المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منزلة العلماء وفضلهم خاصّة زمن الفتنة للشيخ أبي سعيد بن أحمد بلعيد الجزائري


الاخ رضا
2012-02-07, 23:42
http://www.abusaid.net/index.php/makalat/makalat/637-nidaa2.html
منزلة العلماء وفضلهم خاصّة زمن الفتنة
للشيخ أبي سعيد بن أحمد بلعيد الجزائري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم.
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلآ وأنتم مسلمون " [آل عمران:102] .
" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا " [النساء:1] .
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " [الاحزاب: 70-71]. أما بعد:
أيها الناس اتقوا الله تعالى، واعلموا أنكم في هذه الدنيا في دار ابتلاء وامتحان وأنكم في ميدان مجاهدة ومصابرة، وما زال الصراع بين الحق والباطل مستمرا، وأن الشيطان يحمل الباطل هو وجنوده من شياطين الجن والإنس، ويدعون إليه بأنواع من المكر والحِيَل والخداع، كما قال تعالى : {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأعراف: 16 - 18] وقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6]. أما الحق فيحمله الرسل وأتباعهم من العلماء المصلحين يوضحونه للناس ويدعونهم إليه، ويكشفون لهم شُبَهَ المبطلين ويحذرون من تحرف المحرّفين.
عباد الله، إننا في هذه الأيام في نزول فتن عظيمة، فتن كقطع الليل المظلم، فتن تسري في الأمة كسريان النار في الهشيم، توشك أن تأكل الأخضر واليابس، وتهجم على العباد وتدمر البلاد، وقد حذرنا الله تعالى من الفتن لأنها إذا جاءت تخبّط الناس ولا ينجو منها إلاّ القليل، قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25] ، كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعوذ بالله منها، وبالابتعاد عنها، وبترك المشاركة فيها، و أمرنا بإشغال النفس بالأعمال الصالحة والمسارعة إلى أعمال الخير، فقال صلى الله عليه وسلم : « بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا؛ يبيع دينه بعرض من الدنيا ] رواه مسلم (118) ، وأحمد (7970)، والترمذي (2195).
أيها المسلمون/ لقد ظهرت الفتن وتنوعت، ظهر الطعن في الإسلام، والتشكيك في الدين،و إبعاد الناس عنه، ظهرت قلة الأمانة وكثرة المعاصي والخديعة، وتعوّد الناس تبرّج النساء واختلاطهن بالرجال، وظهرت فتنة المال التي قلّ من يَسلمُ منها، وقلّ من يبالي من أين يأخذ المال أَمِنَ الحلال أمْ من الحرام؟ كأنما خُلِقُوا للمال وللدنيا، فيكسبون المال بالغش والكذب والرشوة والربا وبيع المحرمات وسوء المعاملات. وانتشر بين الناس عقوق الوالدين، وعدم الإحسان إلى الأقارب والجيران، وعدم احترام الصغار للكبار، وتَسلّط الأشرار وضعف الأخيار.
عباد الله/ وإن من الفتن التي ظهرت وعمّت، وانتشرت وطمّت، قلة علماء الدين المخلصين الربانيين، أهل الخشية لله تعالى، وأهل الهداية، الذين هم قدوة في الخير والصلاح والزهد والورع، الذين يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم وخُلَفَاءَه الراشدين رضي الله عنهم، و إن وُجِدَ من هؤلاء العلماء في بعض الأماكن، فهناك فتنة أخرى كبيرة وهي عدم احترامهم، وعدم رجوع الناس إليهم خاصة في أيام الفتنة والبلبلة، وتزهيد الناس فيهم، وتركهم إلى أناس جاهلين يفتون بغير علم فيَضِلُّون ويُضِلُّون، فتزيد الفتن اشتعالا، والنار استعاراً.
أيها المسلمون / اتقوا الله تعالى، واعبدوا ربكم و وحدوه، واحمدوا الله كثيراً واشكروه على نعمة الإسلام، الذي هو دين سليم وصراط مستقيم، حفظه الله من الشرك و البدع، ومن طرق الضلال والهلاك، وجعله الله دينا كاملا شاملا لكل ما يؤدي لمن تمسك به إلى الأمن والسعادة في الدنيا و الآخرة، كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] ، وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
عباد الله/ اعلموا - رحمكم الله تعالى- أنّ الله تعالى حفِظ دينه بعلماء الدين، والأئمة المرشدين المخلصين، الذين جعلهم الله أعلاماً يهتدى بهم، وأئمة يقتدى بهم، وأنوارا تتجلى بهم الظلمات، وخاصّة في أيام الفتن والأزمات، فهم يحفظون للأمة المحمدية دينها، ويصونون عزّتها وكرامتها، فالعلماء سياج واقٍ، ودرع باقٍ يمنع الأعداء من الهجوم على الدين، ويحمي الإسلام والمسلمين من كَيْدِ الكافرين و المنافقين، فالعلماء ورثة الأنبياء، في الأمة، وبتوجيهاتهم تخرج الأمة من الأزمات والفتنة، فهم أعلم الناس بالحق، وأرحم الناس بالخلق، فهم القادة حقاً، والزعماء المصلحون صدقاً، فاعرفوا لهم قدرهم – رحمكم الله تعالى – وتعلموا منهم، وسيروا بتوجيهاتهم ونصائحهم، وإياكم واحتقارهم والاستخفاف بهم، فمن استخف بهم ضيّع دينه، وخسِر مروءته، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من لم يجلّ كبيرنا، ويرحم صغيرها، ويعرف لعالمنا حقه) رواه أحمد، والحاكم، وهو حديث حسن، كما في صحيح الجامع الصغير، للألباني (5443).
أيها المسلمون/ إن فضائل العلم والعلماء في الإسلام كثيرة ومناقبهم في الأمة عديدة، جاءت في آيات قرآنية كثيرة، وأحاديث نبوية ثابتة، وأقوال الصحابة وَمَنْ بَعْدَهُمْ مشهورة، قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18] وقال تعالى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}[المجادلة: 11] وقال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 28] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، و إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، و إن العالم ليستغفر له من في السموات و من في الأرض، و الحيتان في جوف الماء، و إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، و إن العلماء ورثة الأنبياء، و إن الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما، إنما وَرَّثُوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر» رواه أحمد والأربعة، وهو حديث صحيح، كما في صحيح الجامع الصغير للألباني (6297).
فالعالم بمنزلة القمر الذي يضيء في الآفاق كلها، ويمتد نوره في أقطار العالم، أما العابد فهو بمنزلة الكوكب لا يتجاوز نوره نفسه، أو ما يقرب من محيطه، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: «فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد».
عباد الله/ من هم العلماء؟ إنهم – اليوم – قليلون جداً، فليس كُلُّ العالم من كان فصيحاً أو خطيباً مُفَوَّهًا أو كاتبا مشهوراً أو واعظًا مؤثراً، لا، بل العالم هو من كان:
1/ فقيها واسع الاطلاع في العلم الشرعي، مطلعاً على مجمل أحكام الكتاب والسنة، وأقوال السلف الصالح، عارفا بالناسخ والمنسوخ.
2/ مستمراً في العلم غير منقطع عنه.
3/ قد أمضى وقتا طويلاً فيه.
4/ وجُربت عليه الرزانة وعدم الطيش.
5/ وأنه راسخ كالجبال لا تزعزعه الفتن، ولا تغيره الأفكار والمحن.
6/ وشهد له العلماء بذلك.
7/ وأنه ينظر في العواقب.
8/ ولا تتصرف فيه العواطف و الأهواء.
9/ ولا يهلِك عند المتشابهات، بل يَرُدُّ المتشابهات إلى المُحْكَمَات.
10/ مشهورًا بالنُّسُك والخشوع.
11/ زاهدًا في الدنيا وحظوظها.
12/ متواضعا.
13/ صادقا في أقواله وأفعاله.
14/ مشاورًا لأهل العلم والمعرفة.
أيها المسلمون/ إن من حقوق العلماء علينا توقيرهم واحترامهم، والتواضع لهم، والدعاء لهم بالخير والتوفيق والحفظ، والسير بتوجيهاتهم ونصائحهم وإرشاداتهم وخاصّة في أيام الفتن، كما أنه يجب على الأمة أن تحذر من القدح فيهم، فإن القدح فيهم مشكلة ألقاها الشيطان إلى الناس وكان للمستعمرين يد كبيرة في بثها بين صفوف المسلمين حتى يقطعوا الصلة بين المسلمين وعلمائهم، وقطعُها قطعٌ للدين، وإدخال لِلْغِوَاية بين المسلمين، وإنه مما يؤسف له أن يصدر القدح من بعض المنتسبين إلى الإسلام حيث وصفوا العلماء بأوصاف سيئة كعلماء السلاطين، وعلماء الصحون، وعلماء البلاط، وعلماء الأموال والدرهم والدينار، و علماء الحيض و النفاس، وعلماء جاهلون بالواقع، وعلماء بعيدون عن الميدان، والعلماء التقليديون وغير ذلك من الصفات السيّئة، وبذلك زهد المسلمون في علمائهم وصاروا يبحثون عن الحلول عند الصحفيين، والإخباريين و المحللين السياسيين، و الوعاظ والمرشدين، وعند بعض المنتسبين للعلم الشرعي، لكنهم يتبعون الشاذ من الأقوال!!
فاتقوا الله أيها المسلمون، واعرفوا من هم العلماء الربانيون، وخذوا منهم العلم والتوجيهات والنصح والإرشادات في كل المسائل: في الدين، في السياسة، في الاقتصاد، في العبادات والحيض والنفاس، و في كيفية تغيير الأوضاع، والوصول إلى الإصلاح، فإنهم يسيرون بهدي الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، لا بالشعارات والمظاهرات والمسيرات، وإحداث البلبلة والفتنة و إشاعة الخوف والارتباكات، وخذوا العلم أيضًا من طلاب العلم النابهين الذين يشرحون كلام العلماء الربّانيّين، لأنه يجب على طلاب العلم أن يكونوا متعاونين مع العلماء وليسوا مناوئين لهم، ولا مشاغِبين عليهم، فهم كالممرضين والصيادلة الذين يتعاونون مع الأطباء.
فاتقوا الله أيها المسلمون واحذروا الفتن ما ظهر منها و ما بطن، واعرفوا لِعُلَمَاءِ الإسلام منزلتهم، وارجعوا إليهم في التوجيه والنصيحة، وفي التعليم والفتاوى الصحيحة، ولا تستبدلوا بهم غيرهم من الجهال و المنحرفين ، نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم، وبسنة سيد المرسلين.
والحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه أبو سعيد بلعيد بن أحمد الجزائري
17ربيع الأول 1432 هـ
20 فـــيفـــري 2011 م

مشكاة الهدى
2012-02-08, 06:37
السلام عليكم

منزلة العلماء لا يختلف عليها اثنان
اسال الله ان يبعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
فزمننا كثرت فيه الاقاويل وكل يدعي المعرفة
لذا علينا ان نتبع العلماء والمشايخ الكبار ونبتعد عن اصحاب الاهواء
بارك الله فيك

الاخ رضا
2014-06-23, 14:21
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
هذا هو أختي . علينا باتباع العلماء الكبار خاصة عند الفتن .

عبدالنور.ب
2014-06-23, 14:43
السلام عليكم ورحمة الله
أخي رضا بقولك بالعودة للعلماء الكبار لماذا لا تعودون لقو العلماء الكبار في ما قالوا في أبا سعيد بلعيد البليدي ؟؟؟نسأل الله أن يبعد عنا الفتن

الاخ رضا
2014-06-23, 15:04
أخي الحبيب
إن كان لك تعقيب على كلام الشيخ في هذا الموضوع و أن تزيد الموضوع اثراء بما ذكره العلماء من التحذير من الفتن
فأهلا و سهلا و بارك الله فيك . و ان كنت تريد شيئا غير ذلك . فعذرا.

عبدالنور.ب
2014-06-23, 15:08
والله غريب أمركم تتكلمون بحديث ولا تعملون به؟؟ وتريدون من الناس أن يعملوا به؟؟ أسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا إلى صراطه المستقيم,
http://www.djelfa.info/vb/attachment.php?attachmentid=82052&stc=1&d=1403533024

الاخ رضا
2014-06-23, 15:19
أسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا إلى صراطه المستقيم,


قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى


www.binbaz.org.sa/mat/8523/print

وقد شرف الله أهل هذا العلم، ونوه بهم وعظم شأنهم سبحانه، واستشهدهم على توحيده،
والإخلاص له، حيث قال عز وجل: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ
لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا
إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[5][0]،
فاستشهد أهل العلم على وحدانيته مع الملائكة، فالملائكة عليهم السلام وأولو العلم
الشرعي هم الشهداء على توحيد الله والإخلاص له، وأنه رب العالمين، وأنه الإله الحق،
وأن العبادة لغيره باطلة، وكفى بها شرفاً لأهل العلم، حيث استشهدهم على وحدانيته
واستحقاقه في العبادة سبحانه وتعالى، وبين جل وعلا أنهم لا يستوون مع غيرهم بقوله
سبحانه وتعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ[6] [0]،
ويقول عز وجل: أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو
الْأَلْبَابِ[7][0].
فلا يستوي هؤلاء وهؤلاء، لا يستوي من يعلم أن ما أنزل الله هو الحق وهو الهدى، وهو
طريق السعادة، مع الذين قد عموا عن هذا الطريق، وعن هذا العلم، فرق عظيم بين هؤلاء
وهؤلاء، فرق بين من عرف الحق واستضاء بنوره، وسار على هداه إلى أن لقي ربه، وفاز
بالكرامة والسعادة، وبين من عمي عن هذا الطريق واتبع هواه، وسار في طريق الشيطان
والهوى. لا يستوي هؤلاء وهؤلاء.

وقد
بين الله سبحانه أنه يرفع درجات أهل العلم؛ وما ذلك إلا لعظيم آثارهم في الناس،
ونفعهم لهم. ولهذا قال أهل العلم: (ما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح آثار الناس
عليهم)، فآثارهم بتوجيه الناس إلى الخير، وإرشادهم إلى الحق، وتوصيلهم للهدى، وهي
آثار عظيمة شكرها الله لهم، وشكرها المؤمنون، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة
والسلام، فهم الهداة والدعاة، وهم أعلم الناس بالله وبشريعته، وأفضل الناس بعد
الرسل وأتبعهم لهم، وأعلمهم بما جاؤوا به، وأكملهم دعوة إليه، وصبراً عليه،
وإرشاداً إليه، قال جل وعلا: يَرْفَعِ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ[8] [0]،
وقال سبحانه وتعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا
إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ[9] [0].



وبين عز وجل أن أهل العلم هم الذين يخشونه على الحقيقة والكمال، وإن كانت الخشية
موجودة من المؤمنين عموماً ومن بعض الآخرين، ولكن خشية الله على الكمال والحقيقة
للعلماء، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام:
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[10] [0]
يعني الخشية الكاملة.



والعلماء هم العارفون بالله وبأسمائه وبصفاته، وبشريعته التي بعث بها رسله، ولهذا
قال نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لما قال له بعض الناس مستثقلاً العلم الذي
أرشده إليه: لسنا مثلك يا رسول الله! قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال:
((أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له)).



فالعلماء بالله وبدينه وبأسمائه وصفاته هم أخشى الناس لله، وأقوى الناس في الحق على
حسب علمهم به، وعلى حسب درجاتهم في ذلك، وأعلاهم في هذا وأكملهم فيه هم الرسل عليهم
الصلاة والسلام، فهم أخشى الناس لله، وأتقاهم له، وقد جاءت الأحاديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في بيان فضل العلم، وتكاثرت في ذلك. فمن ذلك قوله عليه الصلاة
والسلام: ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به
طريقاً إلى الجنة)) خرجه مسلم في صحيحه رحمه الله، فهذا يدلنا على أن طلاب
العلم على خير عظيم، وأنهم على طريق نجاة وسعادة لمن أصلح الله نيته في طلب العلم،
وابتغى به وجه الله عز وجل، وقصد العلم لنفس العلم وللعمل، لا لأجل الرياء والسمعة،
أو لأجل مقاصد أخرى من المقاصد العاجلة، وإنما يتعلمه لمعرفة دينه، والبصيرة بما
أوجب الله عليه، وليسعى في إخراج الناس من الظلمات إلى النور، فيعلم ويعمل، ويعلم
غيره من المقاصد الحسنة التي أمر المسلم بها، فكل طريق يسلكه في طلب العلم فهو طريق
إلى الجنة، ويعم ذلك جميع الطرق الحسية والمعنوية، فسفره من بلاد إلى بلاد أخرى،
وانتقاله له من حلقة إلى حلقة، ومن مسجد إلى مسجد بقصد طلب العلم، فهذا كله من
الطرق لتحصيل العلم، وهكذا المذاكرة في كتب العلم والمطالعة والكتابة كلها من الطرق
أيضاً. فجدير بالطالب أن يعنى بجميع الطرق الموصلة إلى العلم، وأن يحرص عليها
قاصداً وجه ربه عز وجل، يريد الله والدار الآخرة، يريد أن يتفقه في دينه وأن يتبصر
به، يريد أن يعرف ما أوجب الله عليه وما حرم عليه، يريد أن يعرف ربه على بصيرة
وبينة ثم يعمل بذلك، يريد أن ينقذ الناس، ويكون من دعاة الهدى، وأنصار الحق،
ومرشداً إلى الله على علم وهدى، فهو حيثما تصرف على خير عظيم بهذه النية الصالحة
حتى نومه من طرق الجنة، إذا نام ليتقوى على طلب العلم، وأداء الدرس كما ينبغي،
ليتقوى على حفظ كتاب في العلم؛ ليتقوى على السفر في طلب العلم، فنومه عبادة، وسفره
عبادة، وتصرفاته الأخرى بهذه النية عبادة، بخلاف من ساءت نيته فهو على خطر عظيم،
جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من تعلم
علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف
الجنة)) رواه أبو داود رحمه الله بإسناد جيد. وهذا وعيد عظيم لمن ساءت نيته،
وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((من تعلم العلم
ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فالنار
النار)). وتعلم العلم يكون بمعرفته والعمل به لله، لأن الله أمر بذلك، وجعله
وسيلة لمعرفة الحق، وجاء في الحديث الصحيح: ((أن أول من
تسعر بهم النار ثلاثة: منهم الذي طلب العلم وقرأ القرآن لغير الله ليقال: هو عالم،
وليقال له: قارئ)) ولا حول ولا قوة إلا بالله.

عبدالنور.ب
2014-06-23, 15:24
http://www.youtube.com/watch?v=4-DR7a-5v3Q

هذا صديق أبا سعيد
تريد تعرف الشخص فسأل عن أصحابه
العودة إلى الحق أخي ولو كان على حساب أي واحد

قال شيخنا الألباني رحمه الله: طالب علم يكفيه دليل وطالب هوى لايكفيه ألف دليل

faraday_dz
2014-06-23, 15:38
شكرا ايها الاخ الكريم
ندعو الله سبحانه ان يرزقنا علماء اجلاء من ابناء جلدتنا في الجزائر و يفهمون امورنا
لان العلم المستورد اصبح مشكوك فيه
لا اقصد القدح ولكن التناقضات ادخلت الشك في قلوب الناس
مثال على التناقضات تجد من يدعو لجهاد و هو في بحبوحة لا مثيل لها من متاع الدنيا
و تجد من يفتي حسب البلد حرام هنا حلال هناك
موالاة اعداء الامة من الغرب
اعلم ان هذا من الشاذ و الشاذ لا يقاس عليه
ولكن هذ ما يعلو في زمننا هذا عبر اعلام معين و طرق معينة
والله المستعان

الاخ رضا
2014-06-23, 18:42
http://www.youtube.com/watch?v=4-dr7a-5v3q

هذا صديق أبا سعيد
تريد تعرف الشخص فسأل عن أصحابه
العودة إلى الحق أخي ولو كان على حساب أي واحد

قال شيخنا الألباني رحمه الله: طالب علم يكفيه دليل وطالب هوى لايكفيه ألف دليل

الله المستعان السؤال فيه مغالطات و قد صيغ على مقاس لا ينطبق الجواب الا عليه و الله المستعان
أستطيع الأن أن آتيك بكلام للشيخ الفوزان يصف فيه عالم معروف جدا بأنه جاهل جهلا مركب
و لكن كما في الأول السؤال قيس بمقاس يأتي الجواب فيه على مراد السائل حتما و الله المستعان.

أخي الحبيب إن أتيتني بتحذير عالم آتيك بتزكية عالم آخر
و نصبح هكذا في جدال عقيم لا يستفيد منه الا من يصطاد في الماء العكر.


تذكر جيدا أن الخطأ وارد على الكل .

أخي الحبيب من ذكرتهم هم مشايخي و أحبهم في الله و أعتبرهم من أهل السنة العاملين النشطين في الدعوة الى الله على علم و بصيرة باذن الله و هم ليسوا جدد كبار في السن و قدماء في الدعوة .
هذه هي عقيدتي و رأيي فيهم و الكل هنا ممن له أقدمية في هذا المنتدى و نشاط يعرف عمن أنشر و ماذا أنشر
فمن كان عنده انتقاد فلينتقد ما أنشر و لا ينتقد عمن أنشر لأنني و لله الحمد أنتقي ما أنشر و هي مسؤوليتي و أمانة في عنقي.
أخي الكريم أنا لا أريد أن أدخل في دهاليز الردود و القيل و القال بين أهل السنة و التي ليس لها مخرج الا بتوفيق من الله و اخلاص له ( و لا ينبؤك مثل خبير )
فان كنت ترى أن هؤلاء هم من أصحاب البدع و الأهواء و الضلال !!!!
فلا تلزمني به بارك الله فيك ... ودعنا نهتم بطلب العلم و نشر الخير بين الناس .
و الله الموفق.

عبدالنور.ب
2014-06-23, 18:57
والله يا أخي نحن لا نجتمع مع من يطعن في أصحاب رسول الله ولا نجلس مع من لايوقر علمائنا أمثال الشيخ ابن العثيمين والشيخ ابن باز رحمهم الله و أنا لاأجادلك يا أخي أنا حسبتك في غفلة من الأمر فقلت لعلي أذكر أخي,,,,,أما دعوتنا يا أخي واضحة وجلية ولا يضرنا أحد إن شاء الله,,,ونحن لا نجتمع مع من ذكرت لك انفا ,,والسلام عليكم ورحمة الله


كلام أهل العلم في المبتدع العيد شريفي
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=2453

العيد شريفي الجزائري يشبه رقبة النبي بالزرافة ويطعن في علماء الاصول
http://www.youtube.com/watch?v=kQW5cVqoVAg


كلام الشيخ في العيد الشريفي الجزائري للشيخ عبيد الجابري
http://www.youtube.com/watch?v=ingH6lpIAGs

http://www.djelfa.info/vb/attachment.php?attachmentid=82068&stc=1&d=1403547232

الاخ رضا
2014-06-23, 20:07
تنبه أخي الكريم
أكتبها إن شاء الله و لا تكتبها انشاء الله.

المهم الذي عندي قلته و نصيحتي لك و لنفسي
أطلب العلم و اجتهد في الاستزادة منه يوما بعد يوم.
و أخلص لله تعالى في قولك و فعلك.
و الله الموفق.

الكيفاني
2014-06-23, 23:51
حفظ الله شيخنا المربي ووفقه لكل خير
بوركت أخي رضا

الاخ رضا
2014-06-24, 10:12
حفظ الله شيخنا المربي ووفقه لكل خير
بوركت أخي رضا

و بوركت أخي الكيفاني ، ربي يحفظك.

الاخ رضا
2014-07-24, 10:27
http://www.abusaid.net/index.php/makalat/shariya/756-do-not-listen-to-abusaid.html
لا تسمعوا لأبي سعيد الجزائري !!
17 يوليو 2014
الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم قد حذّرنا من الغلوّ في الدِّين، حيث قال سبحانه (لا تَغْلُوا في دِينِكم ولا تقولوا على الله إلا الحق) [النساء:171]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إيّاكم والغُلُوَّ في الدِّين، فإنما هَلَكَ مَن قبلكم بالغُلُوِّ في الدِّين» رواه أحمد (1851)، والنسائي (3057)، وابن ماجه (3029)، وغيرهم، وصحّحه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: «هَلَكَ المُتَنَطِّعُون» رواه مسلم (2670)

والغُلُوُّ: هو مجاوزة الحدِّ الشرعي. وإنّ من الغُلوّ المنتشر في هذه الأيام ما تقوم به جماعة من المتشدِّدين بِصَدِّ الناس عن تَلَقِّي العلم الشرعي والفتاوى الشرعية عن أهل العلم من العلماء وطلاب العلم، وقد سَلَكَ أولائك الغُلاة طرق التعميم والإجمال في التّحذير والهجر والحُكم بالتبديع لإخوانهم من أهل السُّنَّة والجماعة السلفيين، ولا يفعلون ذلك مع المبتدعة الحقيقيين إلا قليلا، فإنهم يضربون السلفيين بالصواريخ المدمِّرة للدعوة السلفية، والمُهلِكة للطريقة السُّنِّيَّة!!
ولأولائك الغُلاة شَبَهٌ بالخوارج، الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «يقتلون أهل الإسلام، ويَدَعُونَ أهلَ الأوثان» رواه البخاري (3344)، ومسلم (1064). وقد كان ابن عمر رضي الله عنهما يراهم شِرار خلق الله، ويقول: «إنهم انطلقوا إلى آيات نزلتْ في الكفار، فجعلوها في المؤمنين» رواه البخاري تعليقًا قبل الحديث(6930).
إن هؤلاء الغُلاة في الجرح والتبديع والهَجر، عمدوا إلى كلمات وتصرفات من علماء سلفنا الصالح قالوها في المبتدعة، فوضعها أولائك الغُلاة في إخوانهم السلفيين من غير نظر إلى الظروف والاستحقاق والمآلات وعاقبة الأمور.
إن أولائك الغُلاة يُرهبون الناس بأحكامهم وتنطعهم حتى صار كثير من أهل العلم يخشونهم، فيسايرونهم حفاظًا على العِرض والشرف، أو السُّمعة والمكانَة. وممن يخافهم أيضًا أصحاب المكتبات والتسجيلات الإسلامية، فلا يبيعون ما يُنتجِه أهل العلم الذين تكلَّم فيهم أولائك الغُلاة، حتى زَهِدَ الناس في الكتاب، ونحن أمّة العلم!! وهذا إرهاب أعمى يجب على المسلمين كافّةً أن يتصدَّوا له بعِلم وحزم، فبالإضافة إلى تزهيد تلك الطائفة للناس عن العلم النافع، وصدّهم عن سبيل الهُدَى، فقد بَدَأَ بعض أولائك الغُلاة يدخلون في منهج الغُلُوّ في التكفير للمسلمين، ووقوع الطلاق بين الزوجين، والموالاة والمعاداة والامتحان من أجل الأشخاص!!


إن أسباب ذلك الغُلُوّ كثيرة، منها:
1- عدم أو قلّة العلم الصحيح بالكتاب والسُّنّة.
2- الفهم الناقص لمنهج أهل السُّنّة والجماعة في التعامل مع الأخطاء والمخطئين.
3- قِصَرُ النظر، وعدم النظر إلى المآلات وعاقبة الكلام والأحكام.
4- أمراض نفسية من الحسد والبغي وحبّ العُلُوّ، نسأل الله العافية والسلامة.
5- العصبية لقوم أو وطن أو ناحية أو جنسية.
6- الأيدي الخفية العاملة على ضرب الدعوة السلفية التي هي الإسلام بالمفهوم الصحيح.
أذكُر بهذه المناسبة قصّة أحد هؤلاء الغُلاة –وهو من كبارهم ويسكن في العاصمة الجزائرية، وهو ليس من المتخصصين في العلم الشرعي إلا قليلا- ويتّصف بالنظرة الضيِّقة، وبقلّة البصيرة، وبالحيرة والاضطراب في أحكامه، ذهب إلى منطقة من بلادنا، يكثر فيها التنصير والإلحاد والكبائر والتعصب والقومية، فَدَسَّ إليه الأعداءُ ناسًا جعلوا لِحًى على وجوههم، ولبسوا القميص، وسألوه عن أبي سعيد، فأفتى ذلك المغرر به بعدم الاستماع إليه، وعدم حضور جلساته، ففرح الأعداء بذلك ونشروها على نطاق واسِع، حتى يبقى التنصير والشهوات تعمل بكل راحة في تلك المنطقة!! إن هذا المُغَفَّل لو كان يفكِّر بعيدًا، لفعل كما فعل العلّامة الإمام عبد الحميد بن باديس، والشيخ محمد البشير الإبراهيمي، ومن كان معهما من العلماء رحمهم الله تعالى، حين أوصوا السلفيين بنشر السُّنّة، والتحذير من البدعة، لكن بغير التصريح بمحاربة بعض الفِرَق الصوفية في تلك المنطقة (وهي فرقة مبتدعة في الأذكار والأناشيد الدينية) لأنها كانت تحارب التنصير. وهذا هو الفقه الصحيح، والفهم السليم للدِّين.
فكيف يا سفهاء الأحلام تحاربون من يتصدّى للتنصير والإلحاد والشهوات المحرّمة والعصبية والقومية، يتصدّى لها بالمنهج السلفي؟ إنّ هذا لَعَجَبٌ عُجاب!!
على كلِّ حال أنتم –أيها الغُلاة- لا تضرون إلا أنفسكم، وباب التوبة ما زال مفتوحًا، فارجِعوا إلى ما كان عليه علماؤنا الكبار كالأئمة ابن باز، والألباني، وابن عثيميين، رحمهم الله تعالى، ومن لا يزال على منهجهم في الحكمة والاعتدال كالأئمة صالح الفوزان، وعبد المحسن العبَّاد، وعبد الله بن صالح العبيلان، وبن حنفية العابدين، ونحوهم. وافتحوا –أيها المشايخ الغلاة- باب الحوار مع أهل العلم المعتدلين، ولا تبقوا متقوقعين في جلساتكم السِّريّة، وتحذيراتكم الفاسدة، ولا تخافوا ، فإن الله تعالى هو المُزَكِّي، وهو الناصر، قال الله تعالى (ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) [المنافقون:8]. وقال تعالى (ومن يَهْدِ الله فمَالَهُ من مُضِلّ أليس الله بعزيز ذي انتقام) [الزمر:37]. وأما أنتم يا عامّة الناس –خاصّة الشباب- فأنصحكم أن تتركوا الغُلاة، وأن لا تأخذوا أحكامهم في إخوانهم السلفيين إلَّا إذا وافقهم عليها العلماء المعتدلون. وحذِّروا من أولائك الغُلاة بأسمائهم الصريحة، فقد وَصَلَ الشيخ عبد المحسن العبّاد حفظه الله مؤَخَّرًا إلى وجوب ذِكْرهم بأسمائهم، وإذا أردتَ –أيها المسلم- أن تعرفهم فانظر إلى آثارهم السيِّئة في المجمتع، كما قال عيسى بن مريم عليه السلام: «من ثمارِهم تعرفونَهم»، فقد أهلكوا الدعوة السلفية، وزاد بسببهم البُعد عن الاستقامة على الدِّين، وفَرَّقوا بين أهل السُّنَة والجماعة السلفيين، إضافة إلى أنّ قِوى الشرِّ العالمية تستعملهم لِضَربِ الإسلام والسُّنّة وهم غافلون!!
وصفة علاجية لمواجهتهم:
إذا جاء إليك شخص من هؤلاء وحَذَّرَك من شيخ سُنِّيّ معروف فقل له:
1- لماذا تُحَذِّر منه؟ اذكر لي الأسباب. في الغالب سيقول لك: لا أدري، المهم هكذا سمعتُ صاحبًا لي في المسجد، أو السّكن، أو العمل!! وهو سَمِعَ من فلان عن فُلان!!
2- فقل له: هل يجوز أن تُقَلِّدَ في دِينِك من ليس من العلماء؟
3- ثم لو كان من العلماء فلابدّ من أن تذكر لي الأسباب، وإلا فأنا على الأصل أن ذلك الشيح سُنِّي، وأستفيد منه، ومن ثماره أعرفه.
4- أنا أنظر إلى كلامه ومنهجه فأجده يوافق العلماء الثِّقات، فلا أترك ذلك الشيخ إلا بدليل واضح، وليس بالقيل والقال.
5- إن ذَكَرَ لك الأسباب، فانظر هل هي يستحق أن يُترك ذلك الشيخ من أجلها؟
6- ثُمَّ هل أترك الاستفادة منه في كلِّ عِلْم أَمْ في بعض العلوم؟
7- وهل إذا تَرَكْتُ أخذ العلم عنه فلابدّ من هجره وتَرْكِ السّلام عليه، وكثرة الكلام عليه. فقد يكون الرَّجُل صالحًا يُمكن أن يُطلب منه الدُّعاء، لكن لا يؤخذ منه العلم لأنه ليس من أهله، فمِثل هذا لا يُهجر ولا يُحَذَّر منه بالعموم!! قال الإمام مالك رحمه الله تعالى: كان ناسٌ في المدينة نلتمس منهم الدعاء لصلاحهم، ولم نأخذ منهم حَرْفًا من العلم، لأنهم كانوا لا يعرفون ما يُحَدِّثونَ به.
8- وهل أمتحن الناس به، وأتخذ موقفًا معاديًا ممن لا يسايرني في الحكم عليه؟
9- مَنْ مِنَ العلماء المعتدلين وافق الجارحين منكم؟
10- هل الجارح هو مِن أقران المجروح؟ فإن كان له قِرْنًا فلا آخذ جرحه إلا بشروط دقيقة (وهي السابقة) لأنه في الغالب يكون الحسد بين الأقران.


الخاتمة: فإن لم يرجع الغُلاة، فقولوا لهم: لا تسمعوا لأبي سعيد، ولا لعلي بن حسن الحلبي، ولا لمحمد حاج عيسى، ولا ... (والقائمة طويلة)، ولكن هل تسمعون لمن يعلمكم دينكم؟ وهل هناك البديل عن الذين تُحَذِّرون منهم؟ فإن قالوا: نعم، هناك من يُعَلِّمنا ويؤدِّ بنا ونستفيد منه من الأحياء، فقولوا لهم: نحن نقول لكم: الزَموا من يعلِّمُكم دينَكُم، ولا تسمعوا لأبي سعيد ومَن على شاكلته. أمَّا أن تُحَذِّروا وتُجَرِّحوا ثم تبقوا بدون تَعَلُّم فهذا هو الضّلال البعيد، وهذا هو هدف الشيطان وحزبه من قِوى الشَّرّ العالمية. ومثاله: من كان يتعلم في مدرسة، ثم تركها إلى مدرسة أخرى على نفس البرنامج، فهذا لا يُلام، أمَّا أن يتركها للجلوس في المقهى، أو في الشوارع، أو حتى في المساجد لكن بدون تَعَلُّم فهذا هو السفه والتِّيه.
لقد كان لعلماء الصحابة رضي الله عنهم تلاميذ، فلم يكن تلاميذ عبد الله بن عمر، يقولون لتلاميذ ابن عباس، لابدّ من أن تحضروا عند ابن عمر، ولو مرّة في الأسبوع وإلا لستُم من أهل السُّنّة!!
لا، لم يكونوا يفعلون ذلك، لأن العلم كان على الكتاب والسُّنّة، وإن وُجِدَت بعض الاختلافات بينهم مما يجوز فيه الخلاف.
إذن، أيها الغُلاة، ويا من تأثر بالغُلاة، لا تسمعوا لأبي سعيد بلعيد بن أحمد الجزائري، ولا تقرأوا كُتبَه، وكذا من تُحذِّرون منهم، ولكن ابقوا على طريق العلم الصحيح، والعمل الصالح، وحافظوا على حسناتكم ولا تُعطوها لأبي سعيد، ولا لمن تتكلمون فيهم طوال الوقت، واشتغلوا بإصلاح عيوبكم، فطوبى لِمَنْ شَغَلَتْهُ عيوبُه عن عيوب الناس. فإن أبيتم فلا تنزعجوا من الردود عليكم بحق، ومن التحذير من بدعتكم، ومنكم وبأسمائكم الصريحة، لكن بدون ظُلم إن شاء الله تعالى، قال الله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) [البقرة: 194]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المُستبَّان ما قالا فعلى البادي منهما، ما لم يَعْتَدِ المظلوم» رواه مسلم (2587). فهذا يجوز في دفاع المسلم عن نفسه، فإذا كان دفاعًا عن الدِّين فهو واجب.
وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: «اسكُتوا نَسْكُتُ»
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كتبه أبو سعيد بلعيد بن أحمد الجزائري
11 رمضان 1435 هـ
09 جــويليا 2014م

عبد الله الرزيني
2014-11-19, 21:51
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين ومن تبعه باحسان الى يوم الدين.
اما بعد: نشهد الله على حبنا لكم الشيخ ابي سعيد و مشايخ الدعوة السلفية الحق ليس مجرد كلام حماسي وتعصب للرجال فهذه اقوال العلماء واضحة وإن تكلم العالم أو طالب العلم المعروف بدفاعه عن السنة وهذا كلام العلماء ليس كلامي فليحمله الطرف على نية حسنة وليتق الله في نفسه وفي اخوانه فالسلفية ليست بالمفهوم المحصور على عالم دون الاخر او طالب علم دون الاخر المفهوم من كلام الشيخ محمد بن صالح العثيميين رحمه الله "لا تجعلو العلم معلق بالرجال "من ضمن نصائحه القيمة فنرجو من إخواننا أن يفهموا حقا السلفية أو السنة أو الاسلام كما قال الشيخ البربهاري رحمه الله في كتابه شرح السنة "الاسلام هو السنة والسنة هي الاسلام" فلا ياتي أحد لكلام العلماء المتقدمين في الهجر والتبديع وينزله على إخوانه السلفيين والله أنا اتعجب كل العجب ممن يقع في هذا إن كان سلفيا حقا هذا الذي اعرفه وما سمعناه من اهل السنة(السلفيين) والله وبالله وتالله إننا لمحاسبون يا إخواني على الطعن في إخواننا المدافعين المحبين للسنة , شارك في في نشر العلم والخير بين الناس والله كلام نريد أن يفهمه كل من يقول أنا سلفي , محب للدعوة السلفية و علمائها.

عبد الله الرزيني
2014-11-19, 21:53
كلام طيب ونصيحة غالية يا حبدا يفهمها كل من يدعي السلفية(تذكر جيدا أن الخطأ وارد على الكل .

أخي الحبيب من ذكرتهم هم مشايخي و أحبهم في الله و أعتبرهم من أهل السنة العاملين النشطين في الدعوة الى الله على علم و بصيرة باذن الله و هم ليسوا جدد كبار في السن و قدماء في الدعوة .
هذه هي عقيدتي و رأيي فيهم و الكل هنا ممن له أقدمية في هذا المنتدى و نشاط يعرف عمن أنشر و ماذا أنشر
فمن كان عنده انتقاد فلينتقد ما أنشر و لا ينتقد عمن أنشر لأنني و لله الحمد أنتقي ما أنشر و هي مسؤوليتي و أمانة في عنقي.
أخي الكريم أنا لا أريد أن أدخل في دهاليز الردود و القيل و القال بين أهل السنة و التي ليس لها مخرج الا بتوفيق من الله و اخلاص له ( و لا ينبؤك مثل خبير )
فان كنت ترى أن هؤلاء هم من أصحاب البدع و الأهواء و الضلال !!!!
فلا تلزمني به بارك الله فيك ... ودعنا نهتم بطلب العلم و نشر الخير بين الناس .
و الله الموفق. هذا كلام الاخ الفاضل ابي سعيد بلعيد حفظه الله امين.

aboubilal
2014-11-19, 22:26
الوهابيون أن لم يجدوا ما يأكلون أكملوا بعضهم بعضا

أبوعبد الباسط
2014-11-19, 22:41
احترام العلماء مسألة لا خلاف عليها ولا فيها
والأدلة على ذالك معلومة وكثيرة
لكن من أول من أثار تجريح العلماء وفتح الباب على مصراعيه ليحاكم الصغير الكبير
فتجد عالما عملاقا كأبي حامد الغزالي صاحب الأحياء ينتقده من لا يملك عشر معشار من علمه
لنكن أكثر موضوعية، فابن تيمية والذهبي رحمهما الله بقدر ما ذكروا ملاحظات على ابي حامد الغزالي مثلا لم يهضموه حقه
وهو منهج نكتشفه بسرعة في سير أعلام النبلاء فما بال البعض اليوم لا يذكر الا المثالب ويقول الجرح مقدم على العدل
والأدهى والأمر من يتوهم أنه يملك الحق ليجرح من يشاء ويعدل من يشاء
ومن هنا جاء الخطر، خطر تجريح العلماء، وإذا لم نحترم العلماء الذين لا نتق معهم كيف نتوقع من غيرنا ان يحترم علماءنا
الله المستعان

samira-ebook
2014-11-20, 13:26
استغفروا الله

samira-ebook
2014-11-20, 13:28
استغفروا الله

loubna-lolo
2014-11-20, 15:23
استغفروا الله

loubna-lolo
2014-11-20, 15:23
استغفروا الله

سليم سال
2014-11-24, 20:18
بارك الله فيك

طاهر القلب
2014-11-24, 20:58
السلام عليكم
للأسف الشديد ... أصبح العُلماء مَطِيَةَ الجُهال, فَكُلٌ يَقدح في الكُلْ بِدعوة الجراح والتعديل أو السياسة أو مهما يكن
فلم يُحفظ للعالم مكانه وكُل من هبّ و دبّ استصغر أمر العالم و العلم فشَانَهُ, ثم قد إسْتُسْهِل الأمر فَسَهُلَ للجميع
وكان لو كان أن كان من عظيم ذات البين بين العالم والعالم ... فالنصح مُقدم وقول الحق مُقدم كذلك
ولكن بدون الكيل ولا التطفيف ولا التزييف ولا التشهير و ركوب القمم فللقمم هاوية وهاوية قمة العلماء
سحيقة محيقة في الدنيا والآخرة ... و الله أكبر

mouad25
2014-11-24, 21:47
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

سليم سال
2014-11-25, 18:58
بارك الله فيك اخي ...

سليم سال
2014-11-25, 19:01
أشهد أنه لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله

abedalkader
2014-11-25, 20:54
من كلام الشيخ محمد بن صالح العثيميين رحمه الله "لا تجعلو العلم معلق بالرجال "من ضمن نصائحه القيمة فنرجو من إخواننا أن يفهموا حقا السلفية أو السنة