تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النوازل الفقهية في الثورات العربية - د. عطية عدلان


طاهر القلب
2012-01-26, 14:07
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النوازل الفقهية في الثورات العربية
د. عطية عدلان


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا يخفى على أحد أن أمتنا تمرُّ بمنعطف كبير في تاريخها، وتعاني تحوُّلاً هائلاً في مسيرتها، وتنظر إلى المستقبل نظرة ملؤها الأمل المشوب بالحذر، وإن كان بعض الناس ينظر إليه نظرة معكوسة مِلؤها الحذر المشوب بالأمل.
والواقع أننا - سواء غلب علينا الأمل أو الحذر – نعيش تحولاً لا خيار لأحد فيه، ولا مناص من حتميته. وفي ما يبدو أن المسألة كونية قبل أن تكون شرعية، وأن التغيير الذي يضرب الأمة الآن بزلازل الثورات هو جزء من سنة الله - تعالى - في الأمم والشعوب والحضارات، وهذا ما يجب ألا نغفل عنه ونحن نتناول قضية كهذه تناولاً شرعياً؛ لأن فهم السنن الإلهية في المجتمعات وفي العمران الإنساني جزء لا يتجزأ من فهم الواقع الذي لا غنى عنه في تنزيل الأحكام.
فسُنة التداول: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140]، وسنة التدافع: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ} [البقرة: 251] {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً} [الحج: 40]، وسنة الأخذ للظالمين بعد الإملاء لهم: {وَأُمْلِي لَهُمْ إنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 183]، «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته»، وغيرها من السنن التي تحكم العمران البشري: لا يصح ألا تكون مراعاة في النظر إلى الواقع الذي ينزل عليه الحكم الفقهي.
ومن المؤكد – ما دام المصدر واحداً – ألا يكون هناك تنافر بين السنن الإلهية والشريعة الربانية، وهذا أحد المنطلقات التي ننطلق منها إلى معالجة الموضوع.
ولقد بلغ الظلم والبغي والاستبداد والقهر حدّاً ليس من طبيعة الأمور أن تظل الشعوب صابرة عليه وساكتة عنه أكثر من ذلك، وهذا هو الذي غفلت عنه الأنظمة التي ركبت ظهور الشعوب الإسلامية دهراً طويلاً، ولعل غفلتها هذه من مكر الله - تعالى - بها {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]، {إنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً 15 وَأَكِيدُ كَيْداً} [الطارق: 15-16]، فكان أخْذُ الله لهم من حيث لم يحتسبوا، من جهة الشعوب لا من جهة التنظيمات التي كانت الشعوب تجافيها خوفاً من بطش الحكام.
ولم تكن الشعوب تفهم أن الظلم الذي وقع عليها من نوع ظلم أهل القبلة بعضهم بعضاً؛ وإنما فهمت بفطرتها أنه ظلم يمارَس عليها من غير أهل ملتها؛ ولكن بأيدي أقوام من جلدتهم ويتحدثون بألسنتهم، ولم تكن تفهم إلا أنه امتداد للاستعمار الأجنبي ولكن في صورة مقنَّعة؛ ومن هنا انطلقتْ للتغيير الذي بدا أنه أمر حتمي لا مناص منه مهما كانت التضحيات.
هذا هو الواقع الذي لا يختلف عليه اثنان في رقعتنا الإسلامية الممتدة من شرق الأرض إلى غربها، ما لم يكن العمى أو التعامي قد أصاب بعض الناس، وهذا البعض على أيِّ حال لا يقدِّم ولا يؤخِّر في حسم ما يقضي العقلاء بحسمه، وإذا كان هذا هو الواقع فقد اكتسبنا منطلقاً ثانياً ذا أثر كبير في إحراز الصواب في هذا الموضوع.
ولقد تناول البعض هذه المسألة تناولاً تجاهل الواقع فيه وتغافل عن السنن الإلهية، وضم إلى ذلك التجاهل والتغافل دواهي كباراً متعلقة بأسلوب البحث العلمي وقواعده، كان منها النظرة الجزئية والتناول الناقص من خلال إعمال بعض النصوص وإهمال بعضها الآخر، وكان منها التعميم الذي لا يفرق بين وضع وآخر من الأوضاع المتباينة والمتباعدة زماناً أو مكاناً أو حالاً، وكان منها وضع النص في غير موضعه وحمله على غير ما يُحمَل عليه، إضافة إلى تهمة المجاملة من بعضهم لبعض الأنظمة دلت عليها قرائن إن اجتمعت ارتقت إلى مرتبة القطعيات؛ كل هذا نتج عنه فتاوى اصطدمت بشكل مباشر وصريح مع بدهيات آمنت بها الشعوب إيماناً يُعَد من العبث محاولة زحزحتها عنها؛ أعني تلك الفتاوى التي حرَّمت الثورات واعتبرتها من قبيل الخروج على الحكام.
ينبغي قبل أن نصدر ذلك الحكم المتهور بأن ثورات الشعوب هذه هي خروج على الحكام: أن نحرر مصطلحاتنا أولاً؛ فَمَن هم الحكام الذين يحرُم الخروج عليهم؟ وما هو الخروج الذي نهى عنه سلف هذه الأمة؟
إن الحاكم الذي يَحرُم الخروج عليه وتجب له الطاعة وتتنزل النصوص المحدِّدة لواجباته تجاه الأمة ولحقوقه عليها : هو الحاكم الذي يكتسب شرعيته من مصدرين لا غنى عنهما: الأول : أن يُختار من الأمة وأن يُولَّى عليها بطريق شرعي، والثاني: أن يحكم في الأمة بكتاب الله وشريعته، فهذان شرطان لشرعية الحاكم، وإذا كانت مصلحة جمع الكلمة وحقن الدماء تُسقِط في بعض الأحيان الشرط الأول، وتقتضي الكف عن الحاكم والسمع والطاعة له وتحريم الخروج عليه إن تأمَّر بطريق التغلب، فإن ذلك مشروط بإقامته لكتاب الله، وهذا واضح في حديث عبادة؛ فعن جنادة بن أبي أمية قال: «دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ، قُلْنَا: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ فِي مَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةً عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْراً بَوَاحاً عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ»[1]. أما أن ينهار الشرطان فلا يمكن أن ينال الحاكم ذلك الوضع الاستثنائي؛ اللهم إلا عند عدم القدرة، فعندئذٍ يسقط واجب التغيير ويبقى واجب الإعداد لامتلاك القدرة على هذا التغير.
ومعلوم بالطبع أن هؤلاء الحكام جاؤوا بطرق غير شرعية، وأنهم لم يحكِّموا كتاب الله، بل حكَّموا - علناً - الطاغوت وتحاكموا إليه، وجعلوا السيادة لغير منهج الله، والمرجعية لغير شريعة الله، ووالوا كل الولاء من حاربها وعادَوا كل العداء من ناصرها وطالب بها، ثم كان الولاء للأعداء سنةً ماضية وطريقة مطَّردة وسلوكاً فاقوا فيه عبد الله بن أُبَي الذي أنزل الله - تعالى - فيه قوله: {أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ} [الحشر: 11] وهذا الصنيع منهم – أعني الحكم بغير ما أنزل الله والولاء لأعداء الله – هو الكفر البواح الذي عند الأمة فيه ألف برهان.
أما الخروج الذي حرَّمه العلماء فهو الخروج المسلح من فئة تفتات على الأمة وتخرق إرادتها؛ لذلك عُرِف الخوارج في التاريخ الإسلامي بهذا الاسم؛ لأنه هو الاسم الموافق للحال الذي كانوا عليه وهو الحرب المسلحة على الحكام، ولا بد - لكي يكون خروجاً - أن يتحقق فيه معنى الخروج على الجماعة؛ لأن الخروج على الحكام هو في حقيقته خروج على الجماعة وافتيات على إرادتها وغصب لأمرها قبل أن يكون خروجاً على الحكام؛ لذلك جاء في بعض الأحاديث ذكر الجماعة للتعبير عن السلطان الذي لا يصح الخروج عليه، مثلما ورد عن ابن عباسٍ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئاً فَكَرِهَهُ فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْراً فَيَمُوتُ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»[2].
فالحاكم يستمد من الجماعة سلطانه وأحقيته بالحكم وبالسمع والطاعة وبالكف عن الخروج عليه، فإذا كانت الجماعة نفسها هي التي خرجت عليه بأي وسيلة رأتها مناسبة للحال ومحققة للمصلحة في المآل فلا يسمى ذلك خروجاً بالمعنى الذي ورد النهي عنه؛ سواء مارست الجماعة ذلك من خلال أهل الحل والعقد منها أو مارسته بنفسها وبسوادها الأعظم عند غياب أهل الحل والعقد وعدم اجتماعهم.
إذن فلنناقش القضية بعيداً عن مسألة الخروج على الحكام، وبعيداً كذلك عن مسألة الابتداع في الدين؛ لأن الوسائل والأساليب والأدوات ليست توقيفية؛ فالثورات والمظاهرات والاحتجاجات الجماعية والاعتصامات والإضرابات وما شابه ذلك وسائل وأدوات للتعبير أو التغيير أو الإنكار أو الضغط على المسؤولين لتحقيق مطالب عادلة، ولم يقل أحد بأن الوسائل والأدوات توقيفية؛ وإلا لكان حاكماً بتوقف عجلة الحياة، ومحال أن يكون هذا العِوَج في دين الله؛ وإنما الوضع الصحيح لها أنها اجتهادية، يشتَرَط لجوازها شرطان: الأول: ألا تصادم حكماً شرعيا، والثاني: أن تكون محقِّقَة للمصلحة في غلبة الظن.
فهذه الأمور ليست من الشعائر التعبدية حتى نتوقف في العمل بها حتى يأتي ما يدل على مشروعيتها؛ وإنما هي من العادات، والأصل في العادات الالتفات إلى ما فيها من معاني، فإن كانت موافقة للشريعة بمعنى أنه ليس فيها ما يخالفها ولا يضادها، وكان فيها مصلحة راجحة، فلا مسوغ للقول بتحريمها، وإن كانت مضادة أو مخالفة للشريعة أو كانت مفسدتها أرجح من مصلحتها فلا تردُّد في القول بتحريمها.
قال الإمام الشاطبي : (وأما أن الأصل في العادات الالتفات إلى المعاني فَلِأُمور:
أولها الاستقراء: فإنا وجدنا الشارع قاصداً لمصالح العباد، والأحكام العادية تدور معه حيثما دار فترى الشيء الواحد يُمنَع في حالٍ لا تكون فيه مصلحة فإذا كان فيه مصلحة جاز... والثاني: أن الشارع توسع في بيان العلل والحِكَم في تشريع باب العادات... وأكثر ما عللَّ فيها اتباع المعاني... والثالث: أن الالتفات إلى المعاني قد كان معلوماً في الفترات، واعتمد عليه العقلاء حتى جرت بذلك مصالحهم وأعملوا كلياتها على الجملة فاطردت لهم... ومن هنا أقرت هذه الشريعة جملة من الأحكام التي جرت في الجاهلية كالدية، والقسامة، والاجتماع يوم العروبة (وهي الجمعة للوعظ والتذكير)، والقراض، وكسوة الكعبة، وأشباه ذلك مما كان عند أهل الجاهلية محموداً وما كان من محاسن العوائد ومكارم الأخلاق التي تقبلُها العقول...)[3].
والتكييف الصحيح للثورات هو أنها شكل من أشكال ممارسة الأمة لسلطانها في العزل والتولية والمحاسبة والمراقبة، والصورة المثلى التي تمارس الأمة بها هذا السلطان هو قيام أهل الحل والعقد بممارسة ذلك نيابة عن الأمة، فإذا لم يكن لهيئة أهل الحل والعقد وجود أو لم يكن لهم اجتماع ولا رابطة فإن الأمة لا سبيل إلى ممارستها هذا السلطان إلا أن تمارسه بنفسها بلا إنابة ولا تمثيل؛ لأن الأصيل أحق بممارسة حقه من الوكيل، ولأن البديل هو ألا تمارس هذا الحق أصلاً أو أن يتولاه عنها من لا يمثلها، وفي كلا الحالين من الخطر والغرر والضرر ما يجعله فتنة يجب توقيها؛ وممارستها بنفسها تكون بسوادها الأعظم؛ لأن الجماعة هي السواد الأعظم كما ورد في بعض روايات أحاديث الافتراق؛ ولأن إجماع الخلق في بلد من البلدان أمر يستحيل حدوثه فيفضي تعليق الحكم عليه إلى التعطيل.
فهل لهذا السلطان أصل شرعي؟
هناك من الأدلة الشرعية ما يدل على ثبوت هذا الأصل، من أهمها:
الدليل الأول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته كان مهموماً بأمر الخلافة من بعده، وازداد همه وشغله وهو في مرضه الذي مات فيه. يدل على ذلك حرصه الشديد على ائتلافهم واجتماعهم، وخوفه الشديد عليهم من فتنة الفرقة وحرقة الاختلاف والتشرذم، والنصوص النبوية الدالة على هذا الحرص وهذا الخوف أكثر من أن تحصى، ويدل على ذلك أيضا أنه همَّ - وهو في اللحظات الأخيرة - أن يكتب كتاباً لئلا يضلوا بعده، وهمَّ كذلك أن يكتب لأبي بكر كتاباً.
وبرغم شغله صلى الله عليه وسلم وهمِّه الشديد، وبرغم توفر الدواعي على الوصية: من وجوب الخلافة - كما أسلفنا - ومن تربص المنافقين وغيرهم، وبرغم عدم المانع، برغم ذلك كله لم يوص، وكبار الصحابة بين يديه، لم يوص بها وهي أولى شيء بالوصية إن كان الإيصاء بها هو الصواب.
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوص ولم يستخلف، برغم توفر الدواعي واستفاضتها، وانتفاء الموانع واستحالتها، فهذا أكبر دليل وأوضح بيان على أن الأمة هي صاحبة السلطان، وأن الله - عز وجل - أراد لها أن تكون على هذه الدرجة من الرشد والنضج، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يربيها على ذلك، وأن يتركها لتمارس سلطانها بنفسها.
الدليل الثاني: جملة من الأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن صحابته فيها التصريح بأن الأمة هي صاحبة الأمر، من هذه الأخبار ما يلي:
1- عن عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - مرفوعاً: «... لَقَدْ هَمَمْتُ أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ فَأَعْهَدَ، أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ، ثُمَّ قُلْت: يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ، أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ»[4].
فقوله صلى الله عليه وسلم: يأبى الله والمؤمنون؛ أي: يأبى الله في قدره الرحيم ويأبى المؤمنون في تصرفهم السليم، وفي هذا تصريح بأن المؤمنين هم الذين يمارسون هذا الحق، وأن هذا الأمر أمرهم.
2- قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ»[5]، فالأمر أمرهم جميعاً، فإذا جاء من يريد أن يستبد بالأمر ويذهب به بعد أن اجتمعوا عليه فلهم أن يقتلوه؛ لأنه يستلب ما ليس له من مالكه بالقوة، وهذا مما يدل على المكانة العظيمة والدور الكبير للأمة؛ وأنه يترتب على اختيارها من الأحكام ما لا يترتب إذا لم تكن هي المختارة.
3- عن علي مرفوعاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّراً أَحَداً مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لَأَمَّرْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ»[6]، وفي رواية دون مشورة منهم.
4- عن علي - رضي الله عنه - قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ يُؤَمَّرُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: «إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ تَجِدُوهُ أَمِيناً زَاهِداً فِي الدُّنْيَا رَاغِباً فِي الآخِرَةِ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيّاً أَمِيناً لا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عَلِيّاً، وَلا أَرَاكُمْ فَاعِلِينَ، تَجِدُوهُ هَادِياً مَهْدِيّاً يَأْخُذُ بِكُمُ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ»[7].
فقوله صلى الله عليه وسلم: إن تؤمروا، بعد أن سألوه: من تؤمر؟ أوضح دليل على أن الأمر منوط بالأمة، وهي صاحبة السلطان ومصدر السلطات.
5- أَنَّ عَليَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ! كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: أَصْبَحَ - بِحَمْدِ اللَّهِ - بَارِئاً. فَأَخَذَ بِيَدِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ - وَاللَّهِ - بَعْدَ ثَلَاثٍ عَبْدُ الْعَصَا، وَإِنِّي - وَاللَّهِ - لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَوْفَ يُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ هَذَا؛ إِنِّي لَأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ، اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ ؟إِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا عَلِمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّا - وَاللَّهِ - لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَنَعَنَاهَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ، وَإِنِّي - وَاللَّهِ - لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم[8].
فقول علي - رضي الله عنه -: لا يعطيناها الناس، دال على أن هذا الأمر للناس يعطونه من شاؤوا.
عن حميد بن عبد الرحمن الحميري حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - أن عمر - رضي الله عنه - قيل له: ألا تستخلف؟ فَقَال: أَيَّ ذَلِكَ أَفْعَلُ فَقَدْ فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي؛ إِنْ أَدَعْ إِلَى النَّاسِ أَمْرَهُمْ فَقَدْ تَرَكَهُ نَبِيُّ اللَّهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ - وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدْ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَقُلْتُ لَه: أَبْشِرْ بِالْجَنَّة[9].
فقوله: إن أدع للناس أمرهم، صريح في أن الأمر في فهم عمر كما هو في فهم علي - وهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم ورموز النظام السياسي الإسلامي - أنه للناس؛ أي للأمة الرشيدة.
عندما قال أحد الناس: «لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ، لَقَدْ بَايَعْتُ فُلَاناً، فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا فَلْتَةً فَتَمَّتْ، فَغَضِبَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ...» وخطب خطبة طويلة ختمها بقوله: «مَنْ بَايَعَ رَجُلاً عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلَا يُبَايَعُ هُوَ: وَلَا الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلَا»[10].
فقد صرح عمر بأن أمر المبايعة والاختيار أمرُ المسلمين، ومن افتات عليهم فيه فقد غصبهم أمرهم، وينهى أن يبايع أحد أحداً من غير مشورة، وإن وقع ألا يتابعهم أحد على ذلك؛ لأنه حق الأمة، ويُخشى أن يكون هذا من المتبايعيين تغريراً بنفسيهما، قد يفضي إلى قتلهما بما أحدثا من شقاقٍ في الصف واستلابٍ للحق من أصحابه.
الدليل الثالث: أن الخلفاء الذين ورَّثوا الحكم لأبنائهم كخلفاء بني أمية وبني العباس كانوا كلما أرادوا أن يعهدوا طلبوا من الأمة أن تبايع، وحملوها على ذلك، حتى إن معاوية قدِم المدينة وطلب البيعة ليزيد، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر: أهرقلية؟ كلما هلك قيصر خلفه قيصر؟ ورفض البيعة، وأراد معاوية أن يعطيه مالاً فرفض وقال: أبيع ديني بدنياي؟[11].
فهذا يدل على أن هؤلاء الخلفاء يعلمون أن الأمر للأمة، وإن أهل العلم فيها لا يغفلون عن هذه الحقيقة؛ وأنهم إن لم يظفروا بالبيعة بأي طريق كانت فلن يظفروا بالشرعية لدى علماء الأمة وعامتها.
الدليل الرابع: ما قرره العلماء من أن الأمَّة عند شغور الزمان من السلطان عليها أن تنتدب من يقوموا بالمهمات، «وقد قال العلماء: لو خلا الزمان عن السلطان فحق على قُطَّان كل بلدة وسكان كل قرية أن يقدِّموا من ذوي الأحلام والنهي وذوي العقول والحجا من يلتزمون امتثال إشارته وأوامره وينتهون عن مناهيه ومزاجره؛ فإنهم لو لم يفعلوا ذلك ترددوا عند إلمام المهمات وتبلدوا عند إظلال الواقعات، ولو انتدب جماعة في قيام الإمام للغزوات وأوغلوا في مواطن المخافات تعين عليهم أن ينصِّبوا من يرجعون إلى رأيه؛ إذ لو لم يفعلوا ذلك تهووا في ورطات المخافات ولم يستمروا في شيء من الحالات»[12].
وعلى هذا فإن الثورة إذا قام بها سواد الشعب في بلد من البلدان فهي من قبيل ممارسة الأمة لحقها وسلطانها وأمرها، ويشترط فقط لمشروعية ذلك أن يغلب على الظن تحقٌّق المصلحة ولو بمفاسدَ أقل؛ لأن المصالح والمفاسد إذا تعارضت قُدِّم الراجح منها؛ فالقاعدة أنه: «إذا تعارضت المصالح والمفاسد قُدِّم الأرجح منها على المرجوح»[13].
ومن ثَمَّ فإن الحكم لا يكون واحداً ولكن ينظَر إلى الحال وإلى المآل، ويقارَن بين الحال والمآل؛ فإن كانت الثورة ستنقل الأوضاع من حال سيئ إلى مآل أسوأ لم تجز، لا لإنها خروج على الحكام، ولكن لكونها مصادِمة للمصلحة التي بُنيَت عليها الشريعة، وإن كان المآل راشداً والانتقال إليه ضروريٌّ صارت جائزة، بل وواجبة عند القدرة عليها وعند أيلولة الحكم إلى الكفر البواح.
هذا وبالله التوفيق... وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه.


___________________________________

[1] صحيح: رواه البخاري، كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سترون بعدي أموراً تنكرونها برقم «6561» (11/5305)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية برقم «3433» ( 5/2410).
[2] صحيح: رواه البخاري، كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية برقم «6639» (11/5353).
[3] الموافقات: (2 / 305 - 307).
[4] رواه البخاري، كتاب الأحكام، باب الاستخلاف برقم «6706» (11/5412)، والإمام أحمد في المسند برقم «24551» (21/10477)، وأبو نعيم في الحلية برقم «2034» (3/1242)، والبيهقي في الكبرى، كتاب الجمعة، باب ما جاء في الوعد برقم «6070» (9/4331).
[5] رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع برقم «3449» (5/2424)، وأبو عوانة في مسنده، كتاب الحدود، باب الخبر الموجب قتل الثيب الزاني... برقم «5634»(7/3448)، والبيهقي في الكبرى، كتاب النفقات، باب جماع أبواب كفارة القتل برقم «15352» (22/10979).
[6] رواه الترمذي، كتاب الدعوات أبواب المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - برقم «3775» (7/3197)، والإمام أحمد في المسند برقم «554» (1/300)، وابن سعد في الطبقات برقم «3162»(4/1773).
[7] رواه أحمد في فضائل الصحابة برقم «226»(1/124 )، وابن عساكر في تاريخ دمشق برقم «17653» (65 /32050)، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة برقم «1139» (1/378).
[8] رواه البخاري، كتاب المغازي، باب مرض النبي برقم «4119» (7/3226).
[9] إسناده صحيح: رواه الإمام أحمد في المسند برقم «312» (1/178).
[10] رواه البخاري، كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت برقم «6358» (11/5126)، والإمام أحمد في المسند برقم «381» (1/213)، وابن حبان في صحيحه، كتاب البر والإحسان، باب حق الوالدين برقم»418» (1/459).
[11] انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (1/249)، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني، دار الجيل، بيروت، ط 1، 1412ﻫ (4/327).
[12] الغيـاثي، غياث الأمـم في التيـاث الظلـم للإمام الجـويني تحقيـق د. مصـطـفي حلمي ود. فؤاد عبد المنعم أحمد (ص110).
[13] مجموع فتاوى ابن تيمية (24/269).

منقول

مشكاة الهدى
2012-06-28, 07:40
السلام عليكم

الفاضل طاهر القلب
لا انكر انه يقيس الاحداث بواقعية
لكن اليس هذا دعوة صريحة للوقوع في المخالفة
يعني ان نجعل الواقع هو الذي يحكم الاصول الشرعية وليس العكس
وهو تفصيل للاصول حسب الاهواء

الجليس الصلح
2012-06-28, 08:18
بارك الله فيك على الموضوع

أبو عبد الرحمن الجزائري
2012-06-28, 09:31
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النوازل الفقهية في الثورات العربية
د. عطية عدلان


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا يخفى على أحد أن أمتنا تمرُّ بمنعطف كبير في تاريخها، وتعاني تحوُّلاً هائلاً في مسيرتها، وتنظر إلى المستقبل نظرة ملؤها الأمل المشوب بالحذر، وإن كان بعض الناس ينظر إليه نظرة معكوسة مِلؤها الحذر المشوب بالأمل.
والواقع أننا - سواء غلب علينا الأمل أو الحذر – نعيش تحولاً لا خيار لأحد فيه، ولا مناص من حتميته. وفي ما يبدو أن المسألة كونية قبل أن تكون شرعية، وأن التغيير الذي يضرب الأمة الآن بزلازل الثورات هو جزء من سنة الله - تعالى - في الأمم والشعوب والحضارات، وهذا ما يجب ألا نغفل عنه ونحن نتناول قضية كهذه تناولاً شرعياً؛ لأن فهم السنن الإلهية في المجتمعات وفي العمران الإنساني جزء لا يتجزأ من فهم الواقع الذي لا غنى عنه في تنزيل الأحكام.
فسُنة التداول: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140]، وسنة التدافع: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ} [البقرة: 251] {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً} [الحج: 40]، وسنة الأخذ للظالمين بعد الإملاء لهم: {وَأُمْلِي لَهُمْ إنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 183]، «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته»، وغيرها من السنن التي تحكم العمران البشري: لا يصح ألا تكون مراعاة في النظر إلى الواقع الذي ينزل عليه الحكم الفقهي.
ومن المؤكد – ما دام المصدر واحداً – ألا يكون هناك تنافر بين السنن الإلهية والشريعة الربانية، وهذا أحد المنطلقات التي ننطلق منها إلى معالجة الموضوع.
ولقد بلغ الظلم والبغي والاستبداد والقهر حدّاً ليس من طبيعة الأمور أن تظل الشعوب صابرة عليه وساكتة عنه أكثر من ذلك، وهذا هو الذي غفلت عنه الأنظمة التي ركبت ظهور الشعوب الإسلامية دهراً طويلاً، ولعل غفلتها هذه من مكر الله - تعالى - بها {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]، {إنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً 15 وَأَكِيدُ كَيْداً} [الطارق: 15-16]، فكان أخْذُ الله لهم من حيث لم يحتسبوا، من جهة الشعوب لا من جهة التنظيمات التي كانت الشعوب تجافيها خوفاً من بطش الحكام.
ولم تكن الشعوب تفهم أن الظلم الذي وقع عليها من نوع ظلم أهل القبلة بعضهم بعضاً؛ وإنما فهمت بفطرتها أنه ظلم يمارَس عليها من غير أهل ملتها؛ ولكن بأيدي أقوام من جلدتهم ويتحدثون بألسنتهم، ولم تكن تفهم إلا أنه امتداد للاستعمار الأجنبي ولكن في صورة مقنَّعة؛ ومن هنا انطلقتْ للتغيير الذي بدا أنه أمر حتمي لا مناص منه مهما كانت التضحيات.
هذا هو الواقع الذي لا يختلف عليه اثنان في رقعتنا الإسلامية الممتدة من شرق الأرض إلى غربها، ما لم يكن العمى أو التعامي قد أصاب بعض الناس، وهذا البعض على أيِّ حال لا يقدِّم ولا يؤخِّر في حسم ما يقضي العقلاء بحسمه، وإذا كان هذا هو الواقع فقد اكتسبنا منطلقاً ثانياً ذا أثر كبير في إحراز الصواب في هذا الموضوع.
ولقد تناول البعض هذه المسألة تناولاً تجاهل الواقع فيه وتغافل عن السنن الإلهية، وضم إلى ذلك التجاهل والتغافل دواهي كباراً متعلقة بأسلوب البحث العلمي وقواعده، كان منها النظرة الجزئية والتناول الناقص من خلال إعمال بعض النصوص وإهمال بعضها الآخر، وكان منها التعميم الذي لا يفرق بين وضع وآخر من الأوضاع المتباينة والمتباعدة زماناً أو مكاناً أو حالاً، وكان منها وضع النص في غير موضعه وحمله على غير ما يُحمَل عليه، إضافة إلى تهمة المجاملة من بعضهم لبعض الأنظمة دلت عليها قرائن إن اجتمعت ارتقت إلى مرتبة القطعيات؛ كل هذا نتج عنه فتاوى اصطدمت بشكل مباشر وصريح مع بدهيات آمنت بها الشعوب إيماناً يُعَد من العبث محاولة زحزحتها عنها؛ أعني تلك الفتاوى التي حرَّمت الثورات واعتبرتها من قبيل الخروج على الحكام.
ينبغي قبل أن نصدر ذلك الحكم المتهور بأن ثورات الشعوب هذه هي خروج على الحكام: أن نحرر مصطلحاتنا أولاً؛ فَمَن هم الحكام الذين يحرُم الخروج عليهم؟ وما هو الخروج الذي نهى عنه سلف هذه الأمة؟
إن الحاكم الذي يَحرُم الخروج عليه وتجب له الطاعة وتتنزل النصوص المحدِّدة لواجباته تجاه الأمة ولحقوقه عليها : هو الحاكم الذي يكتسب شرعيته من مصدرين لا غنى عنهما: الأول : أن يُختار من الأمة وأن يُولَّى عليها بطريق شرعي، والثاني: أن يحكم في الأمة بكتاب الله وشريعته، فهذان شرطان لشرعية الحاكم، وإذا كانت مصلحة جمع الكلمة وحقن الدماء تُسقِط في بعض الأحيان الشرط الأول، وتقتضي الكف عن الحاكم والسمع والطاعة له وتحريم الخروج عليه إن تأمَّر بطريق التغلب، فإن ذلك مشروط بإقامته لكتاب الله، وهذا واضح في حديث عبادة؛ فعن جنادة بن أبي أمية قال: «دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ، قُلْنَا: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ فِي مَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةً عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْراً بَوَاحاً عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ»[1]. أما أن ينهار الشرطان فلا يمكن أن ينال الحاكم ذلك الوضع الاستثنائي؛ اللهم إلا عند عدم القدرة، فعندئذٍ يسقط واجب التغيير ويبقى واجب الإعداد لامتلاك القدرة على هذا التغير.
ومعلوم بالطبع أن هؤلاء الحكام جاؤوا بطرق غير شرعية، وأنهم لم يحكِّموا كتاب الله، بل حكَّموا - علناً - الطاغوت وتحاكموا إليه، وجعلوا السيادة لغير منهج الله، والمرجعية لغير شريعة الله، ووالوا كل الولاء من حاربها وعادَوا كل العداء من ناصرها وطالب بها، ثم كان الولاء للأعداء سنةً ماضية وطريقة مطَّردة وسلوكاً فاقوا فيه عبد الله بن أُبَي الذي أنزل الله - تعالى - فيه قوله: {أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ} [الحشر: 11] وهذا الصنيع منهم – أعني الحكم بغير ما أنزل الله والولاء لأعداء الله – هو الكفر البواح الذي عند الأمة فيه ألف برهان.
أما الخروج الذي حرَّمه العلماء فهو الخروج المسلح من فئة تفتات على الأمة وتخرق إرادتها؛ لذلك عُرِف الخوارج في التاريخ الإسلامي بهذا الاسم؛ لأنه هو الاسم الموافق للحال الذي كانوا عليه وهو الحرب المسلحة على الحكام، ولا بد - لكي يكون خروجاً - أن يتحقق فيه معنى الخروج على الجماعة؛ لأن الخروج على الحكام هو في حقيقته خروج على الجماعة وافتيات على إرادتها وغصب لأمرها قبل أن يكون خروجاً على الحكام؛ لذلك جاء في بعض الأحاديث ذكر الجماعة للتعبير عن السلطان الذي لا يصح الخروج عليه، مثلما ورد عن ابن عباسٍ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئاً فَكَرِهَهُ فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْراً فَيَمُوتُ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»[2].
فالحاكم يستمد من الجماعة سلطانه وأحقيته بالحكم وبالسمع والطاعة وبالكف عن الخروج عليه، فإذا كانت الجماعة نفسها هي التي خرجت عليه بأي وسيلة رأتها مناسبة للحال ومحققة للمصلحة في المآل فلا يسمى ذلك خروجاً بالمعنى الذي ورد النهي عنه؛ سواء مارست الجماعة ذلك من خلال أهل الحل والعقد منها أو مارسته بنفسها وبسوادها الأعظم عند غياب أهل الحل والعقد وعدم اجتماعهم.
إذن فلنناقش القضية بعيداً عن مسألة الخروج على الحكام، وبعيداً كذلك عن مسألة الابتداع في الدين؛ لأن الوسائل والأساليب والأدوات ليست توقيفية؛ فالثورات والمظاهرات والاحتجاجات الجماعية والاعتصامات والإضرابات وما شابه ذلك وسائل وأدوات للتعبير أو التغيير أو الإنكار أو الضغط على المسؤولين لتحقيق مطالب عادلة، ولم يقل أحد بأن الوسائل والأدوات توقيفية؛ وإلا لكان حاكماً بتوقف عجلة الحياة، ومحال أن يكون هذا العِوَج في دين الله؛ وإنما الوضع الصحيح لها أنها اجتهادية، يشتَرَط لجوازها شرطان: الأول: ألا تصادم حكماً شرعيا، والثاني: أن تكون محقِّقَة للمصلحة في غلبة الظن.
فهذه الأمور ليست من الشعائر التعبدية حتى نتوقف في العمل بها حتى يأتي ما يدل على مشروعيتها؛ وإنما هي من العادات، والأصل في العادات الالتفات إلى ما فيها من معاني، فإن كانت موافقة للشريعة بمعنى أنه ليس فيها ما يخالفها ولا يضادها، وكان فيها مصلحة راجحة، فلا مسوغ للقول بتحريمها، وإن كانت مضادة أو مخالفة للشريعة أو كانت مفسدتها أرجح من مصلحتها فلا تردُّد في القول بتحريمها.
قال الإمام الشاطبي : (وأما أن الأصل في العادات الالتفات إلى المعاني فَلِأُمور:
أولها الاستقراء: فإنا وجدنا الشارع قاصداً لمصالح العباد، والأحكام العادية تدور معه حيثما دار فترى الشيء الواحد يُمنَع في حالٍ لا تكون فيه مصلحة فإذا كان فيه مصلحة جاز... والثاني: أن الشارع توسع في بيان العلل والحِكَم في تشريع باب العادات... وأكثر ما عللَّ فيها اتباع المعاني... والثالث: أن الالتفات إلى المعاني قد كان معلوماً في الفترات، واعتمد عليه العقلاء حتى جرت بذلك مصالحهم وأعملوا كلياتها على الجملة فاطردت لهم... ومن هنا أقرت هذه الشريعة جملة من الأحكام التي جرت في الجاهلية كالدية، والقسامة، والاجتماع يوم العروبة (وهي الجمعة للوعظ والتذكير)، والقراض، وكسوة الكعبة، وأشباه ذلك مما كان عند أهل الجاهلية محموداً وما كان من محاسن العوائد ومكارم الأخلاق التي تقبلُها العقول...)[3].
والتكييف الصحيح للثورات هو أنها شكل من أشكال ممارسة الأمة لسلطانها في العزل والتولية والمحاسبة والمراقبة، والصورة المثلى التي تمارس الأمة بها هذا السلطان هو قيام أهل الحل والعقد بممارسة ذلك نيابة عن الأمة، فإذا لم يكن لهيئة أهل الحل والعقد وجود أو لم يكن لهم اجتماع ولا رابطة فإن الأمة لا سبيل إلى ممارستها هذا السلطان إلا أن تمارسه بنفسها بلا إنابة ولا تمثيل؛ لأن الأصيل أحق بممارسة حقه من الوكيل، ولأن البديل هو ألا تمارس هذا الحق أصلاً أو أن يتولاه عنها من لا يمثلها، وفي كلا الحالين من الخطر والغرر والضرر ما يجعله فتنة يجب توقيها؛ وممارستها بنفسها تكون بسوادها الأعظم؛ لأن الجماعة هي السواد الأعظم كما ورد في بعض روايات أحاديث الافتراق؛ ولأن إجماع الخلق في بلد من البلدان أمر يستحيل حدوثه فيفضي تعليق الحكم عليه إلى التعطيل.
فهل لهذا السلطان أصل شرعي؟
هناك من الأدلة الشرعية ما يدل على ثبوت هذا الأصل، من أهمها:
الدليل الأول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته كان مهموماً بأمر الخلافة من بعده، وازداد همه وشغله وهو في مرضه الذي مات فيه. يدل على ذلك حرصه الشديد على ائتلافهم واجتماعهم، وخوفه الشديد عليهم من فتنة الفرقة وحرقة الاختلاف والتشرذم، والنصوص النبوية الدالة على هذا الحرص وهذا الخوف أكثر من أن تحصى، ويدل على ذلك أيضا أنه همَّ - وهو في اللحظات الأخيرة - أن يكتب كتاباً لئلا يضلوا بعده، وهمَّ كذلك أن يكتب لأبي بكر كتاباً.
وبرغم شغله صلى الله عليه وسلم وهمِّه الشديد، وبرغم توفر الدواعي على الوصية: من وجوب الخلافة - كما أسلفنا - ومن تربص المنافقين وغيرهم، وبرغم عدم المانع، برغم ذلك كله لم يوص، وكبار الصحابة بين يديه، لم يوص بها وهي أولى شيء بالوصية إن كان الإيصاء بها هو الصواب.
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوص ولم يستخلف، برغم توفر الدواعي واستفاضتها، وانتفاء الموانع واستحالتها، فهذا أكبر دليل وأوضح بيان على أن الأمة هي صاحبة السلطان، وأن الله - عز وجل - أراد لها أن تكون على هذه الدرجة من الرشد والنضج، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يربيها على ذلك، وأن يتركها لتمارس سلطانها بنفسها.
الدليل الثاني: جملة من الأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن صحابته فيها التصريح بأن الأمة هي صاحبة الأمر، من هذه الأخبار ما يلي:
1- عن عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - مرفوعاً: «... لَقَدْ هَمَمْتُ أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ فَأَعْهَدَ، أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ، ثُمَّ قُلْت: يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ، أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ»[4].
فقوله صلى الله عليه وسلم: يأبى الله والمؤمنون؛ أي: يأبى الله في قدره الرحيم ويأبى المؤمنون في تصرفهم السليم، وفي هذا تصريح بأن المؤمنين هم الذين يمارسون هذا الحق، وأن هذا الأمر أمرهم.
2- قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ»[5]، فالأمر أمرهم جميعاً، فإذا جاء من يريد أن يستبد بالأمر ويذهب به بعد أن اجتمعوا عليه فلهم أن يقتلوه؛ لأنه يستلب ما ليس له من مالكه بالقوة، وهذا مما يدل على المكانة العظيمة والدور الكبير للأمة؛ وأنه يترتب على اختيارها من الأحكام ما لا يترتب إذا لم تكن هي المختارة.
3- عن علي مرفوعاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّراً أَحَداً مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لَأَمَّرْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ»[6]، وفي رواية دون مشورة منهم.
4- عن علي - رضي الله عنه - قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ يُؤَمَّرُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: «إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ تَجِدُوهُ أَمِيناً زَاهِداً فِي الدُّنْيَا رَاغِباً فِي الآخِرَةِ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيّاً أَمِيناً لا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عَلِيّاً، وَلا أَرَاكُمْ فَاعِلِينَ، تَجِدُوهُ هَادِياً مَهْدِيّاً يَأْخُذُ بِكُمُ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ»[7].
فقوله صلى الله عليه وسلم: إن تؤمروا، بعد أن سألوه: من تؤمر؟ أوضح دليل على أن الأمر منوط بالأمة، وهي صاحبة السلطان ومصدر السلطات.
5- أَنَّ عَليَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ! كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: أَصْبَحَ - بِحَمْدِ اللَّهِ - بَارِئاً. فَأَخَذَ بِيَدِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ - وَاللَّهِ - بَعْدَ ثَلَاثٍ عَبْدُ الْعَصَا، وَإِنِّي - وَاللَّهِ - لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَوْفَ يُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ هَذَا؛ إِنِّي لَأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ، اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ ؟إِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا عَلِمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّا - وَاللَّهِ - لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَنَعَنَاهَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ، وَإِنِّي - وَاللَّهِ - لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم[8].
فقول علي - رضي الله عنه -: لا يعطيناها الناس، دال على أن هذا الأمر للناس يعطونه من شاؤوا.
عن حميد بن عبد الرحمن الحميري حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - أن عمر - رضي الله عنه - قيل له: ألا تستخلف؟ فَقَال: أَيَّ ذَلِكَ أَفْعَلُ فَقَدْ فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي؛ إِنْ أَدَعْ إِلَى النَّاسِ أَمْرَهُمْ فَقَدْ تَرَكَهُ نَبِيُّ اللَّهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ - وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدْ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَقُلْتُ لَه: أَبْشِرْ بِالْجَنَّة[9].
فقوله: إن أدع للناس أمرهم، صريح في أن الأمر في فهم عمر كما هو في فهم علي - وهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم ورموز النظام السياسي الإسلامي - أنه للناس؛ أي للأمة الرشيدة.
عندما قال أحد الناس: «لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ، لَقَدْ بَايَعْتُ فُلَاناً، فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا فَلْتَةً فَتَمَّتْ، فَغَضِبَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ...» وخطب خطبة طويلة ختمها بقوله: «مَنْ بَايَعَ رَجُلاً عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلَا يُبَايَعُ هُوَ: وَلَا الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلَا»[10].
فقد صرح عمر بأن أمر المبايعة والاختيار أمرُ المسلمين، ومن افتات عليهم فيه فقد غصبهم أمرهم، وينهى أن يبايع أحد أحداً من غير مشورة، وإن وقع ألا يتابعهم أحد على ذلك؛ لأنه حق الأمة، ويُخشى أن يكون هذا من المتبايعيين تغريراً بنفسيهما، قد يفضي إلى قتلهما بما أحدثا من شقاقٍ في الصف واستلابٍ للحق من أصحابه.
الدليل الثالث: أن الخلفاء الذين ورَّثوا الحكم لأبنائهم كخلفاء بني أمية وبني العباس كانوا كلما أرادوا أن يعهدوا طلبوا من الأمة أن تبايع، وحملوها على ذلك، حتى إن معاوية قدِم المدينة وطلب البيعة ليزيد، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر: أهرقلية؟ كلما هلك قيصر خلفه قيصر؟ ورفض البيعة، وأراد معاوية أن يعطيه مالاً فرفض وقال: أبيع ديني بدنياي؟[11].
فهذا يدل على أن هؤلاء الخلفاء يعلمون أن الأمر للأمة، وإن أهل العلم فيها لا يغفلون عن هذه الحقيقة؛ وأنهم إن لم يظفروا بالبيعة بأي طريق كانت فلن يظفروا بالشرعية لدى علماء الأمة وعامتها.
الدليل الرابع: ما قرره العلماء من أن الأمَّة عند شغور الزمان من السلطان عليها أن تنتدب من يقوموا بالمهمات، «وقد قال العلماء: لو خلا الزمان عن السلطان فحق على قُطَّان كل بلدة وسكان كل قرية أن يقدِّموا من ذوي الأحلام والنهي وذوي العقول والحجا من يلتزمون امتثال إشارته وأوامره وينتهون عن مناهيه ومزاجره؛ فإنهم لو لم يفعلوا ذلك ترددوا عند إلمام المهمات وتبلدوا عند إظلال الواقعات، ولو انتدب جماعة في قيام الإمام للغزوات وأوغلوا في مواطن المخافات تعين عليهم أن ينصِّبوا من يرجعون إلى رأيه؛ إذ لو لم يفعلوا ذلك تهووا في ورطات المخافات ولم يستمروا في شيء من الحالات»[12].
وعلى هذا فإن الثورة إذا قام بها سواد الشعب في بلد من البلدان فهي من قبيل ممارسة الأمة لحقها وسلطانها وأمرها، ويشترط فقط لمشروعية ذلك أن يغلب على الظن تحقٌّق المصلحة ولو بمفاسدَ أقل؛ لأن المصالح والمفاسد إذا تعارضت قُدِّم الراجح منها؛ فالقاعدة أنه: «إذا تعارضت المصالح والمفاسد قُدِّم الأرجح منها على المرجوح»[13].
ومن ثَمَّ فإن الحكم لا يكون واحداً ولكن ينظَر إلى الحال وإلى المآل، ويقارَن بين الحال والمآل؛ فإن كانت الثورة ستنقل الأوضاع من حال سيئ إلى مآل أسوأ لم تجز، لا لإنها خروج على الحكام، ولكن لكونها مصادِمة للمصلحة التي بُنيَت عليها الشريعة، وإن كان المآل راشداً والانتقال إليه ضروريٌّ صارت جائزة، بل وواجبة عند القدرة عليها وعند أيلولة الحكم إلى الكفر البواح.
هذا وبالله التوفيق... وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه.


___________________________________

[1] صحيح: رواه البخاري، كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سترون بعدي أموراً تنكرونها برقم «6561» (11/5305)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية برقم «3433» ( 5/2410).
[2] صحيح: رواه البخاري، كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية برقم «6639» (11/5353).
[3] الموافقات: (2 / 305 - 307).
[4] رواه البخاري، كتاب الأحكام، باب الاستخلاف برقم «6706» (11/5412)، والإمام أحمد في المسند برقم «24551» (21/10477)، وأبو نعيم في الحلية برقم «2034» (3/1242)، والبيهقي في الكبرى، كتاب الجمعة، باب ما جاء في الوعد برقم «6070» (9/4331).
[5] رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع برقم «3449» (5/2424)، وأبو عوانة في مسنده، كتاب الحدود، باب الخبر الموجب قتل الثيب الزاني... برقم «5634»(7/3448)، والبيهقي في الكبرى، كتاب النفقات، باب جماع أبواب كفارة القتل برقم «15352» (22/10979).
[6] رواه الترمذي، كتاب الدعوات أبواب المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - برقم «3775» (7/3197)، والإمام أحمد في المسند برقم «554» (1/300)، وابن سعد في الطبقات برقم «3162»(4/1773).
[7] رواه أحمد في فضائل الصحابة برقم «226»(1/124 )، وابن عساكر في تاريخ دمشق برقم «17653» (65 /32050)، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة برقم «1139» (1/378).
[8] رواه البخاري، كتاب المغازي، باب مرض النبي برقم «4119» (7/3226).
[9] إسناده صحيح: رواه الإمام أحمد في المسند برقم «312» (1/178).
[10] رواه البخاري، كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت برقم «6358» (11/5126)، والإمام أحمد في المسند برقم «381» (1/213)، وابن حبان في صحيحه، كتاب البر والإحسان، باب حق الوالدين برقم»418» (1/459).
[11] انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (1/249)، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني، دار الجيل، بيروت، ط 1، 1412ﻫ (4/327).
[12] الغيـاثي، غياث الأمـم في التيـاث الظلـم للإمام الجـويني تحقيـق د. مصـطـفي حلمي ود. فؤاد عبد المنعم أحمد (ص110).
[13] مجموع فتاوى ابن تيمية (24/269).

منقول





اخي الكريم شكرا لكن

من الأصول الشرعية والقوعد العامة التي تكاثرت بها النصوص الشرعية وأجمع عليها العلماء قاطبة حرمة الخروج على الحكام ومنازعتهم الأمر والصبر على جور الحكام ولايمكن التهوين من شأن النصوص الواردة في ذلك من المكن أن نقول أنه قد تحصل بعض الظروف الطارئة فلا تطبق فيه هذه القاعدة لكنها تبقى هي الأصل العام . أما أن ننقض هذه القاعدة ونقلب ظهر المجن لهذه النصوص ونلوي عنق النصوص لتطابق الواقع ونجعل الواقع بدلاً من أن يكون محكوماً بالنصوص يكون هو حاكماً عليها فهذا هو المحظور ثم أن هناك بديلاً يغنينا من مصادمة هذه النصوص الشرعية ألا وهو اصلاح الداخل والبدء من أسفل الهرم وغرس قيم الدين والأخلاق والأمانة في نفوس الناس فمن أين قدم هؤلاء الحكام أليسوا من رحم الأمة . وكما قيل كما تكونوا يول عليكم . هذا والله ورسوله أعلم.

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-06-28, 10:05
اخي الكريم مع احترامي لك
عليك أن تنظر للأدلة لا للعواطف من كان على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو سلفي ومن خالف فقد ضل عن سواء السبيل لقوله تعالى"ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا"
وإن ادعى صاحبها السلفية فالعبرة بالحقائق لا بالدعاوى والافتراءات وإلا فالنصارى واليهود يدعون أنهم ابناء الله واحباؤه فهل نصدقهم في دعواهم أيضا؟
قال الله تعالى (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير ) فلم تنفعهم هذه التسمية ولا هذه الدعوة.
والأشاعرة يدعون أنهم من أهل السنة والمعتزلة والجهمية يدعون أنهم من أهل السنة وهم ألد الأعداء للسنة بل للأسف مازلنا نسمع هذا في مدارسنا وكتبنا الدراسية ولا إله إلا الله..... والصوفية القبوريين يدعون أنهم من اهل السنة مع ماعندهم من خرفات وبدع وأباطيل وهكذا الذين يتسمون بالسلفية اليوم وهي منهم براء.
قال الشيخ سلطان العيد : ومن تحايل هؤلاء الإرهابيين انهم قد يسمون أنفسهم بالجماعة السلفية للجهاد والهجرة ونحوذلك من الألقاب ، بقصد التضليل وتشويه صورة الدعوة السلفية . ولكن إذا رأيت أفعالهم وإرهابهم علمت براءة الدعوة السلفية منهم.
الفرقة والخلاف
إن الحق واحد وهذه المصطلحات لا عيب فيها فأن تقول أنا سني أو تقول أنا سلفي أو تقول أنا على نهج أهل الحديث فأمر مشروع والمدلول واحد وهو إتباع نهج السلف في الفهم والإستدلال.
بالعكس فهي تدعوا للتوحد على الكتاب والسنة بدليل أنها تحرم الأحزاب التي فرقت الأمة وتحرم التعصب المذهبي الذي هو سبب تفرق المسلمين. فكل الفرق الضالة من الثنتين وسبعين مسلمة ولم يكفرها أحد أما الفرقة الناجية فهي واحدة طبعا كما بين النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أمر معلوم عقلا وشرعا فالحق واحد لا يتعدد فإما أن تكون السنة والجماعة هي الحق
فهل كل من يحارب أسباب الخلاف يعتبر مفرق؟؟؟
سبحان قاسم العقول ..
لكن الذي يطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية جبلا من جبال العلم وطود شامخ أعز الله به أهل الإسلام كان عجيباً وغريباً ومدهشاً ذلك الموقف الذي وقفه المؤلف من كلام شيخ الإسلام، وكان مزعجاً ومستهجناً ومثيراً للاشمئزاز ذلك الكلام الذي اشتمل على حشد هائل من المهاترات والمغالطات، وكان مقيتاً ومملولاً وممجوجاً ذلك العمل الذي قام به هذا الرجل نقده لابن تيمية. وينادي بالتوسل والشرك القبور والذي يعتقد ما أكثر الذين يمسكون بالأقلام ليسطروا وينشروا !
وما أندر الذين يقدرون رسالة القلم ويحترمون أمانة الكتابة والنشر!
هؤلاء أنصار الصوفية المعاصرين –منهم هذا ال..د.. - استل قلماً مُتَورِّماً منتفخاً، وراح يُسَوِّدُ بقَيءِ هذا القلم صفحات كانت بيضاء نقية، وخرج على الخلق بمعتقده الصوفية وسمومه

جعلو ا من السلفية سلفيات وتحزبات واوهام واباطيل صوروها في انفسهم وما هي إلا سلفية واحده وطريق واحدة معروف ومرسوم فلاداعي لتلون ولتحول ولتنوع وانحراف على الاصل والمعتقد فوالله ماضاعت الامة إلا عن هذا الزيغ والأباطيل وتحزبات ماتسمى اسلامية ..ينتقدون حكام الذي يشرعون بدون ماأنزل الله وما برامجهم إلا لذات نفسه ..على من تضحكون .. وغسل العقول.من تغسلون...قال الشيخ ابن باز –رحمه الله تعالى - معلقاً على أثر أسامة رضي الله عنه : لما فتحوا الشر في زمن عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان رضي الله عنه جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية وقتل عثمان وعلي بأسباب ذلك وقتل جم كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علناً حتى أبغض الناس ولي أمرهم وحتى قتلوه . نسأل الله العافية ( ).
..

mazour
2012-06-28, 12:14
بارك الله في صاحب الموضوع

هذا ان سلمنا انو حكام الان يشتركون في الاخلاص وحب الدين والامة مثل حكام زمان
لكن الواقع والتاريخ وكم بلد عربي واسلامي تم تدميره يبين لنا اننا امام خونة عملاء للخارج لاعلاقة لهم بالانتماء للامة والدين لا من قريب ولا من بعيد
وليس مثل حكام زمان كانوا ظلمة لكن لم يكونوا بيادق للصليب الكافر
نشوف هذه الدراسة

مجلس التعاون الخليجي خنجرا في خاصرة الثورات العربيه!!

عادوا وعُدنا ومكرها اخاك لا بطل لابد ان نقول ان الكًّار غدَّار ومن تعوَّد على الركوع الدائم لن يتعلم النهوض مجددا ومن مشى في دروب الخيانه ودهاليسها لن يفلح بالعوده الى نقيظها وعكسها ومن بنى كيانه على الخيانه لن يهدمه بنفسه ولن يقف على انقاظه لابل سيستمر في تشييد سرح كيانات الخيانه واحدة تلوى الاخرى من منطلق انه ليس بالامكان التوقف عن الخيانه لان الحال في هذه الحاله تشبه حال راكب الدَّراجه فإما الاستمرار او التوقف والسقوط,ومن مفارقات مايجري هو ان الربيع العربي دخل للاسف في متاهات فوضويه وتضليليه اقل ما يقال فيها انها اخطر من خطيره واشنع من شنيعه لانها تستهدف بالذات العقل العربي والثورات العربيه ومن المؤسف والمحزن ان الاعلام التضليلي والجيل الجديد من مثقفي ومفكري البلاط يلعبون دور بشع ومخزي في حرف الشعوب والثورات العربيه عن مسارها وتجييرها لصالح مسار سياسات مجلس التعاون الخليجي الذي صنعته وانتجته امريكا عام 1981 ابان الحرب العراقيه الايرانيه واستثناء العراق انذاك من هذا المجلس لم يكن صدفه لابل انه امر كان مدَّبر من قبل امريكا ,حيث تختبئ امريكا كامله وشامله في عباءة مجلس تعاون حكام الخليج,وتسميَّة مجلس التعاون الخليجي هنا ماهي الا عمليه تمويهيه وتضليل حاصل لايعبر باي شكل من الاشكال عن التعاون بين الشعوب العربيه في الخليج ولا يمثل مصالحها وحقوقها لامن بعيد ولا من قريب والذي جرى هو ان امريكا انشأت مجلس التعاون للحكام ليكون البوق الناطق بالعربيه باسم السياسه الامريكيه وتوجهاتها في المنطقه العربيه....خذ واعطي وعلاقة مصالح متبادله..امريكا تقوم بحماية عروش الحكام وهم بدورهم عبيد تأمرهم امريكا وعليهم التنفيذ وبداية مجلس التعاون كانت عزل العراق ابان الحرب الايرانيه العراقيه ومن ثم تطورت الادوار المناطه بمجلس الخيانه حتى وصلت الى احتلال العراق عام2003 وهو الاحتلال الذي مهد له مجلس تعاون الحكام الذين قدموا كل انواع الدعم اللوجيستي والعسكري لقوات الغزو الامريكي التي اجتاحت العراق واحتلته وعاثت فيه خرابا ودمارا..دولة وشعبا وهويه... وللتذكير كان وكر شرم الشيخ والجامعه العربيه ابان حكم مبارك وعمرو موسىى بمثابة الجناح الاخر بعد مجلس التعاون الذي ترتكز عليه امريكا في تمرير سياساتها في الوطن العربي... وكر شرم الشيخ ولوبي مجلس التعاون داخل الجامعه العربيه هو الذي ساهم في تمرير احتلال العراق وتدمير القضيه الفلسطينيه كمطلب امريكي اساسي وشرط من شروط تأمين الحمايه الامريكيه لحكام مجلس التعاون ولنظام حسني مبارك ومشتقاته...مفارقة اليوم هو سقوط نظام حسني مبارك وانهيار وكر شرم الشيخ بينما يستمر مجلس التعاون الخليجي في اداء دوره الخياني الداعم لتوجهات السياسه الامريكيه في العالم العربي!..
من هنا تبدو المفارقه والمفاجئه في تجييش جيل جديد من المثقفين والمفكرين العرب في صفوف الفضائيات الخليجيه بهدف اجهاض اهداف الثورات العربيه بزعم دعم هذه الثورات ودعم توجهات الشعوب العربيه لاسقاط الانظمه[.. لاحظوا معنا:ماعدى اسقاط انظمة مجلس التعاون؟؟] العربيه تحت شعار الديموقراطيه والدمقرطه والتخلص من الدكتاتوريه..عظيم..لكن الحقيقه هي ان مجلس التعاون الخليجي وامريكا معا يسعيان الى اسقاط الانظمه الدكتاتوريه العربيه بهدف استبدالها بانظمه تابعه لامريكا على النموذج العراقي والجلبي ومشتقاته والمفارقه ان مجلس التعاون الذي يضم اشنع انواع الانظمه الدكتاتوريه المتخلفه يستثني ذاته من الربيع العربي وكأن اكناف هذا المجلس تضم اوسع واحات الديموقراطيه!.. يا عيب الشوم اللي استحوا ماتوا ومعهُم طق عرق الحياء من وجه المفكرين العرب المزعومين الذين يملأون فضائيات سلاطين مجلس التعاون بهدف اقناع العرب بمصداقية وسائل اعلام امير السيليه وملك حفر الباطن.. ان تكون مفكر شئ وان تكون او تصبح معوَّل شئ اخر تماما... وضع مخزي هذا الذي تزحلق الى داخله مفكري فضائيات السلطان الذين صاروا يعبرون عن مشروع مجلس التعاون الخليجي الامريكي, والحقيقه المفضوحه هي ان "مجلس التعاون الخليجي" ما هو الا حلف ومشروع امني وعسكري وإقتصادي مشترك بين حكام محميات الخليج العربي من جهه وامريكا من جهه ثانيه وهذا الحلف يرتكز على معادلة تبادل المصالح من خلال تسهيل حكام مجلس التعاون الطريق امام السياسه الامريكيه وفي المقابل ضمان امريكا بقاء هؤلاء الحكام على عروشهم وكراسيهُم...!
واضح جدا ان امريكا قامت بتوجيه مجلس التعاون الخليجي بضرورة لعبه دور مموَّه وسلبي للغايه في حرف مسار الثورات العربيه عن اهدافها لتسهيل مهمة احتواءها من قبل امريكا والغرب.. يشعر الانسان العربي الواعي[في زمن الربيع العربي] بالفضيحه والعار والخزي عندما يشاهد مجلس التعاون الخليجي يدعو مجلس وزراء خارجية الجامعه العربيه لتسهيل مهمة التدخل الغربي والامريكي في الشأن السوري وهو السيناريو نفسه الذي قاده هذا المجلس وحسني مبارك عام1990 داخل الجامعه لتسهيل مهمة جلب القوات الامريكيه الى الجزيره العربيه وشن الحرب على العراق عام1991 ومن ثم تسلسل الاوضاع وحصار العراق منذ ذلك الحين وحتى احتلاله عام 2003.. وهو السيناريو نفسه الذي ختم فيه عمرو موسى رئاسته للجامعه العربيه2011 بدعمه لمطلب مجلس التعاون الخليجي للتدخل في ليبيا والنتيجه هي تدمير ليبيا وعودة فرنسا وامريكا الى الساحه الليبيه.. اخر صرخه كانت زيارة هيلاري كلينتون للعاصمه الليبيه... القذافي انتهى ولن يعود والشباب الليبي هو الذي اسقط القذافي, لكن امريكا تريد تأكيد وجودها في ليبيا الجديده...صديقة قطر وامريكا..صديقة مجلس التعاون الخليجي الذي يسيل ديموقراطيه ويدعم الثورات العربيه؟!.. عجيب الامر وكأننا فعلا نشارك في عرس بغل..خارجين للتو من عرس دم!...مسرحيه خليجيه امريكيه مدعومه من قبل فضائيه قطريه جيَّشت لصفوفها مفكرين تثق بهم الى حد ما الشعوب العربيه وخانوا هذه الثقه وهذه الامانه بابشع اشكال الخيانه الفكريه والسياسيه الى حد انهم يدعون الى التدخل عسكريا وسياسيا في سوريا... لاحظوا ان نزيف الشعب اليمني لايهم هؤلاء لسبب بسيط وهو ان مجلس التعاون الخليجي يتواطأ مع نظام علي صالح ضد ثورة الشباب اليمني...المفكرون العرب صاروا يدعون للتدخل الغربي العسكري في سوريا... مجلس التعاون الخليجي ذو العقليه القبليه المتخلفه دمًّر العراق تحت حجة اكذوبة " الشرعيه الدوليه" ودمر ليبيا تحت حجة حماية المدنيين والديموقراطيه... والان جاء دور سوريا.. نعم سوريا...غليون قطر وامريكا...جلبي سوريا يريد جلب الناتو لاحتلال سوريا....هل هذه هي ثورة الشعب السوري ضد نظام بشار؟...ام ثورة غليون قطر وامريكا لجلب الاحتلال والخراب لسوريا... لامانع ان يقلَّع الشعب السوري شوكه بنفسه ويسقط النظام الحاكم,لكن ما يسعى له مجلس التعاون وامريكا هو تشريع استباحة التراب السوري كماجرى في العراق وليبيا!!
اسمع كلامك يعجبني ..اشوف افعالك اتعجب.. وعجب العجائب انم يصبح مجلس التعاون الخليجي نصير للثورات والشعوب العربيه والانكى ان نرى المفكرون المقومَّجون يفطرون في النهايه على بصله رخيصه جدا ومهما برَّروا عملية تبويقهُم فهم لن يبرروا للشعوب لاحقا سقوطهم المدوي في حظيرة السلطان وتنظيرهم الغير مباشر ومباشر لديموقراطية مجلس التعاون الخليجي الرجعي و التابع للامبرياليه الامريكيه والغربيه..ياعيب الشوم..هكذا يفعل البترودولار بالمفكرين.. مركز ومال وكذب ودجل على الشعوب...مفكرون في خدمة السلطان وخدمة فضائياته واهدافه واهداف امريكا!!...عندما وصلوا الى الخمسة نجوم واستوديو الجزيره والعبريه ..فرَّطَوا .. واصبحوا زرده في مسبحة السلطان وامير السيليه.. مفكرون.. مضَللون.. كذب امتد من الكنيست الاسرائيلي ومن واشنطن وحتى الدوحه والرياض..كذب بحت هذا الجاري عندما تتباكى الرجعيه العربيه المتمثله في مجلس التعاون الخليجي على الشعب السوري وتسحب سفراءها من دمشق وتدعو لمؤتمرات واجتماعات وكأن هذه العصابه الخليجيه تنضح من صحن ديموقراطي لا ينضب..عيب هذا الكلام .. نحن مع الشعب السوري دما ولحما وشعوبا ونستنكر جرائم النظام السوري وندعم ثورة الشعب ومطالبه, لكننا لن نشارك في عرس بغل يقوده مفكرون واعلاميون مأجورين يستثنون الانظمه الدكتاتوريه الخليجيه من التغيير ويسوقون هذه الانظمه كداعمه للثورات العربيه... لا .. لن يستقيم هذا المنطق الاعوج الذي يسوقه عبيد وسائل اعلام امير السيليه وملك حفر الباطن.. اسئلة كثيره تدور حول انظمة الحكم الرجعيه في الجزيره العربيه والخليج ودورها في تدمير العالم العربي..: من الذي حارب الوحده العربيه؟... من الذي حارب عبد الناصر والقوميه العربيه؟.. من كان حليف الخائن حسني مبارك؟... من الذي دعم حكم الامام وجرائمه في اليمن سابقا ويدعم حكم علي صالح اليوم في اليمن؟..من الذي دمَّر العراق وعروبة العراق؟.. ومن الذي سخر القواعد العسكريه في السيليه وحفر الباطن لحرق بغداد واحتلال العراق؟؟. من الذي دمر ليبيا ايضا؟؟... من الذي تأمر على لبنان...من الذي تأمر على فلسطين وتحالف مع اسرائيل وامريكا ضد القضيه الفلسطينيه؟؟... اين ذهبت المليارات العربيه والفقر ينهش الشعوب العربيه ويربض في عقر دار الدول الخليجيه النفطيه؟...هل دول مجلس التعاون التي تسوط البشر بالسوط وتعاملهم كالبهائم في الزرائب اصلا دول ديموقراطيه حتى تدعم وتتبكبك على مصير الشعب السوري والشعوب العربيه؟؟..قمة الوقاحه ان يساوم هؤلاء على الوطن السوري لارضاء امريكا والغرب!!..الم يكفي مجلس العملاء ما جرى وحدث في العراق من دمار وخراب ساهم فيه هؤلاء جنبا الى جنب مع جورج بوش الذي رقصوا معه فيما بعد رقصة السيف والعرضه؟؟؟
هؤلاء العُملاء الذين يأتمرون باوامر امريكيه يريدون محاصرة ايران من خلال ذبح سوريا والتحجج بالنظام وكأن هؤلاء المتخلفون سياسيا لم يقدموا العراق على طبق من ذهب لايران وامريكا!!.. الان يطنطنون على وتر اغتيالات مزعومه لسفيرهم في واشنطن[هذا السفير السعودي" الجبير" من جماعة السفير السابق بندر بن سلطان احد ابرز الذين شجعوا جورج بوش على غزو العراق!] من جهه ويطنطنون على مايجري في سوريا من جهه ثانيه ...يذرفون دموع الكذب حتى يدخلوا الناتو الى سوريا ويطوقوا ايران..ضرب عصفورين بحجر واحد هو مطلب امريكي اسرائيلي جديد قديم يقدمهُ مجلس التعاون في ثوب دعم ثورة الشعب السوري....نكرر على ان الشعب السوري ليست مطيه وسينجز اهداف ثورته دون ان يلطخ نقاءها تدخل امريكا وتدخل نادي المتأمرين تاريخيا على الامه العربيه...كفى تسويف وتسويق!... من المعيب ان تستعبد فضائيه نفطيه عقول الشعوب العربيه..ومن المعيب ان يصبح المفكر العربي بشكل عام بائع خيانه في فضائيه لابل انه يساهم في استغفال الشعوب العربيه وتضليلها وتضليل مسار ثورات العرب الجاريه.. مجلس التعاون الخليجي فاقدا اصلا لشرعية وجوده لانه ليس اطر ديموقراطي ويمثل انظمه متخلفه سياسيا وعميله ودافع هذه الانظمه من تفعيل جامعة اللا عرب هو ليست دعم الشعب السوري ولا القضايا والثورات العربيه لابل هدفهم تدويل القضيه السوريه وتسليم رسنها لامريكا والغرب تماما كمافعلوا في العراق وليبيا لابل هم يتأمرون ايضا على الثوره المصريه واليمنيه ويقمعون بالدبابات الثوره البحرينيه..مجلس التعاون الخليجي هو عدو سافر لكل الثورات العربيه والديموقراطيه...يخطأ المفكرون العرب في فضائية السيليه اذا ظنوا ان ذيل الامير والملوك يخفي نواياهم وخطاياهم وجرائمهم بحق الامه والشعوب العربيه.. هؤلاء هم اعداء الامه العربيه والاسلاميه وليست اصدقاء الثورات العربيه!!
من هنا نرى من المفيد ان نلقي نظرة عابره على نشأة مجلس التعاون والمهام المناطه به امريكيا, حيث ان امريكا لم تُنشأ مجلس تعاون حكام الخليج في عام 1981 للحفاظ على سيطرتها على منابع النفط فقط[ هنا لابُد من التذكير ان تاسيس مجلس التعاون الخليجي جاء كبديل لفرق وقوات التدخل السريع اللتي ارادت امريكا في نهاية السبعيناتمن القرن الماضي إنشاءها بهدف إحتلال منابع النفط في الخليج في حال حدثت إنقلابات اوحروب او تحركات سوفيتيه" الاتحاد السوفيتي انذاك" في منطقة الخليج العربي,, وقد عدلت امريكا عن هذه الفكره لعدم نجاعتها من ناحية الجغرافيه والزمن!] من خلال إقامة قواعد عسكريه امريكيه في الخليج والجزيره بموافقة حكام الخليج لابل ان امريكا ارادت ايضا ان تؤسس للوبي خليجي عميل وممثل للسياسه الامريكيه داخل مؤسسة الجامعه العربيه وخاصة إذا اخذنا بالحسبان ان جميع مايسمى بدول اعضاء " مجلس التعاون الخليجي" هم اعضاء في الجامعه العربيه ويحق لهُم التصويت والمشاركه في صياغة القرارات الختاميه وغيرها في داخل الجامعه العربيه وبالتالي كانت اول النتائج المباشره لتوظيف مايسمى بالجامعه العربيه لخدمة السياسه الامريكيه تبدو جليه في بوادر التخلي العربي التدريجي عن القضيه الفلسطينيه منذ العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 1982 ومرورا بالانتفاضه الفلسطينيه لعام 1987 وقرارات القمم العربيه اللتي لم تُنفذ ومؤتمر مدريد و حتى اوسلو1993 وما تبعها من احداث كبيره وجسيمه عصفت بالعالم العربي, ولكن تبقى قرارات مؤتمر القمه العربيه في القاهره لعام 1990 والموافقه على جلب القوات الامريكيه الى الخليج بحجة تحرير الكويت,, تبقى الحدث والانجاز الاول والكبير للوبي امريكا داخل الجامعه الامريكيه,, وهو دون مواربه لوبي مجلس التعاون الخليجي مدعوم من وكر شرم الشيخ التابع للمخلوع حسني مبارك!! من هنا وتحديدا بعد العدوان الامريكي الاول على العراق ومباركة مؤتمر القاهره ودعمه لهذا العدوان..1991.., بدأ مجلس الحكام الخليجي يلعب بكل وضوح مفضوح في ملعب العَماله والتبعيه لامريكا وذلك على محورين رئيسسين يهِمان امريكا واسرائيل وهما: حصار مجلس حكام الخليج للقضيه الفلسطينيه بحجة دعم ياسر عرفات لصدام حسين في حربه على الكويت من جهه وتشديد الحصار على العراق بحجة " القرارات الدوليه" من جهه ثانيه وبالتالي لم يتغير نمط وفحوى [فقط شكليا] البيانات الختاميه لمجلس تعاون "الخلايجه" منذ عام 1990 وحتى بعد ان إحتلت امريكا العراق عام 2003, وعام 2004 وفاة عرفات,فقد بقي حكام وعبيد امريكا في الخليج وفيين لسيدهُم الامريكي الى حد عدم الالتزام بقرارات دعم الشعب الفلسطيني إقتصاديا وتأييد الاحتلال الامريكي للعراق,.....الدعم الخليجي المقدم بالقطَّاره للسلطه الفلسطينيه الحاليه2011 جاء في اعقاب رضاء امريكا واسرائيل عن هذه السلطه [رام الله]وبعد وفاءها بالشروط الامريكيه والاسرائيليه وتحولها الى حاميه للاحتلال وقابله لشروط شرطة دايتون ومولر....ليس هذا فقط لابل مايسمى بالمبادره السعوديه للسلام اللتي تبنتها قمة بيروت2002 بدعم من مجلس التعاون الخليجي ماهي الا مطلب امريكي تبنتهُ السعوديه وطرحته على طاولة القمم اللا عربيه ناهيكم عن صبغ النضال الفلسطيني المشروع بصبغة" الارهاب" ومؤتمرات الارهاب الامريكيه الذي شارك فيها مجلس التعاون الخليجي..امريكا ومجلس التعاون الخليجي بالاضافه الى وكر شرم الشيخ الموؤود ساهموا جميعا في تقزيم القضيه الفلسطينيه والانكى من كل هذا ان يصبح النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي " ارهاب".. نعم مجلس التعاون الخليجي تأمر على فلسطين ولبنان والعراق وليبيا واليمن ومصر وتونس ويسعى الان الى تدويل القضيه السوريه من خلال جلبي سوري جديد...مجلس التعاون الخليجي هو خنجرا مغروسا في خاصرة الثورات العربيه بايعاز من امريكا واوباما وكلينتون والمخابرات الامريكيه..!!
واضح ان فضائية السيليه بدأت تتغوَّل وتفترس عقول المشاهدين والشعوب العربيه مستغله بهذا ثقة سنين الماضي والجوع الاعلامي العربي ويبدو انها كانت مجرد سنين زرع ثقه من اجل قطافها على هذا الشكل التضليلي الجاري الذي يُشرعن احتلال الوطن العربي واستباحة ترابه بزعم دعم الثورات الشعبيه العربيه.... اينما حطت امريكا رحالها حطوا رحالهُم!, لكن الشعوب العربيه تُصاب بالاشمئزاز وحتى القرف من رؤية هيلاري كلينتون تتوجهن في ليبيا وتونس ومصر في الوقت التي تحتل فيه امريكا العراق و تدعم الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين ناهيك عن دعم امريكا للدكتاتوريه العربيه وعلى راسها انظمة حكم مجلس التعاون وهي الانظمه الدكتاتوريه والمتخلفه انسانيا وسياسيا وحضاريا..نحن نتحدث عن انظمه تمنع المرأه من قيادة السياره والمشاركه في الحياه السياسيه في القرن الواحد وعشرون.. نحن نتحدث عن مجلس حكام خليجي رجعي تابع لامريكا ويـتأمر من خلال الفضائيات وغيرها على ثورات التغيير في العالم العربي...نحن نتحدث عن مجلس تعاون يستثني نفسه من التغييربالرغم من نظام حكامه اشنع من النظام السوري والليبي...نحن نتحدث عن رفاق حسني مبارك وشركاءه في تجارة الخيانه..نحن نتحدث عن مفكرين عرب ساقطين تم شراءهم من قبل فضائيات السلاطين ليدمروا مسار الثورات العربيه...نحن نتحدث عن مجلس التعاون الخليجي الامريكي الذي يريدنا ان نعشَّق اوباما وساركوزي وكلينتون وامريكا الذي دمرت العراق وتشارك في احتلال فلسطين.. نحن نتحدث عن ابشع عملية تضليل اعلامي وسياسي يمارسها مجلس يملك الملياردات ويبذرها لصالح خدمة شراء الذمم لضمان بقاء الانظمه وضمان حمايتها من قبل امريكا والغرب...
الشعوب العربيه اليوم هي ليست شعوب الامس وهي واعيه ويجب ان تعي لدور مجلس التعاون في محاولة تدمير الثوره اليمنيه وقمع الثوره البحرينيه وتدمير ليبيا بالكامل ومحاولة العبث بالثوره المصريه والتونسيه وتدمير الثوره السوريه ولا بد لهذه الشعوب ان تنتبه لما هو جاري من تضليل اعلامي تقوده فضائيات ومثقفي السلاطين والبلاط..امريكا هي سيدة مجلس التعاون الخليجي واعضاء هذا المجلس يلتزمون بالاوامر الامريكيه بشكل تام...مجلس تعاون لتمرير السياسه الامريكيه في المشرق والمغرب العربي....
ببساطه المدعو "مجلس تعاون" ليست عربي ومولود غير شرعي قامت امريكا بتهجينه وتدجينه وزركشته بعباءات عربيه وعِقال عربي, ورتبت له مَّوعدين سنويين للاجتماع لبحث التوجهات الامريكيه في المنطقه العربيه, والان ترتب له دور تخريب الثورات العربيه وتلطيخها الى ابعد حد....احذروا مجلس التعاون واحذروا فضائيات السلاطين..ما يسمى بالمفكرين العرب سحروكُم وابهروكم في الماضي والان هم في خدمة السلاطين ويستغلون شعبيتهُم في الاتجاه الاخر والمعاكس لتطلعات الشعوب العربيه..!!

mazour
2012-06-28, 12:19
ففرق بعيد جدا اخواني الكرام بين حاكم مسلم ظالم
وحاكم جاء بالاستعانة والتنصيب بواسطة بنادق ورصاص وذخيرة الصليب
مستحيل ان يكونوا في مرتبة واحدة

أيمن عبدي
2012-07-05, 10:39
شكرا لك على المجهود

tarek1991
2012-07-05, 11:50
rabi yehfadh w yestor