المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية رجل


sollo44
2012-02-13, 12:00
ها قد عدت من الحرب أخيرا ، رجعت بعد مكابدة الأهوال و المتاعب القاسية ، مات من الرفاق عدد لا يستهان به ، و أصيب عدد أكبر من ذلك ، و عقب كل فجر كنا نتجند بكل قوة لدفن سلسلة طويلة من الجثث المجهولة المشوهة ، و الرصاص يعبث في السماء بصوته الرهيب و حمرته القانية الممازجة لشمس الفجر ، خلال الحرب رددت سؤالا واحدا أكثر من عدد الرصاصات التي أطلقتها ، كنت أردده في كل لحظة ، كان سؤالا و أمنية عزيزة في الوقت نفسه : متى تتوقف الحرب ؟؟............
لم يعرف أحد كيف حدث ذلك ، و لم تستوعب عقولنا المترنحة تحت صوت الانفجارات و الاوامر العسكرية شيئا ، و لكن حدثا واحدا هو الذي رقق المعاناة و رتق الجروح و مسح عواطف الحنق و الرذيلة و الظلم المستخلص من شرور البشر ، أجل إنه خبر انتهاء الحرب ، خبر عظيم هتف به القادة و الجنود و إذاعات الراديو ، حتى الكلاب نامت مطمئنة في ذلك اليوم مستيقنة بزوال العداء و القتل المقنن ........ الحرب يا صديقي قوة هائلة تبيد و لا ترحم ، إنها تستهلك الرجال و طموحاتهم و أمالهم الممحونة بسطوة الشقاء ، و تقدم لنا فضلاتها جثثا و دماء و أشلاء ، و لكن كل شيئ حدث بعد رجوعي من الجبهة ، رجعت لبلدتي الصغيرة الهانئة ، و في استقبالي وقف الرجال و النساء والصبيان ، ارتفعت الزغردات من حناجر النساء ، و في خضم تلك الزغردات المختلطة لاح لي صوت زوجتي المختبئة وسط الحشود المرحبة ، فكرت في عناقها و لكن معنى الرجولة منعني من البوح بعواطفي قبل أن أعانق أعيان البلدة من الرجالات و والأسياد ، فقال صوت مجهول :
- دعوا الرجل ينال بعض الراحة ، و في غد سنقوم بحفل بهيج .
فصاح صوت مؤيد :
- نعم .... فالرجل عاد من الحرب لتوه ، و شوقه لأهله أكبر من الظنون .
و قال كبير البلدة :
- نعم الرأي .
سبقتني خطواتي المرتعبة إلى بيتي القديم ، كان لقاء الزوجة حدثا رهيبا عظيما لا يعادله إلا خبر انتهاء الحرب ، و كانت هي لا تزال على عهدها جميلة باهرة آسرة ، و رغم البكاء و الشوق و الفجيعة إلا أنها انتظرت رجوعي و مشطت شعرها و جهزت ثيابها في كل ليلة خوفا منها أن أرجع فجأة فلا أرى فيها الحسناء أخت البدر في تمامه ، في الصباح تأملت البيت الحجري القديم ، هو على كل حال بيتي ، رغم ضيقه و بساطته و قدمه إلا أنه بيتي و أنا أحبه ، شكله يوحي أنه صفحة طائشة من أوراق التاريخ المجيد ، به غرفتان مسقوفتان بالقصب و الطين المكلل بالقرميد الأحمر ، و بما أنني لا أستطيع العيش من غير نور الشمس ، فتحت في الجدار نافذة صغيرة و زودتها بأضلاف خشيبة طالما عبث الريح بها ليال عديدة ، و طيلة خمس أعوام هي فترة زواجي لم أظفر فيها بالأولاد ، لذلك لم أستخدم من غرف البيت إلا واحدة بينما تركت الثانية فارغة حتى دار بيني وبين زوجتي الحديث التالي :
- يا رجل ... هل سنترك الغرفة الثانية فارغة يعبث بها الجن ؟
فقلت بلا مبالاة :
- هل قلت أماكن العيش على الجن حتى لا يجد له مكانا غير بيتي الوضيع ؟
فقالت و هي تضحك :
- الحق معك ........ و لكن البرد في الخارج شديد .
- و ما شأني بالبرد مادام قاسيا بالداخل كما هو بالخارج ؟
فقالت مفسرة :
- إني خائفة على بغلنا الأبيض ، قد يهلكه البرد و المرض فيموت و نخسر بذلك خسارة كبيرة ، و لا أخفي عليك فقد ساعدني البغل خلال غيابك في جلب الماء و الحطب و حرث الحقل لزراعة الفول . ..... أشفق عليه و هو في الخارج يكابد وحده البرد و المطر و خطر الذئاب و الكلاب .
و قلت من توي مسائلا :
فماذا تقترحين أن نفعل ؟؟
فردت بحزم :
الغرفة الثانية فارغة و لا ضرر في أن نسكنه فيها حتى حلول الصيف .
- نسكن في بيتنا بغلا ؟؟
- أجل ..... مادام مسالما و مفيدا و طيبا .
شعرت بالغباء و أنا أوافق على طلبها ، و لكنها كانت محقة على كل حال ، و سارت الأيام بسرعة و البغل الأبيض يقاسمنا البيت و الأكل ، حتى استفقت ذات ليلة على صوت فوضى عارمة قادم من غرفة البغل، خلت نفسي في ميادين الحرب أولا ، و سرعان ماعاد إلي رشدي حين رأيت البغل في حالة من السعار الشديد ، فراح يرفس و يصك جدران الغرفة بقوائمه القوية الشديدة ، حاولت أن اعرف سبب هيجانه فلم أفلح ، حاولت أن أهدئ من روعه فلم أقدر أيضا ، و كان يزداد جنونا عقب كل لحظة من الزمن ، تراجعت للخلف حتى لا يصيبني بالأذى ، أسرعت لغرفتي و طلبت من زوجتي الهروب من البيت قبيل سقوطه ، و لحظات إثر هروبنا انهار البيت جراء هيجان البغل الأبيض ، فلم يعد يرى منه غير كومة من التراب و الركام ، بينما نجى البغل من الانهيار بأعجوبة ................................
و سرعان ما نمى الخبر إلى مسامع الجيران فهبوا يتدافعون شوقا لمعرفة الحدث ، و كنا حينها زوجين حائرين تائهين، تلطخت عيوننا برماد بني دقيق في حين علق الغبار المستدق بمناخير الانوف فسبب لنا الكحة إضافة إلى الهول و الرعب الذين أطاحا بصمودي و صمود زوجتي ، بسرعة فقدنا كل شيئ ، بسرعة عجيبة كخبر انتهاء الحرب تغيرت الدنيا ، و أصبحنا من يومها بلا مأوى و لا نصير ، و تحطمت المسرات تباعا كما تحطم الحرب القلوب و الأحلام ، و في الغد اكتريت شاحنة و عصبت عيون البغل بعصابة من قماش ، و على متن الشاحنة قدته لمكان مجهول لا يمكن له الرجوع منه ، ظننت أنني ارتحت منه و لكنه خطر علي في الحلم ، كان يرتع في حقل من الفول اليابس ، تعكس عيونه و حركاته طمأنينة راسخة و قال البغل ساخرا :" ستحيط بك الشماتة حتى تكره الحياة " .............
من أين لي بالمسكن الآن ؟ من أين لي بالهناء و أنا ضعيف بهذا القد ؟
قالت الزوجة في حالة من التجلي :
- أنت محارب قديم و لك الحق في أن تعطيك الدولة مسكنا لائقا ، و على كل حال فأنت سيد الرجال .
ضحك المحارب القديم و قال معلقا :
- سيجازيني ربي و لا شك .
************************************
عرض علي صهري بيتا هجره منذ مدة ، فكرت في الرفض و لكن شيئا غريزيا دفعني للقبول ، وافقت على السكن في بيت مهجور على أن تكون تلك مرحلة انتقالية ، و في خضم تلك المرحلة المزرية تقلبت مزاجاتي بين القلق و الرهبة و الأسى، و بين الفرح و التعجب ، و شمت بي الأعداء و الخونة و الرعاديد ،و تحولت قهوة البلدة فجأة من ركن يضم النمامين و معاكسي البنات إلى ماخور تغتصب فيه المروءة ، و قالت الزوجة ذات يوم بعد أن استشعرت قلقي :
- لا تأكل هما ، فأنا سأسايرك على كل حال و سأسكن معك أينما سكنت ، عموما هذا البيت المهجور خير من بيت الطين الذي هده البغل .
و ذات مرة و الصيف يرخي تقاسيمه الحارة على مدينتي ، ارتفعت درجة الحرارة إلى حد لا يطاق ، فتململت النباتات الصفراء و جفت من الماء ، و تشققت الأرض الراسخة و احترت الحيطان و جفت الحناجر ، بدأ الناس يتهافتون على استهلاك الكهرباء برعونة متفاوتة ، المكيفات تقذف تحتها قطرات من الماء لتشكل بركا صغيرة أسفل الحيطان ، المراوح تدور يمنة و شمالا ، و مبردات الماء تصنع طبقات لا متناهية من الجليد المتكاثف ، زاد الحمل على الخيطان الكهربائية و صدرت منها روائح الإحتراق و لكن أحدا لم يبال للأمر ، صحت فجأة :
- ألست تشمين رائحة نتنة تشبه احتراق الخيطان ؟
فردت متثاقلة و هي تستعد للنوم :
- لا أشم شيئا عدى نتانة قدميك .
فتحرجت و التزمت الصمت في حين أطبق النعاس على جفوننا المتكسرة .
و خلال النوم رأيت البغل الأبيض من جديد ، جاءني في المنام ليسخر مني و هو على عادته القديمة من الهدوء و الرزانة ، رأيته يدخن سيجارة و يقف على كومة من التبن اليابس ، صمت قليلا ثم قال لي البغل :
- أ تحب أن نلعب لعبة جميلة ؟
- لا وقت لي لأعبث مع بغل وضيع مثلك .
صاح البغل مستاء :
- ما أقساك أيها الآدمي ...... حتى في المنام لا تتخلى عن جبروتك و سلطتك القاهرة ....... سكت قليلا ثم أقبل إلي مهرولا و قال من جديد :
- ألن نلعب و لو لمرة واحدة ؟
و أمام إصراره الملح وافقت و قلت متثاقلا :
- هات ما عندك و دعنا نسترح .
- ترى ؟ لو ألقيت السيجارة على كومة التبن هذه ما تظن أنه سيحدث ؟
- أتسخر مني يا بغل ؟ ..... ستشتعل النيران في الجوار حتما .
- ذكي انت أيها الآدمي ....
و ألقى البغل السيجارة على كومة التبن ، و في الحين استعرت النيران و طاف الدخان الأسود في الأرجاء ، تمنيت للحظة لو أتمكن منه فأقتله و لكنه فر و تركني وحدي بين النيران الهائلة ، تشعر الزوجة بتخبطي في المنام فتكزني وكزتين لأستيقظ إثرهما ، و في الحين وجدت النيران تلتهم الجدران و السقف و الأثاث ، صرخت الزوجة من هول الفجيعة و جمدت في مكانها ، في حين أقبلت انقذ ما يمكن إنقاذه .
- جاء الصباح ليكشف عن هول الكارثة ، ركام أسود و روائح الحريق المميزة ، و طوابير هائلة من سكان المدينة أكثرهم الشامتون و أقلهم المواسون . تحلق الجميع حول المشهد الذي يشبه ساحات القتال ، وقال المحقق :
- سلك كهربائي سبب الكارثة .
*********************************
و صرنا من جديد بلا مأوى و لا نصير ، تخيل كيف تغدو حين تخرج من الحرب لتطالعك الحياة بخرجاتها القاسية ، الفقر و الخوف و الضياع ، تخيل كم يلزمك من القوة حتى تتخطى هذه المحنة ، لا أعرف كيف احترق كل شيئ في البيت عدى تلك الصورة ، إنها ترجع لخمس سنوات كاملة ، ترجع تماما ليوم زفافي حين كنت شابا مفعما بالحياة ، صورة تعبق بالذكريات الجميلة ، البدلة الكلاسيكية و التسريحة الحديثة و الابتسامة المدوية ، نظرت الزوجة للصورة و قالت معلقة :
- صورة من عهد الشباب و الأمل .
نظرت إليها و قلت آسفا :
- لم يبق لنا من الحياة إلا الذكريات ...... و لولا الود لتفارقنا من زمن .
فأجابت مواسية :
- لن يهنأ العيش لي بعيدة عنك ، و ما البيت الذي احترق إلا وصفة سحرية لتشد متانة الوثاق الذي يجمعني و يجمعك .
- أتعلمين أننا من غير بيت ؟
- أعلم .....بالتأكيد أعلم ، و لكنني أحبك .
نظرت حولي ببصر مائع و قلت برتابة :
- لم يبق لنا غير الرحيل لمكان جديد .
و سرنا معا بخطوات متثاقلة ، و العيون خلف النوافذ ترقبنا في استخفاء ، إلى أين أذهب ؟ ... إلى أين أتجه ؟ ... لا أعرف كيف أصف هذا الشعور و لكن الضيق القاتل وثب على صدري و شد الخناق ، أشعر بخيبة قاتلة ، و ها هي الزوجة المنكوبة تسير بإزائي خائرة القوى ، الصبر عندها في أقصى درجاته و الدنيا تتكالب علي بشتى أنواع قواها المدمرة لتحطيم حياتي ، الطريق طويل أمامنا ، المدينة خلف ظهورنا بكيلومترات عديدة و لا معلم يدل على مكان من الأمكنة ، الأسئلة الحائرة تتخبط داخل رأسي مستنفرة من سوء الحال ، و من بعيد لاحت لي بناية قديمة ، بناية متهالكة متوجة بقبة بيضاء ، و الصمت و السكون يطبقان على المكان كأنه جمود الموت ، مهلا بل إنه الموت فعلا ، إنه الموت بعينه ، فما الأرض التي لاحت لي غير مقبرة ، و ما البناية القديمة غير ضريح الولي الصالح ، و في الحين طرأت فكرة على رأسي :
- أعتقد أننا وجدنا مسكنا لائقا و محترما .
فردت في حيرة جلية :
- أجننت يا رجل ؟
- لا أبدا و لكن ضريح الولي خال من أي سا كن ، و لا ضير في استعماره .
- صاحت الزوجة من حينها متوترة :
- أتريدني أن أسكن مع الجن و الهمسات الليلية المرعبة ؟
- و ما يضرك و قد سكنا لفترة و في جوارنا بغل أبيض ؟
- البغل بغل و لكن الجن موضوع آخر ...
صمتت برهة ثم انفجرت باكية :
- لا أود البقاء معك ...... سأعود أدراجي لأهلي .
- و ماذا عن الوعد و العهود ؟
- ستجدها أمامك لتواسيك في وحشة الليل تحت قبة الضريح .
طفقت أشيعها بنظري و هي عائدة من حيث أتينا ، و في برهة وجيزة اختفى جسدها بين السراب ، و صرت مجددا بلا مأوى و لا نصير ، ماذا أفعل ؟ ........... سرت بين القبور المتلازقة ، و فجأة عثرت على قبر مفتوح ، دخلت فيه و تمددت على ظهري ، شممت رائحة التراب و استشعرت طعم الراحة الأبدية ، و هناك داخ رأسي و أنا أفكر في حل من الحلول .
لقد صحت تكهينة البغل و حلت بي الشماتة من كل جانب و خسرت كل شيئ ، رأيت في حياتي عدة قوى هادمة ، كالحرب و النار و الوحدة و الفقر و الضياع ، و لكنني لم أر أشد تدميرا من قوة المرأة التي تخلع يدها من يد الرجل ،
هل سترجع إلي لتقتسم معي هم المعاناة ؟؟ .... هل ستحن لزمن الحب و الفأل و الشباب ؟
هزني شعور داخلي بأن النهاية قريبة و داخل القبر نظرت لتلك الصورة القديمة و فكرت في أمور لا حصر لها .......

mari2011
2012-02-15, 10:16
قصة روووووووووووووووووووووووووووووووووووعة
بصح عندها الحق تسكن مع الجنون
نبقى بلا دارمع راجلي لي نحبو
ومنسكنش في ضريح

سهير الباتنية
2012-02-19, 12:48
ووووووووووووواو روعة لديك اسلوب رائع وطريقة جيدة في الحبك اشجع فيك هذا اكتب فوحده الانسان يكتب

sollo44
2012-02-20, 08:57
قصة روووووووووووووووووووووووووووووووووووعة
بصح عندها الحق تسكن مع الجنون
نبقى بلا دارمع راجلي لي نحبو
ومنسكنش في ضريح

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
شكرا جزيلا على تشجيعك .
- في الحياة خيارات عديدة ، منها ما يساعد على بناء مستقبل رومنسي متين و منها ما يخرب البيوت ، القصة التي كتبتها هي عبارة عن تجريد حقيقي لمأساة الرجل و المرأة حسب تصوري ..... خلال تفاصيل القصة حرصت على الإثارة و التشويق و كذلك مداعبة العواطف .... شكرا مرة أخرى على ذوقك الراقي .

sollo44
2012-02-20, 08:59
ووووووووووووواو روعة لديك اسلوب رائع وطريقة جيدة في الحبك اشجع فيك هذا اكتب فوحده الانسان يكتب
بارك الله فيك أستاذتي الفاضلة ، نصيحتك تاج على رأسي لن أفرط فيه أبدا ...... سأكتب بلا هوادة .

سهير الباتنية
2012-02-20, 17:01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اتاك الله موهبة لمحتها وتراءت للاعين قائلة ها انا ذا واصل طريقك وشقه بقوة وتاكد بانك مجيد مادمت تملك القدرة على ترويض الكلمة واخضاعها لما يوافقها من معاني

choayb1987
2012-12-07, 14:16
بارك الله فيك

ربيع الامنيات
2013-03-11, 19:23
التمست في قصة شيئا من الاثارة
اردنا ان نعرف اكثر عن البغل الابيض لولا محاكاتك و دغدغتك لاوتار العصبية في فؤادنا

ابدعت اخي و ابرزت مكانتك الادبية
لا تحرمنا من جديدك فلا ضير في ذلك
بوركت

~كِبْريَاء أمِيرَة~
2013-03-19, 12:51
http://www.vb.shoo2.com/imgcache/10745.imgcache


http://up.3dlat.com/uploads/13409370901.gif بــارك الله فيك و جزاك الله كل خير http://up.3dlat.com/uploads/13409370901.gif

hard team
2013-03-24, 14:10
pour sa merci mon frere