المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصديق المفقود


عبدالرحمن الأثري
2012-03-09, 17:35
الصديق المفقود



(الغيرة).. ذلك الصديق العزيز، الذي كنا ننعم ونأنس بسكناه بين أظهرنا ـ وقد عاش بيننا ـ فسار الكثير دون إدراك ولا تفكير.
صدقوني.. الوضع خطير.. خطير..

يحتاج إلى أناس يؤججون نار الغيرة في قلوبهم لاستدراك ما فات وإصلاح ما سيأتي.

هل ننتظر تدهوراً أكثر مما نحن فيه؟

هل نتوقع مستقبلاً أفضل مما نحن فيه؟

انظر.. يمينك.. شمالك.... أمامك.. خلفك...كل شيء يدفع للخوف من المستقبل القادم الذي نجهل حوادثه.

الوضع سيئ.. انهيار أسر.. تفسخ أخلاق.. موت فضيلة.. انتشار رذيلة.. وانعدام مبادئ..

أين القدوة الصالحة..؟ أين الموجه..؟

لقد فُقدوا في زحمة الفتن..!

ومـن عجـب أني أحـن إليهمو وأسأل عنهم مـن لقيت وهم معي
وتبكيهم عيني وهـم في سـوادها ويشكو النوى قلبي وهم بين أضلعي

إن لم نحي جذوة الغيرة في قلوبنا.. فإننا سنحصد نتاج التفكك الأسري الذي نعيشه قريباً.. أقرب مما نتصور.

الوضع في انحدار.. عشر سنوات أنتجت عندنا مجتمعاً متغيراً ملوثاً.. فكيف لو طال بنا الزمان؟!

أين عقيدة الولاء للمسلمين؟ والبراءة من المشركين؟ أين هويتنا الإسلامية؟ أين العباءة الفضفاضة، والقفازات السوداء؟ أين الغطوة الساترة، أين السواد الذي يستر ما خلفه؟

واأسفاه.. لقد أصبح عند كثير من الناس ماضياً مشوهاً.

أليست هذه فتنة..؟ أن يصبح الماضي الجميل الناصع.. ذكريات مشوهة؟؟ يجب أن يستيقظ من وضع رجله على بداية الطريق المظلم، وينتبه قبل فوات الأوان وضياع الفرصة، واندراس ما تبقى من المآثر، فيعيش الصراع الأبدي في داخله.. بين رغبته في العودة إلى الأصل، وبين ما أفلت زمامه فلا يستطيع السيطرة عليه، ولعله لا يكتشف تلك الحقيقة إلا بعد أن ينجلي غبار المعركة فيقوم ليبكي زماناً اغتر فيه عاضاً أصابع الندم بسبب تفريطه.

يجب أن نستدرك ما بقي.. الأجيال في خطر.. نخشى أن يأتي الزمان الذي يبحث فيه الرجل عن زوجة تحتضن المبادىء السامية في قلبها وظاهرها فلا يجد!.. نخشى أن يأتينا الزمان الذي ترى فيه المرأة التي ليس لها صديق (معقدة!!).

الرعب يخيم على قلوبنا..

نخاف أن يأتي الزمان الذي تنسلخ فيه البقية الباقية من أخلاقها فيسقط ذلك الفارس الغيور مضرجاً بدمائه، يضحك على فروسيته السابقة، ويراها تخلفاً وجهالات، ويكون هو أكثر من يصرخ في وجهك قائلاً: وماذا في الأمر حين يكون لابنتي صديق؟؟!

الوضع خطير.. مخيف.. وكل ما ذكرته ليس ببعيد إن لم يتداركنا الله برحمة منه. فكم استبعدنا من الوقائع أن نراها بيننا، فما لبثت حتى صارت واقعاً لنا تصعب مخالفته.

لقد تغير الكثيرون في مجتمعاتنا المسكينة التي لا تعرف ماذا يراد بها..

لا والذي حجت قريش بيته مستقلبين الركن من بطحائها
ما أبصرت عيني خيام قبيلـة ألا بكـيت أحبـتي بفنائها
أما الخيـام فإنها كخيـامهـم وأرى نساء الحي غير نسائهـا

يجب أن نعترف أن في الساحة أجراء مستغربين، ولهم أتباع أجراء من سذجة الفساق، أتباع كل ناعق، يفوقون سهامهم لاستلاب الفضيلة من نساء المسلمين، وإنزال الرذيلة بهن.

فهل يريد أجراء اليوم أن تصل الحال إلى ما وصلت إليه البلاد الأخرى من الحال الأخلاقية البائسة والواقع الأليم، نسأل الله أن يعود ذلك الصديق المفقود، لتحتضنه القلوب، وتحرسه الأعين، فكم اشتقنا لوجوده بيننا..

وحق لمثله أن يفتقد...

من موقع الشيخ سالم العجمي حفظه الله (http://www.forum.educ40.net/arbah.php?url=%61%48%52%30%63%44%6f%76%4c%33%64%33 %64%79%35%7a%59%57%78%6c%62%57%46%73%59%57%70%74%6 1%53%35%6a%62%32%30%76%62%57%46%70%62%69%39%77%62% 47%46%35%4c%54%49%7a%4c%6d%68%30%62%57%77%3d)

عُبيد الله
2012-03-09, 17:44
نعم إنها المسكينة المفقودة "الغيرة"

وعلى حسب ما شاهدنا الأمس فالأمر لا يبشر بالخير على طول

إلا أن يتداركنا الله برحمة منه وفضل

سعيد*الاغواطي*
2012-03-09, 17:57
قال الرسول الكريم : مازال الخير في أمتي الى يوم القيامة.

أبوعبد اللّه 16
2012-03-09, 21:13
موضوع قيم جدا
بارك الله فيك اخي و جزاك الله خيرا
هذا ما ينقصنا حقا، نسأل الله ان يروقنا ذلك.

سفيان الثوري السلفي
2012-03-10, 03:36
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..اما بعد..جزاكم الله خيرا اخي الفاضل عبد الرحمن..عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صل الله عليه وعلى آله وسلم قال : ثلاثةٌ قد حَرّمَ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - عليهم الجنةَ : مُدْمِنُ الخمر ، والعاقّ ، والدّيّوثُ الذي يُقِرُّ في أَهْلِهِ الخُبْثَ . رواه أحمد والنسائي .
والدّيوث قد فسّره النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث بأنه الذي يُقرّ الخبث في أهله ، سواء في زوجته أو أخته أو ابنته ونحوهنّ .
والخبث المقصود به الزنا ، وبواعثه ودواعيه وأسبابه من خلوة ونحوها .
فعن جابر بن عتيك أن نبيَّ الله صل الله عليه و على آله وسلم كانَ يَقُولُ : مِنَ الغَيْرَةِ مَا يُحِبّ الله ، ومِنْهَا مَا يُبْغِضُ الله ، فَأَمّا الّتِي يُحِبّهَا الله عَزّ وَ جَلّ فَالغَيْرَةُ في الرّيبَةِ ، وَأَمّا الّتِي يَبْغَضُهَا الله فالْغَيْرَةُ في غَيْرِ رِيبَةٍ . رواه أحمد وأبو داود والنسائي ، وهو حديث صحيح .
قال ابن القيم : وإنما الممدوح اقترانُ الغيرةِ بالعذر ، فيغارُ في محل الغيرة ، ويعذرُ في موضع العذر ، ومن كان هكذا فهو الممدوحُ حقّـاً .

قال علي رضي الله عنه : أما تغارون أن تخرج نساؤكم ؟ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج . رواه الإمام أحمد..الله المستعان...منقول للفائدة و الموعظة و التذكير..و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

ابو البراء الادريسي
2012-03-10, 08:20
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك الاخ الفاضل .. اين غيرة عمر من واقعنا و الله ان حالنا ليدمى له القلب ... تبرج و سفور يبعث الخوف و القلق فعلا لدرجة ان الناس باتو يرون المتبرجة بالسروال و الخمار محافظة و متحجبة
و لكن نتفاءل و نقول ..و الله رغم الشر الكبير الا انه مازالت القلة القليلة تغار على عرضها و صاحب الموضوع و من رد عليه نحسبهم منهم ان شاء الله

"زينب"
2012-03-10, 13:08
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندما نرى المنكر بأعيننا و لا نستطيع تغييره, فهل لغيرتنا على ديننا فائدة, الله المستعان
الله يهدينا و يثبتنا
قال الله تعالى " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"

الحضني28
2012-03-10, 13:46
قال الرسول الكريم : مازال الخير في أمتي الى يوم القيامة.

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبارك الله فيك
المسلم لا يعرف اليأس

عبدالرحمن الأثري
2012-03-14, 14:38
بارك الله فيكم على المرور والمداخلات