smati
2012-02-01, 20:23
أقول الحمد لله الذي أكرمنا بمهنة التعليم ، و أرسل لنا النبي الكريم ، و نتقاضى أجرا و ثوابا عظيم مقابل جهودنا لجيل قوي حليم ، و ما أجمل أن نبدأ مناقشة موضوعنا بقول الله العزيز العليم:( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ...) ،فنقول لأنفسنا: ألم يَأن لرجال التربية الذين خاضوا معاركا فنالوا نصيبا من حقوقهم المادية و المعنوية أن تنعش قلوبهم و تستيقظ ضمائرهم فيلتفتون إلى مهنتهم النبيلة مهنة الأنبياء و العلماء و هي حقا نبيلة لقوله تعالى:(كما أرسلنا فيكم رسول منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم و يعلمكم الكتاب والحكمة و يعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ) و يقول رسولنا (ص) " ...إنما بعثت معلما..." و يقول عنه معاوية بن الحكم: (ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه) .
أما مضمون الموضوع الخطير و المطروح على الزملاء هو : تفشي ظواهر اجتماعية سلبية و خطيرة كالوباء في مجتمعنا نذكر منها حصرا : ،كل أنواع و أشكال الإجرام بدءا من البذاءة في الكلام ، و السرقة و النصب و الاحتيال في كل مضرب و مكان ، و انكمش الأمن و افتقد الأمان ، إلى حمل السلاح و استعماله في قتل الصديق و الغريب و حتى ذوات الأرحام ،فدخلت الجزائر اليوم مرحلة " جرائم منزوعة القيمة" أي القتل بدون سبب كنمط الجرائم الدول الغربية ، و استقال المجتمع من وظيفته و امتهن سياسة الانسحاب و اللامبالاة .....
ألم نشاهد و نسمع و نقرأ عن تلاميذ ضربوا زملاءهم و أساتذتهم باللكم و الصفع و السلاح داخل و خارج المؤسسة ، ربما في يوم ما هؤلاء قد يتحول البعض منهم إلى محترفي الإجرام الخطير ، إخواني و زملائي قبلنا أم رفضنا ، فهذا جزء من نتاج صنيعنا و مسجل في رصيدنا أحببنا أم كرهنا ، أولئك ( الفئة الأولى*) أم هؤلاء ( الفئة الثانية*) كانوا في يوم من الأيام تلاميذ أبرياء في مدارسنا ، يصطفون و يصعدون إلى أقسامنا ليتابعوا دروسنا و يمتحنون و يحصلوا على علاماتنا شئنا أم أبينا ، كنا لا نفرق بين من له غرائز شيطانية و قابلية إجرامية من بين تلاميذ ذات طبيعة شبه ملائكية ، و لكن بسبب خطأ منا و من المجتمع و الشارع طفت غريزة الانحراف فقادتهم إلى الإجرام ، هؤلاء الذين كانوا يوما طلابنا لم ننقذهم أو نقدم لهم ما يحميهم من أنفسهم و من مجتمعهم ، ربما بسبب قلة درايتنا بعلم التربية و التوجيه و النصح ، ربما لم نكن لليتيم " أبا " أو " أما" و لا للمنحرف " منقذا" و لا للمشاغب " موجها" و لا للتائه " هاديا" و لا لسيئ الأخلاق " أسوة" حينما كان هؤلاء في حاجة إلينا لم نهتم بهم و لم نلتفت إليهم ، كانوا يستنجدون بنا من خلال سلوكياتهم و لكن لم نعي إشاراتهم ، كانوا يصرخون في أعماق أنفسهم أنقذونا من شرور أنفسنا و لكن لم نسمع صرخاتهم ، كانت صفحاتهم تتحول تدريجيا من البياض و النور الملائكي إلى العتمة و الظلام الشيطاني لكننا كنا مجرد أساتذة و معلمي ديكور للمدرسة كنا ببساطة "آلات حشو المعلومات" أو عمال "خبزة" أو بالعامية " حشيشه طالبة معيشة" و " مانيش أنتاع مشاكل" و أخوات هذه العبارات التي أضحت عقيدتنا المبتدعة.
• إخواني و زملائي كثر الكلام عن "الربيع" كالربيع العربي ، و الربيع الأمازيغي و الإغريقي و.... و أنا أتحدث عن الربيع الذي يخصنا نحن رجال التربية ، لقد مكث الشتاء و طال مكوثه في قلوبنا حتى تجمد من دوام صقيعه ألم يأن ربيعه ، لقد أقام الخريف و أتخذ من عقولنا بيتا أرادها إقامة دائمة و تساقطت أوراقه ثم تبرعمت الجديدة و اخضرت و لم يرحل ألم يأن ربيعه . متى يحل ربيعنا و دورنا في ربيع نصنعه بأيدينا ...ألم يأن ربيعنا؟، ربيع المعلمين و الأساتذة، ربيع أخلاقي، ربيع لجيل متخلق صالح مهذب مسالم.
- لنا القدرة على التغيير و تنشئة و تربية جيلا محصنا و صالحا إذا تضافرت الجهود و خلصت النيات خاصة أننا نشرف عليه عبر ثلاث (3) مراحل متتالية ،هو جيل يقضي معنا ست(6) في الابتدائي و أربع(4) في المتوسط و ثلاث(3) في الثانوي، بربكم كيف لا نقدر على صقله و تشكيله كما نريد فهو يسلم لنا كصفحة بيضاء ونحن من خلال 13 سنة نجعله إما صفحة بيضاء ناصعة مستقبلها ميمونة ، أو صفحة قاتمة معتمة عواقبها معلومة
• حتى لا يبقى مجرد موضوع نظري استهلاكي (تكون قراءته سريعة و نسيانه أسرع) فنقدم خطوات عملية كاجتهاد منا و هو قليل و البعض منكم أن شاء الله و هو الأكثر .
• أن نستشعر بخطورة مهنتنا و عظمة المسئولية الملقاة على عاتقنا في تربية نشأ اليوم لنعده و نهيئه ليكون جيل الغد، مصيره بأيدينا فنجعله صالحا أم طالحا.
• أول شيء : كقاعدة عملية هو : التخلية قبل التحلية ( أي نفرغ ما يحويه الطفل من صفات و سلوكيات سلبية فنطهر نفسيته من تراكمات أدران الرذائل قبل تزيينه بأصول الأخلاق ونحبب إليه الفضائل. كان الصحابة يقولون (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرغنا ثم يملؤنا)
• نكون دوما إلى جانب التلميذ و خاصة أولئك المنزويين فنتحرى عن سبب انزوائهم، المشاغبين لتهذيب شحنتهم، اليتامى لنكون كآبائهم، للضعفاء نكون سندهم، لسيئ الأخلاق نطهرهم ثم نبين لهم فضائل الأخلاق، ...الخ
• أن نتصف نحن المربين بمكارم الأخلاق قولا و عملا و صفات كـ: التواضع، الرفق واللطف في التوجيه، حسن التعامل مع المخطئين والمقصرين، عدم تعنيف التلاميذ و استعمال الحكمة في حل المعضلات...
• إشراك كل التلاميذ من خلال تكوين جمعيات علمية، أدبية، رياضية، سياحية... حسب ميول و مواهب كل تلميذ و تقريب أولئك الذين ينظر إليهم بالسوء.
• أن نسأل عن سبب غياب أي تلميذ، و زيارة المريض منهم مع ثلة من التلاميذ في البيت أو العيادة.
هذا ما أراه أنا في أزمتنا فهي أزمة أخلاقية بالدرجة الأولى حيث جل مصائبنا انبثقت من سوء الأخلاق و ضعف الوازع الإيماني فالإنسان مادة و روح و عقل إذا أخللنا بأي منها بتغذية و تقوية أحدهم عن الآخر اختل توازن شخصية المرء و اضطرب ، و لكل منها غذاءه و وصفته و طبيبه فيكفي أن نعرف الطبيب فتسهل الباقية و الله أعلى و اعلم ، و أفيدونا بآرائكم و انتقدتاكم مع تحياتي الخالصة.
ملاحظة:
(الفئة الأولى محترفي الإجرام ) (الفئة الثانية في طريق الإجرام )
أما مضمون الموضوع الخطير و المطروح على الزملاء هو : تفشي ظواهر اجتماعية سلبية و خطيرة كالوباء في مجتمعنا نذكر منها حصرا : ،كل أنواع و أشكال الإجرام بدءا من البذاءة في الكلام ، و السرقة و النصب و الاحتيال في كل مضرب و مكان ، و انكمش الأمن و افتقد الأمان ، إلى حمل السلاح و استعماله في قتل الصديق و الغريب و حتى ذوات الأرحام ،فدخلت الجزائر اليوم مرحلة " جرائم منزوعة القيمة" أي القتل بدون سبب كنمط الجرائم الدول الغربية ، و استقال المجتمع من وظيفته و امتهن سياسة الانسحاب و اللامبالاة .....
ألم نشاهد و نسمع و نقرأ عن تلاميذ ضربوا زملاءهم و أساتذتهم باللكم و الصفع و السلاح داخل و خارج المؤسسة ، ربما في يوم ما هؤلاء قد يتحول البعض منهم إلى محترفي الإجرام الخطير ، إخواني و زملائي قبلنا أم رفضنا ، فهذا جزء من نتاج صنيعنا و مسجل في رصيدنا أحببنا أم كرهنا ، أولئك ( الفئة الأولى*) أم هؤلاء ( الفئة الثانية*) كانوا في يوم من الأيام تلاميذ أبرياء في مدارسنا ، يصطفون و يصعدون إلى أقسامنا ليتابعوا دروسنا و يمتحنون و يحصلوا على علاماتنا شئنا أم أبينا ، كنا لا نفرق بين من له غرائز شيطانية و قابلية إجرامية من بين تلاميذ ذات طبيعة شبه ملائكية ، و لكن بسبب خطأ منا و من المجتمع و الشارع طفت غريزة الانحراف فقادتهم إلى الإجرام ، هؤلاء الذين كانوا يوما طلابنا لم ننقذهم أو نقدم لهم ما يحميهم من أنفسهم و من مجتمعهم ، ربما بسبب قلة درايتنا بعلم التربية و التوجيه و النصح ، ربما لم نكن لليتيم " أبا " أو " أما" و لا للمنحرف " منقذا" و لا للمشاغب " موجها" و لا للتائه " هاديا" و لا لسيئ الأخلاق " أسوة" حينما كان هؤلاء في حاجة إلينا لم نهتم بهم و لم نلتفت إليهم ، كانوا يستنجدون بنا من خلال سلوكياتهم و لكن لم نعي إشاراتهم ، كانوا يصرخون في أعماق أنفسهم أنقذونا من شرور أنفسنا و لكن لم نسمع صرخاتهم ، كانت صفحاتهم تتحول تدريجيا من البياض و النور الملائكي إلى العتمة و الظلام الشيطاني لكننا كنا مجرد أساتذة و معلمي ديكور للمدرسة كنا ببساطة "آلات حشو المعلومات" أو عمال "خبزة" أو بالعامية " حشيشه طالبة معيشة" و " مانيش أنتاع مشاكل" و أخوات هذه العبارات التي أضحت عقيدتنا المبتدعة.
• إخواني و زملائي كثر الكلام عن "الربيع" كالربيع العربي ، و الربيع الأمازيغي و الإغريقي و.... و أنا أتحدث عن الربيع الذي يخصنا نحن رجال التربية ، لقد مكث الشتاء و طال مكوثه في قلوبنا حتى تجمد من دوام صقيعه ألم يأن ربيعه ، لقد أقام الخريف و أتخذ من عقولنا بيتا أرادها إقامة دائمة و تساقطت أوراقه ثم تبرعمت الجديدة و اخضرت و لم يرحل ألم يأن ربيعه . متى يحل ربيعنا و دورنا في ربيع نصنعه بأيدينا ...ألم يأن ربيعنا؟، ربيع المعلمين و الأساتذة، ربيع أخلاقي، ربيع لجيل متخلق صالح مهذب مسالم.
- لنا القدرة على التغيير و تنشئة و تربية جيلا محصنا و صالحا إذا تضافرت الجهود و خلصت النيات خاصة أننا نشرف عليه عبر ثلاث (3) مراحل متتالية ،هو جيل يقضي معنا ست(6) في الابتدائي و أربع(4) في المتوسط و ثلاث(3) في الثانوي، بربكم كيف لا نقدر على صقله و تشكيله كما نريد فهو يسلم لنا كصفحة بيضاء ونحن من خلال 13 سنة نجعله إما صفحة بيضاء ناصعة مستقبلها ميمونة ، أو صفحة قاتمة معتمة عواقبها معلومة
• حتى لا يبقى مجرد موضوع نظري استهلاكي (تكون قراءته سريعة و نسيانه أسرع) فنقدم خطوات عملية كاجتهاد منا و هو قليل و البعض منكم أن شاء الله و هو الأكثر .
• أن نستشعر بخطورة مهنتنا و عظمة المسئولية الملقاة على عاتقنا في تربية نشأ اليوم لنعده و نهيئه ليكون جيل الغد، مصيره بأيدينا فنجعله صالحا أم طالحا.
• أول شيء : كقاعدة عملية هو : التخلية قبل التحلية ( أي نفرغ ما يحويه الطفل من صفات و سلوكيات سلبية فنطهر نفسيته من تراكمات أدران الرذائل قبل تزيينه بأصول الأخلاق ونحبب إليه الفضائل. كان الصحابة يقولون (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرغنا ثم يملؤنا)
• نكون دوما إلى جانب التلميذ و خاصة أولئك المنزويين فنتحرى عن سبب انزوائهم، المشاغبين لتهذيب شحنتهم، اليتامى لنكون كآبائهم، للضعفاء نكون سندهم، لسيئ الأخلاق نطهرهم ثم نبين لهم فضائل الأخلاق، ...الخ
• أن نتصف نحن المربين بمكارم الأخلاق قولا و عملا و صفات كـ: التواضع، الرفق واللطف في التوجيه، حسن التعامل مع المخطئين والمقصرين، عدم تعنيف التلاميذ و استعمال الحكمة في حل المعضلات...
• إشراك كل التلاميذ من خلال تكوين جمعيات علمية، أدبية، رياضية، سياحية... حسب ميول و مواهب كل تلميذ و تقريب أولئك الذين ينظر إليهم بالسوء.
• أن نسأل عن سبب غياب أي تلميذ، و زيارة المريض منهم مع ثلة من التلاميذ في البيت أو العيادة.
هذا ما أراه أنا في أزمتنا فهي أزمة أخلاقية بالدرجة الأولى حيث جل مصائبنا انبثقت من سوء الأخلاق و ضعف الوازع الإيماني فالإنسان مادة و روح و عقل إذا أخللنا بأي منها بتغذية و تقوية أحدهم عن الآخر اختل توازن شخصية المرء و اضطرب ، و لكل منها غذاءه و وصفته و طبيبه فيكفي أن نعرف الطبيب فتسهل الباقية و الله أعلى و اعلم ، و أفيدونا بآرائكم و انتقدتاكم مع تحياتي الخالصة.
ملاحظة:
(الفئة الأولى محترفي الإجرام ) (الفئة الثانية في طريق الإجرام )