bilel dai
2008-12-22, 14:11
لا يعيش الادب وينمو ويؤتى ثماره الرائعة الا في جو من الحرية. ولا قيمة للأدب الا اذا كان حرا لا تكبله اية قيود. والأدب الحر يعود على المجتمع بأضعاف الفائدة التي يعود بها عليه الأدب الملتزم بغاية عملية مباشرة تهدف الى الاصلاح, أو تدعو الى نظام اجتماعي أو مذهب فلسفي. ذلك لان الادب ليس منبرا للدعاية والاصلاح والارشاد. مجال الدعاية والاصلاح هو المقال. أما القصة أو المسرحية أو الشعر فهي الأدب الخالص الذي يجب أن يكون حرا طليقا يسبح في أي الاجواء شاء.
وقيمة هذا الادب الخالص انه بحكم حريته نفسها يرتفع بنا, ويعلمنا أن نكون أحرارا. فهو اذ يرسم لنا الحياة كما هي بدون اراء او دعايات أو نظريات مهيأة في ذهن الأديب من قبل, يحفزنا الى التفكير في الحياة تفكيرا حرا. فيدفعنا الى استخلاص أفكار واراء عن الحياة الخاصة بنا. فتصبح هذه الأفكار والاراء وليدة شخصيتنا المستقلة أي ثمرة عقلنا وتفكيرنا وثقافتنا.
فمطالعة مسرحية لشكسبير أو قصة لبلزاك أو ديستويفسكي مثلا, لا يمكن ان تشعرك بأنك قد أنفقت عبثا وقتك وجهدك وأنك خرجت بلا فائدة. الواقع أن استيعابك لها وادراكك محاسنها ليس استيعابا وادراكا تأمليا سلبيا تختلط فيه الدهشة بالاعجاب فحسب, بل هو ضرب من المشاركة الفعلية مع المؤلف وشخصياته, اذ العواطف السامية أو الوضعية التي واجهتها في العمل الأدبي هي في جوهرها عواطف فعالة لا بد أن تنعكس في نفسك, فتضعك أمام اختيار حر من الحكم لها أو عليها, من الميل لها أو النفور منها, من محاكاتها أو نبذها اطلاقا. وهكذا تتأكد مسؤوليتك تجاه نفسك والحياة.
وقيمة هذا الادب الخالص انه بحكم حريته نفسها يرتفع بنا, ويعلمنا أن نكون أحرارا. فهو اذ يرسم لنا الحياة كما هي بدون اراء او دعايات أو نظريات مهيأة في ذهن الأديب من قبل, يحفزنا الى التفكير في الحياة تفكيرا حرا. فيدفعنا الى استخلاص أفكار واراء عن الحياة الخاصة بنا. فتصبح هذه الأفكار والاراء وليدة شخصيتنا المستقلة أي ثمرة عقلنا وتفكيرنا وثقافتنا.
فمطالعة مسرحية لشكسبير أو قصة لبلزاك أو ديستويفسكي مثلا, لا يمكن ان تشعرك بأنك قد أنفقت عبثا وقتك وجهدك وأنك خرجت بلا فائدة. الواقع أن استيعابك لها وادراكك محاسنها ليس استيعابا وادراكا تأمليا سلبيا تختلط فيه الدهشة بالاعجاب فحسب, بل هو ضرب من المشاركة الفعلية مع المؤلف وشخصياته, اذ العواطف السامية أو الوضعية التي واجهتها في العمل الأدبي هي في جوهرها عواطف فعالة لا بد أن تنعكس في نفسك, فتضعك أمام اختيار حر من الحكم لها أو عليها, من الميل لها أو النفور منها, من محاكاتها أو نبذها اطلاقا. وهكذا تتأكد مسؤوليتك تجاه نفسك والحياة.