الغضنفر
2008-12-28, 01:27
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال أبو المظفر الأبيوردي لما استولى الإفرنج على البيت المقدس في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائةٍ قصيدةً قال فيها
مزجنا دماءً بالدموع السواجم . . . فلم يبق منا عرضةً للمراجم
وشر سلاح المرء دمعٌ يفيضه . . . إذا الحرب شبت نارها بالصوارم
فإيهاً بني الإسلام إن وراءكم . . . وقائع يلحقن الذرى بالمناسم
أتهويمةً في ظل أمنٍ وغبطةً . . . وعيشٍ كنوار الخميلة ناعم
وكيف تنام العين ملئ جفونها . . . على هبواتٍ أيقظت كل نائم
وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم . . . ظهور المذاكي أو بطون القشاعم
يسومهم الروم الهوان وأنتم . . . تجرون ذيل الخفض فعل المسالم
وكم من دماءٍ قد أبيحت ، ومن دمًى . . . تواري حيائها حسنها بالمعاصم
بحيث السيوف البيض محمرة الظبى . . . وسمر العوالي داميات اللهاذم
وبين اختلاس الطعن والضرب وقفةٌ . . . تظل لها الولدان شيب القوادم
وتلك حروبٌ من يغب عن غمارها . . . ليسلم يقرع بعدها سن نادم
سللن بأيدي المسلمين قواضياً . . . ستغمد منهم في الطلى والجماجم
يكاد بهن المستجن بطيبة . . . ينادي بأعلى الصوت : يا آل هاشم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدا . . . رماجهم والدين واهي الدعائم
ويجتنبون النار خوفاً من العدا . . . ولا يحسبون العار ضربة لازم
أترضى صناديد الأعاريب بالأذى . . . وتغضي على ذلٍ كماة الأعاجم
فليتهم إن لم يذودوا حميةً . . . عن الدين ضنوا غيرةً بالمحارم
وإن زهدوا في الأجر إذا حمي الوغى . . . فهلا أتوه رغبةً في المغانم
لئن أذعنت تلك الخياشيم للثرى . . . فلا عطسوا إلا بأجدع راغم
دعوناكم والحرب ترنو ملحةً . . . غلينا بألحاظ النسور القشاعم
تراقب فينا غارةً عربيةً . . . تطيل عليها الروم عضد الأباهم
فإن أنتم لم تغضبوا عند هذه . . . رمتنا إلى أعدائنا بالجرائم
@@@@@
وقال علاء الدين علي الأوتاري الدمشقي في مثل ذلك لما استولى التتار على دمشق في سنة تسعٍ وتسعين وستمائة
لك علمٌ بما جرى يا سهادي . . . من جفوني على افتقاد رقادي
لم أجد عند شدتي مؤنساً لي . . . غير سهدي ملازماً لسوادي
وحبيب العين الرقاد جفاها . . . مذ رآها خليفة الأنكاد
أحسن الله يا دمشق عزاك . . . في مغانيك يا عماد البلاد
وبرستاق نير بيك مع الم . . . زة مع رونقٍ بذاك الوادي
وبأنس بقاسيون وناسٍ . . . أصبحوا مغنماً لأهل الفساد طرقتهم حوادث الدهر بالق . . . تل ونهب الأموال والأولاد
وبناتٍ محجباتٍ عن الشم . . . إسحاق تناءت بهن أيدي الأعادي
وقصورٌ مشيداتٌ تقضت . . . في ذراها الأيام كالأعياد
وبيوتٌ فيها التلاوة والذك . . . ر وعالي الحديث بالإسناد
حرقوها وخربوها وبادت . . . بقضاء الإله رب العباد
وكذا شارع العقيبة والقص . . . ر وشاغورها وذاك النادي
أصبحوا اليوم مثل أمس تقضى . . . وبكتهم سماؤهم والغوادي
ولكم سورها حوى من معنى . . . مقرح القلب والحشى والفؤاد
إن بكى لا يفيده أو تشكى . . . وجد المشتكي حليف سهاد
يشتكي فوق ما اشتكاه بأضعا . . . فٍ فيغدو وهمه في ازدياد
فالغلا والجلا مع الجوع والعر . . . ي ونهب الأقوات والأزواد
والحصار الشديد والحبس والخو . . . ف مع السادة العراة المكادي
وبوزن الأموال من غير وجدٍ . . . باعتساف الغتم الغلاظ الشداد
كاترآقجا كبرخوار أنت ياغيه . . . لمحمود غازان قاآن البلاد
يا ترى هل لكربنا من مجيرٍ . . . أم لتشديد أسرنا من مفادي
لهف نفسي على جيوشٍ تولت . . . ثم ولت جريحة الأكباد
كل ندبٍ عضب حمًى كميٍ . . . أمجدٍ أصيدٍ شجاعٍ جواد
إن سطا في هابته كان بحراً . . . أو سطا خلته من الآساد
أو بدا حاملاً تخل عنترياً . . . أو غدا سابق الجواد فغادي
إن أتاني مبشر بلقاهم . . . حاز روحي ومهجتي وقيادي
ولثمت التراب شكراً وعفر . . . ت خدودي على بلوغ مرادي
لست أرجو غير البشير شفيعاً . . . عند ربي في المن بالإنجاد
غير أن الفساد يكسب ذلاً . . . ويعمى الفساد طرق السداد
وارتكاب الفساد يورث فقراً . . . وخراب البيوت عقبى الفساد
يا حبيب الإله لا تتخلى . . . عن عصاةٍ غمرتهم بالأيادي
يا حبيب الإله قد مسنا الض . . . ر فجد بالإسعاف والإسعاد
يا حبيب الإله تبنا إلى الله . . . وأنت العماد حتى المعاد
من لأسرى كسرى حيارى دهتهم . . . دهمتهم جياد أهل العناد
واضع اللقط في الحساب عناه لو يعش حصر كثرة الأعداد
منهم الطفل والصبية والشا . . . ب ينادي ، فمن يجيب المنادي
وينادى عليهم برغيفٍ . . . وبنزرٍ بخسٍ بسوق الكساد
عوضوا عن سرورهم بغرور . . . وقصور البلاد سكنى البوادي
وبأهل الوداد شر أناسٍ . . . وبلين المهاد شوك القتاد
أي عينٍ عليهم ليست تبكي . . . أي قلبٍ عليهم غير صادي
فلأنت الرحيم قلباً ولباً . . . ولأنت الهادي لسبل الرشاد
ولأنت البديع خلقاً وخلقاً . . . ولأنت السميع للإنشاد
ولأنت الطراز في كل معنًى . . . ولسيف المقال شبه النجاد
ولأنت الحاوي فنون صفاتٍ . . . دون حصرٍ لها فناء المداد
ولأنت الممدوح من فوق عرشٍ . . . بعد ماذا يقول قس الإيادي
جل قصد الفصيح بالنظم معنًى . . . نشر فضل الممدوح بين العباد
فإذا كان منشئ المدح ربي . . . عاد مدح الفصيح جمع سواد
فعليك الصلاة يرجوا بها الأم . . . ن عليٌ من سائر الأنكاد
قال أبو المظفر الأبيوردي لما استولى الإفرنج على البيت المقدس في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائةٍ قصيدةً قال فيها
مزجنا دماءً بالدموع السواجم . . . فلم يبق منا عرضةً للمراجم
وشر سلاح المرء دمعٌ يفيضه . . . إذا الحرب شبت نارها بالصوارم
فإيهاً بني الإسلام إن وراءكم . . . وقائع يلحقن الذرى بالمناسم
أتهويمةً في ظل أمنٍ وغبطةً . . . وعيشٍ كنوار الخميلة ناعم
وكيف تنام العين ملئ جفونها . . . على هبواتٍ أيقظت كل نائم
وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم . . . ظهور المذاكي أو بطون القشاعم
يسومهم الروم الهوان وأنتم . . . تجرون ذيل الخفض فعل المسالم
وكم من دماءٍ قد أبيحت ، ومن دمًى . . . تواري حيائها حسنها بالمعاصم
بحيث السيوف البيض محمرة الظبى . . . وسمر العوالي داميات اللهاذم
وبين اختلاس الطعن والضرب وقفةٌ . . . تظل لها الولدان شيب القوادم
وتلك حروبٌ من يغب عن غمارها . . . ليسلم يقرع بعدها سن نادم
سللن بأيدي المسلمين قواضياً . . . ستغمد منهم في الطلى والجماجم
يكاد بهن المستجن بطيبة . . . ينادي بأعلى الصوت : يا آل هاشم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدا . . . رماجهم والدين واهي الدعائم
ويجتنبون النار خوفاً من العدا . . . ولا يحسبون العار ضربة لازم
أترضى صناديد الأعاريب بالأذى . . . وتغضي على ذلٍ كماة الأعاجم
فليتهم إن لم يذودوا حميةً . . . عن الدين ضنوا غيرةً بالمحارم
وإن زهدوا في الأجر إذا حمي الوغى . . . فهلا أتوه رغبةً في المغانم
لئن أذعنت تلك الخياشيم للثرى . . . فلا عطسوا إلا بأجدع راغم
دعوناكم والحرب ترنو ملحةً . . . غلينا بألحاظ النسور القشاعم
تراقب فينا غارةً عربيةً . . . تطيل عليها الروم عضد الأباهم
فإن أنتم لم تغضبوا عند هذه . . . رمتنا إلى أعدائنا بالجرائم
@@@@@
وقال علاء الدين علي الأوتاري الدمشقي في مثل ذلك لما استولى التتار على دمشق في سنة تسعٍ وتسعين وستمائة
لك علمٌ بما جرى يا سهادي . . . من جفوني على افتقاد رقادي
لم أجد عند شدتي مؤنساً لي . . . غير سهدي ملازماً لسوادي
وحبيب العين الرقاد جفاها . . . مذ رآها خليفة الأنكاد
أحسن الله يا دمشق عزاك . . . في مغانيك يا عماد البلاد
وبرستاق نير بيك مع الم . . . زة مع رونقٍ بذاك الوادي
وبأنس بقاسيون وناسٍ . . . أصبحوا مغنماً لأهل الفساد طرقتهم حوادث الدهر بالق . . . تل ونهب الأموال والأولاد
وبناتٍ محجباتٍ عن الشم . . . إسحاق تناءت بهن أيدي الأعادي
وقصورٌ مشيداتٌ تقضت . . . في ذراها الأيام كالأعياد
وبيوتٌ فيها التلاوة والذك . . . ر وعالي الحديث بالإسناد
حرقوها وخربوها وبادت . . . بقضاء الإله رب العباد
وكذا شارع العقيبة والقص . . . ر وشاغورها وذاك النادي
أصبحوا اليوم مثل أمس تقضى . . . وبكتهم سماؤهم والغوادي
ولكم سورها حوى من معنى . . . مقرح القلب والحشى والفؤاد
إن بكى لا يفيده أو تشكى . . . وجد المشتكي حليف سهاد
يشتكي فوق ما اشتكاه بأضعا . . . فٍ فيغدو وهمه في ازدياد
فالغلا والجلا مع الجوع والعر . . . ي ونهب الأقوات والأزواد
والحصار الشديد والحبس والخو . . . ف مع السادة العراة المكادي
وبوزن الأموال من غير وجدٍ . . . باعتساف الغتم الغلاظ الشداد
كاترآقجا كبرخوار أنت ياغيه . . . لمحمود غازان قاآن البلاد
يا ترى هل لكربنا من مجيرٍ . . . أم لتشديد أسرنا من مفادي
لهف نفسي على جيوشٍ تولت . . . ثم ولت جريحة الأكباد
كل ندبٍ عضب حمًى كميٍ . . . أمجدٍ أصيدٍ شجاعٍ جواد
إن سطا في هابته كان بحراً . . . أو سطا خلته من الآساد
أو بدا حاملاً تخل عنترياً . . . أو غدا سابق الجواد فغادي
إن أتاني مبشر بلقاهم . . . حاز روحي ومهجتي وقيادي
ولثمت التراب شكراً وعفر . . . ت خدودي على بلوغ مرادي
لست أرجو غير البشير شفيعاً . . . عند ربي في المن بالإنجاد
غير أن الفساد يكسب ذلاً . . . ويعمى الفساد طرق السداد
وارتكاب الفساد يورث فقراً . . . وخراب البيوت عقبى الفساد
يا حبيب الإله لا تتخلى . . . عن عصاةٍ غمرتهم بالأيادي
يا حبيب الإله قد مسنا الض . . . ر فجد بالإسعاف والإسعاد
يا حبيب الإله تبنا إلى الله . . . وأنت العماد حتى المعاد
من لأسرى كسرى حيارى دهتهم . . . دهمتهم جياد أهل العناد
واضع اللقط في الحساب عناه لو يعش حصر كثرة الأعداد
منهم الطفل والصبية والشا . . . ب ينادي ، فمن يجيب المنادي
وينادى عليهم برغيفٍ . . . وبنزرٍ بخسٍ بسوق الكساد
عوضوا عن سرورهم بغرور . . . وقصور البلاد سكنى البوادي
وبأهل الوداد شر أناسٍ . . . وبلين المهاد شوك القتاد
أي عينٍ عليهم ليست تبكي . . . أي قلبٍ عليهم غير صادي
فلأنت الرحيم قلباً ولباً . . . ولأنت الهادي لسبل الرشاد
ولأنت البديع خلقاً وخلقاً . . . ولأنت السميع للإنشاد
ولأنت الطراز في كل معنًى . . . ولسيف المقال شبه النجاد
ولأنت الحاوي فنون صفاتٍ . . . دون حصرٍ لها فناء المداد
ولأنت الممدوح من فوق عرشٍ . . . بعد ماذا يقول قس الإيادي
جل قصد الفصيح بالنظم معنًى . . . نشر فضل الممدوح بين العباد
فإذا كان منشئ المدح ربي . . . عاد مدح الفصيح جمع سواد
فعليك الصلاة يرجوا بها الأم . . . ن عليٌ من سائر الأنكاد