تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نائم في البرلمان : مـنـقـــــو ل


توفيقTOUFIK
2008-12-27, 21:13
مــنـــقــــــــــــــو ل

نائم في البرلمان
نــــــائم في البرلمـــــــان.....

بقلم الأستاذ : مصطفى بونيف

تعودت قبل أي موعد انتخابي أن أجهز البطاقة الانتخابية ، فالانتخاب حسب ما نسمعه في الدعاية السياسية " حق وواجب لكل مواطن "....وعلى الرغم من أني أحمل إجازة في الحقوق والعلوم السياسية ما زلت لم أفهم كيف يجتمع الواجب والحق ...يعني هل من الممكن أن يجتمع الليل مع النهار في لحظة واحدة ..؟ ومع ذلك صدقت أن الإنتخاب حق وواجب في نفس الوقت .
ولعل أشهر المواعيد الإنتخابية ، هي إنتخابات " مجلس الشعب " ...بمعنى أن يتوجه كل مواطن شريف ليختار مواطنا شريفا مثله حتى يمثله في هذا المجلس ، وينقل هموم وأوجاع المواطن الكادح ، ولكي يساعد في تنمية منطقته ...هكذا كنت أفهم وظيفة النائب.
وأهم ما يعجبني في فترة الإنتخاب هو الحملة الإنتخابية ...أين يطلق كل مترشح وعوده وأكاذيبه على أبناء عمومته وبلدته ...فتعلق صور المترشحين كما تعلق صور المجرمين واللصوص المطلوبين للعدالة وتجد اسم كل واحد منهم تحت صورته وهو يلبس ربطة العنق ، كما تلاحظ نظافة النائب في تلك الأيام وربما هؤلاء لا يستحمون إلا في الفترة الإنتخابية ...فقبل ذلك ياما رأيته ينبطح في المقاهي وفي الشوارع ...ويكتب تحت الصور شعارات تجعل منك تتخيل أنك ستعيش " في ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر " ، فهذا يكتب مثلا "نحو حياة كريمة لكل مواطن " و الآخر يكتب " حتى يعيش الشباب سعادتهم " والآخر يكتب " نحو تحقيق العزة والكرامة " ،،، وغيرها من الشعارت التي تسيل اللعاب ، ناهيك عن الخطابات الجماهيرية التي يقيمها هؤلاء ، فهذا يوزع كؤوس المشروبات الغازية وقطعة كعك لكل مواطن يحضر التجمعات ، وذاك يوزع قطع القماش ، والآخر يوزع اللحم كل يوم جمعة عند باب الجامع ...كل هذا من أجل أن تدلي بصوتك للمترشح .
وقد تجد صورة المترشح فوق سرير غرفة النوم ، وفي قلب الصالون وربما في "التواليت" ..
وعندما تفتح الجريدة تجد صورة المترشح وهي ذكرك بضرورة أن تدلي بصوتك لصالحه حى تعيش في نعيم الحرية والعزة والكرامة.
وهنالك نوع آخر من المترشحين ، وهم لا يعتمدون الترغيب وإنما الترهيب ....وهؤلاء يكتفون بتعليق صورهم خالية من أي شعارات في الميادين العامة ...وعندما تنظر إلى صورهم كأنها تقول لك " نحن بك أو من غيرك سننجح سننجح ...فياويلك إذا لم تنتخبنا ، فاختصر الطريق وانتخبنا "....وإذا أطلت النظر في الصورة كأنه سيقول لك " هيا انقلع بسرعة .."

وتجد الشعب البسيط يجلس في نواصي الشوارع والمقاهي يتحدث عن نزاهة المترشح الفلاني وأنه من أبناء أحد أولئك الذين صنعوا الثورة ، وأنه ( فلان ) إنسان نزيه ولا يسرق ، وأنه إذا سرق يأكل ويطعم غيره ....وآخرون يتكلمون بلغة ننتخب "فلان" لأنه أخف ضررا من غيره...
ويأتي يوم الإنتخابات ، فتجد الشعب يتزاحم أمام الصناديق حتى يأخذ حقا له ويدفع بواجب عليه للحكومة ...وننتظر في الليل النتائج ...رغم علمنا المسبق بالنتيجة مع ذلك ننتظر حتى نفجر الدنيا بالفرحة ونقيم عرسا ديمقراطيا ..فنكذب ونصدق كذبتنا....
وأتذكر أنني ليلتها سرقني النوم وأنا أتحدث إلى أصدقائي ..وحلمت بحلم غريب ( اللهم اجعله خيرا )..حلمت بأني ترشحت للإنتخابات البرلمانية .....ليخرج أحدهم من قاعة فرز الأصوات " مبروك يا سي مصطفى ..مبروك مبروك " ، ثم حملني الناس على أكتافهم " بالروح بالدم نفديك يا بونيف ..بالروح بالدم نفديك يا بونيف " ، همست في أذن صاحبي " قل للناس أن يغيروا شعار بالروح بالدم ، فأنا أتشاءم منه كثيرا وهو في حقيقة الأمر شعار يستحق كل هذا التشاؤم ". ثم وقفت في أعلى مكان في المكان وقد كان أكتاف أحد الواقفين ورحت أقول خطابا حماسيا " أيها الشعب الحبيب ، بارك الله فيكم على كل هذه الثقة التي وضعتموها في شخصي ، وهذا إن دل على شيئ إنما يدل على المحبة الغامرة ، وأمة رسول الله لا تجتمع على باطل ، والحمد لله أنا لست باطلا بنص السنة النبوية الشريفة" فراح الجميع يصفقون ويهتفون " عاش مصطفى نصير السنة " ، فهمست في أذن مرافقى " أسكت هؤلاء قبل أن أجد نفسي في معتقل حربي " ،،، فهتف صاحبي " عاش مصطفى نصير المظلومين " ، فأمسكته من أذنه " هل تريد أن تورطني ؟ " ،، فعاد ليهتف " عاش مصطفى نصير الديمقراطية " وأنا ارفع ذراعي محييا الجماهير العريضة على طريقة الزعيم الليبي ...
ثم واصلت خطابي " سوف أحارب البطالة بكل ما أوتيت من قوة ولن يكون هنالك شاب بطال في بلدتنا ..وسأحارب العنوسة لن أترك أي بنت عانس في بلدتنا " فهتف صاحبي " عاش مصطفى نصير البطالين والعوانس " ......ثم واصلت قائلا " سأحارب الرشوة والفساد الإداري وساقول للحكومة كل ما يجول بخواطركم وسأكون بوق البسطاء وطبل الفقراء " فهتف صاحبي بحسن نية " عاش مصطفى البوق والطبل "....ثم عدت مخاطبا الجماهير العريضة " أما عن قضية العولمة وصراع الشعوب.." فقاطعني صاحبا " يكفي .." .وراح الجميع يهتفون بحياتي ...
وبعد أيام انعقدت جلسة في البرلمان ...وقبل أن أدخل قاعة الجلسات ، رحت أتأمل الحضور لقد كانوا كلهم يلبسون بدلا جديدة...ووجوههم سمينة ..ويتكلمون عن كفاحهم أثناء الحملة الإنتخابية وفي يد كل واحد منهم سيجارا كوبيا مثل الذي يدخنه "فيدال كاسترو" .
دخلنا قاعة الجلسات والتي كانت فخمة ومكيفة ...وجلس بجانبي شيخ طاعن في السن ، وأعطاني ورقة وقال لي " من فضلك يا ولدي إقرأ لي ما جاء في هذه الورقة .." ، فقرأتها له وقلت له " هذا القانون الداخلي للبرلمان " فصرخ في وجهي قائلا " تكلم بالعربي يا رجل ...فهمني حبة حبة ". فقلت له " هذه الورقة عبارة عن دعوة للعشاء " فقال لي وليمة يعني " ترى من صاحب هذه الوليمة ؟ " ،، فقلت له " الرجل الكبير الذي يجلس هناك "....ولما بدأت أشغال المجلس نظرت من حولي حضرات النواب ، نصفهم نائم ، والنصف الثاني بين مخربش على الورق الذي أمامه وبين سارح بتفكيره في ملكوت الله وينتظر فقط الساعة التي يرفع فيها يده .
وكان الرجل الذي يجلس بجنبي نائما ثم استيقظ بعدما نشبت معركة بين نائبين ، استيقظ من نومه وقال " يووووه الواحد مننا يتعب من كثرة العمل في الفندق طيلة الليل ، فهذه وسادة صعبة لا تلين إلا بزجاجة ويسكي ، وهذه وسادة مستوردة لا تلين إلا بالدولار ، والله البارح كانت نفسي ستنقطع بين الوسادة المحلية والوسادة المستوردة " فقلت له ولماذا تتعب نفسك بوسائد الفندق لماذا لم تحضر وسادتك معك من البيت أريح لك " فقال لي" أعوذ بالله وهل هذا الذي في البيت تسميه وسادة ...؟ "، فقلت له " أهه أنت نائم الآن في البرلمان من غير وسادة ". ثم تناول الكلمة أحد النواب ، فقال لي صاحبي – أبو وسادات -" هل ترى هذا النائب الذي يطلق ذقنه ويتكلم بلغة فصيحة ، البارح قدم لإبن أحد الوزراء شيك بمليون دينار بمناسبة زواج هذا الأخير "...فقلت بصوت مبهور " يا فرج الله مليون دينار " .ثم قال لي " هذا النائب كل وسادات الفندق تدشن على يديه ". فقلت له " تقصد على رأسه سيادة النائم عفوا سيادة النائب ".
ثم همس نائب آخر ورائي " هل ستذهب إلى رحلة سويسرا يقال أن الأسواق هناك مناسبة لوضعنا كنواب ...نشتري سيارات سويسرية ، وساعات سويسرية ، ووسادات سويسرية أيضا ؟ " ،، فقلت له ولكن خلال هذا الأسبوع سنصوت على قانون المالية الجديد ..فقال لي باستهزاء " قانون المالية ونحن ما دخلنا في هذا القانون ،" فقلت له " افرض أنهم رفعوا أسعار المواد الأساسية ، أليس من المفروض أن نصوت بالرفض ، هذا واجبنا تجاه الناس الذين انتخبونا حتى نحميهم من شرور الحكومة ". فضحك وقال لي " عن أي شعب تتحدث ، يا رجل إنسى الشعب ينساك ، على وزن إنسى الهم ينساك ، وهل تعتقد أن الشعب الآن يبالي بك ؟ ، يارجل دعك دعك وعيش حياتك "....ثم عاد وانغمس في النوم.
ثم انفجر نائب آخر " يا أستاذ مصطفى ، يا حضرة النائب ، الخير كما ترى قليل وشحيح ، فلكي ينعم به كل الشعب فهذا أمر مستحيل ، فعليك أن تنوب عنهم في التمتع بالخيرات ، أن تركب أحدث موديلات السيارات ، وتسكن في أفخم البيوت ، وتنام على وسادات مريحة محلية ومستوردة ، وتلبس أشيك البدلات ، وتتجول في كل عواصم أوروبا ..ولو شئت حتى أن تدرس في كبرى الجامعات وتحصل على دكتوراه وأنت نائم في البرلمان هنا "...فقلت له " والله لم أكن أعرف أن هذا هو معنى النيابة في البرلمان "..فقال لي " ها قد عرفت الآن "
بصراحة حجة زميلي النائم أقنعتني إلى حد بعيد ...فالدجاج قليل جدا لو يأكله كل مواطن دجاجة في اليوم سوف تحدث أزمة كبيرة لهذا ننوب عنهم في أكل الدجاج المحمر ، والخواريف المشوية ..ثم إن عدد غرف الفندق قليلة جدا فلا يعقل أن يسكنها كل الشعب فننوب عنهم في الإقامة في الفنادق ذات الخمس نجوم.
وحين بدأ النقاش حول قانون المالية الجديد شعرت بنعاس شديد ...ربما لأني ثقلت في الأكل ...بدأت جفوني تثقل ....وشعرت بوهن في أوصالي ..وتثاؤب شديد ثم أسندت رأسي على الكرسي ونمت...
وفجأة وجدت صاحبي يوقظني من النوم " انهض يا مصطفى لقد نمت على كتفي ، استيقظ ، لقد أعلنوا نتائج الإنتخابات ...ولقد فاز جارنا سي محفوظ البومباردي " ...قلت لصاحبي " ولكن محفوظ البومباردي أمي لا يعرف القراءة والكتابة ،، هذا فضلا على أنه قليل الأدب " فقال لي هيا قم للنائب وفه التبجيلا ...فقمت أهتف عاش محفوظ النائم ،، عاش محفوظ نصير الوسادات الخالية.

بقلم الأستاذ مصطفى بونيف
عين وسارة - الجزائــــــــر

علي النموشي
2008-12-28, 20:38
بل ** نهم ** في البرلمان

نايل الهضاب
2008-12-28, 22:53
ناهب في البرلمان

NAIIL
2008-12-29, 12:02
سيستيقضون يوما..................لكن بعد فوات الأوان

اسماعيل الشاعر
2008-12-29, 16:19
آآآآآآآآآآآآآه لو ينام على طووووووووووووووووووووووول



ههههههههههههههههههههههههه

توقيع اسماعيل الشاعر