المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مَاذَا تَعْرِفُ عَنْ قَصِيدَةِ” البُرْدَةِ" الّتي تُقرأ في الموالد ؟-أبو جابر عبد الحليم توميات


أبو حذيفة رشيد
2012-01-28, 22:39
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن اقتفى أثره واتّبع هُداه، أمّا بعد:
فإنّ قصيدة الشّاعر "البوصيري" مشهورة بين النّاس، لا سيّما بين الصّوفيّين. وإنّهم هذه الأيّام، مع حملتهم الّتي يشنّونها وسط العوامّ، وجدوا وسيلة ما أسهلها وما أيسرها لنشر هذه القصيدة، وهي موضة الأناشيد! فتحْتَ هذا الغطاء أصبحت تُذاع على كثير من القنوات، بل وفي كثير من إذاعات القرآن !
ولا يزال بنو قومي في كثير من بقاع بلدي – حرسه الله من كلّ سوء –يشيّعون بها الميّت إلى المقبرة يتلونها عليه ! وكيف ألومهم ومشايخهم علمّوهم منذ نشأتهم: أنّه ما قرِئت البردة في بيت فاحترق، ولا في مركب فغرق ؟!
ولو تدبّرنا معناها لرأينا فيها مخالفات عظيمة للقرآن الكريم، وسنّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، مع أنّ الشّاعر ما نظمها إلاّ لمدحه !
فبين يديك – أخي القارئ – بيانٌ لما حوته هذه القصيدة، من مخالفات للتّوحيد والعقيدة، ندع المجال لبيانها، وكشف ضلالاتها للشّيخ الجليل محمّد بن جميل زينورحمه الله، نقلاً – بتصرّف – من كتابه النّافع " معلومات مهمّة عن الدّين ".
فيقول البوصيري في قصيدته: 1- ( يَا أَكرَمَ الخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ * * * سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العِمَمِ )
فيستغيث الشّاعر – عفا الله عنه – بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشّدائد العامّة إلاّ أنت ! وهذا من الشّرك الأكبر – عياذا بالله –، لقوله تعالى:{لاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنْفَـعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْفَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}[يونس:106] أي المشركين لأنّ:{الشِّرْكَ ظُلْمٌ عَظِيمٌ}، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُومِنْ دُونِ اللهِ نِدّاً دَخَلَ النَّارَ )) [رواه البخاري].
2- ( فَإِنّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا * * * وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمُ اللَّوْحِ وَالقَلَمِ )
وهذا تكذيبٌ للقرآن الّذي يقول الله فيه:{وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالأُولَى}، فالدّنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ، وليست من جود الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وخلقه.
والرّسول صلّى الله عليه وسلّملا يعلم ما في اللّوح المحفوظ، إذ لا يعلم ما فيه إلاّ الله وحده.
فهذا إطراء ومبالغة في مدح الرّسول صلّى الله عليه وسلّم حتّى جعل الدّنيا والآخرة من جود الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه يعلم الغيب الّذي في اللّوح المحفوظ، بل جعل ما في اللّوح بعضٌ من علمه !
وقد نهانا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عن الإطراء فقال: ((لاَ تَطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا عَبْدُ اللهِوَرَسُولُهُ )) [رواه البخاري].
وفي صحيح البخاري أيضا أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سمع جواريَ يضربن بالدفِّ يندُبْنَ من قُتِل من آبائهن يوم بدر، حتَّى قالت جارية: (وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدِ )! فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (( لاَ تَقُولِي هَكَذَا ! وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ )).
3- ( مَا سَامَنِي الدَّهْرُ ضَيْماً وَاسْتَجَرْتُ بِهِ * * * إِلاَّ وَنِلْتُ جِوَاراً مِنْهُ لَمْ يُضَمِ )
يقول: ما أصابني مرض أو همٌّ وطلبت منه الشّفاء، أو تفريج الهمّ، إلاّ شفاني وفرَّج همّي !
والقرآن يحكي عن إبراهيم عليه السّلام قولَه عن الله عزّ وجلّ:{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء80].
والله تعالى يقول:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُو} [الأنعام 17]، والرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِاللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ )) [رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح].
4- (فَإِنَّ لِي مِنْهُ ذِمَّـةً بِتَسمِيَتِي * * * مُحَمَّداً وَهُوَ أَوْفَى الخَلْقِ بِالذِّمَمِ )
يقول الشّاعر: إنّ لي عهداً عند الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أن يدخلني الجنّة، لأنّ اسمي محمّد، ومن أين له هذا العهد ؟ ونحن نعلم أنّ كثيراً من الفاسقين والشّيوعيين اسمه محمّد، فهل التّسمية بمحمّد مُبرّر لدخولهم الجنّة ؟
والرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال لابنته فاطمة رضي الله عنها: (( سَلِينِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتِ، لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئاً )).
5- ( لَعَلَّ رَحْمَةَ رَبِِّـي حِينَ يَقْسِمُهَا * * * تَأْتِي عَلَى حَسَبِ العِصْيَانِ فِي القَسَمِ )
وهذا غير صحيح، فلو كانت الرّحمة تأتي قسمتها على قدر المعاصي كما قال الشّاعر، لكان على المسلم أن يزيد في المعاصي، حتّى يأخذ من الرّحمة أكثر، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل؛ ولأنّه مخالف لقول الله تعالى:{إِنَّرَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ} [الأعراف:56]، والله تعالى يقول:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:156].
6- ( وَكَيْفَ تَدْعُو إِلَى الدُّنْيَا ضَرُورَةٌ مَنْ * * * لَوْلاَهُ لَمْ تَخْرُجْ الدُّنْيَا مِنَ العَدَمِ )
الشّاعر يقول: لولا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ما خُلِقَت الدّنيا ! والله يُكَذّبه ويقول:{وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}.
وحتّى محمّد صلّى الله عليه وسلّم خُلق للعبادة، وللدّعوة إليها، يقول الله تعالى:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ} [الحجر:99].
7- ( أَقْسَمْتُ بِالقَمَرِ المُنْشَقِّ إِنَّ لَهُ * * * مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةً مَبْرُورَةَ القَسَمِ )
الشّاعر يُقسم ويحلف بالقمر، والرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ )) [رواه أحمد].
8- ( لَوْ نَاسَبَتْ قَدْرَهُ آياتُهُ عِظَماَ * * * أَحْيَا اسْمُهُ حِينَ يُدْعَى دَارِسَ الرِّمَمِ )
ومعناه: لو ناسبتْ معجزاتُ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قدرَه في العِظَم، لكان الميْت الّذي أصبح بالياً حيّا، وينهض بذكر اسمِ الرّسول صلّىالله عليه وسلّم!
وبما أنّه لم يَحْدُث هذا فالله لم يُعطِ الرَّسولَ صلّى الله عليه وسلّمحقّه من المعجزات ! فكأنّه اعتراضٌ على الله حيث لم يعطِ رسولَ الله !.. وهذا كذب وافتراءٌ على الله !فاللهتعالىأعطى كلّ نبيٍّ المعجزاتِ المناسبة له، فمثلاً: أعطى عيسى عليه السّلام معجزةَ إبراءِ الأعمى والأبرص وإحياء الموتى، وأعطى سيّدنا محمدا صلّى الله عليه وسلّم معجزة القرآن الكريم، وتكثير الماء والطّعام، وانشِقاق القمر وغيرها.
ومن العجيب أنّ بعض النّاس يقولون: إنّ هذه القصيدة تسمّى بالبردة وبالبُرأة، لأنّ صاحبها – كما يزعمون – مرض فرأى الرّسول صلّىالله عليه وسلّم، فأعطاه جبّته، فلبِسها، فبرئ من مرضه !
وهذا كذب وافتراء ليرفعوا من شأن هذه القصيدة، إذ كيف يرضى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بهذا الكلام المخالف للقرآن ! ولهديهصلّىالله عليه وسلّم! وفيه شرك صريح ؟!
فاحذر– يا أخي المسلم – من قراءة هذه القصيدة وأمثالها المخالفة للقرآن، وهدي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والعجيب أنّ في بعض بلاد المسلمين من يُشَيِّع بها موتاهم إلى القبور ! فيضمّون إلى هذه الضّلالات بدعةً أخرى، حيث أمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالصّمت عند تشييع الجنائز، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

عبد الله-1
2012-01-28, 22:47
جزاك الله خيرا أخي أبا حذيفة
فعلا القصيدة فيها كلمات شرك خطير جدا وقد تكلم أهل العلم فيها كثيرا
نسأل الله العافية والمعافاة

الواثق
2012-01-28, 22:52
بارك الله فيك اخي الكريم....................كاين ملاحظة حقيقة كل قصيدة او اغنية تحتوي على شركيات تنتشر انتشار النار في الهشيم....................والله المستعان ومن تلبيس ابليس

عبد الله 31
2012-01-28, 23:00
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن اقتفى أثره واتّبع هُداه، أمّا بعد:
فإنّ قصيدة الشّاعر "البوصيري" مشهورة بين النّاس، لا سيّما بين الصّوفيّين. وإنّهم هذه الأيّام، مع حملتهم الّتي يشنّونها وسط العوامّ، وجدوا وسيلة ما أسهلها وما أيسرها لنشر هذه القصيدة، وهي موضة الأناشيد! فتحْتَ هذا الغطاء أصبحت تُذاع على كثير من القنوات، بل وفي كثير من إذاعات القرآن !
ولا يزال بنو قومي في كثير من بقاع بلدي – حرسه الله من كلّ سوء –يشيّعون بها الميّت إلى المقبرة يتلونها عليه ! وكيف ألومهم ومشايخهم علمّوهم منذ نشأتهم: أنّه ما قرِئت البردة في بيت فاحترق، ولا في مركب فغرق ؟!
ولو تدبّرنا معناها لرأينا فيها مخالفات عظيمة للقرآن الكريم، وسنّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، مع أنّ الشّاعر ما نظمها إلاّ لمدحه !
فبين يديك – أخي القارئ – بيانٌ لما حوته هذه القصيدة، من مخالفات للتّوحيد والعقيدة، ندع المجال لبيانها، وكشف ضلالاتها للشّيخ الجليل محمّد بن جميل زينورحمه الله، نقلاً – بتصرّف – من كتابه النّافع " معلومات مهمّة عن الدّين ".
فيقول البوصيري في قصيدته: 1- ( يَا أَكرَمَ الخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ * * * سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العِمَمِ )
فيستغيث الشّاعر – عفا الله عنه – بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشّدائد العامّة إلاّ أنت ! وهذا من الشّرك الأكبر – عياذا بالله –، لقوله تعالى:{لاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنْفَـعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْفَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}[يونس:106] أي المشركين لأنّ:{الشِّرْكَ ظُلْمٌ عَظِيمٌ}، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُومِنْ دُونِ اللهِ نِدّاً دَخَلَ النَّارَ )) [رواه البخاري].
2- ( فَإِنّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا * * * وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمُ اللَّوْحِ وَالقَلَمِ )
وهذا تكذيبٌ للقرآن الّذي يقول الله فيه:{وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالأُولَى}، فالدّنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ، وليست من جود الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وخلقه.
والرّسول صلّى الله عليه وسلّملا يعلم ما في اللّوح المحفوظ، إذ لا يعلم ما فيه إلاّ الله وحده.
فهذا إطراء ومبالغة في مدح الرّسول صلّى الله عليه وسلّم حتّى جعل الدّنيا والآخرة من جود الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه يعلم الغيب الّذي في اللّوح المحفوظ، بل جعل ما في اللّوح بعضٌ من علمه !
وقد نهانا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عن الإطراء فقال: ((لاَ تَطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا عَبْدُ اللهِوَرَسُولُهُ )) [رواه البخاري].
وفي صحيح البخاري أيضا أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سمع جواريَ يضربن بالدفِّ يندُبْنَ من قُتِل من آبائهن يوم بدر، حتَّى قالت جارية: (وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدِ )! فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (( لاَ تَقُولِي هَكَذَا ! وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ )).
3- ( مَا سَامَنِي الدَّهْرُ ضَيْماً وَاسْتَجَرْتُ بِهِ * * * إِلاَّ وَنِلْتُ جِوَاراً مِنْهُ لَمْ يُضَمِ )
يقول: ما أصابني مرض أو همٌّ وطلبت منه الشّفاء، أو تفريج الهمّ، إلاّ شفاني وفرَّج همّي !
والقرآن يحكي عن إبراهيم عليه السّلام قولَه عن الله عزّ وجلّ:{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء80].
والله تعالى يقول:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُو} [الأنعام 17]، والرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِاللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ )) [رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح].
4- (فَإِنَّ لِي مِنْهُ ذِمَّـةً بِتَسمِيَتِي * * * مُحَمَّداً وَهُوَ أَوْفَى الخَلْقِ بِالذِّمَمِ )
يقول الشّاعر: إنّ لي عهداً عند الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أن يدخلني الجنّة، لأنّ اسمي محمّد، ومن أين له هذا العهد ؟ ونحن نعلم أنّ كثيراً من الفاسقين والشّيوعيين اسمه محمّد، فهل التّسمية بمحمّد مُبرّر لدخولهم الجنّة ؟
والرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال لابنته فاطمة رضي الله عنها: (( سَلِينِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتِ، لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئاً )).
5- ( لَعَلَّ رَحْمَةَ رَبِِّـي حِينَ يَقْسِمُهَا * * * تَأْتِي عَلَى حَسَبِ العِصْيَانِ فِي القَسَمِ )
وهذا غير صحيح، فلو كانت الرّحمة تأتي قسمتها على قدر المعاصي كما قال الشّاعر، لكان على المسلم أن يزيد في المعاصي، حتّى يأخذ من الرّحمة أكثر، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل؛ ولأنّه مخالف لقول الله تعالى:{إِنَّرَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ} [الأعراف:56]، والله تعالى يقول:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:156].
6- ( وَكَيْفَ تَدْعُو إِلَى الدُّنْيَا ضَرُورَةٌ مَنْ * * * لَوْلاَهُ لَمْ تَخْرُجْ الدُّنْيَا مِنَ العَدَمِ )
الشّاعر يقول: لولا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ما خُلِقَت الدّنيا ! والله يُكَذّبه ويقول:{وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}.
وحتّى محمّد صلّى الله عليه وسلّم خُلق للعبادة، وللدّعوة إليها، يقول الله تعالى:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ} [الحجر:99].
7- ( أَقْسَمْتُ بِالقَمَرِ المُنْشَقِّ إِنَّ لَهُ * * * مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةً مَبْرُورَةَ القَسَمِ )
الشّاعر يُقسم ويحلف بالقمر، والرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ )) [رواه أحمد].
8- ( لَوْ نَاسَبَتْ قَدْرَهُ آياتُهُ عِظَماَ * * * أَحْيَا اسْمُهُ حِينَ يُدْعَى دَارِسَ الرِّمَمِ )
ومعناه: لو ناسبتْ معجزاتُ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قدرَه في العِظَم، لكان الميْت الّذي أصبح بالياً حيّا، وينهض بذكر اسمِ الرّسول صلّىالله عليه وسلّم!
وبما أنّه لم يَحْدُث هذا فالله لم يُعطِ الرَّسولَ صلّى الله عليه وسلّمحقّه من المعجزات ! فكأنّه اعتراضٌ على الله حيث لم يعطِ رسولَ الله !.. وهذا كذب وافتراءٌ على الله !فاللهتعالىأعطى كلّ نبيٍّ المعجزاتِ المناسبة له، فمثلاً: أعطى عيسى عليه السّلام معجزةَ إبراءِ الأعمى والأبرص وإحياء الموتى، وأعطى سيّدنا محمدا صلّى الله عليه وسلّم معجزة القرآن الكريم، وتكثير الماء والطّعام، وانشِقاق القمر وغيرها.
ومن العجيب أنّ بعض النّاس يقولون: إنّ هذه القصيدة تسمّى بالبردة وبالبُرأة، لأنّ صاحبها – كما يزعمون – مرض فرأى الرّسول صلّىالله عليه وسلّم، فأعطاه جبّته، فلبِسها، فبرئ من مرضه !
وهذا كذب وافتراء ليرفعوا من شأن هذه القصيدة، إذ كيف يرضى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بهذا الكلام المخالف للقرآن ! ولهديهصلّىالله عليه وسلّم! وفيه شرك صريح ؟!
فاحذر– يا أخي المسلم – من قراءة هذه القصيدة وأمثالها المخالفة للقرآن، وهدي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والعجيب أنّ في بعض بلاد المسلمين من يُشَيِّع بها موتاهم إلى القبور ! فيضمّون إلى هذه الضّلالات بدعةً أخرى، حيث أمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالصّمت عند تشييع الجنائز، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.
جزاك الله خيرا اخي
بارك الله فيك
لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في تعليقه على كتاب "فتح المجيد" بشأن "بردة البوصيري" والتي فيها هذا الكلام :
وحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم : " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فأنا عبد الله ورسوله " وإنما تعظيمه وحبه باتباع سنته وإقامة ملته ودفع كل ما يلصقه الجاهلون بها من الخرافات ، فقد ترك أكثر الناس هذا ، وشغلوا بهذا الغلو والإطراء الذي أوقعهم في هذا الشرك العظيم . " فتح المجيد " ( ص 155 ) .
هذا ، ولم يُعلم أن صحابيّاً واحداً كان يستغيث بالرسول أو يدعو الرسول ولا نُقِلَ ذلك عن عالمٍ من العلماء المعتبرين ، إلا ما كان مِن خرافات المنحرفين .
فإذا حزبك أمرٌ فقل : يا الله ، فهو الذي يستجيب الدعاء ، ويفرج الكروب ، ويصرف الأمور .
والله أعلم.

جمال البليدي
2012-01-29, 05:27
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا...

للفائدة: من أروع ما سمعت:

(روابط مباشرة بدون تحميل_إن شئت_ وبجودة عالية ))

حوار للعلامة الألباني رحمه الله تعالى مع صوفي حول قصيدة البردة 1 (http://www.4shared.com/file/105629786/64c25dbb/292__________.html)

حوار للعلامة الألباني رحمه الله تعالى مع صوفي حول قصيدة البردة 2 (http://www.4shared.com/file/105630161/20c0ff1e/293__________.html)

حوار للعلامة الألباني رحمه الله تعالى مع صوفي حول قصيدة البردة 3 (http://www.4shared.com/file/105630008/e848a0b/294_________.html)

راجي الصّمدِ
2012-01-29, 08:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله العظيم وبحمده

بالأمس فقط كنت أقرأ كتاب الشيخ محمد رحمه الله تعالى
ففرحت بما نقلت لنا مشكورا
فقد أفرد بحثه عن الصّوفية برسالة مستقلّة سمّاها
" الصّوفية في ميزان الكتاب والسّنة "
وذكر في مقدمته أنّه عايش الصّوفية في صغره
ورأى ضلالاتهم وانحرافاتهم
ومنها هاته القصيدة ...
نسأل الله الهداية يا ربّ
بارك الله فيك أبا حذيفة...