زياد طارق
2012-01-25, 07:16
قال الشيخ مشهور سلمان حفظه الله في تعليقه على كتاب الشيخ محمد راغب الطباخ (ت 1370 هـ) "ذو القرنين وسد الصين، من هو ... وأين هو ؟" (ص 78-79 /حاشية 5 / ط . غراس) :
درج الناسخون والطابعون على وصل العدد بالمئة، هكذا "سبعمائة" ! والصواب الفصل، إذ هما كلمتان؛ مثل ( سبعة آلاف)، لا فرق .
وتُرسَم كلمة (مئة) من أول عهد الطباعة بالألف، هكذا (مائة)، وترتب على هذا لفظٌ قبيحٌ بالنّطق، نبّه عليه الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الراعي الأندلسي (المتوفّى 853 هـ)، فقال في كتابه "انتصار الفقير السالك لترجيح مذهب الإمام مالك" (ص 338-340) : " من اللحن القبيح الواقع لأكثر الخاصّة في هذه البلاد المصرية، من الموثقين والقضاة والشهود وغيرهم، وذلك أنهم يقرؤون لفظ ( مئة ) على صورة كتبها في صناعة الرسم - يفتحون الميم -، فينشأ عن فتحها مدّ الألف المكتتبة المثبتة في الرسم لا في اللفظ، ويقلبون همزة الرسم ياءً على صورة الرسم، فيقولون ( ماية ) في قراءاتهم تواريخ المكاتيب وغيرها . وهو خطأ قبيح، ولحن فاحش، وكأنهم لم يقرؤوا كتاب الله - عزّ وجلّ -، قال تعالى : ولبثوا في كهفهم ثلاث مِائَةٍ (الكهف، 25)، فأماته الله مِائَةَ عامٍ (البقرة، 259)، والصواب أن يُقرأ لفظ ( مِائة ) بميم مكسورة، بعدها همزة مفتوحة، وتاء مربوطة، ولا يجوز مدّ الألف بوجه، ويجوز تسهيل الهمزة بقلبها ياء .
قال ابن مالك :
................................ وياء إثر كسرٍ ينقلب
فإن قلتَ : فإذا كانت ألفاً لا تُمَدّ، فَلِمَ كُتِبَت في الخط بألف بعد كسرة، ولا حاجة إلى الألف ؟
قلتُ : قال أهل الرسم : إنما كُتِبَت بالألف، ليفرّقوا بين ( ماية ) و ( مِنهُ )، لأنك إذا قلت في التاريخ مثلاً "وخمس مئة"، وكُتِبَت ( ماية ) بغير ألف، كانت تُشبه لفظ ( منه )، فكان يلتبس في الخط قوله "وخمس مئة" بقوله "وخمس منه"؛ لأن صورة ( منه ) و ( مئة ) لو كُتِبَت في الخط بغير ألف، لكانت في الخط واحدة، ففرّقوا بينهما بالألف، كما فرّقوا بين ( عمر ) و ( عمرو )، والله أعلم بالصواب " .
قال أبو عبيدة ( مشهور سلمان ) : رَسَمَ المؤلّف ( محمد راغب الطباخ ) لفظ ( مئة ) بزيادة الألف ! كما يفعل الأقدمون؛ خوفاً من اشتباهها مع ( منه )، كما تقدّم فيما نقلناه عن الراعي، ولكن كثيراً من الناس الآن صاروا يقرؤونها بلفظ الألف، فرسمناها ( مئة ) في جميع مواطن ورودها في الكتاب لزوال العلّة المذكورة بظهور الطباعة الحديثة، والله الهادي .
وانظر : " ابن درستويه كتاب الكتاب " (ص 84)، ومجلة " المورد " (م 2 ع 1-2، سنة 1973م ) (ص 113) .
انتهى .
درج الناسخون والطابعون على وصل العدد بالمئة، هكذا "سبعمائة" ! والصواب الفصل، إذ هما كلمتان؛ مثل ( سبعة آلاف)، لا فرق .
وتُرسَم كلمة (مئة) من أول عهد الطباعة بالألف، هكذا (مائة)، وترتب على هذا لفظٌ قبيحٌ بالنّطق، نبّه عليه الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الراعي الأندلسي (المتوفّى 853 هـ)، فقال في كتابه "انتصار الفقير السالك لترجيح مذهب الإمام مالك" (ص 338-340) : " من اللحن القبيح الواقع لأكثر الخاصّة في هذه البلاد المصرية، من الموثقين والقضاة والشهود وغيرهم، وذلك أنهم يقرؤون لفظ ( مئة ) على صورة كتبها في صناعة الرسم - يفتحون الميم -، فينشأ عن فتحها مدّ الألف المكتتبة المثبتة في الرسم لا في اللفظ، ويقلبون همزة الرسم ياءً على صورة الرسم، فيقولون ( ماية ) في قراءاتهم تواريخ المكاتيب وغيرها . وهو خطأ قبيح، ولحن فاحش، وكأنهم لم يقرؤوا كتاب الله - عزّ وجلّ -، قال تعالى : ولبثوا في كهفهم ثلاث مِائَةٍ (الكهف، 25)، فأماته الله مِائَةَ عامٍ (البقرة، 259)، والصواب أن يُقرأ لفظ ( مِائة ) بميم مكسورة، بعدها همزة مفتوحة، وتاء مربوطة، ولا يجوز مدّ الألف بوجه، ويجوز تسهيل الهمزة بقلبها ياء .
قال ابن مالك :
................................ وياء إثر كسرٍ ينقلب
فإن قلتَ : فإذا كانت ألفاً لا تُمَدّ، فَلِمَ كُتِبَت في الخط بألف بعد كسرة، ولا حاجة إلى الألف ؟
قلتُ : قال أهل الرسم : إنما كُتِبَت بالألف، ليفرّقوا بين ( ماية ) و ( مِنهُ )، لأنك إذا قلت في التاريخ مثلاً "وخمس مئة"، وكُتِبَت ( ماية ) بغير ألف، كانت تُشبه لفظ ( منه )، فكان يلتبس في الخط قوله "وخمس مئة" بقوله "وخمس منه"؛ لأن صورة ( منه ) و ( مئة ) لو كُتِبَت في الخط بغير ألف، لكانت في الخط واحدة، ففرّقوا بينهما بالألف، كما فرّقوا بين ( عمر ) و ( عمرو )، والله أعلم بالصواب " .
قال أبو عبيدة ( مشهور سلمان ) : رَسَمَ المؤلّف ( محمد راغب الطباخ ) لفظ ( مئة ) بزيادة الألف ! كما يفعل الأقدمون؛ خوفاً من اشتباهها مع ( منه )، كما تقدّم فيما نقلناه عن الراعي، ولكن كثيراً من الناس الآن صاروا يقرؤونها بلفظ الألف، فرسمناها ( مئة ) في جميع مواطن ورودها في الكتاب لزوال العلّة المذكورة بظهور الطباعة الحديثة، والله الهادي .
وانظر : " ابن درستويه كتاب الكتاب " (ص 84)، ومجلة " المورد " (م 2 ع 1-2، سنة 1973م ) (ص 113) .
انتهى .