المقيبرة
2012-03-09, 00:05
الْحِرْفَةُ تَنْفَعُ صَاحِبَهَا
فِي قَدِيمِ الزًمَانِ كَانَ لِأَحَدِ المٌلُوكِ ابْنًََََا فَأَرَادَ أَنْ يُزَوِجَهُ فَاخْتَارَ لَهُ فَتَاةً ذَكِيَّةً وَذَاتَ أَخْلاَقٍ حَمِيدَةٍ، وَحِينَ ذَهَبَ لِيَخْطِبَهَا مِنْ أَبِيهَا، شَاوَرَ1 الأَبُ اِبْنَتَهُ فَسَأَلَتْ الْفَتَاةُ الْمَلِكَ: هَلْ يُتْقِنُ الْأَمِيرُ حِرْفَةً2 يَا مَوْلَايْ؟ فَقَالَ الْمَلِكُ لَا يَا بُنَيَّتِي، إِنَّ الأَمِيرَ لَيْسَ بِحَاجَةٍ إلى حِرْفَةٍ. فَتَأَسَفَتْ وَلَمْ تَقْبَلْ بِالزَّوَاجِ مِنَ الأَمِيرِ لِأَنَهُ لَاْ يُتْقِنُ أَيَّة حِرْفَةٍ، فَوَضَعَتْ الْفَتَاةُ شَرْطًا أَنْ لَا تَتَزَوَجَ الأَمِيرَ قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَمَ حِرْفَةًًً فَضَحِكَ المَلِكُ وَقَالَ هَذَا شَرْطٌ سَخِيفٌ3، كُنْتُ أَضُنُكِ تَطْلُبِينَ الأَمْوَالَ الكَثِيرَةَ وَالْجَوَاهِرَ الثَمِينَةَ، فَقَالَتْ الْفَتَاةُ لِلْمَلِكِ إِنَّ الأَمْوَالَ وَالْْجَوَاهِرَ الْثَّمِينَةَ تَزُولً مِنْ يَدِّ صَاحِبِهِا، أَمَا الْحِرْفَةََ فَتَبْقَى مَعَهُ عَلَى الْدَوَامِ.
أُعْجِبَ الْمَلِكُ بِجَوَابِ الْفَتَاةِ فَأَبْلَغَ شَرْطَهَا لِوَلَدِهِ وَنَصَحَهُ بِأَنْ يَقْبَلَ هَذَا الْشَّرْطَ وَيَتَعَلَمَ حِرْفَةً تُفِيدُهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ فَبَدَأَ يَعْمَلُ عَلَى نَصِيحَةِ أَبِيهِ، وَصَارَ يَتَرَدَدُ عَلَى شَيّخٍ مَاهِرٍ فِي صِنَاعَةِ الْسِّيُوفٍِ َونَقْشِهَا فَتَعَلَمَ مِنْهُ هَذِهِ الْحِرْفَةَ وَأَتْقَنَهَا فَتَزَوَجَ الأَمِيرُ مِنْ الْْفَتَاةِ وَكَانَ قَدْ أَحَبَ حِرْفَتَهُ إِلى جَانِبِ الْفُرُوسِيَّةِ وَالصَّيْدِ وَغَيْرُهَا.
َذاتَ يَوْمٍ خَرَجَ الأَمِيرُ إِلَى الصَّيْدِ وَتَوَغَلَ فِي غَابَةٍ كَثِيفَةٍ4 فَضَلَ طَرِيقَهُ وَتَاهَ5 فِي الْغَابَةِ وَفَجْأَةً َأحَاطَ بِهِ اللُصُوصُ وَهَجَمُوا عَلَيْهِ، فَسَلَّ سَيْفَهُ، وَحَاوَلَ أَنْ يُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهِ بِكُلِ شَجَاعَةٍ، وَلَكِنَهُمْ تَغَلَبُوا عَلَيْهِ أَخِيرًا وَقَيَّدُوهُ فَصَاحَ الأَمِيرُ وَقَالَ اُتْرُكُونِي أَيُّهَا الأَشْقِيَاءُ فَقَالُوا لَهُ: هَيْهَاتَ أَنْ تَفْلِتَ مِنَّا، سَنَأْخُذُ مَالَكَ، ثُمَّ نَقْتُلَُكَ لِكَيْ لِا تِكْشِفَ أَمْرَنَا.كَادَ الأَمِيرُ أَنْ يَيْأَسَ مِنَ النَّّجَاةِ لَكِنَّهُ تَفَطَّنَ إِلَى حِيلَةٍ، فَقَالَ لِلُصُوصِ: مَهْلاً، لَا تَقْتُلُونِي إٍنَّنِي أُتْقِنُ حِرْْفَةً تَنْفَعُكُمْ سَأَنْقُشُ لَكُمْ السٌّيٌوفَ وَتَبِيعُونَهَا وَتَرْبَحُونَ أَمْوَالاً كَثِيرَةً.
َتشَاوَرَ اللُصًُوصُ مًُدَّةً، ثَمَ وَافَقُوا عَلى اِقْتْرَاحَ الأَمِيرِ فَحَبَسُوهُ فِي مَخْبَأَهُمْ وَأَحْضَرُوا لَهُ سُيُوفًا لِيَنْقُشَهَا، فَاشْتَغَلَ بِجِدٍ.
أَخَذَ سَيْفًا وَتَفَنَنَ6 فِي نقْشِهِ بِالرَّسُوم الْجَِمِيلَةِ وَالأَشْكَالِ البَدِيعَةِ7 ثُمَ أَعْطَاهُ لِلْصُوص ِفَبَاعُوهُ بِثًمَنٍ غَالٍ جِدًا.رَأَى السَّيْفَ رَجُلٌ غَنِيٌ، فَأعْجَبَهُ فَاشْتَرَاهُ، ثُمَ أَهْدَاهُ لِلْمَلِكِ. وَعِنْدَمَا رَأَتْهُ كَنَّةُ8 المَلِكِ، عَرِفَتْ نُقُوشَ زَوْجِهَا. وَأَخَذَتْ تَتَأَمَلُهَا حَتَى رَأَتْ كِتَابَةً رَقِيقَةً، قَرَأَتْهَا فَعَرِفَتْ مَا وَقَعَ لِزَوْجِهَا، َوأَخْبَرَتْ الْمَلِكَ، فَأَرْسَلَ جَمَاعَةً مِنَ الحُرَاسِ، وَقَبَضُوا عَلَى اللُصُوصِ، وَخَلَصُوا الأَمِيرَ مِنْ الْحَبْسِ .
فِي قَدِيمِ الزًمَانِ كَانَ لِأَحَدِ المٌلُوكِ ابْنًََََا فَأَرَادَ أَنْ يُزَوِجَهُ فَاخْتَارَ لَهُ فَتَاةً ذَكِيَّةً وَذَاتَ أَخْلاَقٍ حَمِيدَةٍ، وَحِينَ ذَهَبَ لِيَخْطِبَهَا مِنْ أَبِيهَا، شَاوَرَ1 الأَبُ اِبْنَتَهُ فَسَأَلَتْ الْفَتَاةُ الْمَلِكَ: هَلْ يُتْقِنُ الْأَمِيرُ حِرْفَةً2 يَا مَوْلَايْ؟ فَقَالَ الْمَلِكُ لَا يَا بُنَيَّتِي، إِنَّ الأَمِيرَ لَيْسَ بِحَاجَةٍ إلى حِرْفَةٍ. فَتَأَسَفَتْ وَلَمْ تَقْبَلْ بِالزَّوَاجِ مِنَ الأَمِيرِ لِأَنَهُ لَاْ يُتْقِنُ أَيَّة حِرْفَةٍ، فَوَضَعَتْ الْفَتَاةُ شَرْطًا أَنْ لَا تَتَزَوَجَ الأَمِيرَ قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَمَ حِرْفَةًًً فَضَحِكَ المَلِكُ وَقَالَ هَذَا شَرْطٌ سَخِيفٌ3، كُنْتُ أَضُنُكِ تَطْلُبِينَ الأَمْوَالَ الكَثِيرَةَ وَالْجَوَاهِرَ الثَمِينَةَ، فَقَالَتْ الْفَتَاةُ لِلْمَلِكِ إِنَّ الأَمْوَالَ وَالْْجَوَاهِرَ الْثَّمِينَةَ تَزُولً مِنْ يَدِّ صَاحِبِهِا، أَمَا الْحِرْفَةََ فَتَبْقَى مَعَهُ عَلَى الْدَوَامِ.
أُعْجِبَ الْمَلِكُ بِجَوَابِ الْفَتَاةِ فَأَبْلَغَ شَرْطَهَا لِوَلَدِهِ وَنَصَحَهُ بِأَنْ يَقْبَلَ هَذَا الْشَّرْطَ وَيَتَعَلَمَ حِرْفَةً تُفِيدُهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ فَبَدَأَ يَعْمَلُ عَلَى نَصِيحَةِ أَبِيهِ، وَصَارَ يَتَرَدَدُ عَلَى شَيّخٍ مَاهِرٍ فِي صِنَاعَةِ الْسِّيُوفٍِ َونَقْشِهَا فَتَعَلَمَ مِنْهُ هَذِهِ الْحِرْفَةَ وَأَتْقَنَهَا فَتَزَوَجَ الأَمِيرُ مِنْ الْْفَتَاةِ وَكَانَ قَدْ أَحَبَ حِرْفَتَهُ إِلى جَانِبِ الْفُرُوسِيَّةِ وَالصَّيْدِ وَغَيْرُهَا.
َذاتَ يَوْمٍ خَرَجَ الأَمِيرُ إِلَى الصَّيْدِ وَتَوَغَلَ فِي غَابَةٍ كَثِيفَةٍ4 فَضَلَ طَرِيقَهُ وَتَاهَ5 فِي الْغَابَةِ وَفَجْأَةً َأحَاطَ بِهِ اللُصُوصُ وَهَجَمُوا عَلَيْهِ، فَسَلَّ سَيْفَهُ، وَحَاوَلَ أَنْ يُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهِ بِكُلِ شَجَاعَةٍ، وَلَكِنَهُمْ تَغَلَبُوا عَلَيْهِ أَخِيرًا وَقَيَّدُوهُ فَصَاحَ الأَمِيرُ وَقَالَ اُتْرُكُونِي أَيُّهَا الأَشْقِيَاءُ فَقَالُوا لَهُ: هَيْهَاتَ أَنْ تَفْلِتَ مِنَّا، سَنَأْخُذُ مَالَكَ، ثُمَّ نَقْتُلَُكَ لِكَيْ لِا تِكْشِفَ أَمْرَنَا.كَادَ الأَمِيرُ أَنْ يَيْأَسَ مِنَ النَّّجَاةِ لَكِنَّهُ تَفَطَّنَ إِلَى حِيلَةٍ، فَقَالَ لِلُصُوصِ: مَهْلاً، لَا تَقْتُلُونِي إٍنَّنِي أُتْقِنُ حِرْْفَةً تَنْفَعُكُمْ سَأَنْقُشُ لَكُمْ السٌّيٌوفَ وَتَبِيعُونَهَا وَتَرْبَحُونَ أَمْوَالاً كَثِيرَةً.
َتشَاوَرَ اللُصًُوصُ مًُدَّةً، ثَمَ وَافَقُوا عَلى اِقْتْرَاحَ الأَمِيرِ فَحَبَسُوهُ فِي مَخْبَأَهُمْ وَأَحْضَرُوا لَهُ سُيُوفًا لِيَنْقُشَهَا، فَاشْتَغَلَ بِجِدٍ.
أَخَذَ سَيْفًا وَتَفَنَنَ6 فِي نقْشِهِ بِالرَّسُوم الْجَِمِيلَةِ وَالأَشْكَالِ البَدِيعَةِ7 ثُمَ أَعْطَاهُ لِلْصُوص ِفَبَاعُوهُ بِثًمَنٍ غَالٍ جِدًا.رَأَى السَّيْفَ رَجُلٌ غَنِيٌ، فَأعْجَبَهُ فَاشْتَرَاهُ، ثُمَ أَهْدَاهُ لِلْمَلِكِ. وَعِنْدَمَا رَأَتْهُ كَنَّةُ8 المَلِكِ، عَرِفَتْ نُقُوشَ زَوْجِهَا. وَأَخَذَتْ تَتَأَمَلُهَا حَتَى رَأَتْ كِتَابَةً رَقِيقَةً، قَرَأَتْهَا فَعَرِفَتْ مَا وَقَعَ لِزَوْجِهَا، َوأَخْبَرَتْ الْمَلِكَ، فَأَرْسَلَ جَمَاعَةً مِنَ الحُرَاسِ، وَقَبَضُوا عَلَى اللُصُوصِ، وَخَلَصُوا الأَمِيرَ مِنْ الْحَبْسِ .