معاذ1
2012-02-15, 22:38
بسم الله الرحمن الرحيم .
عن ابي العباس عبدالله بن عباس بن عبد المطلب - رضي الله عنهما - عن رسول
الله عليه الصلاة والسلام , فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى قال : " إن الله كتب
الحسنات والسيئات ثم بين ذالك : فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى
عنده حسنة كاملة , وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف
إلى اضعاف كثيرة , وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة , وإن هم
بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة " متفق عليه .
فقوله " ان الله كتب الحسنات والسيئات " فالكتابة هنا تشمل معنيين .:
المعنى الأول : كتابة ذالك في اللوح المحفوظ فإن الله كما قال تعالى " إن كل شيئ
خلقنه بقدر " وقال تعالى " وكل صغير وكبير مستطر " .
فالله تعالى كتب الحسنات والسيئات في اللوح المحفوظ .
المعنى الثاني : كتابته اياها إذا عملها العبد , فإن الله تعالى يكتبها حسب ما تقتضيه
حكمته وحسب ما يقتضيه عدله وفضله .
فهاتان كتابتان :
كتابة سابقة : لا يعلمها الا الله عز وجل فكل واحد منا لا يعلم ماذا كتب الله له من
خير او شر حتى يقع ذالك الشيئ .
وكتابة لاحقة : إذا عمل الأنسان العمل كتب له حسب ما تقتضيه الحكمة والعدل والفضل
" ثم بين ذالك " اي بين الرسول عليه الصلاة والسلام ذالك كيف يكتب فبين أن الإنسان
إذا هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة .
مثاله . رجل هم أن يتوضأ ليقرأ القرآن , ثم لم يفعل ذالك وعدل عنه فإنه يكتب له بذالك
حسنة كاملة .
هم ان يتصدق وعين المال الذي يريد ان يتصدق به ثم امسك ولم يتصدق فيكتب له بذالك
حسنة كاملة .
فإن قال قائل : كيف يكتب له حسنة وهو لم يفعلها ؟
فالجواب على ذالك : ان يقال ان فضل الله واسع , فهذا الهم الذي حدث منه يعتبر حسنة
لأن القلب همام إما بخير او بشر , فإذا هم بخير فهذه حسنة تكتب له , فإن عملها كتبها
الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى اضعاف كثيرة .
وهذا التفاوت مبني على الأخلاص والمتابعة فكلما كان الأنسان في عبادته اخلص لله
كان اجره أكثر وكلما كان الإنسان اتبع في عبادته للرسول عليه الصلاة والسلام كانت
كانت عبادته اكمل وثوابه اكثر .
وأما السيئة فقال " وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة " كرجل مثلا هم
أن يسرق لكن ذكر الله عز وجل فأدركه خوف الله فترك السرقة , فإنه يكتب له بذالك
حسنة كاملة لأنه ترك فعل المعصية لله فأثيب على ذالك كما جاء ذالك مفسرا في لفظ
آخر " لأنه تركها من جراي " اي من أجلي .
فإن عمل سيئة كتبت سيئة واحدة فقط لا تزيد لقوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر
امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون " .
وهذا الحديث فيه دليل على اعتبار النية وأن النية قد توصل صاحبها الى الخير .
والله الموفق . بن عثيمين رحمه الله .
عن ابي العباس عبدالله بن عباس بن عبد المطلب - رضي الله عنهما - عن رسول
الله عليه الصلاة والسلام , فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى قال : " إن الله كتب
الحسنات والسيئات ثم بين ذالك : فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى
عنده حسنة كاملة , وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف
إلى اضعاف كثيرة , وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة , وإن هم
بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة " متفق عليه .
فقوله " ان الله كتب الحسنات والسيئات " فالكتابة هنا تشمل معنيين .:
المعنى الأول : كتابة ذالك في اللوح المحفوظ فإن الله كما قال تعالى " إن كل شيئ
خلقنه بقدر " وقال تعالى " وكل صغير وكبير مستطر " .
فالله تعالى كتب الحسنات والسيئات في اللوح المحفوظ .
المعنى الثاني : كتابته اياها إذا عملها العبد , فإن الله تعالى يكتبها حسب ما تقتضيه
حكمته وحسب ما يقتضيه عدله وفضله .
فهاتان كتابتان :
كتابة سابقة : لا يعلمها الا الله عز وجل فكل واحد منا لا يعلم ماذا كتب الله له من
خير او شر حتى يقع ذالك الشيئ .
وكتابة لاحقة : إذا عمل الأنسان العمل كتب له حسب ما تقتضيه الحكمة والعدل والفضل
" ثم بين ذالك " اي بين الرسول عليه الصلاة والسلام ذالك كيف يكتب فبين أن الإنسان
إذا هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة .
مثاله . رجل هم أن يتوضأ ليقرأ القرآن , ثم لم يفعل ذالك وعدل عنه فإنه يكتب له بذالك
حسنة كاملة .
هم ان يتصدق وعين المال الذي يريد ان يتصدق به ثم امسك ولم يتصدق فيكتب له بذالك
حسنة كاملة .
فإن قال قائل : كيف يكتب له حسنة وهو لم يفعلها ؟
فالجواب على ذالك : ان يقال ان فضل الله واسع , فهذا الهم الذي حدث منه يعتبر حسنة
لأن القلب همام إما بخير او بشر , فإذا هم بخير فهذه حسنة تكتب له , فإن عملها كتبها
الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى اضعاف كثيرة .
وهذا التفاوت مبني على الأخلاص والمتابعة فكلما كان الأنسان في عبادته اخلص لله
كان اجره أكثر وكلما كان الإنسان اتبع في عبادته للرسول عليه الصلاة والسلام كانت
كانت عبادته اكمل وثوابه اكثر .
وأما السيئة فقال " وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة " كرجل مثلا هم
أن يسرق لكن ذكر الله عز وجل فأدركه خوف الله فترك السرقة , فإنه يكتب له بذالك
حسنة كاملة لأنه ترك فعل المعصية لله فأثيب على ذالك كما جاء ذالك مفسرا في لفظ
آخر " لأنه تركها من جراي " اي من أجلي .
فإن عمل سيئة كتبت سيئة واحدة فقط لا تزيد لقوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر
امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون " .
وهذا الحديث فيه دليل على اعتبار النية وأن النية قد توصل صاحبها الى الخير .
والله الموفق . بن عثيمين رحمه الله .