تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المكر والخديعة والخيانة


NAIIL
2008-12-27, 15:49
http://img205.imageshack.us/img205/9645/salamo3alikompx8yf6.gif



قال رسول الله أعجل الاشياء عقوبة البغي وعنأبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله المكر والخديعة والخيانة في النار وقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه ثلاث من كن فيه كن عليه البغي والنكث والمكر قال الله تعالى ( إنما بغيكم على أنفسكم ) وقال تعالى ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) وقال تعالى ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) وكم أوقع القدر في المهالك من غادر وضاقت عليه من موارد الهلكات فسيحات المصادر وطوقه غدره وطوق خزي فهو على فكه غير قادر وأوقعه في خطة خسف وورطة حتف فما له من قوة ولاناصر ويشهد لصحة هذه الاسباب ما أحاطت به علوم ذوي الالباب من قصة ثعلبة بن حاطب الانصاري وتلخيص معناها أن ثعلبة هذا كان من أنصار النبي


فجاءه يوما وقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال له رسول الله ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ثم أتاه بعد ذلك مرة أخرى فقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال رسول الله يا ثعلبة أما لك في رسول الله أسوة حسنة والذي نفسي بيده لو أردت ان تسير الجبال معي ذهبا وفضة لسارت ثم أتاه بعد ذلك مرة ثالثة فقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا والذي بعثك بالحق نبيا لئن رزقني الله مالا لاعطين كل ذي حق حقه وعاهد الله تعالى على ذلك فقال رسول الله اللهم ارزق ثعلبة ما قال فاتخذ ثعلبة غنما فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ونزل واديا من أوديتها وهي تنمو كما ينمو الدود وكان ثعلبة لكثرة ملازمته للمسجد يقال له حمامة المسجد فلما كثرت الغنم وتنحى صار يصلي مع رسول الله والعصر ويصلي بقية الصلوات في غنمه فكثرت ونمت حتى بعد عن المدينة فصار لا يشهد إلا الجمعة ثم كثرت ونمت فتباعد أيضا عن المدينة حتى صار لا يشهد جمعة ولا جماعة فكان إذا كان يوم الجمعة خرج يتلقى الناس ويسألهم عن الاخبار فذكره رسول الله ذات يوم فقال مافعل ثعلبة قالوا يا رسول الله اتخذ غنما ما يسعها واد فقال رسول الله يا ويح ثعلبة فأنزل الله تعالى آية الصدقة فبعث رسول الله رجلين رجل من بني سليم ورجل من جهينة وكتب لهما أنصاب الصدقة وكيف يأخذانها وقال لهما مرا بثعلبة بن حاطب وبرجل آخر من بني سليم فخذا صدقاتهما فخرجا حتى اتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله فقال ما هذه إلا جزية أو ما هذه إلا اخت الجزية انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلي فانطلقا وسمع بهما السلمي فنظر إلى خيار إبله فعزلها للصدقة ثم استقبلهما بها فلما رأياه قالا ما هذا قال خذاه فإن نفسي به طيبة فمرا على الناس وأخذا الصدقات ثم رجعا إلى ثعلبة فقال أروني كتابكما


فقرأه ثم قال ما هذه إلا جزية أو ما هذه إلا أخت الجزية إذهبا حتى أرى رأيا قال فذهبا من عنده وأقبلا على رسول الله فلما رآهما قال قبل أن يتكلما يا ويح ثعلبة فأنزل الله تعالى


( ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ) ( فلما أتاهم من فضله بخلوا وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ) وكان عند رسول الله رجل من أقارب ثعلبة فسمع ذلك فخرج حتى أتاه فقال ويحك يا ثعلبة قد نزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتى النبي فسأله أن يقبل صدقته فقال إن الله تعالى منعني أن أقبل منك صدقة فجعل ثعلبة يحثو التراب على رأسه ووجهه فقال رسول الله هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني فلما أبى رسول الله أن يقبل صدقته رجع إلى منزله وقبض رسول الله ولم يقبل منه شيئا ثم أتى إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين استخلف فقال قد علمت منزلتي من رسول الله وموضعي من الانصار فأقبل صدقتي فقال أبو بكر رضي الله عنه لم يقبلها رسول الله منك فلا أقبلها أنا فقبض أبو بكر رضي الله تعالى عنه ولم يقبلها فلما ولي عمر رضي الله عنه أتاه فقال يا أمير المؤمنين أقبل صدقتي فلم يقبلها منه وقال لم يقبلها رسول الله ولا أبو بكر رضي الله عنه فأنا لا أقبلها وقبض عمر رضي الله عنه ولم يقبلها ثم ولي عثمان ابن عفان رضي الله عنه فسأله أن يقبل صدقته فقال له لم يقبلها رسول الله ولا ابو بكر ولاعمر رضي الله عنهما فأنا لا أقبلها ثم هلك ثعلبة في خلافة عثمان رضي الله عنه


فانظر إلى سوء عاقبة غدره كيف أذاقه وبال أمره ووسمه بسمة عار قضت عليه بخسره وأعقبه نفاقا يخزيه يوم فاقته وفقره فأي خزي


أرجح من ترك الوفاء بالميثاق واي سوء أقبح من غدر يسوق إلى النفاق وأي عار أفضح من نقض العهد إذا عدت مساوي الاخلاق وكان يقال لم يغدر غادر قط إلا لصغر همته عن الوفاء واتضاع قدره عن احتمال المكاره في جنب نيل المكارم قال الشاعر


( غدرت بأمر كنت أنت جذبتنا ... إليه وبئس الشيمة الغدر بالعهد )


ولما حلف محمد الامين للمأمون في بيت الله الحرام وهما وليا عهد طالبه جعفر بن يحيى أن يقول خذلني الله إن خذلته فقال ذلك ثلاث مرات فقال الفضل بن الربيع قال لي الأمين في ذلك الوقت عند خروجه من بيت الله يا أبا العباس أجد نفسي أن امري لا يتم فقلت له ولم ذلك أعز الله الأمير قال لأني كنت أحلف وأنا أنوي الغدر وكان كذلك لم يتم أمره


وورد في أخبار العرب أن الضيزن بن معاوية بن قضاعة كان ملكا بين دجلة والفرات وكان له هناك قصر مشيد يعرف بالجوسق وبلغ ملكه الشام فأغار على مدينة سابور ذي الاكتاف فأخذها وأخذ أخت سابور وقتل منهم خلقا كثيرا ثمإن سابور جمع جيوشا وسار إلى ضيزن فأقام على الحصن أربع سنين لا يصل منه إلى شيء ثم أن النضيرة بنت الضيزن عركت أي حاضت فخرجت من الربض وكانت من أجمل أهل دهرها وكذلك كانوا يفعلون بنسائهم إذا حضن وكانوا سابور من أجمل أهل زمانه فرآها ورأته فعشقها وعشقته وأرسلت إليه تقول ما تجعل لي إن دللتك على ما تهدم به هذه المدينة وتقتل أبي فقال أحكمك فقالت عليك بحمامة مطوقة ورقاء فاكتب عليها بحيض جارية ثم أطلقها فإنها تقعد على حائط المدينة فتتداعى المدينة كلها وكان ذلك طلمسا لا يهدمها إلا هو ففعل ذلك فقالت له وأنا اسقي الحرس الخمر فإذا صرعوا فاقتلهم ففعل ذلك فتداعت المدينة وفتحها سابور عنوة وقتل الضيزن واحتمل ابنته النضيرة وأعرس بها فلما دخل بها لم تزل ليلتها تتضرر وتتململ فيفراشها وهو من حرير محشو بريش النعام فالتمس ما كان يؤذيها فإذا هو ورقة آس التصقت بعكنتها وأثرت فيها وقيل كان ينظر إلى مخ عظمها من صفاء بشرتها ثم إن سابور بعد ذلك غدر بها وقتلها قيل إنه أمر رجلا فركب فرسا جموحا وضفر غدائرها بذنبه ثم استركضه فقطعها قطعا قطعه الله ماأغدره وتقول العرب جزاني جزاء سنمار وهو ان أزدجرد بن سابور لما خاف على ولده بهرام وكان قبله لا يعيش له ولد سأل عن منزل صحيح مريء فدل على ظهر الجزيرة فدفع ابنه بهرام إلى النعمان وهو عاملة على ارض العرب وأمره أن يبني له جوسقا فامتثل أمره وبنى له جوسقا كأحسن ما يكون وكان الذي بنى الجوسق رجلا يقال له سنمار فلما فرغ من بنائه عجبوا من حسنه فقال لو علمت أنكم توفوني أجرته لبنيته بناء يدور مع الشمس حيث دارت فقالوا وإنك لتبني أحسن من هذا ولم تبنه ثم أمر به فطرح من أعلى الجوسق فتقطع فكانت العرب تقول جزاني جزاء سنمار وممن غدر عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله غدر بعلي رضي الله عنه وقتله وعمرو بن جرموز غدر بالزبير بن العوام رضي الله عنه وقتله وأبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة لعنه الله غدر بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقتله وجعل المنصور العهد إلى عيسى بن موسى ثم غدر به وأخره وقدم المهدي عليه فقال عيسى


( اينسى بنو العباس ذبي عنهم ... بسيفي ونار الحرب زاد سعيرها )


( فتحت لهم شرق البلاد وغربها ... فذل معاديها وعز نصيرها )


( أقطع أرحاما علي عزيزة ... وأبدي مكيدات لها وأثيرها )


( فلما وضعت الامر في مستقره ... ولاحت له شمس تلألأ نورها )


( دفعت عن الامر الذي استحقه وأوسق اوساقا من الغدر عيرها


وخرج قوم لصيد فطردوا ضبعة حتى ألجؤها إلى خباء أعرابي فأجارها وجعل يطعمها ويسقيها فبينما هو نائم ذات يوم إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وهربت فجاء ابن عمه يطلبه فوجده ملقى فتبعها حتى قتلها وأنشد يقول


( ومن يصنع المعروف مع غير أهله ... يلاقي كما لاقى مجير أم عامر )


( اعد لها لما استجارت ببيته ... أحاليب البان اللقاح الدوائر )


( وأسمنها حتى إذا ما تمكنت ... فرته بانياب لها واظافر )


( فقل لذوي المعروف هذا جزاء من ... يجود بمعروف على غير شاكر )


وحكى بعضهم قال دخلت البادية فإذا أنا بعجوز بين يديها شاة مقتولة وإلى جانبها جرو ذئب فقالت أتدري ما هذا فقلت لا قالت هذا جرو ذئب أخذناه صغيرا وأدخلناه بيتنا وربيناه فلما كبر فعل بشاتي ما ترى وأنشدت


( بقرت شويهتي وفجعت قومي ... وأنت لشاتنا ابن ربيب )


( غذيت بدرها ونشأت معها ... فمن أنباك أن اباك ذيب )


( إذا كان الطباع طباع سوء ... فلا أدب يفيد ولا اديب

اللهم إنا نعوذ بك من البغي واهله ومن الغادر وفعله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

http://img246.imageshack.us/img246/4671/60ty1.gifhttp://img246.imageshack.us/img246/4671/60ty1.gif

kadirou831
2008-12-27, 20:26
قصة ثعلبة هل تحققت من صحتها
أخبرني احد الاخوة الأفاضل انها لا تصح

تأكد من الخبر وافدنا بارك الله فيك

لوز رشيد
2008-12-27, 20:36
من المعلومات التي يجهلها الكثير من الناس هو أنه إذا قيل في حديث إسناده لا يصح يعتبر هذا طعنا في المتن
فقد يكون في الحديث إضطراب في السند و متنه صحيح