محمد قاسم أحمد
2007-07-18, 22:41
إخواني ... هذا الكلام موجه للمسلمين المدخنين وهو كلام جريء
فإذا كنت ايها المدخن منصفا وتتقبل النصيحة الأخوية فتفضل بمتابعة الموضوع وإذا كنت غير ذلك فتوقف عن القراءة هنا لأن هذا الموضوع لا يهمك وهو مضيعة لوقتك.
للذين ما زالوا يتابعون القراءة اقول :
لقد جربت التدخين مدة 12 سنة ...نتيجة طيش الشباب...وجلساء السوء..و..
و كنت ادخن Hoggar; 2AA; ILHEM; وهي ، لمن لا يعرفها، انواع من السجاير كانت مشهورة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي!
وهي معروفة بأنها مركزة وتحتوي نسبة عالية من النيكوتين.. "قاسحة".
وقد أثرت في كثيرا صحيا، فاصبحت أشعر احيانا أن صدري سينفجر ومع ذلك كنت أدخن... اصبر على الجوع ولكن لا يمكن أن أمتنع عن التدخين..
ومن حسن حظي أني شاهدت فيلما وثائقيا عن التدخين في التلفزة الجزائرية من إخراج سعيد عولمي جزاه الله خيرا ( هو الذي يخرج برنامج "وكل شيء ممكن").
يشمل هذا الشريط الوثائقي على آراء الاطباء والأئمة وبعض المدخنين في مضار التدخين ...وخلاصة ما قيل أن لا توجد فائدة واحدة فيه وكله مضار.
وهذا الكلام سمعته آنذاك ، وكان كلاما مألوفا معروفا فقد تاثيره عندي ، أو لنقل انه يؤثر لحظة سماعه وينتهي هذا الأثر عندما تنتهي الحصة التلفزيونية...
ولكن الصورة التي بقيت في ذهني لحد الآن، من هذا الشريط، واضحة هي صورة رجل كهل اصيب بسرطان الحنجرة..نتيجة التدخين.. ولم يكن بالإمكان علاجه إلا بقطعها تماما...فبقي مكانها كالكهف تحت ذقنه واصبح يضع دائما قطعة قماش يلفها حول عنقه ليغطي هذا الغار الذي يطل على اعضاء داخلية. ولكم أن تسألوا كيف يتكلم وكيف ياكل وكيف ينام....يا الله...كان عاجزا عن إصدار صوت وما بقي له إلا حرف واحد ينطقه، هو الهاء، وحتى هذا الحرف لا يخرج إلا إذا سد بيده ذلك الكهف لتضييقه.
أما كيف يأكل؟ ...فهو لا يتناول إلا السوائل وتصب صبا في المريء مباشرة، باستعمال قمع (محقن، باللهجة الجلفاوية) وليس في الفم لأنها إذا وضعت في الفم تتدفق من ذالك الكهف...لا إله إلا الله.
لقد كان لتلك الصور تأثير السحر علي.
شعرت أني انقسمت الى شخصين:
أحدهما المدخن العاجز المسكين المهزوم ،مسلوب الإرادة، المستسلم، الذي يتأثر دوما ولا يؤثر أبدا.."المديقوتي "...
والشخصية الجديدة التي ولدت لتوها ،لشخص جديد.. ثائر.. منتفض ..قوي العزيمة والإرادة ..مصر على التطور . المقبل على غلى الحياة.. .متحد...يكفر بالجمود والتحجر والإنهزام والسلبية ..لا ينتظر ثانية واحدة للثورة، بكل القوة التي يملكها، على السلوكات التي لا يدعمها لا الدين ولا الطب ولا العقل.
وأول ما قامت به هذه الشخصية الثانية هو القضاء إلى الأبد على الشخصية الأولى. إنها لحظة ميلاد جديد تماما..ولا أقول( لحظة اكتشاف أن التدخين عدو لي) لا.. لأن هذا معروف عندي سابقا...ولكنها يا إخوتي (لحظة إدراك ووعي لي أن أتخذه عدوا)...
وبذلك لم يعد عندي صراع داخلي بين شخصين أحدهما يدعو للإقلاع عن التدخين والآخر يعاكسه في الرأي. أصبحت أشعر بانسجام فيما يتعلق بموقفي من التدخين..
اصبح لدي رأي واحد حاسم ..قاطع.. نهائي ..فوري.. لا يقبل التأجيل والتماطل.. يطبق الآن و هنا الآن وهنا. Here and now... وهو " ممنوع التدخين".
وأخرجت علبة السجاير من جيبي ووضعتها تحت رجلي وضغطت عليها واطلت الضغط والتحريك الدوراني وأنا في حوار داخلي ساخن، لو حول الى كلمات لكان كالآتي:
(انا الذي رزقني الله حننجرة سليمة " ستيريو" وهي أمانة عندي ... ولي عقل "ما شاء الله" أسعى بمالي وأنا في كامل حريتي إلى تخريبها.. وأسير برجلي إلى الهلاك وأنا أعلم علم اليقين أنه هلاك في الدنيا والآخرة... أنا الإنسان المكرم أهين نفسي وأصبح عبدا ذليلا منهارا حقيرا أمامك أيتها العشبة النتنة المحرمة ...والله " ما تزيدي تجي في فمي.. واللي صار يصير) أصبحت تلك السجاير تحت رجلي هشيما تذروه الرياح...
شعرت بارتياح عميق عميق عميق ..احسست اني " ربحت الإستقلال" وندمت على كل ما ضاع مني من مال وصحة ووقت ..ودعوت الله ان يغفر لي ...
وأصبح من يومها لا آكل إلا من الطيبات..والحمد لله.
ومنذ تلك اللحظة ;Ça y est...c'est fini...rien ne va plus
وأصبحت اتضايق من وجود شخص يدخن بجواري..
زد على ذلك أنه في الأيام الأولى من الإمتناع عن التدخين زادت شهيتي للأكل وقد كنت لا أكاد آكل ..إلا القليل سدا للرمق! وكنت، نتيجة ذلك، نحيلا كالسلك.! فأصبحت ça va !!..
هذه تجربتي الشخصية مع التدخين...سردت بأمانة كاملة لعلي اكون سببا في "تحرير" إخواني من هذا "هذه العشبة النتنة ،القذرة، الوسخة، المحرمة " .
وأظن أن هذا كاف لجعل إخواني من المدخنين يمتنعون بنفس الطريقة الثورية الإنقلابية.. الفورية ...وعليكم بتغيير أنفسكم ..وفقكم الله ..
إخواني الموضوع لا يزال طويلا...وإلى اللقاء في مداخلة أخرى
اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا...آمين
فإذا كنت ايها المدخن منصفا وتتقبل النصيحة الأخوية فتفضل بمتابعة الموضوع وإذا كنت غير ذلك فتوقف عن القراءة هنا لأن هذا الموضوع لا يهمك وهو مضيعة لوقتك.
للذين ما زالوا يتابعون القراءة اقول :
لقد جربت التدخين مدة 12 سنة ...نتيجة طيش الشباب...وجلساء السوء..و..
و كنت ادخن Hoggar; 2AA; ILHEM; وهي ، لمن لا يعرفها، انواع من السجاير كانت مشهورة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي!
وهي معروفة بأنها مركزة وتحتوي نسبة عالية من النيكوتين.. "قاسحة".
وقد أثرت في كثيرا صحيا، فاصبحت أشعر احيانا أن صدري سينفجر ومع ذلك كنت أدخن... اصبر على الجوع ولكن لا يمكن أن أمتنع عن التدخين..
ومن حسن حظي أني شاهدت فيلما وثائقيا عن التدخين في التلفزة الجزائرية من إخراج سعيد عولمي جزاه الله خيرا ( هو الذي يخرج برنامج "وكل شيء ممكن").
يشمل هذا الشريط الوثائقي على آراء الاطباء والأئمة وبعض المدخنين في مضار التدخين ...وخلاصة ما قيل أن لا توجد فائدة واحدة فيه وكله مضار.
وهذا الكلام سمعته آنذاك ، وكان كلاما مألوفا معروفا فقد تاثيره عندي ، أو لنقل انه يؤثر لحظة سماعه وينتهي هذا الأثر عندما تنتهي الحصة التلفزيونية...
ولكن الصورة التي بقيت في ذهني لحد الآن، من هذا الشريط، واضحة هي صورة رجل كهل اصيب بسرطان الحنجرة..نتيجة التدخين.. ولم يكن بالإمكان علاجه إلا بقطعها تماما...فبقي مكانها كالكهف تحت ذقنه واصبح يضع دائما قطعة قماش يلفها حول عنقه ليغطي هذا الغار الذي يطل على اعضاء داخلية. ولكم أن تسألوا كيف يتكلم وكيف ياكل وكيف ينام....يا الله...كان عاجزا عن إصدار صوت وما بقي له إلا حرف واحد ينطقه، هو الهاء، وحتى هذا الحرف لا يخرج إلا إذا سد بيده ذلك الكهف لتضييقه.
أما كيف يأكل؟ ...فهو لا يتناول إلا السوائل وتصب صبا في المريء مباشرة، باستعمال قمع (محقن، باللهجة الجلفاوية) وليس في الفم لأنها إذا وضعت في الفم تتدفق من ذالك الكهف...لا إله إلا الله.
لقد كان لتلك الصور تأثير السحر علي.
شعرت أني انقسمت الى شخصين:
أحدهما المدخن العاجز المسكين المهزوم ،مسلوب الإرادة، المستسلم، الذي يتأثر دوما ولا يؤثر أبدا.."المديقوتي "...
والشخصية الجديدة التي ولدت لتوها ،لشخص جديد.. ثائر.. منتفض ..قوي العزيمة والإرادة ..مصر على التطور . المقبل على غلى الحياة.. .متحد...يكفر بالجمود والتحجر والإنهزام والسلبية ..لا ينتظر ثانية واحدة للثورة، بكل القوة التي يملكها، على السلوكات التي لا يدعمها لا الدين ولا الطب ولا العقل.
وأول ما قامت به هذه الشخصية الثانية هو القضاء إلى الأبد على الشخصية الأولى. إنها لحظة ميلاد جديد تماما..ولا أقول( لحظة اكتشاف أن التدخين عدو لي) لا.. لأن هذا معروف عندي سابقا...ولكنها يا إخوتي (لحظة إدراك ووعي لي أن أتخذه عدوا)...
وبذلك لم يعد عندي صراع داخلي بين شخصين أحدهما يدعو للإقلاع عن التدخين والآخر يعاكسه في الرأي. أصبحت أشعر بانسجام فيما يتعلق بموقفي من التدخين..
اصبح لدي رأي واحد حاسم ..قاطع.. نهائي ..فوري.. لا يقبل التأجيل والتماطل.. يطبق الآن و هنا الآن وهنا. Here and now... وهو " ممنوع التدخين".
وأخرجت علبة السجاير من جيبي ووضعتها تحت رجلي وضغطت عليها واطلت الضغط والتحريك الدوراني وأنا في حوار داخلي ساخن، لو حول الى كلمات لكان كالآتي:
(انا الذي رزقني الله حننجرة سليمة " ستيريو" وهي أمانة عندي ... ولي عقل "ما شاء الله" أسعى بمالي وأنا في كامل حريتي إلى تخريبها.. وأسير برجلي إلى الهلاك وأنا أعلم علم اليقين أنه هلاك في الدنيا والآخرة... أنا الإنسان المكرم أهين نفسي وأصبح عبدا ذليلا منهارا حقيرا أمامك أيتها العشبة النتنة المحرمة ...والله " ما تزيدي تجي في فمي.. واللي صار يصير) أصبحت تلك السجاير تحت رجلي هشيما تذروه الرياح...
شعرت بارتياح عميق عميق عميق ..احسست اني " ربحت الإستقلال" وندمت على كل ما ضاع مني من مال وصحة ووقت ..ودعوت الله ان يغفر لي ...
وأصبح من يومها لا آكل إلا من الطيبات..والحمد لله.
ومنذ تلك اللحظة ;Ça y est...c'est fini...rien ne va plus
وأصبحت اتضايق من وجود شخص يدخن بجواري..
زد على ذلك أنه في الأيام الأولى من الإمتناع عن التدخين زادت شهيتي للأكل وقد كنت لا أكاد آكل ..إلا القليل سدا للرمق! وكنت، نتيجة ذلك، نحيلا كالسلك.! فأصبحت ça va !!..
هذه تجربتي الشخصية مع التدخين...سردت بأمانة كاملة لعلي اكون سببا في "تحرير" إخواني من هذا "هذه العشبة النتنة ،القذرة، الوسخة، المحرمة " .
وأظن أن هذا كاف لجعل إخواني من المدخنين يمتنعون بنفس الطريقة الثورية الإنقلابية.. الفورية ...وعليكم بتغيير أنفسكم ..وفقكم الله ..
إخواني الموضوع لا يزال طويلا...وإلى اللقاء في مداخلة أخرى
اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا...آمين