المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمتي كالغيث


@سلمى@
2012-02-08, 14:03
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.samysoft.net/forumim/tahmeel/bramj2/agghjgj.gif
رابط الإستماع والمشاهدة (http://tube.manhag.net/watch_video.php?v=6X8HSXO5M691)

أيها الشاعر جانبت الصوابا *** حين أرسلت إلى الجاني خطابا
حينما واجهت بالشعر ضلالا*** في زمان يجعل القشر لبابا
في زمان يجعل الليل نهارا ***بملاهيه ولا ينوي متابا
بارز الله بإلحاد وكفر *** وتمادى في الاباطيل وذابا

ياهداك الله ياشاعر قوم ***أكملوا في رحلة الذل النصابا
تركوا الفجر وراء الظهر لما ***عشقوا في الغرب قصفا وشرابا
تركوا من خلفهم نبعا نقيا ***صانه الله تعالى أن يشابا
ومضوا يستمطرون القيظ ماء *** مارأوا برقا ولا شاموا سحابا

ركضوا في طلب الماء ولكن *** حينما جاؤوه لاقوه سرابا
ياهداك الله ياشاعر قوم *** كلما استنفره الحزن استجابا
أنت لاتنفك تبكينا فصرنا *** نشرب الدمع ونقتات العذابا

أوما تبصر إلا وجه طفل *** زاده التشريد في الدنيا اغترابا؟
أوما تبصر إلا قاذفات ** تقتل الناس وحربا وضرابا؟
أوما تبصر إلا بؤس شيخ ***أفقدته الحرب أهلا وصحابا؟
أوما تبصر إلا دمع ثكلى *** كلما ضاقت به زاد انسكابا؟
أوما تبصر إلا ذات قلب *** يتلظى وقتيلا ومصابا؟
أوما تسمع إلا صوت قصف *** يجعل الدار ومن فيها ترابا؟

وكأن الأرض لا تنبت إلا *** شجر البؤس وشوكا وهضابا
وكأن الأفق لا يعرض بدرا*** ساطع النور ونجما وشهابا
ياهداك الله ،ماتسمع إلا ***صرخات ونعيقا ونعابا

دعك من أحداث هذا العصر واكتب *** لقوافيك من اللهو كتابا
دعك من بؤس شعوب أرهقتها *** قسوة الظلم وزادتها اكتئابا
دعك من صنعائنا فيها رئيس ***يمضغ القات ويصليها اضطرابا
دعك من دمع دمشق وأساها *** ولظى الشام الذي زاد التهابا
دعك من شعرك هذا قد مللنا *** أيها الشاعر حزنا وانتحابا

ومللنا حسرة تتبع أخرى *** وضبابا في الأسى يتلو ضبابا
تذكر الأقصى وماذا لو رأينا ***في حمى الأقصى قرودا وكلابا؟
تذكر الأفغان في شعرك ،ماذا ***لو رأينا أرضهم صارت يبابا؟
تذكر الجرح العراقي ،وماذا *** لو رأينا دمه موجا عبابا؟
ماالذي يمنع أن يقتل شعب *** كامل، أن تصبح الدار خرابا؟
أن نرى الهيكل في الأقصى مقاما *** ونرى في ساحة الأقصى الذئابا؟
أن نرى في ليبيا جرحا عميقا ***ودماء الأهل للباغي خضابا؟
أن نرى في قبضة الباغي فتيلا *** ونرى في القبضة الأخرى ثقابا؟

أيها الشاعر أثقلت علينا *** بمآسينا وعكرت الشرابا
هب لنا من شعرك العذب غناء *** كلما أنشده الشيخ تصابى
أرنا فيه قدودا مائسات *** وعيونا تسلب الناس الصوابا
صف لنا سلمى وسعدى وسعادا *** واستضف لبنى وليلى والربابا
حرك الإغراء فيهن وهون *** قيمة الستر ليخلعن الحجابا
رقص الشعر على أجمل لحن*** يجعل الأبعد يزداد اقترابا
حول الشعر لنا عودا ونايا *** لاتجرده سيوفا وحرابا

قلت:واحزني على قومي فإني *** لأرى من حالهم شيئا عجابا
أصبحوا يستمرؤون الوهم حتى*** لبسوا فيه على الذل الثيابا
أصبحوا،،لا، لن أطيل اللوم إني *** لم أزل أفتح للآمال بابا
يسقط الوهم أمام العقل لما *** يتسامى المرء صدقا واحتسابا
أنا لم أيأس ولكني أعاني *** حين ألقى من يرى النحل ذبابا
سوف يبقى الشعر عندي نهر حب *** في قلوب الناس ينساب انسيابا
أمتي كالغيث ،فيها الخير باق *** يمطر الأرض وينصب انصبابا
د / عبدالرحمن العشماوي