالفنا منهج رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟

◘وبعد هذه المقدمة نجيب على سؤالكم فنقول :
الوصول إلى الحكم له ثلاث حالات محيطة به :
الحالة الأولى : وجود حاكم مسلم .
الحالة الثانية : وجود حاكم كافر.
الحالثة الثالثة : عدم وجود حاكم.

◄أما الأولى فقد سبق وبينت أنه لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم فالبديل هو الصبر على هذا الحاكم المسلم إذا كان جائرا مع نصحه بالطرق الشرعية والصدق في ذلك ودعوة الناس إلى دين الله لأن صلاح الشعوب أساس صلاح الحكام كما تقدم أما الانقلابات أو الدخول في البرلمانات فليست بديلا أبدا لأنها إن أسقطت حاكما فلن تأتي بحاكم أفضل بل إما مثله أو أشد منه ظلما وجورا وذلك لأن القاعدة الكونية الربانية تقول(كما تكونوا يولى عليكم)) وذلك لقوله تعالى : (﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون﴾ [الأنعام:129]، ) فمُنْتَخَبَهُمْ يكون من جنسهم ولا بد.
◄وأما الثانية فالبديل هو الخروج عليه إذا توفرت القدرة على ذلك وتغلبت المصلحة على المفسدة ,ووُجِدَ من هو مسلم, وإلا فالصبر مع إعداد الإيمانية والمادية قدر الاستطاعة كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم في مكة .

◄وأما الثالثة فالبديل هو الشورى ومعناه اختيار أهل الحل والعقد لمن يرونه يصلح للإمامة وهذه الطريقة لقد بينتها في المبحث الرابع من هذا البحث فليراجع.
سئل العلامة عبد المحسن العباد :لقد انعدمت الشورى في أكثر البلدان في اختيار الحاكم، فهل تقوم الانتخابات بديلا عنه وتعتبر من السواد الأعظم؟
الجواب: طريقة الإسلام هي التي يعني تولية الخليفة، جاء في الإسلام طريقتان، إحداهما: هي التي ولي بها أبو بكر رضي الله عنه واجتماع أهل الحل والعقد.
والثانية: كان الخليفة يعيِّن خليفةً مِن بعده، وهو عهد أبي بكر لعمر، وفيما يتعلق بالنسبة بعد عمر رضي الله عنه جُعل الأمر في ستة، وهؤلاء الستة يختارون واحدًا منهم، يختارون واحدًا منهم، وانتهى الأمر إلى عثمان وعليٍّ، ثم انتهى الأمر إلى عثمان رضي الله عنه حيث بايعه الناس، ولما توفي أو قتل عثمان رضي الله عنه صار الناس إلى علِيٍّ لأنه هو الذي كان له دائرًا بينه وبينه في وجودهما معًا، فلمَّا ذهب عثمان انتهي الأمر إلى علِيٍّ.
فطريقة الإسلام هي هذه، يعني إما يعني كون أهل الحل والعقد يقومون بهذا، وأن الذين هم مرجع الناس ووجهاء الناس وكبار الناس، أما هذه الانتخابات، يعني: ينتخب، وإذا حصلت الأغلبية لأناس، يعني: ضررهم أكثر من نفعهم فإن منتخبهم يكون من جنسهم([- شرح الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله سنن ابن ماجه، الشريط رقم (283). ]). اهـ
الخلاصة :

البديل الحقيقي الشرعي هو قوله تعالى :[إن الدين عند الله الإسلام] وقوله تعالى:[ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ]
وقوله عليه الصلاة والسلام((إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم )).
أي الدين الذي رضيه الله و جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لا دين العلمانية ولا الديمقراطية ولا الإشتراكية ولا أهواء أهل البدع المنسوبة زورا وبهتانا إلى الإسلام فإن هذه الديانات والأهواء هي السبب الرئيسي في تفرق المسلمين وتمزقهم وتسلط الأعداء عليهم .
فانتبه أيها المسلم للحيل السياسية التي لا تزيد الأمة إلا خذلاناً وذلة تحت أقدام أعدائها , وكل هذا من ثمار البدع , وإذن فيجب أن يسبق الرجوع إلى الكتاب والسنة والتحاكم إليهما والتجمع عليهما بصدق وإخلاص لا التجمع السياسي المغفل والمستغفل الذي ظهرت ثماره الوخيمة كما أسلفنا ولقد جربنا أن أصحاب هذه الدعوة أول من ينفر عن التحاكم إلى الكتاب والسنة وينفر منها ومن أهلها ، ولقد بين الناصحون هذا الأمر العظيم من قبل أن يأتي هذا التجمع السياسي الأبله ومن بعده ولكن لا حياة لمن تنادي .
قال العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله : (أنا أعتقد أن الطريق لتحقيق المجتمع الإسلامي وبالتالي إقامة الدولة المسلمة إنما يكون على طريقة محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي وضع لنا منهجاً عاماً وعبَّر عنه بكلمة موجزة: ((خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم)).
فهل انضَمَّ الرسول -عليه السلام- إلى كفار مكة في سبيل إصلاحهم بالطريقة الناعمة اللطيفة -كما يفعل هؤلاء الذين يريدون أن ينضموا إلى البرلمانات- أم صَدَع بكلمة الحق خاصة كلمة التوحيد: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}؟[محمد:19].
لقد استمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- كما تعلمون جميعاً ثلاثة عشرة سنة وهو يدعو الناس إلى التوحيد وفي أثناء هذه السنين كان يرَبِّيهم -عليه الصلاة والسلام- على عينه بالأخلاق الإسلامية بأن يؤثروا الحياة الآخرة على الحياة الدنيا, فهل سلكنا هذا السبيل؟ الجواب: إن هؤلاء الذين يريدون الإصلاح بطريق الانتماء للبرلمانات لقد نسوا طريق الحق, وهو: التصفية والتربية.
كلمتان أدعو المسلمين إلى الوقوف عندهما وتفهمهما جيداً والعمل على تطبيقهما.
التصفية: نحن الآن في أول القرن الخامس عشر من الهجرة وبيننا وبين العهد النبوي الأطهر الأزهر الأنور أربعة عشر قرناً, دخل في الإسلام ما ليس منه ليس فقط في السلوكيات والأخلاق ولا في العبادات وإنما دخل أيضاً في العقيدة ما ليس من ذلك فأين المرشدون وأين المربون الذين يربون الجماعات الإسلامية التي تكون بالألوف المؤلفة على التصفية والتربية؟! لذلك أنا لا أرجو أبداً أن تنهض جماعة من المسلمين وتكون لهم الصولة والدولة إلا على الطريقة التي جاء بها الرسول -عليه السلام-.
وتلخيص ذلك العلم النافع, والعمل الصالح.
العلم النافع اليوم بيننا وبين الوصول إليه عقبات كَأْدَاء شديدة جداً, فيجب تذليلها وتقريب هذا العلم النافع إلى أذهان الناس بهذه الكلمة التي أسميها بالتصفية مقرون معها التربية, ونحن نجد الآن كثيراً من الدعاة الإسلاميين ليسوا هم أنفسهم لم يرَبُّوا على الإسلام الصحيح, بل ذويهم أيضاً وأهلهم وأولادهم ونسائهم، فإذا لم نحقق المجتمع الإسلامي على هذا الأساس الصحيح من التصفية والتربية فلن تقوم دولة الإسلام بطريق البرلمانات أبداً, وإنما هذا تعويق للمسيرة الإسلامية التي يجب أن نمشي عليها إن شاء الله.)) انتهى.

جمال البليدي
2012-04-09, 09:25
◘الشبهة الحادية العشرون : قولهم عن طريق أهل السنة في الإصلاح : هذا طريق طويل.

والجواب على هذا :
.

أولا:هي طريق الأنبياء كما ذكرنا !! ,وقد جربتم الطرق العلمانية,فكانت أطول وأشق, بل لم تصلوا من خلالها إلا إلى مزيد من الانحراف, والبعد عن أحكام الإسلام, وقدمتم التنازلات عن كل شيء إلا عن الكراسي والبرلمانات, ومن تأمل أحوال الجزائر والسودان وغيرها من البلدان الإسلامية التي دخلت في الديمقراطية, ومنهاجها الغربية , استيقن أن طريق الأنبياء هي أقرب الطرق وأكملها , وأيسرها, كما قال الله تعالى : (وما جعل عليكم في الدين من حرج)).

ثانيا: إنّ الذنوب والآثام التي اقترفَها النّاسُ عبر سنين طويلة؛ هي التي تُطيل الطريق، ويلزم منها الأعوام الكثيرة. ولو كانت هناك أمراضٌ مُعدِية وأدواء فتّاكة تُرِكَت مِنْ غير علاج في دولة أعدادها هائلة؛ فهل يمكن إذهاب الداء خلال يوم أو يومين، وأسبوع وأسبوعين!!!، وما هو أقصر الطُّرق الصحيحة لتخليص المرضى مِنْ هذه المعاناة؟ وماذا لو قال قائل: هناك سبيل لتخليصهم مِن الأدواء في يوم واحد؛ وذلك بقتلهم كُلِّهم!!! هل هذا كلام العقلاء!!! ولو أنَّ شخصاً كان مِن طُلاّب المرحلة الثانويَّة، وقد تحفَّز لدراسة الطّب، وأخذته الأحلام أنْ يكون طبيباً متميزاً متفوقاً مُبدعاً، فما هي أقل السنوات ليحقّق هذا الشخص مراده؟ فإذا قال: هناك أسلوب أقصر؛ وهو أنْ يتخذَ عيادةً مُباشَرَةً دون دراسة ولا عمل ولا خبرة!!، فطريق الدراسة طويل وانتظار الخبرة مملّ، وافتتاح العيادة هذا اليوم خير مِن افتتاحها بعد سنين عديدة!! هناك طُرُق أقصر لكلّ شيء؛ في الأموال والنِّساء والمناصب... لكنّها على غير الصّواب...إنّها تأتي بالشَّقاء في الدّارين. وإذا قلتَ هذا الحال سبيله بعيد؛ فأقول: ليس هناك سبيلٌ أقصر، وليس هناك سبيلٌ أصحّ إلّأ هذا، قال –تعالى((﴿ وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ﴾. وحذارِ أن تكون ممّن يَتِّبعون السُّبل لأنّ فيها خيارات كثيرة كلها سريعة، وتبدو أنّها مريحة!! وفي الواقع سريعة لكنَّها غير مريحة لأنّها ليست صحيحة. حذارِ مِن تَرْكِ صراط الله المستقيم؛ لأنّه طويل يحتاج إلى عزيمة وثبات...
واعلم أنك قد لا تحصل على هذا ولا ذاك، فتأمَّل -رحمني الله وإيَّاك- كيف كان منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه-رضي الله عنهم- في تحقيق العدل والسعادة.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذْ يَقول(( وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُون ))

جمال البليدي
2012-04-09, 09:26
الشبهة الثانية والعشرون : احتجاجهم بالحضارة الغربية :


قد يقول قائل-وهذا لسان حال الكثير من المفتونين بالحضارة الغربية وزخرفها- : ((قد رأيتُ المسلمين على حالةٍ لا يرضاها ذوو الهمم العلية : رأيتهُم في جهلٍ وذلٍ وخمولٍ، وأمورهم مدبرة، وفي الجانب الآخرِ هؤلاء الأجانب –الكفار- قد ترقوا في هذه الحياة وتفننوا في الفنونِ الراقيةِ والمخترعاتِ العجيبةِ المدهشةِ والصناعاتِ المتفوقةِ، رأيتُهم قد دانت لهم الأممُ، وخضعت لهم الرقابُ، وصاروا يتحكمون في الأمم الضعيفةِ بما شاؤوا ويعُدُّونهم كالعبيدِ والأُجراءِ، فرأيتُ فيهم العزَّ الذي بهرني، والتفننَ الذي أدهشني فقلتُ في نفسي : لو لا أن هؤلاء القوم هم القوم وأنهم على الحقِّ والمسلمون على الباطلِ لما كانوا على هذا الوصفِ الذي ذكرتُ لك. فرأيتُ أن سلوكي سبيلهم واقتدائِي بهم خيرٌ لي وأحسنُ عاقبة فهذا الذي صيَّرني إلى ما رأيتَ.)

الرد :

إذا كان هذا هو السبب الذي حوَّلكم إلى الإشادة بالديمقراطية وأهلها فهذا ليس من الأسباب التي يبني عليها أُولوا الألبابِ والعقولِ عقائدهَم وأخلاقَهم وأعمالَهم ومستقبلَ أمرِهم، فاسمع يا صديقي تمحيص هذا الأمرِ الذي غرك وحقيقَته :

◄أفبتفريط المسلمين نحتج على الدين؟


إنَّ تأخر المسلمين فيما ذكرت ليس ناشئاً عن دينهم، فإنه قد علِم كُلُّ من له أدنى نظر وبصيرة أنَّ دينَ الإسلامِ يدعو إلى الصلاحِ والإِصلاح في أمورِ الدين وفي أمورِ الدنيا، ويَحثُّ على الاستعدادِ من تعلمِ العلومِ والفنونِ النافعة، ويدعو إلى تقويةِ القوة المعنوية والمادية لمقاومة الأعداء، والسلامة من شرهم وأضرارهم، ولم يستفد أحدٌ منفعةً دنيويةً فضلاً عن المنافع الدينيةِ إلا من هذا الدينِ، وهذه تعاليمُه وإرشاداتُه قائمة لدينا تنادي أهلهَا : هَلُمّ إلى الاشتغالِ بجميع ِ الأسبابِ النافعة التي تُعَلِّيكم وتُرقِّيكم في دينكم ودُنياكم.

يقول الدكتور (كويلر بونج) أستاذ العلاقات الأجنبية في جامعة برنستون(في واشنطن) :
(كل الشواهد تؤكد أن العلم الغربي, مدين بوجوده إلى الثقافة العربية الاسلامية, كما وأن المنهج العلمي الحديث القائم على البحث والملاحظة والتجرية, والذي أخذ به علماء أروبا, إنما كان نتاج اتصال العلماء الأروبيين بالعالم الاسلامي عن طريق دولة العرب في الأندلس)(1)

◄أفبتفريط المسلمين تحتجُ على الدين؟! إن هذا لهو الظلمُ المبينُ !.


من الخطأ الحكم على الإسلام من خلال واقع المسلمين,أليس من قصورِ النظرِ ومن الهوى والتعصبِ، النظرُ في أحوالِ المسلمين في هذه الحقبة من الزَّمن التي تدهورت فيها علومهُم وأعمالُهم وأخلاقُهم، وفقدوا فيها جميع مقوماتِ دينهِم، وتركُ النظر إليهم في زهرةالإسلامِ والدينِ في الصدرِ الأولِ، حيث كانوا قائمين بالدين، مستقيمين على الدين، سالكين كل طريق يدعو إليه الدين، فارتقت أخلاقُهم وأعمالُهم حتى بلغت مبلغًا ما وصل إليه ولن يصل إليه أحدٌ من الأولين والآخرين، ودانت لهم الدنيا من مشارِقها إلى مغارِبها وخَضَعَتْ لهم أقوى الأمم وذلك بالدين الحقِّ والعدلِ والحكمةِ والرحمةِ، وبالأوصاف الجميلةِ التي كانوا عليها؟!

◄الجهاد في سبيل الله

أليس ضعف المسلمين في هذه الأوقات يوجبُ لأهلِ البصائرِ والنجدَةِ منهم أن يكون جدُّهم ونشاطُهم وجهادهم الأكبر متضاعفاً، ويقوموا بكل ما في وُسعهم لينالوا المقاماتِ الشامخةَ ولينجُوا من الهُوَّةِ العميقة التي وقعوا فيها؟ أليس هذا من أفرضِ الفرائِض وألزَمِ اللازماتِ في هذا الحال؟ فالجهاد في حالِ قوةِ المسلمين وكثرةِ المشاركين فيه له فضلٌ عظيمٌ يفوق سائرَ العباداتِ، فكيف إذا كانوا على هذه الحالة التي وصفتَ؟ فإن الجهاد لا يمكن التعبير عن فضائله وثمراته. ففي هذه الحالة يكون الجهادُ على قسمين :
أحدهما : السعيُ في تقويمِ المسلمين وإيقاظ هممهم وبعث عزائمهم وتعليمهم العلوم النافعة، وتهذيبهم بالأخلاقِ الراقيةِ، وهذا أشَقُّ الأمرين وهو أنفَعُهُمَا وأَفضَلُهُمَا.
والثاني : السَّعُي في مقاومةِ الأعداء وإعداد جميع العدد القولية والفعلية والسياسية، الداخلية والخارجية، لمِنُاوَأَتهم والسلامةِ من شرِّهم!.
◄كيف يكون المسلم خدنا لأعدائه ؟!

أفحين صار الأمرُ على هذا الوصف الذي ذكرتم، وصار الموقف حرجًا تتخلون عن إخوانكم المسلمين وتتخلفون مع الجبناء والمخالفين والمنهزمين؟ فكيف مع ذلك تنضم إلى حزب المحاربين! الله الله يا إخواني، لا تكونوا أقل ممن قيل فيهم :
(تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعُوا) سورة آل عمران : الآية 167.
قاتلوا لأجل دينِكم أو ادفعوا لأجل قومِكم ووطنكم. لا تكنوا مثل هؤلاء المنافقين، فأعيذك يا أخي من هذه الحال الذي لا يرضاها أهل الديانات ولا أهل النجدات والمروءات. فهل ترضى أن تشاركَ قومَك في حالِ عزِّهم وقُوَّةِ عددِهم وعنصرهم، وتُفَارِقَهم في حالِ ذلِّهم ومصائِبهم. وتخذلَهم في وقتٍ اشتدت فيه الضرورةُ إلى نصرةِ الأولياء ورد عُدوانِ الأعداء؟ فهل رأيتَ قومًا خيرًا من قومِك أو شاهدتَ دينًا أفضل من دينِك؟

كيف رفضت دينًا قيِّمًا كامل القواعدِ ثابت الأركانِ مشرق البرهانِ، يدعو إلى كل خيرٍ ويحث على السعادِة والفلاحِ، ويقول لأهله هَلُمَّ إلى كل صلاح وإصلاح، وإلى كل خير ونجاح، واسلكوا كلَّ طريق يوصلكم إلى السعادةِ الدُّنيويةِ والأُخرويَّة. دينا مبنيا على الحضارة الراقية الصحيحة التي بنيت على العدلِ والتوحيدِ، وأُسسِّت على الرحمة والحكمة والعلمِ والشفقة وأداء الحقوق الواجبة والمستحبة، وسَلمت من الظلم والجشعِ والأخلاقِ السافلةِ، وشملت بظلِّها الظلِّيلِ وإحسانِها الطويلِ وخيرها الشاملِ، وبهائها الكامل، ما بين المشارق والمغاربِ، وأقَرَّ بذلك الموافِقُ والمنُصفُ المُخالفُ... أتتركُها راغبًا في حضاراتٍ ومدنياتٍ مبنية على الكفرِ والإلحادِ، مؤسسة على الطمعِ والجشعِ والقسوةِ وظُلمِ العبادِ، فاقدة لروحِ الإيمانِ ورحمتِه، عادمة لنور العلم وحكمتهِ حضارةٌ ظاهِرهُا مُزَخرَفٌ مُزوّقٌ، وباطِنُها خرابٌ، وتظنها تعمر الوجُوُد، وهي في الحقَيقِة مآلُها الهلاكُ، والتدميرُ؟ ألْم تر آثارها في هذه الأوقاتِ، وما احتوت عليهِ من الآفات والويلاتِ، وما جَلَبَتْه للخَلائِقِ من الهلاكِ والفناءِ والتدميرِ؟.
فَهلْ سمِعَ الخَلقُ مُنذ أوجدَهم الله لهِذِه المجازر البَشرِيَّة التي انتهى إليها شوطُ هِذِهِ الحضارةِ نظيرًا أو مثيلاً، وهل أغْنَت عنهم مَدَنِيتُهُم وحضَارتُهم من عذاب الله من شيء لمّا جاء أمرُ رَبِّك، وما زادتهم غير تتبيب؟ فلا يخدعنك ما ترى من المناظر المزخرفة والأقوال المموهة، والدعاوي العريضة، وانظُرْ إلى بواطن الأمور وحقائقها، ولا تغرنك ظواهِرُهَا، وتأمل النتائجَ الوخيمةَ، والثمراتِ الذميمةَ فهل أسْعَدَتْهم هذه الحضارة في دنياهم التي لا حياة لهم يرجون غيرها؟! أم تراهم ينتقلون من شرٍ إلى شرورٍ؟ ولا يسكنون في وقت إلا وهم يتحفزون إلى شرورٍ فظيعةٍ ومجازر عظيمة؟ فالقوة والمدنية والحضارة والمادة بأنواعها إذا خلت من الدينِ الحق فهذه طبيعتها وهذه ثمراتها وويلاتها ليس لها أصول وقواعد نافعة، ولا لها غايات صالحة.
◄هلاك المسلم في ترك دينه

ثم هب أنهم مُتِّعُوا في حياتِهم واستُدْرجُوا فيها بالعزِّ والرياسةِ ومظاهرِ القوةِ والحياةِ، فهل إذا انحزت إليهم وواليتَهم يُشركونَك في حياتِهم ويجعلونَك كأبناءِ قومِهم؟ كلا والله، إنهم إذا رضوا عنك جعلوك من أرذلِ خُدَّامِهم! وآية ذلك أنك في ليلِك ونهارِك تكدحُ في خدمتِهم، وتتكلمُ وتجادلُ وتخاصم على حسابهم، ولم ترهم رفعوك حتى ساووا معك أدنى قومِهم وبني جنسِهم!! فالله الله يا أخي في دينِك, وفي مُرُوءتِك وأخلاقِك وأَدبِك!! والله الله في بقية رمقِك!! فالانضمام إلى هؤلاء والله هو الهلاك.

-----------------------------------------------------
(1) الثقافة الاسلامية والحياة المعاصرة ص257, مجموعة محاضرات ألقيت في مؤتمر الثقافة الإسلامية في واشنطن عام 1953 من التاريخ النصراني.

جمال البليدي
2012-04-14, 01:03
المبحث السادس :اتهامات حركية والرد عليها:

◘التهمة الأولى:قولهم عن علماء السنة أنهم علماء سلطان.(1)

نقول:

سامحكم الله وعفا عنكم عن قولك عن علمائنا أنهم عملاء للسلاطين والحكام الظلمة والمفسدين ، ونحذركم من الوعيد الشديد الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في من يتهم أخاه المسلم بشيء هو منه براء فقال صلى الله عليه وسلم {ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال} رواه أبوداود عن ابن عمر رضي الله عنهما بسند صحيح ، وردغة الخبال هي عصارة أهل النار.

والرد على هذه التهمة من أربعة أوجه:

الوجه الأول : قولكم (علماء سلطان) إنما هو كلام مجمل لذر الرماد في العيون, وطريقة أهل البدع عند طعنهم في أهل السنة أن يأتوا بالألفاظ المجملة ليروجوا نقدهم وقدحهم، فهل رأيتموهم أطاعوا الحكام والأمراء فيما حرم الله ؟؟؟؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله ( فتاواه 8/202 ) :
« . . . فإذا أمروا بمعصيةٍ فلا يُطاعون في المعصية ؛ لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها . . . » انتهى .
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله - ( شرح رياض الصالحين 3/333 ، ط الوطن ) :
« ليس معنى ذلك أنه إذا أمر بمعصية تسقط طاعته مطلقاً !
لا . إنما تسقط طاعته في هذا الأمر المُعيّن الذي هو معصية لله , أما ما سوى ذلك فإنه تجب طاعته » انتهى .
أخرج البخاري في(( صحيحه )) – كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية – ومسلم في (( صحيحه)) كتاب الإمارة (119)، عن عبد الله بن عمر عن النبي (، أنه قال :
(( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة))
فقوله عليه الصلاة والسلام (( فيما أحب وكره )) أي فيما وافق غرضه أو خالفه.

ولكن القوم-أعني المفترين-يرمون أهل السنة به لأن موقفهم من الحاكم المتلبس بالظلم أو الفسق موافق للنصوص الشرعية وما عليه عمل السلف الصالح من عدم الخروج عليه وإثارة الفتن والقلاقل في أوساط المجتمعات لأنهم-أي أهل السنة والجماعة السلفيين-لا يكفرونه بل يرون السمع والطاعة في المعروف مع المناصحة الصادقة وفق هدي السلف.
بينما أهل البدع من أصحاب الحركات المشبوهة يكفرون الحكام قاطبة من غير تفصيل
فأهل السنة والجماعة السلفيون ليسوا عملاء لأحد من البشر سوى محمد صلى الله عليه وسلم
فهم- إن صح التعبير- عملاء للكتاب وللسنة وعملاء للنصوص والأدلة الشرعية التي تحثنا على ما
ينفعنا في الدنيا والآخرة، ومن ذلك طاعة ولاة أمورنا في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وفيما كان مباحاً وفيه مصلحة للبلاد وللعباد ،ولو كان أهل السنة والجماعة عملاء للسلاطين والحكام الظلمة، لما أنكروا عليهم كثير من المعاصي والمخالفات الشرعية كالديمقراطية والانتخابات والتعددية الحزبية والبنوك الربوية وتجنيد النساء ولما أنكروا عليهم بعض القوانين الوضعية الدستورية المخالفة للشريعة الإسلامية كالمظاهرات والاعتصامات والإضرابات عن الأعمال ونحو ذلك من المخالفات الشرعية ومن أخر هذه المواقف الدفاع السلفي القوي عن العقيدة والمتمثل في الرد على رسالة عمّان والتي ألبست بلبوس حوار الأديان وهي في الحقيقة دعوة لتغير كثير من الثوابت الإسلامية كجهاد الطلب والبراءة من الكفار بل هي دعوة لوحدة الأديان،وقد رعاها بعض الحكّام ومع هذا توجه نقد السلفيين على هذه الرسالة حتى صدرت عشرات المقالات المكتوبة والفتاوى المنشورة للعلماء السلفيين في إبطالها.
الوجه الثاني: قد أبانت الأيام والأحداث المتتالية من هو عالم سلطان ويفتي للسلطان بما يريده ويهواه
أليس عالم السلطان هو:
◄من أفتى بالديمقراطية للسلطان وأنها من الدين وأنها شورى !!
◄من أفتى للسلطان بالحزبية والتعددية وأنها جائزة في شرعنا!!
◄من أفتى للسلطان بجواز الانتخابات والبرلمانات !!
◄من أفتى للسلطان بجواز خروج المرأة للعمل والاختلاط في المدارس والجامعات وتجنيد المرأة!!
◄من أفتى للسلطان بجواز المظاهرات والاعتصامات والإضرابات!!
◄من أفتى للسلطان بالبنوك الربوية!!
◄من أفتى للسلطان بجواز الوقوف للنشيد الوطني !!
◄من أفتى للسلطان بكثير من المحرمات!!
أما أهل السنة فهم ممن يحاربون ذلك ويحرمون ذلك وينصحون السلطان بترك ذلك ويطيعون السلطان في طاعة الله ورسوله ن امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ» رواه البخاري(2757)ومسلم(1840)
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ن، قَالَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ حَقٌّ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِالْمَعْصِيَةِ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ» رواه البخاري(2955) وهذا لفظ البخاري ومسلم(1939)
واسمع إلى إمام الدعوة السلفية في زمنه مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وهو يحذر من زمن طويل مما تعملونه لتعرف منهم علماء السلطان:
قال رحمه الله(((الواقع أن التمثيليات و المظاهرات وكثير من الأشياء العصرية جاءتنا من أعداء الإسلام))اهـ[ قمع المعاند394]
وقال رحمه الله جوابا على سؤال : (ما حكم هذه المظاهرات في الإسلام هل لها أصل شرعي أم أنها بدعة اقتبسها المسلمون من أعداء الإسلام؟))
لا، هي بدعة ،وقد تكلمنا على هذا في مقدمة الإلحاد الخميني في أرض الحرمين وذكرنا أن الآيات القرآنية تدل على أن التظاهر يكون على الشر. وهناك آية وهي قوله تعالى(( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [التحريم: ٤].هي نعرة جاهلية اقتدى المسلمون بأعداء الإسلام وصدق رسول الله ن إذ يقول لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلت جحر ضب لدخلتموه وإنني أحمد الله ـ فما تجد من سنيا يحمل لواء هذه المظاهرات ولا يدعوا إلى هذه المظاهرات إلا الهمج الرعاء وماذا يستفيد المجتمع... اهـ[غارة الأشرطة2/451].
وقال رحمه الله: ((أولئك العميان لو قالوا : مظاهرات لقال المقلد :مظاهرة ، قالوا له :انتخابات يقول انتخابات ،إذا لم تحصل انتخابات سيذوب الإسلام، وإذا لم تخرج مظاهرة فالإسلام لا تبقى له بقية ، فيصورون القضية التي تكون مخالفة للكتاب والسنة على أنها هي الإسلام. وخرج صاحبنا المسكين بلحيته في المظاهرات إلى أين ؟إلى مجلس النواب تقوم الفتاة تخطب على رءوسهم وهو (يدقدق)بالسبحة سبحان الله سبحان الله يهز رأسهاهـ[فضائح ونصائح117].
وقال رحمه الله: ((على أننا ندعو إلى المفاهمة في حدود كتاب الله وسنة رسول الله ن ولسنا نتشوق ،ولسنا نفرح بالحرب ؛لأن الرسول ن يقول «أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا الله العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا [ رواه البخاري(1600)ومسلم(742) عن عبد الله بن أبي.

الوجه الثالث : إن هذه التهمة مخالفة للواقع مخالفة صارخة ففي الكثير من البلدان نجد أن أغلب محاضرات السلفيين ممنوعة بل ونجد بعض كتبهم تمنع من البيع ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية بل ونجد الجرائد الرسمية التابعة للحكومة تسب السلفيين وتتهمهم بل وتحرض الرأي العام ضدهم فهل بعد هذا يقال عن علمائنا أنهم علماء سلطان؟.
من الذي سجن الإمام أحمد أليس حاكم زمانه رغم أن الإمام أحمد كان يقول بطاعته وعدم الخروج عليه.
من الذي سجن الإمام ابن سيرين أليس حاكم زمانه ومع هذا لما قال له السجان: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك ، فإذا أصبحت فتعال . فقال ابن سيرين: لا والله ، لا أعينك على خيانة السلطان . ( تاريخ بغداد ( 5/334) ) .
من الذي سجن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أليس حاكم زمانه ومع هذا لا تجد في كتبه إلا إيجاب السمع والطاعة-في المعروف- لهؤلاء الحكام؟
ومن الذي سجن الإمام الألباني رحمه الله أليس حاكم سوريا؟.
ومن الذي يمنع دروس السلفيين وكتبهم في المعارض عندنا في الجزائر أليس حاكم الجزائر وفقه الله للخير والهدى؟
أفبعد كل هذا يأتي من يأتي ويزعم أن الحكام يرضون بالسلفية وأن علمائنا علماء سلطان.

الوجه الرابع : كون الحكام يرضون بشيء من السلفية لما فيها من تطبيق الشرع في مسألة طاعة الحكام وعدم الخروج عليهم فهل هذا منقصة للسلفية؟ لا والله فالسلفيون لم يقولوا بطاعة الحكام _في غير المعصية_ تزلفا لهم بل طاعة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يلامون إن استغل بعض الحكام فتاويهم لأن إرضاء الحاكم بل حتى الكافر-في الظاهر- لمصلحة تعود للمسلمين إنما هي سنة نبوية شريفة فنبينا عليه الصلاة والسلام قد رضي بشروط الكفار يوم صلح الحديبية رغم ما في ظاهرها من ظلم حتى قال عمر بن الخطاب يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى قال: فلم نعطى الدنية فى ديننا فظن أن هذا خذلان ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ما فى شك أنه أفقه من عمر وأن الله تعالى أذن له فى ذلك وقال: «إنى رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري» رواه البخاري. فأين أنتم من هذا السيرة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم هل ستقولون أن هذا العهد الذي كان بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين الكفار إنبطاحا وخذلانا وعمالة للكفار و أن الكفار يرضون به أم ستقولون فيه مصلحة للمسلمين وأمنهم واستقرارهم؟!!!!.
------------------------------------
(1) مستل من بحثي الذي هو بعنوان(صد العدوان ورد البهتان على من قال: أنتم علماء سلطان) يمكنك الإطلاع عليه بالضغط على هذا الرابط:
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=815665 (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=815665)

جمال البليدي
2012-04-14, 01:06
◘التهمة الثانية: قولهم أن العلماء لا يفقهون الواقع


ومعنى هذه التهمة :
أن فتوى العلماء ضعيفة غير معتبرة ؛ لأنهم لا يعلمون ما يدار من حولهم ولا يعلمون بمخططات الأعداء لجهلهم بها .

وهذه التهمة باطلة من وجوه(*) :

◄الوجه الأول : أن هذا القول صادرٌ ممن لم يفقه في دين الله شيئاً قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله تعالى - :لا يجوز اتهام عالم من العلماء بأنه لا يفهم الواقع هذا تشويه ولا يصح أن يقال : إن العلماء أو بعض العلماء لا يدركون الواقع إذا كان الذهن ينصرف إلى علماء بعينهم([1]).
وقال الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله تعالى - : إن الذي يقولون : إن العلماء في هذا العصر لا يفقهون الواقع قد أخطئوا في قولهم وهذه عبارة لا تنبغي ([2]).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - : الواجب على المسلم أن يحفظ لسانه عما لا ينبغي وأن لا يتكلم إلا عن بصيرة فالقول بأن فلاناً لم يفقه الواقع هذا يحتاج إلى علم ولا يقولها إلا من عنده علم حتى يستطيع الحكم بأن فلاناً لم يفقه الواقع . أما أن يقول هذا جزافاً ويحكم برأيه على غير دليل ؛ فهذا منكر عظيم لا يجوز والعلم بأن صاحب الفتوى لم يفقه الواقع يحتاج إلى دليل ولا يتسنى ذلك إلا للعلماء ([3]).
وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى - : نسمع في زماننا هذا من يتكلم في أعراض العلماء ويتهمهم بالغباوة والجهل ، وعدم إدراك الأمور وعدم فقه الواقع كما يقولون وهذا أمر خطير ؛ فإنه إذا فقدت الثقة في علماء المسلمين فمن يقود الأمة الإسلامية ؟ ومن يرجع إليه الفتاوى والأحكام ؟ واعتقد أن هذا دس من أعدائنا وأنه انطلى على كثير من الذين لا يدركون الأمور أو الذين فيهم غيرة شديدة وحماس لكنه على جهل فأخذوه مأخذ الغيرة ومأخذ الحرص على المسلمين لكن الأمر لا يكون هكذا ، أعز شيء في الأمة هم العلماء فلا يجوز أن نتنقصهم أو نتهمهم بالجهل والغباوة وبالمداهنة أو نسميهم علماء السلاطين أو غير ذلك ، هذا خطر عظيم يا عباد الله ، فلنتق الله في هذا الأمر ، ولنحذر من ذلك ([4]) .
وقال - حفظه الله تعالى - أيضاً : إن وجود المثقفين والخطباء المتحمسين لا يعوض الأمة عن علمائها ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم "أنه في آخر الزمان يكثر القراء ويقل الفقهاء"([5]) ، وهؤلاء قراء وليسوا فقهاء ، فإطلاق لفظ العلماء على هؤلاء إطلاق في غير محله والعبرة بالحقائق لا بالألقاب ، فكثير من يجيد الكلام ويستميل العوام وهو غير فقيه . والذي يكشف هؤلاء أنه عندما تحصل نازلة يحتاج إلى معرفة الحكم الشرعي فيها فإن الخطباء والمتحمسين تتقاصر أفهامهم وعند ذلك يأتي دور العلماء . فلننتبه لذلك ونعطي علماءنا حقهم ونعرف قدرهم وفضلهم وننزل كلاً منزلته اللائقة به ([6]) .
◄والوجه الثاني : أن تعلم فقه الشرع هو المهم والضروري ؛ لأنه الأصل وغيره مبني عليه قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - : سمعنا ولا حظنا أنه وقع كثير من الشباب المسلم في حيص بيص نحو هذا النوع من العلم الذي سبقت الإشارة إلى تسميتهم له "بفقه الواقع" فانقسموا قسمين : وصاروا للأسف فريقين حيث إنه قد غلا البعض بهذا الأمر وقصر البعض فيه : إذ إنك ترى وتسمع ممن يفخمون شأن فقه الواقع ويضعونه في مرتبة عالية فوق مرتبته العلمية الصحيحة وأنهم يريدون من كل عالم بالشرع أن يكون عالماً بما سموه فقه الواقع !
كما أن العكس أيضاً حاصل فيهم فقد أوهموا السامعين لهم والملتفين حولهم أن كل من كان عارفاً بواقع العالم الإسلامي كمثل من هو فقيه في الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح !! علماً بأن هذا الفقه -كما أشرنا - ليس بلازم .
ونحن لا نتصور وجود إنسان كامل بكل معنى هذه الكلمة أي : أن يكون عالما بكل هذه العلوم التي أشرت إليها وسبق الكلام عليها .
فالواجب إذاً: تعاون هؤلاء الذين تفرغوا لمعرفة واقع الأمة الإسلامية وما يحاك ضدها مع علماء الكتاب والسنة وعلى نهج سلف الأمة فأولئك يقدمون تصوراتهم وأفكارهم وهؤلاء يبينون فيها حكم الله سبحانه ويقدمون للآخرين النصح القائم على الدليل الصحيح والحجة النيرة .
أما أن يصبح المتكلم في فقه الواقع في أذهان سامعيه واحداً من العلماء والمفتين لا لشـيء إلا لأنه تكلم بهذا الفقه المشار إليه فهذا ما لا يحكم له بوجه من الصواب إذ يتخذ كلامه تكأة ترد بها فتاوى العلماء وتنقض فيه اجتهاداتهم .
ومن المهم بيانه في هذا المقام أنه قد يخطىء علامة ما في حكمه على مسألة معينة من تلك المسائل الواقعية وهذا أمر حدث ويحدث ولكن هل هذا يسقط العالم أو ذاك ويجعل المخالفين له يصفونه بكلمات نابية لا يجوز إيرادها عليه كأن يقال مثلاً - وقد قيل - : هذا فقيه شرع وليس فقيه واقع !!!
فهذه قسمة تخالف الشرع والواقع ! فكلامهم المشار إليه كله كأنه يوجب على علماء الكتاب والسنة أن يكونوا أيضاً عارفين بالاقتصاد والاجتماع والسياسة والنظم العسكرية وطرق استعمال الأسلحة الحديثة ونحو هذا وذاك !!
ولست أظن أن هناك إنساناً عاقلاً يتصور اجتماع هذه العلوم والمعارف كلها في صدر إنسان مهما كان عالماً كاملاً ! ([7]) .

وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - : يقع من بعض الناس هداهم الله تعالى التقليل من شأن العلماء بدعوى عدم فقه الواقع فما توجيه سماحتكم جزاكم الله خيراً ووفقكم لما يحبه ويرضاه ؟

فأجاب – رحمه الله تعالى - : لا شك أن فقه الواقع أمر مطلوب وأن الإنسان لا ينبغي أن يكون في عزلة عما يقع حوله وفي بلده بل لابد أن يفقه لكن لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يكون الاشتغال بفقه الواقع مشغلاً عن فقه الشريعة والدين الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم :"من يرد الله به خيراً يفقه في الدين"([8]). لم يقل يفقهه في الواقع فإذا كان عند الإنسان علم بما يقع حوله لكنه قد صرف جهده وجل أمره إلى الفقه في دين الله فهذا طيب أما أن ينشغل بالواقع والتفقه فيه – كما زعم – والاستنتاجات التي يخالفها ما يقع فيما بعد ؛ لأن كثيراً من المشتغلين بفقه الواقع يقدمون حسب ما تمليه عليهم مخيلتهم ويقدرون أشياء يتبين أن الواقع بخلافها فإذا كان فقه الواقع لا يشغله عن فقه الدين فلا بأس به . لكن لا يعني ذلك أن نقلل من شأن علماء يشهد لهم بالخير وبالعلم وبالصلاح لكنهم يخفى عليهم بعض الواقع فإن هذا غلط عظيم فعلماء الشريعة أنفع للمجتمع من علماء فقه الواقع ولهذا تجد بعض العلماء الذين عندهم اشتغال كثير في فقه الواقع وانشغال عن فقه الدين لو سألتهم عن أدنى مسألة في دين الله – عز وجل – لوقفوا حيارى أو تكلموا بلا علم يتخبطون تخبطاً عشوائياً .
والتقليل من شأن العلماء الراسخين في العلم المعروفين بالإيمان والعلم الراسخ جناية ليس على هؤلاء العلماء بأشخاصهم بل على ما يحملونه من شريعة الله تعالى .
ومن المعلوم : أنه إذا قلت هيبة العلماء وقلت قيمتهم في المجتمع فسوف يقل بالتبع الأخذ عنهم وحينئذٍ تضيع الشريعة التي يحملونها أو بعضها ويكون في هذا جناية عظيمة على الإسلام وعلى المسلمين أيضاً .
والذي أرى أنه ينبغي أن يكون عند الإنسان اجتهاد بالغ ويصرف أكبر همه في الفقه في دين الله - عز وجل - حتى يكون ممن أراد الله بهم خيراً وألا ينسى نفسه من فقه الواقع وأن يعرف ما حوله من الأمور التي يعملها أعداء الإسلام للإسلام .
ومع ذلك أكرر: أنه لا ينبغي للإنسان أن يصرف جل همه ووقته للبحث عن الواقع بل أهم شيء أن يفقه في دين الله - عز وجل - وأن يفقه من الواقع ما يحتاج إلى معرفته فقط وكما أشرت سابقاً في أول الجواب : أن من فقهاء الواقع من أخطئوا في ظنهم وتقديراتهم وصار المستقبل على خلاف ما ظنوا تماماً .
لكن هم يقدرون ثم يبنون الأحكام على ما يقدرونه فيحصل بذلك الخطأ وأنا أكرر أنه لا بد أن يكون الفقيه بدين الله عنده شيء من فقه أحوال الناس وواقعهم حتى يمكن أن يطبق الأحكام الشرعية على مقتضى ما فهم من أحوال الناس ولهذا ذكر العلماء في باب القضاء : أن من صفات القاضي أن يكون عارفاً بأحوال الناس ومصطلحاتهم في كلامهم وأفعالهم ([9]) .

وقال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - : أما الاهتمام بالثقافات العامة والأمور الصحفية وأقوال الناس ، وما يدار في العالم ، فهذه إنما يطلع الإنسان عليها بعدما يتحصل على العلم الشرعي ويحقق العقيدة فيطلع على هذه الأمور من أجل أن يعرف الخير من الشر ومن أجل أن يحذر مما يدور في الساحة من شرور ودعايات مضللة ، لكن هذا بعدما يتسلح بالعلم ويتسلح بالإيمان بالله ورسوله ، أما أن يدخل في مجالات الثقافة والأمور الصحفية وأمور السياسة وهو على غير علم بعقيدته وعلى غير علم بأمور دينه ، فإن هذا لا ينفعه شيئاً ، بل هذا يضره بحيث يشتغل بما لا فائدة منه ، ولا يستطيع أن يميز الحق من الباطل كثير ممن جهلوا العقيدة واعتنوا بمثل هذه الأمور ضلوا ، وأضلوا ، ولبسوا على الناس ؛ بسبب أنهم ليس عندهم بصيرة وليس عندهم علم يميزون به بين الضار والنافع ، وما يؤخذ وما يترك ، وكيف تعالج الأمور ، فبذلك حصل الخلل ، وحصل اللبس عند كثير من الناس ؛ لأنهم دخلوا في مجالات الثقافة ، ومجالات السياسة ، من غير أن يكون عندهم علم بعقيدتهم وبصيرة من دينهم ، فحسبوا الحق باطلاً ، والباطل حقاً([10]) .
وقال أيضاً : وأما الاشتغال بواقع العصر كما يقولون أو فقه الواقع ، فهذا إنما يكون بعد الفقه الشرعي ؛ إذ الإنسان بالفقه الشرعي ينظر إلى واقع الناس وما يدور في العالم وما يأتي من أفكار ومن آراء ، ويعرضها على العلم الشرعي الصحيح ؛ ليميز خيرها من شرها ، وبدون العلم الشرعي ؛ فإنه لا يميز بين الحق والباطل والهدى والضلال ، فالذي يشتغل بادئ ذي بدء بالأمور الثقافية والأمور الصحافية والأمور السياسية ، وليس عنده بصيرة من دينه ؛ فإنه يضل بهذه الأمور ؛ لأن أكثر ما يدور فيها ضلال ودعاية للباطل وزخرف من القول وغرور نسأل الله العافية والسلامة([11]) .
◄والوجه الثالث : أن علماءنا يدركون واقع المسائل التي يفتون بها ، ويدركون ما يحتاج إليه من واقع الناس قال الشيخ أحمد بن يحي النجمي - حفظه الله - : أما فقه الواقع الذي ما زال هؤلاء يشقشقون به ويطنطنون فنحن نقول لهؤلاء : إن كنتم تريدون بفقه الواقع ما تترتب عليه الأحكام الشرعية وتتبين به الفتوى مما يكون مناطاً للحكم أو سبباً له أو وسيلة إليه فإن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وابن عثيمين وابن فوزان والغديان واللحيدان، والأطرم، وعبدالعزيز آل الشيخ . وغيرهم من القضاة أو المفتين لم يصدروا الحكم أو الفتوى إلا بعد أن يعرفوا الواقع الذي يحيط بها أو يؤثر فيها وإن كنتم تريدون بفقه الواقع الاطلاع على أسرار الدول وأخبار أهل العصر مما يكتب في الجرائد والمجلات أو تتناقله وسائل الإعلام أو يستنتجه المحللون السياسيون أو غير ذلك فإن لأهل العلم شغلاً بأعمالهم التي نيطت بهم وأوكلت إليهم من الفتوى والتدريس والدعوة إلى الله عزّ وجلّ ما لا يتسع معه لشيئ آخر مع أنهم لهم قدرة محدودة وهذا من خصائص وزارة الدفاع في كل بلد أي التنبه لمكايد الأعداء ومخططاتهم والإعداد لكل أمر بما يناسبه ([12]).
وسئل – حفظه الله تعالى – أيضاً : ما حكم من قال : إن هيئة كبار العلماء لا يفقهون الواقع ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - :
أولاً : أقول ما هذه إلا فرية على هيئة كبار العلماء يقصد بها الطعن فيهم والإزراء عليهم والتحقير لشأنهم .
ثانياً : يدل هذا القول على ضغينة في قلب هذا القائل على هيئة كبار العلماء ، وبغضه لهم وكراهيته المستحكمة إياهم .
ثالثاً : أن من أبغض العلماء السلفيين - الذين يعملون بما قال الله ، وقال رسوله ، ويعملون الناس بما قال الله ، وقال رسوله ، ويفتون بما قال الله ورسوله ويعملون على نشر الشريعة ليلاً ونهاراً - : فهو مبتدعٌ ضالٌ منافقٌ .
رابعاً : أن هيئة كبار العلماء في السعودية لا يحكمون في قضية ولا يفتون بفتوى إلا بعد أن يعرفوا ملابساتها ، وما يتعلق بها ، مما له تأثير في الفتوى ، وهذا هو الذي يلزم المفتي ، والقاضي فمن قال إنهم لا يعرفون فقه الواقع فقد اتهمهم بأنهم أغبياء جهلة ، لا يعرفون من الواقع شيئاً ، بل واتهم الدولة التي وضعتهم في هذه المناصب ، وهذا بهت لهم ، وللدولة فرية عليهم وعليها ، وظلم للجميع فالله يتولى جزاء من قاله بما يستحق .
خامساً : ماذا يريدون من هيئة كبار العلماء ؟!! هل يريدون منهم أن يشاركوا المحللين السياسيين أو غيرهم من أصحاب التكهنات المبنية على الكذب والحدس والتخمين قاتل الله الهوى ما يفعل بأصحابه .
سادساً : هيئة كبار العلماء لهم شغل شاغل ، فيما نيط بهم من أعمال ، فلهم دروس ومحاضرات وفتاوى ، وتحقيقات علمية ، تستنفذ جهدهم ووقتهم بما لا يحتاج إلى مزيد .
سابعاً : أن أصحاب البدع فيهم شبه من اليهود فمن كان معهم رفعوه فوق منزلته ، ومن خالفهم رموه بكل كارثة ([13]) .

◄والوجه الرابع : أن فقه الواقع مجرد تخيلات سياسية وتكهنات مستقبلية وأراء عقلية خالية من الحجة والبرهان قال الشيخ حماد الأنصاري- رحمه الله تعالى- : إن ما يسمى بفقه الواقع ليس بفقه وإنما -هو فقه المجانين وأعني بفقه المجانين : فقه الذين لا يفقهون وليس من الفقه التشويش وإدخال الناس في متاهات وأمور لا يهضمونها([14]).
وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي :" إنّ من أغرب ما يقع فيه المتحمسون لفقه الواقع أنهم يقدّمونه للنّاس وكأنّه أشرف العلوم وأهمها، ولقد غلا فيه بعضهم غلواً شديداً فجعل العلوم الشرعية من مقوماته، ونسج حوله من الهالات الكبيرة، بما لم يسبقه إليه الأولون والآخرون، وهو في حقيقته لا يسمى علماً ولا فقهاً، ولو كان علماً أو فقهاً فأين المؤلفات فيه؟! وأين علماؤه وفقهاؤه في السابق واللاحق؟! وأين مدارسه؟! لماذا لا يسمى علماً ولا فقهاً إسلامياً؟ لأنه ذو أهداف سياسية خطيرة منها:
أ ـ إسقاط المنهج السلفي ؛ لأن فقه الواقع لا يختلف عن مبدأ الصوفية في التفريق بين الشريعة والحقيقة؛ إذ هدفهم من ذلك إسقاط الشريعة.
ب ـ الاستيلاء على عقول الشباب والفصل بينهم وبين علماء المنهج السلفي، بعد تشويه صورتهم بالطعون الفاجرة.
جـ ـ اعتماده على التجسس ، فالإخوان المسلمون وإن كانت لهم شبكات تجسس واسعة على أهل الحديث والسلفيين إلا أنهم يعجزون تمام العجز عن اكتشاف أسرار الأعداء وإحباط خططهم، وواقعهم في مصر وسورية والعراق أكبر شاهد على ذلك.
د ـ أنه يعتمد على أخبار الصحف والمجلات التي تحترف الكذب ، وعلى المذكرات السياسية التي يكتبها الشيوعيون واليهود والنصارى والعلمانيون والميكافيليون وغيرهم من شياطين السياسة الماكرة، الذين من أكبر أهدافهم تضليل المسلمين ومخادعتهم واستدراجهم إلى بناء خطط فاشلة على المعلومات التي يقدّمونها.
هـ ـ من أركان هذا الفقه المزعوم التحليلات السياسية الكاذبة الفاشلة، وقد أظهر الله كذبها وفشلها، ولا سيما في أزمة الخليج.
و ـ أنه يقوم على تحريف نصوص القرآن والسنة، ويقوم على تحريف كلام ابن القيم في فقه الواقع.
ز ـ قيامه على الجهل والهوى حيث ترى أهله يرمون من لا يهتم بهذا الفقه بالعلمنة الفكرية والعلمية، وهذا غلو فظيع قائم على الجهل بالفرق بين فروض الكفايات وفروض الأعيان، لو سلمنا جدلا أن هذا الفقه الوهمي من فروض الكفايات.
ح ـ يرتكز هذا العلم المفتعل على المبالغات والتهويل، حيث جُعلت علوم الشريعة والتاريخ من مقوماته، فأين جهابذة العلماء وعباقرتهم عن هذا العلم وعن التأليف والتدريس فيه والإشادة به والتخصص فيه وإنشاء الجامعات أو على الأقل أقسام التخصص فيه؟!
ط ـ ولما كان هذا الفقه بهذه الصفات الدميمة لم ينشأ عنه إلا الخيال والدواهي من الآثار، فمن آثاره تفريق شباب الأمة وغرس الأحقاد والأخلاق الفاسدة في أنصاره، من بهْت الأبرياء والتكذيب بالصدق وخذلانه وخذلان أهله، والتصديق بالكذب والترّهات، وإشاعة ذلك، والإرجاف في صورة موجات عاتية، تتحوّل إلى طوفان من الفتن التي ما تركت بيت حجر أو مدر أو وبر إلا دخلته. أما فقه الواقع الذي يحتفي به علماء الإسلام - ومنهم ابن القيم - والسياسة الإسلامية العادلة ، فمرحباً بهما وعلى الرأس والعين، وإن جهلهما وتنكَّر لهما الإخوان المسلمون "([15]).

------------------------------
(*) هذا الرد على التهمة منقول كاملا من كتاب "المدارج في كشف شبهات الخوارج" للشيخ أحمد بن عمر بازمول.
([1]) فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي (627) .

([2]) المجموع في ترجمة حماد بن محمد الأنصاري (2/584) لعبد الأول بن حماد الأنصاري .

([3]) وجوب طاعة السلطان للعريني (49- 51) .

([4]) محاضرات في العقيدة والدعوة (2/183-184) وانظر منه (3/124-125، 435) .

([5]) إسناده حسن :

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3/319رقم3277) والحاكم في المستدرك (4/457) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

([6]) محاضرات في العقيدة والدعوة (2/186-187) .

([7]) سؤال وجواب حول فقه الواقع (38-41) .

([8]) أخرجه البخاري في الصحيح(1/164رقم71-فتح) ومسلم في الصحيح (7/179رقم1037-نووي).

([9]) العلم (224-226) .

([10]) محاضرات في العقيدة والدعوة (3/37-38) .

([11]) محاضرات في العقيدة والدعوة (3/42-43) .

([12]) المورد العذب الزلال (249- 250) .

([13]) الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية (38-39) .

([14]) المجموع في ترجمة حماد بن محمد الأنصاري (2/765) لعبد الأول بن حماد الأنصاري .

([15]) أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية (93ـ95) .

aboumoadh
2012-04-14, 19:15
◘التهمة الثانية: قولهم أن العلماء لا يفقهون الواقع


ومعنى هذه التهمة :
أن فتوى العلماء ضعيفة غير معتبرة ؛ لأنهم لا يعلمون ما يدار من حولهم ولا يعلمون بمخططات الأعداء لجهلهم بها .

وهذه التهمة باطلة من وجوه(*) :

◄الوجه الأول : أن هذا القول صادرٌ ممن لم يفقه في دين الله شيئاً قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله تعالى - :لا يجوز اتهام عالم من العلماء بأنه لا يفهم الواقع هذا تشويه ولا يصح أن يقال : إن العلماء أو بعض العلماء لا يدركون الواقع إذا كان الذهن ينصرف إلى علماء بعينهم([1]).
وقال الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله تعالى - : إن الذي يقولون : إن العلماء في هذا العصر لا يفقهون الواقع قد أخطئوا في قولهم وهذه عبارة لا تنبغي ([2]).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - : الواجب على المسلم أن يحفظ لسانه عما لا ينبغي وأن لا يتكلم إلا عن بصيرة فالقول بأن فلاناً لم يفقه الواقع هذا يحتاج إلى علم ولا يقولها إلا من عنده علم حتى يستطيع الحكم بأن فلاناً لم يفقه الواقع . أما أن يقول هذا جزافاً ويحكم برأيه على غير دليل ؛ فهذا منكر عظيم لا يجوز والعلم بأن صاحب الفتوى لم يفقه الواقع يحتاج إلى دليل ولا يتسنى ذلك إلا للعلماء ([3]).
وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى - : نسمع في زماننا هذا من يتكلم في أعراض العلماء ويتهمهم بالغباوة والجهل ، وعدم إدراك الأمور وعدم فقه الواقع كما يقولون وهذا أمر خطير ؛ فإنه إذا فقدت الثقة في علماء المسلمين فمن يقود الأمة الإسلامية ؟ ومن يرجع إليه الفتاوى والأحكام ؟ واعتقد أن هذا دس من أعدائنا وأنه انطلى على كثير من الذين لا يدركون الأمور أو الذين فيهم غيرة شديدة وحماس لكنه على جهل فأخذوه مأخذ الغيرة ومأخذ الحرص على المسلمين لكن الأمر لا يكون هكذا ، أعز شيء في الأمة هم العلماء فلا يجوز أن نتنقصهم أو نتهمهم بالجهل والغباوة وبالمداهنة أو نسميهم علماء السلاطين أو غير ذلك ، هذا خطر عظيم يا عباد الله ، فلنتق الله في هذا الأمر ، ولنحذر من ذلك ([4]) .
وقال - حفظه الله تعالى - أيضاً : إن وجود المثقفين والخطباء المتحمسين لا يعوض الأمة عن علمائها ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم "أنه في آخر الزمان يكثر القراء ويقل الفقهاء"([5]) ، وهؤلاء قراء وليسوا فقهاء ، فإطلاق لفظ العلماء على هؤلاء إطلاق في غير محله والعبرة بالحقائق لا بالألقاب ، فكثير من يجيد الكلام ويستميل العوام وهو غير فقيه . والذي يكشف هؤلاء أنه عندما تحصل نازلة يحتاج إلى معرفة الحكم الشرعي فيها فإن الخطباء والمتحمسين تتقاصر أفهامهم وعند ذلك يأتي دور العلماء . فلننتبه لذلك ونعطي علماءنا حقهم ونعرف قدرهم وفضلهم وننزل كلاً منزلته اللائقة به ([6]) .
◄والوجه الثاني : أن تعلم فقه الشرع هو المهم والضروري ؛ لأنه الأصل وغيره مبني عليه قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - : سمعنا ولا حظنا أنه وقع كثير من الشباب المسلم في حيص بيص نحو هذا النوع من العلم الذي سبقت الإشارة إلى تسميتهم له "بفقه الواقع" فانقسموا قسمين : وصاروا للأسف فريقين حيث إنه قد غلا البعض بهذا الأمر وقصر البعض فيه : إذ إنك ترى وتسمع ممن يفخمون شأن فقه الواقع ويضعونه في مرتبة عالية فوق مرتبته العلمية الصحيحة وأنهم يريدون من كل عالم بالشرع أن يكون عالماً بما سموه فقه الواقع !
كما أن العكس أيضاً حاصل فيهم فقد أوهموا السامعين لهم والملتفين حولهم أن كل من كان عارفاً بواقع العالم الإسلامي كمثل من هو فقيه في الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح !! علماً بأن هذا الفقه -كما أشرنا - ليس بلازم .
ونحن لا نتصور وجود إنسان كامل بكل معنى هذه الكلمة أي : أن يكون عالما بكل هذه العلوم التي أشرت إليها وسبق الكلام عليها .
فالواجب إذاً: تعاون هؤلاء الذين تفرغوا لمعرفة واقع الأمة الإسلامية وما يحاك ضدها مع علماء الكتاب والسنة وعلى نهج سلف الأمة فأولئك يقدمون تصوراتهم وأفكارهم وهؤلاء يبينون فيها حكم الله سبحانه ويقدمون للآخرين النصح القائم على الدليل الصحيح والحجة النيرة .
أما أن يصبح المتكلم في فقه الواقع في أذهان سامعيه واحداً من العلماء والمفتين لا لشـيء إلا لأنه تكلم بهذا الفقه المشار إليه فهذا ما لا يحكم له بوجه من الصواب إذ يتخذ كلامه تكأة ترد بها فتاوى العلماء وتنقض فيه اجتهاداتهم .
ومن المهم بيانه في هذا المقام أنه قد يخطىء علامة ما في حكمه على مسألة معينة من تلك المسائل الواقعية وهذا أمر حدث ويحدث ولكن هل هذا يسقط العالم أو ذاك ويجعل المخالفين له يصفونه بكلمات نابية لا يجوز إيرادها عليه كأن يقال مثلاً - وقد قيل - : هذا فقيه شرع وليس فقيه واقع !!!
فهذه قسمة تخالف الشرع والواقع ! فكلامهم المشار إليه كله كأنه يوجب على علماء الكتاب والسنة أن يكونوا أيضاً عارفين بالاقتصاد والاجتماع والسياسة والنظم العسكرية وطرق استعمال الأسلحة الحديثة ونحو هذا وذاك !!
ولست أظن أن هناك إنساناً عاقلاً يتصور اجتماع هذه العلوم والمعارف كلها في صدر إنسان مهما كان عالماً كاملاً ! ([7]) .

وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - : يقع من بعض الناس هداهم الله تعالى التقليل من شأن العلماء بدعوى عدم فقه الواقع فما توجيه سماحتكم جزاكم الله خيراً ووفقكم لما يحبه ويرضاه ؟

فأجاب – رحمه الله تعالى - : لا شك أن فقه الواقع أمر مطلوب وأن الإنسان لا ينبغي أن يكون في عزلة عما يقع حوله وفي بلده بل لابد أن يفقه لكن لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يكون الاشتغال بفقه الواقع مشغلاً عن فقه الشريعة والدين الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم :"من يرد الله به خيراً يفقه في الدين"([8]). لم يقل يفقهه في الواقع فإذا كان عند الإنسان علم بما يقع حوله لكنه قد صرف جهده وجل أمره إلى الفقه في دين الله فهذا طيب أما أن ينشغل بالواقع والتفقه فيه – كما زعم – والاستنتاجات التي يخالفها ما يقع فيما بعد ؛ لأن كثيراً من المشتغلين بفقه الواقع يقدمون حسب ما تمليه عليهم مخيلتهم ويقدرون أشياء يتبين أن الواقع بخلافها فإذا كان فقه الواقع لا يشغله عن فقه الدين فلا بأس به . لكن لا يعني ذلك أن نقلل من شأن علماء يشهد لهم بالخير وبالعلم وبالصلاح لكنهم يخفى عليهم بعض الواقع فإن هذا غلط عظيم فعلماء الشريعة أنفع للمجتمع من علماء فقه الواقع ولهذا تجد بعض العلماء الذين عندهم اشتغال كثير في فقه الواقع وانشغال عن فقه الدين لو سألتهم عن أدنى مسألة في دين الله – عز وجل – لوقفوا حيارى أو تكلموا بلا علم يتخبطون تخبطاً عشوائياً .
والتقليل من شأن العلماء الراسخين في العلم المعروفين بالإيمان والعلم الراسخ جناية ليس على هؤلاء العلماء بأشخاصهم بل على ما يحملونه من شريعة الله تعالى .
ومن المعلوم : أنه إذا قلت هيبة العلماء وقلت قيمتهم في المجتمع فسوف يقل بالتبع الأخذ عنهم وحينئذٍ تضيع الشريعة التي يحملونها أو بعضها ويكون في هذا جناية عظيمة على الإسلام وعلى المسلمين أيضاً .
والذي أرى أنه ينبغي أن يكون عند الإنسان اجتهاد بالغ ويصرف أكبر همه في الفقه في دين الله - عز وجل - حتى يكون ممن أراد الله بهم خيراً وألا ينسى نفسه من فقه الواقع وأن يعرف ما حوله من الأمور التي يعملها أعداء الإسلام للإسلام .
ومع ذلك أكرر: أنه لا ينبغي للإنسان أن يصرف جل همه ووقته للبحث عن الواقع بل أهم شيء أن يفقه في دين الله - عز وجل - وأن يفقه من الواقع ما يحتاج إلى معرفته فقط وكما أشرت سابقاً في أول الجواب : أن من فقهاء الواقع من أخطئوا في ظنهم وتقديراتهم وصار المستقبل على خلاف ما ظنوا تماماً .
لكن هم يقدرون ثم يبنون الأحكام على ما يقدرونه فيحصل بذلك الخطأ وأنا أكرر أنه لا بد أن يكون الفقيه بدين الله عنده شيء من فقه أحوال الناس وواقعهم حتى يمكن أن يطبق الأحكام الشرعية على مقتضى ما فهم من أحوال الناس ولهذا ذكر العلماء في باب القضاء : أن من صفات القاضي أن يكون عارفاً بأحوال الناس ومصطلحاتهم في كلامهم وأفعالهم ([9]) .

وقال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - : أما الاهتمام بالثقافات العامة والأمور الصحفية وأقوال الناس ، وما يدار في العالم ، فهذه إنما يطلع الإنسان عليها بعدما يتحصل على العلم الشرعي ويحقق العقيدة فيطلع على هذه الأمور من أجل أن يعرف الخير من الشر ومن أجل أن يحذر مما يدور في الساحة من شرور ودعايات مضللة ، لكن هذا بعدما يتسلح بالعلم ويتسلح بالإيمان بالله ورسوله ، أما أن يدخل في مجالات الثقافة والأمور الصحفية وأمور السياسة وهو على غير علم بعقيدته وعلى غير علم بأمور دينه ، فإن هذا لا ينفعه شيئاً ، بل هذا يضره بحيث يشتغل بما لا فائدة منه ، ولا يستطيع أن يميز الحق من الباطل كثير ممن جهلوا العقيدة واعتنوا بمثل هذه الأمور ضلوا ، وأضلوا ، ولبسوا على الناس ؛ بسبب أنهم ليس عندهم بصيرة وليس عندهم علم يميزون به بين الضار والنافع ، وما يؤخذ وما يترك ، وكيف تعالج الأمور ، فبذلك حصل الخلل ، وحصل اللبس عند كثير من الناس ؛ لأنهم دخلوا في مجالات الثقافة ، ومجالات السياسة ، من غير أن يكون عندهم علم بعقيدتهم وبصيرة من دينهم ، فحسبوا الحق باطلاً ، والباطل حقاً([10]) .
وقال أيضاً : وأما الاشتغال بواقع العصر كما يقولون أو فقه الواقع ، فهذا إنما يكون بعد الفقه الشرعي ؛ إذ الإنسان بالفقه الشرعي ينظر إلى واقع الناس وما يدور في العالم وما يأتي من أفكار ومن آراء ، ويعرضها على العلم الشرعي الصحيح ؛ ليميز خيرها من شرها ، وبدون العلم الشرعي ؛ فإنه لا يميز بين الحق والباطل والهدى والضلال ، فالذي يشتغل بادئ ذي بدء بالأمور الثقافية والأمور الصحافية والأمور السياسية ، وليس عنده بصيرة من دينه ؛ فإنه يضل بهذه الأمور ؛ لأن أكثر ما يدور فيها ضلال ودعاية للباطل وزخرف من القول وغرور نسأل الله العافية والسلامة([11]) .
◄والوجه الثالث : أن علماءنا يدركون واقع المسائل التي يفتون بها ، ويدركون ما يحتاج إليه من واقع الناس قال الشيخ أحمد بن يحي النجمي - حفظه الله - : أما فقه الواقع الذي ما زال هؤلاء يشقشقون به ويطنطنون فنحن نقول لهؤلاء : إن كنتم تريدون بفقه الواقع ما تترتب عليه الأحكام الشرعية وتتبين به الفتوى مما يكون مناطاً للحكم أو سبباً له أو وسيلة إليه فإن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وابن عثيمين وابن فوزان والغديان واللحيدان، والأطرم، وعبدالعزيز آل الشيخ . وغيرهم من القضاة أو المفتين لم يصدروا الحكم أو الفتوى إلا بعد أن يعرفوا الواقع الذي يحيط بها أو يؤثر فيها وإن كنتم تريدون بفقه الواقع الاطلاع على أسرار الدول وأخبار أهل العصر مما يكتب في الجرائد والمجلات أو تتناقله وسائل الإعلام أو يستنتجه المحللون السياسيون أو غير ذلك فإن لأهل العلم شغلاً بأعمالهم التي نيطت بهم وأوكلت إليهم من الفتوى والتدريس والدعوة إلى الله عزّ وجلّ ما لا يتسع معه لشيئ آخر مع أنهم لهم قدرة محدودة وهذا من خصائص وزارة الدفاع في كل بلد أي التنبه لمكايد الأعداء ومخططاتهم والإعداد لكل أمر بما يناسبه ([12]).
وسئل – حفظه الله تعالى – أيضاً : ما حكم من قال : إن هيئة كبار العلماء لا يفقهون الواقع ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - :
أولاً : أقول ما هذه إلا فرية على هيئة كبار العلماء يقصد بها الطعن فيهم والإزراء عليهم والتحقير لشأنهم .
ثانياً : يدل هذا القول على ضغينة في قلب هذا القائل على هيئة كبار العلماء ، وبغضه لهم وكراهيته المستحكمة إياهم .
ثالثاً : أن من أبغض العلماء السلفيين - الذين يعملون بما قال الله ، وقال رسوله ، ويعملون الناس بما قال الله ، وقال رسوله ، ويفتون بما قال الله ورسوله ويعملون على نشر الشريعة ليلاً ونهاراً - : فهو مبتدعٌ ضالٌ منافقٌ .
رابعاً : أن هيئة كبار العلماء في السعودية لا يحكمون في قضية ولا يفتون بفتوى إلا بعد أن يعرفوا ملابساتها ، وما يتعلق بها ، مما له تأثير في الفتوى ، وهذا هو الذي يلزم المفتي ، والقاضي فمن قال إنهم لا يعرفون فقه الواقع فقد اتهمهم بأنهم أغبياء جهلة ، لا يعرفون من الواقع شيئاً ، بل واتهم الدولة التي وضعتهم في هذه المناصب ، وهذا بهت لهم ، وللدولة فرية عليهم وعليها ، وظلم للجميع فالله يتولى جزاء من قاله بما يستحق .
خامساً : ماذا يريدون من هيئة كبار العلماء ؟!! هل يريدون منهم أن يشاركوا المحللين السياسيين أو غيرهم من أصحاب التكهنات المبنية على الكذب والحدس والتخمين قاتل الله الهوى ما يفعل بأصحابه .
سادساً : هيئة كبار العلماء لهم شغل شاغل ، فيما نيط بهم من أعمال ، فلهم دروس ومحاضرات وفتاوى ، وتحقيقات علمية ، تستنفذ جهدهم ووقتهم بما لا يحتاج إلى مزيد .
سابعاً : أن أصحاب البدع فيهم شبه من اليهود فمن كان معهم رفعوه فوق منزلته ، ومن خالفهم رموه بكل كارثة ([13]) .

◄والوجه الرابع : أن فقه الواقع مجرد تخيلات سياسية وتكهنات مستقبلية وأراء عقلية خالية من الحجة والبرهان قال الشيخ حماد الأنصاري- رحمه الله تعالى- : إن ما يسمى بفقه الواقع ليس بفقه وإنما -هو فقه المجانين وأعني بفقه المجانين : فقه الذين لا يفقهون وليس من الفقه التشويش وإدخال الناس في متاهات وأمور لا يهضمونها([14]).
وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي :" إنّ من أغرب ما يقع فيه المتحمسون لفقه الواقع أنهم يقدّمونه للنّاس وكأنّه أشرف العلوم وأهمها، ولقد غلا فيه بعضهم غلواً شديداً فجعل العلوم الشرعية من مقوماته، ونسج حوله من الهالات الكبيرة، بما لم يسبقه إليه الأولون والآخرون، وهو في حقيقته لا يسمى علماً ولا فقهاً، ولو كان علماً أو فقهاً فأين المؤلفات فيه؟! وأين علماؤه وفقهاؤه في السابق واللاحق؟! وأين مدارسه؟! لماذا لا يسمى علماً ولا فقهاً إسلامياً؟ لأنه ذو أهداف سياسية خطيرة منها:
أ ـ إسقاط المنهج السلفي ؛ لأن فقه الواقع لا يختلف عن مبدأ الصوفية في التفريق بين الشريعة والحقيقة؛ إذ هدفهم من ذلك إسقاط الشريعة.
ب ـ الاستيلاء على عقول الشباب والفصل بينهم وبين علماء المنهج السلفي، بعد تشويه صورتهم بالطعون الفاجرة.
جـ ـ اعتماده على التجسس ، فالإخوان المسلمون وإن كانت لهم شبكات تجسس واسعة على أهل الحديث والسلفيين إلا أنهم يعجزون تمام العجز عن اكتشاف أسرار الأعداء وإحباط خططهم، وواقعهم في مصر وسورية والعراق أكبر شاهد على ذلك.
د ـ أنه يعتمد على أخبار الصحف والمجلات التي تحترف الكذب ، وعلى المذكرات السياسية التي يكتبها الشيوعيون واليهود والنصارى والعلمانيون والميكافيليون وغيرهم من شياطين السياسة الماكرة، الذين من أكبر أهدافهم تضليل المسلمين ومخادعتهم واستدراجهم إلى بناء خطط فاشلة على المعلومات التي يقدّمونها.
هـ ـ من أركان هذا الفقه المزعوم التحليلات السياسية الكاذبة الفاشلة، وقد أظهر الله كذبها وفشلها، ولا سيما في أزمة الخليج.
و ـ أنه يقوم على تحريف نصوص القرآن والسنة، ويقوم على تحريف كلام ابن القيم في فقه الواقع.
ز ـ قيامه على الجهل والهوى حيث ترى أهله يرمون من لا يهتم بهذا الفقه بالعلمنة الفكرية والعلمية، وهذا غلو فظيع قائم على الجهل بالفرق بين فروض الكفايات وفروض الأعيان، لو سلمنا جدلا أن هذا الفقه الوهمي من فروض الكفايات.
ح ـ يرتكز هذا العلم المفتعل على المبالغات والتهويل، حيث جُعلت علوم الشريعة والتاريخ من مقوماته، فأين جهابذة العلماء وعباقرتهم عن هذا العلم وعن التأليف والتدريس فيه والإشادة به والتخصص فيه وإنشاء الجامعات أو على الأقل أقسام التخصص فيه؟!
ط ـ ولما كان هذا الفقه بهذه الصفات الدميمة لم ينشأ عنه إلا الخيال والدواهي من الآثار، فمن آثاره تفريق شباب الأمة وغرس الأحقاد والأخلاق الفاسدة في أنصاره، من بهْت الأبرياء والتكذيب بالصدق وخذلانه وخذلان أهله، والتصديق بالكذب والترّهات، وإشاعة ذلك، والإرجاف في صورة موجات عاتية، تتحوّل إلى طوفان من الفتن التي ما تركت بيت حجر أو مدر أو وبر إلا دخلته. أما فقه الواقع الذي يحتفي به علماء الإسلام - ومنهم ابن القيم - والسياسة الإسلامية العادلة ، فمرحباً بهما وعلى الرأس والعين، وإن جهلهما وتنكَّر لهما الإخوان المسلمون "([15]).

------------------------------
(*) هذا الرد على التهمة منقول كاملا من كتاب "المدارج في كشف شبهات الخوارج" للشيخ أحمد بن عمر بازمول.
([1]) فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي (627) .

([2]) المجموع في ترجمة حماد بن محمد الأنصاري (2/584) لعبد الأول بن حماد الأنصاري .

([3]) وجوب طاعة السلطان للعريني (49- 51) .

([4]) محاضرات في العقيدة والدعوة (2/183-184) وانظر منه (3/124-125، 435) .

([5]) إسناده حسن :

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3/319رقم3277) والحاكم في المستدرك (4/457) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

([6]) محاضرات في العقيدة والدعوة (2/186-187) .

([7]) سؤال وجواب حول فقه الواقع (38-41) .

([8]) أخرجه البخاري في الصحيح(1/164رقم71-فتح) ومسلم في الصحيح (7/179رقم1037-نووي).

([9]) العلم (224-226) .

([10]) محاضرات في العقيدة والدعوة (3/37-38) .

([11]) محاضرات في العقيدة والدعوة (3/42-43) .

([12]) المورد العذب الزلال (249- 250) .

([13]) الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية (38-39) .

([14]) المجموع في ترجمة حماد بن محمد الأنصاري (2/765) لعبد الأول بن حماد الأنصاري .

([15]) أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية (93ـ95) .

إذا كان لك علم أو لعلمائك فالرجاء أفدنا به في كيفية الرد على هذه الشبهة .
الحكم في الإسلام إستبدادي? (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=931903) http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=931903

جمال البليدي
2012-04-14, 23:05
إذا كان لك علم أو لعلمائك فالرجاء أفدنا به في كيفية الرد على هذه الشبهة .
الحكم في الإسلام إستبدادي? (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=931903) http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=931903

لا تستعجل أيها الأخ الحبيب فقد وعدت بالرد على كل تساؤلاتك أو تساؤلات الإخوة ريثما انتهي من هذا البحث...مع العلم أن كلامك في الرابط أعلاه لا يصح تسميته شبهة أصلا لأن أوله ينقض آخره فمن جهة تنتقد الاستبداد-وهذا حق- ومن جهة أخرى تنتقد من يحرم المظاهرات مع أن المظاهرات في حد ذاتها استبداد بل ولا يوجد استبداد أكثر من المظاهرات لأنه مع المعلوم بداهة أن الحاكم لن يتنازل عن سلطته أبدا بل سيستخدم كل قوته للاستبداد والظلم فيقع منه استبداد للمتظاهرين بالقتل والتشريد والسجن فالمظاهرات في حد ذاتها تؤدي للاستبداد, لن أطيل لأنني سأتناول هذه الشبهة حرفا حرفا بإذن الله فيما بعد فكن في الموعد.

طارق المتيجي
2012-04-14, 23:32
أخي الفاضل المحترم ، سلام الله عليكم

القرآن الكريم وحده هو الذي ينصت له ويستمع له ، وكلام الحبيب المصطفى هو الذي يؤخذ من كلامه ولايرد


أما سواهما ، فكما قال الإمام مالك -رحمه الله -


أنت تنقل كلام لعلماء ، وهذا رأيهم ، وإذا لم يناقشوا فمعناه هم منزهون من الخطأ


ويجب أن تكون منصفا أخي ، وتنصت كذلك للرأي الآخر


كما أوصي نفسي وإياك با لإمتثال لقوله تعالى (( ولاتبخسوا الناس اشياءهم ))


كن منصفا وقل للمحسن أحسنت وللمسيئ أسأت


فلا يوجد عصمة لأحد ، فقد كان الإمام الشهيد حسن البنا ضد التحزب وتأسيس الأحزاب فلما لم تذكر ذلك ؟؟؟؟


فجاء تلاميذته وخالفوه في ذلك لأن حسن البنا إجتهد وذاك رأيه وليس قرآن يتلى


واعلم أخي أن أي موضوع أو عمل ينطلق على أنقاض الآخرين وينطلق من خلفيات


فلابركة فيه .


(( فلاتبني أخي مجدك على هتك أعراض الآخرين ، وتقزيم عملهم فليس ذلك من المروءة في شيئ ))


أما المقبول عند الله فلاأعلمه أنا ولا أنت بل هو في غيب رب العالمين .


فقد دخل جنة ربك رجل سقى كلبا ، وقد يدخل نار الجحيم عالما ويعمل ما لايعلم


والله المستعان ، والله من وراء القصد

aboumoadh
2012-04-14, 23:34
لا تستعجل أيها الأخ الحبيب فقد وعدت بالرد على كل تساؤلاتك أو تساؤلات الإخوة ريثما انتهي من هذا البحث...مع العلم أن كلامك في الرابط أعلاه لا يصح تسميته شبهة أصلا لأن أوله ينقض آخره فمن جهة تنتقد الاستبداد-وهذا حق- ومن جهة أخرى تنتقد من يحرم المظاهرات مع أن المظاهرات في حد ذاتها استبداد بل ولا يوجد استبداد أكثر من المظاهرات لأنه مع المعلوم بداهة أن الحاكم لن يتنازل عن سلطته أبدا بل سيستخدم كل قوته للاستبداد والظلم فيقع منه استبداد للمتظاهرين بالقتل والتشريد والسجن فالمظاهرات في حد ذاتها تؤدي للاستبداد, لن أطيل لأنني سأتناول هذه الشبهة حرفا حرفا بإذن الله فيما بعد فكن في الموعد.
لا ترد علي بل رُد على المستشرقين و آت بردود قوية من علمائكم
وضعه في الموضوع
أنا في إنتظار ردك القوي على هذه الشبهة.
لقد فتحت الموضوع منذ 3أيام و كم إنتظرت أعضاء أمثالك لوضع ما ينقلونه من علمائهم, ولكن لا حياة لمن تنادي.
أن الحاكم لن يتنازل عن سلطته أبدا بل سيستخدم كل قوته للاستبداد والظلم فيقع منه استبداد للمتظاهرين بالقتل والتشريد والسجن فالمظاهرات في حد ذاتها تؤدي للاستبداد, لن أطيل لأنني سأتناول هذه الشبهة حرفا حرفا بإذن الله فيما بعد فكن في الموعد

سيقول لك المستشرقون: الحاكم يفعل ذلك لأن الإسلام يعطيه هذا الحق فهو بهذاا الإستبداد و القتل و التعذيب فإنه يطبق أوامر الإسلام بعبارة أخرى إنه يتعبد

طارق المتيجي
2012-04-14, 23:44
قضية المظاهرات هي فتوى سياسية ولاعلاقة لها بالشرع أخي


فلو تسمح المملكة السعودية بالمظاهرات لقلت العكس


لولا أن الله عز وجل قيض لهذه الأمة شبابا كسر الخوف لبقيت تونس يحكمها ذلك السكير الزاني مانع الحجاب في تونس


وفاتح الحانات ، والمخدرات ، ومانع الحج بسبب إنفلونزا الطيور ةمنتهك الحرمات ومانع حرية دخول المساجد .


ولو بقي مصر يحكمها الخائن المفسد صديق الصهاينة وساجن المسلمين في غزة


وسارق خيرات مصر ........

جمال البليدي
2012-04-14, 23:49
◘التهمة الثالثة: قولهم عن أهل السنة السلفيين بأنهم يقلدون علماء السعودية(1).


والجواب على هذه التهمة من أوجه:

◄الوجه الأول : قولكم بأننا نقلد علماء السعودية -هكذا بإطلاق- خطأ فادح من جهتين:
الأولى: أن السعودية كغيرها من البلدان فيها الصوفي وفيها الإخواني وفيها الحزبي كما فيها السني السلفي ,والسلفيون يأخذون العلم الشرعي فقط من علماء السلفية هناك لقوله تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]
قال الشيخ السعدي رحمه الله »وعموم هذه الآية فيها مدح أهل العلم وأن أعلى أنواعه العلم بكتاب الله المنزل فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث وفي ضمتنه تعديل لأهل العلم وتزكية لهم حيث أمر بسؤالهم وأنه بذلك يخرج الجاهل من التبعة)تفسير الكريم الرحمان 3/62).

الثانية:اتهامكم لنا بالتقليد فرية فيها من مرية ,ولا يسعنا إلا أن نقول: (سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم) إذ أن واقع السلفيين عبر العصور يخالف هذا حتى أنه إشتهر على لسانهم»إن صح الحديث فهو مذهبي » لكن القوم-المفترين- لا يفرقون بين الإتباع والتقليد ,وأنى لهم أن يفرقوا بينهما وهم أهل التعصب بلا منازع؟
إن السلفيين بحمد الله تعالى يعلمون جيدا قوله تعالى:[تَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ] [التوبة:31]
قال ابن عبد البر رحمه الله- في جامع بيان العلم وفضله(2/110)-« احتج العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد ولم يمنعهم كفر أولائك من الإحتجاج بها لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد »
وثبت في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( ‏إن الله لا يقبض العلم ‏ ‏انتزاعا ‏ ‏ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم ‏ ‏بقبض ‏ ‏العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله( ليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إليه ويوالي ويعادي عليه غير رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وقال الشاطبي رحمه الله: (تحكيم الرجال من غير التفات إلى كونهم وسائل للحكم الشرعي المطلوب شرعاً ضلال) الاعتصام 2/355.
وهكذا النصوص والاثار المنقولة عن سلفنا تحرم التقليد والتعصب لأقوال الرجال وليس المقصود سرد ذلك فإنها معلومة بحمد الله لدى أصغر طلاب العلم فضلا عن العلماء ولكن المقصود هو تبرئة ساحة من رماهم بالتعصب وعصمة المشايخ وشبههم زورا وبهتانا بالروافض حتى يدركوا أن أولائك السلفيين يعلمون هذه النصوص ولا يخلطون بين التعصب وبين الإتباع الصادق.
وردود السلفيين على بعضهم البعض لخير دليل على بطلان هذه التهمة وقد صنّف الشيخ بكر أبو زيد كتابا في ذلك أسماه ( الرد على المخالف من أصول الاسلام ). وبين فيه أنه لايجوز السكوت عن أي خطأ مهما صغر , وقد مر بنا رد الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله-وهو من اليمن لا علاقة له بالسعودية- على بعض علماء السعودية كما في ردنا على الشبهة الثامنة عشر فليراجع.
بل إن أهل السنة - أحيانا - يشتدون على أقرب الناس اليهم ويطلقون عليهم بعض الكلمات التي يظهر منها الغض وذلك للوصول الى مصلحة شرعية وهي الحذر من الخطأ الذي وقع فيه حتى لو كان عالما جليلا أو صديقا محبا ، بل وربما اعتبروا العالم الجليل أولى في بيان خطئه والشدة عليه خوفا من اتباع الناس له فأين هذا الذي رمانا بإعتقاد العصمة في مشايخنا ؟!!.
إنما كل ما في الأمر أن السلفيين يرجعون لأهل العلم ويتواضعون لهم ويأخذون العلم من أفواههم ولكن هذا ليس بتقليد ولا إعتقاد العصمة إنما يسمى إتباع وحجتنا في ذلك قوله تعالى :{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]
قال أبو عبد الله بن خويز »والاتباع ما ثبت عليه الجة وكل من أوجب عليك الدليل اتباع قوله فأنت متبعه والإتباع في الدين مسوغ والتقليد ممنوع)جامع بيانت العلم وفضله لابن عبد البر.(2)
◄الوجه الثاني : علماء السلفية لا ينحصرون في زمان ولا مكان حتى تحصروهم أنتم بجهل أو عمد في السعودية إنما هم متواجدون مهما تباعدت بهم الأزمان أو الأقطار تجمعهم العقيدة السلفية الأصيلة ومن هؤلاء العلماء الذين لا يحدهم زمان ولا مكان :
أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي وطلحة وعبد الرحمان بن عوف وسعيد ابن زيد وعائشة وحفصة وأنس وأبو هريرةوأبو موسى وابن مسعود وغيرهم ثم اويس القرني ,وسعيد بن المسيب ,و عروة ابن الزبير, و سالم بن عبد الله بن عمر ,و عبيداالله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود,و محمد بن الحنفية , و علي بن الحسن زين العابدين ,و القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق ,و الحسن البصري , ومحمد بن سيرين ,وعمر بن عبد العزيز , ومحمد بن شهاب الزهري

ثم أتباع التابعين و على راسهم :مالك بن انس,و الاوزاعي ,و سفيان الثوري ,و سفيان بن عيينة الهلالي ,والليث بن سعد .
ثم من تبعهم و على راسهم :
عبد الله بن مبارك ,ووكيع ,و الشافعي ,و عبد الرحمان بن مهدي ,و يحيى القطان
ثم تلاميذهم الذين اتبعوا منهجهم و على راسهم :
احمد بن حنبل ,و يحيى بن معين ,وعلي بن المديني

ثم تلاميذهم و على راسهم
:البخاري , ومسلم ,و ابوا حاتم ,و ابو زرعة ,و الترميذي , وابوا داود ,والنسائي.
ثم من جرى مجراهم عبر الاجيال المتلاحقة كابن جرير الطبري ,و ابن خزيمة ,وابن قتيبة الدنيوري,و الخطيب البغدادي ,و ابن عبد البر النمري ,و عبد الغني المقدسي ,و ابن الصلاح ,و ابن تيمية شيخ الاسلام,و المزي ,و ابن كثير ,و الذهبي ,و ابن قيم الجوزية, وابن رجب الحنبلي ,وابن عبد الوهاب وغيرهم وفي عصرنا ابن باديس والبشير الإبراهيمي والزواوي ومبارك الميلي وابن باز والألباني ومباركفوري ومحمد صديق الخان وأبو عبد الباري والعثيمين والوادعي والمدخلي وغيرهم ممن سلك دربهم و اقتفى اثرهم في التمسك بالكتاب و السنة و فهمها بفهم الصحابة رضي الله عنهم الى ان ياتي امر الله,و يقاتل اخرهم الدجال . هؤلاء الذين نعني بهم السلف اهل الحديث .
ومنه يتبين الخطا الفادح الذي وقع فيه المخالفون ومن سار على نهجهم من الصحفيون الحاقدون أو الحزبيين المتربصون بغرض التشويه والصد عن دين الله القويم والله الموعد.

◄الوجه الثالث : طلب العلم عند العلماء السلفيين سواء كانوا في السعودية أو اليمن أو الجزائر أو الهند أو غيرها من البلدان لا يوجد فيه محذور شرعي , والذين يريدون منا الاقتصار فقط على علماء البلد دون غيرهم قد حجروا واسعا رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي : << لقد حجرت واسعا يا أخ العرب >> فلمذا تحجرون واسعا على غيركم؟! فمن تصفح سيرة العلماء المتقدين يعلم أن مثل هذا الكلام لا يقوله إلا الجهال فقد تركوا البلاد والأولاد، وهجروا اللذات والشهوات وجابوا مشارق الأرض ومغاربها، سعياً وراء حديث واحد أو لقاء شيخ أو معرفة مسألة
يقول أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي (ت 277 هــ) –: "أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، لم أزل أحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته، وأما ما سرت أنا من الكوفة إلى بغداد فما لا أحصي كم مرة، ومن مكة إلى المدينة مرات كثيرة، وخرجت من البحر من قرب مدينة سلا – وذلك في المغرب الأقصى – إلى مصر ماشيا، ومن الرملة إلى بيت المقدس، ومن الرملة إلى عسقلان، ومن الرملة إلى طبرية، ومن طبرية إلى دمشق، ومن دمشق إلى حمص، ومن حمص إلى أنطاكية، ومن أنطاكية إلى طرسوس، ثم رجعت من طرسوس إلى حمص، وكان بقي علي شيء من حديث أبي اليمان فسمعته، ثم خرجت من حمص إلى بيسان، ومن بيسان إلى الرقة، ومن الرقة ركبت الفرات إلى بغداد، وخرجت قبل خروجي إلى الشام من واسط إلى النيل، ومن النيل إلى الكوفة، كل ذلك ماشيا. هذا سفري الأول وأنا ابن عشرين سنة، أجول سبع سنين، وخرجت المرة الثانية، وكان سني في هذه الرحلة سبعاً وأربعين سنة".
بل هذا العلامة البشير الابراهيمي الجزائري سافر إلى السعودية وطلب العلم هناك , وله رسالة بعث بها إلى مفتي السعودية سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ كما في الأثار 5/221-223 , وله أيضا قصيدة رائعة في الثناء على علماء نجد كما في الآثار 4 / 126 - 130 وأبياتها 73 بيتاً .
فأين أنتم أيها الحاقدون ؟؟؟
هل علمتم هذا أم جهلتموه؟؟؟
إن كنتم علمتموه فلم أخفيتموه وكتمتموه؟!

وإن كنتم جهلتموه ! فلماذا رضيتم لأنفسكم الجهل، وللسلفيين الظلم، وللناس التضليل؟!
أم أن هذه تجارتكم تخشون كسادها؟! بئست البضاعة، وبئست التجارة!.


◄الوجه الرابع: نقول: لماذا كل هذه المغالطة وقلب الحقائق؟ كيف ترمون غيركم بتقليد علماء السعودية , وفي المقابل أنتم تقلدون الصهاينة والأمريكان في الديمقراطية والتحزبات البدعية؟ بالله عليكم أيها الحزبيون من أين جئتم بالديمقراطية والتحزبات؟! هل هي إسلامية أم غربية إفرنجية؟ الجواب بلا نزاع: الديمقراطية شِرْعَة كفرية شركية وثنية صهيوماسونية , والحزبية وراثة للطريقة الأمريكية و أمريكا وراثة للطريقة الفرعونية كما قال الله تعالى (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نسائهم إنه كان من المفسدين) فأمريكا لما هيمنت على العالم الإسلامي إختزلت حكم الدول والشعوب الإسلامية بيدها ونادت من يريد أن يشارك في الحكم فلا بد أن يؤسس له حزبا ينافس الاحزاب الأخرى ويقاومها ولا بد أن يكون تأسيس الحزب بمقتضى النظام الدمقراطي فمن أسس حزبا دون الأخذ بالديمقراطية والتبني لها شكلا ومضمونا وسيلة وغاية فهو إلى الرفض أقرب في منظور النظام الديمقراطي فما كان للأئمة المضلون إلا أن قالو لا إسلام إلا بحزب.
فليكن طلاب العلم على بينة من هذا الأمر ولا يمشوا وراء شنار الحزبيين المغفلين ولا يغتروا بخمج وزبالات فكرهم وبخرفيج عيشهم إن نهايتهم إلى قل وانقطاع والعاقبة للمتقين واربط نفسك يا طالب الحق بالعلماء الربانيين السلفيين الأقحاح ودع عنك شقاشق أتابع أبي مرة.


[وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ].

----------------------------------
(1)للمزيد أنظر بحثي في الرابط أدناه:
الصواعق الرعود على من ربط بين السلفية والسعودية وآل سعود:
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=484246 (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=484246)

(2)هذا مع العلم أنه ليس كل تقليد مذموم إنما هناك تفصيل
قال الإمام ابن القيم » وأما تقليد من بذل جهده في اتباع ما أنزل الله وخفي عليه بعضه فقلد فيه من هو أعلم منه فهذا محمود غير مذموم ومأجور غير مأزور » إعلام الموقعين(2/130)
بل قال الإمام أحمد( ومن زعم أنه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحدا فهو قول فاسق عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إنما يريد بذلك إبطال الأثر وتعطيل العلم والسنة والتفرد بالرأي والكلام والبدعة والخلاف »طبقات الحنابلة(1/31).

طارق المتيجي
2012-04-14, 23:58
ماسبب تهربك من النقاش :


أنصحك بقراءة السيرة العطرة في ذلك الموقف قبيل بدأ غزوة بدر


إختار الرسول -صلى الله عليه وسلم -مكان للجيش

فقال له احد الصحابة : يارسول الله أهذا المكان وحي من الله أم هي الحرب والمكيدة


فقال له الحبيب : بل الحرب والمكيدة


فقال الصحابي الجليل : ليس هذا هو المكان يارسول الله وتغير المكان


رسول الله المؤيد بالوحي ، لما كانت قضية نقاش ، أنصت للرأي الآخر


أرجو أن تراجعوا كل ...................قبل فوات الأوان والله الذي لاإله غيره أنها نصيحة


أخويه لالالالالالالالالالالاأريد إلا وجه ربي



أنت حر أخي ، إملأ الصفحات

جمال البليدي
2012-04-15, 00:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

قد شغلت هذه الأيام ببعض الأمور فنرجوا من الإخوة إحسان الظن فلست ضد النقاش العلمي ولا ضد الاستفادة من بعضنا البعض إذ لا يليق بالمرئ أن يحذر من التحزب والتعصب ثم به يتهرب من مناقشة أفكار غيره , لكن الوقت لم يسعفني للإجابة على كل التساؤلات لهذا أفضل ترك النقاش بعد انتهاء السلسلة إن شاء الله حتى لا يخرج الموضوع عن مقصوده, والله الموفق.


للرفع فلعل بعض إخواني لم يطلعوا على هذا!!!

جمال البليدي
2012-04-15, 11:59
◘التهمة الرابعة:فصل الدين عن السياسة .


قالوا : أنتم أيها السلفيون تفصلون الدين عن السياسة ولا تمارسونها ولا تتكلمون في السياسة.

والجواب على هذه التهمة من ثلاثة أوجه :

◄الوجه الأول : قولكم: (أنتم أيها السلفيون تفصلون الدين عن السياسة)
نقول : السياسة سياستان: شرعية وطاغوتية فعن أي سياسة تتحدثون ؟
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : ( وتقسيم بعضهم طرق الحكم إلى شريعة وسياسة, كتقسيم غيرهم إلى شريعة وحقيقة,والطريق والعقل,كل ذلك ينقسم إلى قسمين : صحيح, وفاسد ,فالصحيح قسم من أقسام الشريعة لا قسيم لها,والباطل ضدها ومنافيها, وهذا الأصل من أهم الأصول وأنفعها وهو مبني على حرف واحد, وهو عموم رسالته-صلى الله عليه وسلم- بالنسبة إلى كل ما يحتاج إليه العباد في معارفهم وعلومهم وأعمالهم,وأنه لم يحوج أمته إلى أحد بعده, وإنما حاجتهم إلى من يبلغهم عنه ما جاء به, فلرسالته عمومان محفوظان لا يتطرق إليهما تخصيص : عموم بالنسبة إلى المرسل إليهم, وعموم بالنسبة إلى كل ما يحتاج إليه بعث إليه في أصول الدين وفروعه, فرسالته كافية شافية عامة,لا تحوج إلى سواها, ولا يتم الإيمان به إلا بإثبات عموم رسالته في هذا وهذا ,فلا يخرج أحد من المكلفين عن رسالته, ولا يخرج نوع من أنواع الحق, الذي تحتاج إليه الأمة في علومها وأعمالها عما جاء به))إعلام الموقعين 4/307.
فإن كنتم تعنون بالسياسة أي السياسة العصرية الغير الشرعية المستمدة من الكذب, والنفاق, والخداع, والمراوغة,والظلم, والمكر , والمكيدة, والاستبداد, وتزوير الحقائق,وإبطال الحق, وإحقاق الباطل, والتعدي, وشراء الذمم.
إن كنتم تقصدون هذه السياسة التي وقع فيها غلاة السياسة العصرية, فضيعوا أوقاتهم وشبابهم وحياتهم في الخوض فيها,وشغلوا أنفسهم في تتبع نشرات الأخبار وتحليلها, وحرصوا على متابعة المحاضرات , والندوات السياسية والفكرية, والمهرجانات الخطابية الانفعالية الحماسية, واقتنائهم المجلات والجرائد والنشرات, ومشاركتهم فيما أفرزته هذه السياسة الشيطانية من البرلمانات والمجالس التشريعية والمسيرات والمظاهرات والاعتصامات,والاغتيالات السياسية مما صرفهم عن دينهم وأخلاقهم , ودورهم في مجتمعهم.
فهذه السياسة بهذه الأنظمة, لا نؤمن بها ولا نقر أهلها عليها, بل نحذر من الخوض والمشاركة فيها,والتي أصبحت في عصرنا دينا يعبد من دين الله بدليل أنك ترى الكثير الكثير من أهلها يقدمونها على العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة حتى وصل بهم الحال إلى الاستهزاء بطلبة العلم الشرعي والعلماء الأكابر الذين شابت لحاهم من تعلم العلم وتعليمه ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله : ( ومن أظهر مظاهرها-أي الحزبية التي أفرزتها السياسة- أنها تفتقد السير بالدعوة إلى الله تعالى في مراحلها على منهاج النبوة, فهي لا تعني ترسيخ الاعتقاد, ولا التفقه الدين ولا نشر لسان العرب؟
فإن قيل : بلى, قيل : أرونا هذا بأدلته المادية, فأين الدعاة الذين صفتهم في هذه الأحزاب : رسوخ الاعتقاد في التوحيد خالصا من البدع والأهواء في القدوة وفي العمل مبرزا في فقهه متضلعا بلغة العرب ونصاعة بيانها,أين هؤلاء وأين آثارهم العلمية والشبابية, وأين معاقل العلم التي صنعوا بها رجالا؟ ) حكم الانتماء ص 124.
وللأسف فقد دخلت هذه السياسة حتى المساجد وأصبحت معظم خطب الجمعة منابر للتهييج السياسي والعاطفي, وأصبحت مجالسنا شغلها الشاغل السياسة والله المستعان.
عن سَعد في قول الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ} الآية، قال: أنزل الله القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله لو قَصَصْتَ علينا؟ فأنزل الله تعالى: {الـــر . تِلْكَ ءايَاتُ الكِتَابِ المُبِين} إلى قوله {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ} الآية، فتلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم زمانا([1])، فقالوا: يا رسول الله! لو حَدَّثْتَنا؟ فأنزل الله تعالى: {اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشابِهاً} الآية، قال: كل ذلك يُؤثَرون بالقرآن ( وفي موارد الظّمآن: كل ذلك يؤمرون بالقرآن ) قال خلاّد: وزاد فيه آخر، قال: قالوا: يا رسول الله! لو ذَكَّرْتنَا؟ فأنزل الله تعالى {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ} الآية([2]).
فتأمّل هذه التربية الربانية والرّعاية النبوية للصّحابة وقد عرفت ثمارها فيهم، وتأمّل تربية من يستجيب لرغبة العوام فيفسدهم بالأخبار السياسية ويهيّج الشباب بلا فائدة، ثم هو يتململ قائلا: لماذا يتخلّفون عن دروس العلم الصحيح التي فيها تلاوة الوحيين، بل وتعلّم العقيدة الصحيحة التي هي مفتاح الجنة، ويزدحمون على الدّروس السياسية التي تروّعهم، بل تتخبّطهم تخبّط الجِنّة.

◄وإن كنتم تعنون بالسياسة أي السياسة الشرعية المستمدة من نور الكتاب والسنة فهذه السياسة نشيد بها ونسعى إلى تحقيقها بالطرق الشرعية كيف لا ونحن نعلم يقينا أنها السياسة الشرعية الوحيدة لإنقاذ البشرية من الظلم والنفاق والتعدي على حقوق العباد من التسلط على دمائهم وأموالهم وأعراضهم ومن نشر الفساد الذي استشرى بين العباد والبلاد من هتك أعراض المسلمين , وإفساد دينهم وحرثهم ونسلهم, فهذه السياسة الشرعية , يجب على الأمة إيجاد من يقوم بتطبيقها على الأمة, ودعوة ولاة أمور المسلمين الأخذ بها.

فبدعة فصل الدين عن الدولة ليست من ديننا ولا من معتقدنا إنما هي بدعة نصرانية كنسية بسبب الصراع بين رجال الكنيسة والعلم, أما في ديننا الإسلامي فلا صراع بين أهل العلم الشرعي وبين أهل العلم الدنيوي, بل ديننا يحثنا على تعلم العلم الآية, ومن تتبع سيرة العلم والعلماء لوجد أن المسلمين هم الأسبق لاكتشاف هذه العلوم, ولم يصل علماء الغرب إلى ما وصلوا إليه إلا عن طريق المسلمين.

قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله : (فالسياسة من الدين والذين يحاولون فصل الدين عن السياسة أو فصل السياسة عن الدين يحاولون هدم الكثير من الإسلام ,فصل الدين عن السياسة معناه هدم قدر ثلث الإسلام أو أكثر فنحن لا نحارب السياسة لذاتها نحارب السياسة بمعنى الكذب والخداع والخيانة هذه نحاربها أما فصل الدين عن السياسة هذا أمر نحن نحاربه ونحذر منه والله المستعان).إرشاد البرية إلى شرعية الانتساب إلى السلفية ص 158.

وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله : ( وأن هذه الدعوة الآثمة(فصل الدين عن السياسة) في حقيقتها عزل للدين عن الحياة, وودأ للناس وهم أحياء, وما حقيقة وصل الدين بالسياسة إلا الدعوة إلى الله, وإقامة الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والعمل على مد الإسلام, وجزر الكفر والكافرين, وقهر الفسقة من المحارم والتهاوش, حماية لحرمات المسلمين, وأوطانهم واستقرار أمنهم, ليكونوا يدا على سواهم عونا على من ناوأهم , وبالجملة ليعيش المسلمون في ظل حماية إسلامية, لا في ظل أعدائهم من المشركين الملحدين.
ولن يقوم هذا الدين, ولن تتحقق غاياته في الحكم والقضاء ومجالات الحياة كافة إلا بمن يحمل راية التوحيد يصدع الكفر والكافرين , ويقوم عوج الفسقة والمائلين عن الصراط المستقيم, وهذا لا يتأدى إلا بسلطان(ذي شوكة) يدين بالإسلام, وعالم يجهر بالبيان, فإذا اجتمع اللسان والسنان من تحتمها جيل الجهاد(في دائرة الإسلام) كانت الضمانة العظمى لنصرته, ونشر الدعوة إليه, وبناء حياة الأمة على الكتاب والسنة ) حكم الانتماء ص72-73.

◄الوجه الثاني : أما قولكم بأننا لا نمارس السياسة فقد سبق بيان أن السياسة منها الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة ومنها السياسة العصرية الغربية المبينة على أحط الأخلاق وأتفه العلوم التي يمارسها أغبى الخلق وأجهلهم بدين الله تعالى فإن كنتم تقصدون بالممارسة أي الدخول في البرلمانات التشريعية والمجالس النيابية فإن أهل السنة منزهون على الجلوس في طاولة تحتوي على العلماني و الليبرالي والنصراني لأن الله تعالى يقول(( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكفرين في جهنم أجمعين)) النساء140.

وأهل السنة السلفيين منزهون عن الأطماع الشخصية كطلب الإمارة والجري وراء الكرسي لأن هذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه ومن قبله من الأنبياء .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إنكم ستحرصون على الإمارة , وستكون ندامة يوم القيامة, فنعم المرضعة وبئست الفاطمة)) متفق عليه.

ومن ثمار هذه السياسة المستوردة تفرق المسلمين إلى احزاب وشيع شتى كل حزب بما لديهم فرحون وإلا فمن الذي فرق شباب الأمة شيعا وأحزابا, وإسلاميين ووطنيين,أليست السياسة العصرية؟
قال شيخنا ربيع بن هادي المدخلي : (إن السياسيين المنحرفين بتحزبهم مزَّقوا شباب الأمة، وفرقوهم أحزاباً وشيعاً، كل حزب بما لديهم فرحون، وتابعوا الأحزاب الكافرة الظاهرة والخفية في التنظيمات السرية والمشاركة في المجالس والبرلمانات والديمقراطية الكافرة في البلدان التي استعمرت ورضعت لبان الاستعمار بكل ما فيه من تقاليد وقوانين وأنظمة كافرة .
وترى العجائب ممن يسمون أنفسهم إسلاميين؛ من التحالف مع هذا الحزب العلماني تارة، ومع ذاك أخرى، ومن ترشيح النساء الملحدات أو النصرانيات، أو ترشيح ملاحدة ونصارى، وكل هذه الممارسات باسم الإسلام ! وباسم الجهاد السياسي الإسلامي ! وينقلون هذه الأمراض الفتّاكة إلى بعض البلدان الإسلامية التي أغناها الله بالإسلام عقيدةً وشريعةً، فيفسدون أبناءه ويمزقون شبابه إلى أحزاب وشيع متصارعة .
ثم ماذا يجني المسلمون من هذه؟
الجواب : الضياع والفشل؛ كما قال تعالى :[ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ))اه.
ولا يعني هذا أن السلفيين بعيدون عما يتعلق بالولاة من حيث النصيحة لهم وبيان الشروط المعتبرة فيمن يصلح للإمامة في الشرع لهم والإنكار عليهم بالطرق الشرعية والوسائل المرعية عند السلف وما شابه ذلك فهذا أبطل الباطل ومن الكذب الفادح عليهم فها هي كتبهم ناطقة بذلك من أمثال "الاحكام السلطانية"للماوردي و الأحكام السلطانية لأبي يعلى و"السياسة الشرعية" لابن تيمية و"السياسة الشرعية" للسعدي وكتاب "حقيقة الشورى في الإسلام" و"للجزيرة العربية خصوصية فلا تنبت الدمقراطية" لشيخنا أمان جامي رحمه الله وكتاب "الآداب الشرعية" لابن مفلح في مواضع منه وكتاب "منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل" للعلامة الدكتور ربيع بن هادي المدخلي, وأيضا ما يتعلق بالجهاد وتجهيز الجيوش في كتب فقه وغيرها كلها توضح اهتمام أهل السنة بهذا الجانب .
◄وأما إن كان المقصود بذلك أن أهل السنة السلفيين لا يمارسون الإصلاح والتغيير السياسي فهذا والله بهتان عظيم وإفك مبين وأول من يكذب هذا الدعوة السلفية نفسها فإن أهداف الدعوة السلفية كلها تغيير :
فالرجوع بالأمة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة: هو تغيير لواقع الأمة.
وتصفية ما علق بحياة المسلمين من الشرك على اختلاف مظاهره، وتحذيرهم من البدع المنكرة، والأفكار الدخيلة الباطلة، وتنقية السنة من الروايات الضعيفة والموضوعة التي شوهت صفاء الإسلام، وحالت دون تقدم المسلمين: هو تغيير لواقع الأمة.
وإن تربية المسلمين على دينهم الحق، ودعوتهم إلى العمل بأحكامه، والتحلي بفضائله وآدابه مما يكفل لهم رضوان اللَّه في الدنيا والآخرة، ويحقق لهم السعادة والمجد: هو تغيير لواقع الأمة.
وإن إحياء الاجتهاد العلمي الصحيح في ضوء الكتاب والسنة، وتقييد ذلك بقواعد فهم السلف الأول لنزيل الجمود المذهبي، ونقمع التعصب الحزبي، ليعود المسلمون إخواناً، ويتعاهدوا على نصرة منهج اللَّه أعواناً: هو تغيير لواقع الأمة.


◄فالسلفيون يمارسون منهج التغيير القرآني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو قول اللَّه -تعالى-: {إن اللّه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [الرعد: 11]، فساحة التغيير هي النفس البشرية حتى تستقيم على منهج اللَّه؛ فَتُؤَهَل للاستخلاف.
والتمكين وعد، وتغيير ما في النفوس شرط، ولن يتم الوعد إلا بتحقيق الشرط: {إن تنصروا اللّه ينصركم ويثبت أقدامكم} [محمد: 7]..
◄الوجه الثالث :أما دعواكم بأن أهل السنة السلفيين لا يتكلمون في السياسة فإن كان المقصود بذلك تلك السياسة التي تعمتد على الكذب والنفاق فإننا نبرأ إلى الله من هذه السياسة العصرية التي هي مثل نبات الحنظل التي شببها النبي صلى الله عليه وسلم بالمنافق الذي لا يقرأ القرآن.

فقد قال عليه الصلاة والسلاة : (...ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)).
هذه السياسة العصرية أصولها : الكفر وسيقانها : النفاق, وأغصانها الفرقة, وثمرتها : الحنظل.
فالمسلم اللبيب ليس بحاجة للتكلم في هذه السياسة التي لا فائدة منها لأن الله تعالى يقول: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً] , ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) .
◄أما إن كنتم تعنون بذلك ما ينزل بالأمة من نوازل وأحداث فإننا معشر السلفيين نرد ذلك إلى المجتهدين من أهل العلم وليس لرويبضات الزمان الذين جاءت النصوص محذرة منهم كقوله تعالى: [وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ] وقوله عليه الصلاة والسلام: (دعاة على أبوب جهنم من تبعهم قذفوه فيها) وقولهم عليه الصلاة والسلام عن الرويبضة: (التافه يتكلم في أمور العامة).

قال ابن القيم رحمه الله(3): " العالم بكتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة فهو المجتهد في النوازل([4])، فهذا النوع الذي يَسوغ لهم الإفتاء ويَسوغ استفتاؤهم ويتأدى بهم فرضُ الاجتهاد، وهم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّد لها دينها ([5]) ".

قلت(*): أي بلوغ درجة الاجتهاد كما قال الماوردي: " العلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل والأحكام" ([6])، وقال الشاطبي: " بل إذا عرضت النوازل روجع بها أصولها فوُجدَت فيها، ولا يجدها مَن ليس بمجتهد، وإنما يجدها المجتهدون الموصوفون في علم أصول الفقه "([7]).
فتدبر هذا العلم! وتدبر هذه الدقة التي لو حرص الإسلاميون على تحقيقها لصانوا هذا الدين من عبث حدثاء الأسنان.
ومِن كلام ابن القيّم السابق تَعلم أن رجوع الشباب اليوم في النوازل السياسية إلى الحركيين والمتكوِّنين على موائد المجلات ووسائل الإعلام والمتخرِّجين من خلايا المخيَّمات ـ مهما زعموا أنهم متحرِّرون من قيود غابر المذاهب أو متضلِّعون بأسرار ما يعاصرون من المذاهب ـ مصادمٌ لهذه النصوص التي أوردتُها عن هؤلاء الأعلام، وأن المعمَّمين من مقلِّدة المذاهب غير داخلين في قول ابن القيّم: ( الذين يسوغ استفتاؤهم ويتأدَّى بهم فرض الاجتهاد ...) مهما ( تَدَكْتَرُوا )؛ لأنَّ المقلِّد غير المجتهد، بل المقلّد هو الجاهل! كما هو معلوم من كتب أصول الفقه؛ قال الخطيب البغدادي: " ... حتى يجد طريقاً إلى العلم بأحكام النوازل وتمييز الحقّ من الباطل، فهذا ما لا مندوحة للمفتي عنه، ولا يجوز له الإخلال بشيء منه "([8]).
ولهذا كان مِنَ الأهمية بمكان أن يُمَيِّز طالبُ العلم أهلَ الفتوى في هذا الميدان مِن غيرهم ممّن تسوّروا المحراب، أو دخلوه من غير هذا الباب؛ فقد كان سلفُنا الصالح على دراية تامَّة بذلك؛ قال أبو حاتم الرازي ـ رحمه الله ـ:
" مذهبنا واختيارنا اتِّباعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتَّابعين ومَن بعدهم بإحسانٍ ... ولزوم الكتاب والسنة والذَّبّ عن الأئمّة المتَّبِعة لآثار السلف، واختيار ما اختاره أهلُ السنة من الأئمة في الأمصار، مثل مالك بن أنس في المدينة، والأوزاعي بالشّام، والليث بن سعد بمصر، وسفيان الثوري وحمّاد بن زيد بالعراق، مِنَ الحوادث ممَّا لا يوجد فيه رواية عن النبيّ صلى الله عليه وسلم والصحابة والتَّابعين، وتَرْك رأي المُلَبِّسين المُمَوِّهين المزخرفين الممخرِقين الكذَّابين!" ([9]).
إذاً فقد بان لذي بصيرة الطّالب للحقّ مَن يسوغ استفتاؤه في هذا.
فمالكم ـ يا شباب الإسلام! ـ تتهافتون على السياسة، وتهوي إليها أفئدتكم، وتأتون مجالسها من كل فجٍّ عميق، كأنها لكم! ولعل رجالها لم يخلقوا بعد في أوساطكم؟! فأولى لكم: تعلُّم ما في الكتاب والسنة مما تقدرون عليه ويجب عليكم أو يُستحب؛ لأنه أثبت لاستقامتكم وأضمن لوصولكم إلى ما قفزتم إليه الآن، قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً}.
--------------------------------
([1]) عند أبي عبيد في فضائل القرآن ص (53): " ثمّ ملّوا ملّة أخرى ".
([2]) رواه البزار كما في (( البحر الزخار )) (1152) و(1153) و أبو يعلى (740) وابن حبان (1746) والحاكم (2/345) وابن جرير في (( تفسيره )) (12/90ـ مختصرا ) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال ابن حجر في المطالب العالية (3/343):
" حديث حسن "، وكذا ابن تيمية في مجموع الفتاوى (17/40) عازياً الرّواية إلى ابن أبي حاتم، وهي عنده برقمي (11323) و(11325ـ الطيّب )، وكذلك صحّحه دون آية الحديد الشيخ مقبل الوادعي في الصّحيح المسند من أسباب النّزول ص (88).
([3]) إعلام الموقعين (4/212).
([4]) قال الشيخ بكر أبو زيد: " يراد بالنوازل: الوقائع والمسائل المستجدة والحادثة المشهورة بلسان العصر باسم النظريات والظواهر "، فقه النوازل (1/8).
([5]) رواه أبو داود وهو صحيح.
(*) الكلام هاهنا للشيخ عبد المالك رمضاني في كتابه(مدارك النظر....)
([6]) الأحكام السلطانية ص (6).
([7]) الاعتصام (1/361).
([8]) (( الفقيه والمتفقه )) (2/330).
([9]) ذكره عنه اللالكائي في (( شرح أصول الاعتقاد )) (323).

الحضني28
2012-04-16, 14:10
لماذا كل هذه النقولات أخي الكريم ...كل الردود لبشر وبنو آدم خطاؤون
أنت تنقل عن شيوخ والآخرون عن شيوخ والكل عن الكتاب والسنة
فلماذا هذه الفوضى ورمي الاخرين بالخطأ المطلق والادعاء بأن شيوخك الأصح؟
هذا يدخل في عدم احترام الآخر
هون عليك ياأخي ولا تتعب نفسك بكل هذه النقولات فهي معلومة عند غيرك ومطلعون عليها

جمال البليدي
2012-04-18, 09:52
وفي الختام أقول(*):

إن هؤلاء الحزبيين سيجرون وراء المخطط الذي رسمه لهم أعداء الإسلام جاهلين أو متجاهلين تلك الأدلة والتحذيرات والنصائح , ولن يجنوا من ورائه إلا مزيدا من الانحراف والتفرق والبعد عن مبادئ الإسلام وأحكامه,وقد أصبحوا لعبة في أيدي السياسيين الديمقراطيين يدفعونهم إلى السقوط والانحراف في كل وقت وحين , وليس هذا الكلام تكهنا منا أو ادعائا للعلم , وإنما هو التاريخ من قرأه اعتبر,والسعيد من وُعِظ بغيره, والشقي من وُعِظ بنفسه, وفي كلام علي رضي الله عنه: (واستدل بما كان على ما لم يكن فإن الأمور اشتباه).

[فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ] غافر44.

----------------------------------------------------------------------

(*) من كلام الشيخ محمد بن عبد العليم آل ماضي في كتابه "الانتخابات الديمقراطية في ميزان الشريعة الإسلامية".

ابو در الشمالي
2012-04-18, 10:15
سؤال هل يجوز لك الكلام والطعن في الاخوان وهم غدوا اصحاب الحكم والشرعية ولاة امور حسب تعريفكم انتم وحرام عليك الكلام والطعن في حاكم علماني اسال نفسك هل انت ترد لله على الاخوان ان كان كدالك لما لم نقرا لك ردا على اي نظام واي حاكم رغم ان اكثرهم علمانيين وملاحدة سبحان الله عداوتهم للاهل الاسلام حقا المرجئة هم الخوراج لولئك خرجوا بالسيف على رقاب المسلمين وانتم بالسنتكم على اخوانكم عفوا اعدائكم


ردكم على سيد قطب رحمه وحسن البنا ليس للانهم لهم اخطاء فقد فصل الشيخ الالباني رحمه والشيخ ابن جبرين والشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي والشيخ بكر زيد والشيخ ابن قعود والشيخ ابن باز الامر فكيف بكم تحيون كلام في غير محله

سؤال لما تتكلم عهن الاخوان كانك تتكلم على فرقة ضالة وتسكت على الانظمة التي غيرت الشرع وقتلت ونهبت وافسدت الدين اجبني ان كنت تعي ما تقول فكل كلامك نقول وجمع كلام شكرا على حسن السماع وانتظر جوابك

جمال البليدي
2012-04-18, 10:27
◘المراجع المعتمدة في هذا البحث:

تنوير الظلمات بكشف مفاسد الانتخابات للشيخ محمد بن عبد الله الإمام (http://www.olamayemen.net/Default_ar.aspx?ID=409)

بداية الانحراف ونهايته للشيخ محمد بن عبد الله الإمام (http://sh-emam.net/play-504.html)

الحزبية الممقوتة للشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم (http://www.burjes.com/burjes_article009.php)


إسعاف أولي الألباب بما في الانتخابات من مفاسد و أضرار و أتعاب للشيخ حسن بن قاسم الريمي (http://samuderailmu.googlepages.com/IsaafUulilAlbaab.DOC)

الانتخابات الديموقراطية فى ميزان الشريعة الإسلامية للشيخ محمد بن عبد العليم آل ماضي (http://darassalaf.com/alant5abat.pdf)

القول الحق المبين في حرمة الأحزاب والانتخابات والرد على شبه المجيزين وهل تغير المنهج السلفي؟! بحث من إعداد:طلبة الشيخ عادل الشوربجي (http://ia600805.us.archive.org/6/items/AlqawlulHakulMobeen/AlqawlulHakulMobeen.pdf)

تبصير الأحباب بحكم المشاركة في الانتخاب للأخ محمد عبد الحي (http://www.archive.org/download/TabseerulA7bab/TabseerulA7bab.pdf)

الردود السلفية على شُبه مجيزي الانتخابات الطاغوتية من أجوبة العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله (http://islamancient.com/play.php?catsmktba=101339)

بيان تحريم الانتخابات وحكم انتخاب الأصلح في المدلهمات مناقشة مع عبد الحميد الحجوري بقلم : شيخنا أبى عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري (http://www.albaidha.net/vb/attachment.php?attachmentid=812&d=1299624590)

الخلافة الإسلامية بين نظم الحكم المعاصرة للدكتور جمال المراكبي (http://almarakby.com/web/play-261.html)

أهل الحل والعقد(صفاتهم ووظائفهم) للدكتور عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي (http://www.alukah.net/Books/Files/Book_1864/BookFile/ahl%20al%20hal%20waalakkd.rar)

وقفة مع الذين يستدلون بفتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الانتخابات للأخ رائد آل طاهر (http://www.sahab.net/forums/index.php?app=core&module=attach&section=attach&attach_id=445)

(http://islamancient.com/play.php?catsmktba=101339)نظرات في مسألة الانتخابات للأخ رائد آل طاهر (http://www.sahab.net/forums/index.php?app=core&module=attach&section=attach&attach_id=446)

النصر العزيز على الرد الوجيز حوار مع عبدالرحمن عبدالخالق للعلامة المجاهد ربيع ين هادي المدخلي (http://www.rabee.net/show_des.aspx?pid=1&id=3&gid=)

مدارك النظر في السياسة بين التطبيقات الشرعية والانفعالات الحماسية للشيخ عبد المالك رمضاني (http://islamancient.com/ressources/docs/106.doc)

من السياسة ترك السياسة للشيخ سمير المبحوح (http://www.islamup.com/download.php?id=148283)

(http://www.islamup.com/download.php?id=129205) خطبة شبهات حول دخول البرلمانات - الشيخ محمد سعيد رسلان (مفرغة) (http://www.islamup.com/download.php?id=129205)

[ الرد على شُبهة: لمَن نتركُ الساحة -اليوم-؟! هل نتركها للعَلمانيين والليبراليين؟!! ] لفضيلة الشيخ هشام البيلي -حفظه الله- (http://www.ahl-elathar.net/vb/showthread.php?t=6121)

رد على شبهة [العلماء أفتوا بجواز المشاركة البرلمانية] - لفضيلة الشيخ هشام البيلي (http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=15612&stc=1&d=1320497254)


إنتصار الحق للعلامة السعدي رحمه الله (http://www.islamhouse.com/pr/2161)

الصواعق الرعود على من ربط بين السلفية والسعودية وآل سعود لكاتب هذه السطور غفر الله له (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=484246)

المدارج في كشف شبهات الخوارج للشيخ أحمد بازمول (http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=1622&d=1253022219)

صد العدوان ورد البهتان على من قال: أنتم علماء سلطان لكاتب هذه السطور غفر الله له (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=815665)

محمد جديدي التبسي
2012-04-18, 12:05
بارك الله فيك أخي العزيز جمال
جزاك الله خيرا على ما تقدمه
وفقك الله وسدّد خطاك أخي الفاضل

طارق المتيجي
2012-04-18, 13:07
◘المراجع المعتمدة في هذا البحث:

تنوير الظلمات بكشف مفاسد الانتخابات للشيخ محمد بن عبد الله الإمام (http://www.olamayemen.net/default_ar.aspx?id=409)

بداية الانحراف ونهايته للشيخ محمد بن عبد الله الإمام (http://sh-emam.net/play-504.html)

الحزبية الممقوتة للشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم (http://www.burjes.com/burjes_article009.php)


إسعاف أولي الألباب بما في الانتخابات من مفاسد و أضرار و أتعاب للشيخ حسن بن قاسم الريمي (http://samuderailmu.googlepages.com/isaafuulilalbaab.doc)

الانتخابات الديموقراطية فى ميزان الشريعة الإسلامية للشيخ محمد بن عبد العليم آل ماضي (http://darassalaf.com/alant5abat.pdf)

القول الحق المبين في حرمة الأحزاب والانتخابات والرد على شبه المجيزين وهل تغير المنهج السلفي؟! بحث من إعداد:طلبة الشيخ عادل الشوربجي (http://ia600805.us.archive.org/6/items/alqawlulhakulmobeen/alqawlulhakulmobeen.pdf)

تبصير الأحباب بحكم المشاركة في الانتخاب للأخ محمد عبد الحي (http://www.archive.org/download/tabseerula7bab/tabseerula7bab.pdf)

الردود السلفية على شُبه مجيزي الانتخابات الطاغوتية من أجوبة العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله (http://islamancient.com/play.php?catsmktba=101339)

بيان تحريم الانتخابات وحكم انتخاب الأصلح في المدلهمات مناقشة مع عبد الحميد الحجوري بقلم : شيخنا أبى عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري (http://www.albaidha.net/vb/attachment.php?attachmentid=812&d=1299624590)

الخلافة الإسلامية بين نظم الحكم المعاصرة للدكتور جمال المراكبي (http://almarakby.com/web/play-261.html)

أهل الحل والعقد(صفاتهم ووظائفهم) للدكتور عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي (http://www.alukah.net/books/files/book_1864/bookfile/ahl%20al%20hal%20waalakkd.rar)

وقفة مع الذين يستدلون بفتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الانتخابات للأخ رائد آل طاهر (http://www.sahab.net/forums/index.php?app=core&module=attach&section=attach&attach_id=445)

(http://islamancient.com/play.php?catsmktba=101339)نظرات في مسألة الانتخابات للأخ رائد آل طاهر (http://www.sahab.net/forums/index.php?app=core&module=attach&section=attach&attach_id=446)

النصر العزيز على الرد الوجيز حوار مع عبدالرحمن عبدالخالق للعلامة المجاهد ربيع ين هادي المدخلي (http://www.rabee.net/show_des.aspx?pid=1&id=3&gid=)

مدارك النظر في السياسة بين التطبيقات الشرعية والانفعالات الحماسية للشيخ عبد المالك رمضاني (http://islamancient.com/ressources/docs/106.doc)

من السياسة ترك السياسة للشيخ سمير المبحوح (http://www.islamup.com/download.php?id=148283)

(http://www.islamup.com/download.php?id=129205) خطبة شبهات حول دخول البرلمانات - الشيخ محمد سعيد رسلان (مفرغة) (http://www.islamup.com/download.php?id=129205)

[ الرد على شُبهة: لمَن نتركُ الساحة -اليوم-؟! هل نتركها للعَلمانيين والليبراليين؟!! ] لفضيلة الشيخ هشام البيلي -حفظه الله- (http://www.ahl-elathar.net/vb/showthread.php?t=6121)

رد على شبهة [العلماء أفتوا بجواز المشاركة البرلمانية] - لفضيلة الشيخ هشام البيلي (http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=15612&stc=1&d=1320497254)


إنتصار الحق للعلامة السعدي رحمه الله (http://www.islamhouse.com/pr/2161)

الصواعق الرعود على من ربط بين السلفية والسعودية وآل سعود لكاتب هذه السطور غفر الله له (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=484246)

المدارج في كشف شبهات الخوارج للشيخ أحمد بازمول (http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=1622&d=1253022219)

صد العدوان ورد البهتان على من قال: أنتم علماء سلطان لكاتب هذه السطور غفر الله له (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=815665)




بارك الله في جهودك ، وأثابك الله ، لكن :


(( كن على يقين أنها تبقى أراء لأشخاص ، غير منزهين من الخطأ ، إذ الكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا المصطفى


الحبيب -صلى الله عليه وسلم ))


(( ويوجد كذاك أشخاص آخرون لهم من العلم والرأي السديد من يأتيك بأراء مخالفة ، ولهم بذلك حججهم وبراهينهم


من شريعتنا الغراء ))

ريحانة الجزائرية
2012-04-18, 15:13
بارك الله فيك اخي في الله
على ما تقدمه من فوائد مثمرة
وقيمة

جمال البليدي
2012-04-25, 10:22
1-الفقه مذاهب وكذالك حركة التغيير

2-إدعاء بدون بينة

3- إدعاء بدون بينة
4-إدعاء بدون بينة
5-إدعاء بدون بينة
6-إدعاء بدون بينة
7-لا توجد رقم ٧
8-إدعاء بدون بينة

9-إدعاء بدون بينة

10-إدعاء بدون بينة
لا أكمل, الخلاصة:إدعاء بدون بينة .






الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

بداية يعلم الله أنني في ضيق من وقتي لهذا لا أستطيع متابعة كل التعليقات والرد عليها وإلا فليس من عادتي ترك مناقشة إخواني الأفاضل لكنني أعتب عليك هذا الاستعجال منك -ومن غيرك- في دعواك لي للمناقشة ....
أما قولك عن علامات الحزبيين التي ذكرتها لك أنها مجرد ادعاءا بلا بينة فالبينة أوضح من الشمس فما من علامة ذكرتها لك إلا وتنطبق على المتحزبين فعلامة الفرقة بينهم لا ينكرها أحد ويمكنك أن تطلع على تفرقهم في القنوات إلى أحزاب كثيرة بعد أن كانوا حزبا واحدا ناهيك عن تبادل الاتهامات فيما بينهم ...أما عن علامة بعدهم عن كتب السلف فهذه من أكبر علامات الإخوان فانظر مثلا إلى كتب سيد قطب والبنا ستجدها مليئة بالبدع العقائدية والشطحات الصوفية والجهمية والاعتزالية , وهذا دليل على بعدهم عن منهج السلف أما عن تسترهم ببعض العلماء فانظر إلى مسارعتهم في نشر فتاوى العثيمين والألباني في الانتخابات ؟ رغم أنهم لا يأخذون بفتاويهم في مسألة المظاهرات ! أما عن التكفير فكتب سيد قطب وأشرطة العودة مليئة بها فهل يخفى القمر!!!! وأما رمي أهل السنة بأنهم جامية أو مدخلية أو وهابية فهذا أمر معلوم تاريخيا وواقعيا فأغلب الجرائد تتناول مقالات لبعض المحسوبين على الإسلام فيها لمز أهل السنة السلفيين بتلك الألقاب المنفرة في حين يلقبون الخوارج التكفيريين بالسلفيين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
وبخصوص علامة طعنهم في علماء السنة فهذه علامة ظاهرة بادية على كل حزبي فانظر إن شئت إلى كتب محمد قطب المليئة بالسخرية من علماء سنة ورميهم بعلماء البلاط بل انظر إلى مقالات الجهمي شمس الدين بوربي في جريدة الدمار عفوا النهار وانظر إلى محاضرات قناة الجزيرة كيف يرمون علماء السنة بأنهم وهابية وأنهم آل سعود بل لا تذهب بعيدا بل انظر إلى مشاركات بعض الموالين للأحزاب في هذا المنتدى سترى الكذب والبهت ورمي الأبرياء وقلب حقائق!!!! فلست أدري كيف تطالبني بالبينة رغم وضوحها؟!
هذه العلامات التي ذكرت لك بعضها تعد حقائق لا يمكنك إنكارها لأنها من بديهيات التحزب!!!!!!!!!

أما قولك:

1-الفقه مذاهب وكذالك حركة التغيير

فلست أدري ما دخل هذا في التحزب؟ هل أئمة المذاهب كالإمام مالك وأحمد والشافعي وأبو حنيفة كانوا أحزابا؟ كلا ورب الكعبة بل لم يظهر التمذهب العصبي المتخلف إلا بعد موت الأئمة رحمهم الله ولو كانوا أحياءا لما رضوا بذلك أبدا لأنهم أول من حارب التعصب والتحزب سواء كان تحزبا دينيا مذهبيا أو تحزبا سياسيا!.
وبخصوص التغيير فلسنا ضد التغيير فنرجوا منكم الانصاف وعدم تحويل موطن النزاع إلى موطن خداع... كلنا مع التغيير لكن التغيير على طريقة من؟ أ على الطريقة الإفرنجية الديمقراطية أم على الطريقة النبوية السلفية؟!

هشام 12
2012-04-25, 10:37
وفقك الله أخي جمال

جمال البليدي
2012-04-25, 11:31
[/quote]


هدم أدلة البليدي لهدف ترشيدي

أرشدني الله وإياك إلى طاعته باتباع دينه على نهج نبيه عليه الصلاة والسلام
القاعدة الأولى : قولهم: (نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).






حرفت القاعدة و جعلت العذر يشمل البدع و ضلالات ثم إنطلقت تدلل و كان الأحري بك أن لا تفتري على القوم فإنهم يقصدون أن يعذر بعضنا البعض في الأمور المختلف فيها بين العلماء الثقات وليس أصحاب البدع و ضلالات.

كلا لست أنا من حرف القاعدة بل أنت من خصصتها دون دليل فجعلت العذر خاصا فقط بالأمور الخلافية الاجتهادية فالقاعدة لا يوجد فيها تخصيص فتبقى على إطلاقها فمن أين لك التخصيص!
وواقع الإخوان المسلمين يخالف هذا التخصيص فهم يعذرون بعضهم بعضا في البدع-إلا إذا كان الأمر يتعلق بالكرسي فهنا لا عذر ولا هم يحزنون- فالواقع يكذب قولك جملة وتفصيلا فقد تعانوا مع النصارى في الانتخابات الأخيرة في مصر بل أدرجوا بعض النصارى في قوائمهم بل تحزبهم قائم على هذه القاعدة التي تهدم الولاء والبراء لأنها دعوة حزبية حركية انتخابية هدفها جمع أصوات الناس بغض النظر عن عقائدهم لهذا يسعون إلى إرضاء كل الناس فوجدوا هذه القاعدة التي تجمع في صفهم حتى الملحد والبوذي! ألم تسمع بذاك الرجل التافه الذي رشح نفسه للرئاسة في مصر كيف أعطى الحق للنصراني أن يتهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالكذب؟!.



لي عودة إن شاء الله لاستكمال المحاورة.

aboumoadh
2012-04-25, 16:26
[/center]

أرشدني الله وإياك إلى طاعته باتباع دينه على نهج نبيه عليه الصلاة والسلام
[/right]

كلا لست أنا من حرف القاعدة بل أنت من خصصتها دون دليل فجعلت العذر خاصا فقط بالأمور الخلافية الاجتهادية فالقاعدة لا يوجد فيها تخصيص فتبقى على إطلاقها فمن أين لك التخصيص!
وواقع الإخوان المسلمين يخالف هذا التخصيص فهم يعذرون بعضهم بعضا في البدع-إلا إذا كان الأمر يتعلق بالكرسي فهنا لا عذر ولا هم يحزنون- فالواقع يكذب قولك جملة وتفصيلا فقد تعانوا مع النصارى في الانتخابات الأخيرة في مصر بل أدرجوا بعض النصارى في قوائمهم بل تحزبهم قائم على هذه القاعدة التي تهدم الولاء والبراء لأنها دعوة حزبية حركية انتخابية هدفها جمع أصوات الناس بغض النظر عن عقائدهم لهذا يسعون إلى إرضاء كل الناس فوجدوا هذه القاعدة التي تجمع في صفهم حتى الملحد والبوذي! ألم تسمع بذاك الرجل التافه الذي رشح نفسه للرئاسة في مصر كيف أعطى الحق للنصراني أن يتهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالكذب؟!.



لي عودة إن شاء الله لاستكمال المحاورة.

برهن أنهم يعذرون أهل البدع .
طبعا عندما نتكلم عن البدع نتكلم عن البدع المتفق عليها بالإجماع دون الإستثناء
ما ذكرت من تعاونهم مع نصارى إن صح الخبر فهذا ليس محرم
أين العيب و الإثم إذا تعاونت مع نصراني لتطوير بلدي
إقرأ التاريخ فقد وصل أهل الذمة إلى مرتبة الوزارة و لا أحد عاب على الحكام

جمال البليدي
2012-04-29, 11:13
برهن أنهم يعذرون أهل البدع .

بل أنت من عليه أن يبرهن العكس لأن قاعدة(نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) قاعدة عامة تشمل البدع وغيرها إلا أن يأتي تخصيص .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل .
ويرُاعون أيضاً الألفاظ الشرعية ، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا. ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه.
ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا ، وقالو : إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلا بباطل" ..

فقاعدة المعذرة والتعاون يشملها كلام ابن تيمية رحمه الله فهي من الألفاظ المجملة الغير المنظبطة فوجب التحذير منها ولو أن صاحبها قيدها بقيد شرعي لما رد عليه أهل العلم والسنة. هذا من جهة.
ومن جهة أخرى: واقع الإخوان المسلمين مع أهل البدع كالرافضة والصوفية بل وحتى النصارى يشهد بذلك فهم أول من نادى بالتقريب بين السنة والشيعة الرافضة وقد كان هذا التقريب سبب في انتشار الرفض في المغرب العربي خصوصا والوطن الإسلامي والعربي عموما أما عذرهم لباقي أهل البدع فانظر دفاعهم المستميت عن أقطابهم الخوارج والصوفيين كسيد قطب والجفري .
فهذا علي بن حاج يُفْتي بقتل آلاف من المسلمين وبتشريد بقيتهم ويُرَوِّع بلداً آمناً، ويقول ما يقول من الإشادة بالمذهب الديمقراطي وغير ذلك ، مع ذلك فلا ينتقده ـ عندهم ـ إلا عميلٌ!!
ـ ويطعن من قَبْله سيّدُ قطب في بعض أنبياء الله تعالى، ويطعن في جمع من الصحابة المشهود لهم بالجنة، ويرى السياسة الشرعية متمثلة في المذهب الاشتراكي الغالي، وغيرها من الدواهي التي بيَّنها الشيخ ربيع المدخلي في كتبه الأخيرة، وقد قال الألباني: " حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر: الشيخ ربيع "، وهذه شهادة من متخصِّص!
ـ ويجيء الترابي بدولة الإسلام المزعومة في السودان ليُنظِّم مؤتمرات لوحدة الأديان وليُشِيد بدين القبوريين وليُشَيِّد عددا كبيرا من الكنائس ما كانت تحلم به أيُّ دولة علمانية من قبله.
ـ ويقوم للأفغان كيان في دولتهم، فلا يغيِّرون من دين القبورية والخرافة شيئا! بل يقتلون أهل التوحيد دفاعا عن طواغيتها! وما مؤامرتهم على ولاية كنر الإسلامية عنا ببعيد! مع أن هذه القرية هي الوحيدة في أفغانستان التي أقيم للتوحيد فيها صرحه، وتقام فيها الصلاة أحسن إقامة وكذا الحدود الشرعية، ولا تُعرَف هناك بلدة تُحارَب فيها المخدِّرات مثلها ... فجاءت دولة ( الإخوان ) لا تألوهم خبالاً؛ حتى خربوها واغتالوا أميرها الشيخ السلفي: جميل الرحمن ـ رحمه الله ـ ... فجمعوا بين أكبر الكبائر على الإطلاق وهي: الشرك وقتل النفس بغير حقّ ...
كل هذا وغيره كثير جدا! ولا يضرّ إيمانَهم! ولا يُسقط إمامتَهم!! بل الويل لمن يفكِّر في انتقادهم؛ لأنه يطعن في مصداقية الجهاد!!
طبعا عندما نتكلم عن البدع نتكلم عن البدع المتفق عليها بالإجماع دون الإستثناءمن أين لك هذا الشرط التعجيزي؟ هذا الشرط هدفه محاربة السنة وإماتتها فما من مبتدع إلا وله أنصار يدافعون عنه فيستحيل وقوع الإجماع؟! فالبدعة كما عرفها العلماء هي مالا أصل له في الشرع سواء اجمعت الأمة عليها أم لا لأن إجماع الأمة في ذلك أمر مستحيل ! !!!!
ثم ماذا تقصد بقولك(الإجماع دون الاستثناء))؟ !!!!! iهل نستثني المبتدع أم لا؟! إن كنت تقصد بذلك إجماع أهل السنة فهذا فيه تفصيل فالإجماع لا يعني عدم وجود المخالف-حتى لو كان المخالف عالما سنيا- كما يظن البعض وإلا لأبحنا الكثير من البدع والمنكرات تحت هذه الذريعة!!!! فقد يجتمع العلماء في زمن من الأزمان ثم يأتي بعدهم عالما سنيا ويخالفهم فهل نلغي الإجماع.
على كل حال هذا الباب قد يطول فيه النقاش لكنني أتقدم إليكم بفائدة إن فهمتها لن تقع في هذا الخلط بإذن الله ألا وهي:
الإجماع تقوم حجيته على جناحين:
الأول: أن الأمة لا تجتمع في زمن من الأزمان على ضلالة (لن تجتمع أمتي على ضلالة) حديث صحيح.
الثاني: لا يخلوا زمان من ناطق بالحق لأن الله تكفل بحفظ هذا الدين .

لو فهمت هذه القاعدة ستفهم معنى حجية الإجماع أخي الحبيب .(1)


ما ذكرت من تعاونهم مع نصارى إن صح الخبر فهذا ليس محرم
أين العيب و الإثم إذا تعاونت مع نصراني لتطوير بلدي
إقرأ التاريخ فقد وصل أهل الذمة إلى مرتبة الوزارة و لا أحد عاب على الحكام


1-الخبر مؤكد أخي الحبيب واسأل أدعياء فقه الواقع فترشح النصارى في قوائم الإخوان خبر متداول هذه الأيام .
2-قياسك وصول أهل الذمة إلى مرتبة الوزارة في بعض الأزمان السالفة على ترشيح النصارى في البرلمان قياس فاسد لأنالوزارة سلطة تنفيذية والبرلمان سلطة تشريعية فلا يجوز أبدا أن يتولى الكافر سلطة تشريعية تشرع للمسلمين أمور دينهم ودنياهم بل لا يجوز ذلك للمسلم العامي فضلا عن الكافر إنما هذا من اختصاص الراسخين في العلم فقط أو ما يمسى بأهل الحل والعقد أو أهل الشورى. وقد سبق وبينت في هذا البحث علاماتهم ووظائفهم وكيفية التعرف عليهم وتعيينهم فلا داعي للتكرار.

هذا وأشكرك على حسن الكلام والإنصاف الذي رأيته منك في الكثير من مداخالاتك -إلا في مشاركة واحدة لعلها زلة قلم منك لن أذكرها الآن-.

---------------
(1) للمزيد أنصح بكتاب"الرد على القرضاوي والجديع" للشيخ عبد الله بن موسى فقد أتى صاحبه بقواعد فقهية مهمة في هذا الباب ورد على بعض الإشكالات التي قد تصادف طالب العلم فجزاه الله خيرا.

الحضني28
2012-05-01, 09:09
جزاكم الله خير على الموضوع الموثق بالبراهين الساطعة
..تفقهوا ياعبدالله ويا امة في دينكم الى متى سيضل يتلعب بنا هؤلاء الضالين تريدون ان يخرج لنا بهم قرآن اونبي حتى تعلموا انهم على ضلاله الم تكفي البراهين والحجج التي ينشره اهل السنه من كتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تبين ضلالهم وانحرافهم ملؤ الدنيا تحذير وبيان وارشاد انظروا رسالة اقوال اهل العلم فيهم
قال الله تعالى(*وإن تطع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله*الانعام.
وقال سبحانه وتعالى(*قل يايها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل**هود)
ناديت لو اسمعت حيا



ولكن لاحياة لم تنادي
لو انك نفخت في نارا اضأت



ولكنك تنفخ في رمادي.
الحمدلله الهادي الى الحق
أين البراهين والحجج؟ هذه اجتهادات بشرية لفهم النصوص قد تكون صحيحة وقد لاتكون
اتقوا الله ياناس وافتحوا عقولكم ولا يجب أن يسفه بعضنا بعضا
الآيات والأحاديث التي اتى بها صاحب الموضوع يعرفها الجميع وليست من عنده والمسلم ليس غبيا ان يحيد عن الصواب
بالسهولة التي عند صاحب الموضوع...أين عقولكم ؟كفانا من كثرة النقل التي ينسي اولها آخرها

الحضني28
2012-05-01, 09:13
بل أنت من عليه أن يبرهن العكس لأن قاعدة(نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) قاعدة عامة تشمل البدع وغيرها إلا أن يأتي تخصيص .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل .
ويرُاعون أيضاً الألفاظ الشرعية ، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا. ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه.
ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا ، وقالو : إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلا بباطل" ..

فقاعدة المعذرة والتعاون يشملها كلام ابن تيمية رحمه الله فهي من الألفاظ المجملة الغير المنظبطة فوجب التحذير منها ولو أن صاحبها قيدها بقيد شرعي لما رد عليه أهل العلم والسنة. هذا من جهة.
ومن جهة أخرى: واقع الإخوان المسلمين مع أهل البدع كالرافضة والصوفية بل وحتى النصارى يشهد بذلك فهم أول من نادى بالتقريب بين السنة والشيعة الرافضة وقد كان هذا التقريب سبب في انتشار الرفض في المغرب العربي خصوصا والوطن الإسلامي والعربي عموما أما عذرهم لباقي أهل البدع فانظر دفاعهم المستميت عن أقطابهم الخوارج والصوفيين كسيد قطب والجفري .
فهذا علي بن حاج يُفْتي بقتل آلاف من المسلمين وبتشريد بقيتهم ويُرَوِّع بلداً آمناً، ويقول ما يقول من الإشادة بالمذهب الديمقراطي وغير ذلك ، مع ذلك فلا ينتقده ـ عندهم ـ إلا عميلٌ!!
ـ ويطعن من قَبْله سيّدُ قطب في بعض أنبياء الله تعالى، ويطعن في جمع من الصحابة المشهود لهم بالجنة، ويرى السياسة الشرعية متمثلة في المذهب الاشتراكي الغالي، وغيرها من الدواهي التي بيَّنها الشيخ ربيع المدخلي في كتبه الأخيرة، وقد قال الألباني: " حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر: الشيخ ربيع "، وهذه شهادة من متخصِّص!
ـ ويجيء الترابي بدولة الإسلام المزعومة في السودان ليُنظِّم مؤتمرات لوحدة الأديان وليُشِيد بدين القبوريين وليُشَيِّد عددا كبيرا من الكنائس ما كانت تحلم به أيُّ دولة علمانية من قبله.
ـ ويقوم للأفغان كيان في دولتهم، فلا يغيِّرون من دين القبورية والخرافة شيئا! بل يقتلون أهل التوحيد دفاعا عن طواغيتها! وما مؤامرتهم على ولاية كنر الإسلامية عنا ببعيد! مع أن هذه القرية هي الوحيدة في أفغانستان التي أقيم للتوحيد فيها صرحه، وتقام فيها الصلاة أحسن إقامة وكذا الحدود الشرعية، ولا تُعرَف هناك بلدة تُحارَب فيها المخدِّرات مثلها ... فجاءت دولة ( الإخوان ) لا تألوهم خبالاً؛ حتى خربوها واغتالوا أميرها الشيخ السلفي: جميل الرحمن ـ رحمه الله ـ ... فجمعوا بين أكبر الكبائر على الإطلاق وهي: الشرك وقتل النفس بغير حقّ ...
كل هذا وغيره كثير جدا! ولا يضرّ إيمانَهم! ولا يُسقط إمامتَهم!! بل الويل لمن يفكِّر في انتقادهم؛ لأنه يطعن في مصداقية الجهاد!!
من أين لك هذا الشرط التعجيزي؟ هذا الشرط هدفه محاربة السنة وإماتتها فما من مبتدع إلا وله أنصار يدافعون عنه فيستحيل وقوع الإجماع؟! فالبدعة كما عرفها العلماء هي مالا أصل له في الشرع سواء اجمعت الأمة عليها أم لا لأن إجماع الأمة في ذلك أمر مستحيل ! !!!!
ثم ماذا تقصد بقولك(الإجماع دون الاستثناء))؟ !!!!! Iهل نستثني المبتدع أم لا؟! إن كنت تقصد بذلك إجماع أهل السنة فهذا فيه تفصيل فالإجماع لا يعني عدم وجود المخالف-حتى لو كان المخالف عالما سنيا- كما يظن البعض وإلا لأبحنا الكثير من البدع والمنكرات تحت هذه الذريعة!!!! فقد يجتمع العلماء في زمن من الأزمان ثم يأتي بعدهم عالما سنيا ويخالفهم فهل نلغي الإجماع.
على كل حال هذا الباب قد يطول فيه النقاش لكنني أتقدم إليكم بفائدة إن فهمتها لن تقع في هذا الخلط بإذن الله ألا وهي:
الإجماع تقوم حجيته على جناحين:
الأول: أن الأمة لا تجتمع في زمن من الأزمان على ضلالة (لن تجتمع أمتي على ضلالة) حديث صحيح.
الثاني: لا يخلوا زمان من ناطق بالحق لأن الله تكفل بحفظ هذا الدين .

لو فهمت هذه القاعدة ستفهم معنى حجية الإجماع أخي الحبيب .(1)




1-الخبر مؤكد أخي الحبيب واسأل أدعياء فقه الواقع فترشح النصارى في قوائم الإخوان خبر متداول هذه الأيام .
2-قياسك وصول أهل الذمة إلى مرتبة الوزارة في بعض الأزمان السالفة على ترشيح النصارى في البرلمان قياس فاسد لأنالوزارة سلطة تنفيذية والبرلمان سلطة تشريعية فلا يجوز أبدا أن يتولى الكافر سلطة تشريعية تشرع للمسلمين أمور دينهم ودنياهم بل لا يجوز ذلك للمسلم العامي فضلا عن الكافر إنما هذا من اختصاص الراسخين في العلم فقط أو ما يمسى بأهل الحل والعقد أو أهل الشورى. وقد سبق وبينت في هذا البحث علاماتهم ووظائفهم وكيفية التعرف عليهم وتعيينهم فلا داعي للتكرار.

هذا وأشكرك على حسن الكلام والإنصاف الذي رأيته منك في الكثير من مداخالاتك -إلا في مشاركة واحدة لعلها زلة قلم منك لن أذكرها الآن-.

---------------
(1) للمزيد أنصح بكتاب"الرد على القرضاوي والجديع" للشيخ عبد الله بن موسى فقد أتى صاحبه بقواعد فقهية مهمة في هذا الباب ورد على بعض الإشكالات التي قد تصادف طالب العلم فجزاه الله خيرا.

وهل قول ابن تيمية رحمه الله هو الدين؟ قوله فهم لنصوص شرعية وليست هي الدين
وفهم النص قد يختلف من عصر إلى آخر لماذا إذن: " وإنا له لحافظون "؟

الحضني28
2012-05-01, 09:20
◘الشبهة الثانية : قولهم أن نبي الله يوسف عليه السلام قد مارس السياسة عند حاكم كافر



ومما احتج به بعض الجهلة لجواز تحزبهم وانتخاباتهم هو دخول نبي الله يوسف عليه السلام في حكومة الملك الكافرة والعمل فيها , والجواب على هذه الشبهة من خمسة أوجه :

◄الوجه الأول : أنَّ الملك هو الذي طلب نبي الله يوسف عليه السلام ليوليه إحدى الولايات التي في حكومته, قال تعالى: [وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ]، فلم يحرص يوسف عليه السلام على الولاية ولم يطلبها بالانتخابات وما شابه!، وإنما اختار يوسف عليه السلام نوع الولاية فحسب فقال: [اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ] خلافا لهؤلاء الحزبيين والحركيين فإنهم هم من طلبوا الإمارة وحرصوا عليها ودخلوا البرلمانات لأجلها ولوو أعناق النصوص لتشريعها.
◄الوجه الثاني : قياس الدخول نبي الله يوسف عليه السلام للوزارة على دخولكم للبرلمان قياد فاسد كاسد وذلك من ناحيتين :
الناحية الأولى : أن الوزارة سلطة تنفيذية والبرلمان سلطة تشريعية !.
وشَتَّان بينهما !فهذا القياسُ حينئذٍ مع الفارق ولا ينطبق. كيف إذ يُقاسُ ما يدعون إليه اليومَ على ما كان عليه يوسف -عليه السلام- والجهة مُنْفَكَّة؟ ! .
لقد كان يوسف -عليه السلام- على رأس الوزارة كان وزيراً كان على خزائن الأرض، و الوزارة سلطةٌ تنفيذية وأما المجالس التشريعية فمجالسٌ وسلطةٌ تشريعية أفهذا كهذا؟! أفلا تعقلون؟! وبين هذه وهذه فروق؛ فالقياسُ هنا لا يصحُّ عند القائلين به.
الناحية الثانية : أن متولِّي الوزارة في تشريعات الديمقراطية وغيرها من القوانين الطاغوتية التي تحكم بغير ما أنزل الله لابدّ أن يحترمَ الدستورَ وأن يُقْسِمَ على احترامه وهو وضعيّ يدين أيضاً له بالولاء والبراء فلا بد لمن دخل في الوزارة أو البرلمان أن يقسم على احترام هذا القانون المخالف للإسلام أما يوسف عليه السلام فحاشاه أن يفعل شيء من ذلك لأنه نبي معصوم قد صرف الله عنه السوء والفحشاء قال تعالى:[كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ] [يوسف:24].
فيوسف -عليه السلام- يقيناً وبنصِ كلام الله مِن عباد الله المخلَصين بل مِن ساداتهم فلا يصح هذا القياس الفاسد الكاسد من كل الوجوه .
◄الوجه الثالث : - أنَّ قبول يوسف عليه السلام لطلب الملك كان بوحي من الله تعالى إليه وليس باجتهاده عليه السلام؛ قال تعالى: [َكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ]، وإذا كان كذلك فعمله معصوم من الزلل والخطأ، وليس الأمر محل اجتهاد فهل أصحاب الأحزاب يوحى إليهم مثله عليه السلام أم أنهم معصومين من موافقة الدستور الذي يقسمون على احترامه والعمل بع؟ !.
فعن محمد بن سيرين: أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين، فقدِم بعشرة آلاف، فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال يا عدوّ الله وعدوّ كتابه؟! فقال أبو هريرة: فقلت: لست بعدوّ الله وعدوّ كتابه! ولكني عدوّ من عاداهما، قال: فمن أين هي لك؟ قلت: خيل نُتجت، وغلّة رقيق لي، وأعطية تتابعت، فنظروا، فوجدوه كما قال، فلما كان بعد ذلك، دعاه عمر ليُولِّيه، فأبى! فقال: تكره العمل وقد طلب العمل من كان خيرا منك: يوسف عليه السلام! فقال: يوسف نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة، وأخشى ثلاثا واثنتين، قال: فهلا قلتَ: خمسا؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، وأقضي بغير حلم، وأن يضرب ظهري، وينزع مالي، ويشتم عرضي " رواه ابن سعد في » الطبقات الكبرى « (4/335)، وفيه أبو هلال الراسبي، وهو ـ وإن كان حديثه لا يُطرَح بالمرّة ـ فقد تابعه أيوب السختياني كما في » السير « للذهبي (2/612)، وبه يصحّ الأثر، والحمد لله.

◄الوجه الرابع : أن نبي الله يوسف عليه السلام أمِن من مضايقات النظام، ومُكِّن للعمل بشريعة الإسلام من الله عز وجل ولهذا قال الله تعالى فيه: [وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ] [يوسف:21]. فهو إذاً تمكينٌ من الله فليس للملك ولا لغيره أن يضره أو أن يعزله؛ لأنه ممكّن من الله بنص كلام الله فلا يمكن للملك حينئذٍ أن يعزله ولا أن يضره حتى وإن خالف أمره حتى ولو خالف حكمه وقضاه فهل الذين يريدون أن يصلوا إلى ما يقيسونه اليوم على ما كان عليه يوسف-عليه السلام- سيكونون كيوسف -عليه السلام- ؟!
يوسف -عليه السلام- تولّى ما تولّى بحصانةٍ حقيقةٍ كاملةٍ من الملك. قال -سبحانه وتعالى:[فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ] [يوسف:54]. فأطلق له حريةَ التصرفِ كاملةً لا نقصَ فيها:[وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ] [يوسف:56]. لا مُعترضَ عليه ولا محاسبَ له ولا رقيبَ على تصرفاته مهما كانت فهل مثلُ ذلك يكون كذلك؟! -:[ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ[ [الأنعام:143].

وقال سبحانه :[كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ]، فلم يكن يحكم فيهم بدين الملك!، بل بدين الله خلافا لمن يدخلون اليوم في البرلمانات فيجعلون الشريعة محل استفتاء تقبل الخطأ والصواب فهؤلاء غير ممكنين بل مقيدين بأغلال الديمقراطية والعلمانية.
◄الوجه الخامس : إنَّ دخول يوسف عليه السلام في الحكومة الكافرة هو من شرع مَنْ قبلنا، فلو كان من سعي وطلب يوسف عليه السلام لما جاز لنا أن نحتج به لأنه قد ورد في شرعنا النهي عن طلب الإمارة أو السعي في تحصيل الولاية كما تقدَّم، وحينها لا يكون شرع مَنْ قبلنا شرعاً لنا بالاتفاق، فكيف ويوسف عليه السلام لم يطلبها؟!، وإنما جاءته من غير مسألة، فمكَّن الله له ورفعه في الأرض.

◄وخلاصة الجواب:

إنه لا يحق لأحد يحرص على الولاية والإمارة أن يستدل بفعل يوسف عليه السلام لأنه في غير محل النزاع، أما مَنْ جاءته الولاية من غير مسألة ولا حرص ولا إرادة لها، ومن غير تحزب ولا مخالفات شرعية، وكان من أهل الكفاءة والأمانة، ورأى من نفسه أنه يُمكن أن يُقلل الشر أو أن ينفع الآخرين فليجتهد بقدر ما يُمكن، والله تعالى يعينه ويوفقه.

هلا تكرمت علينا بآية أوحديث في كيفية الحكم في الاسلام بارك الله فيك أي في كيفية اختيار الحاكم...وتنتهي المشكلة
ياأخي المناوشات بدأت مبكرا على الحكم بين المسلمين الأوائل وأنت تقحم نفسك في هذا الموضوع الخطير وتدعي سهولته وتنكر على المجتهدين اجتهادهم
اتق الله ياأخي

جمال البليدي
2012-05-02, 10:53
وهل قول ابن تيمية رحمه الله هو الدين؟ قوله فهم لنصوص شرعية وليست هي الدين


كلا هذا ليس فهم شيخ الإسلام ابن تيمية وحده فالسلفيين يتقيدون بما كان عليه السلف الصالح(=الصحابة رضي الله عنهم) فهو رحمه الله نقل فهم السلف للنصوص الشرعية في كيفية تعاملهم مع الألفاظ والقواعد المجملة هو التبديع حفاظا على دين الله تعالى من التفلسف والتكلف لهذا قال بعدها: (( ومن هذا القصص المعروفة التي ذكرها الخلال في كتاب " السنة" هو وغيره في مسألة اللفظ والجبر".

أقول:
يشير – رحمه الله تعالى- إلى تبديع أئمة السنة من يقول:" لفظي بالقرآن مخلوق" لأنه يحتمل حقاً وباطلاً، وكذلك لفظ "الجبر" يحتمل حقاً وباطلاً ، وذكر شيخ الإسلام أن الأئمة كالأوزاعي وأحمد بن حنبل ونحوهما قد أنكروه على الطائفتين التي تنفيه والتي تثبته.
وقال رحمه الله:" ويروى إنكار إطلاق "الجبر" عن الزبيدي وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم.
وقال الأوزاعي وأحمد وغيرهما :" من قال جبر فقد اخطأ ومن قال لم يجبر فقد أخطأ بل يقال إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ونحو ذلك .
وقالوا ليس للجبر أصل في الكتاب والسنة وإنما الذي في السنة لفظ – الجبل- لا لفظ الجبر؛ فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأشج عبد القيس:" إن فيك لخلقين يحبهما الله : الحلم والأناة فقال: أخلقين تخلقت بهما أم خلقين جبلت عليهما؟، فقال : " بل جبلت عليهما"، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله".
وقالوا إن لفظ " الجبر" لفظ مجمل.

ثم بين أنه قد يكون باعتبار حقاً وباعتبار باطلاً، وضرب لكل منهما مثالاً.

ثم قال :" فالأئمة منعت من إطلاق القول بإثبات لفظ الجبر أو نفيه، لأنه بدعة يتناول حقاً وباطلاً".)انتهى كلامه-وهو الملون بالأزرق-.
والشاهد أن السلف-كما نقل عنهم ابن تيمية- كانوا يبدعون من يقول بالألفاظ المجملة فكيف بالقواعد المحدثة كقاعدة(نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)) أليس هذا أولى بالتحذير؟!.

ومعلوم أن إجماع السلف من الدين لقوله تعالى(( (والسابقونَ الأولونَ من المهاجرينَ والأنصار والَّذينَ اتبعوهم بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنّاتٍ تجري مِن تحتَها الأنهارُ خالدينَ فيها أبداً ذلكَ الفوزُ العظيمُ) ]التوبةُ: 100[ .
وجه الدلالةِ: أنَّ ربّ البريةِ أثنى على من اتبعَ خيرَ البريّة، فعُلِمَ أنَّهم إذا قالوا قولاً فاتبعَهم متبعٌ، فيجبُ أن يَكونَ محموداً، وأن يستحقَّ الرضوانَ، ولو كانَ اتباعهم لا يتميزُ عن غيِرهم لا يستحقُّ الثناءَ والرضوان .
وفهم النص قد يختلف من عصر إلى آخر لماذا إذن: " وإنا له لحافظون "؟


كلا فكلام ربنا عز وجل لا يتغير فهمه بتغير الزمن أو المكان أبدا !!!! فماكان حقا بالأمس سيبقى حقا إلى آخر الدهر ومن كان باطلا بالأمس سيبقى باطلا إلى آخر دهره لهذا أحالنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى التمسك بفهم الصحابة رضي الله عنهم كما في قوله (إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ)) فنبينا عليه الصلاة والسلام بينا لنا كل شيء
فلسنا بحاجة إلى قواعد محدثة ولا إلى أنظمة مستوردة فلا ديمقراطية ولا استبدادية بل إسلامية.

جمال البليدي
2012-05-02, 10:57
هلا تكرمت علينا بآية أوحديث في كيفية الحكم في الاسلام بارك الله فيك أي في كيفية اختيار الحاكم...وتنتهي المشكلة
ياأخي المناوشات بدأت مبكرا على الحكم بين المسلمين الأوائل وأنت تقحم نفسك في هذا الموضوع الخطير وتدعي سهولته وتنكر على المجتهدين اجتهادهم
اتق الله ياأخي

اللهم اجعلنا من المتقين




المبحث الرابع:كيفية تولي الحكم في الإسلام:

اعلم وفقني الله وإياك؛ أن الإمامة الشرعية تنعقد لصاحبها بطريقتين شرعيتين:ـ
الطريقة الأولى, وهي: الاختيار والبيعة
الطريقة الثانية : وهي : العهد أو «الاستخلاف".
وطريقة غير شرعية وهي : التغلب والقهر.

http://www.al-wed.com/pic-vb/1067.gif


◘الطريقة الأولى : الاختيار والبيعة :


ومعناها : اختيار أهل الحل والعقد من يكون رئيساً، وهذه الطريقة هي الأصل، وهي ثابتة بالسنة والإجماع.

◄من هم أهل الحل والعقد في الاصطلاح الشرعي؟


الجواب: هم مجموعة من خيار المسلمين في الدين والصلاح وحسن الرأي والتدبير من علماء ورؤساء ووجهاء الناس.
قال النووي في شرح مسلم:
(أما البيعة فقد اتفق العلماء على أنه لا يشترط لصحتها مبايعة كل الناس، ولا كل أهل الحل والعقد، وإنما يشترط مبايعة من تيسر إجماعهم من العلماء والرؤساء ووجوه الناس)اهـ.
وهم المشارون بقوله تعالى((وأمرهم شورى بينهم)) ولا يمكن أن يكون الشورى بين جميع أفراد الأمة,فتعين أن يكون بين جماعة تمثل الأمة ويكون رأيها كرأي مجموع أفراد الأمة,وما هؤلاء إلا أهل الحل والعقد.
قال ابن بطال في شرح البخاري في بيعة الصديق:
(ثم بايعه الناس أحسن بيعة وأجملها. فدل هذا الحديث أن القوم لم يبايعوه إلا بعد التشاور والتناظر واتفاق الملأ منهم الذين هم: أهل الحل والعقد على الرضا بإمامته)اهـ.

◄ما هي الشروط التي يجب توافرها في أهل الحل والعقد؟


الجواب كالآتي:
1- الإسلام: فلا يجوز أبداً أن يكون الكافر من أهل الحل والعقد, لأن الله يقول:[ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا]النساء. فلا ولاية للكافر على المسلم أبداً بإجماع العلماء.
2- العقل: لابد أن يكون كل فرد من أهل الحل والعقد عاقلاً، فغير العاقل إما لصغر, أو لزوال عقله, أو لنقصان عقله, لا يجوز أبداً أن يتولى شيئاً من هذا الأمر وأمثاله.
3- الرجولة: فلا يجوز أن يكون في أهل الحل والعقد امرأة، قال تعالى: [الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...] النساء، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)) رواه البخاري.
4- الحرية: يشترط في كل فرد من أفراد الحل والعقد أن يكون حراً, لأن العبد لا يملك نفسه, فهو تحت طاعة سيده.
5- التقوى: وهي هيئة راسخة في النفس, تحمل صاحبها على اجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر, ويُعرف هذا بالاستفاضة والشهرة بين أهل العلم, لثقة المسلمين به, والانقياد له.
6- العلم: يشترط أن يكون عند أهل الحل والعقد من العلم الشرعي ما يجعلهم يعرفون من يستحق الخلافة والرئاسة، فالذي لا يعرف الصفات التي تؤهل فلاناً للخلافة, لا يصلح أن يشارك مع أهل الحل والعقد، وينبغي أن يكون معروفاً بالرأي والحكمة, وأن يكون صاحب خبرة في علمه وفنّه -وإن كان دنيويا-.
7- عدم الانتماء إلى أهل الأهواء: فإذا كان من أفراد أهل الحل والعقد, من ينتمي إلى أهل الأهواء من أصحاب البدع والضلالات فإنه يسعى إلى اختيار من ينصر ما هو عليه من الانحراف, أو يخذل ويروج.
8- البلوغ: أن يكون بالغاً.

◄كيف يُعْرَف أهل الحل والعقد ويُعَيَنُون ؟


الجواب :
يُعْرَفون من خلال صفاتهم – الآنفة الذكر- فمن توافرت فيهم تلك الصفات أصبح تلقائيا من أهل الحل والعقد , يتحمل مسؤولياته ويقوم بها دون تكليف من أي جهة كانت أي أن بعض الأفراد يتدرجون صعدا حسب الصفات التأهيلية, وحسب نظرة كل مجتمع حتى يصلوا إلى درجة الريادة والسيادة في المجتمع.
وإذا كانت أسباب التدرج في المجتمعات الغير المسلمة تنطلق من منطلقات مادية, فإن ذلك يختلف في المجتمع المسلم, فأسباب التدرج والصعود تبدأ بالتقوى والخلق والعلم. ثم رجاحة العقل وسداد الرأي, ثم الخبرة, ثم الشوكة, وهكذا.
والحجة في ذلك ما كان عليه الواقع السياسي في القرون المفضلة.فقد كان التركيب الاجتماعي والسياسي يبرز أهل الحل والعقد في يسر, فقد كان رؤساء الأسر ووجهاء القوم معروفين بأعيانهم في المجتمع المحدود لكل حاضرة كبيرة في الأقطار الإسلامية, كما كان الكبراء معروفين بالشرق والعرب في شتى المجتمعات القديمة والوسطى والحديثة إلى ما قبل شيوع النظام البرلماني.
فأهل الحل والعقد لا يحتاجون إلى أن يُعيِنهم شخص أو فئة لأن علمهم وراجحة عقلهم وخبرتهم وغيرها من الصفات هي التي تعينهم وتفرضهم على المجتمع فإن من يصل إلى درجة التأثير في المجتمع لا بد أن يشتهر أمره وأن يشار إليه بالبنان, ولا سيما أهل العلم فإنهم كما يقول الشوكاني((لا بد أن يرفع الله لهم من الصيت والشهرة ما يعرف به الناس أنهم الطبقة العالية))السيل الجرار4/508.
تنبيه:
أهل الحل والعقد لا يُشترط فيهم عدد معين، ولا يلزم أن يكون كل من يصلح لهذا الأمر موجوداً, ولكن أهل الحل والعقد المعتبر بهم أن يكونوا أهل قدوة وشوكة وأغلب وجهاء الناس.

◄كيف يتم نصب الإمام(الرئيس) وفق هذه الطريقة؟:


• إذا وُجِدَ أكثرُ من واحد يصلح للإمامة والرئاسة, فالمطلوب من أهل الحل والعقد أن يميزوا بين من هو أحق بها بالمواصفات الشرعية، ولهم أن يختاروا من شاءوا بعد هذا التمييز، ومما يجدر التنبيه عليه؛ أنه ينبغي لهم أن يولّوا من هو أنفع وإن لم يكن أفضل, فإن اجتمع في الشخص هذان الوصفان؛ فذلك الكمال الذي يقلّ وجوده، وعليهم أن ينظروا إلى من يكون الناس أسرع انقياداً له, ويراعوا أيضاً أحوال الزمان الذي هم فيه.
يقول الماوردي ((فَإِذَا اجْتَمَعَ أَهْلُ الْعَقْدِ وَالْحَلِّ لِلِاخْتِيَارِ تَصَفَّحُوا أَحْوَالَ أَهْلِ الْإِمَامَةِ الْمَوْجُودَةِ فِيهِمْ شُرُوطُهَا فَقَدَّمُوا لِلْبَيْعَةِ مِنْهُمْ أَكْثَرَهُمْ فَضْلًا وَأَكْمَلَهُمْ شُرُوطًا وَمَنْ يُسْرِعُ النَّاسُ إلَى طَاعَتِهِ وَلَا يَتَوَقَّفُونَ عَنْ بَيْعَتِهِ , فَإِذَا تَعَيَّنَ لَهُمْ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ مَنْ أَدَّاهُمْ الِاجْتِهَادُ إلَى اخْتِيَارِهِ عَرَضُوهَا عَلَيْهِ , فَإِنْ أَجَابَ إلَيْهَا بَايَعُوهُ عَلَيْهَا وَانْعَقَدَتْ بِبَيْعَتِهِمْ لَهُ الْإِمَامَةُ فَلَزِمَ كَافَّةَ الْأُمَّةِ الدُّخُولُ فِي بَيْعَتِهِ وَالِانْقِيَادُ لِطَاعَتِهِ , وَإِنْ امْتَنَعَ مِنْ الْإِمَامَةِ وَلَمْ يُجِبْ إلَيْهَا لَمْ يُجْبَرْ عَلَيْهَا لِأَنَّهَا عَقْدُ مُرَاضَاةٍ وَاخْتِيَارٍ لَا يَدْخُلُهُ إكْرَاهٌ وَلَا إجْبَارٌ , وَعُدِلَ عَنْهُ إلَى مَنْ سِوَاهُ مِنْ مُسْتَحِقِّيهَا .)) الأحكام السلطانية.
فالمبايعة تكون من أهل الحل والعقد فمتى كان ذلك وجب على البقية إتباع أهل الحل والعقد لأنهم فضلاء الأمة وذوي الرأي والمكانة فيها والمتبوعين فيها وهم شركاء-أعني أهل الحل والعقد- للإمام في تحمل الأمانة وأنهم سيحلمون وزره إذا لم يتحروا في اختياره الصواب.
قال العلامة الشوكاني - رحمه الله - ( السيل الجرار 4/513 ) :
« وليس من شرط ثبوت الإمامة أن يُبايعه كل من يصلح للمبايعة , ولا من شرط الطاعة على الرجل أن يكون من جُملة المُبايعين ؛ فإن هذا الاشتراط - في الأمرين - مردودٌ بإجماع المسلمين أوّلهم وآخرهم , سابقهم ولاحقهم . ولكن التحكّم في مسائل الدين وإيقاعها على ما يُطابق الرأي المبنيّ على غير أساسٍ يفعل مثل هذا .
وإذا تقرر لك ما ذكرناه :فهذا الذي قد بايعه أهلُ الحلّ والعقد :قد وجبتْ على أهل القُطر الذي تنفُذُ فيه أوامره ونواهيه طاعته بالأدلة المتواترة » انتهى .


◄ما تصح به البيعة:


1- أن يكون المبايَع له قد توافرت فيه شروط الإمامة.
2- أن يبايعه أهل الحل والعقد.
3- أن يستجيب المتأهِّل للبيعة إذا دُعِيَ لذلك, فإذا امتنع لم تنعقد إمامته.
4- أن تكون البيعة على الكتاب والسنة قولاً وعملاً ظاهراً وباطناً.
ماذا بعد البيعة على المبايِع؟
1- يحرم عليه نكث البيعة, فإنّ نَقْضَهَا كبيرة من كبائر الذنوب، فقد جاء عند الإمام مسلم وغيره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من بايع إماماً, فأعطاه صفقة يده, وثمرة قلبه, فليطعه إن استطاع, فإن جاء آخر ينازعه؛ فاضربوا عنق الآخر)).
2- عليه أن يصبر إن رأى من أميره شيئاً يكرهه، فقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من رأى من أميره شيئاً فكرهه, فليصبر, فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت؛ إلا مات ميتة جاهلية)) رواه البخاري ومسلم.
3- تشرع البيعة من غير أهل الحل والعقد من جماهير الناس ومن عوامهم للأمير المبايَع له من قبل أهل الحل والعقد، وبيعتهم هذه تسمى بيعة الطاعة, وبيعة أهل الحل والعقد هي بيعة الانعقاد والسمع والطاعة.
4- لا يجوز للمبايِع أن يبايع إماماً آخر, كما تقدم.
5- ومن أعمال أهل الحل والعقد: مراقبة الولاة ومحاسبتهم -بالضوابط الشرعية- وخلعهم إذا دعت الحاجة الشرعية لذلك, بشرط أن لا تحدث مفسدة أكبر.
http://www.al-wed.com/pic-vb/1067.gif
◘الطريقة الثانية في اختيار الخليفة, وهي:العهد أو "الاستخلاف".


وصورتها: أن يعهد الخليفة القائم بالإمامة لرجل، وقد اتفق أهل السنة والجماعة على مشروعية هذا الاستخلاف واستندوا في ذلك إلى نصوص من السنة والإجماع وعمل الخلفاء الراشدين, أما السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد, أن يقول القائلون أويتمنى المتمنون, ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون , أو يدفع الله ويأبى المؤمنون) متفق عليه .
وقد عهد أبو بكر رضي الله عنه بالخلافة من بعده إلى عمر رضي الله عنه,وعهد عمر إلى الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض(أنظر ابن سعد الطبقات الكبرى-ج3 ص196.
ولقد أجمع المسلمون على جواز انعقاد الخلافة بهذا الطريق في عهد الصحابة فمن بعدهم, فلم يعرف منهم من أنكر أو خالف ذلك..يقول النووي : وأجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف ...
◄كيف يتم نصب الإمام وفق هذه الطريقة :


هناك خطوات يجب أن تتبع عند نصب الإمام(الرئيس) بناءا على هذه الطريقة-الاستخلاف- وهي كالآتي :
الخطوة الأولى : العهد من الإمام الشرعي القائم إلى من يخلفه في سياسة الأمة بعد وفاته فالخليفة يجوز له أن يختار للمسلمين من يقوم مقامه في تحمل المسؤولية , فهو أمين على مصالح الأمة في دينهم ودنياهم,ينظر لهم ذلك في حياته,ويتبع ذلك أن ينظر لهم بعد مماته.
الخطوة الثانية : أن يقبل المعهود إليه تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه ولا يجوز إجباره في حال رفضه لهذه المسؤولية.
الخطوة الثالثة : أن يوافق أهل الحل والعقد على هذا الاختيار والترشيح فالاستخلاف لا يعني سلب حق أهل الحل والعقد في الاختيار إذ لو رفض أهل الحل والعقد هذا الاستخلاف ولم يقبلوا بالشخص المعهود إليه فلا تنعقد الخلافة , فأبو بكر رضي الله عنه حين أراد استخلاف عمر رضي الله عنه استشار علماء الصحابة فاتفقوا جميعا على أن عمر هو الأجدر للخلافة بعد أبو بكر رضي لله عن الجميع,
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وكذلك عمر صار إماما لما بايعوه وأطاعوه,ولو قدر أنهم لم ينفذوا عهد أبي بكر في عمر لم يصر إماما))المنتقى من منهاج الاعتدال ص 58.

◄شروط صحة الاستخلاف :


1- أن تكون الشروط المطلوبة في الإمام موجودة في المعهود إليه, كالإسلام والحرية والبلوغ والعقل والذكورة والعدالة.
2- أن يقبل المعهود إليه العهد, ويرضى به, فإن امتنع لم تقبل الوصية له بالعهد.
3- أن يكون المعهود إليه حاضراً, أو في حكم الحاضر.
4- أن يكون الإمام قد عهد بهذا العهد, وهو ما يزال إماماً.
5- أن يكون الإمام العاهد قد تشاور مع أهل الحل والعقد, ووافقوه على ذلك بدون إجبار أو إكراه.
6- لا يكون العهد من الإمام لأصوله أو فروعه ، وهذا على الراجح لأمرين:
‌أ- إقتداء بالخلفاء الراشدين، ولو لم يكن في هذا إلا أنه شبهة, لكفى في البعد عنه، ولم يعهد أبو بكر لابنه ولا عمر لابنه وكذا عثمان وكذا علي رضي الله عنهم.
‌ب- أن الإمام مهما يبلغ من التقوى والصلاح والورع فإنه ما يزال بشراً, فيه ميول وغرائز وطبائع ونوازع نحو الخير وأخرى نحو الشر, فهو يخطئ ويصيب, ويذنب ويستغفر, فليس بمعصوم، وقد يجامله بعض أهل الحل والعقد، وقد يتعامل معهم بشيء من الإكراه، فالذي تطمئن إليه النفس الابتعاد عن هذه الشبهة، وأداء الأمانة كاملة. ولا أحسب من عَهِدَ إلى أصوله وفروعه سالماً من غش الأمانة -في غالب الأحوال-.
‌ج- إذا كان هذا الميول يحصل من أهل التقوى, فما بالك بمن يضعف إيمانه, ويقل علمه؟.
‌د- إلى جانب ما سبق ذكره, فقد عُلِمَ أن الغالب على من يعهدون بالإمامة لآبائهم أو أبنائهم وما أشبههم, إنما فعلوا ذلك لدنياهم, وإيثاراً لأنفسهم على دينهم وأمتهم, وفي هذا من الغش للأمة مالا يخفى، وهؤلاء يجعلون منصب الإمامة الذي هو أمر ديني يؤتيه الله من يشاء, وراثة لهم ولأبنائهم.
‌ه- حصر الإمامة والخلافة في ذرية الإمام, وجعلها وراثة لهم يتتابعون عليها, عمل مخالف لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون.
http://www.al-wed.com/pic-vb/1067.gif
◄ الطريقة الغير الشرعية : التغلب والقهر:



وهي أخذ الحكم بالقوة كالثورة والانقلاب, وما أشبه ذلك، فهذه محرمة وهي من أنواع الغدر بل هي من أشر أنواع الغدر لأنها تعتبر من الخروج عن طاعة من أوجب الله على المؤمنين طاعته , وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات, مات ميتة جاهلية, ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعوا إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل, فقتلة جاهلية, ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها, ولا يتحاشى من مؤمنها, ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه)) رواه مسلم في صحيحه.
وقال عليه الصلاة والسلام : (( مَن أتاكُم وأمرُكُم جميعٌ علَى رجُلٍ واحدٍ يُريدُ أنْ يَـشُقَّ عصَاكُم أو يُـفرِّقَ جماعتَـكُم فَـاقْـتُلوهُ كائِـنًا مَن كانَ )) رواه مسلم في صحيحه.
ولكن إذا تغلّب من له القوة, واستتب له الأمر حتى صار إماماً, وجبت له الطاعة فيما لم يكن فيه معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, وعليه إثمه بما فعل من التغلب و القهر للناس, لِما في ذلك من حقن الدّماء وتسكين الدّهماء، ولِما في الخروج عليه من شقّ عصا المسلمين وإراقة دمائهم، وذهاب أموالهم وتسلُّطِ أعداء الإسلام عليهم، قال الإمام أحمد -رحمه الله-: «ومن خرج على إمامٍ من أئمّة المسلمين وقد كان النّاس اجتمعوا عليه وأقرّوا له بالخلافة بأيّ وجهٍ كان بالرّضا أو الغلبة؛ فقد شقّ هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن مات الخارج مات ميتة جاهليّة، ولا يحلّ قتال السّلطان ولا الخروج عليه لأحدٍ من النّاس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السّنّة والطّريق».
وقال الإمام الشافعي رحمه الله : (كل من غلب على الخلافة بالسيف حتى يسمى خليفة ويجتمع الناس عليه فهو خليفة) فتاوى الشافعي للبيهقي ( 1/448(( .
وقد حكى الإجماع على ذلك الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال : (وقد أجمع الفقهاء عَلَى وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لِما فِي ذَلِكَ من حقن الدماء وتسكين الدهماء) الفتح (13/7)
وحكى الإجماع أيضا الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقال : (الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلَّب على بلد أو بلدان ، له حكم الإمام في جميع الأشياء ، ولولا هذا ما استقامت الدنيا ، لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد ، ولا يعرفون أحدًا من العلماء ذكر أن شيئًا من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم ) (الدرر السنية (7/239)) .

قلت : ولايُستغرب من كل هذه الإجماعات , وذلك لأن شريعتنا الغراء قد فرقت بين حال الاختيار وبين حال الإضطرار ففي حال الاختيار يجب الالتزام بتلك الشروط التي سبق ذكرها في الحاكم وطريقة وصوله إلى الحكم أما حال الإضطرار كأن يصل الحاكم إلى الحكم بطرق غير شرعية كالتغلب والقهر أو الانتخابات الطاغوتية فإن المسلمين يجدون أنفسهم مضطرين إلى قبوله مادام مسلما وذلك لأن الخروج عليه يؤدي إلى سفك الدماء وتسلط الأعداء , ولعلنا نشبه ذلك بمسألة أكل لحم الخنزير والميتة إذ لا يجوز أكلها في حال الاختيار أما لو اضطر المرئ إلى ذلك ولم يجد ما يأكله وخاف على صحته فإنه يجوز له الأكل لقوله تعالى: [نَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] [البقرة:173] فالتغلب والقهر والانتخابات حرام , والمتغلب أو المنتخب أو الناخب كل هؤلاء آثمون ظالمون عاصون لكن إثمهم على أنفسهم ولا يجب أن نتخذ إثمهم ذريعة للخروج على هذا المتغلب أو المنتخب إذا استتب له الأمر فشروط انعقاد الإمامة غير شروط الطاعة في الإسلام(1).
قال الإمام النووي - رحمه الله - ( شرحه ، جزء 11 – 12 ، ص 429 ، تحت الحديث السابق ) :
« . . . وتتصور إمامة العبد إذا: ولاّه بعض الأئمة, أو تغلّب على البلاد بشوكته وأتباعه؛ ولا يجوز ابتداء عقد الولاية له مع الاختيار؛ بل شرطها الحرية » انتهى.
قلت : فرَّق الإمام النووي رحمه الله بين حال الاختيار فاشترط الحرية وقال بعدم جواز عقد الولاية على العبد لكنه لم يسقط إمامة هذا العبد إذا وصل إلى الحكم سواء عن طريقة التولية أو التغلب ففرَّق رحمه الله بين حال الاختيار وبين حال الاضطرار , وهذا ما أجمع عليه أهل السنة قاطبة كما تقدم .

ومن خلال هذا العرض, يتضح لك جلياً مدى عناية الإسلام بقضايا الإمامة والولاية على المسلمين. ولقد تحققت هذه الشروط والضوابط في عهد الخلفاء الراشدين, فكان العز والأمان والخير والدين.

-----------------------------
(1) سبق وبينت شروط انعقاد الإمامة وطرقها الشرعية(الاستخلاف-الاختيار والبيعة)), لكن شروط طاعة الحاكم غير شروط انعقاد إمامته وذلك لأن الحاكم لا يصل دائما عن طريق شرعي وحتى لو وصل عن طريق شرعي فقد يحصل منه جور وظلم لهذا فإن الإسلام الحنيف راعى هذه الأمور بما يحفظ للمسلمين دماءهم ومصالحهم الدنيوية والأخروية فشروط طاعة الحاكم هي :
1-أن تكون الطاعة فقط في المعروف لا المعصية لقوله صلى الله عليه وسلم(لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).
2-أن لا يكون كافرا لقول النبي صلى الله عليه وسلم(حتى ترو كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان)).


(http://www.alrbanyon.com/vb/editpost.php?do=editpost&p=25270)

aboumoadh
2012-05-02, 11:51
اللهم اجعلنا من المتقين

كل هذه الأمور نظرية و بقيت نظرية طوال التاريخ الإسلامي إلا في عهد الخلفاء الراشدين و في عهدهم الأمر سهل لأن أهل العقد هم الصحابة و من أفضل منهم بل أي واحد أخذته سيفي بالأمر

أما الآن كيف يختار أهل الحل و العقد واقعيا
هل يقتصر الأمر على علماء الدين فقط و كيف يختار هؤلاء العلماء و لحد الآن هؤلاء العلماء لم يستطيعوا أن يكونوا هيئة تمثلهم و حتي المجلس العالمي لعلماء المسلمين لا يعترف به كل العلماء و من يقرر أن هذا العالم له الحق أن يكون من أهللاالحل و العقد و الآخر لا يمكن له

أمر آخر إذا كنا أنه يجب أن يكون مع العلماء أهل الإقتصاد و الإدارة لكي يساعدوا على إختيار حاكم له علم بالإدارة و الإقتصاد فكيف يختار هؤلاء و من يختارهم?

خذ مثلا الجزائر من تجعل فيها أهل الحل و العقد و على أساس يختارون
و إذا أردت بلدا آخر فافعل

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-05-06, 16:19
بارك الله فيك لرفع

جمال البليدي
2012-05-10, 22:22
تقوللى صوتك أمانة
تقوللى دماغى تعبانة
أقولك ...... لن انتخب.....
لن أنتخب علمانيا يحارب الشريعة....
لن أنتخب من فرق المسلمين و حزيهم.....
لن أنتخب من رشح على قوائمه نصارى......
لن أنتخب من رشح على قوائمه النساء و هو يعلم أن هذا مؤدى الى الخيبة بنص كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم
لن أنتخب من طلب الامارة..... رغم نهى النبى عن توليته
و أن قالوا المهم النية ... أقول لهم و هل نية فلان وعلان أفضل من نية أبى ذر....
لن أنتخب حتى لا أقر بالديمقراطية التى أدين الله أنها ليست من الدين....
لن أنتخب و اسمع لمن يقول أن صوتى شهادة....
ألم يعلم أن الشهادة فى الاسلام تقضى بأن شهادة الرجل تعدلها شهادة امرأتين....
لن انتخب فى نظام يساوى بين صوت العالم و الجاهل .....
لن انتخب فى نظام يساوى بين المسلم و الكافر....
لن أنتخب ... و قولوا عنى ما شئم
لن أنتخب ... لأن الانتخابات مهمة أهل الحل و العقد و انا لست منهم...
لن انتخب و اعتزل كل تلك الفرق كما قال النبى صلى الله عليه وسلم
و الله المستعان

aboumoadh
2012-05-10, 23:19
تقوللى صوتك أمانة
تقوللى دماغى تعبانة
أقولك ...... لن انتخب.....
لن أنتخب علمانيا يحارب الشريعة....
لن أنتخب من فرق المسلمين و حزيهم.....
لن أنتخب من رشح على قوائمه نصارى......
لن أنتخب من رشح على قوائمه النساء و هو يعلم أن هذا مؤدى الى الخيبة بنص كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم
لن أنتخب من طلب الامارة..... رغم نهى النبى عن توليته
و أن قالوا المهم النية ... أقول لهم و هل نية فلان وعلان أفضل من نية أبى ذر....
لن أنتخب حتى لا أقر بالديمقراطية التى أدين الله أنها ليست من الدين....
لن أنتخب و اسمع لمن يقول أن صوتى شهادة....
ألم يعلم أن الشهادة فى الاسلام تقضى بأن شهادة الرجل تعدلها شهادة امرأتين....
لن انتخب فى نظام يساوى بين صوت العالم و الجاهل .....
لن انتخب فى نظام يساوى بين المسلم و الكافر....
لن أنتخب ... و قولوا عنى ما شئم
لن أنتخب ... لأن الانتخابات مهمة أهل الحل و العقد و انا لست منهم...
لن انتخب و اعتزل كل تلك الفرق كما قال النبى صلى الله عليه وسلم
و الله المستعان

لن أنتخب ... لأن الانتخابات مهمة أهل الحل و العقد و انا لست منهم.
أنتظر منذ مدة أن تبين لي من يختار أهل الحل و العقد
أظن ما يسمى " أهل الحل و العقد" خيال
لحد الآن لم يستطع أحد أن يعطني من يختار أهل الحل و العقد؟ مما يتكونون؟

م.عائشة المحمدية
2012-05-11, 15:43
اثــــــــــــابكم الله

جمال البليدي
2012-05-29, 11:58
قال الأخ أبو معاذ:
كل هذه الأمور نظرية و بقيت نظرية طوال التاريخ الإسلامي إلا في عهد الخلفاء الراشدين و في عهدهم الأمر سهل لأن أهل العقد هم الصحابة و من أفضل منهم بل أي واحد أخذته سيفي بالأمر

أما الآن كيف يختار أهل الحل و العقد واقعيا
هل يقتصر الأمر على علماء الدين فقط و كيف يختار هؤلاء العلماء و لحد الآن هؤلاء العلماء لم يستطيعوا أن يكونوا هيئة تمثلهم و حتي المجلس العالمي لعلماء المسلمين لا يعترف به كل العلماء و من يقرر أن هذا العالم له الحق أن يكون من أهللاالحل و العقد و الآخر لا يمكن له

أمر آخر إذا كنا أنه يجب أن يكون مع العلماء أهل الإقتصاد و الإدارة لكي يساعدوا على إختيار حاكم له علم بالإدارة و الإقتصاد فكيف يختار هؤلاء و من يختارهم?

خذ مثلا الجزائر من تجعل فيها أهل الحل و العقد و على أساس يختارون
و إذا أردت بلدا آخر فافعل
وقال:
أنتظر منذ مدة أن تبين لي من يختار أهل الحل و العقد
أظن ما يسمى " أهل الحل و العقد" خيال
لحد الآن لم يستطع أحد أن يعطني من يختار أهل الحل و العقد؟ مما يتكونون؟


قلت : أسئلتك لقد رددت عليها كلها أكثر من مرة في هذا الموضوع وغيره فيا قوم لماذا تكررون نفس الأسئلة القديمة وكأنه ليس لديكم غيرها.

هذا جوابي أكرره للمرة الألف:


◄من هم أهل الحل والعقد في الاصطلاح الشرعي؟







الجواب: هم مجموعة من خيار المسلمين في الدين والصلاح وحسن الرأي والتدبير من علماء ورؤساء ووجهاء الناس.

قال النووي في شرح مسلم:
(أما البيعة فقد اتفق العلماء على أنه لا يشترط لصحتها مبايعة كل الناس، ولا كل أهل الحل والعقد، وإنما يشترط مبايعة من تيسر إجماعهم من العلماء والرؤساء ووجوه الناس)اهـ.
وهم المشارون بقوله تعالى((وأمرهم شورى بينهم)) ولا يمكن أن يكون الشورى بين جميع أفراد الأمة,فتعين أن يكون بين جماعة تمثل الأمة ويكون رأيها كرأي مجموع أفراد الأمة,وما هؤلاء إلا أهل الحل والعقد.
قال ابن بطال في شرح البخاري في بيعة الصديق:
(ثم بايعه الناس أحسن بيعة وأجملها. فدل هذا الحديث أن القوم لم يبايعوه إلا بعد التشاور والتناظر واتفاق الملأ منهم الذين هم: أهل الحل والعقد على الرضا بإمامته)اهـ.

◄ما هي الشروط التي يجب توافرها في أهل الحل والعقد؟




الجواب كالآتي:
1- الإسلام: فلا يجوز أبداً أن يكون الكافر من أهل الحل والعقد, لأن الله يقول:[ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا]النساء. فلا ولاية للكافر على المسلم أبداً بإجماع العلماء.
2- العقل: لابد أن يكون كل فرد من أهل الحل والعقد عاقلاً، فغير العاقل إما لصغر, أو لزوال عقله, أو لنقصان عقله, لا يجوز أبداً أن يتولى شيئاً من هذا الأمر وأمثاله.
3- الرجولة: فلا يجوز أن يكون في أهل الحل والعقد امرأة، قال تعالى: [الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...] النساء، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)) رواه البخاري.
4- الحرية: يشترط في كل فرد من أفراد الحل والعقد أن يكون حراً, لأن العبد لا يملك نفسه, فهو تحت طاعة سيده.
5- التقوى: وهي هيئة راسخة في النفس, تحمل صاحبها على اجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر, ويُعرف هذا بالاستفاضة والشهرة بين أهل العلم, لثقة المسلمين به, والانقياد له.
6- العلم: يشترط أن يكون عند أهل الحل والعقد من العلم الشرعي ما يجعلهم يعرفون من يستحق الخلافة والرئاسة، فالذي لا يعرف الصفات التي تؤهل فلاناً للخلافة, لا يصلح أن يشارك مع أهل الحل والعقد، وينبغي أن يكون معروفاً بالرأي والحكمة, وأن يكون صاحب خبرة في علمه وفنّه -وإن كان دنيويا-.
7- عدم الانتماء إلى أهل الأهواء: فإذا كان من أفراد أهل الحل والعقد, من ينتمي إلى أهل الأهواء من أصحاب البدع والضلالات فإنه يسعى إلى اختيار من ينصر ما هو عليه من الانحراف, أو يخذل ويروج.
8- البلوغ: أن يكون بالغاً.

◄كيف يُعْرَف أهل الحل والعقد ويُعَيَنُون ؟



الجواب :
يُعْرَفون من خلال صفاتهم – الآنفة الذكر- فمن توافرت فيهم تلك الصفات أصبح تلقائيا من أهل الحل والعقد , يتحمل مسؤولياته ويقوم بها دون تكليف من أي جهة كانت أي أن بعض الأفراد يتدرجون صعدا حسب الصفات التأهيلية, وحسب نظرة كل مجتمع حتى يصلوا إلى درجة الريادة والسيادة في المجتمع.
وإذا كانت أسباب التدرج في المجتمعات الغير المسلمة تنطلق من منطلقات مادية, فإن ذلك يختلف في المجتمع المسلم, فأسباب التدرج والصعود تبدأ بالتقوى والخلق والعلم. ثم رجاحة العقل وسداد الرأي, ثم الخبرة, ثم الشوكة, وهكذا.
والحجة في ذلك ما كان عليه الواقع السياسي في القرون المفضلة.فقد كان التركيب الاجتماعي والسياسي يبرز أهل الحل والعقد في يسر, فقد كان رؤساء الأسر ووجهاء القوم معروفين بأعيانهم في المجتمع المحدود لكل حاضرة كبيرة في الأقطار الإسلامية, كما كان الكبراء معروفين بالشرق والعرب في شتى المجتمعات القديمة والوسطى والحديثة إلى ما قبل شيوع النظام البرلماني.
فأهل الحل والعقد لا يحتاجون إلى أن يُعيِنهم شخص أو فئة لأن علمهم وراجحة عقلهم وخبرتهم وغيرها من الصفات هي التي تعينهم وتفرضهم على المجتمع فإن من يصل إلى درجة التأثير في المجتمع لا بد أن يشتهر أمره وأن يشار إليه بالبنان, ولا سيما أهل العلم فإنهم كما يقول الشوكاني((لا بد أن يرفع الله لهم من الصيت والشهرة ما يعرف به الناس أنهم الطبقة العالية))السيل الجرار4/508.
تنبيه:
أهل الحل والعقد لا يُشترط فيهم عدد معين، ولا يلزم أن يكون كل من يصلح لهذا الأمر موجوداً, ولكن أهل الحل والعقد المعتبر بهم أن يكونوا أهل قدوة وشوكة وأغلب وجهاء الناس.

◄كيف يتم نصب الإمام(الرئيس) وفق هذه الطريقة؟:




• إذا وُجِدَ أكثرُ من واحد يصلح للإمامة والرئاسة, فالمطلوب من أهل الحل والعقد أن يميزوا بين من هو أحق بها بالمواصفات الشرعية، ولهم أن يختاروا من شاءوا بعد هذا التمييز، ومما يجدر التنبيه عليه؛ أنه ينبغي لهم أن يولّوا من هو أنفع وإن لم يكن أفضل, فإن اجتمع في الشخص هذان الوصفان؛ فذلك الكمال الذي يقلّ وجوده، وعليهم أن ينظروا إلى من يكون الناس أسرع انقياداً له, ويراعوا أيضاً أحوال الزمان الذي هم فيه.
يقول الماوردي ((فَإِذَا اجْتَمَعَ أَهْلُ الْعَقْدِ وَالْحَلِّ لِلِاخْتِيَارِ تَصَفَّحُوا أَحْوَالَ أَهْلِ الْإِمَامَةِ الْمَوْجُودَةِ فِيهِمْ شُرُوطُهَا فَقَدَّمُوا لِلْبَيْعَةِ مِنْهُمْ أَكْثَرَهُمْ فَضْلًا وَأَكْمَلَهُمْ شُرُوطًا وَمَنْ يُسْرِعُ النَّاسُ إلَى طَاعَتِهِ وَلَا يَتَوَقَّفُونَ عَنْ بَيْعَتِهِ , فَإِذَا تَعَيَّنَ لَهُمْ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ مَنْ أَدَّاهُمْ الِاجْتِهَادُ إلَى اخْتِيَارِهِ عَرَضُوهَا عَلَيْهِ , فَإِنْ أَجَابَ إلَيْهَا بَايَعُوهُ عَلَيْهَا وَانْعَقَدَتْ بِبَيْعَتِهِمْ لَهُ الْإِمَامَةُ فَلَزِمَ كَافَّةَ الْأُمَّةِ الدُّخُولُ فِي بَيْعَتِهِ وَالِانْقِيَادُ لِطَاعَتِهِ , وَإِنْ امْتَنَعَ مِنْ الْإِمَامَةِ وَلَمْ يُجِبْ إلَيْهَا لَمْ يُجْبَرْ عَلَيْهَا لِأَنَّهَا عَقْدُ مُرَاضَاةٍ وَاخْتِيَارٍ لَا يَدْخُلُهُ إكْرَاهٌ وَلَا إجْبَارٌ , وَعُدِلَ عَنْهُ إلَى مَنْ سِوَاهُ مِنْ مُسْتَحِقِّيهَا .)) الأحكام السلطانية.
فالمبايعة تكون من أهل الحل والعقد فمتى كان ذلك وجب على البقية إتباع أهل الحل والعقد لأنهم فضلاء الأمة وذوي الرأي والمكانة فيها والمتبوعين فيها وهم شركاء-أعني أهل الحل والعقد- للإمام في تحمل الأمانة وأنهم سيحلمون وزره إذا لم يتحروا في اختياره الصواب.
قال العلامة الشوكاني - رحمه الله - ( السيل الجرار 4/513 ) :
« وليس من شرط ثبوت الإمامة أن يُبايعه كل من يصلح للمبايعة , ولا من شرط الطاعة على الرجل أن يكون من جُملة المُبايعين ؛ فإن هذا الاشتراط - في الأمرين - مردودٌ بإجماع المسلمين أوّلهم وآخرهم , سابقهم ولاحقهم . ولكن التحكّم في مسائل الدين وإيقاعها على ما يُطابق الرأي المبنيّ على غير أساسٍ يفعل مثل هذا .
وإذا تقرر لك ما ذكرناه :فهذا الذي قد بايعه أهلُ الحلّ والعقد :قد وجبتْ على أهل القُطر الذي تنفُذُ فيه أوامره ونواهيه طاعته بالأدلة المتواترة » انتهى .


◄ما تصح به البيعة:




1- أن يكون المبايَع له قد توافرت فيه شروط الإمامة.
2- أن يبايعه أهل الحل والعقد.
3- أن يستجيب المتأهِّل للبيعة إذا دُعِيَ لذلك, فإذا امتنع لم تنعقد إمامته.
4- أن تكون البيعة على الكتاب والسنة قولاً وعملاً ظاهراً وباطناً.
ماذا بعد البيعة على المبايِع؟
1- يحرم عليه نكث البيعة, فإنّ نَقْضَهَا كبيرة من كبائر الذنوب، فقد جاء عند الإمام مسلم وغيره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من بايع إماماً, فأعطاه صفقة يده, وثمرة قلبه, فليطعه إن استطاع, فإن جاء آخر ينازعه؛ فاضربوا عنق الآخر)).
2- عليه أن يصبر إن رأى من أميره شيئاً يكرهه، فقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من رأى من أميره شيئاً فكرهه, فليصبر, فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت؛ إلا مات ميتة جاهلية)) رواه البخاري ومسلم.
3- تشرع البيعة من غير أهل الحل والعقد من جماهير الناس ومن عوامهم للأمير المبايَع له من قبل أهل الحل والعقد، وبيعتهم هذه تسمى بيعة الطاعة, وبيعة أهل الحل والعقد هي بيعة الانعقاد والسمع والطاعة.
4- لا يجوز للمبايِع أن يبايع إماماً آخر, كما تقدم.
5- ومن أعمال أهل الحل والعقد: مراقبة الولاة ومحاسبتهم -بالضوابط الشرعية- وخلعهم إذا دعت الحاجة الشرعية لذلك, بشرط أن لا تحدث مفسدة أكبر.
http://www.al-wed.com/pic-vb/1067.gif



(http://www.alrbanyon.com/vb/editpost.php?do=editpost&p=25270)

مللت من تكرار نفس ردودي فجديدكم أرشيفي.

بلسم غرام2018
2012-05-29, 12:45
.................................................. ...بارك الله فيك

سميرالجزائري
2013-06-17, 08:23
للرفع ............................................بارك الله في اخي جمال

ikhbb81
2013-06-25, 00:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:


{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }

[الأنبياء:18]

سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات:

إعداد: جمال البليدي-ستر الله عيوبه-





خطة البحث:


المقدمة :
تمهيد والباعث على كتابة السلسلة.

علامات الحزبيين.

بعض قواعد الحزبيين :

القاعدة الأولى : قولهم(نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)).
القاعدة الثانية : الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته :
القاعدة الثالثة : فقه الواقع.
القاعدة الرابعة : سلفية المنهج وعصرية المواجهة
القاعدة الخامسة : توحيد الحاكمية.

المبحث الأول :تحرير المصطلحات: (الحزبية-الحركيين-الديمقراطية-الانتخابات).

المبحث الثاني:الأدلة على تحريم التحزب.
المبحث الثالث : مفاسد الانتخابات النيابية والرئاسية.

المبحث الرابع: كيفية تولي الحكم في الإسلام :
◘المطلب الأول :الطريقة الشرعية الأولى : الاختيار والبيعة
◄الملحق1 :من هم أهل الحل والعقد ,و ماهي شروطهم.
◄الملحق2 :كيف يعين ويعرف أهل الحل والعقد.
◄الملحق3 :كيف يتم نصب الرئيس وفق هذه الطريقة.
◄الملحق4 : ماتصح به البيعة
◄الملحق5 : ماذا بعد البيعة على المبايِع؟

◘المطلب الثاني : الطريقة الشرعية الثانية : الاستخلاف والعهد
◄الملحق1 : كيف يتم نصب الرئيس وفق هذه الطريقة
◄الملحق 2 :شروط صحة الاستخلاف.
◘المطلب الثالث : الطريقة الغير الشرعية : التغلب والقهر .

المبحث الخامس :الرد على شبهات من أجاز التحزب والانتخابات :
الشبهة الأولى : قولهم أن النظام الديمقراطي يوافق الإسلام في الجملة.
الشبهة الثانية :قولهم أن يوسف عليه السلام مارس السياسة عند الكفار.
الشبهة الثالثة :احتجاج بعضهم بصلح الحديبية وأن النبي صلى الله عليه وسلم تنازل فيه

الشبهة الرابعة:قولهم أن الانتخابات من الشورى.
الشبهة الخامسة:قولهم أن الانتخابات كانت موجودة في صدر الإسلام.
الشبهة السادسة: قولهم أن التحزب كان موجود في صدر الإسلام محتجين بالأوس والخزرج.
الشبهة السابعة : استدلالهم بقوله تعالى(ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) آل عمران 104. على جواز التحزب.
الشبهة الثامنة : قالوا: يجوز الأخذ بجزئية من "النظام الجاهلي"!
الشبهة التاسعة : قولهم"نحن دخلنا في الانتخابات وما قصدنا إلا الخير".
الشبهة العاشرة : قولهم إقامة الشريعة يكون بالتدرج.
الشبهة الحادية العشر : قولهم أن الانتخابات مسألة إجتهادية.
الشبهة الثانية عشر : قولهم أن الانتخابات مصلحة مرسلة
الشبهة الثالثةعشر : قولهم"نحن دخلنا في الانتخابات وما قصدنا إلا الخير":
الشبهة الرابعة عشر : قولهم لا نريد أن ترك الساحة للعلمانيين ليحكموا فينا.
الشبهة الخامسة عشر : قولهم "دخولنا الانتخابات ضرورة".
الشبهة السادسة عشر : قولهم نحن دخلنا الانتخابات لنرتكب أخف الضررين.
الشبهة السابعة عشر : قولهم أن مقاطعة الانتخابات يؤدي إلى فتنة.

الشبهة الثامنة عشر : قد أفتى بشرعية "الانتخابات" علماء أفاضل.
الشبهة التاسعة عشر : قولهم عن أهل السنة(أنتم متناقضون تحرمون الانتخابات وتوجبون طاعة ولي الأمر الذي وصل عن طريق الانتخابات))
الشبهة العشرون : قولهم: ((أين البديل)).
الشبهة الحادية و العشرون : قولهم : هذا طريق طويل.
الشبهة الثانية والعشرون:احتجاجهم بالحضارة الغربية.

المبحث السادس :اتهامات حركية والرد عليها:
تهمة العمالة للسلطان.
تهمة عدم فقه الواقع.
تهمة فصل الدين عن السياسة



كلامك كله ذهب هباءا منثورا مع فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله

أعرف انكم سوف تؤولون و تتأولون لكن ماذا اقول لكم !!!!

إذا تقاعس اهل الخير من يحل محلهم يا البليدي ؟؟؟!!!

نجلس معهم لنبين لهم الصواب

أجب

كلام الشيخ العثيمين رحمه الله في الإنتخابات التي اوجبها لمنع اهل الشر من حكم المسلمين

http://www.youtube.com/watch?v=Tgqm1y_z1m8


أنت تعرف احسن من الشيوخ و ولاة الامور !!!!!!!

الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله سمح بدخول المرأة لمجلس الشورى و الترشح للإنتخابات البلدية

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=DeKL9Ncgq78



أكد لـ”عكاظ” مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن الكلمة التي تضمنت القرار الذي وجهه الملك عبدالله بشأن السماح للمرأة الحصول على عضوية مجلس الشورى وحق الترشح للانتخابات البلدية والانتخاب “كلها خير”، وقال “أرجو من الله التوفيق والهداية والسداد”.
وعن تركيز خادم الحرمين الشريفين في حديثه على الضوابط الشرعية، قال المفتي “نحن في بلد الإسلام، وأرجوالله أن يثبتنا على الحق، ويرزقنا الاستقامة والهدى، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا”.

---------------- كلها خير !!!!
الله اكبر الله اكبر يا بو مطوع

يخي كنت تقول شر و من المصائب العظيمة و بعثتلك امرأة ليبية و قلت لها لا يجوز و مصائب وشر ووو

http://www.youtube.com/watch?v=XnPbzHfzuAo




أحرام على بلابـله الدوح حلال للطير من كل جنس

bobsat017000
2013-06-29, 19:22
http://www.karom.net/up/uploads/132533851110.gif

rayan bn
2013-07-03, 10:42
مبارك عليك العودة