faridgacem65
2012-03-11, 22:36
الحريـــة في الإســلام
ولقد ضرب السلف الصالح أروع الأمثال العملية على قيمة الحرية، فهاهو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطلقها صريحة، فيسطرها التاريخ بأحرف من نور: ''متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً''. فربما عانى ''القبطي'' أوغيره من أبناء عشيرته من سياط الرومان، لكنه لما علم أن عدالة الإسلام، وعدل خليفته عمر رضي الله عنه بخلاف ذلك ذهب ليأخذ حقه (في حادثة السباق المشهورة)، ويقتص من ابن والي مصر عمرو بن العاص رضي الله عنه. وهنالك ربيعي بن عامر يؤكد لأكاسرة الشرق، وكذا لقياصرة الغرب في آن معاً رسالة الإسلام، ولُبها: ''لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جورالأديان إلى عدل الإسلام''. فالإسلام جاء مُحررا للناس، لا فرق بين فرد وآخر بسبب من لون أو نسب أو عصب. جاء ليحرر العقل من عادات وتقاليد العبودية لغير الله تعالى، ويقض على كل مظاهر العنصرية البغيضة. والحرية في الإسلام تتعدى المسلمين إلى غيرهم، فلهم داخل المجتمع المسلم حرياتهم في الإعتقاد والتعبد، وعدم التمييز في التعامل معهم. كما لهم، داخل المجتمع الإنساني، حق التعارف والإعتراف المصاحبة بالمعروف، وفي المعروف، وللمعروف وفق ''التقوى والعمل الصالح'' الحارس الأساس للحريات والحقوق، والمقياس الذي يزن علاقات وتفاعلات الأسر والأقران والبشرية جمعاء، ويحل تلك المعضلة المتعلقة بشأنهم جميعاً.''وازع داخلي'' يبغي المثوبة من الله تعالى، ومجالاً كسبياً يتنافس فيه المتنافسون. فتلك هي الغاية هي من جعلهم مختلفين أجناسا وألوانا ولغاتا، متفرقين شعوبا وقبائل:''يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ'' (الحجرات الآية: 13). والحرية في الإسلام منضبطة فكراً وتفكيراً وعملاً ومصالحاً، وليست هوى أو شهوة أو إضراراً
أوإعتداءً أو تعدياً على ثوابت الأمة أوحنى معتقدات الآخرين:''ولا تسُبوا الذين يَدعـُون من دون الله فيسُبوا الله عدواً بـِغير علمٍ'' (الأنعام الآية:108)، ''ومعاني الإختلاف لا تكون في الشيء المختلف فيه، بل في الأنفس المختلفة عليه، فحكمك على شيء هو عقلك أنت فيه، والقرآن نفسه قد أثبت الله تعالى فيه أقوال من عابوه، وحاورهم حوارا موضوعياً ومنطقيا، ليدل بذلك على أن الحقيقة تحتاج إلى من ينكرها ويردها، كحاجتها إلى من يُقر بها ويقبلها، فهي بأحدهما تثبت وجودها، وبالآخر تثبت قدرتها على الوجود والإستمرار''.
فيا من: تنشدون الحرية الحقيقة، ومعينها الصافي، يا من تبحثون عن الرؤية الإيجابية لتحرروا النفس والمجتمع البشري، وعن التوازنات والوسطية في قيم الحياة الفردية والمجتمعية والإنسانية، يا من أعياكم العثور عن الأسس الحقة للتعارف والتواصل مع الذات، و(الآخر)، والأسلوب العلمي والعملي للخيارات السليمة للأفراد والمجتمعات.
للامانة منقول عن جريدة الجزائر نيوز
ولقد ضرب السلف الصالح أروع الأمثال العملية على قيمة الحرية، فهاهو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطلقها صريحة، فيسطرها التاريخ بأحرف من نور: ''متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً''. فربما عانى ''القبطي'' أوغيره من أبناء عشيرته من سياط الرومان، لكنه لما علم أن عدالة الإسلام، وعدل خليفته عمر رضي الله عنه بخلاف ذلك ذهب ليأخذ حقه (في حادثة السباق المشهورة)، ويقتص من ابن والي مصر عمرو بن العاص رضي الله عنه. وهنالك ربيعي بن عامر يؤكد لأكاسرة الشرق، وكذا لقياصرة الغرب في آن معاً رسالة الإسلام، ولُبها: ''لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جورالأديان إلى عدل الإسلام''. فالإسلام جاء مُحررا للناس، لا فرق بين فرد وآخر بسبب من لون أو نسب أو عصب. جاء ليحرر العقل من عادات وتقاليد العبودية لغير الله تعالى، ويقض على كل مظاهر العنصرية البغيضة. والحرية في الإسلام تتعدى المسلمين إلى غيرهم، فلهم داخل المجتمع المسلم حرياتهم في الإعتقاد والتعبد، وعدم التمييز في التعامل معهم. كما لهم، داخل المجتمع الإنساني، حق التعارف والإعتراف المصاحبة بالمعروف، وفي المعروف، وللمعروف وفق ''التقوى والعمل الصالح'' الحارس الأساس للحريات والحقوق، والمقياس الذي يزن علاقات وتفاعلات الأسر والأقران والبشرية جمعاء، ويحل تلك المعضلة المتعلقة بشأنهم جميعاً.''وازع داخلي'' يبغي المثوبة من الله تعالى، ومجالاً كسبياً يتنافس فيه المتنافسون. فتلك هي الغاية هي من جعلهم مختلفين أجناسا وألوانا ولغاتا، متفرقين شعوبا وقبائل:''يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ'' (الحجرات الآية: 13). والحرية في الإسلام منضبطة فكراً وتفكيراً وعملاً ومصالحاً، وليست هوى أو شهوة أو إضراراً
أوإعتداءً أو تعدياً على ثوابت الأمة أوحنى معتقدات الآخرين:''ولا تسُبوا الذين يَدعـُون من دون الله فيسُبوا الله عدواً بـِغير علمٍ'' (الأنعام الآية:108)، ''ومعاني الإختلاف لا تكون في الشيء المختلف فيه، بل في الأنفس المختلفة عليه، فحكمك على شيء هو عقلك أنت فيه، والقرآن نفسه قد أثبت الله تعالى فيه أقوال من عابوه، وحاورهم حوارا موضوعياً ومنطقيا، ليدل بذلك على أن الحقيقة تحتاج إلى من ينكرها ويردها، كحاجتها إلى من يُقر بها ويقبلها، فهي بأحدهما تثبت وجودها، وبالآخر تثبت قدرتها على الوجود والإستمرار''.
فيا من: تنشدون الحرية الحقيقة، ومعينها الصافي، يا من تبحثون عن الرؤية الإيجابية لتحرروا النفس والمجتمع البشري، وعن التوازنات والوسطية في قيم الحياة الفردية والمجتمعية والإنسانية، يا من أعياكم العثور عن الأسس الحقة للتعارف والتواصل مع الذات، و(الآخر)، والأسلوب العلمي والعملي للخيارات السليمة للأفراد والمجتمعات.
للامانة منقول عن جريدة الجزائر نيوز