عمي صالح
2012-01-22, 13:26
بسم الله الرحمن الرحيم
من دستور المعاملة في الإسلام
الحمد لله الذي كتب على نفسه الرحمة وأمر عباده بها ... وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، شهادة عبد يرجو النجاة بها يوم الحساب وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، الذي مدحه ربه بقوله : ((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ))4 القلم اللهم صلّ على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد...
فإن الله تعالى يقول في محكم تنزيله : (( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ))53 الاسراء، على وجه الإطلاق وفي كل زمان فيختاروا أحسن ما يقال ليقولوه ، كما يختار أحدهم أحسن الثمر ليأكله .
هكذا أيها الأخوة يختار الأحسن ، لا الحسن ، حتى يسد على الشيطان باب الإفساد ، فالشيطان يتصيد الكلمة الخشنة تفلت ، أو الرد السئ غير المقصود ليشعل نار العداوة والبغضاء بين المسلمين ، والكلمة الطيبة تقطع عليه الطريق وتحفظ حرم الأخوة آمنا من نزعاته ونفثاته .
لذا حرص الاسلام على صيانة علاقات المسلمين وحفظها من عثرات اللسان وزلاته ، فنبه في أكثر من آية أو حديث على حفظ اللسان . قال تعالى : ((مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )) 18 ق، يسجل كل كلمة يتلفظ بها ، حتى لو كذب على ابنه الصغير أو كذب مازحاً .
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجلية أضمن له الجنة " صحيح – وقال – صلى الله عليه وسلم – "أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك عن خطيئتك " الترمذي – وقال عمر رضي الله عنه " من كثر كلمه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه كثر ذنوبه ، ومن كثر ذنوبة كانت النار أولى به "
وقديما قال الشاعر :-
احفظ لسانـــــك أيـــها الإنسان *** لا يلـــــــدغك إلا ثـــــــعبان
كم في المقابر من صريع لسان *** كانت تهاب لقاءة الشجعان
نعم كم من رجل قد قتل بزلة لسانه ، ومن أولئك أبو الطيب المتنبي الشاعر المعروف فقد كان يمدح الناس طمعا في عطائهم ، فان منعوه هجاهم ، وممن هجاهم فأتك الأسدي ، وفاتك كان كاسمه عندما علم بهجاء المتنبي أقسم ليقتلنه ، وفي أحد سفرات المتنبي كمن له فاتك مع بعض جنوده ، فعلم بهم المتنبي فأراد أن يحيد عن طريقهم ، فقال له عبده ، ألست القائل :
الخيل والليلّ والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فقال : قتلتني ياعبد السؤ ، فقال له العبد : بل قتلك لسانك ، فسلك طريق فاتك ، فقتله .
فالعاقل أيها الأخوة هو من يجعل لسانة من وراء عقله وقلبه ، يفكر في الكلمة قبل أن يلقيها ، ويقلبها على كل محاملها ، ثم يخرجها في أجمل صورة ، والعاجز من يجعل مصيرة في كلمة تخرج من لسانه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم " البخاري.
فهل من العقل والحكمة أيها الأخوة الكرام أن نضحك الناس على حساب شقائنا وعذابنا ...؟
أيها الآخوة المسلمون :
إن من أعظم آفات اللسان تتبع عورات الناس والتطاول عليهم بالسباب والشتيمة وإنها لخصلة ذميمة يكرهها أصحاب الفطرة السليمة والأخلاق السوية ، فكيف بالمسلم الذي يعلم أنها من الأخلاق البغيضة عند الله تعالى .
قال – صلى الله عليه وسلم – "إياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش والتفحش " . وبين المصطفى – صلى الله عليه وسلم – ان هذا الخلق الذميم يتنافى مع الإيمان فقال " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا بالفاحش ولا البذئ .." ، وإن من أقبح الشتم والسباب والتطاول على سلف الأمة الصالحين والتطاول على موتى المسلمين والطعن على العلماء الأعلام أئمة المسلمين ، قال تعالى : ((وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) 10 الحشر، وقال – صلى الله عليه وسلم – "اذكروا محاسن موتاكم " .
فأسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من النفاق والفحش وأعمالنا من الرياء ، وأن يجعلنا من عباده الصالحين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته م.ن.ق.و.ل (http://www.dralsherif.net/Article.aspx?SectionID=2&RefID=127)
من دستور المعاملة في الإسلام
الحمد لله الذي كتب على نفسه الرحمة وأمر عباده بها ... وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، شهادة عبد يرجو النجاة بها يوم الحساب وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، الذي مدحه ربه بقوله : ((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ))4 القلم اللهم صلّ على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد...
فإن الله تعالى يقول في محكم تنزيله : (( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ))53 الاسراء، على وجه الإطلاق وفي كل زمان فيختاروا أحسن ما يقال ليقولوه ، كما يختار أحدهم أحسن الثمر ليأكله .
هكذا أيها الأخوة يختار الأحسن ، لا الحسن ، حتى يسد على الشيطان باب الإفساد ، فالشيطان يتصيد الكلمة الخشنة تفلت ، أو الرد السئ غير المقصود ليشعل نار العداوة والبغضاء بين المسلمين ، والكلمة الطيبة تقطع عليه الطريق وتحفظ حرم الأخوة آمنا من نزعاته ونفثاته .
لذا حرص الاسلام على صيانة علاقات المسلمين وحفظها من عثرات اللسان وزلاته ، فنبه في أكثر من آية أو حديث على حفظ اللسان . قال تعالى : ((مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )) 18 ق، يسجل كل كلمة يتلفظ بها ، حتى لو كذب على ابنه الصغير أو كذب مازحاً .
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجلية أضمن له الجنة " صحيح – وقال – صلى الله عليه وسلم – "أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك عن خطيئتك " الترمذي – وقال عمر رضي الله عنه " من كثر كلمه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه كثر ذنوبه ، ومن كثر ذنوبة كانت النار أولى به "
وقديما قال الشاعر :-
احفظ لسانـــــك أيـــها الإنسان *** لا يلـــــــدغك إلا ثـــــــعبان
كم في المقابر من صريع لسان *** كانت تهاب لقاءة الشجعان
نعم كم من رجل قد قتل بزلة لسانه ، ومن أولئك أبو الطيب المتنبي الشاعر المعروف فقد كان يمدح الناس طمعا في عطائهم ، فان منعوه هجاهم ، وممن هجاهم فأتك الأسدي ، وفاتك كان كاسمه عندما علم بهجاء المتنبي أقسم ليقتلنه ، وفي أحد سفرات المتنبي كمن له فاتك مع بعض جنوده ، فعلم بهم المتنبي فأراد أن يحيد عن طريقهم ، فقال له عبده ، ألست القائل :
الخيل والليلّ والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فقال : قتلتني ياعبد السؤ ، فقال له العبد : بل قتلك لسانك ، فسلك طريق فاتك ، فقتله .
فالعاقل أيها الأخوة هو من يجعل لسانة من وراء عقله وقلبه ، يفكر في الكلمة قبل أن يلقيها ، ويقلبها على كل محاملها ، ثم يخرجها في أجمل صورة ، والعاجز من يجعل مصيرة في كلمة تخرج من لسانه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم " البخاري.
فهل من العقل والحكمة أيها الأخوة الكرام أن نضحك الناس على حساب شقائنا وعذابنا ...؟
أيها الآخوة المسلمون :
إن من أعظم آفات اللسان تتبع عورات الناس والتطاول عليهم بالسباب والشتيمة وإنها لخصلة ذميمة يكرهها أصحاب الفطرة السليمة والأخلاق السوية ، فكيف بالمسلم الذي يعلم أنها من الأخلاق البغيضة عند الله تعالى .
قال – صلى الله عليه وسلم – "إياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش والتفحش " . وبين المصطفى – صلى الله عليه وسلم – ان هذا الخلق الذميم يتنافى مع الإيمان فقال " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا بالفاحش ولا البذئ .." ، وإن من أقبح الشتم والسباب والتطاول على سلف الأمة الصالحين والتطاول على موتى المسلمين والطعن على العلماء الأعلام أئمة المسلمين ، قال تعالى : ((وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) 10 الحشر، وقال – صلى الله عليه وسلم – "اذكروا محاسن موتاكم " .
فأسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من النفاق والفحش وأعمالنا من الرياء ، وأن يجعلنا من عباده الصالحين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته م.ن.ق.و.ل (http://www.dralsherif.net/Article.aspx?SectionID=2&RefID=127)