صقر محلق
2012-02-04, 22:46
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله الطيبين
وصحابته الراشدين , وعلى التابعين وتابعيهم ومن صار على نهجهم واقتفى اثرهم الى يوم الدين
وبعد
فهذه الخطوط العريضة لفكر جديد منتسب الى السنة متلفع بمرط السلفية ظلما , ويتدثر برداء اهل السنة
والجماعة زورا , يترتب عليه هدم كل عمل دعوي قائم , وابطال فريضة الجهاد في سبيل الله , والامر
بالمعروف والنهي عن المنكر , ومحاربة الدعاة الى الله تعالى , وتمزيق وحدة الامة .
فقد جاءت هذه الطائفة الجديدة وباسم السلفية , لتضع اصولا باطلة تفضي الى تعطيل الحاكمية التي
اختص الله تعالى بها ( ولا يشرك في حكمه احدا ) فزعموا ان توحيد الحاكمية ليس من التوحيد , بل
وليس هو من اصول الدين والايمان , بل هو من الفروع , وتعطيل الشرع كله ما هو الا كفر دون كفر,
وكل من اعتنى بهذا الاصل فهو عندهم يحمل فكر الخوارج , ولقبوه بكل وصف قبيح لمجرد مطالبته
الامة والحكام بالعودة الى حكم الله ورسوله , وقد تفرع عن هذا الاصل الباطل عندهم وجوب ترك
الحكام وشانهم, وعدم التعرض لهم وان ما صدر عنهم ما صدر من الكفر البواح.
ومن ثم شنعوا على كل مجاهد في سبيل الله, وقدموا حربه على حرب اعداء الله , فكانوا بذلك من دعاة
التعطيل, وهم المعطلة للحاكمية والشرع كما كان الجهمية معطلة للصفات والاسماء..
وقد اردنا بجمع اصول وقواعد هذا الفكر الخبيث , القائم على السب والتشهير والتجريح والتبديع , بل
والتكفير, والانشغال بالدعاة الى الله سبا وتجريحا, وتكفيرا , وتبديعا دون غيرهم من سائر الخلق ,
وتقديم حربهم على حرب الكفار والمنافقين والعلمانيين , وغيرهم من اهل البدع والافكار المنحرفة.
اردنا بذلك تحذير شباب اهل السنة والجماعة من هذه الطائفة الخبيثة , وهذا الفكر المنحرف حتى
يحذروا من الانزالاق والانحدار اليه , والله المستعان وعليه التكلان , وعلى الله قصد السبيل .
1- خوارج مع الدعاة , مرجئة مع الحكام , رافضة مع الجماعات , قدرية مع اليهود والنصارى ..
هذه الطائفة التي اتخذت التجريح دينا , وجمع مثالب الصالحين منهجا... جمعوا شر ما عند الفرق .
فهم مع الدعاة الى الله خوارج يكفرونهم بالخطا ويخرجونهم من الاسلام بالمعصية , ويستحلون
دمائهم ويوجبون قتلهم وقتالهم .
واما مع الحكام ( احبابهم طبعا ) فهم مرجئة يكتفون منهم باسلام اللسان ولا يلزمونهم بالعمل , فالعمل
عندهم بالنسبة للحاكم خارج عن مسمى الايمان .
واما مع الجماعات فقد انتهجوا معهم منهج الرافضة مع الصحابة واهل السنة , فاءن الرافضة جمعوا
ما ظنوه اخطاء وقع فيها الصحابة الكرام ورموهم جميعا بها , وهؤلاء جمعوا اخطاء الجماعات
ورموهم بها , وجعلوها هي الاصل في تقويمهم .
وهم مع الكفار من اليهود والنصارى قدرية جبرية , يرون انه لامفر من تسلطهم ولا حيلة للمسلمين
في دفعهم , وان كل حركة وجهاد لدفع الكفار عن صدر امة الاسلام فمصيره الاخفاق , ولذلك فلا جهاد
عندهم حتى يخرج الامام .
فواعجبا كيف جمع هؤلاء بدع هذه الفرق..؟؟ كيف استطاعوا ان يكيلوا في كل قضية بكيلين , فالكيل
الذي يكيلون به للحكام غير الكيل الذي يكيلون به لعلماء ودعاة الاسلام ؟؟ فلا حول ولا قوة الا بالله
وحسبنا الله على هؤلاء القوم .
2 - من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع .
وهذا من اصولهم الفاسدة التي وضعوها , فاذا حكموا على رجل انه مبتدع او على جماعة دعوية انها
جماعة بدعية , ولم تاخذ برايهم وحكمهم الفاسد فانت مبتدع , لانك لم تبدع مبتدع.
3 - خطا الانسان في اصول الدين غير مغتفر .
ومن فروع منهجهم المشين اعتبارهم ان الانسان - سواء كان عالما ام جاهلا بامور الاحكام ومسائل
الشريعة - لايغتفر له جهله او خطؤه في اصول الدين .
وقد جاء اصلهم هذا بناء على فهمهم السقيم لما ذكر العلماء من ان الاجتهاد لا يقبل في العقيدة..
ففهموا بفهمهم الباطل ان من وقع في الخطا في مسائل العقيدة غير مغفور له.. وبذلك اخرجوا علماء
الامة من الملة من حيث يشعرون او لا يشعرون , بل بلغت الجراءة والوقاحة ببعضهم ان قام باحراق
بعض كتب شرح الحديث , كفتح الباري وشرح مسلم للنووى بدعوى ان هؤلاء اشاعرة.
4 - العمل الجماعي ام الفتن .
قالوا ان العمل الجماعي لم يرد في الشرع , بدليل انه لو كان امرا واجبا لبينه رسول الله صلى الله عليه
وسلم بيانا عاما قاطعا للعذر , وقالوا ان ادلة مشروعية العمل الجماعي انها لا تهدي الى الصواب.
واما ما تفرضه الظروف في بعض البلدان على الدعاة الى الله من الاسرار بالدعوة , فاعتبروه باب
ضلالة ومشابهة للقرامطة , حيث ان دينهم ظاهر جلي لا خفاء فيه ولا دس ولا كتمان .
5 - الجماعات الاسلامية فرق ضالة .
قالوا ان الجماعات الاسلامية ما هي الا امتداد للفرق الضالة من معتزلة واشاعرة وخوارج وقدرية
وجهمية , تنتهج منهج الخلف في العقيدة , فاصبح بدل ان يقال هؤلاء اشاعرة وهؤلاء معتزلة صار
يقال هؤلاء اخوان , وهؤلاء تبليغ , وهؤلاء تكفير , وهؤلاء صوفية ...الخ
ولقد بين الامام الشاطبي رحمه الله في الاعتصام ضابط الحكم على تجمع معين انه من الفرق الضالة
بقوله ( وذلك ان هذه الفرق انما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين , وقاعدة
من قواعد الشريعة لا في جزئي من الجزئيات , اذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشئ عنه مخالفة يقع
بسببها التفرق شيعا , وانما ينشا التفرق عند وقوع المخالفة في الامور الكلية ) . الاعتصام 2\ 200.
6 - النظر في احوال الامة ومعرفة اساليب ومخططات اعدائها وفكرهم محرم شرعا .
جعل هؤلاء النظر في احوال امة الاسلام ومعرفة مخططات اعدائها وفضح اساليب مكرهم بها امرا
محرم في الدين الا من خلال الاعلام الرسمي والخاضع للحكومات , وقاسوا ذلك على النظر في التوراه
المحرفة.
7 - فقه الواقع وخصوصيته لولاة الامور , وهو مضيعة للوقت مذهبه للجهد .
لما قرر هؤلاء ان فقه الواقع يفرق شباب الامة ويغرس الاحقاد والاخلاق الفاسدة في انصاره , من بهت
الابرياء والتصديق بالكذب والترهات والاشاعات والارجاف به في صورة موجات عاتية تتحول الى
طوفان من الفتن , ما تترك بيت حجر ولا مدر او وبر الا ودخلته .
قالوا ان فقه الواقع من واجبات ولاة المسلمين , ولا يجوز ان يجند له اهل العلم وطلابه كي لا يزاحموا
ولاة الامور , ويركضوا في ميادين لا يعرفون ابعادها واغوارها , لما يترتب على هذه المزاحمة من
الاضرار بانفسهم وامتهم ما لا يعلم مداه الى الله .
ولما قرر ادعياء السلفية ان فقه الواقع من خصائص ولاة الامور , صاروا الى تقليل شانه وتسفيه
المشتغلين به , بل اعتبروه اقرب الى ان يكون من الترف المعرفي الذي شغف به طوائف من مثقفي
العصر , وعدوه تحريضا خفيا ذكيا على الفكر الاسلامي , يكسرون ابوابه كسر مروعا حتى لكانما
يثارون لانفسهم من اصوله وقواعده ووسائله وفروعه , وان الدعوة الى فقه الواقع مقولة جائرة
زائفة , وان السبيل الافضل لفقه الواقع ان تدع فقه الواقع , او بعبارة اخرى ( لنترك فقه الواقع
لنفقه الواقع ) . وما هذا الستار الا لاخفاء جهلهم في ما يدور من حولهم وتثبيطا وخذلانا لجها د
المسلمين .
8 - لا قتال الا بوجود امام عدل .
اراد هؤلاء ان يبطلوا فريضة الجهاد الماضية الى يوم القيامة فوضعوا شروطا لا تتوفر الا في اخر
الزمان , شروط تعجيزية بل ومضحكة في ذات الوقت , ومنها \
ان الجهاد لا يفتح بابه , ولا ترفع رايته , ولا يدعو اليه الا امام واحد - الخليفة - وذلك كسائر الحدود
والعقوبات . ولما كان هذا في نظرهم غير موجود اصبح الجهاد اليوم عندهم باطلا وانتحار , وثورات
خوارج كما يزعمون , والشهيد اليوم في ارض الاسلام منتحر , ساع الى غضب الله ومقته , هكذا
يقولون . وهذا القول الباطل مخالف لاجماع اهل الاسلام والقران والسنة , فالجهاد فريضة ماضية
الى يوم القيامة سواء وجد الامام ام لم يوجد , بل هذا من اصول اهل السنة والجماعة المدونة في
كتبهم وعقائدهم , ولم يقل بهذا القول الباطل الا الرافضة قديما والقاديانية حديثا ...
9 - الجهاد تكليف ما لا يطاق في هذا الزمان ولا اثم في تركه وافضل الجهاد ترك الجهاد .
بناء على الاصل السابق في تحريم القتال الا بوجود امام عام , اسقطوا فريضة الجهاد باعتباره من
التكاليف غير المقدور عليها , ولا تاثم الامة بتركه , وليس عليها الا ان تجعل الجهاد حاضرا في نفوس
ابنائها ترقب اليوم الذي يهيء الله لها فيه اسبابه فتستجيب لندائه , فشابهوا بذلك من ينتظر صاحب
السرداب ليخلص الامة ويقيم الجمعة والجماعة والجهاد بزعمهم ..
ثم ذهبوا بعد ذلك الى القول باستحباب ترك الجهاد وافضليه تعطيله , اذ ان سياق الايات التي جاءت في
الجهاد - حسب نظرهم - تفيد ان افضل الجهاد اليوم هم الامساك عن الجهاد , وهذا عندهم من الاعداد
الذي توفر فيه الجهود الى ما هو ممكن , ومقدور عليه يفتحونها متى يشاءون ويغلقونها متى يشاءون .
10 - النميمة للسلطان اصل من اصولهم .
لا يتورع هؤلاء القوم عن تاليب السلطان على مخالفيهم عن طريق الوشاية بهم , وتصوير ان هؤلاء
المخالفين لهم خطر على الدولة , وانهم يسعون الى الخروج والانقلابات عليه , وبالتالي على الحاكم
ان يسعى في الخلاص منهم واقتلاعهم .
ووالله ثم والله ثم والله , اننا لا ننسب هذا اليهم ظلما بل قد راينا منهم هذا وعايناه , بل ان احدهم في
احدى البلدان العربية كتب بحث لاتباعه بوجوب ابلاغ السلطات عن من يحملون افكار سلفية جهادية .
ومنهج السلف مع السلاطين معروف , فهم يتجنبون ابواب السطان , وان كان عادلا مقسطا اتباعا لقول
النبي صلى الله عليه وسلم ( من اتى ابواب السلطان افتتن ) . فكيف اذا كان يسعى اليه بالنميمة ويرسل
التقارير , ويقوم بالتجسس وتسجيل الاشرطة على بعض الدعاة من اجل ان يتوصل الى سجنهم او
سفك دمائهم . ؟؟؟
قال الثوري ( اذا رايت العالم يكثر الدخول على الامراء فاعلم انه لص ) .
11 - سب الدعاة قربة الى الله وعمل صالح افضل من الصلاة والصوم .
من اصول هذا الفكر الجديد هو التعبد لله بسب الصالحين وشتمهم ولعنهم . فالمسلم الداعية الذي يمكن
ان يكون قد اخطا تاولا او جهلا يصبح وقوعه في هذا الخطا سببا في استحلال عرضه بل دمه .
وذلك انهم ينزلون الجما عات الاسلا مية المعاصرة منزلة الفرق الاسلامية القديمة المخالفة لمنهج
اهل السنة والجماعة , وينزلون كلام الائمة فيهم على الجماعات الاسلامية المعاصرة .
وهؤلاء الجراحون جعلوا همهم وغايتهم هو الوقوف على اخطاء الدعاة والجماعات , وجمع مثالبهم
وحفظ سقطاتهم , والاهتمام بنشر هذه المثالب والسقطات بقصد تنفير منهم لا بقصد تحذير الناس من
الوقوع فيها , او النصح لمن وقعوا فيها , وانما بقصد ان ينفروا الناس عن الداعي ويبطلوا جميع
جهاده وكل حسناته , ويهدموا كل ما بناه , ويحرموا المسلمين من مؤلفاته وعلمه ولو كان نافعا صالحا.
وهذا تخريب عظيم وسعي للفساد في الارض , فلو ان ساعيا سعى في جمع مثالب الائمة والفقهاء
لوجد الكثير , ولو ان جامعا جمع سقطات الفقهاء لجمع شئيا لا يحصى , وقد قال سليمان التيمي
( لو اخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله ) , قال ابن عبد البر رحمه الله معقبا على هذا
( هذا اجماع لا اعلم فيه خلافا ) .
وهؤلاء الجراحين انفسهم لو جمع جامع اخطاءهم وسقطاتهم في كتبهم واشرطتهم لكفت في اسقاط
عدالتهم , وتبديعهم وتفسيقهم على حسب اصولهم الفاسدة في التبديع والتفسيق والتجهيل والتكفير .
وهم يدعون ان الخطر الذي يتهدد الوجود الاسلامي في الارض اليوم على ايدي هذه الفرق والطوائف
الضالة ( بزعمهم ) اشد بكثير جدا من الخطر الذي يتهدده على ايدي الاعداء الصرحاء من اهل الشرك
والمذاهب المادية , اذ ان هذه الفرق تدعي الاسلام , وهي في حقيقتها ( بزعمهم ) سوس ينخر في
جذوع الاسلام وفروعه , وفي الوقت الذي يتغافلون فيه عن اهل الكفر والبدع الظاهرة لعجزهم عن
مواجهتهم .
12 - اتهام النيات بلا دليل .
هؤلاء لا يكتفون بالحكم على الظاهر , فقد احرجهم الذين ظاهرهم الصلاح والدعوة الى السنة والخير
ولما اجتهدوا فلم يجدوا مثالب وسقطات يهدمون بها من يريدون هدمه , فانهم صاروا الى اتهام النيات
وقالوا ( ما دعوا الى السنة الا لهدمها وما التزموا السلفية الا لحربها , وما اعلنوا الجهاد الا للخروج
على الحكومات ... الخ .
13 - انزالهم انفسهم منزلة ائمة اهل السنة الكبار في تبديع مخالفيهم .
ومن ذلك استد لاهم بكلام الثوري والاوزاعي في تبديع احد الائمة المشهورين على جواز ما يفعلونه
من تبديع وتضليل لمخالفيهم , وهذا قياس مع الفارق فانما ساغ ذلك للثوري وغيره من ائمة السلف
بسبب ما اوتوه من علم وعمل وقبول بين الناس , ثم ان كلام الائمة بعضهم على بعض قد يكون دافعه
احيانا التحاسد والهوى , ولذلك قال ائمة الجرح والتعديل كلام الائمة في بعضهم يطوى ولا يروى .
14 - لا يذكر للدعاة الى مساوئهم وسيئاتهم .
من اصولهم الفاسدة ان الدعاة والمصلحين واهل الخير لا تذكر الا سئياتهم فقط , وذلك بهدف التنفير
عنهم وابعاد الناس عنهم , وتحذير طلبة العلم والملتزمين والعوام من الاستماع اليهم , ويسمون
خطيئتهم هذه منهج اهل السنة في النقد .
وهذا في الحقيقة من منهج اهل البدع وليس من منهج اهل السنة والجماعة , لان اهل السنة يذكرون
مالهم وما عليهم , بعكس المبتدعة فانهم يذكرون ما لهم ولا يذكرون ما عليهم كما بين ذلك شيخ
الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى .
15 - جعلهم الخطا في المسائل العلمية التي يقع بها بعض الدعاة اعظم منه في المسائل العملية مطلقا .
ولهذا فانهم لا يعدون جرائم الحكام الطغاة في الشعوب الاسلامية , وما يقترفونه من فساد وافساد وصد
عن سبيل الله .. لا يعدون ذلك شيئا لظنهم ( وخاب ظنهم ) انه لا يعدو ان يكون فسقا عمليا , بينما
يعظمون الشنعة على داعية وقع خطا في مسالة علمية ويملئون الدنيا عليه عويلا وتشهيرا .
فلا يكون الداعي الى افساد المسلمين ونشر الربا والزنا والحكم بغير ما انزل الله وتولي الكافرين
وغيرها من الفواحش والكبائر والموبقات والمكفرات , اهون ذنبا من داعية صالح وقع متاولا فيما
يعد بدعة عند غيره .
16 - اختراعهم قول ( ليس على منهج السلف ) او ( ليس على منهج اهل السنة ) وكانهم ورثوا
عرش السلفية دون غيرهم .
يطلقون هذه الكلمة على مجرد مخالفة يسيرة في امر اجتهادي يسوغ فيه الخلاف , مثل التي تدخل في
المصالح المرسلة او الاستحسان او ما شابه ذلك .
وهذه الكلمة كلمة كبيرة , واصطلاح خطير لانه ادى بكثير من هؤلاء الجراحين الى التكفير بغير مكفر
والتبديع بغير مبدع للمسلمين الذين يؤمنون بالقران والسنة ولا يخرجون على اجماع الامة , ويعتقدون
عقيدة السلف في الايمان بالاسماء والصفات والقدر وسائر امور الغيب والاعتقاد , ولا يقدمون قول احد
على قول الله ورسوله , وانما جريمتهم انهم خالفوا في امر فرعي اجتهادي يسوغ فيه الخلاف .
وهذه الكلمة لا تطلق الا على من وضع اصولا تخالف اصول اهل السنة كانكار الصفات او الطعن في
الصحابة , او الدخول في بدعة عقائدية كعقائد الرافضة او الخوارج او الجهمية والمعتزلة , او تقديم
العقل والهوى على النص , او فصل الدين عن السياسة وما شابه ذالك .
17 - اتهامهم مخالفيهم من الدعاة بالتكفير .
هذا الاصل يستخدمه اتباع هذه الطائفة سلاحا في محاربة من يخالفهم من الدعاة والمصلحين .
فيتهمون مخالفيهم انهم يطلقون احكام التكفير والتفسيق على الناس جزافا وبدون دليل , وبوصف
المجتمعات الاسلامية بالجاهلية والانسلاخ من الدين . وبان هدف هذه الجماعات والفرق هو تكفير
حكام المسلمين وعوامهم . وينطبق على هؤلاء المثل ( رمتني بدائها وانسلت ) فهم لا يتورعون عن
اطلاق احكام التبديع والتضليل بل والتكفير لعلماء المسلمين ودعاتهم , في حين يدفعون هذه الدعوى
عن الحكام بكل ما اوتوا ويطلقون سهامهم ورماحهم في الذود عنهم , ولعمري ما هؤلاء القوم الا
صنيعة من صنائع الحكام لضرب الجماعات الاسلامية ..؟؟
18 -تركهم الحق اذا جاء ممن خالفهم .
ومن اصولهم الفاسدة المبتدعة تركهم الحق , لان من يخالفهم يقول به او يفعله , ويجعلون ذلك دليلا
على معرفة الحق , ولهذا يحكمون على القول او الفعل بانه باطل لان ( الاخوان المسلمين يفعلونه او
يقولونه او جماعة التبليغ او هذا من افعال حزب التحرير او الجهاديين او غيرهم ) .
ولهذا يقولون هذا ( منهج الاخوان ) او منهج التكفير ويقصدون المجاهدين , اذا اراد ان يستدل على
الخطا في مسالة ما , وهذا نظير فعل الرافضة مع اهل السنة فاءنهم يقولون ( اذا لم تعرف دليلا على
مسالة ما فخالف اهل السنة تصب الحق فيها ) فكان الحق والخير لا ينفك عنهم ولا يفارقهم .
19- الغاء توحيد الحكم من التوحيد .
لما كانت حركة الابتداع هذه تقوم على مناصرة الحكام , وابطال فريضة الجهاد , وبعض صور الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر , وتشوية صورة كل داع الى الحكم بشريعة الله .
فاءنهم عادوا المطالبة بتحكيم شرع الله في الارض واعتبروا ما اصطلح على تسميتة بتوحيد الحاكمية
ابتداعا في الدين , وانه لا يوجد نوع من التوحيد يسمى ( توحيد الحاكمية ) .
وجهل هؤلاء ان الصحابة انفسهم لم يقسموا التوحيد اصطلاحا الى ربوبية والوهية واسماء وصفات ,
وانما هذا اصطلاح حادث , وهو حق لان المستقري للقران يجد هذا التقسيم والتفريق , ولانه احتيج
الى هذا التقسيم حين وقع التعطيل في الاسماء والصفات .
والان لما نشا بين المسلمين من قال نؤمن بالله ربا واله , ولا نؤمن به حاكما ومشرعا في شؤوننا
الدنيوية , ونادوا بفصل الدين عن الدولة , وبفصل الدين عن الشئون السياسية والاقتصادية , فاءن
علماء المسلمين ردوا على هذه البدعة الخطيرة والتي سميت بالعلمانية , وبينوا انه لا اسلام الا لمن
امن بان الله تعالى حاكما ومشرعا وان التشريع حق له وحده سبحانه .
وليس في هذا ابتداعا في الدين او التوحيد , بل ان من اركان التوحيد ى افراد الله تعالى بالحكم و
التشريع وتقديم حكم الله وشرعه على طاعه وشرع وحكم كل احد , والايمان بان الحكم لله وحده وان
من رضي مختار بحكم غيرة في اي شان من شئون الحياة فهو كافر بالله , كما قال الله سبحانه وتعالى
( الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى
الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ) . النساء 60
ولقد جاء من هؤلاء المبطلين من يزعم ان توحيد الحكم ليس من التوحيد , وان الحكم بغير ما انزل الله
انما هو ( كفر دون كفر ) هكذا على اطلاقه دون تفصيل .
وباطلاقهم القول ان الحكم بغير ما انزل الله كفر دون كفر , هونوا على الناس التحاكم الى غير شريعة
الله والرضا بغير حكمه , واعطلوا المبدلين لشرع الله صك غفران في ان ما يفعلونه من حرب على
شريعة الله انما هو معصية لا تخرجهم من الاسلام.
نعوذ بالله من الخذلان , ولا حول ولا قوة الا بالله العلي المنان .
20 - وجوب السكوت عن انحرف الحاكم , وانكار منكر الامام خروج , ولا امر بمعروف ونهي عن منكر
الا باذن الامام ولي الامر .
من الاصول الفاسدة والخطيرة والتي ادت الى استبداد الحكام وانحرافهم وظلمهم وتسلطهم على شعوبهم
السمع والطاعة المطلقة للحاكم حتى ولو ارتد عن الاسلام .
وذلك بابراز اصل اهل السنة في وجوب السمع والطاعة للحاكم للامام المسلم ما لم يامر بمعصية
والصبر على ظلم الحاكم ولو كان كان جائرا , ما دام انه يجاهد في سبيل الله ويحكم بشرع الله , ويقوم
بمدافعة اعداء الله ووجوب الصلاة خلفه وعدم الخروج عليه الا في كفر بواح , وهذا كله حق .
ولكن هذا كله مقيد بشروط كما امر وما دام لم يصل فسقة وظلمة الى الكفر والامر بالمعصية , فان
اهل العلم اجمعوا على وجوب خلع الامام اذا كفر وانه لا سمع ولا طاعه حينذاك .
حتى مع عدم كفره هناك ايضا وجه اخر , وهو وجوب النصح له وقول كلمه الحق , ووجوب الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر عليه , وجهاد الكفار , ورعاية مصالح الامة فرض عليه .
وقبل هذا وذاك وجوب الحكم بما انزل الله عليه في كل الامور , فكيف اذا كان هذا الحاكم يحكم الامة
بشرع وقوانين اليهود والنصارى, وبالديمقراطية والدساتير الوضعية .
والحاكم والمحكوم طرفا عقد هو عقد البيعة , فكما يجب على المحكوم السمع والطاعة للامام المسلم
فان العدل ورعاية مصالح الامة وجهاد الكفار وتامين الناس على اموالهم وانفسهم , فرض على الامام
كذلك .
ومن اصولهم الفاسدة ايضا اطلاق لفظ خارجي على من انكر على الحاكم منكر باللسان , وهذه كبيرة من
من الكبائر وعظيمة من العظائم عندهم .
ونسي هؤلاء الجهلة ان كلمة الحق عند الامام الجائر هي من اعظم الجهاد كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم ( اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) رواه احمد في المسند .
وقد اثنى ابو سعيد الخدري رضى الله عنه على الرجل الذي انكر عل عبد الملك بن مروان حين قدم
الخطبة على الصلاة في صلاة العيد وذكر هذا الحديث .
ولما ابطل هؤلاء بعض صور الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فزعموا انه لا امر بمعروف ولا نهي
عن منكر الا باذن الامام .؟؟
وهذا قول مخالف للقران والسنة والاجماع فقد قال الله تعالى ( ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات
والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ).
وكان مما اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عى اصحابه ( ان نقول بالحق حيث كنا لا نخاف في الله
لومة لا ئم ) . رواه البخاري
والحق ان امر هؤلاء القوم واصولهم وشبههم لا تنتهي , اذ كل ما رد عليهم اهل العلم وبينوا لهم
ضلال وانحرف ما هم عليه اوحى لهم الشيطان اصول وشبهه جديدة .
وقد بينت لك اخي المسلم والقارئ الكريم اصولهم الفاسدة , وشبههم المتهافته فالحذر الحذر.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد ولد ادم وعلى اله وصحبه .
المصدر :
الدكتور [ عبدالرزاق بن خليفة الشايجي ]
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله الطيبين
وصحابته الراشدين , وعلى التابعين وتابعيهم ومن صار على نهجهم واقتفى اثرهم الى يوم الدين
وبعد
فهذه الخطوط العريضة لفكر جديد منتسب الى السنة متلفع بمرط السلفية ظلما , ويتدثر برداء اهل السنة
والجماعة زورا , يترتب عليه هدم كل عمل دعوي قائم , وابطال فريضة الجهاد في سبيل الله , والامر
بالمعروف والنهي عن المنكر , ومحاربة الدعاة الى الله تعالى , وتمزيق وحدة الامة .
فقد جاءت هذه الطائفة الجديدة وباسم السلفية , لتضع اصولا باطلة تفضي الى تعطيل الحاكمية التي
اختص الله تعالى بها ( ولا يشرك في حكمه احدا ) فزعموا ان توحيد الحاكمية ليس من التوحيد , بل
وليس هو من اصول الدين والايمان , بل هو من الفروع , وتعطيل الشرع كله ما هو الا كفر دون كفر,
وكل من اعتنى بهذا الاصل فهو عندهم يحمل فكر الخوارج , ولقبوه بكل وصف قبيح لمجرد مطالبته
الامة والحكام بالعودة الى حكم الله ورسوله , وقد تفرع عن هذا الاصل الباطل عندهم وجوب ترك
الحكام وشانهم, وعدم التعرض لهم وان ما صدر عنهم ما صدر من الكفر البواح.
ومن ثم شنعوا على كل مجاهد في سبيل الله, وقدموا حربه على حرب اعداء الله , فكانوا بذلك من دعاة
التعطيل, وهم المعطلة للحاكمية والشرع كما كان الجهمية معطلة للصفات والاسماء..
وقد اردنا بجمع اصول وقواعد هذا الفكر الخبيث , القائم على السب والتشهير والتجريح والتبديع , بل
والتكفير, والانشغال بالدعاة الى الله سبا وتجريحا, وتكفيرا , وتبديعا دون غيرهم من سائر الخلق ,
وتقديم حربهم على حرب الكفار والمنافقين والعلمانيين , وغيرهم من اهل البدع والافكار المنحرفة.
اردنا بذلك تحذير شباب اهل السنة والجماعة من هذه الطائفة الخبيثة , وهذا الفكر المنحرف حتى
يحذروا من الانزالاق والانحدار اليه , والله المستعان وعليه التكلان , وعلى الله قصد السبيل .
1- خوارج مع الدعاة , مرجئة مع الحكام , رافضة مع الجماعات , قدرية مع اليهود والنصارى ..
هذه الطائفة التي اتخذت التجريح دينا , وجمع مثالب الصالحين منهجا... جمعوا شر ما عند الفرق .
فهم مع الدعاة الى الله خوارج يكفرونهم بالخطا ويخرجونهم من الاسلام بالمعصية , ويستحلون
دمائهم ويوجبون قتلهم وقتالهم .
واما مع الحكام ( احبابهم طبعا ) فهم مرجئة يكتفون منهم باسلام اللسان ولا يلزمونهم بالعمل , فالعمل
عندهم بالنسبة للحاكم خارج عن مسمى الايمان .
واما مع الجماعات فقد انتهجوا معهم منهج الرافضة مع الصحابة واهل السنة , فاءن الرافضة جمعوا
ما ظنوه اخطاء وقع فيها الصحابة الكرام ورموهم جميعا بها , وهؤلاء جمعوا اخطاء الجماعات
ورموهم بها , وجعلوها هي الاصل في تقويمهم .
وهم مع الكفار من اليهود والنصارى قدرية جبرية , يرون انه لامفر من تسلطهم ولا حيلة للمسلمين
في دفعهم , وان كل حركة وجهاد لدفع الكفار عن صدر امة الاسلام فمصيره الاخفاق , ولذلك فلا جهاد
عندهم حتى يخرج الامام .
فواعجبا كيف جمع هؤلاء بدع هذه الفرق..؟؟ كيف استطاعوا ان يكيلوا في كل قضية بكيلين , فالكيل
الذي يكيلون به للحكام غير الكيل الذي يكيلون به لعلماء ودعاة الاسلام ؟؟ فلا حول ولا قوة الا بالله
وحسبنا الله على هؤلاء القوم .
2 - من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع .
وهذا من اصولهم الفاسدة التي وضعوها , فاذا حكموا على رجل انه مبتدع او على جماعة دعوية انها
جماعة بدعية , ولم تاخذ برايهم وحكمهم الفاسد فانت مبتدع , لانك لم تبدع مبتدع.
3 - خطا الانسان في اصول الدين غير مغتفر .
ومن فروع منهجهم المشين اعتبارهم ان الانسان - سواء كان عالما ام جاهلا بامور الاحكام ومسائل
الشريعة - لايغتفر له جهله او خطؤه في اصول الدين .
وقد جاء اصلهم هذا بناء على فهمهم السقيم لما ذكر العلماء من ان الاجتهاد لا يقبل في العقيدة..
ففهموا بفهمهم الباطل ان من وقع في الخطا في مسائل العقيدة غير مغفور له.. وبذلك اخرجوا علماء
الامة من الملة من حيث يشعرون او لا يشعرون , بل بلغت الجراءة والوقاحة ببعضهم ان قام باحراق
بعض كتب شرح الحديث , كفتح الباري وشرح مسلم للنووى بدعوى ان هؤلاء اشاعرة.
4 - العمل الجماعي ام الفتن .
قالوا ان العمل الجماعي لم يرد في الشرع , بدليل انه لو كان امرا واجبا لبينه رسول الله صلى الله عليه
وسلم بيانا عاما قاطعا للعذر , وقالوا ان ادلة مشروعية العمل الجماعي انها لا تهدي الى الصواب.
واما ما تفرضه الظروف في بعض البلدان على الدعاة الى الله من الاسرار بالدعوة , فاعتبروه باب
ضلالة ومشابهة للقرامطة , حيث ان دينهم ظاهر جلي لا خفاء فيه ولا دس ولا كتمان .
5 - الجماعات الاسلامية فرق ضالة .
قالوا ان الجماعات الاسلامية ما هي الا امتداد للفرق الضالة من معتزلة واشاعرة وخوارج وقدرية
وجهمية , تنتهج منهج الخلف في العقيدة , فاصبح بدل ان يقال هؤلاء اشاعرة وهؤلاء معتزلة صار
يقال هؤلاء اخوان , وهؤلاء تبليغ , وهؤلاء تكفير , وهؤلاء صوفية ...الخ
ولقد بين الامام الشاطبي رحمه الله في الاعتصام ضابط الحكم على تجمع معين انه من الفرق الضالة
بقوله ( وذلك ان هذه الفرق انما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين , وقاعدة
من قواعد الشريعة لا في جزئي من الجزئيات , اذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشئ عنه مخالفة يقع
بسببها التفرق شيعا , وانما ينشا التفرق عند وقوع المخالفة في الامور الكلية ) . الاعتصام 2\ 200.
6 - النظر في احوال الامة ومعرفة اساليب ومخططات اعدائها وفكرهم محرم شرعا .
جعل هؤلاء النظر في احوال امة الاسلام ومعرفة مخططات اعدائها وفضح اساليب مكرهم بها امرا
محرم في الدين الا من خلال الاعلام الرسمي والخاضع للحكومات , وقاسوا ذلك على النظر في التوراه
المحرفة.
7 - فقه الواقع وخصوصيته لولاة الامور , وهو مضيعة للوقت مذهبه للجهد .
لما قرر هؤلاء ان فقه الواقع يفرق شباب الامة ويغرس الاحقاد والاخلاق الفاسدة في انصاره , من بهت
الابرياء والتصديق بالكذب والترهات والاشاعات والارجاف به في صورة موجات عاتية تتحول الى
طوفان من الفتن , ما تترك بيت حجر ولا مدر او وبر الا ودخلته .
قالوا ان فقه الواقع من واجبات ولاة المسلمين , ولا يجوز ان يجند له اهل العلم وطلابه كي لا يزاحموا
ولاة الامور , ويركضوا في ميادين لا يعرفون ابعادها واغوارها , لما يترتب على هذه المزاحمة من
الاضرار بانفسهم وامتهم ما لا يعلم مداه الى الله .
ولما قرر ادعياء السلفية ان فقه الواقع من خصائص ولاة الامور , صاروا الى تقليل شانه وتسفيه
المشتغلين به , بل اعتبروه اقرب الى ان يكون من الترف المعرفي الذي شغف به طوائف من مثقفي
العصر , وعدوه تحريضا خفيا ذكيا على الفكر الاسلامي , يكسرون ابوابه كسر مروعا حتى لكانما
يثارون لانفسهم من اصوله وقواعده ووسائله وفروعه , وان الدعوة الى فقه الواقع مقولة جائرة
زائفة , وان السبيل الافضل لفقه الواقع ان تدع فقه الواقع , او بعبارة اخرى ( لنترك فقه الواقع
لنفقه الواقع ) . وما هذا الستار الا لاخفاء جهلهم في ما يدور من حولهم وتثبيطا وخذلانا لجها د
المسلمين .
8 - لا قتال الا بوجود امام عدل .
اراد هؤلاء ان يبطلوا فريضة الجهاد الماضية الى يوم القيامة فوضعوا شروطا لا تتوفر الا في اخر
الزمان , شروط تعجيزية بل ومضحكة في ذات الوقت , ومنها \
ان الجهاد لا يفتح بابه , ولا ترفع رايته , ولا يدعو اليه الا امام واحد - الخليفة - وذلك كسائر الحدود
والعقوبات . ولما كان هذا في نظرهم غير موجود اصبح الجهاد اليوم عندهم باطلا وانتحار , وثورات
خوارج كما يزعمون , والشهيد اليوم في ارض الاسلام منتحر , ساع الى غضب الله ومقته , هكذا
يقولون . وهذا القول الباطل مخالف لاجماع اهل الاسلام والقران والسنة , فالجهاد فريضة ماضية
الى يوم القيامة سواء وجد الامام ام لم يوجد , بل هذا من اصول اهل السنة والجماعة المدونة في
كتبهم وعقائدهم , ولم يقل بهذا القول الباطل الا الرافضة قديما والقاديانية حديثا ...
9 - الجهاد تكليف ما لا يطاق في هذا الزمان ولا اثم في تركه وافضل الجهاد ترك الجهاد .
بناء على الاصل السابق في تحريم القتال الا بوجود امام عام , اسقطوا فريضة الجهاد باعتباره من
التكاليف غير المقدور عليها , ولا تاثم الامة بتركه , وليس عليها الا ان تجعل الجهاد حاضرا في نفوس
ابنائها ترقب اليوم الذي يهيء الله لها فيه اسبابه فتستجيب لندائه , فشابهوا بذلك من ينتظر صاحب
السرداب ليخلص الامة ويقيم الجمعة والجماعة والجهاد بزعمهم ..
ثم ذهبوا بعد ذلك الى القول باستحباب ترك الجهاد وافضليه تعطيله , اذ ان سياق الايات التي جاءت في
الجهاد - حسب نظرهم - تفيد ان افضل الجهاد اليوم هم الامساك عن الجهاد , وهذا عندهم من الاعداد
الذي توفر فيه الجهود الى ما هو ممكن , ومقدور عليه يفتحونها متى يشاءون ويغلقونها متى يشاءون .
10 - النميمة للسلطان اصل من اصولهم .
لا يتورع هؤلاء القوم عن تاليب السلطان على مخالفيهم عن طريق الوشاية بهم , وتصوير ان هؤلاء
المخالفين لهم خطر على الدولة , وانهم يسعون الى الخروج والانقلابات عليه , وبالتالي على الحاكم
ان يسعى في الخلاص منهم واقتلاعهم .
ووالله ثم والله ثم والله , اننا لا ننسب هذا اليهم ظلما بل قد راينا منهم هذا وعايناه , بل ان احدهم في
احدى البلدان العربية كتب بحث لاتباعه بوجوب ابلاغ السلطات عن من يحملون افكار سلفية جهادية .
ومنهج السلف مع السلاطين معروف , فهم يتجنبون ابواب السطان , وان كان عادلا مقسطا اتباعا لقول
النبي صلى الله عليه وسلم ( من اتى ابواب السلطان افتتن ) . فكيف اذا كان يسعى اليه بالنميمة ويرسل
التقارير , ويقوم بالتجسس وتسجيل الاشرطة على بعض الدعاة من اجل ان يتوصل الى سجنهم او
سفك دمائهم . ؟؟؟
قال الثوري ( اذا رايت العالم يكثر الدخول على الامراء فاعلم انه لص ) .
11 - سب الدعاة قربة الى الله وعمل صالح افضل من الصلاة والصوم .
من اصول هذا الفكر الجديد هو التعبد لله بسب الصالحين وشتمهم ولعنهم . فالمسلم الداعية الذي يمكن
ان يكون قد اخطا تاولا او جهلا يصبح وقوعه في هذا الخطا سببا في استحلال عرضه بل دمه .
وذلك انهم ينزلون الجما عات الاسلا مية المعاصرة منزلة الفرق الاسلامية القديمة المخالفة لمنهج
اهل السنة والجماعة , وينزلون كلام الائمة فيهم على الجماعات الاسلامية المعاصرة .
وهؤلاء الجراحون جعلوا همهم وغايتهم هو الوقوف على اخطاء الدعاة والجماعات , وجمع مثالبهم
وحفظ سقطاتهم , والاهتمام بنشر هذه المثالب والسقطات بقصد تنفير منهم لا بقصد تحذير الناس من
الوقوع فيها , او النصح لمن وقعوا فيها , وانما بقصد ان ينفروا الناس عن الداعي ويبطلوا جميع
جهاده وكل حسناته , ويهدموا كل ما بناه , ويحرموا المسلمين من مؤلفاته وعلمه ولو كان نافعا صالحا.
وهذا تخريب عظيم وسعي للفساد في الارض , فلو ان ساعيا سعى في جمع مثالب الائمة والفقهاء
لوجد الكثير , ولو ان جامعا جمع سقطات الفقهاء لجمع شئيا لا يحصى , وقد قال سليمان التيمي
( لو اخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله ) , قال ابن عبد البر رحمه الله معقبا على هذا
( هذا اجماع لا اعلم فيه خلافا ) .
وهؤلاء الجراحين انفسهم لو جمع جامع اخطاءهم وسقطاتهم في كتبهم واشرطتهم لكفت في اسقاط
عدالتهم , وتبديعهم وتفسيقهم على حسب اصولهم الفاسدة في التبديع والتفسيق والتجهيل والتكفير .
وهم يدعون ان الخطر الذي يتهدد الوجود الاسلامي في الارض اليوم على ايدي هذه الفرق والطوائف
الضالة ( بزعمهم ) اشد بكثير جدا من الخطر الذي يتهدده على ايدي الاعداء الصرحاء من اهل الشرك
والمذاهب المادية , اذ ان هذه الفرق تدعي الاسلام , وهي في حقيقتها ( بزعمهم ) سوس ينخر في
جذوع الاسلام وفروعه , وفي الوقت الذي يتغافلون فيه عن اهل الكفر والبدع الظاهرة لعجزهم عن
مواجهتهم .
12 - اتهام النيات بلا دليل .
هؤلاء لا يكتفون بالحكم على الظاهر , فقد احرجهم الذين ظاهرهم الصلاح والدعوة الى السنة والخير
ولما اجتهدوا فلم يجدوا مثالب وسقطات يهدمون بها من يريدون هدمه , فانهم صاروا الى اتهام النيات
وقالوا ( ما دعوا الى السنة الا لهدمها وما التزموا السلفية الا لحربها , وما اعلنوا الجهاد الا للخروج
على الحكومات ... الخ .
13 - انزالهم انفسهم منزلة ائمة اهل السنة الكبار في تبديع مخالفيهم .
ومن ذلك استد لاهم بكلام الثوري والاوزاعي في تبديع احد الائمة المشهورين على جواز ما يفعلونه
من تبديع وتضليل لمخالفيهم , وهذا قياس مع الفارق فانما ساغ ذلك للثوري وغيره من ائمة السلف
بسبب ما اوتوه من علم وعمل وقبول بين الناس , ثم ان كلام الائمة بعضهم على بعض قد يكون دافعه
احيانا التحاسد والهوى , ولذلك قال ائمة الجرح والتعديل كلام الائمة في بعضهم يطوى ولا يروى .
14 - لا يذكر للدعاة الى مساوئهم وسيئاتهم .
من اصولهم الفاسدة ان الدعاة والمصلحين واهل الخير لا تذكر الا سئياتهم فقط , وذلك بهدف التنفير
عنهم وابعاد الناس عنهم , وتحذير طلبة العلم والملتزمين والعوام من الاستماع اليهم , ويسمون
خطيئتهم هذه منهج اهل السنة في النقد .
وهذا في الحقيقة من منهج اهل البدع وليس من منهج اهل السنة والجماعة , لان اهل السنة يذكرون
مالهم وما عليهم , بعكس المبتدعة فانهم يذكرون ما لهم ولا يذكرون ما عليهم كما بين ذلك شيخ
الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى .
15 - جعلهم الخطا في المسائل العلمية التي يقع بها بعض الدعاة اعظم منه في المسائل العملية مطلقا .
ولهذا فانهم لا يعدون جرائم الحكام الطغاة في الشعوب الاسلامية , وما يقترفونه من فساد وافساد وصد
عن سبيل الله .. لا يعدون ذلك شيئا لظنهم ( وخاب ظنهم ) انه لا يعدو ان يكون فسقا عمليا , بينما
يعظمون الشنعة على داعية وقع خطا في مسالة علمية ويملئون الدنيا عليه عويلا وتشهيرا .
فلا يكون الداعي الى افساد المسلمين ونشر الربا والزنا والحكم بغير ما انزل الله وتولي الكافرين
وغيرها من الفواحش والكبائر والموبقات والمكفرات , اهون ذنبا من داعية صالح وقع متاولا فيما
يعد بدعة عند غيره .
16 - اختراعهم قول ( ليس على منهج السلف ) او ( ليس على منهج اهل السنة ) وكانهم ورثوا
عرش السلفية دون غيرهم .
يطلقون هذه الكلمة على مجرد مخالفة يسيرة في امر اجتهادي يسوغ فيه الخلاف , مثل التي تدخل في
المصالح المرسلة او الاستحسان او ما شابه ذلك .
وهذه الكلمة كلمة كبيرة , واصطلاح خطير لانه ادى بكثير من هؤلاء الجراحين الى التكفير بغير مكفر
والتبديع بغير مبدع للمسلمين الذين يؤمنون بالقران والسنة ولا يخرجون على اجماع الامة , ويعتقدون
عقيدة السلف في الايمان بالاسماء والصفات والقدر وسائر امور الغيب والاعتقاد , ولا يقدمون قول احد
على قول الله ورسوله , وانما جريمتهم انهم خالفوا في امر فرعي اجتهادي يسوغ فيه الخلاف .
وهذه الكلمة لا تطلق الا على من وضع اصولا تخالف اصول اهل السنة كانكار الصفات او الطعن في
الصحابة , او الدخول في بدعة عقائدية كعقائد الرافضة او الخوارج او الجهمية والمعتزلة , او تقديم
العقل والهوى على النص , او فصل الدين عن السياسة وما شابه ذالك .
17 - اتهامهم مخالفيهم من الدعاة بالتكفير .
هذا الاصل يستخدمه اتباع هذه الطائفة سلاحا في محاربة من يخالفهم من الدعاة والمصلحين .
فيتهمون مخالفيهم انهم يطلقون احكام التكفير والتفسيق على الناس جزافا وبدون دليل , وبوصف
المجتمعات الاسلامية بالجاهلية والانسلاخ من الدين . وبان هدف هذه الجماعات والفرق هو تكفير
حكام المسلمين وعوامهم . وينطبق على هؤلاء المثل ( رمتني بدائها وانسلت ) فهم لا يتورعون عن
اطلاق احكام التبديع والتضليل بل والتكفير لعلماء المسلمين ودعاتهم , في حين يدفعون هذه الدعوى
عن الحكام بكل ما اوتوا ويطلقون سهامهم ورماحهم في الذود عنهم , ولعمري ما هؤلاء القوم الا
صنيعة من صنائع الحكام لضرب الجماعات الاسلامية ..؟؟
18 -تركهم الحق اذا جاء ممن خالفهم .
ومن اصولهم الفاسدة المبتدعة تركهم الحق , لان من يخالفهم يقول به او يفعله , ويجعلون ذلك دليلا
على معرفة الحق , ولهذا يحكمون على القول او الفعل بانه باطل لان ( الاخوان المسلمين يفعلونه او
يقولونه او جماعة التبليغ او هذا من افعال حزب التحرير او الجهاديين او غيرهم ) .
ولهذا يقولون هذا ( منهج الاخوان ) او منهج التكفير ويقصدون المجاهدين , اذا اراد ان يستدل على
الخطا في مسالة ما , وهذا نظير فعل الرافضة مع اهل السنة فاءنهم يقولون ( اذا لم تعرف دليلا على
مسالة ما فخالف اهل السنة تصب الحق فيها ) فكان الحق والخير لا ينفك عنهم ولا يفارقهم .
19- الغاء توحيد الحكم من التوحيد .
لما كانت حركة الابتداع هذه تقوم على مناصرة الحكام , وابطال فريضة الجهاد , وبعض صور الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر , وتشوية صورة كل داع الى الحكم بشريعة الله .
فاءنهم عادوا المطالبة بتحكيم شرع الله في الارض واعتبروا ما اصطلح على تسميتة بتوحيد الحاكمية
ابتداعا في الدين , وانه لا يوجد نوع من التوحيد يسمى ( توحيد الحاكمية ) .
وجهل هؤلاء ان الصحابة انفسهم لم يقسموا التوحيد اصطلاحا الى ربوبية والوهية واسماء وصفات ,
وانما هذا اصطلاح حادث , وهو حق لان المستقري للقران يجد هذا التقسيم والتفريق , ولانه احتيج
الى هذا التقسيم حين وقع التعطيل في الاسماء والصفات .
والان لما نشا بين المسلمين من قال نؤمن بالله ربا واله , ولا نؤمن به حاكما ومشرعا في شؤوننا
الدنيوية , ونادوا بفصل الدين عن الدولة , وبفصل الدين عن الشئون السياسية والاقتصادية , فاءن
علماء المسلمين ردوا على هذه البدعة الخطيرة والتي سميت بالعلمانية , وبينوا انه لا اسلام الا لمن
امن بان الله تعالى حاكما ومشرعا وان التشريع حق له وحده سبحانه .
وليس في هذا ابتداعا في الدين او التوحيد , بل ان من اركان التوحيد ى افراد الله تعالى بالحكم و
التشريع وتقديم حكم الله وشرعه على طاعه وشرع وحكم كل احد , والايمان بان الحكم لله وحده وان
من رضي مختار بحكم غيرة في اي شان من شئون الحياة فهو كافر بالله , كما قال الله سبحانه وتعالى
( الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى
الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ) . النساء 60
ولقد جاء من هؤلاء المبطلين من يزعم ان توحيد الحكم ليس من التوحيد , وان الحكم بغير ما انزل الله
انما هو ( كفر دون كفر ) هكذا على اطلاقه دون تفصيل .
وباطلاقهم القول ان الحكم بغير ما انزل الله كفر دون كفر , هونوا على الناس التحاكم الى غير شريعة
الله والرضا بغير حكمه , واعطلوا المبدلين لشرع الله صك غفران في ان ما يفعلونه من حرب على
شريعة الله انما هو معصية لا تخرجهم من الاسلام.
نعوذ بالله من الخذلان , ولا حول ولا قوة الا بالله العلي المنان .
20 - وجوب السكوت عن انحرف الحاكم , وانكار منكر الامام خروج , ولا امر بمعروف ونهي عن منكر
الا باذن الامام ولي الامر .
من الاصول الفاسدة والخطيرة والتي ادت الى استبداد الحكام وانحرافهم وظلمهم وتسلطهم على شعوبهم
السمع والطاعة المطلقة للحاكم حتى ولو ارتد عن الاسلام .
وذلك بابراز اصل اهل السنة في وجوب السمع والطاعة للحاكم للامام المسلم ما لم يامر بمعصية
والصبر على ظلم الحاكم ولو كان كان جائرا , ما دام انه يجاهد في سبيل الله ويحكم بشرع الله , ويقوم
بمدافعة اعداء الله ووجوب الصلاة خلفه وعدم الخروج عليه الا في كفر بواح , وهذا كله حق .
ولكن هذا كله مقيد بشروط كما امر وما دام لم يصل فسقة وظلمة الى الكفر والامر بالمعصية , فان
اهل العلم اجمعوا على وجوب خلع الامام اذا كفر وانه لا سمع ولا طاعه حينذاك .
حتى مع عدم كفره هناك ايضا وجه اخر , وهو وجوب النصح له وقول كلمه الحق , ووجوب الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر عليه , وجهاد الكفار , ورعاية مصالح الامة فرض عليه .
وقبل هذا وذاك وجوب الحكم بما انزل الله عليه في كل الامور , فكيف اذا كان هذا الحاكم يحكم الامة
بشرع وقوانين اليهود والنصارى, وبالديمقراطية والدساتير الوضعية .
والحاكم والمحكوم طرفا عقد هو عقد البيعة , فكما يجب على المحكوم السمع والطاعة للامام المسلم
فان العدل ورعاية مصالح الامة وجهاد الكفار وتامين الناس على اموالهم وانفسهم , فرض على الامام
كذلك .
ومن اصولهم الفاسدة ايضا اطلاق لفظ خارجي على من انكر على الحاكم منكر باللسان , وهذه كبيرة من
من الكبائر وعظيمة من العظائم عندهم .
ونسي هؤلاء الجهلة ان كلمة الحق عند الامام الجائر هي من اعظم الجهاد كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم ( اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) رواه احمد في المسند .
وقد اثنى ابو سعيد الخدري رضى الله عنه على الرجل الذي انكر عل عبد الملك بن مروان حين قدم
الخطبة على الصلاة في صلاة العيد وذكر هذا الحديث .
ولما ابطل هؤلاء بعض صور الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فزعموا انه لا امر بمعروف ولا نهي
عن منكر الا باذن الامام .؟؟
وهذا قول مخالف للقران والسنة والاجماع فقد قال الله تعالى ( ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات
والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ).
وكان مما اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عى اصحابه ( ان نقول بالحق حيث كنا لا نخاف في الله
لومة لا ئم ) . رواه البخاري
والحق ان امر هؤلاء القوم واصولهم وشبههم لا تنتهي , اذ كل ما رد عليهم اهل العلم وبينوا لهم
ضلال وانحرف ما هم عليه اوحى لهم الشيطان اصول وشبهه جديدة .
وقد بينت لك اخي المسلم والقارئ الكريم اصولهم الفاسدة , وشبههم المتهافته فالحذر الحذر.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد ولد ادم وعلى اله وصحبه .
المصدر :
الدكتور [ عبدالرزاق بن خليفة الشايجي ]