تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إنتفاضة الأحياء .


معاذ1
2012-02-10, 22:58
بسم الله الرحمن الرحيم .

ان صاحب القلب الحي , ومن قلبه قد صلح , ومن اذا ذكر الله وجل قلبه , تنتفض

جوارحه بحياة ذاك القلب بالأيمان ..

فمع ان العين مبصرة لما حولها و لكنها لو رأت مشهدا محرما فلن يمكن القلب

الحي الخواطر منه بحال , ومع ان الأذن مصغية , لكنه لو كان ما سمعت حراما

لارتعدت وجلا , وبنت سدا على الفور منيعا وحجابا حاجرا بينها وبين ما يغضب الله

وان جلس صاحب هذا القلب مجلسا وتسلل اليه الحرام للمحة على الفور وهب خارجا

في الحال , وهذا مصدر سلامة هذا القلب وعنوان نقائه قال تعالى " ان الذين اتقوا اذا

مسهم طائف من الشيطن تذكروا فإذا هم مبصرون "

فكلمة " مسهم " ندل على اصابة غير مكينة , وذاك بسبب فزعهم لله ليعصمهم من

الشيطان , لأنهم حفظا الله بقلوبهم فحفظ الله جوارحهم " اليس الله بكاف عبده "

فحين ابتداء خواطر الشيطان في الفكر ’ لأن الخواطر ولادة ان اهملت لم تلبث ان تصير

شهوة , ثم ارادة , ثم عزما ثم عملا ...

وقوله " طئف " وككأن خواطر الشر طافت بهم ودرات حولهم فلم تقدر ان تدخل اليهم

وتؤثر عليهم لقوة قلوبهم وحفظها ويقظة ايمانهم , فهم كمن طاف بهم خيال لكن لم يجرؤ

ان يدفعم الى الفعال ,

والطائف هو من يطوف على المكان يحاول الأذن للدخول , فشبه الله الخاطر ابتداء وروده

في النفس بحلول الطائف على المكان دون ان يستقر فيه ,,

اذا مدار تلك الجوارح هي ما يصدر من ملكها وهو " القلب " الذي عليه مدار امرها

ومنه تأخذ الأوامر , فمتى كان ذاك القلب حيا بالأيمان وبالقرآن وبذكر الله كان ما يصدر

عنه للجوراح موافق لما هو حي به , وحتى وان اصابه ذاك الطائف والمس والخيال لم

يلبث ان يتغلب ما تغشاه من ايمان وقرآن وذكر تلك الخواطر فيخرجها ولن تجد لها مستقر

في ذاك القلب ..

" الا وان في الجسد مضغطة اذا صلحت صلح الجسد كله , واذا فسدت فسد الجسد كله ,

الا وهي القلب "

ابو شادي ,, مع اضافة .