تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا أعضاء أين أنتم؟؟؟؟؟؟


بلادي الجزائر
2008-12-21, 17:00
أدخلو لا تقرؤوا من الخارج............................................ .........................................
.................................................. .................................................. .................................................. ......
:dj_17:
شكون فيكم دار بحث الطاقة والمواطنة يفهمني فيييييييييييييييييييييه :confused:

xp_10
2008-12-22, 10:24
عندى الطاقة الشمسيةإنشاء الله تفيدك :
نبذة تاريخية عن الطاقة الشمسية
إن طاقة الشمس تعتبر المصدر الرئيسي للطاقة في كوكب الأرض ومنها توزعت وتحولت إلى مصادر الطاقة الأخرى سواء ما كان منها مخزون في طاقة الرياح والطاقة الحرارية في جوف الأرض والطاقة المولدة من مساقط المياه والطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة كالفحم الحجري والأخشاب ، وبما أن الطاقة الشمسية هي أهم مصادر الطاقة المتجددة خلال القرن القادم فإن جهود كثير من الدول تتوجه لها بمختلف صورها وترصد لها المبالغ اللازمة لتطوير المنتجات والبحوث الخاصة باستغلال الطاقة الشمسية كإحدى أهم مصادر الطاقة البديلة للنفط والغاز ، وقد أعطى النصيب الأوفر في البحوث والتطبيقات لمجال تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء وهو ما يعرف باسمPhotovoltaics وهذا المصدر من الطاقة هو أمل الدول النامية في التطور حيث أصبح توفر الطاقة الكهربائي من أهم العوامل الرئيسية لإيجاد البنى الأساسية فيها ولا يتطلب إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى مركزية التوليد بل تنتج الطاقة وتستخدم بنفس المنطقة أو المكان وهذا ما سوف يوفر كثيراً من تكلفة النقل والمواصلات وتعتمد هذه الطريقة بصورة أساسية على تحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية ، وتوجد في الطبيعة مواد كثيرة تستخدم في صناعة الخلايا الشمسية والتي تجمع بنظام كهربائي وهندسي محدد لتكوين ما يسمى باللوح الشمسي والذي يعرض لأشعة الشمس بزاوية معينة لينتج أكبر قدر من الكهرباء.
وقد أثبتت التجارب والتطبيقات العلمية والعملية إمكانية استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء على نطاق تجاري ، وقد منّ الله سبحانه وتعالى على اليمن بقسط وافر من كمية الطاقة الشمسية حيث تعتبر الطاقة الشمسية الساقطة على المتر المربع الواحد في اليمن من أعلى معدلاتها في العالم مستندين بذلك على القياسات لبعض مناطق الجمهورية ، لذا فقد بادرت رئاسة جامعة العلوم والتكنولوجيا إلى تبني وإنشاء أول كيان علمي للطاقة الشمسية في الجمهورية ممثلاً بمركز الطاقة الشمسية وتم تزويده بأحدث الأجهزة والمعدات.



الطاقة الشمسية واستخدماتها
خلق الله الشمس والقمر كآيات دالة على كمال قدرته وعظم سلطانه وجعل شعاع الشمس مصدراً للضياء على الأرض وجعل الشعاع المعكوس من سطح القمر نوراً . قال الله تعالى في كتابه العزيز ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون ) سورة يونس الآية(5) فالشمس تجري في الفضاء الخارجي بحساب دقيق حيث يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الرحمن ( الشمس والقمر بحسبان ) الآية(5) . أي أن مدار الأرض حول الشمس محدد وبشكل دقيق ، وآي اختلاف في مسار الأرض سيؤدي إلى تغيرات مفاجئة في درجة حرارتها وبنيتها وغلافها الجوي ، وقد تحدث كوارث إلى حد لآيكن عندها بقاء الحياة فقدرة الله تعالى وحدها جعلت الشمس الحارقة رحمة ودفئاً ومصدراً للطاقة حيث تبلغ درجة حرارة مركزها حوالي (8ْ-40ْ) x 10 درجة مطلقة ( كفن ) ثم تتدرج درجة حرارتها في الانخفاض حتى تصل عند السطح إلى 5762ْ مطلقة ( كفن ) .
استخدام الطاقة الشمسية
استفاد الإنسان منذ القدم من طاقة الإشعاع الشمسي مباشرة في تطبيقات عديدة كتجفيف المحاصيل الزراعية وتدفئة المنازل كما استخدمها في مجالات أخرى وردت في كتب العلوم التاريخية فقد أحرق أرخميدس الأسطول الحربي الرماني في حرب عام 212 ق م عن طريق تركيز الإشعاع الشمسي على سفن الأعداء بواسطة المئات من الدروع المعدنية . وفي العصر البابلي كانت نساء الكهنة يستعملن آية ذهبية مصقولة كا لماريا لتركيز الإشعاع الشمسي للحصول على النار . كما قام علماء أمثال تشرنهوس وسويز ولافوازييه وموتشوت وأريكسون وهاردنج وغيرهم باستخدام الطاقة الشمسية في صهر المواد وطهي الطعام وتوليد بخار الماء وتقطير الماء وتسخين الهواء . كما أنشئت في مطلع القرن الميلادي الحالي أول محطة عالمية للري بوساطة الطاقة الشمسية كانت تعمل لمدة خمس ساعات في اليوم وذلك في المعادي قرب القاهرة . لقد حاول الإنسان منذ فترة بعيدة الاستفادة من الطاقة الشمسية واستغلالها ولكن بقدر قليل ومحدود ومع التطور الكبير في التقنية والتقدم العلمي الذي وصل إليه الإنسان فتحت آفاقا علمية جديدة في ميدان استغلال الطاقة الشمسية .
بالإضافة لما ذكر تمتاز الطاقة الشمسية بالمقارنة مع مصادر الطاقة الأخرى بما يلي :-
1. إن التقنية المستعملة فيها تبقى بسيطة نسبياً وغير معقدة بالمقارنة مع التقنية المستخدمة في مصادر الطاقة الأخرى .
2. توفير عامل الأمان البيئي حيث أن الطاقة الشمسية هي طاقة نظيفة لا تلوث الجو وتترك فضلات مما يكسبها وضعاً خاصا في هذا المجال وخاصة في القرن القادم.
تحويل الطاقة الشمسية
يمكن تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية وطاقة حرارية من خلال آليتي التحويل الكهروضوئية والتحويل الحراري للطاقة الشمسية ، ويقصد بالتحويل الكهروضوئية تحويل الإشعاع الشمسي أو الضوئي مباشرة إلى طاقة كهربائية بوساطة الخلايا الشمسية ( الكهروضوئية ) ، وكما هو معلوم هناك بعض المواد التي تقوم بعملية التحويل الكهروضوئية تدعى اشتباه الموصلات كالسيليكون والجرمانيوم وغيرها . وقد تم اكتشاف هذه الظاهرة من قبل بعض علماء الفيزياء في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي حيث وجدوا أن الضوء يستطيع تحرير الإلكترونات من بعض المعادن كما عرفوا أن الضوء الأزرق له قدرة أكبر من الضوء الأصفر على تحرير الإلكترونات وهكذا . وقد نال العالم اينشتاين جائزة نوبل في عام 1921م لاستطاعته تفسير هذه الظاهرة .
وقد تم تصنيع نماذج كثيرة من الخلايا الشمسية تستطيع إنتاج الكهرباء بصورة علمية وتتميز الخلايا الشمسية بأنها لا تشمل أجزاء أو قطع متحركة ، وهي لا تستهلك وقوداً ولا تلوث الجو وحياتها طويلة ولا تتطلب إلا القليل من الصيانة . ويتحقق أفضل استخدام لهذه التقنية تحت تطبيقات وحدة الإشعاع الشمسي ( وحدة شمسية ) أي بدون مركزات أو عدسات ضوئية ولذا يمكن تثبيتها على أسطح المباني ليستفاد منه في إنتاج الكهرباء وتقدر عادة كفاءتها بحوالي 20% أما الباقي فيمكن الاستفادة منه في توفير الحرارة للتدفئة وتسخين المياه . كما تستخدم الخلايا الشمسية في تشغيل نظام الاتصالات المختلفة وفي إنارة الطرق والمنشآت وفي ضخ المياه وغيرها .
أما التحويل الحراري للطاقة الشمسية فيعتمد على تحويل الإشعاع الشمسي إلى طاقة حرارية عن طريق المجمعات ( الأطباق ) الشمسية والمواد الحرارية .فإذا تعرض جسم داكن للون ومعزول إلى الإشعاع الشمسي فإنه يمتص لإشعاع وترتفع درجة حرارته . يستفاد من هذه الحرارة في التدفئة والتبريد وتسخين المياه وتوليد الكهرباء وغيرها . وتعد تطبيقات السخانات الشمسية هي الأكثر انتشاراً في مجال التحويل الحراري للطاقة الشمسية . يلي ذلك من حيث الأهمية المجففات الشمسية التي يكثر استخدامها في تجفيف بعض المحاصيل الزراعية مثل التمور وغيرها كذلك يمكن الاستفادة من الطاقة الحرارية في طبخ الطعام ، حيث أن هناك أبحاث تجري في هذا المجال لإنتاج معدات للطهي تعمل داخل المنزل بدلا من تكبد مشقة الجلوس تحت أشعة الشمس أثناء الطهي .
ورغم أن الطاقة الشمسية قد أخذت تتبوأ مكان هامة ضمن البدائل المتعلقة بالطاقة المتجددة ، إلا أن مدى الاستفادة منها يرتبط بوجود أشعة الشمس طيلة وقت الاستخدام أسوة بالطاقة التقليدية. وعليه يبدو أن المطلوب من تقنيات بعد تقنية وتطوير التحويل الكهربائي والحراري للطاقة الشمسية هو تقنية تخزين تلك الطاقة للاستفادة منها أثناء فترة احتجاب الإشعاع الشمسي . وهناك عدة طرق تقنية لتخزين الطاقة الشمسية تشمل التخزين الحراري الكهربائي والميكانيكي والكيميائي والمغناطيسي . وتعد بحوث تخزين الطاقة الشمسية من أهم مجالات التطوير اللازمة في تطبيقات الطاقة الشمسية وانتشارها على مدى واسع ، حيث أن الطاقة الشمسية رغم أنها متوفرة إلا نها ليست في متناول اليد وليست مجانية بالمعني المفهوم . فسعرها الحقيقي عبارة عن المعدات المستخدمة لتحويلها من طاقة كهرومغناطيسية إلى طاقة كهربائية أو حرارية . وكذلك تخزينها إذا دعت الضرورة . ورغم أن هذه التكاليف حالياً تفوق تكلفة إنتاج الطاقة التقليدية إلا أنها لا تعطي صورة كافية عن مستقبلها بسبب أنها أخذة في الانخفاض المتواصل بفضل البحوث الجارية والمستقبلية .
مراحل تطور تكنولوجيا توليد الطاقة الكهربائية من الشمس :
بما أن الطاقة الشمسية تعتبر من المجالات والتخصصات العلمية الحديثة حيث يعود تاريخ الاهتمام بالطاقة الشمسية كمصدر للطاقة في بداية الثلاثينات حيث تركز التفكير حين ذاك علي إيجاد مواد وأجهزة قادرة على تحويل طاقة الشمس إلى طاقة كهربائية وقد تم اكتشاف مادة تسمى السيلينيوم التي تتأثر مقاومتها الكهربائية بمجرد تعرضها للضوء وقد كان هذا الاكتشاف بمحض الصدفة حيث أن أساس البحث كان لإيجاد مادة مقاومتها الكهربائية عالية لغرض تمديد كابلات للاتصالات في قاع المحيط الأطلسي.
واخذ الاهتمام بهذه الظاهرة يتطور حتى بداية الخمسينات حين تم تطوير شرائح عالية القوة عن مادة السليكون تم وضعها بأشكال وأبعاد هندسية معينة وقادرة على تحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية بكفاءة تحويل (6?) ولكن كانت التكلفة عالية جداً ، هذا وقد كان أول استخدام للألواح الشمسية المصنعة من مادة السليكون في مجال الاتصالات في المناطق النائية ثم استخدامها لتزويد الأقمار الصناعية بالطاقة الكهربائية حيث تقوم الشمس بتزويد الأقمار الصناعية بالطاقة الكهربائية حيث تكون الشمس ساطعة لمدة (24) ساعة في اليوم ولازالت تستخدم حتى يومنا هذا ولكن بكفاءة تحويل تصل إلى ( 16?) وعمر افتراضي يتجاوز العشرون عاماً.
ثم تلت فترة الخمسينات والستينات فترة مهمة أخرى في مجال الاهتمام بالطاقة الشمسية كمصدر بديل للطاقة وفي النصف الثاني للسبعينات حينما أعلن العرب حضر تصدير النفط إلى الغرب بدأت دول عديدة تعطي اهتمام بالغ بالطاقة الشمسية واستخدامها وقد أثمرت هذه الفترة في نشر وتطور تكنولوجيا الطاقة الشمسية حيث انتشر استخدامها في مجالات عديدة مثل: الاتصالات - والنقل - والإنارة ... وغيرها ، وقد أصبحت الطاقة الكهربائية المولدة من الشمس في المناطق التي تكون فيها الطاقة الشمسية عالية مثل اليمن تنافس المصادر التقليدية للطاقة من ناحية التكلفة الاقتصادية ويتطلب ذلك تصميم أنظمة الطاقة الشمسية المتكاملة لتوليد وخزن الكهرباء ومن ثم تحويلها من تيار مستمر إلى تيار متردد مثل الكهرباء التي نستخدمها في منازلنا جميعاً ، ويبقى الدور المهم في كيفية نشر المعارف العلمية والتطبيقية بأهمية الطاقة الشمسية بين أوساط الطلاب في المرحلة الجامعية فما فوق وكيفية تطوير ونقل التكنولوجيا إلي اليمن بأساليب سهلة وتكلفة اقتصادية ممكنة بحيث تساهم في حل بعض المشكلات الناجمة عن نقص الطاقة في اليمن.
دور مركز الطاقة الشمسية في الجانب العلمي والتعليمي :
يهتم المركز بنشر الوعي العلمي بأهمية الطاقة الشمسية بين أوساط الطلاب والكوادر العلمية المهتمة بهذا المجال من خلال إقامة الندوات والمحاضرات وإدخال مقررات الطاقة الشمسية في مرحلة التعليم الجامعي وقد قام المركز بتأهيل أكثر من مائتين وعشرين طالب في قسم الهندسة المعمارية ودبلوم الحاسبات ، وتخرج أول طالب ماجستير في الطاقة الشمسية بهدف إيجاد الكوادر المؤهلة القادرة على فهم وتطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية وأساليب استغلالها في اليمن.
هذا بالإضافة إلى القيام بعدة بحوث تطبيقية لغرض تعميمها على المدن والقرى اليمنية للمساهمة في إيجاد الحلول لإدخال الكهرباء إلي المناطق النائية كما يهتم أيضاً بتقديم الدراسات والاستشارات العلمية والعملية في مجالات التصاميم لأنظمة الطاقة الشمسية ودراسات الجدوى وكذلك في مجال تحديد اختبارات كفاءة الأنظمة المتكاملة للطاقة الشمسية.

folla2008
2008-12-22, 16:09
السلام
حنا درنا هاذ البحث على شكل محاضرة وتناولنا فيه النقاط التالية
الاشكالية : من اين تأتينا الطاقة؟
فيما تستخدم؟
ماهي آثارها على الانسان والبيئة ؟
ماهي الطاقة المتجددة؟

الطاقة عبر العصور:
نمو الكائنات-الانتقال -التدفئة-الاضاءة- علاج مختلف الامراض

كيف تطورت الطاقة:
قوة الانسان -الحيوان-الرياح- الماء-البترول والغاز الطبيعي-الطاقة الشمسية

المصادر الطبيعية للطاقة: وهي نوعان
1-المستخرجة من باطن الارض:الفحم- البترول والغاز الطبيعي - الاورانيوم - الحرارة الجوفية للارض

2- المتجددة: مياه السدود والشلالات - الرياح - الشمس - الطاقة النباتية


هذه أهم النقاط التي تطرقنا اليها في هذا البحث

ان شاء الله تستفيد ولو بفكرة


تقبل مروري

بلادي الجزائر
2008-12-22, 19:14
http://tbn3.google.com/images?q=tbn:2TWrTjptHM1V2M:http://alkoumanda.jeeran.com/%D8%B4%D9%83%D8%B1%D8%A7.gif

بلادي الجزائر
2008-12-22, 19:59
مرسييييييييييي بزاف وشكرا على المرور الكريم والافادة
http://tbn0.google.com/images?q=tbn:acpsK6YySEfqlM:http://byfiles.storage.live.com/y1p0xzlYF8IwfQdQH22_nRhyXDrNfjnQlVHYhShQAFAS8X9jIM 9YK_i51GBret8QWhnZVb4qlMXXqA

folla2008
2008-12-23, 11:23
de rien nchallah tkoni estafadti

سالي.ع تجريبية
2008-12-23, 16:43
هذا ما وجدت يا اختي:
مفهوم الطاقة عموماً و الطاقة النووية خصوصاً

تعتبر الطاقة من أهم العوامل في تقدم البشرية ورقيها على مر العصور , وقد سعى الإنسان منذ فجر التاريخ إلى تملك الطاقة بصورها وأشكالها المختلفة والبحث الدؤوب عن مصادر جديدة لها .

تعريف الطاقة :

يرتبط مفهوم الطاقة بشكل عام بالمادة فحيثما وجدت المادة رافقها وجود الطاقة , فالمادة والطاقة وجهان لعملة واحدة تفسر حالة الوجود في هذا الكون العظيم.

إلا أنه من الناحية الكمية فيمكن تعريف الطاقة ً بأنها المقدرة التي تُستهلك و تؤدي إلى إحداث تغيير في جملة مادية ما من حالة أولى تختلف بمعيار أو عدة معايير عن الحالة النهائية لهذه الجملة يقابله نقص في الطاقة يساوي مقدار التغيير الحاصل في هذه الجملة. مثال ذلك إن أي عمل مادي كرفع ثقل إلى إرتفاع معين أو تحريك جسم من مكان إلى آخر( مثل تسيير سيارة أو قطار ) أو تشغيل جهاز كهربائي أو ميكانيكي أو تمدد الرئة في عملية التنفس أو انقباض القلب ........ إلخ يستلزم استهلاك طاقة .

وللطاقة أنواع مختلفة منها الطاقة الكهربائية والطاقة الميكانيكية والطاقة الحرارية وغيرها ومن الممكن تحويل أي نوع من هـــذه الأنواع من الـــــطاقة إلى نوع آخر بوسائل مختلفة , مثل تحويل الطاقة الحرارية إلى طاقة كهربائية عن طريق العنفات ( التوربينات ) أو تحويل الطاقة الحرارية الناتجة عن حرق الوقود إلى طاقة حركية كما يحدث في الســــــيارات أو في القطارات أو الطائرات , وهنا لابد من الإشارة إلى بعض مصادر الطاقة الطبيعية الأخرى إلى جانب الطاقة النووية , كالطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الناشئة عن حركة المد والجزر والأمواج وطاقة الرياح والطاقة البيولوجية .

والــطاقة ليست شيئاً مادياً بذاتها يمكن أن نتحسسها , ولكن نتعرف عليها من خلال أثرها في الأجســــــام المطبقة عليها مثل إضاءة مصباح أو غليان السوائل أو انصهار الأجسام الصلبة أو حركة عربة ....إلخ .

و تبقى الطاقة كامنة طالما لم يتوفر لها أســـباب ( تحررها ) , وهذه الأســـباب يمكن تحديدها بتوفر الأجسام أو المواد الحاوية على الطاقة ونواقل هذه الطاقة ( الوسط ) ومكان التأثير, ونطلق على الـــــطاقة التي تكون كامنة في أي جملة مادية اســـــم القدرة وهي قابلية أي شيء لإنتاج الطاقة مثال ذلك المدخرة ( البطارية ) وخزانات الوقود وما إلى ذلك.

ومع سعي الإنســــــــــــان للسيطرة على الطاقة ومنابعها من أجل تنفيذ أغراضه وتحقيق متطلباته ابتداءاً من القوة العضلية إلى استخدامه للحيوانات ككائنات تتمتع بطاقة أكبرمن اجل نقله وحمله وأمتعته الثقيلة وصولاً إلى اكتشــــافه النار واعتماده على الخشب كوقود لتسخين وطهي طعامه , إلى أن تعرف على الفحم الحجري في القرن السـابع عشر والذي كان يعثر عليه في الطبقات الصخرية المكشوفة على سطح الأرض حيث اعتمدت الثورة الصناعية في ذلك القرن على الفحم الحجري كوقود طبيعي ومصدر هائل للطاقة , الأمر الذي مكنه من اســتخدام الآلة البخارية على نطاق واسع وبعد أن تمكن الإنسان من استخراج البترول في أواخر القرن التاســـــع عشر , وضع يده على مصدر آخر للوقود أيسر من الفحم الحجري سواء في استخراجه أو نقله أو تخزينه أو استخدامه .

وتقدمت الدنيا بسرعة فائقة في القرن العشرين اعتماداً على هذا الوقود لتوليد الطاقة التي هي المحرك الرئيســـــي للتقدم والنمو حتى أصبحت كمية الطاقة المستخدمة في أي دولة هي المؤشر على نموها وتقدمها .

إلا أنه مع ظهور بوادر إمكانية نفاذ هذا المخزون من البترول في العالم , والذي يعتقد أنه سيكون في أوائـــــل هذا القرن ظهر ما يعرف بأزمة الطاقة العالمية ( ENERGY CRISIS ) سنة 1973 والتي أجبرت شـعوب الدول الصناعية على ترشيد استهلاك الطاقة والبحث عن مصدر بديل لســـــــد الفجوة الموجودة بين الإعتماد على الوقود التقليدي وبين التوصل إلى استخدام الطاقة الشمسية .

إلا أن تحقيق هذا الهدف ربما يســــتغرق عدة قرون , فلا بد إذا من البحث عن مصدر بديل للـــــطاقة , وقد اعتبر الكثيرون أن الذرة هي البديل الجدي والوحيد للنفط , وبدت الطاقة النووية في هذه الدول وكأنها مرادف للإســـتقلال الوطني في ميدان الطاقة , وبكلمة أخرى أصبحت الذرة في نظر الدول الصناعية الوسـيلة الفضلى لتخفيف تبعيتها للدول المصدرة للبترول , وفي طليعتها الدول العربية .

وقلما نال موضوع علمي أهمية عسكرية وإقتصادية وســـــــياسية كما ناله موضوع الطــــــــاقة النـــــــــــــــووية فما هو سر الطاقة النووية , هذا العملاق الجبار الذي ينطلق أســـــاسـاً من أصغر وحدة بنائية في هذا الكون والتي تدعى الذرة .

الطاقة النووية ( Nuclear Energy ) :

من الميزات الأساسية للوقود النووي احتواؤه على قدر من الطاقة يعادل ملايين المرات الطاقة المتولدة والناتجة من حرق نفس الكمية والوزن من الوقود التقليدي , حيث أن حرق كيلو غرام واحد من اليورانيوم 235 مثلاً يولد طاقة تعادل الطاقة المتولدة من حرق 1600 طن من البترول أو 2400 طن من الفحم الحجري .

وعلى اعتبار أن معظم طاقة الذرات تتواجد في أنويتها , لذلك من الأصح أن نسمي هذه الطاقة بالطاقة النووية وليس بالطاقة الذرية , ولما أصبح معروفاً أن نواة الذرة تتضمن طاقة هائلة لذا نالت هذه الحقيقة اهتمام معظم علماء العالم .

التفاعل النووي ( Nuclear Reaction ) :
في التفاعلات النووية تهمل الإلكترونات الخارجية تماماً , حيث أنها لاتقوم بأي دور في هذه التفاعلات وقد بينت ظاهرة النشاط الإشعاعي والتي سنتحدث عنها في مشاركات لاحقة أن هناك تفاعلات نووية طبيعية تحدث من تلقاء نفسها , وقد شجع ذلك الكثير من علماء الفيزياء و الكيمياء النووية على محاولة إجراء مثل هذه التفاعلات معملياً .

والتفاعلات النووية هي التفاعلات التي تحدث لنواة الذرة وتؤدي إلى تغيرات فيها ( إما نقصان أو زيادة عدد البروتونات والنيترونات ) وبالتالي تشكيل نوى عناصر أخرى جديدة , وتقوم بها الجسيمات النووية النوكليونات وهي طبعاُ
( البروتونات والنيترونات ) ولذلك أعطيت الصفة النووية .


مثال ذلك اليورانيوم U ورقمة الذري 92 يتحول إلى الثوريوم Th ذي الرقم الذري 90.


( U92 ---------------> Th90 + Energy + (? Rays

والتفاعلات النووية هي أيضاً إما تفاعلات طاردة للحرارة أو تفاعلات ماصة للحرارة مثل التفاعلات الكيميائية تماماً ولكنها تختلف عنها جذرياً في أنها لا تخضع لقانون أو مبدأ انحفاظ المادة والطاقة , ففيها يمكن تحويل الطاقة إلى مادة أو المادة إلى طاقة .

إن السؤال المطروح سابقاً وهو العلاقة بين الطاقة وكتلة أي مادة تم حله مبدئياًَ بعد أن وضح العالم ألبرت اينشتاين النظرية النسبية , حيث أثبت بأن المادة يمكن أن تكون منبعاً للطاقة .
ووضع العلاقة التي تربط بين الطاقة والمادة وهي :
2
( * ) E = m . C

وتنص على أن ( المادة والطاقة هما صورتان لنفس الشيء وأن كمية الطاقة ( E ) مقدرة ( بالجول ) المقابلة لأي كمية من المادة تساوي كتلة هذه المادة ( m ) مقدرة بالكيلو غرام مضروبة في مربع سرعة الضوء مقدرة بالمتر في الثانية ) والتي تبلغ : 300000 كم / ثا أي أن C مربع = 9 × 10 أس 16 م / ثا ، وهذا رقم كبير جداً ، فلو عوضنا الكتلة m = 1 Kg لكانت الطاقة المتحررة من هذه الكتلة هي : 9 أس 16 × 1 = 9 أس 16 جول = 0,23885 × 9 أس 16 حريرة وهي تساوي ما مقداره ( 25 مليون كيلو واط ساعي ) ( أو 25 ميغا واط ساعي ) مع العلم بأن كل 10 ميغاوات ساعي = تكفي حاجة 5000 بيت .

ونصل إلى نتيجة مفادها : أن التفاعل النووي الواحد يخرج لنا من الطاقة ما يعادل آلاف ملايين المرات الطاقة التي يخرجها لنا أي تفاعل كيميائي .

ويحدد الجوهر الفيزيائي للعلاقة السابقة ( * ) بالتعبير التالي :

لا يوجد في الطبيعة حركة غير مادية , وكذلك من غير الممكن أن تكون المادة ساكنة بدون حركة , ولا يمكن فصل المادة عن الحركة بأي شكل من الأشكال , وإن أي امتصاص أو إصدار للطاقة من جسم ما بمقدار ΔE يكون على حســـاب زيادة أو نقصان في كتلة الجسـم بمقدار Δm أيضاً ويدعى بنقص المادة أو ( نقص الكتلة ).

أي : 2
ΔE = Δm x C

وتدعى الطاقة التي من الضروري صرفها لتحطيم النواة وتحويلها إلى نيكليونات حرة ( بدون نشر طاقة حركية ) بـ طاقة الروابط النووية , وهي تصرف لاستمرارية العمل ضد القوى النووية . وكلما كانت قوى الترابط المتبادلة بين النيكلونات مع بعضها البعض كبيرة , كلما كان العمل المصروف لتحطيم النواة كبيراً.

ويلاحظ في العملية المعاكسة ( عملية تشكيل نواة من نيكليونات حرة ) حيث تقوم القوى النووية بالعمل مع إطلاق طاقة في عملية تشكيل النواة , وتعادل هذه الطاقة ملايين المرات من الطاقة المنطلقة من تشكيل الجزيئات من الذرات أو الذرات من النواة والإلكترونات . ويسمى الفرق بين مجموع كتل النيكلونات الحرة وكتلة النواة بنقص كتلة النواة الذرية.

وترتبط كمية الطاقة المتحررة ΔE ( والتي تقاس بالميغا إلكترون فولت ) بنقص الكتلة بالعلاقة التالية :

ΔE = Δm × 931

حيث Δm نقص الكتلة وتقدر بواحدة الكتل الذرية ( a.e.m ) وتساوي 12/1 من كتلة نواة نظير الكربون 12 وتعادل :
1,66 × 10 أس - 27 = Δm

931 = المكافئ الطاقي لواحدة الكتل الذرية ( a.e.m ) ويقاس بالميغا إلكترون فولت .

ومن الواضح أن طاقة روابط النواة Enb تساوي ΔE المتعلقة بنقص كتلة النواة حسب العلاقة التي وردت معنا سابقاً

ومن هنا نستنتج مايلي :

إن قوى الترابط النووي أو التماسك ليست هي نفسها في النويات المختلفة , وتعتبر النواة ذات أرقام النيوكليونات حوالي 60 أشد تماسكاًً وثباتاً , بينما تكون النويات الخفيفة ذات عدد النيوكليونات القليل وكذلك النويات الثقيلة ذات عدد النيوكليونات الكبير أقل تماسكاً وثباتاً .

إن نويات ذرات العناصر الكيميائية الموزعة في بداية أو نهاية الجدول الدوري للعناصر تمتلك طاقة تحطيم الروابط أقل وتساوي طاقة الروابط في عنصر الهيدروجين ( بروتون ) الصفر , وذلك لوجود بروتون وحيد في النواة .

إن نويات الذرات الموزعة في بداية ونهاية الجدول الدوري يجب أن تكون في احتمال محدد للتحول إلى حالة أكثر ثباتاً بطريقة تحرير قسم من الطاقة الكامنة إما بطريقة إنشطار النوى الثقيلة إلى نويات أكثر خفة , أو باتحاد النوى الخفيفة لتشكل نوى أكثر وزناً , وتستخدم طريقتي التحرر من الطاقة النووية الداخلية في المفاعلات النووية أو في الأسلحة النووية , وتدعى عملية تغيير بنية النواة بالتفاعلات النووية .

وحسب نتائج القانون الثاني في الترموديناميك والذي يقول ( إن كل منظومة تتجه إلى وضع أكثر ثباتاً عندما تكون الطاقة الكامنة الداخلية لها في الشروط المعطاة أصغرية ) , ومنها يمكن القول أن نويات القسم الأوسط من الجدول الدوري تكون أكثر ثباتاً , وعليه يطابق نقص الكتلة الأعظمي الاحتياط العام الأصغري من الطاقة الداخلية .

ويمكن التعبير عن الجسيمات ونويات الذرات في التفاعلات النووية المتبادلة بشكل رموز جبرية .

مثال : يتفاعل الجسيم المرمز له بـ a مع النواة X مشكلاً نواة متهيجة يرمز لها بـ C* ( حيث ترمز إشارة النجمة )إلى النواة التي تحتوي على طاقة داخلية زائدة لتحريك النيوكليونات , وتسمى طاقة التهيج ومن ثم تنقسم النواة المتهيجة مشكلة جسيم b ونواة جديدة Y , ويرمز عادة لتفاعلات النواة بتأثير النيوترونات بالرمز ( n , f )
أي العامل النيوتروني Neutron Factore

a + X --------------> *C

C* --------------> Y + b + 200 Mev

ويعبر عن نتيجة التفاعل بالشكل التالي :

a + X --------------> Y + b
وهذا يعني أن الجسيم a يدخل في التفاعل والجسيم b عبارة عن ناتج التفاعل وتحت إشارة a يمكن أن يكون نيوترون n أو جسيم ألفا ? أو بروتون p .........إلخ .



المواطنة:
المواطنة انتساب جغرافي، والهوية انتساب ثقافي. المواطنة انتساب إلى أرض معينة، والهوية انتساب إلى معتقدات وقيم ومعايير معينة.
فما العلاقة بينهما؟ نذكر فيما يلي أمثلة للعلاقات بينهما، وللمشكلات التي تثيرها هذه العلاقات، فنقول:
- الهوية لازمة للمواطنة؛ لأن المواطنين لا بد لهم من نظام سياسي، وعلاقات اقتصادية واجتماعية، وقوانين تضبط هذه العلاقات. وكل هذا إنما يبنى على معتقدات وقيم ومعايير؛ أي على هوية معينة.
- ليس الوطن الذي ينتسب إليه المواطنون هو الذي يحدد لهم نوع الهوية التي إليها ينتسبون. فالوطن الواحد قد تتعاقب عليه نظم مختلفة بل ومتناقضة. فالروس كانوا مواطنين روساً، حين كانوا ينتمون إلى الاتحاد السوفييتي، وحين كان نظامهم الاقتصادي اشتراكياً، وكان نظام حكمهم دكتاتورياً، وهم الآن مواطنون روس بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، وبعد حلول الرأسمالية محل الاشتراكية، والديمقراطية محل الدكتاتورية.
- فالهوية إذن هي النظارة التي يرى من خلالها المواطنون ما هو مناسب أو غير مناسب، صالح أو غير صالح لوطنهم. فإذا اختلفت النظارات اختلف تقويم الناظرين إلى ما ينظرون إليه، وإن اتفقوا على الحقائق الحسية.
- وإذا صح هذا فإن المواطنين مهما كان إخلاصهم لوطنهم وحرصهم على مصلحته لا يمكن أن ينظروا إلى تلك المصلحة باعتبارهم مواطنين فقط، بل لا بد أن ينظروا إليها بحسب هوياتهم. لكن بعض الناس يتوهمون أنه بإمكان المواطنين في بلد ما أن يحلوا مشكلاتهم بمجرد انتمائهم الوطني. فيقولون مثلاً: لماذا لا نجلس باعتبارنا سودانيين فقط أو سوريين فقط، أو يمنيين، أو خليجيين، أو مصريين، وننسى انتماءاتنا الدينية والأيديولوجية لنحل مشكلة من مشكلاتنا الاقتصادية؟ نعم هنالك مشكلات يمكن أن يحلها الناس حتى باعتبارهم بشراً، ودعك من أن يكونوا مواطني دولة من الدول، ولكن ما كل المشكلات كذلك، وإلا لما انتمى الناس أصلاً إلى ثقافة من الثقافات، بل نظروا إلى كل مشكلة باعتبارهم بشراً لا غير.
خذ مثلاً مشكلة (مرض الإيدز): إن الناس سيتفقون باعتبارهم بشراً وبغض النظر عن انتماءاتهم الوطنية بأنه شيء ضار؛ لأنه خطر على حياتهم وحياة أولادهم، وهم باعتبارهم بشراً حريصون على الحياة. هل يتفقون على طريقة معالجته؟ ليس بالضرورة؛ فقد يقول المتدينون ـ مسلمين كانوا أو يهوداً أو نصارى ـ إن العلاج الحاسم إنما يكون بالكف عن أية ممارسة جنسية قبل الزواج. وقد يذهب المسلم إلى القول: إن هذا يستدعي فصل الرجال عن النساء، وإلزامهن بزي معين لا يكون مثيراً للرجال. ولكن أناساً من غير المتدينين قد يرون في مثل هذه الاقتراحات حداً من الحرية، وهي في نظرهم أمر ضروري ضرورة العفة التي ينشدها المتدينون؛ ولذلك يرون الاكتفاء بالبحث عن علاج طبي لا سلوكي.
وخذ قضية أخرى يواجهها كل البشر: (كيف تكون العلاقة الجنسية بينهم؟) هل تكون إباحية يقضي كل فرد منهم حاجته مع من شاء كيف شاء؟ هل يتزوجون؟ وهل يكون الزواج بواحدة أم أكثر؟ وهل هنالك حد لهذا الأكثر؟ هذه قضايا لا يحلها الناس بمجرد انتمائهم الوطني؛ لأنه ليس في هذا الانتماء ما يهديهم إلى خيار من هذه الخيارات، أو يفرضه عليهم.
لا بد للمواطنين إذن من هوية، من ثقافة تكون هي المنظار الذي ينظرون به إلى الواقع، والمعيار الذي يقترحون به الحلول لمشكلاته.
ولكن ماذا إذا كان المواطنون في البلد الواحد منقسمين إلى ثقافات، وهويات مختلفة؟ هنالك عدة احتمالات:
- أحسنها من حيث الاستقرار وعدم التنازع: هو أن تكون إحدى هوياتهم هذه هي الغالبة من حيث عدد المنتسبين إليها. قيّدتُ الحسن بالاستقرار السياسي، وعدم التنازع ولم أقُلِ التطور العلمي، أو الاقتصادي، أو العسكري؛ لأن الهوية التي استقر أمرهم عليها قد لا تكون بطبيعتها مساعدة على ذلك.
- وإذا لم تكن هنالك هوية غالبة بهذا المعنى فقد يكون المنتمون إلى إحدى الهويات أقوى من غيرهم؛ فيفرضون على البلد هويتهم، وينظمون أمره على أساسها. هذا سيكون بالطبع على حساب بعض الحريات، لكن هذه الأدلجة المفروضة بالقوة قد تكون مساعدة على تطور البلاد اقتصادياً وعلمياً وعسكرياً، كما كان الحال في الاتحاد السوفييتي، وكما هو الآن في الصين، وكوريا الشمالية.
- وإذا لم يحدث هذا ولا ذاك، وكانت الهويات والثقافات المتعددة متساوية في قوتها فأمام مواطنيها خيارات:
- فإما أن يحلُّوا نزاعهم بتقسيم وطنهم، كما حدث للهند حين خرجت منها باكستان، ثم خرجت بنجلادش من باكستان، وكما خرجت أرتريا من أثيوبيا، وكما انقسمت شيكوسلوفاكيا، ويوشك أن تنقسم الآن أكرانيا.
- وإما أن يبحثوا عن صيغة يتعايشون بها رغم اختلافاتهم؛ فماذا يا ترى يمكن أن تكون هذه الصيغة؟
يرى بعضهم أن أحسن طريقة لتعايش مثل هذه الهويات المختلفة: هو أن تختار نظاماً علمانياً محايداً بينها، وديمقراطياً يعطى كل واحد منها حق الوصول إلى السلطة، إذا ما اختارته الأغلبية.
لكن المشكلة أنه لا يوجد نظام للحكم محايد بين هويات مختلفة اختلافاً أساسياً، ويستحيل عقلاً أن يوجد. لا يمكن أن يكون النظام الاقتصادي في البلد الواحد رأسمالياً واشتراكياً، ولا يمكن أن يكون اقتصاد السوق رأسمالياً يبيح الربا، وإسلامياً يحرمه ويفرض الزكاة، لا يمكن أن يكون النظام السياسي إسلامياً يلتزم بشرع الله باعتبار أن الحكم التشريعي له سبحانه، وديمقراطياً يعطي هذا الحق للبشر يشرعون ما شاؤوا؛ فالعلمانية هي نفسها إذن هوية من الهويات، فأنّى تكون محايدة بينها؟
ومن المتفق عليه بين منظِّري الديمقراطية من الغربيين، ودعك من عوام السياسيين من أمثال بوش: أن الديمقراطية لا تصلح ولا تكون سبباً للاستقرار إلا في إطار متفق عليه بين معظم المواطنين، ثم تكون خلافاتهم الثقافية خلافات فرعية داخل هذا الإطار العام الجامع. وأما إذا كانت الخلافات أساسية، وحول الإطار نفسه فإن الديمقراطية لن تحل إشكالاً، ولن تحقق استقراراً؛ لأنه لا أحد من المتنازعين سيقبل حلاً لمجرد أن الأغلبية التي يختلف معها قالت به.
ما الحل إذن؟ الحل في مثل هذه الحال: هو أن يجتمع المختلفون، ويبدؤوا بتقرير المبدأ الذي هم متفقون عليه: أنه من مصلحتهم جميعاً أن يبقوا في وطن واحد، ثم ينظروا إلى الكيفية التي يحققون بها هذا الهدف، من غير تقيد سابق بديمقراطية، ولا علمانية، ولا غير ذلك من النظم والأيديولوجيات الشائعة، بل يقولون: هذه أوضاعنا، وهذه خلافاتنا؛ فلنبحث عن حل أصيل لها ومتناسب معها، وهو حل يستلزم ـ ولا بد ـ قدراً من التنازلات والمساومات، وقد يكون شيئاً جديداً يستفيد من الدين ومن التجربة الديمقراطية، أو العلمانية، أو غيرها، ولا يأخذ أياً منها بكامله. هذا ما حاول فعله واضعو الدستور الأمريكي؛ فبالرغم من أن الولايات المتحدة تعد اليوم مثالاً للديمقراطية؛ إلا أن الذين وضعوا دستورها لم يكونوا ملتزمين بتجربة ديمقراطية معينة، ولا بمبادئ ديمقراطية معينة، بل كان بعضهم يخشى مما أسموه بدكتاتورية الأغلبية التي قد تؤدي إليها الديمقراطية. ولذلك جاء دستورهم شيئاً جديداً لا يمكن أن يوصف بالديمقراطي إذا ما قيس بالمبادئ الديمقراطية الصارمة. من ذلك أنه من الممكن ـ بل حدث ـ أن يكون الرئيس الفائز في الانتخابات أقل أصواتاً من منافسه. ومنها فكرة الكليات الانتخابية التي لا تقيد أعضاءها برأي ولايتهم، بل تجيز لكل واحد منهم أن يصوِّت لمن يراه صالحاً من المرشحين للرئاسة بغض النظر عن الأصوات التي نالها في الولاية.
لكن حتى هذا لم يحل الإشكال حلاً كاملاً؛ فما زال الشعب الأمريكي منقسماً في قضية العلاقة بين الدين والدولة، وما زالت الكتب فيها تكتب، والبحوث تُنشر، والقضايا ترفع، وهذا يعني أن التعددية ليست شيئاً حسناً في ذاته وبإطلاق. التعددية تكون حسنة إذا ما كانت إيجابية، وهي لا تكون كذلك إلا إذا كانت ضمن إطار ثقافي جامع؛ أي ضمن هوية جامعة. فتعددية الهويات المختلفة المتناقضة: هي مشكلة يجب أن تعالج وليست واقعاً يحافظ عليه، أو يتباهى به، كما يفعل كثير من الناس الآن في السودان وغيره؛ وذلك لأنه لا يسهل مع مثل هذه التعددية تحقيق استقرار سياسي، ولا يسهل معها من ثَمَّ تطور اقتصادي، أو علمي أو تقني. هذا هو المتوقع عقلاً، وهو الذي تدل عليه تجارب الأمم قديمها وحديثها.
قد يقال: لكن هذه هي الولايات المتحدة تتباهى بأنها أمة واحدة رغم أنها تكونت من مواطنين من أجناس متعددة، وديانات متباينة، ولغات مختلفة، وثقافات متناقضة. نعم! لكنها لم تصر أمة واحدة إلا حين صهرت هذه المكونات كلها في بوتقة، وأخرجت منها شيئاً واحداً متجانساً. يمكن لذلك أن نقول: إن التعدديات نوعان: تعددية صحن السَلَطة الذي يحتفظ كل مكون من مكوناته بلونه وطعمه وملمسه: فهذا طماطم، وهذا جرجير، وهذا عجور، وهكذا. وتعددية القِدر الذي توضع فيه كل المكونات، من لحم، وخضار، وملح، وبهارات لتطبخ إداماً واحداً ذا طعم واحد، وربما لون واحد. هذا الأخير هو الذي يقال: إن الولايات االمتحدة فعلته، إنها كما يحلو لهم أن يقولوا بوتقة melting pot جعلت من مكوناتها أمة أمريكية واحدة. يقول كاتب أمريكي: لقد كانت الأمركة عملية انسجام قسري كانت الولايات المتحدة فيها بمثابة البوتقة لا النسيج ذي الألوان والصور المختلفة. لم يكن ينظر إلى المجتمع الأمريكي على أنه قطعة من روسيا؛ قطعة من إيطاليا، وقطعة من بولندا مزج بعضها ببعض، كلا! بل إن القوميات المختلفة جُعلت أمريكية كما ينقى المعدن الخام ليصير ذهباً خالصاً. الأمركة نقتهم وأزالت خبثهم. إن أصحاب موكب حركة البوتقة لم يكونوا يحتفلون بالتسامح، ولكن بالخضوع لمفهوم ضيق للقومية الأمريكية، بتصوير الأجانب بأناس في أزياء غريبة، ينغمسون في قدر كبير، ويخرجون منه نقيين بهندام جميل، ولهجة أمريكية خالصة، ومنظر أمريكي؛ أي أمريكان إنجليز(1).
كيف يقال: إن أمريكا تؤمن بالتعددية، وهي زعيمة الغرب الذي ما زال يسعى لقتل الثقافات الأخرى، ولأن تكون ثقافته هي المهيمنة على العالم؟ اقرؤوا في هذا ـ إن شئتم ـ كتاب (إدوارد سعيد) الاستعمار الثقافي(Cultural Imperialism) ، بل إنهم ليعدون ثقافتهم جزءاً من قوتهم التي يسمونها بالقوة الناعمة أو اللينةsoft power في تقرير جديد للجنة استشارية من لجان الكونغرس فيه تقويم لسياسة الحكومة الأمريكية، ونقد لها جاء قولهم: كنا نتحدث حتى الآن على افتراض أن الهوية شأن داخلي في وطن من الأوطان، لكن الواقع ليس كذلك. فالعلاقة بين الوطن والهوية لا تكاد تكون علاقة مطابقة. وهذا يسبب مشكلات كثيرة منها:
- أنه كما أن تعدد الهويات في الوطن الواحد قد يؤدي إلى تمزيقه؛ فإن اتحاد الهويات في أوطان متعددة قد يؤدي إلى توسيع للحدود الوطنية، بضمّ بعض الأقطار إلى بعض، أو بالتعاون الوثيق بينها الذي يجعلها كالوطن الواحد، كما هو الحال الآن في الاتحاد الأوروبي.
- لكن هذا التوحيد أو التمزيق لا يحدث في الغالب إلا بطريقة عنيفة. وفي هذا يقول المؤرخ الإنجليزي (لويس ناميير): «إن الدول لا تتوحد أو تُحطم، والحدود لا تُمحى أو يعاد رسمها بالحجج وصوت الأغلبية. إن الأمم تحرر وتتوحد أو تمزق بالحديد والدم، لا بالتطبيق الكريم لمبدأ الحرية».
- بما أن مصالح المواطنين في أرض معينة لا تكاد تكون محصورة في حدود أرضهم، ولا سيما في عصرنا هذا الذي تشابكت فيه المصالح بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم؛ فإن مفهوم الدولة الوطنية بدأ يتضاءل، وتحل محله تحالفات أو اتحادات بين دول متعددة. ولكن هذه التحالفات لا تنجح إلا إذا كانت مبنية على هويات مشتركة. خير مثال على ذلك (الاتحاد الأوروبي) الذي لم يجد مشكلة في ضم كل قطر ذي هوية أوروبية نوعاً ما، لكنه يتلكأ في قبول (تركيا) ذات الهوية المختلفة، بالرغم من أنها دولة علمانية، وبالرغم من أنها غيرت في كثير من قوانينها لتوافق البلاد الأوروبية.
- بما أن التطور الهائل في وسائل الاتصال جعل من كرتنا الأرضية ما يشبه الوطن الواحد فقد ازداد حجم المشكلات التي تهم الناس باعتبارهم بشراً، وبغض النظر عن أوطانهم وهوياتهم. من أوضح الأمثلة على ذلك مشكلة (الخروق) التي بدأت تحدث في طبقة الأوزون، والتي تسببت في ارتفاع درجة الحرارة في الكرة الأرضية. وقد كان من نتائج كثرة ازدياد المشكلات المشتركة بين الناس أن كثرت المنظمات العالمية كثرة ليس لها مثيل في تاريخ البشرية.
- لكن بعض الدول القوية صارت تحاول إخضاع البشرية كلها إلى قيم نابعة من هويتها، أو خادمة لمصالحها؛ بحجة أنها قضايا إنسانية عامة لا ثقافية خاصة. ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما سمي بـ (الإعلان العام لحقوق الإنسان) الذي يقول كثير من نقاده حتى من الغربيين: إن كثيراً من بنوده لا ينطبق عليه وصف الحق الإنساني، والذي يرى بعضهم أن كثيراً منه تعبير عن ثقافة معينة هي الثقافة الغربية. بل إن بعض الجهات المؤثرة صارت تستغل الأمم المتحدة نفسها لإلزام الأمم كلها بقرارات نابعة من قيمها، ومنها قضية المرأة.
نخلص من هذا كله إلى أنه على المسلمين في بلد: كالسودان أن لا يُخدَعوا بما يقول لهم مثلاً الزعيم (قرنق) من أن علينا جميعاً أن نجتمع باعتبارنا سودانيين فحسب، وأن نجعل الدين أمراً شخصياً؛ لأن الأديان تفرقنا والوطن يجمعنا. إن قرنق لا يتحدث هنا باعتباره سودانياً فحسب، بل ولا باعتباره جنوبياً فحسب، وإنما يتحدث باسم الحضارة الغربية وقيمها.
إن تخلّي المسلمين عن دينهم في حياتهم العامة ليس استمساكاً بوطنية لا هوية فيها كما يدعي (قرنق)، وإنما هو إحلال للهوية الغربية محل الهوية الإسلامية.

اتمني التوفيق لك اختي

بلادي الجزائر
2008-12-23, 19:19
http://photos.azyya.com/store/up1/080401082320zSYc.gif

بلادي الجزائر
2008-12-23, 19:26
أهديك ..
.. أعطر التحيات ..
.. وأرق البسمات ..
.. وأروع الكلمات ..
.. وأجمـل الأمنيات .
..بين طيات الورق وقطرات المطر ..
.. بين شروق الشمس وغروبها ..
.. بين الأزهار المتفتحة والنجوم المتألقة ..
.. حينما تغرد الطيور وتهل الأفراح ..
أقول لكم:
http://tbn3.google.com/images?q=tbn:XgvDkXtr2Bk_6M:http://www.atiaf.com/vb/uploaded/2648_1151017480.gif