غزة تقول: إن لم نكن عظاما فوق الأرض فلنكن عظاما تحت الأرض

[أبو أحمد ياسين]

وأنا أشاهد احدى القنوات العربية وهي تستعرض أراء أهل غزة أثناء العدوان الهمجي شدّ انتباهي ذلك الصمود الذي تحدى به هذا الشعب الفريد، فكانت عبارات مختلفة تخروج من أفواه مختلفة ولكن لها نفس المعنى ، سأل الصحفي من قناة الحوار عجوزا عن حالها بعد العدوان فكان الرد بالحمد لله وراحت تعد الشهداء من أهلها وهي تفتخر والبسمة مرسومة على وجهها لم أجد مثيلا لها سوى الخنساء فكانت خنساء زمانها، بعدها انتقل الصحفي الى شاب جريح في المستشفى ،كنت أظن أني سأسمع أنينه وهو يتألم لكن المفاجأة أنه كان يتحدى العدو الصهيوني وهو يدعوه الى النزال على أرض المعركة وأن لايقاتل قتال الجبناء ،كهل آخر يرد على سؤال الصحفي بأن العدو هذا أقصى ما يستطيع فعله ،آخر يرد بمقولة لم أسمع بها من قبل وهي التي اخترت أن تكون عنوان هذا الموضوع ((إن لم نكن عظاما فوق الأرض فلنكن عظاما تحت الأرض ....))عندها قلت في نفسي كم أنت عظيمة ياغزة ....يا غزة ياسين ....وياغزة الرنتيسي....وياغزة هنية ومشعل .......إن ا لمدرسة التي تخرج منها أبناء غزة ، والتي صنعت أبطالا ،أطفالا كانو أو كبارا ، نساءا أو رجالا ،شبابا أو شيوخا لهي مدرسة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ،فلن يخشى على تلاميذها ،فكما صمدوا ضد الحصار الذي اشترك فيه العالم كله دون استثناء سيصمدون ضد هذا العدوان ،ولن ينتظروا مددا من العرب لن يأتي أبدا ،فشمروا يأهل غزة على سواعدكم واعدوا للعدو مااستطعتم من قوة فلن يخذلكم الله أبدا ما إن تمسكتم بدينكم واذكروا كيف كنتم تقاتلون العدو بالحجارة والزجاجات الحارقة وكيف أصبحتم اليوم ترمونه بصواريخ تصنعونها ، إن هذا والله لهو المعجزة بذاتها ،وهذا ما أرعب هذا العدو ، الذي فقد صوابه وهو يرى رغم الحصار الطويل- الذي لم يجد أمثال مشركي قريش من العرب لكسر هذا الحصار - أنكم لم تستسلموا أو تخرجوا على مقاومتكم بل زادكم ذلك التفافا حولها لأنها كانت بحق تمثل القيادة الرشيدة فلم تنبطح مع المنبطحين ......فلله دركم ياأهلنا في غزة، لكم الله ....والصمود ....الصمود.....