ilyes3
2012-02-20, 16:16
بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله و على آله و صحبه اجمعين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
***
" هذا هو واقعُ أمتِنا-اليوم- "
قال تعالى :
(عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون)..
...كُنّا -أمسِ-في مسيرٍ مع بعض إخوانِنا من طلاب العلم-وفّقهم الله- ، وكان حوارُنا منوَّع المواضيع ، متعدِّدَ المسائل..
وعند وَداع واحدٍ منهم-جزاه الله خيراً-ذَكَرَ آيةً من كتاب الله -تعالى-أثّر إيرادُها في نفسي وعقلي-جداً- ؛ فأحببتُ مشاركةَ إخواني في (المنتديات ) بالتنبيهِ عليها ، وذِكرِ ملخصِ تفسيرِها...
وأمّا موقعُ الأثرِ -والتأثُّرِ- المشارِ إليه- ؛ فهو الواقعُ الذي تعيشُه بلدانٌ عربيةٌ وإسلاميةٌ متعدّدةٌ-ومنذ أكثرَ مِن نصف عام-؛ وأكثرُ الناس به فرحون ! وله مسرورون !!
وبالتجرِبة الظاهرةِ الواقعةِ:«ما من عام إلا والذي بعده شرٌّ منه..» ؛ على سوء عُموم الأحوال ، وتنافُسِها(!) -فيما بينها- أيُّها أشدُّ بلاءً ، وأكثرُ إيذاءً !!!!
فانظروا خلفَكم....
وتأمّلوا واقعَكم....
وانتظروا مستقبلَكم....
إنه امتحانٌ لكل الأدعياء..
واختبارٌ لجميع الأوفياء...
فـ(نحن)و(هم)في البلاء سواء....
....فالأرضُ واحدةٌ ، وكذا السماء!
قال عز وجل :
﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ . قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾..
ذكر العلامةُ السعديُّ في «تفسيره»:
«{قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ} مُوصِياً لهم في هذه الحالة - التي لا يقدِرون معها على شيء، ولا مُقاومة - بالمُقاومة الإلهيّة، والاستعانة الربانيّة:{اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ} أي: اعتمدوا عليه في جَلْبِ ما ينفعُكم، ودفعِ ما يضرُّكم، وثِقُوا بالله، أنه سيُتِمُّ أمرَكم ، {وَاصْبِرُوا} أي: الْزَموا الصبرَ على ما يَحُلُّ بكم، مُنتظرين للفرج.{إِنَّ الأرْضَ لِلَّهِ} ليست لفرعونَ ولا لقومهِ حتى يتحكّموا فيها {يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [ص:301] أي: يُداوِلُها بين الناس على حَسْبِ مشيئتهِ وحكمتهِ، ولكنّ العاقبةَ للمُتّقين، فإنهم - وإنِ امتُحنوا مدةً ابتلاءً من الله وحكمةً، فإنّ النصرَ لهم، {وَالْعَاقِبَةُ} الحميدةُ لهم على قومهم.
وهذه وظيفةُ العبدِ : أنه -عند القدرة-: أن يفعلَ من الأسباب الدافعة عنه أذى الغير ما يقدرُ عليه، وعند العجز: أن يصبرَ ويستعينَ الله، وينتظرَ الفرَجَ.
{قَالُوا} لموسى مُتضجِّرين مِن طُول ما مَكثوا في عذاب فرعونَ وأذيّته: {أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا} فإنهم يَسُوموننا سوءَ العذاب، يُذبّحون أبناءَنا ، ويستحيُون نساءَنا {وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} كذلك.
فـ {قَالَ} لهم موسى مُرَجِّيَاً [لهم] الفرَجَ والخلاصَ مِن شرِّهم: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأرْضِ} أي: يـُمَكِّنَكم فيها، ويجعلَ لكم التدبيرَ فيها ؛ {فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} هل تشكُرون أم تكفُرون؟!
وهذا وعدٌ أنجزه الله لَـمّا جاء الوقتُ الذي أراده الله»...
..فهل من مُتدبّر؟!
وهل من متّعظ؟!
وهل من متأمّل؟!
وهل من متأنٍّ؟!
و...هل ينجحون ؟ ! أو بتعبير آخر.. يَنجُون ؟!
كتبه الشيخ علي حسن عبد الحميد الحلبي حفظه الله
و الله اعلم
* * * * * *
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
***
" هذا هو واقعُ أمتِنا-اليوم- "
قال تعالى :
(عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون)..
...كُنّا -أمسِ-في مسيرٍ مع بعض إخوانِنا من طلاب العلم-وفّقهم الله- ، وكان حوارُنا منوَّع المواضيع ، متعدِّدَ المسائل..
وعند وَداع واحدٍ منهم-جزاه الله خيراً-ذَكَرَ آيةً من كتاب الله -تعالى-أثّر إيرادُها في نفسي وعقلي-جداً- ؛ فأحببتُ مشاركةَ إخواني في (المنتديات ) بالتنبيهِ عليها ، وذِكرِ ملخصِ تفسيرِها...
وأمّا موقعُ الأثرِ -والتأثُّرِ- المشارِ إليه- ؛ فهو الواقعُ الذي تعيشُه بلدانٌ عربيةٌ وإسلاميةٌ متعدّدةٌ-ومنذ أكثرَ مِن نصف عام-؛ وأكثرُ الناس به فرحون ! وله مسرورون !!
وبالتجرِبة الظاهرةِ الواقعةِ:«ما من عام إلا والذي بعده شرٌّ منه..» ؛ على سوء عُموم الأحوال ، وتنافُسِها(!) -فيما بينها- أيُّها أشدُّ بلاءً ، وأكثرُ إيذاءً !!!!
فانظروا خلفَكم....
وتأمّلوا واقعَكم....
وانتظروا مستقبلَكم....
إنه امتحانٌ لكل الأدعياء..
واختبارٌ لجميع الأوفياء...
فـ(نحن)و(هم)في البلاء سواء....
....فالأرضُ واحدةٌ ، وكذا السماء!
قال عز وجل :
﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ . قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾..
ذكر العلامةُ السعديُّ في «تفسيره»:
«{قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ} مُوصِياً لهم في هذه الحالة - التي لا يقدِرون معها على شيء، ولا مُقاومة - بالمُقاومة الإلهيّة، والاستعانة الربانيّة:{اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ} أي: اعتمدوا عليه في جَلْبِ ما ينفعُكم، ودفعِ ما يضرُّكم، وثِقُوا بالله، أنه سيُتِمُّ أمرَكم ، {وَاصْبِرُوا} أي: الْزَموا الصبرَ على ما يَحُلُّ بكم، مُنتظرين للفرج.{إِنَّ الأرْضَ لِلَّهِ} ليست لفرعونَ ولا لقومهِ حتى يتحكّموا فيها {يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [ص:301] أي: يُداوِلُها بين الناس على حَسْبِ مشيئتهِ وحكمتهِ، ولكنّ العاقبةَ للمُتّقين، فإنهم - وإنِ امتُحنوا مدةً ابتلاءً من الله وحكمةً، فإنّ النصرَ لهم، {وَالْعَاقِبَةُ} الحميدةُ لهم على قومهم.
وهذه وظيفةُ العبدِ : أنه -عند القدرة-: أن يفعلَ من الأسباب الدافعة عنه أذى الغير ما يقدرُ عليه، وعند العجز: أن يصبرَ ويستعينَ الله، وينتظرَ الفرَجَ.
{قَالُوا} لموسى مُتضجِّرين مِن طُول ما مَكثوا في عذاب فرعونَ وأذيّته: {أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا} فإنهم يَسُوموننا سوءَ العذاب، يُذبّحون أبناءَنا ، ويستحيُون نساءَنا {وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} كذلك.
فـ {قَالَ} لهم موسى مُرَجِّيَاً [لهم] الفرَجَ والخلاصَ مِن شرِّهم: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأرْضِ} أي: يـُمَكِّنَكم فيها، ويجعلَ لكم التدبيرَ فيها ؛ {فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} هل تشكُرون أم تكفُرون؟!
وهذا وعدٌ أنجزه الله لَـمّا جاء الوقتُ الذي أراده الله»...
..فهل من مُتدبّر؟!
وهل من متّعظ؟!
وهل من متأمّل؟!
وهل من متأنٍّ؟!
و...هل ينجحون ؟ ! أو بتعبير آخر.. يَنجُون ؟!
كتبه الشيخ علي حسن عبد الحميد الحلبي حفظه الله
و الله اعلم
* * * * * *