أحمد حمادة
2007-07-20, 18:11
افتراضي (اهل الحب صحيح مساكين)
بسم الله الرحمن الرحيم
كثير منا يبحث عن الحب على متن الباخرة "تيتانيك"..
وكثيرون يبحثون عن الرومانسية في آخر قطرة من زجاجة سم
تجرعها كل من روميو وحبيبته جوليت..
وآخرون يبحثون عن كل منهما وسط الكثبان الرملية في صحراء "قيس وليلي"
لكن دعونا نبحر في معني كلمه الحب.....
ونري معني الحب في عيون المحبين
وارائهم عن الحب؟؟!!!!!!
هل تعرف ما هو الحب
الحب
الحاء=حيره
الباء =بلاء
الحب ما هو ؟؟؟؟
لو سألني احدكم .. ما هي علامات الحب وما شواهده .. لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة اشبه بالجلوس في التكييف في يوم شديد الحرارة .. وأشبه باستشعار الدفء في يوم بارد ..لقلت هي الألفة ورفع الكلفة وأن تجد نفسك في غير حاجة الى الكذب .. وأن يرفع الحرج بينكما ، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئاً آخر لتعجبها .. وأن تصمتا انتما الاثنان فيحلو الصمت وأن يتكلم احدكما فيحلوا الاصغاء.. وأن تكون الحياة معاً هي مطلب كل منكما قبل النوم معاً .. وألا يطفئ الفراش هذه الأشواق ولا يورث الملل ولا الضجر وإنما يورث الراحة والمودة والصداقة ..
وأن تخلو العلاقة من التشنج والعصبية والعناد والكبرياء الفارغ والغيرة السخيفة والشك الأحمق والرغبة في التسلط ، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس وليست من علامات حب الآخر ..
وأن تكون السكينة والأمان والطمأنينة هي الحالة النفسية كلما التقيتما ..
وألا يطول بينكما العتاب ولا يجد أحدكما حاجةً إلى اعتذار الآخر عند الخطأ ، وإنما تكون السماحة والعفو وحسن الفهم هي القاعدة ..
وألا تشبع أيكما قبلة أو عناق أو أي مزاولة جنسية ولا تعود لكما راحة إلا في الحياة معاً والمسيرة معاً وكفاح العمر معاً .
ذلك هو الحب حقاً ..
والمشكلة أن يصادف الرجل المناسب المرأة المناسبة
وذلك هو الحب في كلمة واحدة ..التناسب
تناسب النفوس والطبائع ..قبل تنافس الأجسام والعمر والثقافات ...
********
مأخوذ من كتاب " أناشيد الإثم والبراءة " لمصطفى محمود
الباب الأول " الحب ما هو ؟
الورود تعبر عنه والحيوانات تشعر به بالغريزة والانسان يقع فيه. إنه الحب وهو كلمة من حرفين ولكنه يعبر عن مشاعر جياشة معقدة أحياناً. يقال انه أعمى يجعلنا نتصرف بجنون يجعلنا تارةً نضحك وأخرى نبكي، فكيف تظهر كل هذه الاعراض؟ يقال ان العواطف هي المسؤولة عنه لذا نعتقد انها غير عقلانية. ولكن وجد العلماء ان الحب متصل بعوامل فسيولوجية لأننا بحاجة للحب والحنان والعطف وهناك عناصر كيميائية مسؤولة عنه وهي مواد الامفيتامين التي تنتشر في الدماغ وهي عناصر مسؤولة عن اعراض الحب.
وللحب جذور تاريخية، ولم يكن مفهوم الحب قبل الزواج منتشر أو معروف عند بعض الشعوب كالصينية والهندية والافريقية فلغتهم لم تكن تحوي على كلمة الحب ولم يكن هناك كلمة مرادفة للحب في اثنين من أعرق وأقدم الحضارات في العالم وهي الاغريقية واللاتينية. والحب هو محور الثقافات ووراء اجمل قصائد الغزل وأحلى الفنون ويمكن ان يدفع صاحبه الى الجنون وتشير الاحصائيات الى ان الكثير من الجرائم سببها الحب (ومن الحب ما قتل).
الحب: طاقة وهو ضروري للحياة، كما انه ناتج عن علاقة ناجحة بين شخصين من الناحية العملية، وهو لا يخضع لشروط لأن لكل شخصين حالة خاصة تختلف عن الاخرين
الحب هو ذلك الشعور الخفي الذي يتجول في كل مكان و يطوف الدنيا بحثا عن فرصته المنتظرة ليداعب الإحساس و يسحر
العيون ليتسلل بهدوء و يستقر في غفلةٍ من العقل و رغمً عنا
داخل تجاويف القلب ليمتلك الروح و الوجدان , ليسطر على كيان الإنسان ..
الحب هو ذلك الشعور الذي يمتلك الإنسان في داخله و يطوف به العالم حيث يشاء بأفراحه وأحزانه , يجول في كل مكان فوق
زبد البحر يمشي دون أن يغوص في أعماقه
الحب هو ذلك الوباء اللذيذ المعدي الذي يصيب جميع الكائنات
دون استثناء و بدونه لن تستمر الحياة على أي كوكب .....
((
إن الإنسان قبـل الحب (( شيء )) وعنـد الحب (( كل شيء )) وبعـد الحب (( لا شيء ))
الحب : فرصة ليصبح الإنسان أفضل وأجمـل وأرقـى ...
الحب ليس عاطفــة ووجدانــا فقط إنما هو طاقة ـ وإنتــاج.....
الحب : هو أعظم مدرسة يتعلم كل عاشق فيها لغة لا تشبهها لغة أخرى ....
الحب : مثل أي لعبة يمارسها اثنـان … في نهايتهما : أحدهما يربح … والآخر يخسر ...
الحب : تجربة وجودية عميقة تنتزع الإنسان من وحدته القاسية الباردة لكي تقدم له حرارة الحياة المشتركة الدافئة ...
الحب : فضيلة الفضائل … به نعلو بأنفسنا عن العبث والتهريج والابتذال العاطفي … ونحمي عقولنا من الضياع والتبعثر الفكري ......
الحب : تجربة إنسانية معقدة … وهو أخطر وأهم حدث يمر في حياة الإنسان
لأنه يمس صميم شخصيته وجوهره ووجوده … فيجعله يشعر وكأنه ولد من جديد0
الحب هو الذي ينقل الإنسان إلى تلك الواحات الضائعة من الطهارة والنظارة والشعر والموسيقى
لكي يستمتع بعذوبة تلك الذكريات الجميلة التائهة في بيداء الروتين اليومي الفضيع
وكأنما هي جنات من الجمال والبراءة والصفاء في وسط صحراء الكذب والتصنع والكبرياء00
الحب : كالبحر حين تكون على شاطئه يقذفك بأمواجه بكرم فائق يستدرجك بلونه وصفائه وروعته
ولكن حين تلقي بنفسك بين أحضانه لتبحث عن درره يغدر بك ويقذفك في أعماقه ، ثم يقذف بك وأنت فاقد لإحساسك 0
الحب : يبدأ بالسماع والنظر
فيـتــولــد عنــــه الاستحســـــان
ثـم يقــــــــــوى فيصيــــر مــــــودة
ثـم تقــــــــــوى المـــودة فتصيـر محبــة
ثـم تقــــــــــوى المحبـــة فتـوجـب الهــــــوى
فـإذا قـــــــــوي الهــــــــــــوى صــــــــار عشقــا
ثـم يـــــــــزداد العشـــــــــــق فيصيـــــر تتييـمـــــــا
ثـم يـزداد التتييم فيصير ولهآ وهو قمة ما يبلغه المحب0
سيدي الحب ليس سلعة رخيصة نساوم بها كما نريـد
الحب لا يقال له سحابة صيف وتعـدي ..
الحب لا نصفه بفصل من الفصول الأربعة ...
الحب ليس ورقة شجراً ساقطة ولا دمعة عابرة ولا أحلام ضايعة.
الحب ليس صورة ملونه ولا رسالة مزخرفه
الحب ليس حروفاً مذهبه ولا سطوراً معلقه .. ولا نغمة راقصة
الحب يا ابيض يا اسود ..ليس هناك وسطيه ولا جدل يختلف عليه اثنان
الحب ليس قسوة تغلف بمرارة ولا فضاء ضيق ولا سراب مستحيل تحقيقه
حب ليس طعنة قاتله ولا شهـوة مغرزه .. ولا حرباء متلونة .. فلا ننظر له من ثقب الإبرة
الحب00 لا ينطق عن الهوى وإنما هو شعور وإحساس يتغلغل في أعماقنـا
الحب مرآة الإنسان يعكس ما بداخلنا من عمق الوصف والخيال
الحب جذوراً متأصلة .. الحب نستوحيه من أنفاسنا ومن دمائنا
الحب 00إرادة ثم صدق مع النفس ومع من نحب
الحب حصيلة الإعجاب الدائم بين الطرفين
الحب00 كأحلام على ارض خرافية يلهينا عن الحاضر يشدنا ويجذبنا فيعجبنا جبروته
بالحب نحيا فهو الروح للجسد فلا حياة بدونه وهو الأمل الذي يسكن أنفاسنا ويخاطب أفكارنا ليحقق آمالنا
الحب 00سفينة بلا شراع تسير بنا إلى شاطئ الأمـان
الحب00 سماء صافيه وبحراً هادئ وبسمة حانية
الحب00 يزلزل الروح والكيان ويفجر ثورة البركان
الحب ناراً تضوينا ، الحب نبنيه بأيدينا فماءه يروينا وزاده يكفينا
هـذا هـو الحب لمسـة من الـوفــا و العـطـــا
لــذا يجب أن يعطـى التقـديــر اللائق بــه
الحب يجب أن يكـون وديعـة مهذبـة للغايـة وان نأخـذه بجديـه إذا أردنا أن يعشقنـا من نريـد أ ن نعشقــه
الحب إبتسامه في حقل النفس....
الحب تضحية اانفس الساميه .. وأثرة للنفس الخسيسة ...
إن المحب ينسى نفسه في خدمة الحبيب...
الحب الحقيقي يرى النفس قبل الحسد..
لايخلد الحب إلا إذا اتفق القلب والعقل على نبض الحب في أعماق النفس ...
ربما كان من الأفضل لك أن تحب بروية وعقل .. ولكن الممتع حقاً هو أن تحب بجنون ...
إن الحب ليس له عقل .. وهو قادر على أن يسحق أكبر العقول ...
الحب يحيا دائماً على حافة الموت ...
الحب يولد من لا شيء .. ويموت بأي شيء..
أخيراً الحب أسطـورة تعجـز البشريـة عـن إدراكهــا إلا لمن صــدق في نطقهــا ومعناهـــا
الحب يقرء... والحب يسمــع ... والحب يخاطبنــا ونخاطبــه ... ويسعدنــا ونسعــده
وهو عطـراً وهمساً نشعـر بسعادتـه إذا صدقنـاه في أقوالنـاوأفعالنــا
بالحب تصبح ا لحياة جميلة لكي نحقق أهدافــاً قـد رسمناهــا
ولكن ما يقلق العاشقين فقط هـــو : احتمال أن تكـون الأقـدار تخبئ لهـم فراقـاً لم يكن في حسبــان أي منهــم
اخيرا
بعد ان قرأت عن الحب ومعانيه
هل ادركت معني الحب؟؟!!!!
هل عرفت معني الحب؟؟؟؟؟
لكن ما الحبيب الذي يطرق بابك؟؟
لا يمل منك؟؟
اذا تركته لا يتركك
ولا يفترق عنك
لا يبعد عنك ببعدالمسافه
هل ادركت من هو الحبيب؟؟؟
الله
ما اجملها من كلمه
وما اروعه من لفظ
حب الله تعالى هو أعلى أنواع الحب، وقمة الهرم الإيماني، فمتى أحب العبد ربه ترك ما لا يرضيه وسار على درب الصلاح الذي رسمه له، وابتعد عن المعاصي، فمن أحب الله بحق أطاع أمره واتبع شرعه، فالمخالفة والعصيان دليل كذب المحبة أو نقصها.
ولذا فطريق حب الله تعالى يتمثل في ترك المعاصي، مع الحرص على أداء الفرائض، والإكثار من النوافل، فهو طريق عمليّ إذن، وقد قيل: "من أحب أن يعلم ما له عند الله عز وجل فلينظر ما لله عز وجل عنده، فإن الله تبارك وتعالى ينزل العبد منه حيث أنزله العبد من نفسه، ومن أوفى بهذا الحب نال محبة الله تعالى، ويا لها من كرامة إذا حصلت!!".
ونتذكر هنا ما قاله الإمام الغزالي: "وكمال الحب أن يحب العبد ربه عز وجل بكل قلبه، وما دام يلتفت إلى غيره فزاوية من قلبه مشغولة بغيره".
لقد بذلنا كل طاقتنا في حب وهمي، في حب الدنيا وحب الشهوات وحب النساء وحب العمل وحب المال وحب الدراسة وحب المغنين والمغنيات فجعلنا قلوبنا مساكن شعبية لكل شيء في الدنيا، وأسكنا فيها من هب ودب بغير حساب، فتزاحمت الأشياء في هذا القلب، وما عاد يتسع وطغى ذلك على حب الله ورسوله، فتركنا ما هو أعظم من ذلك وهو حب الله، فأين نحن من الحب الأسمى والأرقى؟
من الحبيب الذي ليس بعده حبيب؟
أليس الله أحق بالحب الأول من أي حب؟
إذا طلب منك أحد أن تقول الحب الأول في حياتك بدون تفكير.. فهل سيكون الجواب هو الله؟
نتمنى أن يكون الجواب نعم، وليست أي نعم إنما هي التي تقولها بالقلب والإحساس والعقل والفعل.
تخيل لو أنك تحب أحد البشر وهو أيضًا يبادلك الحب؟
تخيل لو أنك تحب الله عز وجل ويبادلك الحب؟
أيهما تفضل أن يكون حبك الأول واختيارك؟
وشتان بين المفاضلة..
إن حب الله ليس قبله حب وليس بعده حب.
الحب في الله
معنى الحب في الله : أن تكون المحبة خالصة لله لا يراد بها إلا وجهه الكريم، حب خالٍ من أي غرض، خال من شوائب الدنيا، حب لا يقوم على الإعجاب بشخص لموهبة عظيمة أو هيئة جميلة أو حديث ممتع أو مصلحة قائمة، بل يقوم على التقوى والصلاح، ويولد ويكبر في طريق الإيمان والإحسان، فبحب الله ورسوله نحب، وببغض الله ورسوله نبغض
الأخوة في الله نعمة الله المضاعفة في الدنيا والآخرة، فأعباء الدنيا كثيرة، والمتاعب بها عظيمة، والفتن مهلكة، والإنسان وحده أضعف من أن يقف طويلا أمام هذه الشدائد.. فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
والمسلم بحكم إيمانه بالله لا يحب إذا أحب إلا في الله، ولا يبغض إذا أبغض إلا في الله؛ لأنه لا يحب إلا ما أحب الله ورسوله، ولا يكره إلا ما يكره الله ورسوله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن من عباد الله ناسا، ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله.
قالوا : يا رسول فخبرنا : من هم؟
قال : قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فو الله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس. وقرأ "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
والمتحابون في الله كتلة من نور في يوم شديد الظلمة، آمنون في يوم الرعب العظيم وهذه واحدة. قال صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل "المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي" .
والثانية أن المتحابين يحميهم الله من حر يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله. قال صلى الله عليه وسلم: "حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي".
والثالثة – ما أعظمها- تحقق محبة الله للعبد . قال صلى الله عليه وسلم : " إن رجلا زار أخا له في الله، فأوجد الله له ملكا فقال أين تريد.؟
قال: أريد أن أزور أخي فلانا.
فقال: لحاجة لك عنده؟
قال : لا
قال: فيم .. قال : أحبه في الله.
قال: فإن الله أرسلني إليك أخبرك بأنه يحبك لحبك إياه وقد أوجب لك الجنة".
وما أهنأ الرابعة فهي توجب الجنة بضمان الله عز وجل أرأيت ؟! .. ممكن أن تنال محبة الله وأمنه ورضاه بل وتضمن الجنة بحب صادق لأتقياء أمة محمد صلى الله عليه وسلم
فهل للحب في الله دلائل وعلامات؟
نعم.......
أولها : أن يستشعر المؤمن روح الإيمان الحي من المشاعر الرقيقة التي يكنها المسلم لإخوانه حتى إنه ليحيا مهم ، وبهم.
ثانيها: أن يشعر أن عاطفته يحكمها سلطان العقيدة: وعلامة ذلك أنه يجد في قلبه حبا عظيما لكل تقي نقي صالح، حتى وإن لم يره أو لم يكن في زمانه أصلا، فعن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله : الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل عملهم؟ قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت.
وأنشأ الإمام الشافعي ضاربا مثلا جميلا للحب في الله :
أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعة
وأبغض من تجارته المعاصي*** ولو كنا سواء في البضاعة
ثالثها: الإحساس والشعور بالأخوة :فيشعر الأخ بالتألم والحزن لما يصيب أخاه من ألم ونصب، وهذا مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
رابعها: سلامة الصدر: فيحافظ على سلامة صدره تجاه إخوانه، فيحيا ناصع الصفحة، قلبه مشرق فياض، فالأخوة الحقة هي التي تقوم على عواطف الحب والود والتعاون المتبادل والمجاملات الرقيقة، بل هي كما وصفها القرآن: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
كيف يحب المسلم أخاه في الله؟
أولا: صفات الاختيار
1- عليه أن يختار من يستحق حبه فيختار بعين الله، يتحرى أن يكون من يختاره عاقلا غير أحمق، إذ قد يضر الأحمق صاحبه حيث يريد نفعه.
2- حسن الخلق، فيختار التقي، لأن الفاسق لا يؤمن جانبه.
3- معين على الطاعة بقوله وعمله وسمته فهو الجليس الصالح الذي حثنا الرسول الكريم على ملازمته، ويقال في الأثر: الجليس الصالح هو الذي ترتاح إليه نفسك، ويطمئن به فؤادك، وتنتعش به روحك.. تطرب لحديثه، وتنعم بمجالسته، وتسعد بصحبته.. إنه عدة في الرخاء، وزينة في الشدة، وبلسم للفؤاد، وراحة للنفس.
وكما يقولون "من جالس جانس"؛ لأن النفس تقتبس الخير أو الشر من الجلساء، ولهذا أمر الباري تبارك وتعالى بصحبة الصالحين، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
وحذرنا من صحبة الفاسقين، فوصف حال من يتخذهم أخلاء يوم القيامة، فقال سبحانه:
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً).
ثانيا : مراعاة حقوق الأخوة
أن يقوم تجاه من يحب بحقوق الصداقة والأخوة، ليستبقي مودتهم في الدنيا والآخرة، وهذه الحقوق هي:
1- أن يكون عونا لصاحبه يقضي حاجته ويتفقد أحواله ويؤثره على نفسه.
2- أن يكف عنه لسانه إلا بخير، فلا يذكر له عيبا في غيبته أو حضوره، ولا يكشف أسراره.
3- أن يعطيه من لسانه ما يحبه منه، ويدعوه بأحب أسمائه إليه، وينصحه سرا ولا يفضحه، كما قال الإمام الشافعي- رحمه الله- : من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه.
4- أن يعفو عن زلاته ويتغاضى عن هفواته، فيستر عيوبه ويحسن به ظنونه.
5- أن يفي له في الأخوة؛ فيثبت عليها ويديم عهدها؛ لأن قطعها يحبط أجرها.
6- أن لا يكلفه ما يشق عليه ولا يحمله ما لا يرتاح له.
7- ألا يتكلف ولا يتحفظ معه، فقد قال أحد الصالحين : من سقطت كلفته؛ دامت مودته".
8- أن يخبره أنه يحبه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه".
9- أن يفعل ما أجمله الأثر "من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهم ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته". "حق المؤمن على أخيه أن يبين له الحق إذا احتاجه، ويشد عزمه إذا أصاب، وأن يشكر له إذا أحسن، ويذكره إذا نسي، ويرشده إذا ذل، و يصحح له إذا أخطأ، ولا يجامله في الحق، ولا يسايره على الباطل، ويكون له هاديا ودليلا ومعينا وأمينا.
10- أن يدعو له ولأهله ... يدعو له حاضر أو غائبا، حيا أو ميتا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة آمين، ولك بمثلٍ". وقد قال أحد الصالحين : "إن أهل الرجل إذا مات يقسمون ميراثه ويتمتعون بما خلف، والأخ الصالح ينفرد بالحزن مهتما بما قدم أخوه وما صار إليه، يدعو له في ظلمة الليل ويستغفر له وهو تحت الثري".
هل فهمتم اي حب اقصد؟!!!!
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
منقــــــــــــــــــــــــــــول
بسم الله الرحمن الرحيم
كثير منا يبحث عن الحب على متن الباخرة "تيتانيك"..
وكثيرون يبحثون عن الرومانسية في آخر قطرة من زجاجة سم
تجرعها كل من روميو وحبيبته جوليت..
وآخرون يبحثون عن كل منهما وسط الكثبان الرملية في صحراء "قيس وليلي"
لكن دعونا نبحر في معني كلمه الحب.....
ونري معني الحب في عيون المحبين
وارائهم عن الحب؟؟!!!!!!
هل تعرف ما هو الحب
الحب
الحاء=حيره
الباء =بلاء
الحب ما هو ؟؟؟؟
لو سألني احدكم .. ما هي علامات الحب وما شواهده .. لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة اشبه بالجلوس في التكييف في يوم شديد الحرارة .. وأشبه باستشعار الدفء في يوم بارد ..لقلت هي الألفة ورفع الكلفة وأن تجد نفسك في غير حاجة الى الكذب .. وأن يرفع الحرج بينكما ، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئاً آخر لتعجبها .. وأن تصمتا انتما الاثنان فيحلو الصمت وأن يتكلم احدكما فيحلوا الاصغاء.. وأن تكون الحياة معاً هي مطلب كل منكما قبل النوم معاً .. وألا يطفئ الفراش هذه الأشواق ولا يورث الملل ولا الضجر وإنما يورث الراحة والمودة والصداقة ..
وأن تخلو العلاقة من التشنج والعصبية والعناد والكبرياء الفارغ والغيرة السخيفة والشك الأحمق والرغبة في التسلط ، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس وليست من علامات حب الآخر ..
وأن تكون السكينة والأمان والطمأنينة هي الحالة النفسية كلما التقيتما ..
وألا يطول بينكما العتاب ولا يجد أحدكما حاجةً إلى اعتذار الآخر عند الخطأ ، وإنما تكون السماحة والعفو وحسن الفهم هي القاعدة ..
وألا تشبع أيكما قبلة أو عناق أو أي مزاولة جنسية ولا تعود لكما راحة إلا في الحياة معاً والمسيرة معاً وكفاح العمر معاً .
ذلك هو الحب حقاً ..
والمشكلة أن يصادف الرجل المناسب المرأة المناسبة
وذلك هو الحب في كلمة واحدة ..التناسب
تناسب النفوس والطبائع ..قبل تنافس الأجسام والعمر والثقافات ...
********
مأخوذ من كتاب " أناشيد الإثم والبراءة " لمصطفى محمود
الباب الأول " الحب ما هو ؟
الورود تعبر عنه والحيوانات تشعر به بالغريزة والانسان يقع فيه. إنه الحب وهو كلمة من حرفين ولكنه يعبر عن مشاعر جياشة معقدة أحياناً. يقال انه أعمى يجعلنا نتصرف بجنون يجعلنا تارةً نضحك وأخرى نبكي، فكيف تظهر كل هذه الاعراض؟ يقال ان العواطف هي المسؤولة عنه لذا نعتقد انها غير عقلانية. ولكن وجد العلماء ان الحب متصل بعوامل فسيولوجية لأننا بحاجة للحب والحنان والعطف وهناك عناصر كيميائية مسؤولة عنه وهي مواد الامفيتامين التي تنتشر في الدماغ وهي عناصر مسؤولة عن اعراض الحب.
وللحب جذور تاريخية، ولم يكن مفهوم الحب قبل الزواج منتشر أو معروف عند بعض الشعوب كالصينية والهندية والافريقية فلغتهم لم تكن تحوي على كلمة الحب ولم يكن هناك كلمة مرادفة للحب في اثنين من أعرق وأقدم الحضارات في العالم وهي الاغريقية واللاتينية. والحب هو محور الثقافات ووراء اجمل قصائد الغزل وأحلى الفنون ويمكن ان يدفع صاحبه الى الجنون وتشير الاحصائيات الى ان الكثير من الجرائم سببها الحب (ومن الحب ما قتل).
الحب: طاقة وهو ضروري للحياة، كما انه ناتج عن علاقة ناجحة بين شخصين من الناحية العملية، وهو لا يخضع لشروط لأن لكل شخصين حالة خاصة تختلف عن الاخرين
الحب هو ذلك الشعور الخفي الذي يتجول في كل مكان و يطوف الدنيا بحثا عن فرصته المنتظرة ليداعب الإحساس و يسحر
العيون ليتسلل بهدوء و يستقر في غفلةٍ من العقل و رغمً عنا
داخل تجاويف القلب ليمتلك الروح و الوجدان , ليسطر على كيان الإنسان ..
الحب هو ذلك الشعور الذي يمتلك الإنسان في داخله و يطوف به العالم حيث يشاء بأفراحه وأحزانه , يجول في كل مكان فوق
زبد البحر يمشي دون أن يغوص في أعماقه
الحب هو ذلك الوباء اللذيذ المعدي الذي يصيب جميع الكائنات
دون استثناء و بدونه لن تستمر الحياة على أي كوكب .....
((
إن الإنسان قبـل الحب (( شيء )) وعنـد الحب (( كل شيء )) وبعـد الحب (( لا شيء ))
الحب : فرصة ليصبح الإنسان أفضل وأجمـل وأرقـى ...
الحب ليس عاطفــة ووجدانــا فقط إنما هو طاقة ـ وإنتــاج.....
الحب : هو أعظم مدرسة يتعلم كل عاشق فيها لغة لا تشبهها لغة أخرى ....
الحب : مثل أي لعبة يمارسها اثنـان … في نهايتهما : أحدهما يربح … والآخر يخسر ...
الحب : تجربة وجودية عميقة تنتزع الإنسان من وحدته القاسية الباردة لكي تقدم له حرارة الحياة المشتركة الدافئة ...
الحب : فضيلة الفضائل … به نعلو بأنفسنا عن العبث والتهريج والابتذال العاطفي … ونحمي عقولنا من الضياع والتبعثر الفكري ......
الحب : تجربة إنسانية معقدة … وهو أخطر وأهم حدث يمر في حياة الإنسان
لأنه يمس صميم شخصيته وجوهره ووجوده … فيجعله يشعر وكأنه ولد من جديد0
الحب هو الذي ينقل الإنسان إلى تلك الواحات الضائعة من الطهارة والنظارة والشعر والموسيقى
لكي يستمتع بعذوبة تلك الذكريات الجميلة التائهة في بيداء الروتين اليومي الفضيع
وكأنما هي جنات من الجمال والبراءة والصفاء في وسط صحراء الكذب والتصنع والكبرياء00
الحب : كالبحر حين تكون على شاطئه يقذفك بأمواجه بكرم فائق يستدرجك بلونه وصفائه وروعته
ولكن حين تلقي بنفسك بين أحضانه لتبحث عن درره يغدر بك ويقذفك في أعماقه ، ثم يقذف بك وأنت فاقد لإحساسك 0
الحب : يبدأ بالسماع والنظر
فيـتــولــد عنــــه الاستحســـــان
ثـم يقــــــــــوى فيصيــــر مــــــودة
ثـم تقــــــــــوى المـــودة فتصيـر محبــة
ثـم تقــــــــــوى المحبـــة فتـوجـب الهــــــوى
فـإذا قـــــــــوي الهــــــــــــوى صــــــــار عشقــا
ثـم يـــــــــزداد العشـــــــــــق فيصيـــــر تتييـمـــــــا
ثـم يـزداد التتييم فيصير ولهآ وهو قمة ما يبلغه المحب0
سيدي الحب ليس سلعة رخيصة نساوم بها كما نريـد
الحب لا يقال له سحابة صيف وتعـدي ..
الحب لا نصفه بفصل من الفصول الأربعة ...
الحب ليس ورقة شجراً ساقطة ولا دمعة عابرة ولا أحلام ضايعة.
الحب ليس صورة ملونه ولا رسالة مزخرفه
الحب ليس حروفاً مذهبه ولا سطوراً معلقه .. ولا نغمة راقصة
الحب يا ابيض يا اسود ..ليس هناك وسطيه ولا جدل يختلف عليه اثنان
الحب ليس قسوة تغلف بمرارة ولا فضاء ضيق ولا سراب مستحيل تحقيقه
حب ليس طعنة قاتله ولا شهـوة مغرزه .. ولا حرباء متلونة .. فلا ننظر له من ثقب الإبرة
الحب00 لا ينطق عن الهوى وإنما هو شعور وإحساس يتغلغل في أعماقنـا
الحب مرآة الإنسان يعكس ما بداخلنا من عمق الوصف والخيال
الحب جذوراً متأصلة .. الحب نستوحيه من أنفاسنا ومن دمائنا
الحب 00إرادة ثم صدق مع النفس ومع من نحب
الحب حصيلة الإعجاب الدائم بين الطرفين
الحب00 كأحلام على ارض خرافية يلهينا عن الحاضر يشدنا ويجذبنا فيعجبنا جبروته
بالحب نحيا فهو الروح للجسد فلا حياة بدونه وهو الأمل الذي يسكن أنفاسنا ويخاطب أفكارنا ليحقق آمالنا
الحب 00سفينة بلا شراع تسير بنا إلى شاطئ الأمـان
الحب00 سماء صافيه وبحراً هادئ وبسمة حانية
الحب00 يزلزل الروح والكيان ويفجر ثورة البركان
الحب ناراً تضوينا ، الحب نبنيه بأيدينا فماءه يروينا وزاده يكفينا
هـذا هـو الحب لمسـة من الـوفــا و العـطـــا
لــذا يجب أن يعطـى التقـديــر اللائق بــه
الحب يجب أن يكـون وديعـة مهذبـة للغايـة وان نأخـذه بجديـه إذا أردنا أن يعشقنـا من نريـد أ ن نعشقــه
الحب إبتسامه في حقل النفس....
الحب تضحية اانفس الساميه .. وأثرة للنفس الخسيسة ...
إن المحب ينسى نفسه في خدمة الحبيب...
الحب الحقيقي يرى النفس قبل الحسد..
لايخلد الحب إلا إذا اتفق القلب والعقل على نبض الحب في أعماق النفس ...
ربما كان من الأفضل لك أن تحب بروية وعقل .. ولكن الممتع حقاً هو أن تحب بجنون ...
إن الحب ليس له عقل .. وهو قادر على أن يسحق أكبر العقول ...
الحب يحيا دائماً على حافة الموت ...
الحب يولد من لا شيء .. ويموت بأي شيء..
أخيراً الحب أسطـورة تعجـز البشريـة عـن إدراكهــا إلا لمن صــدق في نطقهــا ومعناهـــا
الحب يقرء... والحب يسمــع ... والحب يخاطبنــا ونخاطبــه ... ويسعدنــا ونسعــده
وهو عطـراً وهمساً نشعـر بسعادتـه إذا صدقنـاه في أقوالنـاوأفعالنــا
بالحب تصبح ا لحياة جميلة لكي نحقق أهدافــاً قـد رسمناهــا
ولكن ما يقلق العاشقين فقط هـــو : احتمال أن تكـون الأقـدار تخبئ لهـم فراقـاً لم يكن في حسبــان أي منهــم
اخيرا
بعد ان قرأت عن الحب ومعانيه
هل ادركت معني الحب؟؟!!!!
هل عرفت معني الحب؟؟؟؟؟
لكن ما الحبيب الذي يطرق بابك؟؟
لا يمل منك؟؟
اذا تركته لا يتركك
ولا يفترق عنك
لا يبعد عنك ببعدالمسافه
هل ادركت من هو الحبيب؟؟؟
الله
ما اجملها من كلمه
وما اروعه من لفظ
حب الله تعالى هو أعلى أنواع الحب، وقمة الهرم الإيماني، فمتى أحب العبد ربه ترك ما لا يرضيه وسار على درب الصلاح الذي رسمه له، وابتعد عن المعاصي، فمن أحب الله بحق أطاع أمره واتبع شرعه، فالمخالفة والعصيان دليل كذب المحبة أو نقصها.
ولذا فطريق حب الله تعالى يتمثل في ترك المعاصي، مع الحرص على أداء الفرائض، والإكثار من النوافل، فهو طريق عمليّ إذن، وقد قيل: "من أحب أن يعلم ما له عند الله عز وجل فلينظر ما لله عز وجل عنده، فإن الله تبارك وتعالى ينزل العبد منه حيث أنزله العبد من نفسه، ومن أوفى بهذا الحب نال محبة الله تعالى، ويا لها من كرامة إذا حصلت!!".
ونتذكر هنا ما قاله الإمام الغزالي: "وكمال الحب أن يحب العبد ربه عز وجل بكل قلبه، وما دام يلتفت إلى غيره فزاوية من قلبه مشغولة بغيره".
لقد بذلنا كل طاقتنا في حب وهمي، في حب الدنيا وحب الشهوات وحب النساء وحب العمل وحب المال وحب الدراسة وحب المغنين والمغنيات فجعلنا قلوبنا مساكن شعبية لكل شيء في الدنيا، وأسكنا فيها من هب ودب بغير حساب، فتزاحمت الأشياء في هذا القلب، وما عاد يتسع وطغى ذلك على حب الله ورسوله، فتركنا ما هو أعظم من ذلك وهو حب الله، فأين نحن من الحب الأسمى والأرقى؟
من الحبيب الذي ليس بعده حبيب؟
أليس الله أحق بالحب الأول من أي حب؟
إذا طلب منك أحد أن تقول الحب الأول في حياتك بدون تفكير.. فهل سيكون الجواب هو الله؟
نتمنى أن يكون الجواب نعم، وليست أي نعم إنما هي التي تقولها بالقلب والإحساس والعقل والفعل.
تخيل لو أنك تحب أحد البشر وهو أيضًا يبادلك الحب؟
تخيل لو أنك تحب الله عز وجل ويبادلك الحب؟
أيهما تفضل أن يكون حبك الأول واختيارك؟
وشتان بين المفاضلة..
إن حب الله ليس قبله حب وليس بعده حب.
الحب في الله
معنى الحب في الله : أن تكون المحبة خالصة لله لا يراد بها إلا وجهه الكريم، حب خالٍ من أي غرض، خال من شوائب الدنيا، حب لا يقوم على الإعجاب بشخص لموهبة عظيمة أو هيئة جميلة أو حديث ممتع أو مصلحة قائمة، بل يقوم على التقوى والصلاح، ويولد ويكبر في طريق الإيمان والإحسان، فبحب الله ورسوله نحب، وببغض الله ورسوله نبغض
الأخوة في الله نعمة الله المضاعفة في الدنيا والآخرة، فأعباء الدنيا كثيرة، والمتاعب بها عظيمة، والفتن مهلكة، والإنسان وحده أضعف من أن يقف طويلا أمام هذه الشدائد.. فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
والمسلم بحكم إيمانه بالله لا يحب إذا أحب إلا في الله، ولا يبغض إذا أبغض إلا في الله؛ لأنه لا يحب إلا ما أحب الله ورسوله، ولا يكره إلا ما يكره الله ورسوله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن من عباد الله ناسا، ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله.
قالوا : يا رسول فخبرنا : من هم؟
قال : قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فو الله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس. وقرأ "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
والمتحابون في الله كتلة من نور في يوم شديد الظلمة، آمنون في يوم الرعب العظيم وهذه واحدة. قال صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل "المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي" .
والثانية أن المتحابين يحميهم الله من حر يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله. قال صلى الله عليه وسلم: "حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي".
والثالثة – ما أعظمها- تحقق محبة الله للعبد . قال صلى الله عليه وسلم : " إن رجلا زار أخا له في الله، فأوجد الله له ملكا فقال أين تريد.؟
قال: أريد أن أزور أخي فلانا.
فقال: لحاجة لك عنده؟
قال : لا
قال: فيم .. قال : أحبه في الله.
قال: فإن الله أرسلني إليك أخبرك بأنه يحبك لحبك إياه وقد أوجب لك الجنة".
وما أهنأ الرابعة فهي توجب الجنة بضمان الله عز وجل أرأيت ؟! .. ممكن أن تنال محبة الله وأمنه ورضاه بل وتضمن الجنة بحب صادق لأتقياء أمة محمد صلى الله عليه وسلم
فهل للحب في الله دلائل وعلامات؟
نعم.......
أولها : أن يستشعر المؤمن روح الإيمان الحي من المشاعر الرقيقة التي يكنها المسلم لإخوانه حتى إنه ليحيا مهم ، وبهم.
ثانيها: أن يشعر أن عاطفته يحكمها سلطان العقيدة: وعلامة ذلك أنه يجد في قلبه حبا عظيما لكل تقي نقي صالح، حتى وإن لم يره أو لم يكن في زمانه أصلا، فعن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله : الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل عملهم؟ قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت.
وأنشأ الإمام الشافعي ضاربا مثلا جميلا للحب في الله :
أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعة
وأبغض من تجارته المعاصي*** ولو كنا سواء في البضاعة
ثالثها: الإحساس والشعور بالأخوة :فيشعر الأخ بالتألم والحزن لما يصيب أخاه من ألم ونصب، وهذا مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
رابعها: سلامة الصدر: فيحافظ على سلامة صدره تجاه إخوانه، فيحيا ناصع الصفحة، قلبه مشرق فياض، فالأخوة الحقة هي التي تقوم على عواطف الحب والود والتعاون المتبادل والمجاملات الرقيقة، بل هي كما وصفها القرآن: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
كيف يحب المسلم أخاه في الله؟
أولا: صفات الاختيار
1- عليه أن يختار من يستحق حبه فيختار بعين الله، يتحرى أن يكون من يختاره عاقلا غير أحمق، إذ قد يضر الأحمق صاحبه حيث يريد نفعه.
2- حسن الخلق، فيختار التقي، لأن الفاسق لا يؤمن جانبه.
3- معين على الطاعة بقوله وعمله وسمته فهو الجليس الصالح الذي حثنا الرسول الكريم على ملازمته، ويقال في الأثر: الجليس الصالح هو الذي ترتاح إليه نفسك، ويطمئن به فؤادك، وتنتعش به روحك.. تطرب لحديثه، وتنعم بمجالسته، وتسعد بصحبته.. إنه عدة في الرخاء، وزينة في الشدة، وبلسم للفؤاد، وراحة للنفس.
وكما يقولون "من جالس جانس"؛ لأن النفس تقتبس الخير أو الشر من الجلساء، ولهذا أمر الباري تبارك وتعالى بصحبة الصالحين، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
وحذرنا من صحبة الفاسقين، فوصف حال من يتخذهم أخلاء يوم القيامة، فقال سبحانه:
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً).
ثانيا : مراعاة حقوق الأخوة
أن يقوم تجاه من يحب بحقوق الصداقة والأخوة، ليستبقي مودتهم في الدنيا والآخرة، وهذه الحقوق هي:
1- أن يكون عونا لصاحبه يقضي حاجته ويتفقد أحواله ويؤثره على نفسه.
2- أن يكف عنه لسانه إلا بخير، فلا يذكر له عيبا في غيبته أو حضوره، ولا يكشف أسراره.
3- أن يعطيه من لسانه ما يحبه منه، ويدعوه بأحب أسمائه إليه، وينصحه سرا ولا يفضحه، كما قال الإمام الشافعي- رحمه الله- : من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه.
4- أن يعفو عن زلاته ويتغاضى عن هفواته، فيستر عيوبه ويحسن به ظنونه.
5- أن يفي له في الأخوة؛ فيثبت عليها ويديم عهدها؛ لأن قطعها يحبط أجرها.
6- أن لا يكلفه ما يشق عليه ولا يحمله ما لا يرتاح له.
7- ألا يتكلف ولا يتحفظ معه، فقد قال أحد الصالحين : من سقطت كلفته؛ دامت مودته".
8- أن يخبره أنه يحبه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه".
9- أن يفعل ما أجمله الأثر "من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهم ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته". "حق المؤمن على أخيه أن يبين له الحق إذا احتاجه، ويشد عزمه إذا أصاب، وأن يشكر له إذا أحسن، ويذكره إذا نسي، ويرشده إذا ذل، و يصحح له إذا أخطأ، ولا يجامله في الحق، ولا يسايره على الباطل، ويكون له هاديا ودليلا ومعينا وأمينا.
10- أن يدعو له ولأهله ... يدعو له حاضر أو غائبا، حيا أو ميتا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة آمين، ولك بمثلٍ". وقد قال أحد الصالحين : "إن أهل الرجل إذا مات يقسمون ميراثه ويتمتعون بما خلف، والأخ الصالح ينفرد بالحزن مهتما بما قدم أخوه وما صار إليه، يدعو له في ظلمة الليل ويستغفر له وهو تحت الثري".
هل فهمتم اي حب اقصد؟!!!!
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
منقــــــــــــــــــــــــــــول