مهاجر إلى الله
2008-12-21, 22:03
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا : لفظ الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )
رواه أصحاب السنن ( البخاري مسلم.......)
خمسة ألفاظ توجب الحقيقة وتنفي المجاز وهي :
الأول :نسبة النزول إليه سبحانه تعالى ( ينزل الله).
الثاني :نسبة القول إليه ( فيقول ).
الثالث : وصفه لنفسه بقوله : (( أنا الملك , أنا الملك ))
الرابع : أمره العبادَ بما لا يجوز إلا له : (( من ذا يدعوني , يسألني , يستغفرني ؟ ))
الخامس : ذكر أفعاله التي ليست لأحد غيره : فأستجيب له , فلأعطيه , فأغفر له )).
ثانيا : أقوال اعلام السنة في الحديث وأخذهم بظاهر الحديث
1- الإمام أبو حنيفة ( 150 هـ ) :
سئل الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى في حديث النزول فقال ينزل بلا كيف
[شرح الطحاوية 218]
2- الإمام الحافظ حماد بن سلمة ( 167 هـ ) :
روى عبد العزيز بن المغيرة عن حماد بن سلمة : أنه حدثهم بحديث نزول الرب عز وجل فقال : (( من رأيتموه ينكر هذا فاتهموه ))
[سير أعلام النبلاء 7/ 451]
3- الامام حماد بن زيد (179 هـ ) :
وقد سئل عن النزول فأجاب :
"ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا قال حق كل ذلك كيف شاء الله "
قال المحقق الدكتور عثمان الأثيوبي أثر حماد بن زيد إسناده صحيح
[ الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة 3/ 204 ]
4- الفضيل بن عياض (187) :
قال : "وكل هذا النزول والضحك وهذه المباهاة وهذا الإطلاع كما يشاء أن ينزل وكما يشاء أن يباهي وكما يشاء أن يضحك وكما يشاء أن يطلع فليس لنا أن نتوهم كيف وكيف فاذا قال الجهمى أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل بل أومن برب يفعل ما يشاء"
بل أومن برب يفعل ما يشاء"
بل أومن برب يفعل ما يشاء"
بل أومن برب يفعل ما يشاء"
بل أومن برب يفعل ما يشاء"
ونقل هذا عن الفضيل جماعة منهم البخارى فى أفعال العباد
[مجموع فتاوى بن تيمية 5/ 62 ]
وهذه المقولة المشهورة والرد المفحم من الفضيل رحمه الله ورضي عنه لمن أنكر النزول ببعض التوهمات رواها الكثير من أهل السنة كالالكائي وابن بطة والبخاري وابن تيمية والذهبي مقرون بها
5- الامام الحافظ يحي بن معين ( 233) :
سمعت يحيى بن معين يقول إذا سمعت الجهمي يقول أنا كفرت برب ينزل فقل أنا أومن برب يفعل ما يريد
رواه الألكائي ( 3/ 453 ) وابن بطة الابانة ( 3/ 206)
6- الإمام اسحاق بن راهويه ( 238 ) :
وقال إبراهيم بن أبي طالب سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول حضرت مجلس ابن طاهر وحضر إسحاق فسئل عن حديث النزول أصحيح هو قال نعم فقال له بعض القواد كيف ينزل ؟
قال : أثبته فوق حتى أصف لك النزول
فقال الرجل : أثبته فوق
فقال إسحاق : قال الله وجاء ربك والملك صفا صفا فقال ابن طاهر هذا يا أبا يعقوب يوم القيامة
فقال ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم
[العلو للذهبي 179 ]
وقال أحمد بن علي الابار : ((
إن عبد الله بن طاهر قال لاسحاق بن راهوية ما هذه الأحاديث التي يحدث بها أن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا والله يصعد وينزل
قال فقال له اسحاق تقول إن الله يقدر على أن ينزل ويصعد ولا يتحرك قال نعم
قال فلم تنكر ؟؟ ))
[اللألكائي 3/ 452]
7-الإمام احمد رحمه الله ورضي عنه ( 241 هـ )
قال حنبل بن إسحاق : قلت لأبي عبد الله ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا قال نعم
قلت نزوله بعلمه أم بماذا ؟ قال فقال لي اسكت عن هذا وغضب غضبا شديدا وقال مالك ولهذا ؟ امض الحديث كما روي بلا كيف
[ الابانة 3/ 241 - 242 , واللألكائي ( 3/ 453 ) والقاضي أبي يعلى في غبطال التاويلات (1/ 260) ]
و قال يوسف بن موسى قلت لأبى عبدالله ينزل الله الى سماء الدنيا كيف شاء من غير وصف ؟ قال نعم
[ مجموع الفتاوى 6/ 164 , والقاضي 1/ 260 ]
8-الإمام الحافظ أبي عيسى الترمذي صاحب السنن (279 هـ )
" وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف ؟ هكذا روي عن مالك و سفيان بن عيينة و عبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه "
[سنن الترمذي 3/ 50 ]
9-الإمام الناقد عثمان بن سعيد الدارمي ( 280هـ ) :
قال أبو سعيد فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى في هذه المواطن وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا لا ينكرها منهم أحد ولا يمتنع من روايتها حتى ظهرت هذه العصابة فعارضت آثار رسول الله برد وتشمروا لدفعها بجد فقالوا كيف نزوله هذا ؟
قلنا لم نكلف معرفة كيفية نزوله في ديننا ولا تعقله قلوبنا وليس كمثله شيء من خلقه فنشبه منه فعلا أو صفة بفعالهم وصفتهم ولكن ينزل بقدرته ولطف ربوبيته كيف يشاء فالكيف منه غير معقول والإيمان بقول رسول الله في نزوله واجب ولا يسأل الرب عما يفعل كيف يفعل وهم يسألون لأنه القادر على ما يشاء أن يفعله كيف يشاء وإنما يقال لفعل المخلوق الضعيف الذي لاقدرة له إلا ما أقدره الله تعالى عليه كيف يصنع وكيف قدر
ولو قد آمنتم باستواء الرب على عرشه وارتفاعه فوق السماء السابعة بدءا إذ خلقها كإيمان المصلين به لقلنا لكم ليس نزوله من سماء إلى سماء بأشد عليه ولا بأعجب من استوائه عليها إذ خلقها بدءا فكما قدر على الأولى منهما كيف يشاء فكذلك يقدر على الأخرى كيف يشاء
وليس قول رسول الله في نزوله بأعجب من قول الله تبارك وتعالى هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة البقرة : 210 ومن قوله وجاء ربك والملك صفا صفا الفجر : 22 فكما يقدر على هذا يقدر على ذاك
فهذا الناطق من قول الله عز وجل وذاك المحفوظ من قول رسول الله بأخبار ليس عليها غبار فإن كنتم من عباد الله المؤمنين لزمكم الإيمان بها كما آمن بها المؤمنون وإلا فصرحوا بما تضمرون ودعوا هذه الأغلوطات التي تلوون بها ألسنتكم فلئن كان أهل الجهل في شك من أمركم إن أهل العلم من أمركم لعلى يقين
[الرد على الجهمية 92-93]
ثم قال مقررا قاعدة هامة فيهاالزام مفحم :
وقد علمتم يقينا أنا لم نخترع هذه الروايات ولم نفتعلها بل رويناها عن الأئمة الهادية الذين نقلوا أصول الدين وفروعه إلى الأنام وكانت مستفيضة في أيديهم يتنافسون فيها ويتزينون بروايتها ويحتجون بها على من خالفها قد علمتم ذلك ورويتموها كما رويناها إن شاء الله فائتوا ببعضها أنه لا ينزل منصوصا كما روينا عنهم النزول منصوصا حتى يكون بعض ما تأتون به ضدا لبعض ما أتيناكم به وإلا لم يدفع إجماع الأمة وما ثبت عنهم في النزول منصوصا بلا ضد منصوص من قولهم أو من قول نظرائهم ولم يدفع شيء بلا شيء لأن أقاويلهم ورواياتهم شيء لازم وأصل منيع وأقاويلكم ريح ليست بشيء ولا يلزم أحدا منها شيء إلا أن تأتوا فيها بأثر ثابت مستفيض في الأمة كاستفاضة ما روينا عنهم ولن تأتوا به أبدا
[السابق 97]
10-الإمام أبو جعفر محمد الترمذي ( 295 هـ ) :
قال والد أبي حفص بن شاهين : حضرت أبا جعفر , فسئل عن حديث النزول , فقال : (( النزول معقول , والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة ))
[سير اعلام النبلاء 13/ 547]
11-الإمام المفسر أبو جعفر بن جرير الطبري ( 310 هـ ) :
قال بعد ذكره لجملة من صفات الله تعالى : (( فإن قال لنا قائل : فما الصواب في معاني هذه الصفات التي ذكرت , وجاء ببعضها كتاب الله عز وجل ووحيه , وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قيل : الصواب من هذا القول عندنا : أن نثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الإثبات ونفي التشبيه , كما نفى عن نفسه جل ثناؤه { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11إلى ان قال : (( فنثبت كل هذه المعاني التي ذكرنا انها جاءت بها الأخبار والكتاب والتنزيل على ما يعقل من حقيقة الإثبات , وننفي عنه التشبيه فنقول :
يسمع جل ثناؤه الأصوات , لا بخرق في أذن , ولا جارحة كجوارح بني آدم . وكذلك يبصر الأشخاص ببصر لا يشبه ابصار بني آدم التي هي جوراح لهم.......ويهبط كل ليلة إلى سماء الدنيا ))
[التبصير في معالم الدين ( 141- 145 )]
وقال بعد ان أبطل تفسير المعطلة لمجيء الله : بمجيء أمره : (( فإن قال لنا منهم قائل : فما انت قائل في معنى ذلك ؟
قيل له : معنى ذلك ما دل عليه ظاهر الخبر , وليس عندنا للخبر إلا التسليم والإيمان به , فنقول : يجيء ربنا جل جلاله يوم القيامة والملك صفا صفا , ويهبط إلى السماء الدنيا وينزل إليها كل ليلة , ولا نقول : معنى ذلك ينزل أمره بل نقول أمره نازل إليها في كل لحظة وساعة , و إلى غيرها من جميع خلقه الموجودين ما دامت موجودة . ولا تخلو ساعة من أمره فلا وجه لخصوص نزول امره إليها وقتا دون وقت , ما دامت موجودة باقية ))
[المرجع السابق 147 - 149 ]
12- إمام الائمة محمد بن إسحاق ن خزيمة ( 311) :
قال : باب ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام
رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي في نزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا كل ليلة نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفة نزول خالقنا إلى سماء الدنيا وأعلمنا أنه ينزل
والله جل وعلا لم يترك ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم
فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول غير متكلفين القول بصفته أو بصفة الكيفية إذ النبي لم يصف لنا كيفية النزول
وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح إن الله جل وعلا فوق سماء الدنيا الذى أخبرنا نبينا أنه ينزل إليه إذ محال في لغة العرب أن يقول نزل من أسفل إلى أعلا ومفهوم في الخطاب أن النزول من أعلا إلى أسفل
[ كتاب التوحيد و إثبات صفات الرب عز وجل 1/ 288- 289 ]
13-الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ( 360 هـ ) :
باب الإيمان والتصديق بأن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة
قال محمد بن الحسين رحمه الله : الإيمان بهذا واجب ولا يسع المسلم العاقل أن يقول : كيف ينزل ؟ ولا يردد هذا إلا المعتزلة
وأما أهل الحق فيقولون : الإيمان به واجب بلا كيف لأن الأخبار قد صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة والذين نقلوا إلينا هذه الأخبار هم الذين نقلوا إلينا الأحكام من الحلال والحرام وعلم الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وكما قبل العلماء منهم ذلك كذلك قبلوا منهم هذه السنن وقالوا : من ردها فهو ضال خبيث يحذرونه ويحذرون منه
[الشريعة 311]
14- الإمام أبو عبدالله عبيدالله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي ( 384هـ )
قال :
فنقول كما قال ينزل ربنا عز وجل ولا نقول أنه يزول بل ينزل كيف شاء لا نصف نزوله ولا نحده ولا نقول إن نزوله زواله
[ الإبانة 3/ 240 ]
15- الإمام أبو الحسن السكري ( 386 ) :
قال في كتاب السنة : (( أن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا . قال النبي عليه الصلاة والسلام , من غير أن يقال : كيف ؟ فإن قيل : يَنزل أو يُنزِل ؟ قيل : يَنزل بفتح الياء وكسر الزاي . ومن قال : يُنزل بضم الياء فقد ابتدع . ومن قال : يثنزل ضياء ونورا , فهذا أيضا بدعة , ورد على النبي صلى الله عليه وسلم ))
[ نقله أبو القاسم التيمي في الحجة 1/ 248 ]
16-الإمام أبو عبد الله محمد بن أبي زمنين ( 399 هـ) :
قال فى باب الإيمان بالنزول قال ومن قول أهل السنة أن الله ينزل الى سماء الدنيا ويؤمنون بذلك من غير أن يحدوا فيه حدا ..إلى ان قال : (( قال محمد وهذا الحديث يبين أن الله عز وجل على العرش فى السماء دون الأرض وهو ايضا بين فى كتاب الله وفى غير حديث عن رسول الله))
[ أصول السنة ( 1110- 113) ونقله عنه ابن تيمية في الفتاوى (5/ 56)]
17-الإمام أبو عثمان الصابوني ( 449) :
قال أبو عثمان الصابوني : ( فلما صح خبر النزول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر به أهل السنة وقبلوا الخبر وأثبتوا النزول على ماقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعتقدوا تشبها له بنزول خلقه وعلموا وعرفوا وتحققوا واعتقدوا أن صفات الرب تبارك وتعالى لا تشبه صفات الخلق كما أن ذاته لا تشبه ذوات الخلق تعالى الله عما يقول المشبهة والمعطلة علوا كبيرا ولعنهم لعنا كثيرا )
وقرأت لأبي عبد الله ابن أبي البخاري وكان شيخ بخاري في عصره بلا مدافعة وأبو حفص كان من كبار أصحاب محمد بن الحسن الشيباني قال أبو عبد الله أعني ابن أبي حفص هذا سمعت عبد الله بن عثمان وهو عبدان شيخ مرو يقول سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول قال حماد بن أبي حنيفة قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا قالوا أما الملائكة فيجيئون صفا صفا وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك ولا ندري كيفية مجيئه فقلت لهم إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه أرأيتم من أنكر أن الملك يجيء صفا أنكر أن الله سبحانه لا يجيء فهو كافر مكذب
[ عقيدة السلف أصحاب الحديث 60-63 ]
18-الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني ( 561 هـ) :
مما قاله : ((....وانه تعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا , كيف شاء وكما شاء , فيغفر لمن أذنب , لا بمعنى نزول الرحمة وثوابه كما ادعته المعتزلة والأشعرية , للأحاديث الصحيحة في ذلك ...- ثم ذكر آثار السلف ))
[ الغنية لطالبي طريق الحق ( 1/ 123 - 125)]
19-تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي ( 600 هـ ) :
قال : (( وتواترت الأخبار وصحت الآثار بأن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا ,فيجب الإيمان والتسليم له و وترك الاعتراض عليه ,و إمراره من غير تكييف ولا تمثيل , ولا تأويل , ولا تنزيه ينفي عنه حقيقة النزول ))
[ عقائد أئمة السلف ص 80 ]
20-الإمام ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية
قال وهو يقرر أدلة علو الله عز وجل على خلقه : التصريح بنزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا والنزول المعقول عند جميع الأمم إنما يكون من علو إلى سفل
[ شرح الطحاوية 1/ 280 ]
21-الإمام الذهبي ( 748 هـ ) :
نقل عن أبي الطيب قوله :(( حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث نزول الرب فالنزول كيف هو يبقى فوقه علو فقال النزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ))
قال الذهبي معلقا : ((صدق فقيه بغداد و عالمها في زمانه إذا السؤال عن النزول ما هو عي لأنه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والإستواء عبارات جلية واضحة للسامع فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعة للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر))
[ العلو للعلي الغفار 213- 214 ]
الحافظ بن رجب الجنبلي ( 795 هـ) :
وقد اعترض بعض من كان يعرف هذا على حديث النزول ثلث الليل الآخر وقال ثلث الليل يختلف باختلاف البلدان فلا يمكن أن يكون النزول في وقت معين. ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام قبح هذا الاعتراض. وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أو خلفاءه الراشدين لو سمعوا من يعترض به لما ناظروه بل بادروا إلى عقوبته وإلحاقه بزمرة المخالفين المنافقين المكذبين.
[فضل علم السلف على الخلف 48]
ونحن بما قال به الحديث مؤمنون مصدقون مقرون
وبما قال به هولاء الأئمة وفطاحل السنة قائلون
فلسنا مبتدعين ولكننا متبعون ولله الحمد
والله الموفق
اولا : لفظ الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )
رواه أصحاب السنن ( البخاري مسلم.......)
خمسة ألفاظ توجب الحقيقة وتنفي المجاز وهي :
الأول :نسبة النزول إليه سبحانه تعالى ( ينزل الله).
الثاني :نسبة القول إليه ( فيقول ).
الثالث : وصفه لنفسه بقوله : (( أنا الملك , أنا الملك ))
الرابع : أمره العبادَ بما لا يجوز إلا له : (( من ذا يدعوني , يسألني , يستغفرني ؟ ))
الخامس : ذكر أفعاله التي ليست لأحد غيره : فأستجيب له , فلأعطيه , فأغفر له )).
ثانيا : أقوال اعلام السنة في الحديث وأخذهم بظاهر الحديث
1- الإمام أبو حنيفة ( 150 هـ ) :
سئل الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى في حديث النزول فقال ينزل بلا كيف
[شرح الطحاوية 218]
2- الإمام الحافظ حماد بن سلمة ( 167 هـ ) :
روى عبد العزيز بن المغيرة عن حماد بن سلمة : أنه حدثهم بحديث نزول الرب عز وجل فقال : (( من رأيتموه ينكر هذا فاتهموه ))
[سير أعلام النبلاء 7/ 451]
3- الامام حماد بن زيد (179 هـ ) :
وقد سئل عن النزول فأجاب :
"ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا قال حق كل ذلك كيف شاء الله "
قال المحقق الدكتور عثمان الأثيوبي أثر حماد بن زيد إسناده صحيح
[ الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة 3/ 204 ]
4- الفضيل بن عياض (187) :
قال : "وكل هذا النزول والضحك وهذه المباهاة وهذا الإطلاع كما يشاء أن ينزل وكما يشاء أن يباهي وكما يشاء أن يضحك وكما يشاء أن يطلع فليس لنا أن نتوهم كيف وكيف فاذا قال الجهمى أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل بل أومن برب يفعل ما يشاء"
بل أومن برب يفعل ما يشاء"
بل أومن برب يفعل ما يشاء"
بل أومن برب يفعل ما يشاء"
بل أومن برب يفعل ما يشاء"
ونقل هذا عن الفضيل جماعة منهم البخارى فى أفعال العباد
[مجموع فتاوى بن تيمية 5/ 62 ]
وهذه المقولة المشهورة والرد المفحم من الفضيل رحمه الله ورضي عنه لمن أنكر النزول ببعض التوهمات رواها الكثير من أهل السنة كالالكائي وابن بطة والبخاري وابن تيمية والذهبي مقرون بها
5- الامام الحافظ يحي بن معين ( 233) :
سمعت يحيى بن معين يقول إذا سمعت الجهمي يقول أنا كفرت برب ينزل فقل أنا أومن برب يفعل ما يريد
رواه الألكائي ( 3/ 453 ) وابن بطة الابانة ( 3/ 206)
6- الإمام اسحاق بن راهويه ( 238 ) :
وقال إبراهيم بن أبي طالب سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول حضرت مجلس ابن طاهر وحضر إسحاق فسئل عن حديث النزول أصحيح هو قال نعم فقال له بعض القواد كيف ينزل ؟
قال : أثبته فوق حتى أصف لك النزول
فقال الرجل : أثبته فوق
فقال إسحاق : قال الله وجاء ربك والملك صفا صفا فقال ابن طاهر هذا يا أبا يعقوب يوم القيامة
فقال ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم
[العلو للذهبي 179 ]
وقال أحمد بن علي الابار : ((
إن عبد الله بن طاهر قال لاسحاق بن راهوية ما هذه الأحاديث التي يحدث بها أن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا والله يصعد وينزل
قال فقال له اسحاق تقول إن الله يقدر على أن ينزل ويصعد ولا يتحرك قال نعم
قال فلم تنكر ؟؟ ))
[اللألكائي 3/ 452]
7-الإمام احمد رحمه الله ورضي عنه ( 241 هـ )
قال حنبل بن إسحاق : قلت لأبي عبد الله ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا قال نعم
قلت نزوله بعلمه أم بماذا ؟ قال فقال لي اسكت عن هذا وغضب غضبا شديدا وقال مالك ولهذا ؟ امض الحديث كما روي بلا كيف
[ الابانة 3/ 241 - 242 , واللألكائي ( 3/ 453 ) والقاضي أبي يعلى في غبطال التاويلات (1/ 260) ]
و قال يوسف بن موسى قلت لأبى عبدالله ينزل الله الى سماء الدنيا كيف شاء من غير وصف ؟ قال نعم
[ مجموع الفتاوى 6/ 164 , والقاضي 1/ 260 ]
8-الإمام الحافظ أبي عيسى الترمذي صاحب السنن (279 هـ )
" وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف ؟ هكذا روي عن مالك و سفيان بن عيينة و عبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه "
[سنن الترمذي 3/ 50 ]
9-الإمام الناقد عثمان بن سعيد الدارمي ( 280هـ ) :
قال أبو سعيد فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى في هذه المواطن وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا لا ينكرها منهم أحد ولا يمتنع من روايتها حتى ظهرت هذه العصابة فعارضت آثار رسول الله برد وتشمروا لدفعها بجد فقالوا كيف نزوله هذا ؟
قلنا لم نكلف معرفة كيفية نزوله في ديننا ولا تعقله قلوبنا وليس كمثله شيء من خلقه فنشبه منه فعلا أو صفة بفعالهم وصفتهم ولكن ينزل بقدرته ولطف ربوبيته كيف يشاء فالكيف منه غير معقول والإيمان بقول رسول الله في نزوله واجب ولا يسأل الرب عما يفعل كيف يفعل وهم يسألون لأنه القادر على ما يشاء أن يفعله كيف يشاء وإنما يقال لفعل المخلوق الضعيف الذي لاقدرة له إلا ما أقدره الله تعالى عليه كيف يصنع وكيف قدر
ولو قد آمنتم باستواء الرب على عرشه وارتفاعه فوق السماء السابعة بدءا إذ خلقها كإيمان المصلين به لقلنا لكم ليس نزوله من سماء إلى سماء بأشد عليه ولا بأعجب من استوائه عليها إذ خلقها بدءا فكما قدر على الأولى منهما كيف يشاء فكذلك يقدر على الأخرى كيف يشاء
وليس قول رسول الله في نزوله بأعجب من قول الله تبارك وتعالى هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة البقرة : 210 ومن قوله وجاء ربك والملك صفا صفا الفجر : 22 فكما يقدر على هذا يقدر على ذاك
فهذا الناطق من قول الله عز وجل وذاك المحفوظ من قول رسول الله بأخبار ليس عليها غبار فإن كنتم من عباد الله المؤمنين لزمكم الإيمان بها كما آمن بها المؤمنون وإلا فصرحوا بما تضمرون ودعوا هذه الأغلوطات التي تلوون بها ألسنتكم فلئن كان أهل الجهل في شك من أمركم إن أهل العلم من أمركم لعلى يقين
[الرد على الجهمية 92-93]
ثم قال مقررا قاعدة هامة فيهاالزام مفحم :
وقد علمتم يقينا أنا لم نخترع هذه الروايات ولم نفتعلها بل رويناها عن الأئمة الهادية الذين نقلوا أصول الدين وفروعه إلى الأنام وكانت مستفيضة في أيديهم يتنافسون فيها ويتزينون بروايتها ويحتجون بها على من خالفها قد علمتم ذلك ورويتموها كما رويناها إن شاء الله فائتوا ببعضها أنه لا ينزل منصوصا كما روينا عنهم النزول منصوصا حتى يكون بعض ما تأتون به ضدا لبعض ما أتيناكم به وإلا لم يدفع إجماع الأمة وما ثبت عنهم في النزول منصوصا بلا ضد منصوص من قولهم أو من قول نظرائهم ولم يدفع شيء بلا شيء لأن أقاويلهم ورواياتهم شيء لازم وأصل منيع وأقاويلكم ريح ليست بشيء ولا يلزم أحدا منها شيء إلا أن تأتوا فيها بأثر ثابت مستفيض في الأمة كاستفاضة ما روينا عنهم ولن تأتوا به أبدا
[السابق 97]
10-الإمام أبو جعفر محمد الترمذي ( 295 هـ ) :
قال والد أبي حفص بن شاهين : حضرت أبا جعفر , فسئل عن حديث النزول , فقال : (( النزول معقول , والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة ))
[سير اعلام النبلاء 13/ 547]
11-الإمام المفسر أبو جعفر بن جرير الطبري ( 310 هـ ) :
قال بعد ذكره لجملة من صفات الله تعالى : (( فإن قال لنا قائل : فما الصواب في معاني هذه الصفات التي ذكرت , وجاء ببعضها كتاب الله عز وجل ووحيه , وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قيل : الصواب من هذا القول عندنا : أن نثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الإثبات ونفي التشبيه , كما نفى عن نفسه جل ثناؤه { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11إلى ان قال : (( فنثبت كل هذه المعاني التي ذكرنا انها جاءت بها الأخبار والكتاب والتنزيل على ما يعقل من حقيقة الإثبات , وننفي عنه التشبيه فنقول :
يسمع جل ثناؤه الأصوات , لا بخرق في أذن , ولا جارحة كجوارح بني آدم . وكذلك يبصر الأشخاص ببصر لا يشبه ابصار بني آدم التي هي جوراح لهم.......ويهبط كل ليلة إلى سماء الدنيا ))
[التبصير في معالم الدين ( 141- 145 )]
وقال بعد ان أبطل تفسير المعطلة لمجيء الله : بمجيء أمره : (( فإن قال لنا منهم قائل : فما انت قائل في معنى ذلك ؟
قيل له : معنى ذلك ما دل عليه ظاهر الخبر , وليس عندنا للخبر إلا التسليم والإيمان به , فنقول : يجيء ربنا جل جلاله يوم القيامة والملك صفا صفا , ويهبط إلى السماء الدنيا وينزل إليها كل ليلة , ولا نقول : معنى ذلك ينزل أمره بل نقول أمره نازل إليها في كل لحظة وساعة , و إلى غيرها من جميع خلقه الموجودين ما دامت موجودة . ولا تخلو ساعة من أمره فلا وجه لخصوص نزول امره إليها وقتا دون وقت , ما دامت موجودة باقية ))
[المرجع السابق 147 - 149 ]
12- إمام الائمة محمد بن إسحاق ن خزيمة ( 311) :
قال : باب ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام
رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي في نزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا كل ليلة نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفة نزول خالقنا إلى سماء الدنيا وأعلمنا أنه ينزل
والله جل وعلا لم يترك ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم
فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول غير متكلفين القول بصفته أو بصفة الكيفية إذ النبي لم يصف لنا كيفية النزول
وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح إن الله جل وعلا فوق سماء الدنيا الذى أخبرنا نبينا أنه ينزل إليه إذ محال في لغة العرب أن يقول نزل من أسفل إلى أعلا ومفهوم في الخطاب أن النزول من أعلا إلى أسفل
[ كتاب التوحيد و إثبات صفات الرب عز وجل 1/ 288- 289 ]
13-الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ( 360 هـ ) :
باب الإيمان والتصديق بأن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة
قال محمد بن الحسين رحمه الله : الإيمان بهذا واجب ولا يسع المسلم العاقل أن يقول : كيف ينزل ؟ ولا يردد هذا إلا المعتزلة
وأما أهل الحق فيقولون : الإيمان به واجب بلا كيف لأن الأخبار قد صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة والذين نقلوا إلينا هذه الأخبار هم الذين نقلوا إلينا الأحكام من الحلال والحرام وعلم الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وكما قبل العلماء منهم ذلك كذلك قبلوا منهم هذه السنن وقالوا : من ردها فهو ضال خبيث يحذرونه ويحذرون منه
[الشريعة 311]
14- الإمام أبو عبدالله عبيدالله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي ( 384هـ )
قال :
فنقول كما قال ينزل ربنا عز وجل ولا نقول أنه يزول بل ينزل كيف شاء لا نصف نزوله ولا نحده ولا نقول إن نزوله زواله
[ الإبانة 3/ 240 ]
15- الإمام أبو الحسن السكري ( 386 ) :
قال في كتاب السنة : (( أن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا . قال النبي عليه الصلاة والسلام , من غير أن يقال : كيف ؟ فإن قيل : يَنزل أو يُنزِل ؟ قيل : يَنزل بفتح الياء وكسر الزاي . ومن قال : يُنزل بضم الياء فقد ابتدع . ومن قال : يثنزل ضياء ونورا , فهذا أيضا بدعة , ورد على النبي صلى الله عليه وسلم ))
[ نقله أبو القاسم التيمي في الحجة 1/ 248 ]
16-الإمام أبو عبد الله محمد بن أبي زمنين ( 399 هـ) :
قال فى باب الإيمان بالنزول قال ومن قول أهل السنة أن الله ينزل الى سماء الدنيا ويؤمنون بذلك من غير أن يحدوا فيه حدا ..إلى ان قال : (( قال محمد وهذا الحديث يبين أن الله عز وجل على العرش فى السماء دون الأرض وهو ايضا بين فى كتاب الله وفى غير حديث عن رسول الله))
[ أصول السنة ( 1110- 113) ونقله عنه ابن تيمية في الفتاوى (5/ 56)]
17-الإمام أبو عثمان الصابوني ( 449) :
قال أبو عثمان الصابوني : ( فلما صح خبر النزول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر به أهل السنة وقبلوا الخبر وأثبتوا النزول على ماقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعتقدوا تشبها له بنزول خلقه وعلموا وعرفوا وتحققوا واعتقدوا أن صفات الرب تبارك وتعالى لا تشبه صفات الخلق كما أن ذاته لا تشبه ذوات الخلق تعالى الله عما يقول المشبهة والمعطلة علوا كبيرا ولعنهم لعنا كثيرا )
وقرأت لأبي عبد الله ابن أبي البخاري وكان شيخ بخاري في عصره بلا مدافعة وأبو حفص كان من كبار أصحاب محمد بن الحسن الشيباني قال أبو عبد الله أعني ابن أبي حفص هذا سمعت عبد الله بن عثمان وهو عبدان شيخ مرو يقول سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول قال حماد بن أبي حنيفة قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا قالوا أما الملائكة فيجيئون صفا صفا وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك ولا ندري كيفية مجيئه فقلت لهم إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه أرأيتم من أنكر أن الملك يجيء صفا أنكر أن الله سبحانه لا يجيء فهو كافر مكذب
[ عقيدة السلف أصحاب الحديث 60-63 ]
18-الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني ( 561 هـ) :
مما قاله : ((....وانه تعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا , كيف شاء وكما شاء , فيغفر لمن أذنب , لا بمعنى نزول الرحمة وثوابه كما ادعته المعتزلة والأشعرية , للأحاديث الصحيحة في ذلك ...- ثم ذكر آثار السلف ))
[ الغنية لطالبي طريق الحق ( 1/ 123 - 125)]
19-تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي ( 600 هـ ) :
قال : (( وتواترت الأخبار وصحت الآثار بأن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا ,فيجب الإيمان والتسليم له و وترك الاعتراض عليه ,و إمراره من غير تكييف ولا تمثيل , ولا تأويل , ولا تنزيه ينفي عنه حقيقة النزول ))
[ عقائد أئمة السلف ص 80 ]
20-الإمام ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية
قال وهو يقرر أدلة علو الله عز وجل على خلقه : التصريح بنزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا والنزول المعقول عند جميع الأمم إنما يكون من علو إلى سفل
[ شرح الطحاوية 1/ 280 ]
21-الإمام الذهبي ( 748 هـ ) :
نقل عن أبي الطيب قوله :(( حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث نزول الرب فالنزول كيف هو يبقى فوقه علو فقال النزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ))
قال الذهبي معلقا : ((صدق فقيه بغداد و عالمها في زمانه إذا السؤال عن النزول ما هو عي لأنه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والإستواء عبارات جلية واضحة للسامع فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعة للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر))
[ العلو للعلي الغفار 213- 214 ]
الحافظ بن رجب الجنبلي ( 795 هـ) :
وقد اعترض بعض من كان يعرف هذا على حديث النزول ثلث الليل الآخر وقال ثلث الليل يختلف باختلاف البلدان فلا يمكن أن يكون النزول في وقت معين. ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام قبح هذا الاعتراض. وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أو خلفاءه الراشدين لو سمعوا من يعترض به لما ناظروه بل بادروا إلى عقوبته وإلحاقه بزمرة المخالفين المنافقين المكذبين.
[فضل علم السلف على الخلف 48]
ونحن بما قال به الحديث مؤمنون مصدقون مقرون
وبما قال به هولاء الأئمة وفطاحل السنة قائلون
فلسنا مبتدعين ولكننا متبعون ولله الحمد
والله الموفق