ايوب ناصر
2012-01-20, 16:57
على مائدة الإفطار:
اجتمعت العائلة الصغيرة السعيدة على مائدة الإفطار... أب وأم شابان وطفلهما, انتهى الإفطار والتفّت العائلة الصغيرة حول فنجان الشاي الساخن اللذيذ, ومضى الأب والأم يرتشفان الشاي في سعادة وهدوء واطمئنان إلى أن اقتحم السكون صوت طفلهما الصغير بسؤال بريء: كيف أتيت إلى الدنيا يا أمي؟
برد الشاي فجأة وذهل الأبوان وتمنيا أن تنشق الأرض وتبتلعهما في هذه اللحظة ولكنهما بقيا فوق ظهر الأرض يواجههما هذا السؤال المحرج.
ولكن ما وجه الإحراج في هذا السؤال؟
إن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو حب الاستطلاع والتساؤل, وتنمو هذه الموهبة عند الطفل سريعًا وتظهر رغبته في معرفة كل ما يدور حوله بما في ذلك كيف جاء.
وتبدأ أسئلة الطفل حوالي السنة الثالثة من عمره وهي مرحلة لماذا؟
وهو إذا سأل الأم لماذا تمطر السماء ؟ أو لماذا ينبح الكلب ؟ فإنها تعتبره سؤالاً عاديًا وتجيب عليه بطريقة طبيعية وغير منفعلة, أما إذا تطلع إلى معرفة كيف أتى إلى الوجود أو تساءل عنها فإنها قد تخجل من الإجابة.
الطفل لا يريد أن يعرف ما يتعلق بالعلاقات الجنسية ولكن المسألة بالنسبة له كانت مجرد حب استطلاع بسيط بريء جدًا.
ونعود إلى قصتنا, فماذا قالت الأم لترد على سؤال الطفل؟
إنها وضعت فنجان الشاي على المائدة بعد أن سكبت نصفه ثم قالت لابنها: لقد وجدناك , فسكت الطفل قليلاً ثم سأل: ولماذا تزوجتما ؟
لقد أثبتت التجربة أن الحكايات المؤلفة غير الصادقة أصبحت لا تُقبل على علاتها من الطفل؛ فهو وإن بدا عليه التصديق, فإنه في الغالب قد ينتابه الشك أنه قد ضُلل بطريقة أو بأخرى، ولعل رغبة الكثير من الأهل في عدم الخوض في هذه المسألة تعود إلى أكثر من سبب, فقد ينظر أهل الطفل أنفسهم إلى الجنس كشيء قذر بسبب ما لقنّوه هم أنفسهم من مبادئ خاطئة في طفولتهم.
أو أنهم يعتقدون أن الحديث في مثل هذا الموضوع سوف يقلل من احترام الطفل لهم, ويهز ثقة الطفل في أهله, وهم لا يعلمون أن الكذب على الطفل سيؤدي إلى نفس النتائج ويكون له الأثر السيئ الواضح على الطفل.
والحقيقة أن الطفل سوف يتعلم حقائق الجنس آجلاً أو عاجلاً, فمن الأفضل أن يتلقاها عن أب وأم عاقلين مثقفين يقدمان له الحقيقة بصورة مبسطة بالتدرج فينمو الطفل وقد كوّن فكرة نظيفة عن الجنس منذ صغره.. وهذا أحسن وأفضل بكثير من أن يُلقن هذه المبادئ عن زميل له في المدرسة أو عن خادمة تقدم له الحقائق الجنسية بطريقة مشوهة, وقد يؤثر هذا على حياته عندما يشب.
فالفتى أو الفتاة المنحرفان هم في الأساس ضحية تعليم خاطئ من معلم جاهل, فلا تضطري ابنك أيتها الأم للشرب من ماء ملوث ما دام هناك مصدر للماء النقي هو أنتِ وزوجك.
منقول
اجتمعت العائلة الصغيرة السعيدة على مائدة الإفطار... أب وأم شابان وطفلهما, انتهى الإفطار والتفّت العائلة الصغيرة حول فنجان الشاي الساخن اللذيذ, ومضى الأب والأم يرتشفان الشاي في سعادة وهدوء واطمئنان إلى أن اقتحم السكون صوت طفلهما الصغير بسؤال بريء: كيف أتيت إلى الدنيا يا أمي؟
برد الشاي فجأة وذهل الأبوان وتمنيا أن تنشق الأرض وتبتلعهما في هذه اللحظة ولكنهما بقيا فوق ظهر الأرض يواجههما هذا السؤال المحرج.
ولكن ما وجه الإحراج في هذا السؤال؟
إن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو حب الاستطلاع والتساؤل, وتنمو هذه الموهبة عند الطفل سريعًا وتظهر رغبته في معرفة كل ما يدور حوله بما في ذلك كيف جاء.
وتبدأ أسئلة الطفل حوالي السنة الثالثة من عمره وهي مرحلة لماذا؟
وهو إذا سأل الأم لماذا تمطر السماء ؟ أو لماذا ينبح الكلب ؟ فإنها تعتبره سؤالاً عاديًا وتجيب عليه بطريقة طبيعية وغير منفعلة, أما إذا تطلع إلى معرفة كيف أتى إلى الوجود أو تساءل عنها فإنها قد تخجل من الإجابة.
الطفل لا يريد أن يعرف ما يتعلق بالعلاقات الجنسية ولكن المسألة بالنسبة له كانت مجرد حب استطلاع بسيط بريء جدًا.
ونعود إلى قصتنا, فماذا قالت الأم لترد على سؤال الطفل؟
إنها وضعت فنجان الشاي على المائدة بعد أن سكبت نصفه ثم قالت لابنها: لقد وجدناك , فسكت الطفل قليلاً ثم سأل: ولماذا تزوجتما ؟
لقد أثبتت التجربة أن الحكايات المؤلفة غير الصادقة أصبحت لا تُقبل على علاتها من الطفل؛ فهو وإن بدا عليه التصديق, فإنه في الغالب قد ينتابه الشك أنه قد ضُلل بطريقة أو بأخرى، ولعل رغبة الكثير من الأهل في عدم الخوض في هذه المسألة تعود إلى أكثر من سبب, فقد ينظر أهل الطفل أنفسهم إلى الجنس كشيء قذر بسبب ما لقنّوه هم أنفسهم من مبادئ خاطئة في طفولتهم.
أو أنهم يعتقدون أن الحديث في مثل هذا الموضوع سوف يقلل من احترام الطفل لهم, ويهز ثقة الطفل في أهله, وهم لا يعلمون أن الكذب على الطفل سيؤدي إلى نفس النتائج ويكون له الأثر السيئ الواضح على الطفل.
والحقيقة أن الطفل سوف يتعلم حقائق الجنس آجلاً أو عاجلاً, فمن الأفضل أن يتلقاها عن أب وأم عاقلين مثقفين يقدمان له الحقيقة بصورة مبسطة بالتدرج فينمو الطفل وقد كوّن فكرة نظيفة عن الجنس منذ صغره.. وهذا أحسن وأفضل بكثير من أن يُلقن هذه المبادئ عن زميل له في المدرسة أو عن خادمة تقدم له الحقائق الجنسية بطريقة مشوهة, وقد يؤثر هذا على حياته عندما يشب.
فالفتى أو الفتاة المنحرفان هم في الأساس ضحية تعليم خاطئ من معلم جاهل, فلا تضطري ابنك أيتها الأم للشرب من ماء ملوث ما دام هناك مصدر للماء النقي هو أنتِ وزوجك.
منقول