الزمزوم
2012-02-04, 16:38
حدث في مجلس الأمن .. و معجزة جبين حمد
ذكرتني الأيام التي خلت بأحداثها ومجرياتها والتحضيرات المحمومة لتصويب تلك الأحداث كلٌ حسب مصلحته وقناعاته و مبادئه المصلحية ، ذكرتني بالقدر" بكسر القاف أي الدست" فوق موقدٍ للحطب كذاك الذي كان ولا يزال يستخدم في ريفنا الغالي ، القدر كان سورياً وأما الحطب فكان متعدد الأصول والمصادر تم استجلابه وتجهيزه لإذكاء نار الموقد ، فكانت أشواك الصبار المسقي بالنفط والمشبع بالغاز ، تبرع بها عن طيب خاطر أصحاب العباءات من العرب المتصهينين ، وكان حطب البلوط الآتي من جبال الألب حيث ساركوزي وجوبيه أحفاد غورو وكليبر ، وكانت مساهمة أحفاد العم سام بعضاً مما اغتصبه أجدادهم من أحطاب غابات الهنود الحمر ، وكانت لدول أخرى عديدة تبرعاتها للإبقاء على إتقاد نار الموقد ووهج شعلته ، وهذا ما فعلته تركيا وانكلترا وحذت حذوهما ألمانيا والبرتغال ...
وكانت أيضاً وهنا المفارقة المحزنة كانت لبعض ما احتواه يوماً ذلك القدر ثم قفز هو منه ليرتمي في أفواه العاهرات لتلوكه حتى تمله فتبصقه أرضاً أو في مكانٍ آخر ، كان له دور العفن الأسود الذي يحاول إستهداف المذاق السوري والنكهة السورية الفريدة بسمومه ، لكن في المقابل أيها الأعزاء كان للعناية الإلهية رأيٌ آخر ومشيئةٌ أخرى ، فسخرت إمكانياتها وقدراتها الخارقة لإطفاء نيران الموقد لعلمها ويقينها أن ما يراد طبخه إنما هو وصفةٌ من الشيطان ...، وقد جسدت جلسة مجلس الأمن ومداولاتها البارحة هذه الصورة بشكلٍ أو بآخر ، حيث كانت الشياطين وكان هناك أمرٌ إلهي يسير الأمور كما يجب أن تسير وليس وفق أهواء تلك الشياطين ، وكانت هناك إرادة إلهية استخدمت بعض من كان ينطق بما تريد ويعبر عما ترغب .. . سيسجل التاريخ أن مبارزةً عنيفةً وإن بدت هادئة جرت أمس في قاعة مجلس الأمن في نيويورك ، وأن أسلحةً متعددة استخدمت فيها رغم ما بدا أن ما إستخدم كان الكلمة فقط ، وجميعكم يعرف أن الكلمة إن أراد صاحبها قد تكون اشد وقعاً من ظبه الحسام ، وهذا ما كان من رجالات السلام والخير و في مقدمتهم سفير سورية الأستاذ بحق...بشار الجعفري
لا أخفي سراً إذ أقول أن مشاعر غريبة تنازعتني وتقاذفتني ، كنت كما كنتم متحفزاً متوثباً متوتراً ، وكنت كلما سمعت احدهم تلهفت لسماع الآخر ، ولا يخطر ببال أحدكم انني كنت متوتراً بسبب خشيتي من نتائج هكذا مداولات في الشأن السوري .. إطلاقاً ..فأنا كنت ولا زلت على يقين بأن الروس بشكلٍ خاص لا يبيعون أو يشترون أو يقايضون في هذا الشأن ، وأن لهم اسبابهم الموضوعية لإتخاذ هكذا موقف ، وأسباب أكثر موضوعية للتمسك به ، وأجزم أن معظمكم بات يعرف تلك الأسباب لكنني سأخوض لاحقاً بشكلٍ مقتضب في بعضها . مارست البارحة أيها الأعزاء هوايتي المفضلة والممتعة التي لم تك يوماً جزءًا من شخصيتي أو هواياتي إلى حين إشتعال أولى قطع الحطب تحت القدر السوري ، انها ببساطة المتابعة والتحفز لإصطياد لحظة شماتة " غني عن القول انني لا أمارس هوايتي هذه في حياتي اليومية مع من حولي من الأهل والأصدقاء " لكنني مع أولئك أفعل واستمتع بكل لحظة شماتة يتصيدها دماغي من خلال قراءتي أو سماعي للأخبار أو من خلال مراقبتي وملاحظتي لردود الأفعال والإشارات التي تمرست على التقاطها تلك الإشارات التي يبديها الجسد وتقرأ على تقاسيم الوجوه ، كانت لي أمس سهرة مع الشماتة ذكرتني بمتعةٍ لا تنسى يوم الفيتو المزدوج ، وقد كتبت يومها مقالاً بعنوان " شكراً للتنين الأصفر وللدب الروسي ..و إسمحولنا نشمت "
البارحة لم يكن هناك تصويت ولا فيتو ، وكل المؤشرات تقول أن قراراً يتضمن صراحةً أو مواربةً تدخلاً عسكرياً أو عقوبات إقتصادية أو مطالبةً للأسد بالتنحي لن يتم التصويت عليه لأن الرد سيكون فيتو من العيار الثقيل ، لكن ما كان البارحة لم يكن ليمر دون شماتتي سيما بوجود من خلع العباءة وتنكر لأصله وجذوره الضاربة في الرمال والغارقة في آبار النفط وحقول الغاز ، إنه الحمدي المتورم حجماً والصغير قدراً وقيمةً الذي ظهر كشيطان تنكر بهيئة البشر ، وإلى جانبه تابعه الذي إختار له السوريون لقب اللانبيل اللاعربي وهو الذي تم إجلاسه على كرسيه ليقوم فقط بمهمة التابع والمنفذ لأوامر أسياده ومن أجلسوه ووهبوه مقعده من أعراب الخليج ومستحاثاته ، وكان أيضاً سفير البلد الذي ينحني فيه الوزراء !! وعلماء الدين !! وأساتذة الجامعات!! ليس إحتراماً للملك ولا لتقبيل يده المباركة المقدسة التي تتمايز عن أياديكم بقذارتها وعمالتها ، وانما الإنحناء هو لتقبيل يد إبن الملك وهو طفلٌ لم يتجاوز التاسعة من العمر، وهو إبن نفس الملك الذي إنضم إلى جوقة العزف النشاذ على وتر الحريات والديمقراطيات والتعدديات والتداولات السلميات للسلطات والصلاحيات وفتح الخزنات وتوزيع ما فيها من ريالات ودنانير ودراهم ويوروهات ودولارات على تلك المخلوقات والكائنات الساكنات القابعات فوق تلك المحميات ، إذاً كان هناك ما عوض غياب الفيتو .. ولن أنسى وزراء خارجية أميريكا واتباعها من معسكر الناتو .. .
سوف أقف فقط عند محاولات حمد القميء الظهور بمظهر من بلغ من الفهم والبلاغة والحصافة والفصاحة أعلى المراتب ، لكن لكنته البدوية طغت وفضحت محاولاته تلك ، وحاول لعب دور العطوف الحنون المتأثر لحال أطفال سورية والمكترث لمستقبل هذا البلد والمنطلق من دوافع إنسانية بحتة في مناظرته المكشوفة لكل من يسمع أو يشاهد ، وبما أن للباطل جولة وللحق جولات فقد نطقت عينيه بقولٍ آخر و أنبأت ما أراد اخفاءه ، يعتقد البعض أن أمراً غريباً حصل البارحة كان كما المعجزة ، ويتناقل البعض الآخر أن حمد العميل بدا كمن حقن بإبرة فوسفورية إذ ظهر على جبينه كما يؤكد الكثيرون بضع عباراتٍ قرأ منها البعض " أنا حمد العميل " وقرأ آخرون " أنا السم الزعاف " لكن الغالبية اجمعت على قراءة وتمييز جملةٍ بعينها " أنا من نسل الشيطان " . حاولوا أن تتذكروا جيداً منظره وتعابير وجهه حين سأله السفير بشار الجعفري إن كانت قطر عضواً في الجامعة العربية أم في حلف الناتو ، إن فعلتم ستعرفون ما أرمي إليه ، وانتقل في عجالة إلى التابع الذليل الذي بدا لي البارحة كخصمٍ من مستوًى منحط في محكمة وأمام قاضي القضاه يواجه خصمه ويبذل كل ما في وسعه لإقناع القاضي بمظلوميته وبأن الآخر " السوري " قد جار عليه ، بدا الأمر شخصياً بين هذا التابع وبين الحكومة السورية ، قرأت هذا أيضاً بعد مداخلة السفير الجعفري الثانية التي رمى من خلالها السهام في كل إتجاه وإن كان قد ركز على الأعراب وجامعتهم ، وقام بتبشيم خوازيق عديدة وكان لكل مجتهدٍ من فريق المؤامرة نصيب ، ويبدو أن اللاعربي لم يستطع إحتمال خازوقه فطلب الرد وكان رده سخيفاً و قد بدا عليه التوتر والغضب والحنق والحقد ، بإختصار لم ينجح في إخفاء كونه طرفاً وكيلاً في العداء لسورية والقيادة السورية .
قدم الجميع مداخلاتهم لكن الجعفري فعل شيئاً آخر ، لقد حاضر على الحضور وعزف لحناً سورياً شجياً " سيما في مداخلته الثانية " وعرى الكثيرين وأسقط أقنعة آخرين . يتنطح البعض من المتصيدين في الماء العكر أو يناطح طواحين هوائه وينظر علينا قائلاً :أن الروس انما يدفعون عن سوريا إنطلاقاً من مصالحهم الخاصة وليس لأجل عيون الرئيس الأسد أو بسبب إستلطافهم للغالبية من الشعب السوري ، أزيد أنا هنا على قول أولئك الجهابذة .
أن السياسة كانت وستبقى ما حيينا لعبة مصالح ، وأسألهم ما الضير في أن تتلاقى المصالح السورية والروسية في تفاصيل هذه الأزمة ، أليس من دواعي فخرنا أن دولاً عظيمة مثل روسيا والصين تقف إلى جانب وطننا ، أليست سورية اليوم كالعروس التي يحاول البعض خطب ودها وصداقتها فيما يخطط آخرون لاغتصابها أو قتلها ، ألا يعني هذا فيما يعنيه أن هذه العروس مختلفة ومتميزة وفائقة الجمال والروعة والحسن ، ألم تثبت تجارب تاريخنا المعاصر على الأقل أن جانب الروس مؤتمن فيما لم ننسى بعد مرارة حقب إحتلالاتهم " إلا من غسل ذاكرته ببعض النفط أو اغتالها ببعض المال " ، لم ننسى بعد أن المعسكر الذي يستهدف سوريانا هو نفس المعسكر الذي استهدف الأمة العربية بأسرها وبلدنا معها بغزوٍ تلو الغزو ، وإحتلالٍ بعد إحتلال ، وإذا كان العربان قد نسوا أو تناسوا فنحن السوريون لم ولن نفعل ذلك ، لم ولن ننسى معارك التحرير ولا شهداءنا ولا دماءهم الطاهرة ، ولن نبيع كرامتنا كما فعل رعاة الإبل وراكبي الحمير والبغال ، أولئك الذين عاشوا مع الجمال دهراً وتوارثوا عشرتها وتعلموا منها " النخ " نراهم اليوم يمارسون عادتهم القديمة الجديدة ، فهاهم ينخون فرادى وجماعة ، صاغرين أمام أقدام العم سام وعلى عتبات المنظمات الصهيونية ، انهم قطيع الجمال الأعرابية التي تعودت أن تنخ وتركب " بضم التاء " وراكبوها كثر ، انهم المتآمرون على سوريا الوطن والدور والحضارة ، المؤتمرون بأوامر سادتهم في عواصم الغرب وقبلها في تل أبيب .
لمشايخ النفط والغاز أقول : للروس عقلٌ يعمل بطريقةٍ تعجز عقولكم المجهرية عن فهمها ، ما لم تفهموه حتى اللحظة ربما رغم تكراره من قبل عشرات الباحثين و المحللين أن التعرض لسوريا ومحاولة استهدفها من قبل معسكر الناتو هو أمر يتعلق بشكلٍ مباشر بالأمن القومي الروسي ، وهذا ما لن تقايض روسيا عليه على الإطلاق ، وما لم تفهموه أيضاً أن للروس ذاكرةٌ لم ولن تنسى تآمركم عليهم ودعمكم للإرهابيين وتصديركم لعصابات الأفغان العرب للجهاد ضد الجيش الروسي ، و أنهم لم ولن ينسوا لكم دعمكم فيما بعد لمجاهدي الشيشان ،ولم ولن ينسوا لكم قتلكم للضباط والخبراء الروس في ثمانينات القرن الماضي في سوريا ، وأخيراً أردت القول فقط أن روسيا لن تعادي الكون لأجل حليفٍ مريض ضعيف على شفا الهلاك ، وهذا يقتضي " على طريقة محطة الإخبارية السورية " هي لا تحارب من أجل الضعفاء أو من أجل عديمي القيمة وهنا أحيلكم إلى التاريخ والشواهد كثر على أن الإهتمام الروسي بسوريا ليس طارئاً ولا مستجداً ولا يتعلق بقيادةٍ أو رئيس انما هو يمتد إلى مئاتٍ من السنين خلت ، فسوريا كانت وستبقى في أعين الجميع بلداً مميزاً يحمل في جنباته خصوصيةً وتفرداً لم تعرفه بلدانكم ولن تعرفه يوماً ، الأقوياء والعظماء يفرضون مكانتهم على الساحة وهذا ما كان من سوريا ومن جيش سوريا ومن شعب سوريا وقائد سوريا . سأختم بما عبر عن مرارة وألم الروح قبل الجسد من الأعراب وطعنات غدرهم ، ما قاله العظيم نزار قباني وردده البارحة السفير بشار الجعفري :
دمشق يا كنز أحلامي ومروحتي ............ أشكو العروبة أم اشكي لك العربا .
من قلم : نمير سعد
ذكرتني الأيام التي خلت بأحداثها ومجرياتها والتحضيرات المحمومة لتصويب تلك الأحداث كلٌ حسب مصلحته وقناعاته و مبادئه المصلحية ، ذكرتني بالقدر" بكسر القاف أي الدست" فوق موقدٍ للحطب كذاك الذي كان ولا يزال يستخدم في ريفنا الغالي ، القدر كان سورياً وأما الحطب فكان متعدد الأصول والمصادر تم استجلابه وتجهيزه لإذكاء نار الموقد ، فكانت أشواك الصبار المسقي بالنفط والمشبع بالغاز ، تبرع بها عن طيب خاطر أصحاب العباءات من العرب المتصهينين ، وكان حطب البلوط الآتي من جبال الألب حيث ساركوزي وجوبيه أحفاد غورو وكليبر ، وكانت مساهمة أحفاد العم سام بعضاً مما اغتصبه أجدادهم من أحطاب غابات الهنود الحمر ، وكانت لدول أخرى عديدة تبرعاتها للإبقاء على إتقاد نار الموقد ووهج شعلته ، وهذا ما فعلته تركيا وانكلترا وحذت حذوهما ألمانيا والبرتغال ...
وكانت أيضاً وهنا المفارقة المحزنة كانت لبعض ما احتواه يوماً ذلك القدر ثم قفز هو منه ليرتمي في أفواه العاهرات لتلوكه حتى تمله فتبصقه أرضاً أو في مكانٍ آخر ، كان له دور العفن الأسود الذي يحاول إستهداف المذاق السوري والنكهة السورية الفريدة بسمومه ، لكن في المقابل أيها الأعزاء كان للعناية الإلهية رأيٌ آخر ومشيئةٌ أخرى ، فسخرت إمكانياتها وقدراتها الخارقة لإطفاء نيران الموقد لعلمها ويقينها أن ما يراد طبخه إنما هو وصفةٌ من الشيطان ...، وقد جسدت جلسة مجلس الأمن ومداولاتها البارحة هذه الصورة بشكلٍ أو بآخر ، حيث كانت الشياطين وكان هناك أمرٌ إلهي يسير الأمور كما يجب أن تسير وليس وفق أهواء تلك الشياطين ، وكانت هناك إرادة إلهية استخدمت بعض من كان ينطق بما تريد ويعبر عما ترغب .. . سيسجل التاريخ أن مبارزةً عنيفةً وإن بدت هادئة جرت أمس في قاعة مجلس الأمن في نيويورك ، وأن أسلحةً متعددة استخدمت فيها رغم ما بدا أن ما إستخدم كان الكلمة فقط ، وجميعكم يعرف أن الكلمة إن أراد صاحبها قد تكون اشد وقعاً من ظبه الحسام ، وهذا ما كان من رجالات السلام والخير و في مقدمتهم سفير سورية الأستاذ بحق...بشار الجعفري
لا أخفي سراً إذ أقول أن مشاعر غريبة تنازعتني وتقاذفتني ، كنت كما كنتم متحفزاً متوثباً متوتراً ، وكنت كلما سمعت احدهم تلهفت لسماع الآخر ، ولا يخطر ببال أحدكم انني كنت متوتراً بسبب خشيتي من نتائج هكذا مداولات في الشأن السوري .. إطلاقاً ..فأنا كنت ولا زلت على يقين بأن الروس بشكلٍ خاص لا يبيعون أو يشترون أو يقايضون في هذا الشأن ، وأن لهم اسبابهم الموضوعية لإتخاذ هكذا موقف ، وأسباب أكثر موضوعية للتمسك به ، وأجزم أن معظمكم بات يعرف تلك الأسباب لكنني سأخوض لاحقاً بشكلٍ مقتضب في بعضها . مارست البارحة أيها الأعزاء هوايتي المفضلة والممتعة التي لم تك يوماً جزءًا من شخصيتي أو هواياتي إلى حين إشتعال أولى قطع الحطب تحت القدر السوري ، انها ببساطة المتابعة والتحفز لإصطياد لحظة شماتة " غني عن القول انني لا أمارس هوايتي هذه في حياتي اليومية مع من حولي من الأهل والأصدقاء " لكنني مع أولئك أفعل واستمتع بكل لحظة شماتة يتصيدها دماغي من خلال قراءتي أو سماعي للأخبار أو من خلال مراقبتي وملاحظتي لردود الأفعال والإشارات التي تمرست على التقاطها تلك الإشارات التي يبديها الجسد وتقرأ على تقاسيم الوجوه ، كانت لي أمس سهرة مع الشماتة ذكرتني بمتعةٍ لا تنسى يوم الفيتو المزدوج ، وقد كتبت يومها مقالاً بعنوان " شكراً للتنين الأصفر وللدب الروسي ..و إسمحولنا نشمت "
البارحة لم يكن هناك تصويت ولا فيتو ، وكل المؤشرات تقول أن قراراً يتضمن صراحةً أو مواربةً تدخلاً عسكرياً أو عقوبات إقتصادية أو مطالبةً للأسد بالتنحي لن يتم التصويت عليه لأن الرد سيكون فيتو من العيار الثقيل ، لكن ما كان البارحة لم يكن ليمر دون شماتتي سيما بوجود من خلع العباءة وتنكر لأصله وجذوره الضاربة في الرمال والغارقة في آبار النفط وحقول الغاز ، إنه الحمدي المتورم حجماً والصغير قدراً وقيمةً الذي ظهر كشيطان تنكر بهيئة البشر ، وإلى جانبه تابعه الذي إختار له السوريون لقب اللانبيل اللاعربي وهو الذي تم إجلاسه على كرسيه ليقوم فقط بمهمة التابع والمنفذ لأوامر أسياده ومن أجلسوه ووهبوه مقعده من أعراب الخليج ومستحاثاته ، وكان أيضاً سفير البلد الذي ينحني فيه الوزراء !! وعلماء الدين !! وأساتذة الجامعات!! ليس إحتراماً للملك ولا لتقبيل يده المباركة المقدسة التي تتمايز عن أياديكم بقذارتها وعمالتها ، وانما الإنحناء هو لتقبيل يد إبن الملك وهو طفلٌ لم يتجاوز التاسعة من العمر، وهو إبن نفس الملك الذي إنضم إلى جوقة العزف النشاذ على وتر الحريات والديمقراطيات والتعدديات والتداولات السلميات للسلطات والصلاحيات وفتح الخزنات وتوزيع ما فيها من ريالات ودنانير ودراهم ويوروهات ودولارات على تلك المخلوقات والكائنات الساكنات القابعات فوق تلك المحميات ، إذاً كان هناك ما عوض غياب الفيتو .. ولن أنسى وزراء خارجية أميريكا واتباعها من معسكر الناتو .. .
سوف أقف فقط عند محاولات حمد القميء الظهور بمظهر من بلغ من الفهم والبلاغة والحصافة والفصاحة أعلى المراتب ، لكن لكنته البدوية طغت وفضحت محاولاته تلك ، وحاول لعب دور العطوف الحنون المتأثر لحال أطفال سورية والمكترث لمستقبل هذا البلد والمنطلق من دوافع إنسانية بحتة في مناظرته المكشوفة لكل من يسمع أو يشاهد ، وبما أن للباطل جولة وللحق جولات فقد نطقت عينيه بقولٍ آخر و أنبأت ما أراد اخفاءه ، يعتقد البعض أن أمراً غريباً حصل البارحة كان كما المعجزة ، ويتناقل البعض الآخر أن حمد العميل بدا كمن حقن بإبرة فوسفورية إذ ظهر على جبينه كما يؤكد الكثيرون بضع عباراتٍ قرأ منها البعض " أنا حمد العميل " وقرأ آخرون " أنا السم الزعاف " لكن الغالبية اجمعت على قراءة وتمييز جملةٍ بعينها " أنا من نسل الشيطان " . حاولوا أن تتذكروا جيداً منظره وتعابير وجهه حين سأله السفير بشار الجعفري إن كانت قطر عضواً في الجامعة العربية أم في حلف الناتو ، إن فعلتم ستعرفون ما أرمي إليه ، وانتقل في عجالة إلى التابع الذليل الذي بدا لي البارحة كخصمٍ من مستوًى منحط في محكمة وأمام قاضي القضاه يواجه خصمه ويبذل كل ما في وسعه لإقناع القاضي بمظلوميته وبأن الآخر " السوري " قد جار عليه ، بدا الأمر شخصياً بين هذا التابع وبين الحكومة السورية ، قرأت هذا أيضاً بعد مداخلة السفير الجعفري الثانية التي رمى من خلالها السهام في كل إتجاه وإن كان قد ركز على الأعراب وجامعتهم ، وقام بتبشيم خوازيق عديدة وكان لكل مجتهدٍ من فريق المؤامرة نصيب ، ويبدو أن اللاعربي لم يستطع إحتمال خازوقه فطلب الرد وكان رده سخيفاً و قد بدا عليه التوتر والغضب والحنق والحقد ، بإختصار لم ينجح في إخفاء كونه طرفاً وكيلاً في العداء لسورية والقيادة السورية .
قدم الجميع مداخلاتهم لكن الجعفري فعل شيئاً آخر ، لقد حاضر على الحضور وعزف لحناً سورياً شجياً " سيما في مداخلته الثانية " وعرى الكثيرين وأسقط أقنعة آخرين . يتنطح البعض من المتصيدين في الماء العكر أو يناطح طواحين هوائه وينظر علينا قائلاً :أن الروس انما يدفعون عن سوريا إنطلاقاً من مصالحهم الخاصة وليس لأجل عيون الرئيس الأسد أو بسبب إستلطافهم للغالبية من الشعب السوري ، أزيد أنا هنا على قول أولئك الجهابذة .
أن السياسة كانت وستبقى ما حيينا لعبة مصالح ، وأسألهم ما الضير في أن تتلاقى المصالح السورية والروسية في تفاصيل هذه الأزمة ، أليس من دواعي فخرنا أن دولاً عظيمة مثل روسيا والصين تقف إلى جانب وطننا ، أليست سورية اليوم كالعروس التي يحاول البعض خطب ودها وصداقتها فيما يخطط آخرون لاغتصابها أو قتلها ، ألا يعني هذا فيما يعنيه أن هذه العروس مختلفة ومتميزة وفائقة الجمال والروعة والحسن ، ألم تثبت تجارب تاريخنا المعاصر على الأقل أن جانب الروس مؤتمن فيما لم ننسى بعد مرارة حقب إحتلالاتهم " إلا من غسل ذاكرته ببعض النفط أو اغتالها ببعض المال " ، لم ننسى بعد أن المعسكر الذي يستهدف سوريانا هو نفس المعسكر الذي استهدف الأمة العربية بأسرها وبلدنا معها بغزوٍ تلو الغزو ، وإحتلالٍ بعد إحتلال ، وإذا كان العربان قد نسوا أو تناسوا فنحن السوريون لم ولن نفعل ذلك ، لم ولن ننسى معارك التحرير ولا شهداءنا ولا دماءهم الطاهرة ، ولن نبيع كرامتنا كما فعل رعاة الإبل وراكبي الحمير والبغال ، أولئك الذين عاشوا مع الجمال دهراً وتوارثوا عشرتها وتعلموا منها " النخ " نراهم اليوم يمارسون عادتهم القديمة الجديدة ، فهاهم ينخون فرادى وجماعة ، صاغرين أمام أقدام العم سام وعلى عتبات المنظمات الصهيونية ، انهم قطيع الجمال الأعرابية التي تعودت أن تنخ وتركب " بضم التاء " وراكبوها كثر ، انهم المتآمرون على سوريا الوطن والدور والحضارة ، المؤتمرون بأوامر سادتهم في عواصم الغرب وقبلها في تل أبيب .
لمشايخ النفط والغاز أقول : للروس عقلٌ يعمل بطريقةٍ تعجز عقولكم المجهرية عن فهمها ، ما لم تفهموه حتى اللحظة ربما رغم تكراره من قبل عشرات الباحثين و المحللين أن التعرض لسوريا ومحاولة استهدفها من قبل معسكر الناتو هو أمر يتعلق بشكلٍ مباشر بالأمن القومي الروسي ، وهذا ما لن تقايض روسيا عليه على الإطلاق ، وما لم تفهموه أيضاً أن للروس ذاكرةٌ لم ولن تنسى تآمركم عليهم ودعمكم للإرهابيين وتصديركم لعصابات الأفغان العرب للجهاد ضد الجيش الروسي ، و أنهم لم ولن ينسوا لكم دعمكم فيما بعد لمجاهدي الشيشان ،ولم ولن ينسوا لكم قتلكم للضباط والخبراء الروس في ثمانينات القرن الماضي في سوريا ، وأخيراً أردت القول فقط أن روسيا لن تعادي الكون لأجل حليفٍ مريض ضعيف على شفا الهلاك ، وهذا يقتضي " على طريقة محطة الإخبارية السورية " هي لا تحارب من أجل الضعفاء أو من أجل عديمي القيمة وهنا أحيلكم إلى التاريخ والشواهد كثر على أن الإهتمام الروسي بسوريا ليس طارئاً ولا مستجداً ولا يتعلق بقيادةٍ أو رئيس انما هو يمتد إلى مئاتٍ من السنين خلت ، فسوريا كانت وستبقى في أعين الجميع بلداً مميزاً يحمل في جنباته خصوصيةً وتفرداً لم تعرفه بلدانكم ولن تعرفه يوماً ، الأقوياء والعظماء يفرضون مكانتهم على الساحة وهذا ما كان من سوريا ومن جيش سوريا ومن شعب سوريا وقائد سوريا . سأختم بما عبر عن مرارة وألم الروح قبل الجسد من الأعراب وطعنات غدرهم ، ما قاله العظيم نزار قباني وردده البارحة السفير بشار الجعفري :
دمشق يا كنز أحلامي ومروحتي ............ أشكو العروبة أم اشكي لك العربا .
من قلم : نمير سعد