المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أثار السلف في طاعة الأئمة


رياض المطرفي
2012-01-20, 10:20
وقد حكى الإجماع على ذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى فقال:"وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب، والجهاد معه، وأنّ طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء، وتسكين الدهماء".
(الفتح (13/ 7))
ونقل الامام النووى -رحمه الله - الإجماع على ذلك فقال في واما الخروج عليهم وقتالهم فحرام باجماعالمسلمين وإن كانوافسقة ظالمين وقد تظاهرت الاحاديث على ماذكرته واجمع اهلالسنه انه لاينعزل السلطان بالفسق
(شرح النووى 12/229)
وقال النووي رحمه الله:
أجمع العلماء على وجوب طاعة الأمراء في غير معصية
(شرح مسلم)
وقد حكى الإجماع - أيضاً - شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - فقال:
"الأئمة مجمعون من كل مذهب على أنّ من تغلَّب على بلد أو بلدان، له حكم الإِمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا، لأن الناس من زمن طويل، قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا، ما اجتمعوا على أمام واحد، ولا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصح إلاَّ بالإمام الأعظم".
("الدرر السنية في الأجوبة النجدية" (7/ 239))

وقال الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن إبراهيم بن عبد الاعلى عن سويد بن غفلة قال : قال لي عمر : يا أبا أمية ! إني لا أدري لعلي أن لا ألقاك بعد عامي هذا ، فاسمع وأطع وإن أمر عليك عبد حبشي مجدع ، إن ضربك فاصبر ، وإن حرمك فاصبر ، وإن أراد امرا ينتقص دينك فقل : سمع وطاعة ، ودمي دون ديني ، فلا تفارق الجماعة.
(صحيح . سلسلة الآثار الصحيحة أو الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين)
قال الإمام أحمد رحمه الله في أصول السنة :"والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنينالبر والفاجرومن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به ومن عليهم بالسيف حتى صارخليفة وسمي أمير المؤمنين والغزو ماض مع الإمام إلى يوم القيامةالبر والفاجرلا يترك وقسمة الفيء وإقامة الحدود إلى الأئمة ماض ليس لأحد أن يطعن عليهمولا ينازعهم ودفع الصدقات إليهم جائزة نافذة من دفعها إليهم أجزأت عنه براكان أو فاجرا وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولاه جائزة باقية تامة ركعتين منأعادهما فهو مبتدع".(أصول السنة)
قال ابن تيمية رحمه الله
" وبذلك مضت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أمر بقتال الخوارج عن السنة،وأمر بالصبر على جور الأئمة وظلمهم والصلاة خلفهم مع ذنوبهم،وشهد لبعض المصرين من أصحابه على بعض الذنوب أنه يحب الله ورسوله، ونهى عنلعنته وأخبر عن ذي الخويصرة وأصحابه مع عبادتهم وورعمهم أنهم يمرقون منالإسلام كما يمرق السهم من الرمية(الله الفتاوى (28/470)
وقال ابن تيمية : "وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج، ونهى عن قتالالولاة الظلمة"( المجموع7/284)


قال الآجري رحمه الله:
"قد ذكرت من التحذير عن مذاهب الخوارج ما فيه بلاغ لمن عصمه الله عز وجل الكريم عن مذهب الخوارج ولم ير رأيهموصبر على جور الأئمةوحيف الأمراء ولم يخرج عليهم بسيفه وسأل الله العظيم أن يكشف الظلم عنهوعن جميع المسلمين ودعا للولاة بالصلاح وحج معهم وجاهد معهم كل عدوللمسلمين وصلى خلفهم الجمعة والعيدين وإن أمروه بطاعتهم فأمكنته طاعتهمأطاعهم وإن لم يمكنه اعتذر إليهم وإن أمروه بمعصية لم يطعهم وإذا دارتبينهم الفتن لزم بيته وكف لسانه ويده ولم يهو ما هم فيه ولم يعن على فتنةفمن كان هذا وصفه كان على الطريق المستقيم إن شاء الله تعالى" (الشريعة ص 42)
وَقَالالآجري: "من أُمِّر عليك من عربي أو غيره، أسود أو أبيض،أو أعجمي، فأطعه فيما ليس لله عَزَّ وَجَلَّ فيه معصية، وإن ظلمك حقًّالك، وإن ضربكَ ظلمًا، وانتهكَ عرضك وأخذ مالك، فلا يَحملك ذَلِكَ عَلَى أنهيَخرج عليه سيفك حتَّى تقاتله، ولا تَخرج مع خارجي حتَّى تقاتله، ولاتُحرِّض غيرك عَلَى الخروج عليه، ولكن اصبر عليه"، وقال الطحاوي في عقيدةأهل السنة: ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعوعليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله - عز وجل- فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة،
("الشريعة (ص40))
وقال البربهاري رحمه الله
:"والسمعوالطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى ومن ولي الخلافة بإجماع الناس عليهورضاهم به فهو أمير المؤمنين لا يحل لأحد أن يبيت ليلة ولا يرى أن ليس عليهإمام برا كانأو فاجراوالحج والغزو مع الإمام ماض وصلاة الجمعة خلفهم جائزة ويصلى بعدها ست ركعات يفصل بين كل ركعتين هكذا قال أحمد ابن حنبل"
(في شرح السنة)

وقال البربهاري أيضا في شرح السنة :"ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليهوإن جاروذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري اصبر وإن كانعبدا حبشيا وقوله للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض وليس من السنة قتالالسلطان فإن فيه فساد الدنيا والدين"
قال الشوكاني رحمه الله :"ثم إذا لميثبت على ذلك كان عليهم أمره بما هو معروف ونهيه عما هو منكر ولا يجوز لهمأن يطيعوه في معصية الله ولا يجوز لهم أيضا الخروج عليه ومحاكمته إلى السيففإن الأحاديث المتواترة قد دلت على ذلك دلالة أوضح من شمس النهار (السيلالجرار4/509)

قال النووي رحمه الله :"باب : الأمر بالصبرعند ظلم الولاةواستئثارهم"
ثم قال :"تقدم شرح أحاديثه في الأبواب قبله وحاصلهالصبر على ظلمهموأنه لا تسقط طاعتهم بظلمهم والله أعلم(شرح مسلم للنووي 12/235)
وقال بن المنذر رحمه الله :"ذكر الأمر بطاعة السلاطينوإن جاروا في بعض الأحكامخلاف الخوارج ومن رأى مثل رأيهم في الخروج على الأئمة
وقال بن قدامة رحمه الله :"ونرى الحجّ والجهاد ماضيان مع كلّ إمام ،برّا كان أو فاجرا، وصلاة الجمعة خلفهم جائزة"اهـ (لمعة الإعتقاد( .
قال أبو الحسن الأشعري وأجمعوا عَلَى السمع والطاعة لأئمة المسلمين ...من بَرٍّ وفاجر لا يلزم الخروج عليهم بالسيف جار أو عدل(رسالة إلى أهل الثغر (ص296:)
قال ابن تيميةرحمه الله-: أمر النبى عليه السلام بالصبرعلى جور الأئمة ونهى عن قتالهم ما أقاموا الصلاة وقال : " أدوا إليهمحقوقهم وسلوا الله حقوقكم " ، ولهذا كان من أصول السنة والجماعة لزومالجماعة وترك قتال الأئمة وترك القتال في الفتنة
( الأمر بالمعروفوالنهى عن المنكر ص 20)

ويقول ابن تيمية : إن المشهور من مذهب أهل السنة أنهملا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ، لان الفسادفي القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة فيدفعأعظم الفسادين بالتزام الأدنى
(منهاج السنة 2/87)
قال القرطبى رحمه الله-: والذى عليه الأكثر منالعلماء أن الصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه لأن فيمنازعاته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف ، وإراقة الدماء وانطلاق أيدىالسفهاء ، وشن الغارات على المسلمين والفساد في الأرض
)تفسير القرطبى (
قال الإمام اللالكائى–رحمه الله-
فيما روى عن النبىفي الحث على اتباع الجماعة والسواد الأعظم وذم تكلفالرأى والرغبة عن السنة والوعيد في مفارقة الجماعة كما يلى:
• أن النبى صلى الله عليه وسلمقال " والله إنى لأخشاكم لله واتقاكم له فمن رغب عن سنتى فليس منى " (أخرجه البخارى ح 5063 ، ومسلم ح 1041 .(

• قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة مات ميتةجاهلية " ( رواه مسلم في كتاب الإمارة ـ ح 53( .
• قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم " من جاء إلى أمتى وهم جميع يريد أن يفرق بينهم فاقتلوه كائنا ما كان " ( رواه مسلم) .
• قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم " استوصوا بأصحابى خيراً ثم الذين يلونهم ثم الذينيلونهم ثم يفشو الكذب حتى يعجل الرجل بالشهادة قبل أن يسألها وباليمين قبلأن يسألها فمن أرد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد ،ومن الاثنين أبعد فمن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن
• عن المسيب بن رافع قال : سمعت أبا مسعود حين خرج في طريق القادسية فقلنا : اعهد إلينا فإن الناس وقعوا في الفتنة فلا ندرى أنلقاك بعد اليوم أم لا ،فقال : اتقوا الله واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر وعليكمبالجماعة فإن الله لا يجمع أمته على الضلالة .
قال الثورى –رحمه الله- يا شعيب لا ينفعك ما كتبتحتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد ماض إلى يوم القيامة والصبر تحتلواء السلطان جار أم عدل. أ.هـ (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعةلللاكائى جـ1)
وقال على بن المدينى ومن نقل عنه ممن أدركه منجماعة السلف: ثم السمع والطاعة للأئمة وأمراء المؤمنين البر والفاجر ومنولى الخلافة بإجماع الناس ورضاهم لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الأخر أنيبيت ليلة إلا وعليه إمام براً كان أو فاجراً فهو أمير المؤمنين والغزو معالأمراء ماض إلىيوم القيامة البر والفاجر لا يترك ... ومن خرج على إماممن أئمة المسلمين وقد اجتمع عليه الناس فأقروا له بالخلافة بأى وجه كانتبرضى كانت أو بغلبة فهو شاق هذا الخارج عليه العصا وخالف الآثار عن رسولاللهصلى الله عليه وسلمفإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية . ولا يحل قتال السلطان ولاالخروج عليه بأحد من الناس فمن عمل ذلك فهو مبتدع على غير السنة ... أ.هـ . (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللاكائى جـ1 ص169)

قال البخارى–رحمه الله-: لقيت أكثر من ألف رجلٍ من أهل العلم .. لقيتهم كرات قرناً بعد قرن (طبقة بعد طبقة من العلماء) أدركتهم وهممتوافرون منذ أكثر من ستةٍ وأربعين سنة .. فما رأيت واحداً منهم يختلف عنهذه الأشياء:
- أن الدين قول وعمل.
- وأن القرآن كلام الله غير مخلوق.
- ولم يكونوا يكفرون أحداً من أهل القبلة بالذنب لقوله تعالى: ﴿ إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ الآية 48 من النساء.
- وأن لا ننازع الأمر أهله لقول النبىصلى الله عليه وسلم " ثلاثة لا يغلعليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله وطاعة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم ،فإن دعوتهم من ورائهم ) ثم أكد في قوله : أطيعوا الله وأطيعوا الرسولوأولى الأمر منكم وأن لا يرى السيف على أمة محمدصلى الله عليه وسلم .
وقالالفضيل: لو كانت لى دعوة مستجابة لم أجعلها إلا في إمام لأنه إذا صلحالإمام أمن البلاد والعباد . أ.هـ .
(شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعةلللاكائى جـ1 ص 172-176)
وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله
ناقلا عقيدة أئمة السلف رضوان اللهعليهم: لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم أهل الحجاز ومكة والمدينةوالكوفة والبصرة وواسط وبغداد والشام ومصر لقيتهم كرات قرنا بعد قرن ثمقرنا بعد قرن ، أدركتهم وهم متوافرون منذ أكثر من ست وأربعين سنة ، أهلالشام ومصر والجزيرة مرتين والبصرة أربع مرات في سنين ذوي عدد بالحجاز ستةأعوام ، ولا أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد مع محدثي أهل خراسان ، منهم المكيبن إبراهيم ، ويحيى بن يحيى ، وعلي بن الحسن بن شقيق ، وقتيبة بن سعيد ،وشهاب بن معمر ، وبالشام محمد بن يوسف الفريابي ، وأبا مسهر عبد الأعلى بنمسهر ، وأبا المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ، وأبا اليمان الحكم بن نافع ،ومن بعدهم عدة كثيرة ، وبمصر : يحيى بن كثير ، وأبا صالح كاتب الليث بن سعد، وسعيد بن أبي مريم ، وأصبغ بن الفرج ،ونعيم بن حماد، وبمكة عبد الله بن يزيد المقرئ ، والحميدي ، وسليمان بن حرب قاضي مكة ،وأحمد بن محمد الأزرقي ، وبالمدينة إسماعيل بن أبي أويس ، ومطرف بن عبدالله ، وعبد الله بن نافع الزبيري ، وأحمد بن أبي بكر أبا مصعب الزهري ،وإبراهيم بن حمزة الزبيري ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وبالبصرةأبا عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني، وأبا الوليد هشام بن عبد الملك ، والحجاج بن المنهال ،وعلي بن عبد الله بن جعفر المديني . وبالكوفة أبا نعيم الفضل بن دكين، وعبيد الله بن موسى ، وأحمد بن يونس ، وقبيصة بن عقبة ، وابن نمير ،وعبد الله وعثمان ابنا أبي شيبة . وببغداد أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين، وأبا معمر ، وأبا خيثمة ،وأبا عبيد القاسم بن سلام، ومن أهل الجزيرة : عمرو بن خالد الحراني ، وبواسط عمرو بن عون ، وعاصمبن علي بن عاصم ، وبمرو صدقة بن الفضل ، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي . واكتفينا بتسمية هؤلاء كي يكون مختصرا وأن لا يطول ذلك ،فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه الأشياءفذكر أمورا منها:وأن لا ننازع الأمر أهله لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ثلاث لا يغلعليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، وطاعة ولاة الأمر ، ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)، ثم أكد في قوله : (أطيعوا الله وأطيعواالرسول وأولي الأمر منكم. وأن لا يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وقال الفضيل : لو كانت لي دعوة مستجابة لم أجعلها إلا في إمام ؛ لأنهإذا صلح الإمام أمن البلاد والعباد . قال ابن المبارك : يا معلم الخير ،من يجترئ على هذا غيرك
) شرح الاعتقاد للآلكائي (176،172/1)
وقال أبو زرعة–رحمه الله-: ولا نكفر أهل القبلةبذنوبهم ونكل أسرارهم إلى الله عز وجل ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمةالمسلمين في كل دهر وزمان ، ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال فيالفتنة ، ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا ولا ننزع يداً من طاعةونتبع السنة والجماعة . أ.هـ .
(شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعةلللاكائى جـ1(
وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهلالسنة في أصول الدين ، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار ، ومايعتقدان من ذلك ، فقالا : أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنافكان من مذهبهم وذكرا أمورا ثم قالا: ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان . ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة، ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا ولا ننزع يدا من طاعة ، ونتبعالسنة والجماعة ، ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة . وأن الجهاد ماض منذ بعثالله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام إلى قيام الساعة مع أولي الأمر منأئمة المسلمين لا يبطله شيء . والحج كذلك ، ودفع الصدقات من السوائم إلىأولي الأمر من أئمة المسلمين
(شرح الاعتقاد للالكائي (180،176/1)
و قال الحسن البصري
والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قِبلِ سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفعالله عز وجل ذلك عنهم وذلك أنهم يفزعون إلى السيف (السلاح) فَيُوكَلون إليهووالله ما جاءوا بيوم خير قط ثم تلا وتمت كلمة ربك الحسنى على بنيإسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون الآية .الأعراف 137

وقال: يا عجباً لمن يخاف ملكاً أو يتقي ظلماً بعد أيمانه بهذه الآية أماوالله لو أن الناس إذا ابتلوا صبروا لأمر ربهم لفرج الله عنهم كربهم ولكنهمجزعوا من السيف فوكلوا إلى الخوف ونعوذ بالله من شر البلاء.
(الشريعة ج1 ص158 ط قرطبه، وكتاب أصول السنة لإمام أحمد ص 64-65 )
وقال الإمام علي بن المديني رحمه الله تعالى
رحمه الله تعالى: السنة اللازمة التي من تركمنها خصلةلم يقلها أو يؤمن بهالم يكن من أهلها) وذكر أمورا ثم قال:(...ثمالسمع والطاعة للأئمة وأمراء المؤمنين البر والفاجر ، ومن ولي الخلافةبإجماع الناس ورضاهم ، لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ليلةإلا وعليه إمام ، برا كان أو فاجرا فهو أمير المؤمنين...ومن خرج على إمام من أئمة المسلمينوقد اجتمع عليه الناس فأقروا له بالخلافة بأي وجه كانت برضا كانتأوبغلبة فهو شاق هذا الخارج عليه العصا ، وخالف الآثار عن رسول الله صلىالله عليه وسلم ، فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية . ولا يحل قتالالسلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس ، فمن عمل ذلك فهو مبتدع على غيرالسنة) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي(168،167/1)
وقال سهل بن عبدالله التُّستري رحمه الله وقد قيل له: متى يعلم الرجل أنه على السنة والجماعة؟
قال:(إذا عرف من نفسه عشر خصال :
لا يترك الجماعة ، ولا يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ،ولا يخرج على هذه الأمة بالسيف،ولا يكذب بالقدر ، ولا يشك في الإيمان ، ولا يماريفي الدين ، ولا يتركالصلاة على من يموت من أهل القبلة بالذنب ، ولا يترك المسح على الخفين ،ولا يترك الجماعة خلف كل وال جار أو عدل
)شرح الاعتقاد للالكائي (183/1)
و قال لإمام ابن بطة العكبري رحمه الله تعالى
ونحن الآن ذاكرون شرح السنة ووصفها ، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ، ودان الله به سمي بها ، واستحق الدخول فيجملة أهلها ،وما إن خالفه أو شيئاً منه ، دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحذرنا منه ، من أهل البدع والزيغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام ، وسائر الأمة ، مذ بعث الله نبيهصلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا) وذكر جملة من الأصول ثم قال: ثممن بعد ذلك الكف والقعود في الفتنة ، ولا تخرج بالسيف على الأئمة وإن ظلموا.وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن ظلمك فاصبر وإن حرمك فاصبر.وقالالنبي صلى الله عليه وسلم : ( لأبي ذر اصبر وإن كان عبداً حبشياً ،وقداجتمت العلماء من أهل الفقه والعلم والنساك والعباد والزهاد ، من أول هذهالأمة إلى وقتنا هذا ، أن صلاة الجمعة والعيدين ، ومنى وعرفات ، والغزووالجهاد والهدي مع كل أمير ، بر وفاجر ، واعطاؤهم الخراج والصدقات والأعشارجائز ، والصلاة في المساجد العظام التي بنوها والمشي على القناطر والجسورالتي عقدوها ، والبيع والشراء وسائر التجارة والزراعة والصنائع كلها ، فيكل عصر ومع كل أمير جائز على حكم الكتاب والسنة ، لا يضر المحتاط لدينه ،والمتمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ظلم ظالم ولا جور جائر ، إذا كان مايأتيه هو على حكم الكتاب والسنة ، كما أنه لو باع واشترى في زمن الإمامالعادل، بيعا يخالف الكتاب والسنة ،لم ينفعه عدل الأمام . والمحاكمة إلىقضاتهم ، ورفع الحدود والقصاص ، وانتزاع الحقوق من أيدي الظلمة بأمرائهموشرطهم ،والسمع الطاعة لمن ولوه ، وإن كان عبدا حبشيا ، إلا في معصيته الله عز وجل فليس لمخلوق فيها طاعة .النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم،ثممن بعد ذلك اعتقاد الديانة بالنصيحة ، للأئمة وسائر الأمة في الدينوالدنيا ، ومحبة الخير لسائر المسلمين ، تحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ماتكره لنفسك .
(الشرح والإبانة ص175 و276-281)
و قال الإمام أبومنصور معمر بن أحمد الأصبهاني رحمه الله في رسالته التي جمعهافي السنة لما رأى غربة السنة وكثرة الحوادث واتباع الأهواء..قال: ثمَّ من السّنة الانقياد لِلْأُمَرَاءِ وَالسُّلْطَان بِأَن لَا يخرج عَلَيْهِم بِالسَّيْفِ وَإِن جاورا،وَأَن يسمعوا لَهُ وَأَن يطيعوا وَإِن كَانَ عبدا حَبَشِيًّا أجدع.وَمنالسّنة الْحَج مَعَهم، وَالْجهَاد مَعَهم، وَصَلَاة الْجُمُعَةوَالْعِيدَيْنِ خلف كل بر وَفَاجِر وقال في تمامها : وَيشْهد لهَذَاالْفَصْل الْمَجْمُوع من السّنة كتب الْأَئِمَّة، فَأول ذَلِك: كتاب السّنةعَن عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل وَكتاب السّنة لأبي مَسْعُودوَأبي زرْعَة وَأبي حَاتِم، وَكتاب السّنة لعبد الله بن مُحَمَّد بنالنُّعْمَان، وَكتاب السّنة لأبي عبد الله مُحَمَّد ابْن يُوسُف الْبَنَّاالصُّوفِي رَحِمهم اللَّه أَجْمَعِينَ.ثُمَّ كتب السّنَن للآخرين مثل أَبِيأَحْمَد الْعَسَّال، وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم ابْن حَمْزَةالطَّبَرَانِيّ، وَأبي الشَّيْخ، وَغَيرهم مِمَّن ألفوا كتب السّنة،فَاجْتمع هَؤُلَاءِ كلهم عَلَى إِثبات هَذَا الْفَصْل من السّنة
) الحجة في بيان المحجة للتيمي (242،235/1(

وقال رحمه الله: فصل يتَعَلَّق باعتقاد أهل السّنة ومذهبهم...وَطَاعَة أوليالْأَمر وَاجِبَة وَهِي من أوكد السّنَن ورد بهَا الْكتاب وَالسّنة، وَلَاطَاعَة لمخلوق فِي مَعْصِيّة الْخَالِق. (الحجة في بيان المحجة (478/2)
وقال الإمام أبو إسماعيل الصابوني رحمه الله تعالى
ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين، وغيرهما من الصلوات خلفكل إمام مسلم برا كان أو فاجرا. ويرون جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جورةفجرة، ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح،ولا يرون الخروج عليهم وإن رأوا منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف. ويرون قتال الفئة الباغية حتى ترجع إلى طاعة الإمام العدل.
(عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص93،92)

و قال أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني - الملقب بمالك الصغير - رحمه الله
والطاعة لأئمة المسلمين من ولاة أمورهم وعلمائهم.
) قطف الجنى الداني شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني ص167)

و قال حرب الكرماني رحمه الله
في عقيدته التي نقلها عن جميع السلف، قال: وإن أمركالسلطان بأمر فيه لله معصية فليس لك أن تطيعه البتة، وليس لك أن تخرج عليهولا تمنعه حقه
) نقلها ابن القيم في حادي الأرواح ص104)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال
ويرون إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا
) في الواسطية ص129)


وقال رحمه الله وأما أهل العلم والدين والفضل فلايرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور وغشهم والخروج عليهم : بوجه من الوجوه كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديما وحديثا ومنسيرة غيرهم . وقد ثبت في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال : { ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة عند استهبقدر غدره } قال : وإن من أعظم الغدر . يعني بإمام المسلمين . وهذا حدث بهعبد الله بن عمر لما قام قوم من أهل المدينة يخرجون عن طاعة ولي أمرهم ؛ينقضون بيعته . وفي صحيح مسلم عن { نافع قال جاء عبد الله بن عمر إلى عبدالله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان ؛ زمن يزيد بن معاوية ؛ فقال : اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة . فقال : إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثكحديثا ؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من خلع يدا لقي الله يومالقيامة ولا حجة له ؛ ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية } وفيالصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه ؛ فإنه ليس أحد من الناس يخرج منالسلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية } وفي صحيح مسلم عن أبي هريرةرضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من خرج منالطاعة وفارق الجماعة ؛ فمات مات ميتة جاهلية ؛ ومن قاتل تحت راية عمية ؛يغضب لعصبية،أو يدعو إلى عصبية ؛ أو ينصر عصبية فقتل فقتلة جاهلية } وفيلفظ { ليس من أمتي من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنهاولا يوفي لذي عهدها ؛ فليس مني ولست منه } .
" فالأول " هو الذي يخرج عن طاعة ولي الأمر ؛ ويفارق الجماعة .
" والثاني " هو الذي يقاتل لأجل العصبية ؛ والرياسة ؛ لا في سبيل الله كأهل الأهواء : مثل قيس ويمن .
" والثالث " مثل الذي يقطع الطريق فيقتل من لقيه من مسلم وذمي ؛ ليأخذ مالهوكالحرورية المارقين الذين قاتلهم علي بن أبي طالب الذي قال فيهم النبيصلى الله عليه وسلم { يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءتهمع قراءتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرقالسهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم ؛ فإن في قتلهم أجرا عند الله لمنقتلهم يوم القيامة } . وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بطاعة ولي الأمر ؛وإن كان عبدا حبشيا كما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة } وعن { أبي ذرقال : أوصاني خليلي أن اسمعوا وأطيعوا ؛ ولو كان حبشيا مجدعالأطراف } وعنالبخاري : { ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة } وفي صحيح مسلم عن { أم الحصين رضيالله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة الوداع وهو يقول : ولو استعمل عبدا يقودكم بكتاب الله اسمعوا وأطيعوا } وفي رواية : { عبدحبشي مجدع } وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : { خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهمويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكمقلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟ قال : لا ؛ ما أقاموافيكم الصلاة لا ؛ ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليه وال فرآه يأتيشيئا من معصية فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة } وفيصحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال { قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتايديه يمين . الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا } وفي صحيح مسلم عن { عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهممن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئافرفق بهم فارفق به } وفي الصحيحين عن { الحسن البصري قال عاد عبيد الله بنزياد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه فقال له معقل : إني محدثك حديثاسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول : ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلاحرم الله عليه الجنة } وفي رواية لمسلم : { ما من أمير يلي من أمرالمسلمين شيئا ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة } وفي الصحيحينعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { ألاكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهموالمرأة راعية على بيت بعلها وهي مسئولة عنه . والعبد راع على مال سيده وهومسئول عنه ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته } وفي الصحيحين عن علي رضيالله عنه { أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جيشا وأمر عليهم رجلا ؛ فأوقدنارا فقال : ادخلوها . فأراد الناس أن يدخلوها وقال الآخرون . إنا فررنامنها فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للذين أرادوا أن يدخلوها : لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة وقال للآخرين قولا حسنا ؛وقال : لا طاعة في معصية الله ؛ إنما الطاعة في المعروف } )إلى أنقال:(فطاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد ؛ وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمرالله بطاعتهم فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر لله فأجره على الله . ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم ؛ وإن منعوه عصاهم : فما له في الآخرة من خلاق. وقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليهوسلم قال : { ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ؛ ولايزكيهم ؛ ولهم عذاب أليم . رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل ؛ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لآخذها بكذا وكذا فصدقه وهوغير ذلك ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا ؛ فإن أعطاه منها وفى ؛ وإنلم يعطه منها لم يف) مجموع الفتاوى(12،17/35)


وقال ابن أبي زمنين المالكي رحمه الله: فالسمع والطاعة لولاة الأمر واجب مهما قصَّروا في ذاتهم،فلم يبلغوا الواجب عليهم، غير أنهم يدعون إلى الحق ويأمرون به ويذبون عنه،فعليهم ما حملوا، وعلى رعاياهم ما حملوا من السمع والطاعة لهم
)أصول السنة ص980)
وقال الإمام المزني والطاعة لأولي الأمر فيما كان عند الله عز وجل مرضيًا، واجتناب ما كان عند الله مسخطًا،وتركُ الخروج عند تعدِّيهم وجَوْرهم، والتوبةُ إلى الله عز وجل كيما يعطف بهم على رعيّتهم).
(شرح السنة للإمام المزني، ص:86-87)
وفي "الاعتصام" للشاطبي
"أن يحيى بن يحيى قيل له: البيعة مكروهة؟ قال: لا. قيل له: فإن كانوا أئمة جور، فقال: قد بايع ابن عمر لعبد الملك بن مروان وبالسيف أخذا الملك، أخبرني بذلك مالك عنه، أنه كتب إليه: أقرّ له بالسمع والطاعة على كتاب الله وسنّة نبيه. قال يحيى بن يحيى: والبيعة خير من الفرقة". اهـ.
وروي البيهقي في "مناقب الشافعي" عن حرملة، قال: "سمعت الشافعي يقول: كل من غلب على الخلافة بالسيف، حتى يسمى خليفة، ويجمع الناس عليه، فهو خليفة". اهـ.
وقال الإمام أبوجعفر الطحاوي الحنفي رحمه الله : ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمرنا، وإن جاروا.ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجلفريضة ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والعافية.) شرح العقيدة الطحاوية(ص368)
قال سهلُ بنُ عبد الله التستري:
لا يزال الناس بخيرٍ ما عظَّموا السلطان والعلماء، فإن عظَّموا هذين أصلحالله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين أفسدوا دنياهم وأخراهم”.
(تفسيرالقرطبي(5/260ـ 261)
.
وقال الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في مسائلالجاهلية :"
(الثالثة ): أنّ مخالفة ولي الأمر وعدم الإنقياد له فضيلة ،والسمع والطاعة له ذلّ ومهانة ،فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وأمر بالصّبر على جور الولاة، وامر بالسّمع والطاعة لهم والنصيحة ، وغلظ في ذلك , وأبدى فيه وأعاد
(مسائل الجاهلية ص 4 /طبعة دار الوطن)
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ - رحم الله الجميع
"وأهل العلم متفقون على طاعة من تغلَّب عليهم في المعروف، ويرون نفوذ أحكامه، وصحة إمامته. لا يختلف في ذلك اثنان، ويرون المنع من الخروج عليهم بالسيف، وتفريق الأمة، وأن كان الأئمة فسقة، ما لم يروا كفراً بواحاً. ونصوصهم في ذلك موجودة عن الأئمة الأربعة وغيرهم وأمثالهم ونظرائهم".
(مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" (3/ 168))
وقالالعلامة السعدي ـ رحمه الله ـوأمر بطاعة أولي الأمر ، وهم الولاة على الناس منالأمراء والحكام والمفتين ، فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلابطاعتهم والانقياد لهم طاعة لله ، ورغبة فيما عنده ، ولكن بشرط أن لايأمروا بمعصيةٍ ، فإن أمروا بذلك ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . ولعلهذا هو السر في حذف الفعل عند الأمر بطاعتهم ، وذكره مع طاعة الرسول فإنالرسول صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بطاعة الله ، ومن يطعه فقد أطاعالله ، وأما أولو الأمر فَشَرْطُ الأمر بطاعتهم أن لا يكون معصية
( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلامالمنان" ( 2/ 89 ))
وَقَالَ العلامة ابن عثيمين الإمام هُوَ ولي الأمر الأعلى فِي الدولة، ولا يُشترط أن يكون إمامًاعامًا للمسلمين؛ لأن الإمامة العامة انقرضت من أزمنة متطاولة ..من عهد أميرالمؤمنين عُثْمَان بن عَفَّان ...وما زال أئمة الإسلام يدينون بالولاءوالطاعة لِمن تأمَّر عَلَى ناحيتهم، وإن لَم تكن له الخلافة العامة.
(فِي الشرح الممتع (8/12:)
وقال الشيخ العلامة الفقيه ابن عثيمين
“فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان، وأن لا يتخذمن أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس، وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور،فهذا عين المفسدة، و أحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس…، قال: وكذاملء القلوب على العلماء، يحدث التقليل من شأن العلماء، وبالتالي التقليلمن الشريعة التي يحملونها…، قال: الواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاهالسلطان، وأن يضبط الإنسان نفسه، وأن يعرف العواقب. و لْيُعْلَم أنَّ منيثورُ إنما يخدمُ أعداءَ الإسلام، فليست العبرة بالثورة ولا بالانفعال بلالعبرة بالحكمة.
و لست أريد بالحكمة السكوت عن الخطأ، بل معالجة الخطأ لنصلح الأوضاع لالنغير الأوضاع، فالناصح هو الذي يتكلم ليصلح الأوضاع لا ليغيرها
(حقوق الراعي والرعية)

وقال الشيخ العلامة محمد بن عبد الله السبيل -حفظه الله-:
إنطاعة ولاة الأمور من أَجَّلِ الطاعات، وأفضل القربات سواء كانوا أئمةعدولاً صالحين، أم كانوا من أئمة الجور والظلم، ما دام أنهم لم يخرجوا عندائرة الإسلام، فإن طاعتهم فيما يأمرون به وينهون عنه من طاعة الله ورسوله.
فعلىالمسلم الامتثال والإذعان لما يأمرون به من المعروف وما ينهون عنه منالمنكر طلباً لرضا الله سبحانه وتعالى وامتثالاً لأمره، ورجاء ثوابه وحذراًمن عقوبة المخالفة.


قلت والسمع والطاعة من محاسن الشريعة، فإنها لم ترتب السمع والطاعة على عدل الأئمة، ولو كان الأمر كذلك، لكانت الدنيا كلها هرجاً ومرجاً، فالحمد لله على لطفه بعباده.

عُضو مُحترم
2012-01-20, 18:08
باختصار

فوتها

إذا اردت القعود ..... فاقعُد في بيتك

اما أنا فلا

ساٌسقط النظام الفاسد اليوم او غدا او بعد 10 سنين

جمال البليدي
2012-01-20, 22:18
باختصار

فوتها

إذا اردت القعود ..... فاقعُد في بيتك

اما أنا فلا

ساٌسقط النظام الفاسد اليوم او غدا او بعد 10 سنين


أخي الغالي"الفتى الصغير" هدانا الله وإياك:
ألا تذكر النقاش الذي دار بيني وبينك سابقا حول هذه النقطة بالذات حيث بينت لك أن القول بعدم الخروج على الحاكم الظالم الفاسد الفاسق(مالم يكفر) لا يعني عدم الحركة ولا عدم التغيير! فلماذا يا أخي تصر دائما على رمي مخالفيك بما ليس فيهم؟ أفكلما خالف أحدهم رأيك تظلمه؟ هل أهل السنة ظلموا غيرهم؟!.
يا أخي الحبيب الخلاف بين أهل السنة وبين أهل التحزب والثورات ليس في وجوب التغيير بل في طريقته! فافهم هذا يارعاك الله ولا تكرر علينا نفس الأسطوانة فالظلم ظلمات يوم القيامة! .
◄أهل السنة -منذ يوم البعثة إلى يومنا هذا - يرون التغيير بالطريقة المحمدية من تصفية وتربية(تصفية الدين مما علق به من تشويهات ثم تربية النفس والأجيال على هذا الصفاء ليخرج من هذا الجيل الحاكم العادل والطبيب البارع والمهندس المتقن و.........) وأما أهل التحزب فيرون الثورات والخروج على الحكام وغيرهم يرى الدخول في البرلمانات و.......

◄أهل السنة يرون أن الحكم العادل يخرج من بطن الدين فلا يمكن أن نصل إلى خلافة رشيدة بدون دين رشيد(=منهاج النبوة)).
وأهل التحزب يرون أن الدين يخرج من بطن الحكم(يعني العكس).

هذا هو محل الخلاف .

فيا أخي الحبيب ويا إخواني الأفاضل قبل أن نناقش بعضنا بود وإحترام وأخوة علينا تحرير محل الخلاف فخلافنا معكم يا إخوتاه ليس في وجوب التغيير ولا في حرمة القعود بل في طريقة التغيير .

رياض المطرفي
2012-01-20, 23:39
الغَيرة على دين الله:

الغَيرة صفة من صفات الكمال، وقد أثبتها النبي صلى الله عليه وسلم لله عز وجل بقوله كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن"(2)، وأعظم الناس غيرة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه كان يغار لله ودينه ولا ينتقم لنفسه قط؛ وما دام الأمر كذلك فليس من المستغرب أن يغار المؤمن على دين الله سبحانه وتعالى وعلى حرماته أن تنتهك، بل إنه إن لم يفعل كان إيمانه موضع شك، لأن غضب القلب وإنكاره -وهذا هو أصل الغيرة- هو أضعف الإيمان.

فالغيرة على دين الله أصلها محمود؛ وهي عبادة قلبية لله عز وجل، وما دامت من العبادات فلا بد أن تنضبط بالضوابط الشرعية حتى لا تخرج بصاحبها عن حد الاعتدال إلى الغلو المنهي عنه فيهلك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "هلك المتنطعون"(3)، قال النووي رحمه الله: (أي المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم)(4)، وخير مثال على ذلك ما كان من أمر النفر الثلاثة الذين سألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم في السر؛ قال أنس رضي الله عنه: "فلما أُخبِروا كأنهم تَقالُّوها، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداًَ، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني"(5).

إن كثيراً من الشباب -وبخاصة في زمن الفتن وأوقات الأزمات- قد تشتد غيرتهم حتى تخرج بهم عن حد الاعتدال وتوقعهم فيما لا تحمد عقباه، وما ذاك إلا بسبب عدم وضوح الرؤية وغياب الضابط الشرعي عن أذهانهم، وهذا أمر خطير لا بد من التحذير منه وتبصير الناس بفساده ومخالفته للشرع المطهر الذي ما غار المرء ابتداء إلا له، والأمر كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (كم من مريد للخير لن يصيبه)(6).

إن أعظم منكر على الإطلاق هو الشرك بالله عز وجل، وهو أولى ما يُغار على الدين بسببه، وقد دنس المشركون أطهر بقعة وهي الكعبة المشرفة بالأصنام والأوثان ومع ذلك فما قام النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بتحطيمها ولا أمر أصحابه بذلك رغم أنه كان بوسعهم، ولا يقول عاقل إنه عليه السلام ما كان يغار عند رؤية هذه الأصنام -حاشاه- لكنه بأبي هو وأمي ما كان يأتي شيئاً أو يذره إلا وفق مراد الله ومشيئته.

ومن أعظم المنكرات كذلك ما كان يلاقيه أصحابه من قتل وتعذيب وتشريد في مكة، ولا يقول عاقل إنه صلى الله عليه وسلم ما كان يغار على أصحابه أو يألم لألمهم، ولا يقول عاقل إنه ما كان يمكن أن يأمر بمن يأتي برأس أبي جهل أو غيره من عتاة المجرمين الذين يعذبون المؤمنين وليكن بعد ذلك ما يكون، لكنه ما كان يزيد عن أمرهم بالصبر، كما في قوله: "صبراً يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة"(7)، أو نهيهم عن الاستعجال كما في حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه حيث قال: "شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا ؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون"(8)؛ وهكذا حال بعض شبابنا اليوم؛ يستعجلون.

يستعجلون رغم أن كلمة التوحيد في بلادنا ظاهرة، والمؤمنون فيها أعزة، وما يقع من منكرات أو من تغير للأحوال كالتشكيك في بعض الثوابت أو التعرض لأهل الإيمان من العلماء والمشايخ وغيرهم لا يمكن أن يقارن بحال بما كان قبل الهجرة.

ونحن لا ندعو لترك الباطل أو الحبل على الغارب لأهله ولكن ننهى عن الاستعجال الذي لن نقطع معه أرضاً ونبقي بعده ظهراً! وهكذا بعض الشباب يستعجلون استعجالاً دفع بعضهم للتهور والتفجير والتدمير، ودفع بعضهم الآخر لليأس ومن ثم الانزواء والانطواء، أو الانهزام والتخاذل والتساهل والتفلت، وكل هذا من عواقب ترك الانضباط بالمنهج الشرعي في التغيير، ومن عواقب الجهل بسنة الله في التدافع.

إن من أوضح ما يبين ضرورة انضباط الغَيرة بضابط الشرع حتى تكون ممدوحة وتخرج عن كونها مذمومة قصة سعد بن عبادة رضي الله عنه، فإنه لما أنزل الله عز وجل أن حد الزنا إنما يثبت بشهادة أربعة شهود قال كما في الصحيحين: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير مني"(9)، فقد أثبت له النبي صلى الله عليه وسلم الغيرة، لكنه أنكر عليه مقالته لأن هذه الغيرة لم تنضبط بضابط الشرع، فإن الذي بلَّغ هذا الحكم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ليس بأقل غيرة من سعد بل هو أغير إنسان، والذي أنزل هذا الحكم هو الله عز وجل ولا أحد أغير منه سبحانه، فلا ينبغي لأحد أن تدفعه غيرته على دين الله وشرعه إلى مجاوزة الحد فيقع في المحذور. وقد جاء عند الإمام أحمد بسند حسن أنه لما نزلت: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا} قال سعد بن عبادة -وهو سيد الأنصار- أهكذا نزلت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار، ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم؟ قالوا: يا رسول الله لا تلمه فإنه رجل غيور؛ والله ما تزوج امرأة قط إلا بكراً، وما طلق امرأة له قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته، فقال سعد: والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق وأنها من الله تعالى، ولكني قد تعجبت أني لو وجدت لُكاعاً تَفَخَّذَها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء، فوالله لا آتي بهم حتى يقضى حاجته!"(10).
فبعض الناس قد يرى أن الغيرة تمنح صاحبها في مثل هذا الموقف -نسأل الله العافية لنا ولعامة المسلمين- الحق في أن يقتل المرأة أو الرجل أو يقتلهما معاً، بل إن القوانين في بعض البلاد لا تعاقب على مثل هذا الفعل ويسمونه حماية العرض أو الشرف، لكن هذا غير صحيح، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى حكم الملاعنة بين الزوجين، ولم ينزل إذناً للزوج بالقتل أو الضرب بدعوى الغيرة. هذا هو حكم الله، لكن بعض الناس يستحسن القتل أو الضرب وما أشبه، {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]، يستحسنون ذلك ظناً منهم أنه من لوازم الشدة والقوة والرجولة، وليس الأمر كذلك، بل هو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"(11)، وهذا هو القانون الذي ينبغي أن يفهمه المتعجلون المتهورون، فالعاطفة ينبغي أن تضبط بضابط العقل، والعقل يضبط بضابط الشرع وإلا وقعت كوارث كالتي نراها ونسمعها هنا وهناك.


________________
(1) الغَيرة بفتح الغين مشتقة من تغير القلب وهيجان الغضب، وأما الغِيرة بالكسر فهي المِيرة أي الطعام الذي يجلبه الإنسان.
(2) صحيح البخاري 6/2693 (6968)، صحيح مسلم 4/2113 (2760).
(3) صحيح مسلم 4/2055 (2670).
(4) شرح النووي على مسلم 16/220.
(5) صحيح البخاري 5/1949 (4776)، صحيح مسلم 2/1020 (1401).
(6) سنن الدارمي 1/79 (204).
(7) المستدرك 3/432 (5646)، قال الألباني في تخريج أحاديث فقه السيرة: حسن صحيح.
(8) صحيح البخاري 6/2546 (6544).
(9) صحيح البخاري 6/2511 (6454)، صحيح مسلم 2/1136 (1499).
(10) مسند أحمد بن حنبل 1/238 (2131)، قال الأرنؤوط: حديث حسن.
(11) صحيح البخاري 5/2267 (5763)، صحيح مسلم 4/2014 (2609).


الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله- قال:
العاطفه اذا لم تضبط بالكتاب والسنة كانت عاصفه ... الله المستعاان

الرستموين
2012-01-30, 12:37
الامام النووى: واما الخروج عليهم وقتالهم فحرام

قال الآجري: وصبر على جور الأئمةوحيف الأمراء ولم يخرج عليهم بسيفه - ولا تَخرج مع خارجي حتَّى تقاتله

وقال البربهاري: ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه وإن جار

وليس من السنة قتال السلطان فإن فيه فساد الدنيا والدين

قال أبو الحسن الأشعري: وأجمعوا عَلَى السمع والطاعة لأئمة المسلمين ...من بَرٍّ وفاجر لا يلزم الخروج عليهم بالسيف جار أو عدل

قال ابن تيمية: أمر النبى عليه السلام بالصبرعلى جور الأئمة ونهى عن قتالهم ما أقاموا الصلاة

إن المشهور من مذهب أهل السنة أنهملا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم

قال الثورى: ولا يحل قتال السلطان ولاالخروج عليه بأحد من الناس

قال الحسن البصري: والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قِبلِ سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل ذلك عنهم وذلك أنهم يفزعون إلى السيف (السلاح) فَيُوكَلون إليه

وقال سهل بن عبدالله التُّستري: ولا يخرج على هذه الأمة بالسيف

و قال لإمام ابن بطة العكبري: ولا تخرج بالسيف على الأئمة وإن ظلموا

و قال الإمام أبومنصور معمر بن أحمد الأصبهاني: ثمَّ من السّنة الانقياد لِلْأُمَرَاءِ وَالسُّلْطَان بِأَن لَا يخرج عَلَيْهِم بِالسَّيْفِ وَإِن جاورا

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: ويرون المنع من الخروج عليهم بالسيف





الاقوال التى ذكرتها لهؤلاء العلماء كلهم مجمعون على ان المنهي عنه هو الخروج المسلح بالسيف اما ما تفعله الشعوب فهو خروج سلمي بصدور عارية يقول للظالم ارحل كما خرج سلطان العلماء العز بن عبد السلام مستنكرا فعل الامير وخرجت معه المدينة كلها رجالا ونساء حتى استرضاه الامير وقد ايد كثير من علمائنا الخروج السلمي في مظاهرات حتى يزال الظلم او الظالم وعلى رأسهم العالم الرباني والداعية الفقيه والخطيب المفوه الشيخ يوسف القرضاوي يحفظه الله ورعاه وزاد في عمره حتى ننتفع بعلمه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعجبني الرجل اذا سيم الخسف ان يقول لا والشعوب قد سيمت الخسف من سنين لا للخروج المسلح نعم للخروج الشعبي العارم السلمي لاسقاط الطواغيت الظلمة

صقر محلق
2012-01-30, 19:28
والله عجيب أمركم كيف تقدمون الطاعة وهو لم يحكم شرع الله وهم لا يزدادون من الله إلا بعدا

هل أصبحت الطاعة عندكم قربانا وهو لا يقدم لكم إلا الفجور والدحور و تقديم الرقاب لأعداء والسير على منهاجهم

يا أخي خذوا العبر مما يحدث اليوم طفل صغير يذبح في سطيف أمام أمه ولا أحد يحرك ساكنا و لم يستطع ولاة أموركم حتى القبض عليه

أين أنتم من هذا كله أليس هذا الجرم من غياب الشريعة وأنتم تتحدثون عن الطاعة وهو يقدم لكم الخلاعة أفيقوا من سباتكم وطالبوا بتحكيم الشريعة

إن كنتم تدعون الحرص عليها ...............