معاذ1
2012-03-09, 22:36
بسم الله الرحمن الرحيم .
لقد أمر الله عز وجل المومنين إذا بلغهم قوله او قول نبيه عليه افضل الصلاة والسلام
أن يجيبوا لما دعاهم اليه من الأيمان والتوحيد والعلم النافع والعمل الصالح , ويدعوا
ما خالف ذالك من الهوى والشبه والرأي الفاسد والتقليد الأعمى , وتكون استجابتهم
تامة إذ لا تنفع الاستجابة بالبدن والجوارح إذا لم تكن الاستجابة بالقلب .
" يأيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول
بين المرء وقلبه وأنه اليه تحشرون " .
وأخرج البخاري عن ابن سعيد قال : كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله عليه \
الصلاة والسلام فلم أجبه , فقلت يارسول الله ني كنت اصلي فقال : " الم يقل الله : "
استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ..." ؟
فهذه هي الحياة في الأستجابة لله وللرسول وهي حياة طيبة نافعة ينعم بها الله على من
استجابة له ولرسوله ظاهرا وباطنا .. فمن كان ذالك فهو الحي وإن مات بدنه , وأما
من لم يستجب فهو ميت القلب وإن كان حي البدن لأن حياته حياة بهيمية كسائر حياة
الحيوانات , لهذا وصف الله الكفار اموات وإن كانوا احياء " أموات غير أحياء " .
وقال ايضا " إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين " .
فكم من حي في الموتى وكم من ميت في الأحياء ؟ ! .
ليس من مات فاستراح بميت .... إنما الميت ميت ألحياء .
ولهذا شبه الله لمن لم يستجب له ولرسوله بأصحاب القبور , إذ ماتت قلوبهم فقبرت في
أبدانهم , وموت قلوبهم سببه انعدام روح الإيمان والعلم والهدى فيها " إن الله يسمع من
يشاء وما أنت بمسع من في القبور "
ولقد أصاب من قال واصفا لهم :
لا تعجبن الجهول حلته ...... فذاك ميت وثوبه كفن .
وقال آخر أيضا :
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله ,,, واجسامهم قبل القبور قبور
وارواحهم في وحشة من جسومهم ,,,, وليس لهم حتى النشور نشور .
وقد جعل الله من لم يوحده وجهل شرائع دينه وترك طاعته بمنزلة الميت , وإنما تكون
حياته بإحياء الله له بروح جديدة غير الروح التي تحيا بها الأبدان , وهي روح الأيمان
ونور الرسالة . قال تعالى :
" أومن كان ميتا فأحيينه وجعلنا له نورا يمشي به كمن مثله في الظلمت ليس بخارج
منها كذالك زين للكفرين ما كانوا يعملون " .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى " أصل كل سعادة وخير للعبد بل لكل حي ناطق : كمال
حياته ونوره ,, فجمع بين الأصلين : الحياة والنور , فبالحياة تكون قوته وسمعه وبصره
وحياؤه وعفته وشجاعته وصبره وسائر اخلاقه الفاضلة , ومحبته للحسن وبغضه للقبيح
فكلما قويت حياته قويت فيه هذه الصفات .. فالقلب الالصحيح الحي : إذا عرضت عليه
القبائح نفر منها بطبعه وأبغضها , ولم يلتفت إليها , بخلاف القلب الميت : فإنه لا يفرق
بين الحسن والقبيح " .
لأن في الحقيقة لا يستطيع ألأنسان أن يعيش الا بنوعين من الحياة مجتمعتين إذ بقاؤه
موقوف عليهما معا :
أولاهما : حياة بدنية ماددية وتكون بنفخ الرسول الملكي فيه من روح الله فيصير حيا
بعدما كان في العدم .
والأخرى : هي حياة روحية قلبية , فمن حيي قلبه بالوحي وعمل به , تمتع بحياة طيبة
أبدية دائمة سرمدية لا نهاية لها قال تعالى " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مومن
فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " .
وأما من مات قلبه وفقد روح الأيمان , واعرض عن الحق , وغفل عن الشرع , وفقد
ضاعت حياته , وفاتته الحياة السعيدة في الدارين , إذ يعيش في هذه الدنيا معيشة ضنكا
ويحشر يوم القيامة أعمى .
وعلى العبد أن يعلم أن الله إذا فتح عليه أبوب الخير ولم يسلكها , وكانت له فرص البر
فلم ينتهزها , فإنه يعاقب بأن يحول الله بينه وبيني إرادته - جزاء وفاقا - فلا يستطيع
الا ستجابة وإن سعى اليها , ولا يصل إلى الهدى وإن اراده " ونقلب أفئدتهم وأبصرهم
كما لم يومنوا به أول مرة ونذرهم في طغينهم يعمهون "
وقال أيضا " فلما أزاغوا أزاغ الله قلوبهم " .
نسأل الله ان يثبت قلوبنا على الأيمان , ويهدينا للتي هي أقوم , ويوفقنا للعلم النافع
والعمل الصالح , ويتوفانا مسلمين لا مبدلين ولا مغيرين , ولا فاتنين ولا مفتونين ,
وآخر دعوانا إن الحمدلله رب العالمين .
مجلة الأحياء .
لقد أمر الله عز وجل المومنين إذا بلغهم قوله او قول نبيه عليه افضل الصلاة والسلام
أن يجيبوا لما دعاهم اليه من الأيمان والتوحيد والعلم النافع والعمل الصالح , ويدعوا
ما خالف ذالك من الهوى والشبه والرأي الفاسد والتقليد الأعمى , وتكون استجابتهم
تامة إذ لا تنفع الاستجابة بالبدن والجوارح إذا لم تكن الاستجابة بالقلب .
" يأيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول
بين المرء وقلبه وأنه اليه تحشرون " .
وأخرج البخاري عن ابن سعيد قال : كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله عليه \
الصلاة والسلام فلم أجبه , فقلت يارسول الله ني كنت اصلي فقال : " الم يقل الله : "
استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ..." ؟
فهذه هي الحياة في الأستجابة لله وللرسول وهي حياة طيبة نافعة ينعم بها الله على من
استجابة له ولرسوله ظاهرا وباطنا .. فمن كان ذالك فهو الحي وإن مات بدنه , وأما
من لم يستجب فهو ميت القلب وإن كان حي البدن لأن حياته حياة بهيمية كسائر حياة
الحيوانات , لهذا وصف الله الكفار اموات وإن كانوا احياء " أموات غير أحياء " .
وقال ايضا " إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين " .
فكم من حي في الموتى وكم من ميت في الأحياء ؟ ! .
ليس من مات فاستراح بميت .... إنما الميت ميت ألحياء .
ولهذا شبه الله لمن لم يستجب له ولرسوله بأصحاب القبور , إذ ماتت قلوبهم فقبرت في
أبدانهم , وموت قلوبهم سببه انعدام روح الإيمان والعلم والهدى فيها " إن الله يسمع من
يشاء وما أنت بمسع من في القبور "
ولقد أصاب من قال واصفا لهم :
لا تعجبن الجهول حلته ...... فذاك ميت وثوبه كفن .
وقال آخر أيضا :
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله ,,, واجسامهم قبل القبور قبور
وارواحهم في وحشة من جسومهم ,,,, وليس لهم حتى النشور نشور .
وقد جعل الله من لم يوحده وجهل شرائع دينه وترك طاعته بمنزلة الميت , وإنما تكون
حياته بإحياء الله له بروح جديدة غير الروح التي تحيا بها الأبدان , وهي روح الأيمان
ونور الرسالة . قال تعالى :
" أومن كان ميتا فأحيينه وجعلنا له نورا يمشي به كمن مثله في الظلمت ليس بخارج
منها كذالك زين للكفرين ما كانوا يعملون " .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى " أصل كل سعادة وخير للعبد بل لكل حي ناطق : كمال
حياته ونوره ,, فجمع بين الأصلين : الحياة والنور , فبالحياة تكون قوته وسمعه وبصره
وحياؤه وعفته وشجاعته وصبره وسائر اخلاقه الفاضلة , ومحبته للحسن وبغضه للقبيح
فكلما قويت حياته قويت فيه هذه الصفات .. فالقلب الالصحيح الحي : إذا عرضت عليه
القبائح نفر منها بطبعه وأبغضها , ولم يلتفت إليها , بخلاف القلب الميت : فإنه لا يفرق
بين الحسن والقبيح " .
لأن في الحقيقة لا يستطيع ألأنسان أن يعيش الا بنوعين من الحياة مجتمعتين إذ بقاؤه
موقوف عليهما معا :
أولاهما : حياة بدنية ماددية وتكون بنفخ الرسول الملكي فيه من روح الله فيصير حيا
بعدما كان في العدم .
والأخرى : هي حياة روحية قلبية , فمن حيي قلبه بالوحي وعمل به , تمتع بحياة طيبة
أبدية دائمة سرمدية لا نهاية لها قال تعالى " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مومن
فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " .
وأما من مات قلبه وفقد روح الأيمان , واعرض عن الحق , وغفل عن الشرع , وفقد
ضاعت حياته , وفاتته الحياة السعيدة في الدارين , إذ يعيش في هذه الدنيا معيشة ضنكا
ويحشر يوم القيامة أعمى .
وعلى العبد أن يعلم أن الله إذا فتح عليه أبوب الخير ولم يسلكها , وكانت له فرص البر
فلم ينتهزها , فإنه يعاقب بأن يحول الله بينه وبيني إرادته - جزاء وفاقا - فلا يستطيع
الا ستجابة وإن سعى اليها , ولا يصل إلى الهدى وإن اراده " ونقلب أفئدتهم وأبصرهم
كما لم يومنوا به أول مرة ونذرهم في طغينهم يعمهون "
وقال أيضا " فلما أزاغوا أزاغ الله قلوبهم " .
نسأل الله ان يثبت قلوبنا على الأيمان , ويهدينا للتي هي أقوم , ويوفقنا للعلم النافع
والعمل الصالح , ويتوفانا مسلمين لا مبدلين ولا مغيرين , ولا فاتنين ولا مفتونين ,
وآخر دعوانا إن الحمدلله رب العالمين .
مجلة الأحياء .